السلوك التوافقى والقدرة العقلية والإنجاز الأكاديمى
من خلال مراجعة التراث تبين أن هناك علاقة بين السلوك التوافقى والذكاء وقد قام كامفوس بدراسة هذه العلاقة Kamphaus,1987 فلم يجد دليلاً على أن السلوك التوافقى يمكنه التنبؤ بالإنجاز الأكاديمى فضلاً عما يمكن التنبؤ به من خلال نسب الذكاء. وقد بحث Oakland,1983 العلاقات بين القراءة والإنجاز فى الرياضيات والذكاء والسلوك التوافقى. وتأثير نسب الذكاء والسلوك التوافقى ومعدل القراءة، والإنجاز فى الرياضيات، وتم تحديده من خلال الانحدار الخطى الثنائي Multiple linear Regression (باستخدام مقياس وكسلر المعدل ومقياس السلوك التوافقى) واختبار كاليفورنيا للانجاز (CAT) ومن خلال التحليل الأولى تبين أن معدل القراءة لم يكن دالاً فى التنبؤ بالإنجاز مثلما الحال مع مساهمات الذكاء والسلوك التوافقى. الأمر الثانى وجد الباحث أن مساهمة السلوك التوافقى فى التنبؤ بالإنجاز لم يكن دالاً على عكس ما يمكن أن تقوم به نسب الذكاء من تنبؤ، وقد توصل إلى أن الرابطة فى استخدام مقاييس الذكاء أو السلوك التوافقى تقدم معلومات وفيرة مع اعتبار التنبؤ بالانجاز.
وقام بوبوف ووكر Popoff-Walker,1982 بدراسة تأثير نسب الذكاء والسلوك التوافقى على الآداء فى مهمة تقييم التعلم الكامن أو الممكن Learning potential التى تتبع (اختبار- تدريب- اختبار) وهدفت الدراسة إلى تحديد ما إذا كان الآداء على قياس التعلم الأساسى يمكن أن يتم تدعيمه من خلال إجراءات التدريب، إذا كان كذلك فإن تأمل الباحث ربما يمثل خبرة التعلم المنظم Systematiclearning وباستخدام التحليل العاملى، فقد أشارت النتائج إلى أن إجراءات التدريب له تأثير إيجابي دال على درجات القياس البعدى (عندما ينظر لدرجات الاختبار القبلى) وفى حالة التحليل الثنائى فإن نسب الذكاء كانت أفضل فى التنبؤ بدرجات االقياس القبلى والبعدى مع درجات السلوك التوافقى، التى تساهم فى التنبؤ بدرجات الاختبار القبلى والبعدى.
وقد حاول ديسيبيو Disibio,1993 دراسة التأثير المتداخل للذكاء والسلوك التوافقى على الإنجاز لدى عينة من الطلاب العاديين، وتم تطبيق اختبار وكسلر لمرحلة ما قبل المدرسة ومقياس السلوك التوافقى ومقياس السلوك التوافقى لفاينلاند، وأظهرت النتائج أن هناك علاقة متوسطة بوجه عام بين درجات السلوك التوافقى ودرجات الذكاء، وقد ارتبطت درجات الإنجاز بقوة مع كلاً من درجات السلوك التوافقى ونسبة الذكاء. ومن هذه النتائج يبدو أن ثمة علاقة لمقاييس السلوك التوافقى ليس فقط فى القدرة على التنبؤ بالقدرة على الإنجاز الأكاديمى ولكن فى القدرة التشخيصية أو التأكيد التشخيصي.
السلوك التوافقى والتوحد
فى الواقع تزداد مشكلات السلوك التوافقى لدى الأفراد الذين يتم تشخيصهم ذوى اضطرابات نمائية Developmental disorders بما فيهم التوحد Autism حيث يتميز الأطفال التوحديين بنقص شديد فى البعد الاجتماعى مقارنة بالمجموعات الأخرى من الأطفال، كذلك بينت نتائج بعض الدراسات أن الأطفال التوحديين لديهم تغيرات أو تقلبات فى السلوك التوافقى أكثر من الأطفال الآخرين ذوى الاضطرابات النمائية.
وتركز البحوث غالباً على سؤال كيف أن الأطفال التوحديين (مع نسب الذكاء – ومدى الإعاقة العقلية) يختلفون عن الأطفال غير التوحديين ذوى الإعاقة العقلية فى النمو المعرفى، والوظائف التوافقية أو التكيفية؟ فبالنسبة لأنماط السلوك التوافقى لدى الأطفال التوحديين وجدت اختلافاً لدى هؤلاء الأطفال الذين ينظر إليهم كأفراد معوقين عقلياً من طرق عديدة: الوظائف التكيفية منخفضة لدى الأطفال التوحديين ارتباطاً بنسبة الذكاء عند مقارنتهم بالآخرين، الأطفال التوحديين نمطيا يظهرون اشكالاً غير منظمة فى درجات المهارات النمائية المختلفة فى أبعاد السلوك التكيفى بشكل اكثر من المعوقين عقليا.
الأطفال التوحديين لديهم ضعف واضح فى مجال التطبيع الاجتماعي مقارنة بأبعاد أخرى فى السلوك التوافقى مقارنة بالمجموعات الأخرى عند مقارنتها مع نسب الذكاء أو العمر العقلى، كذلك الضعف فى مجال التواصل تم تقريره لدى الأطفال التوحديين، سلوك الأطفال التوحديين يميل إلى العجز فى القدرات المعرفية. والاضطرابات بين الذكاء والسلوك التوافقى وجدت لدى الأطفال التوحديين أكثر من الأطفال ذوى الإعاقة العقلية خصوصاً فى مجالات التواصل والتطبيع الاجتماعى.
ولشرح الأنماط السلوكية قام فولكمار وزملائه Volkmar,et al,1987-1993 باستخدام عينة معيارية ممن طبق عليهم مقياس السلوك التوافقى وجدت أن الأطفال التوحديين لديهم ضعف فى التواصل والتطبيع الاجتماعى ولكن قد يكون عكس ذك فى مهارات الحياة اليومية مقارنة بأطفال آخرين معوقين مثل الإعاقة العقلية، والاضطرابات النمائية اللغوية. وعند استخدام تحليل الانحدار فإن الأطفال الذين تم تشخيصهم توحد قد حصلوا على درجات فى التطبيع الاجتماعى كانت أكبر من الانحرافات المعيارية المنخفضة بمستويات التنبؤ بالنسبة لأعمارهم الزمنية.
وتناول لافلاند وكيللى Loveland&Kelley,1998 بحث العلاقة بين المهارات التوافقية فى مقاييس النمو أو القدرة فى المراهقة وصغار البالغين التوحديين وذوى متلازمة داون، المجموعتان تم تجانسهم فى مستوى القدرة العقلية والعمر الزمنى. قارن الباحثان آداء المجموعات فى ثلاثة مجالات هى: التواصل والتطبيع الاجتماعى ومهارات الحياة اليومية، وقد أشارت النتائج إلى أن الأطفال التوحديين وذوى متلازمة داون لا يختلفون كثيراً فى الوظائف التوافقية، واختلاف أنماط السلوك التوافقى كانت بارزة بين المجموعات. وبالنسبة للأطفال ذوى متلازمة داون فإن مهارات التوافق تم مقارنتها مع مستويات القدرة العقلية لديهم، بينما التوحديين كانوا متأخرين فى التواصل والتطبيع الاجتماعى مقارنة بمستويات القدرة العقلية لديهم. وفى عام 1991 قام نفس الباحثين السابقين بمقارنة السلوك التوافقى لدى الأطفال فى مرحلة ما قبل المدرسة (التوحديين – ذوى متلازمة داون) ووجدوا أن درجات التطبيع الاجتماعى كانت دالة بشكل منخفض بالنسبة للأطفال التوحديين مقارنة بالأطفال ذوى متلازمة داون. درجات مقياس فاينلاند كانت يعاد حسابها وفقا للعمر العقلى أكثر من العمر الزمنى، وأظهرت النتائج أن الوظائف الاجتماعية التوافقية لدى الأطفال التوحديين كانت أكثر اضطراباً فى مستوى النمو بشكل عام عن الأطفال ذوى متلازمة داون.
وقام Jacobson&Ackerman,1990 بمقارنة السلوك التوافقى الوظيفى بين الأفراد لتصنيف التوحد والتخلف العقلى لدى المجموعات ذات السن الأصغر، وبدا واضحاً التأخر فى مهارات الحياة اليومية لدى الأطفال الذين تم تشخيصهم أنهم توحديين مقارنة بأقرانهم من المعوقين عقليا، ومع تثبيت متغير السن فإن هذه الفروق فى المهارات كانت مازالت محددة (تشير إلى الفروق بين المجموعات التشخيصية بغض النظر عن السن) وقد ظهرت الفروق عندما تم مقارنة المجموعات الأكبر والتى أشارت إلى أنه ربما يكون التأثير المتوازن Plateau effect مرتبط بالوظائف التوافقية لدى الأفراد التوحديين كلما كبروا فى السن.
وقد قام الباحثان ريدريجو وجوفكان RodrijueMorgan&Geffken,1991 بدراسة الوظائف المنخفضة لدى الأطفال التوحديين الذين تم مجانستهم مع الأطفال ذوى متلازمة داون ومجموعة من الأطفال العاديين فى المتغيرات الديموجرافية ومستويات السلوك التوافقى بشكل عام ووجدوا أن الفرق دالاً بين مجموعة التوحد وبين المجموعتين الأخريين فى بعد التطبيع الاجتماعى، ولا يوجد فرق فى التطبيع الاجتماعى بين العاديين ومجموعة المعوقين عقلياً، وتوصل الباحثون إلى وجود عجز فى التطبيع الاجتماعى لدى الأطفال التوحديين، وأنهم ليسوا منخفضين فقط فى المستوى النمائى كعجز واضح ومحدد، وهو ما لا يوجد لدى الأطفال العاديين أو المعوقين عقليا.
وقد حاول سكاتز وألين Schatz&Hamdon-Allen,1995بحث تأثير السن والذكاء على نمط المهارات التوافقية من خلال تطبيق مقياس السلوك التوافقى لدى الأطفال التوحديين مقارنة بالمعوقين عقلياً. وبتحليل النتائج توصلوا إلى أن السن يرتبط بالمتغيرات بين المجموعتين فى درجات السلوك التكيفى، وبتحليل بيانات المجموعة الثانية من خلال قياس نسب الذكاء وجد أنه مرتبط بالمتغيرات بين المجموعتين، وقد اقترحا أن العلاقة بين المهارات التوافقية لدى الأطفال التوحديين والأطفال المعوقين عقلياً تتنوع وفقاً للسن ونسبة الذكاء. وأن الأطفال ذوى التوحد أظهروا عجزاً فى البعد الاجتماعى فى مقابل الأطفال المعوقين عقلياً، والنتائج النهائية لتلك الدراسة أن الفروق فى درجات التطبيع الاجتماعى بين الأطفال التوحديين وغير التوحديين يبدو أنها ترجع إلى مستويات نسب الذكاء. وهناك نتائج مشابهة ترى أن البروفيل للقدرات العقلية من خلال أبعاد مقياس فاينلاند يبدو أنها تعتمد على مستوى نسب الذكاء لدى الأطفال التوحديين. وهناك أمر آخر بالنسبة للأطفال منخفضى الوظيفية ذوى العجز الاجتماعى ليس من السهولة التمييز بين الأطفال التوحديين عن الأطفال الآخرين المعوقين، بالإضافة إلى الأطفال ذوى الوظيفية المرتفعة – فإن الاضطراب فى المهارات الاجتماعية كبيراً على مقياس فاينلاند، وإجمالاً فإن مستوى نسب الذكاء يبدو مؤثراً على الأفراد التوحديين من حيث مهارات التوافق مقابل الأفراد ذوى الإعاقة العقلية.
وقد قام Vig&Jedrysek,1995 من خلال التحليل العاملى باستخدام نسب الذكاء كمحك لدى عينة من الأطفال ما قبل المدرسة تم تشخيصها إعاقات نمائية، وتم تثبيت متغير الذكاء وأن معظم الفروق غير دالة فى أبعاد التواصل والتطبيع الاجتماعى، وأظهرت النتائج أن الأطفال التوحديين والأطفال ذوى التأخر النمائى يختلفون عن المجموعات التشخيصية الأخرى مثل :التأخر النمائى، وذوى العجز المعرفى الخفيف Developmental delay ,mild cognitive deficits فى كل تلك الأبعاد، وأشارت النتائج إلى أن القاسم المشترك لدى الأنماط النمائية يتركز خصوصاً حول العجز فى التواصل والمهارات الاجتماعية لدى الأطفال التوحديين.
وتناول Carpentieri&Morgan,1996 العلاقات بين الوظائف التوافقية والوظائف العقلية لدى عينة من الأطفال التوحديين وغير التوحديين (معوقين عقليا) Intellectually disabled المجموعات تم مجانستها فى السن ونسبة الذكاء، وأظهرت النتائج أن مجموعة التوحد لديهم بشكل رئيسى مهارات تكيفية منخفضة مقابل درجات مجموعة المعوقين عقلياً، هذه الفروق بين المجموعات نتجت مبدئياً عن انخفاض الدرجات فى المجموعة التوحدية فى الأبعاد: التواصل والتطبيع الاجتماعى، فى مجموعة التوحد هناك ضعف محدد فى بعد التطبيع الاجتماعى، وقد خلص الباحثان إلى أن مقياس فاينلاند له القدرة فى التمييز بين التوحديين وغير التوحديين من الأطفال المعوقين عقليا. وأشار البروفيل لدرجات فاينلاند أنه قدم فعالية فى التمييز بين المجموعتين، خصوصاً ما ينشأ من بعدى التواصل والتطبع الاجتماعى، هذه البروفيلات الفارقة تدعم الفائدة من فاينلاند فى التشخيص الفارق بين التوحديين فى مقابل المعوقين عقليا.
وسعى فريمان وآخرون Freeman&Zhang,1999 إلى بحث كيف يمكن لدرجات الفاينلاند مع الأفراد التوحديين أن تتغير تبعاً لتغير السن، والهدف الأكبر من تحليل البيانات كان بحث التغير فى درجات السلوك التوافقى كوظيفة للسن وتقييم تأثير نسب الذكاء على تغيير درجات مقياس السلوك التوافقى. وتم تقسيم العينة إلى ثلاث مجموعات حسب درجات الذكاء لديهم (مرتفع، متوسط، منخفض) ووجد الباحثون أن بعد التواصل أظهر زيادة دالة مرتبطة بالسن فى المجموعات الثلاثة ومهارات الحياة اليومية، كذلك أظهرت زيادة دالة لوظيفة السن، ولكن المجموعات المرتفعة والمتوسطة الذكاء كان لديهم نمو أسرع ودال فى المعدل عن مجموعة الذكاء المنخفض. المهارات الاجتماعية بينت زيادة دالة لوظيفة السن، لكن تلك التغيرات لم تكن مرتبطة بنسبة الذكاء، وقد أشارت النتائج إلى أن النمو الطبيعى مع التوحديين يحسن المهارات التوافقية مع التقدم فى السن، بينما نمو الفرد فى التواصل ومهارات الحياة اليومية معتمد على نسبة الذكاء، وتحسن المهارات الاجتماعية مستقلاً عن نسبة الذكاء.
وقد حاول ستون وآخرون Stone,et al. 1999 دراسة السلوك التوافقى لدى الأطفال أقل من ثلاث سنوات لتحديد ما إذا كانت أنماط السلوك التوافقى يمكن أن تبزغ لتحديد التوحد المبكر، والهدف الثاني كان اختبار درجة المهارات المعرفية واللغوية والمرتبطة بالسلوك التوافقى وقد شملت العينة الأطفال الذين تم تشخيصهم توحد ومجموعة (ليس لديهم توحد) من ذوى التأخر النمائى، وقد أشارت النتائج إلى أن المجموعتين لم يظهرا أنماطاً مختلفة من السلوك التوافقى، وهذه الفروق منها انخفاض فى درجات التواصل، والتطبيع الاجتماعى لدى مجموعة التوحد مقارنة بالمجموعة الأخرى غير التوحديين، وعند استخدام اللغة كمحك فإن نفس النتائج تم الحصول عليها فى إشارة إلى ضعف مهارات اللغة، وتم مجانسة المجموعتين فى العمر الزمنى والعمر العقلى، لكن نمط السلوك التوافقى لم يساهم فى تحديد مستوى الفروق المعرفية، ذلك النمط أضعف فى درجات التواصل والتطبيع الاجتماعى لدى الأطفال التوحديين خصوصاً لدى الأطفال الأصغر.
وقد راجع كرايجر Kraijer,2000 الدراسات التى قيمت تنظيم مهارات التوافق لدى الأفراد ذوى الإعاقات (معوقين عقليا – الاضطراب النمائى الشامل) ولتحديد ما إذا كان الميل العام ملحوظ فى نتائج الاختبارات، وتوصل الباحث إلى أن الأفراد التوحديين قد حصلوا على نتائج منخفضة الدلالة فى أبعاد التواصل والتطبيع الاجتماعى، ومهارات الحياة اليومية ولم يتضح تأثرها وفقا لسبب الإعاقة، تلك النتائج تم الحصول عليها من خلال استخدام مقياس دوتش Dutch للسلوك التوافقى وهو يشبه فى أبعاده الفرعية مقياس فاينلاند.
وقد قام Bolte&Paustka,2002ببحث ما إذا كان الارتباط بين القدرات العقلية والتوافقية لدى التوحد تتنوع وتعتمد على وجود أو غياب الإعاقة العقلية، وتم جمع البيانات من خلال المسح عن طريق مقياس السلوك التوافقى، وتم مقارنتها بالآداء على مقاييس وكسلر المعدلة (WISC-R;WAIS-R)لدى عينات من التوحديين أو ذوى الاضطرابات النمائية ممن لديهم أو ليس لديهم إعاقة عقلية، فى المتوسط عينة التوحد أو ذوى الاضطرابات النمائية أظهروا قدرة عقلية وظيفية أعلى من المهارات فى السلوك التوافقى، وقد سجلوا درجات أعلى فى مهارات الحياة اليومية، ودرجات منخفضة فى التطبيع الاجتماعى وفشل فى التواصل، ولذلك مستوى السلوك التوافقى، والوظائف المعرفية تختلف مبدئياً لدى الأفراد ذوى الوظيفية المرتفعة، وأكثر انخفاضاً لدى الأفراد ذوى الوظيفية المنخفضة، لذلك توصل إلى أن نسب الذكاء المرتفعة نمطيا ودرجات السلوك التوافقى لدى التوحديين ربما تكون واضحة لدى ذوى نسب الذكاء المرتفعة، وقد أظهر تحليل البيانات العلاقة بين السلوك التوافقى ونسب الذكاء لدى المجموعة ذوى الإعاقة العقلية. أما فى مجموعة القدرات المعرفية المنخفضة فإن العلاقة بين السلوك التوافقى ونسب الذكاء كانت أقل. تلك النتائج أشارت إلى أن الذكاء والسلوك التوافقى متشابهان لدى الأفراد ذوى الوظيفية المنخفضة ولكنها متباعدة لدى الأفراد ذوى الوظيفية المرتفعة.
وقد حاول كل من Fisch,Simensen&Schroor,2002 تقييم تطور السلوك التوافقى والقدرات المعرفية لدى الأطفال والمراهقين الذين تم تشخيصهم أنهم توحد مقارنة مع ذوى متلازمة كروموزوم إكس الهش Fragile-X syndrome شملت العينة 18 طفل توحدى و18 من ذوى متلازمة كروموزوم إكس الهش وباستخدام بطارية بينيه للذكاء الطبعة الرابعة والسلوك التوافقى، وأشارت النتائج أن الأطفال الأصغر ذوى الأوتيزم أظهروا درجات منخفضة فى مستوى الذكاء عن نفس المجموعة من ذوى متلازمة كروموزوم إكس الهش، كلا من مجموعتى التشخيص أظهروا توازناً فى درجات الذكاء، بينما الأطفال ذوى متلازمة إكس الهش استمروا فى التراجع والتدهور، كلا من مجموعتى التشخيص أظهروا تقارباً فى درجات السلوك التوافقى، وأن الأطفال يكتسبون مهارات السلوك التوافقى بشكل بطيء المعدل، الأطفال التوحيديين أظهروا مستويات منخفضة الدلالة فى السلوك التوافقى بشكل عام مثل التواصل، والتطبيع الاجتماعى خصوصاً عند مقارنتهم بالأطفال من ذوى متلازمة كروموزوم إكس الهش.
وقد قام بوول وآخرون Paul,et al.2004 ببحث مظاهر حقيقية من السلوك التوافقى لدى مجموعتين (توحد – اضطرابات نمائية) والهدف كان تحديد السلوكيات التى تعين على التشخيص الفارق، وقد اعتقد الباحثون أن الأطفال التوحديين يختلفون عن الأطفال ذوى اضطرابات النمو فى الدرجات فى التطبيع الاجتماعى ومهارات الحياة اليومية فى مقياس فاينلاند. الأفراد تم اختيارهم وتجانسهم استنادا على متوسطات نسب الذكاء، وقد أشارت النتائج إلى فروق دالة فى الدرجات بين مجموعة التوحد والمجموعة الأخرى على أبعاد فاينلاند فى التواصل والتطبيع الاجتماعى، ولم تصل النتائج إلى فروق فى بعد مهارات الحياة اليومية، وباستخدام نسب الذكاء كمحك فإن درجات مجموعة الاضطرابات النمائية كانت أعلى من درجات مجموعة التوحد، الفروق كانت دالة بين التوحديين ومجموعة الاضطرابات النمائية فى التواصل، التعبير، التطبيع الاجتماعى بين الأفراد، مهارات الحياة اليومية والاجتماعية.