عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 05-26-2012, 07:20 PM
الصورة الرمزية معلم متقاعد
معلم متقاعد معلم متقاعد غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 1,190
افتراضي

 

الفصل الأول
بعض المفاهيم العامة و علاقة علم النفس و الاجتماع بالتخلف العقلي
1.1 – مفهوم التربية الخاصة.
2.1 – مفهوم التأهيل و مُبرّراته.
3.1 – التصنيف السيكولوجي و علاقة علم النفس بالتخلف العقلي.*مفهوم التكفل
4.1 – التصنيف السوسيولوجي و علاقة علم الاجتماع بالتخلف العقلي.* *مفهوم الارشاد


عند التطرق لأي موضوع كان, لا بد من توضيح بعض المفاهيم الأساسية التي ترتبط به بشكل وثيق, و هو الأمر مع موضوع التخلف الذهني, الذي و عند التطرق إليه تظهر لنا بداية بعض المفاهيم التي عادة ما نصطدم بها عند دراسة جوانب التكفل بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة, إضافة إلى تحديد العلاقة الوثيقة التي تربط بين ظاهرة التخلف العقلي و العلوم الاجتماعية.*
1.1 – مفهوم التربية الخاصة:
1يعتقد البعض أن التربية الخاصة هي تربية المعوقين سمعيا أو بصريا أو فكريا, و هذا الاعتقاد قاصر, لأن معنى التربية الخاصة أعم و أشمل فهو يتضمن تربية الأطفال غير العاديين, و يشمل هذا المفهوم كذلك تربية ضعاف القلب و المرضى بأمراض مزمنة, و كذا المتفوقين عقليا, و المصابين بأمراض كلامية و المشلولين و المعقدين نفسيا و العاجزين حركيا.
و يمكننا أن نستشف مما سبق أن التربية الخاصة من الناحية الاصطلاحية لا تختلف عن التربية بمفهومها العام و الشامل, كونها تلك " العملية الإنسانية الهادفة و المستمرة في الزمن, التي تهدف إلى إثراء خبرة الفرد و إكسابه سلوكات و قيم و خبرات توصله إلى تكوين الشخصية المثالية التي تحقق له الاندماج و الفعالية في مجتمعه ", سوى أن التربية الخاصة " موجهة إلى كل الأفراد المختلفين, سواء من الناحية العقلية أو الجسدية, و الذين يطرح لهم اختلافهم ذاك نوعا من الصعوبات التي تعيقهم عن مسايرة نمط الحياة أو التربية, الذي يعيشه الأفراد العاديون."
و بخصوص الأفراد غير العاديين الذين يحتاجون إلى هذه التربية الخاصة, فهم ليسوا بالضرورة معوقين أو متخلفين ذهنيا, و إنما يشمل مصطل " الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة " الأفراد الموهوبين كذلك, أو العباقرة, الذين يحتاجون إلى تربية خاصة تكفل لهم تطوير ملكاتهم و تفجير إمكاناتهم وفق تلك البرامج, التي تساير مستواهم الذهني من جهة, و تسهل عليهم التوافق مع الذات و مع المجتمع من جهة ثانية.


1- 2 ص 205.
2.1 – مفهوم التأهيل:
1 يحمل مفهوم التأهيل الكثير من المعاني, و هو يشمل التأهيل الطبي و المهني و الاجتماعي و النفسي, و هناك تعريفات مختلفة لتأهيل المعاقين, و لعل أهم هذه التعريفات, ذاك الذي وضعه " المجلس الوطني للتأهيل في أمريكا " ( 1942 ), و الذي لا يزال لدى العاملين في المجال, و الذي يعرف التأهيل على أنه: " استعادة الشخص المعاق كامل قدرته على الاستفادة من قدراته الجسمية و العقلية و الاجتماعية و المهنية و الاقتصادية ".
التأهيل بأنه: " الاستفادة من مجموعة الخدمات المنظمة(
WHO) و تعرف منظمة 2
في المجالات الطبية و الاجتماعية و التربوية و التقييم المهني من أجل تدريب و إعادة تدريب الفرد, و الوصول به أقصى مستوى من مستويات القدرة الوظيفية, و هو يهدف إلى أن يستفيد الشخص المعاق و ينمو جسميا و عقليا و حسيا, و يكون لديه قدر ممكن من القدرة على العمل, و قضاء حياة مفيدة ن النواحي الاجتماعية و الشخصية و الاقتصادية ".
التأهيل:وهي محاولة إكتساب الأطفال المتخلفين مهارات عملية مهنية وتدريبهم على تنمية قدراتهم الاٍجتماعية ،وتدريبهم على النطق والكلام اٍذ اقتضى الأمر ذلك.4

* مبررات تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة:
لا يمكننا الحديث عن التكفل النفسي – الاجتماعي بذوي الاحتياجات الخاصة, لا سيم المتخلفين عقليا, دون الإشارة إلى مبررات التأهيل الذي يعد في حد ذاته وجها من أوجه ذلك التكفل, فهناك مبررات عديدة و أساسية لتقديم الخدمات التأهيلية لهذه الفئة, و التي نوجزها في النقاط التالية 3:
1- يُعتبر الإنسان بغض النظر عن إعاقته صانعا للحضارة, و لذلك ينبغي أن يكون هدف مباشر لمجالات التنمية الشاملة, من خلال جهودها المتنوعة.
2- الشخص المعاق يعتبر قادرا على المشاركة في جهود التنمية, و من حقه الاستمتاع بثمارها إذا ما أتيحت له الفرص و الأساليب اللازمة لذلك.
3- إن المعاقين مهما بلغت إعاقتهم و اختلفت فئاتهم فإن لديهم قابلية و قدرات و دوافع للتعلم و النمو و الاندماج في الحياة العادية و في المجتمع, لذلك لا بد من التركيز على تنمية ما
لديهم من إمكانيات و قدرات في مجال التعلم و المشاركة.
4- لجميع المعاقين الحق في الرعاية و التعليم و التأهيل و التشغيل دون تمييز بسبب الجنس أو الأصل أو المركز الاجتماعي أو الانتماء السياسي.
5- تعتبر عملية التأهيل حق للمعاقين في مجال المساواة مع غيرهم من المواطنين, و ذلك لتوفير فرص العيش الكريم لهم.

1- علي حماد الحسيني. تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة. 2004. ص 5.
. المنظمة العالمية للصحة.
World HealthOrganization2-
3- علي حماد الحسيني. نفس المرجع السابق. 2004 . ص 6.
4-زينب محمد شقير-ع ن ع م-2002- ص 330.

الآن و بعد أن وضحنا مفاهيم التربية الخاصة و تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة, من كونها مفاهيم أساسية في عملية التكفل النفسي و الاجتماعي بالمعوقين – المتخلفين ذهنيا في هذا البحث * فإنه يبقى أمامنا التعريج على أهم التصنيفات في مجال الإعاقة العقلية, و توضيح العلاقة بين فرعي علم النفس و علم الاجتماع بالمرض العقلي.
* فهناك عدة تصنيفات تمس المتأخرين ذهنيا, منها 1 التصنيف الطبي, الذي يُصنف المتأخرين عقليا بحسب العوامل البيولوجية و الوراثية و العضوية المؤثرة على كفاءة الجهاز العصبي, و المؤثرة بذلك على النواحي الذهنية و الفكرية للمصاب, و هناك التصنيف التربوي – و هو الأقرب إلى علم النفس – الذي يضع المتأخرين عقليا وفق فئات حسب درجة ذكائها و استعدادها للتعلم و التعاطي مع المناهج الدراسية...., لكن ما يهمنا في هذا البحث هو التصنيفين السيكولوجي و السوسيولوجي, و كيف يؤثران على عملية التكفل النفسي و الاجتماعي بالمعاق.*

3.1- التصنيف السيكولوجي و علاقة علم النفس بالتخلف العقلي:*
2 يعتمد هذا التصنيف على القياس النفسي و خاصة على نتائج اختبارات ستانفورد – بيني و اختبارات وكسلر – بلفيو, التي تعد من أشهر الاختبارات لقياس الذكاء. و باستخدام المتوسط الحسابي و الانحراف المعياري يتم تصنيف الأفراد المتأخرين عقليا.
و يُصنف علماء النفس فئات التأخر العقلي وفقا لنسب الذكاء على أساس أنها معيار
مستوى الأداء الوظيفي للقدرة العقلية, و يتم ذلك بمقارنة أداء الفرد على اختبار ذكاء مقنن بمتوسط أداء أقرانه ممن هم في مثل سنه.
1- بشير معمرية. بحوث و دراسات متخصصة في علم النفس.. 2007. ص 113.
2- بشير معمرية. نفس المرجع - 2007. ص 113-114.



و من التصنيفات السيكولوجية المقبولة حاليا – و التي على أساس معطياتها تحدد كيفية التكفل بالمعوق – ما قدمه " جروسمان " عام 1977 وفق تعريفه للتأخر العقلي, و يتضمن التصنيف الفئات الأربعة المبينة في الجدول التالي:
الفئات الأربعة للتخلف العقلي وفق تصنيف "جروسمان " السيكولوجي1
نسب الذكاء
فئات التخلف العقلي
اختبار وكسلر – بلفيو
اختبار ستانفورد – بيني
69-55
68-52
1- تأخر عقلي بسيط
54-40
51-36
2- تأخر عقلي متوسط
39-25
35-20
3- تأخر عقلي شديد
أقل من 25
أقل من 20
4- تأخر عقلي حاد
من خلال ما تقدم تتضح لنا العلاقة الوثيقة بين علم النفس و عاهة التخلف العقلي, إذ يهتم علم النفس بدراسة التخلف الذهني من ناحية مستوى الذكاء, و تحديد أنماط الشخصية و السلوك التوافقي, و ردات الفعل الوجدانية و العلاقة مع الذات و المحيط, من خلال مجموعة الاختبارات و المقاييس التي تتيح ضبط و تحليل أفضل لحالة المعوق, و من ثم تحديد و وضع برامج التكفل المثلى بهذه الفئة, بمراعاة قدرات و كفاءة و مستوى كل صنف على حدا.

4.1- التصنيف السوسيولوجي و علاقة علم الاجتماع بالتخلف العقلي:*
2 يعتمد هذا التصنيف على محك " التكيف الاجتماعي للفرد ", و مدى اعتماده على نفسه و وفائه بالواجبات الذاتية و المطالب الاجتماعية, و يستخدم الأخصائيون في تحديد هذه
الجوانب اختبارات " النضج الاجتماعي " و " السلوك التكيفي ".


1- 2 – بشير معمرية. بحوث و دراسات متخصصة في علم النفس . 2007. ص 114-115.
و من بين الاختبارات التي استخدمت لفترة طويلة في تحديد مظاهر السلوك التكيفي, مقياس " فينلاند " للنضج الاجتماعي. إلا أن الانتقادات التي وجهت له جعلت الرابطة الأمريكية للتأخر العقلي تكلف " هانري ليلاند " و آخرين ( 1966 ) بإعداد اختبار جديد للسلوك التكيفي, و الذي كان قد صدر في شكله النهائي عام 1974 و هو اختبار يتناول (
ABS ) السلوك الاجتماعي للفرد من ثلاث سنوات حتى الشيخوخة, تحت اسم 1
, يتكون من 110 سؤال موزعين على قسمين ( قسم خاص بالمظاهر النمائية و آخر خاص باضطرابات الشخصية و السلوك ), بحيث سنشير إلى القسم الثاني من الاختبار لأنه يركز على ضبط و تحديد نوع السلوك الاستقلالي في مجال العناية بالذات, و الذي تشمل بنوده 10 مجالات أساسية هي 2:
-1 السلوك الاستقلالي ( تناول الطعام. استخدام المرحاض...).
-2 النمو الجسمي ( النمو الحسي – الحركي ).
-3 النشاط الاقتصادي ( التعامل بالنقود و مهارات الشراء..).
-4 ارتقاء اللغة ( التعبير. الفهم. ارتقاء اللغة الاجتماعية ).
-5 الأعداد ز الوقت ( عمليات الحساب. إدراك مفاهيم الوقت...).
-6 الأنشطة المنزلية ( التنظيف و أعمال المطبخ ).
-7 النشاط المهني ( استخدام أدوات العمل ).
-8 التوجه الذاتي ( شغل وقت الفراغ ).
-9 تحمّل المسؤولية ( الاعتماد على النفس. الالتزام.. ).
-10 التنشئة الاجتماعية ( التعاون. التفاعل مع الآخرين... ).
من خلال هذا النموذج يتضح لنا أن علم الاجتماع يسعى و يركز على فهم السيرة الشخصية للفرد و تطورها, من خلال تاريخه مع أسرته و المحيطين به لتحديد مدى عمق تخلف السلوك الاجتماعي الناتج عن أي إصابة في الجانب العقلي, و ما يُلاحظ هو الصلة


- اختبار السلوك التكيفي.
Adaptive Behavior Scale1-
2- بشير معمرية. بحوث و دراسات متخصصة في علم النفس. 2007. ص 115.
التي تربط علم النفس بعلم الاجتماع فيما يخص دراسة و تصنيف معضلات التأخر العقلي, إذ أنهما يعملان – إلى جانب علم التربية – على وضع التصور السليم و الصحيح لحالة المعوق الذهني النفسية و الاجتماعية, و من ثم ضبط طرق التكفل الصحيحة و الملائمة.*
إن التكفل النفسي و الاجتماعي الأمثل بالمعوقين ذهنيا يقتضي قبل كل شيء فهم معاني التربية الخاصة و التأهيل بمختلف أوجهه, إضافة إلى الحصول على أكبر قدر من المعطيات الكمية و النوعية عن الجوانب النفسية و الاجتماعية للمعوق, التي توفرها مختلف الاختبارات و المقاييس الكثيرة و المتوفرة اليوم, بشكل يسمح بوضع تصور شامل عن شكل التدخل الذي سيتبناه الأخصائي و المربي, الذي يقع على عاتقه تدليل مختلف الصعوبات التي تواجه المعاق ذهنيا في حياته النفسية و الاجتماعية.



 

رد مع اقتباس