عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 06-01-2012, 03:11 AM
الصورة الرمزية عبقرينو
عبقرينو عبقرينو غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 456
افتراضي

 


وقفة مع الإرشاد النفسي لذوي الإحتياجات الخاصة :

فيمايلي سنناقش الإرشاد النفسي لأسر ذوي الإحتياجات الخاصة من حيث تأديتها لمهمتها في مجتمعنا المحلي بشكل خاص ، ودورها في المجتمعات الخليجية والعربية بشكل عام .

إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة
نظـــــرة عامــــــة
لابد لنا بداية ً من وقفة إكبار و إحترام لذوي الإحتياجات الخاصة أنفسهم ، و إحترام و إعزاز لأسر هؤلاء الأطفال ، للمعاناة التي يعيشونها سواءا ً الأطفال أنفسهم أو أسرهم من آباء وإخوة ، فلابد من معين لهم ، يعمل على التخفيف ولو قليلا ً من المعاناة التي يعانوها ، وتعتبر الخدمات الإرشادية من أهم الخدمات التي تقدمها التربية الخاصة ، حيث إن الإحتياجات الإرشادية للأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة و أسرهم تزداد تنوعا ً عن أقرانهم العاديين ، كما إنها تستمر مع هؤلاء الأشخاص عبر مراحل حياتهم المختلفة ، بدءا ً من مرحلة الطفولة إلى العمل والزواج ، مرورا ً بمرحلتي الدراسة والتأهيل ، يحدث ذلك لأن حالات القصور التي يصاب بها الأشخاص ذو الإحتياجات الخاصة تفرض قيودا ً على سلوكهم ونشاطهم اليومي ، مما يزيد من تعرضهم لظروف معوقة نفسيا ً و إجتماعيا ً ، صحيح إن الإعاقة لاتعني بالضرورة وجود مشكلات أو صعوبات تحتاج إلى خدمات الإرشاد النفسي ، ولكنها تعني زيادة إحتمال تعرض الأشخاص من ذوي الإحتياجات الخاصة لهذه المشكلات والصعوبات .ضاعف من حدة هذه الظروف المعوقة الإتجاهات السالبة – غالبا ً – لدى أفراد المجتمع نحو الإعاقة وذوي الإحتياجات الخاصة ، إلى جانب ذلك ، فإن نتائج البحوث و الدراسات تشير إلى إرتفاع نسبة الإضطرابات النفسية ومظاهر سوء التوافق النفسي أو الإجتماعي أو المهني بين ذوي الإحتياجات الخاصة مقارنة ً بنسبتها بين العاديين .
وبالرغم من الأهمية الكبيرة للخدمات الإرشادية الخاصة فإنها تعاني من قصور ملحوظ من بين مختلف خدمات التربية الخاصة المقدمة في الدول العربية ودول الخليج العربي على وجه الخصوص .يتبدى لنا هذا القصور في :
· ندرة المتخصصين في هذا المجال ؛
· قلة البرامج الإرشادية الخاصة سواء بالنسبة لذوي الإحتياجات الخاصة أو أسرهم .
مع الأخذ في الإعتبار أن هذه الصورة أفضل نسبيا ً في مجال الإرشاد المهني عنها في مجال الإرشاد النفسي .
فلابد والحال هكذا ان يزيد الإهتمام بهذا الفرع الهام من فروع الإرشاد النفسي ، لما له من أهمية ، فخدمات الإرشاد النفسي لذوي الإحتياجات الخاصة لاتقتصر على ذوي الإحتياجات الخاصة أنفسهم ، بل تمتد لتشمل الأفراد و الجماعات الذين يتفاعلون معهم . فتأتي الأسرة بكل أعضائها في مقدمة هذه الجماعات ، ثم زملاء الدراسة والمعلمون .





وبعد استعراضنا لمواد هذا البحث ، وتناولنا لموضوع إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة ، من جوانب عدة ، نتمنى من خلالها أن نكون قد غطينا هذا الموضوع بشكل جيد ، ويستحق عناء قراءته لمن سيطلع عليه، فلابد بعد كل ماسبق ، نضع تصورنا للشكل الذي نتمناه لهذا الجانب من الإرشاد ، بمعنى آخر نضع عددا ً من التوصيات القابلة للتنفيذ ، والتي تخدم هذه العملية في نفس الوقت .

التوصيات :

o عقد ندوة موسعة لمناقشة الإحتياجات الإرشادية لأسر ذوي الإحتياجات الخاصة ؛
o عقد دورات تدريبية وورش عمل لتطبيق هذا الجانب من الإرشاد في مؤسسات التربية الخاصة ؛
o التركيز على الإرشاد الأسري في مجال التربية الخاصة ، وتفعيل دور الأسرة في العملية التربوية و التعليمية ؛
o إيجاد متخصصين للإرشاد الأسري في مؤسسات التربية الخاصة مؤهلين تاهيلا ً عاليا ً لممارسة هذا الجانب من الإرشاد ؛

فطموحاتنا الإرشادية ، قد تكون متعددة وطموحة نظرا ً لأهمية هذا الجانب من الإرشاد وخدمته للكثير من أفراد مجتمعنا الذي نعيش فيه ، لذلك تتعدد طموحاتنا وتتنوع ، فهي :
  • من ناحية عامة :
نطمح بتوجيه عام ، من قبل جهة معينة ، لتبني تعريف المجتمع والأسرة والأفراد ، بجدوى وأهمية الإرشاد والتوعية ، وذلك من خلال بث مشروع برنامج التأهيل المبني على المجتمع المحلي ، بجميع مقوماته ومصادر الدعم اللازمة لإنجاحه ، وبالتالي إنجاح البرامج الإرشادية والتوعوية المنفذه من خلاله ؛
  • من ناحية خاصة :
نطمح لتوفير مراكز إرشادية وتأهيلية وبرامج متكاملة للإرشاد ، على جميع المستويات ، وتكون إمكانات واعية لمختلف قضايا الإعاقة .


ولابد أن نخلص لعدد من النتائج التي توصلنا لها في نهاية بحثنا هذا ، وقد تمثل المعلومة الأساسية التي وصلت إلينا ، وكانت هي السمة البارزة في هذا المجال ، والتي صغناها بالشكل التالي .


الخلاصـــة :

عالجت هذه الورقة موضوع إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة ،واتضح لنا مايلي :

§ إن ضعف هذا الجانب من جوانب الإرشاد في الدول العربية ، لايتناسب مع تلك الأهمية التي يتمتع بها ، فلازالت برامج إرشاد ذوي الإحتياجات الخاصة وأسرهم قاصرة ، ولاتتسم بالفاعلية ، وإن كانت المجتمعات العربية ، والمؤسسات الراعية لفئات التربية الخاصة في الدول العربية ، تعمل جاهدة للتقدم بهذه الجوانب التي تخدم وتساعد هذه الفئات الخاصة ، ومحاولة التقدم بشؤون رعاية الفئات الخاصة وأسرهم مشاركة ً في التنمية الإجتماعية لهذه الدول ؛

§ أما بالنسبة للمجتمع القطري ، نجد كما سيتضح للمطلع على الجزء الخاص بالملاحق ، وهو الخاص بالجمعية القطرية لذوي الإحتياجات الخاصة ، محاولات الجمعية تغطية هذا الجانب الهام للأشخاص من ذوي الإحتياجات الخاصة في المجتمع المحلي ، وإن كانت هذه المحاولات لازالت في بداياتها ، ونتمنى المزيد والمزيد خدمة ً لهذه الفئة وتنمية إحتياجاتها ، سواءا ً خدمة ً للأفراد من ذوي الإحتياجات الخاصة أو أسرهم ، من الوالدين و الأخوة .



الخـــــــــاتمة :

كانت هذه التجربة في اعداد هذه الدراسة ، من التجارب الممتعة ، والمجهدة التي قامت بها الباحثة ، حيث تعرفنا لأول مرة - بالتفصيل - لمفهوم إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة ، وإن كنا لانستطيع أن نغفل ذكر عدد من الأمور التي صادفتنا شخصيا ً أثناء إعدادنا لهذه الدراسة ، ومنها على سبيل المثال :


· توافر المراجع العربية الواسعة في الإرشاد النفسي ، وصعوبة الحصول على مراجع متخصصة في الإرشاد النفسي لذوي الإحتياجات الخاصة ؛

· قد أسعدنا الحظ فاستطعنا الحصول على محاضر المؤتمرات والندوات المتخصصة في مجال التربية الخاصة ، وخصوصا ً مايتعلق منها بالإرشاد النفسي لذوي الإحتياجات الخاصة ، بل و أحدثها ، حيث استطعنا الحصول على أوراق العمل المقدمة لهذة التجمعات العربية الرسمية في مجال التربية الخاصة ، مما كان له أكبر الأثر في إثراء الدراسة ، وتوثيقها بدراسات من واقع التجارب العربية ؛

· ونهاية لانستطيع القول ، أنه صادفتنا مشكلات صعبة لم نستطع التغلب عليها أثناء اعدادنا لهذه الدراسة ، بل ولله الحمد ، تيسرت لنا أمور البحث والدراسة ، إلا من مشاكل تتعلق بقصر الفترة الزمنية ، وزيادة العبء الأكاديمي في هذا الفصل الدراسي ؛






وكذلك لم نصادف مشاكل وعقبات في تعاون المسئولين عن تنفيذ مثل هذه التجارب في الدولة ، بل وجدنا منهم التعاون الكبير والمثمر .

· وبالطبع فالاستفادة الكبيرة التي عادت على الباحثة ، هي التعرف إلى مفهوم جديد بالنسبة لنا ، ومدى مايمثله هذا المفهوم من أهمية كبيرة وتأثير واضح في حياة المجتمعات بشكل عام ، وليس في حياة الطفل من ذوي الإحتياجات الخاصة وأسرته فقط .


ونرجو في نهاية هذه الدراسة ، أن نكون قد وفقنا في موادها ، وان يكون اسلوبنا في عرض المعلومات ، إسلوب شيق و صحيح ، وأن يكون اختيار للألفاظ سليم ، وأن تكون معاني كلماتنا صحيحة وفي موضعها المناسب .

فدراستنا هذه اختصت بمفهوم ـ ما زال ـ حديث بالنسبة لنا ، ألا وهو إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة ، وهي ـ كما نعتقد ـ تجربة قابلة للنقد والنقد الكبير ، فلازلنا بعيدين عن الأمور المهنية والمتخصصة في هذا المجال ، وإن كنا لانستطيع أن نغفل ذكر عدد من الأمور الإيجابية التي صادفتنا شخصيا ً أثناء إعدادنا لهذه الدراسة ، وهي ماذكرناه أعلاه .

وكلنا أمل أن يكتسب المطلع على دراستنا هذه ، القليل من المعلومات في مجال إرشاد أسر ذوي الإحتياجات الخاصة ، وأن يستحق بحثنا هذا عناء قراءته وتصفحـّه .

وفي نهاية الأمر ، نتمنى أن نـُعذر إذا جانبنا الصواب ، أو كانت أفكارنا غير منظمة ، أو معلومانتا غير دقيقة ، فمازلنا نحتاج الكثير لنتمكـّن من العلوم الجديدة التي إكتسبناها حديثا ً في مجال التربية الخاصة ، ومازلنا نتعلـّم ـ من أساتذتنا الأفاضل ـ كل يوم الشيء الكثير ، فكلنا أمل أن يكون ماقدمناه يتناسب وما هو مأمول منا ..... مع شكرنا الجزيل لعناء قراءة نتيجة جهدنا في جمع المعلومات وتنسيقنا لها بطريقة نتمنى أن تكون محل قبول ورضى من قبل المطلعين عليها ........... وشكرا ً جزيلا ً للإطلاع والقراءة .

 

رد مع اقتباس