عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 09-07-2010, 05:12 PM
الصورة الرمزية عبقرينو
عبقرينو عبقرينو غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 456
افتراضي

 

ثالثاً: الآثار الاجتماعية للعجز:
الإنسان مخلوق اجتماعي، له حاجاته الاجتماعية كما أن له حاجات نفسية. ولهذا فإنه بحدوث العجز لدى الفرد فإنه يواجه موقفاً جديداً تتأثر فيه علاقاته الاجتماعية بالقدر الذي يتأثر فيه تنظيمه النفسي الداخلي.
والتأهيل بمفهومه الحديث لم يعد يركز على مساعدة الفرد على إعادة تنظيم بناءه الداخلي بتقبل الواقع والتعامل معه فقط، وإنما وسع دائرة اهتمامه آخذاً في الاعتبار ضرورة تعديل البيئة التي يتعامل معها المعوق ليحقق التوازن أو التوافق المطلوب في حياة الفرد.
لم يعد التأهيل يسير في اتجاه واحد-العمل مع الفرد المعوق- وإنما أضحى يسير في اتجاهين، العمل مع الفرد المعوق والعمل مع المجتمع الذي يعيش فيه هذا المعوق، فكما نحاول تأهيل الفرد فإننا نحاول أيضاً تأهيل المجتمع، نؤهل الفرد ليعود إلى المجتمع، ونؤهل المجتمع ليحتضن الفرد المعوق من جديد.
إن الإعاقة Handicap هي بالتعريف كما سبق القول نتيجة اجتماعية. أنها الحواجز التي يقيمها المجتمع في طريق الشخص الذي لديه عجز فتمنعه من الاشتراك في مناشط الحياة... ومن هنا نعود إلى التأكيد على أنه ليس كل من لديه حالة عجز Disability يكون معوقاً، وإنما تحدث الإعاقة حين يصبح أمام هذا الفرد عوائق تمنعه من الدخول إلى حياة المجتمع.
ويضع (فريدسون)[1965] تعريفاً اجتماعياً عن الإعاقة فيقول (( ماهي الإعاقة بلغة اجتماعية؟ إنها إلصاق الاختلاف من جانب الآخرين. وبصورة أدق إنها إلصاق اختلاف غير مرغوب. وبالتعريف فإنه حينئذ يكون الشخص معوقاً لأنه ينحرف عما يعتبره هو نفسه أو يعتبره الآخرون بأنه سوي أو مناسب))
وربما تكون بداية الإعاقة مع تحديد التشخيص ووضع مسمى أنه من خلال إعطاء لقب للشخص الذي لدي عجز مثل أعمى- متخلف عقلياً- أصم- مبتور إلخ فإن ردود الفعل الاجتماعي تبدأ في الانطلاق.
إنه المجتمع هو الذي يخلق الإعاقة من خلال إطلاق المسميات والاستجابة لمن يحملون هذه المسميات أو الألقاب Labels ومعاملتهم بأساليب مختلفة وفارقة أيضاً تبعاً للمسمى.
وسوف نناقش هنا مجموعة من العناصر المرتبطة بالآثار الاجتماعية المترتبة على العجز مثل الاختلاف، الاتجاهات الاجتماعية، الأسرة والمعوق.
1- مفهوم الانحراف عن السواء (الاختلاف): Deviance
إن البعد عن السواء أمر شائع في حياة البشر وعلى مستوى الفرد ومستوى الجماعة، بل وعلى مستوى المجتمعات أيضاً. ألسنا نسمع اصطلاحات مثل الدول المتقدمة والدول النامية، والدول الغنية والدول الفقيرة.
وأن يكون الفرد مختلفاً ينبغي أن يكون في إطار اختلافه على من حوله أو عن المجموعة المرجعية التي يقارن بها. إن مشاعر الفرد بالانحراف أو الاختلاف وإدراك الآخرين لانحرافه يتوقف على البعد الخاص، والموقف والمشتركين في هذا الموقف. (فريدمان، دوب 1968)
إن بعض الخصائص أو الاختلافات التي لدى الأفراد في داخل مجموعة تنشئ نوعاً من الهوية الاجتماعية التي يقدرها الآخرون من قيمتها أي ينظرون إليها نظرة دونية يشار إليها على أنها وصمة Stigma . وبالتالي فإن الانحراف أو الاختلاف ينظر إليه على أنه وصمة.
إن العمى والصم والمرض العقلي وغيرها من المسميات الأخرى المستخدمة لوصف العجز والانحراف إنما توجد كجوانب مستقلة فقط في المراجع وحجرات الدراسة. أما في حياة الناس الذين يحملون هذه الصفات وهذه المسميات فإنها لاتوجد كأجزاء منفصلة عن الشخص، وإنما هي جزء لايتجزأ منه ومن حياته، وهي تؤثر على حياته كلها.
ولهذا السبب فإن المعنى الذي يحمله الفرد ومن حوله من أسرة وأتراب والمجتمع الأكبر لها أهمية كبيرة. وهذا المعنى هو الذي يحدد الدرجة التي يمكن أن نحقق بها التأهيل، بل وما إذا كان من الممكن إدماج الفرد فيه [جاكس]
إن المجتمع هو الذي يوجد المعوقين باختيار خصائص معينة أو معايير معينة واعتبارها هي المرغوبة. وأما أولئك الأفراد الذين لايستوفون هذه الخصائص أو المعايير فإنهم يعتبرون منحرفين ويعالجون تبعاً لذلك.
2- الاتجاهات الاجتماعية: Attitudes
إن تاريخ رعاية المعوقين كما مر ذكره إنما يعكس في الواقع تاريخ تطور الاتجاهات نحوهم. كما أن نجاح البرامج التي تهدف إلى مساعدة هؤلاء المعوقين ربما يرتبط إلى حد بعيد بإمكانية تعديل الاتجاهات السائدة في وقت ما أو مجتمع ما تجاههم.
وتتباين ردود الفعل التي يظهرها غير المعوقين تجاه الأشخاص المعوقين تبايناً كبيراً، وعلى حين يشعر بعض الناس بالارتياح عند تعامله في موقف تفاعلي مع الشخص الذي لديه عجز فإنه بالنسبة لمعظم الناس تكون هذه
الخبرة صعبة ومولدة للقلق، بل وفي بعض الأحيان مسببة للكراهية. ومثل هذه الاستجابات البالغة السوء تعبر عن مشاعر سيئة تتولد من رؤية العجز ومايصحب ذلك من مقاومة كبيرة لوجود الأصحاء في بيئة العمل أو في المواقف الاجتماعية مع الأشخاص الذين لديهم حالات عجز شديدة (سيلر 1976) إن أحد النتائج المترتبة على مثل هذه الانفعالية السالبة هي توليد سلوك التجنب لدى الأصحاء، وبالتالي حرمان المعوقين من فرص التفاعل الحر والمنفتح مع العالم الأكبر.
ولكي يخفي الأصحاء عدم منطقية هذه المشاعر وهذا البغض المتطرف يصبح من الضروري لكثير منهم أن ينظروا إلى الأشخاص المعوقين على أنهم غير مقتدرين من الناحية الأدائية، وأنهم مكبلون انفعالياً، ومثل هذا التبرير يضفي الشرعية على اتجاهات التجنب والتحيز التي يقوم بها كثيرون من أفراد المجتمع نحو المعوقين.
أما بالنسبة للشخص المعوق، فإن كل موقف وتفاعل جديد يظلله نوعاً من الغموض حيث يمكن توقع جميع أنواع الاستجابات وفي نفس الوقت فإنه على الرغم من شيوع الاتجاهات السالبة نحو المعوقين، فإن هذه الاتجاهات قد تختلف من إعاقة إلى إعاقة أخرى ومن موقف إلى موقف آخر. بل إن استجابات الأفراد المعوقين لحالتهم الخاصة يمكن أن تعمل كمثيرات تؤثر على الاستجابات التي يبديها الآخرون نحوهم. فمع المراحل الأولى للعجز تشيع ردود فعل سالبة مثل القلق، الاكتئاب، الحزن، الحداد والإنكار والأنماط النكوصية للسلوك وكذلك أنماط ذات المدى البعيد مثل السلبية، الاعتماد على الغير، العدوانية، الانسحاب، التعويض وأساليب المواجهة. وهذه كلها تدخل كمحددات
فإن البعض الآخر يركز على أهمية تأهيل المجتمع وتعديل اتجاهات أفراده بالإضافة إلى إزالة الحواجز المعمارية في البيئة مما يؤدي إلى خروج المعوقين للحياة واختلاطهم بالمجتمع، وهذا يهيئ الفرصة من جديد لتعديل الاتجاهات نحوهم. كما يساعد على تعديل الاتجاهات ما يوجه إلى الجمهور من توعية من خلال وسائل الإعلام، وكذلك إشراك أسرة المعوق والشخصيات المعنية في برنامج التأهيل ومراجعة التشريعات بشكل مستمر بحيث تقلل مما يفرض على المعوقين من قيود. وإعداد الحملات التي تدافع عن برامج المعوقين.
4- الأسرة والمعوق:
الأسرة هي الجماعة الأولى التي ينتمي إليها الفرد وبين جنباتها ينمو. والفرد المعوق لايختلف عن أي فرد آخر في هذا الانتماء لأسرة يولد فيها ويعيش فيها، سواء قبل حدوث العجز أو بعده.
وهذه الأسرة لها آثار كبيرة على حياة الشخص المعوق من خلال اتجاهاتها وتعاملها الفعلي مع المعوق وماتوفره من ظروف في سبيل تأهيله واستقلاليته (اعتماده على طاقاته الشخصية)
ولأن العجز يمكن أن يحدث في أي مرحلة عمرية في حياة الإنسان منذ مولده ومروراً بمراحل النمو المختلفة حتى الشيخوخة، فإنه من المتوقع أن نجد آثاراً متنوعة في الأسرة نتيجة حدوث حالة العجز لدى أحد أفرادها.
فإذا كان المعوق في سن الطفولة عند حدوث العجز فربما تكون آثاره على أسرته آثاراً كبيرة، فالطفل قبل مولده وبعد مولده يمثل أملاً للأبوين فهو امتداد طبيعي لهما، هو المستقبل وهو الذي يحمل بذور بقاء النوع الإنساني إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وهو في نفس الوقت مصدر أساسي لإشباع حاجات نفسية كثيرة لوالديه، ومنها الحاجة إلى الأمن خاصة عند الكبر، هذا بجانب مايمثله من جوانب اقتصادية في حياة الأسرة في المجتمعات البدائية.
وعندما يتعرض الطفل أو يلاحظ عليه علامات القصور فإن الوالدين قد يعيشان مراحل الانضغاط النفسي أو الأزمة النفسية التي يعايشها الفرد الراشد عندما يمر بحالة القصور إلى حالة العجز. هاهما الوالدان وقد ازدادت شكوكهما وحاولا إنكار وجود شيء هام، ثم انتهيا إلى قرار مراجعة الطبيب، وهاهو الطبيب يخبرهما بالواقع المؤلم- إنها لصدمة!! يصدقان وقد يكذبان، يحوطهما أمل كاذب، قد يدفعهما للتردد على عيادات الأطباء طبيباً بعد طبيب، حتى يصبح الأمر حقيقة، وينتهيان إلى حالة منهكة أمام الواقع المؤلم. وقد يعقب ذلك مرحلة من التلاوم كل منهما يلقي اللوم على الآخر، وهذا التلاوم يزداد كلما كانت العلاقات بين الأبوين علاقات سيئة، ويقل كلما كانت هذه العلاقات حسنة وسوية. وقد يبدأن مرحلة من الحداد Mourning . إنه الحزن على الطفل الذي كان أول الأمل الذي انتهى، لقد تغيرت تلك الصورة التي كان يحلمان بها لطفلهما إنها صورة أشبه بما يكونه الإنسان من صورة مثالية لذاته، يعيش حولها، ويعمل للوصول إليها، إنها تهدم لذلك التنظيم الذي بنياه للعلاقة بينهما وبين البعض بالحزن على الطفل، والبعض بالحزن على أنفسهم، والبعض من اضطراب في كيفية التعامل اليوم وغداً، وكيفية مواجهة الآخرين بتلك الحقيقة المؤلمة. ولأن بعض الآباء يكونون قد عايشوا خبرة مماثلة مع طفل آخر، فإن هذه المراحل تنضغط إلى أضيق الحدود. والخروج من هذه المرحلة يعني بداية المواجهة. ولو جاءت المواجهة مبكرة فإن الآثار السلبية تتلاشى. ونحن نعرف أن أهم الآثار المترتبة على الإعاقات التي تبدأ في مرحلة مبكرة هي مايتصل بتعليم الطفل، ولو وصلنا بالطفل للتعليم ووصلنا التعليم في وقت مبكر، فإن هذه الآثار تقل إلى أبعد الحدود.
أما الطفل نفسه فقد يكون صغيراً لم يعايش كثيراً من الخبرات الحسية للحياة، وقد تكون إعاقته بالتدريج ولكنه في وقت ما سيمر بنفس المراحل التي تحدثنا عنها عند الكلام عن الآثار النفسية، تلك المراحل التي عايشها والداه حين علما بمشكلة وحقيقة عجزه، غير أنه مما يخفف هذه المعايشة الضاغطة لبدء المقارنة بين قدراته وقدرات الآخرين أن يكون الطفل في أسرة متماسكة محبة تعامله معاملة واقعية وتساعده على تنمية قدراته وتساعده على مواجهة الحياة وعلى تخطي عوائقها وحواجزها.
وإذا كان الشخص في مرحلة متأخرة عند حدوث العجز فإن الآثار على الأسرة تدخل فيها عوامل مثل دوره في الأسرة، قد يكون هذا الشخص زوجاً حديث الزواج، وقد يكون أباً قد تكون زوجة أو تكون أماً، والأدوار التي يقوم بها الشخص قد تتعدد وتفرض عليه مهام وواجبات تتأثر بشكل بما بحدوث العجز. لكن الآثار هنا قد تختلف باختلاف العجز نفسه ومدى تقبله من الناحية الاجتماعية، ودرجة العجز ومايترتب عليه من فقدانات والسن الذي حدث فيه العجز وإلى أي حد تأثر الدور الاجتماعي للفرد والعلاقات الاجتماعية التي تربطه بأفراد أسرته.
وفي المعتاد فإن الناس ينظرون إلى حدوث العجز أو نقص القدرة على أنه أمر عادي في الشيخوخة، وبذلك يصبح وكأنه أمراً متوقعاً، ومع ذلك فن لهؤلاء الذين في مرحلة الشيخوخة ويصابون بالعجز مشكلاتهم أيضاً فقد تكون الزوجة أو الزوج قد مات، والأبناء قد تزوجوا وتصبح حاجات الفرد المعوق بحاجة إلى مواجهتها بأساليب مختلفة، وربما لاتوفي هذه الحاجات حقها إلا اعتماداً على مشاعر إنسانية من الأبناء أو الإخوة، مشاعر يوجهها الجانب الديني في صورة هادفة وقوية، توفر كثيراً مما ينبغي توفيره من إمكانيات لتأهيل من هم في سن الشيخوخة، وتدرأ عنهم كثيراً وكثير من جوانب المعاناة والألم النفسي في هذه الظروف.
إن الاتجاهات التي ينميها أفراد الأسرة نحو المعوق متباينة شأنها شأن اتجاهات المجتمع، وهي تستمد من هذه الاتجاهات صورها بين إيجابية وسلبية أي أن اتجاهات الأسرة تتأثر باتجاهات المجتمع. فالإعاقة التي ينظر إليها المجتمع على أنها بعيدة عن الصورة العادية بمسافة كبيرة قد ينظر لها أفراد الأسرة كذلك.
وكما قلنا فإن كمية الإعاقة نفسها تتناسب كمياً مع الدور الذي يقوم به الفرد. فإذا كانت الأسرة تعتمد على هذا الفرد قبل حدوث العجز في الحصول على الدخل المادي وفي قضاء شئون الأسرة فإن هذا الدور قد يتعرض للاختلاف بشكل كبير، وقد يفقد هذا الدور أو جانباً منه. كذلك فإن تأثر الأسرة بنتائج العجز يتوقف على مقدار مايفقده الفرد المعوق، وعلى الآثار التي تحدث له شخصياً وعلى قدرته على المواجهة بدلاً من الاستسلام. وكما سبق القول فإن استجابة المعوق لحالة العجز عنده واتجاهاته نحو ذاته قد تستدعي استجابات خاصة من باقي أفراد الأسرة.
إنه مما لاشك فيه أن حالة الأسرة وعلاقتها تتأثر إلى درجة ما بحالة العجز لدى أحد أفرادها. لكن في نفس الوقت يقع على الفرد المعوق كما يقع على أفراد الأسرة جميعاً مسئولية تقليل هذه الآثار على الفرد وعلى الأسرة ككل. وإذا كانت علاقات الأسرة إيجابية وهناك تماسك وتعاون بين أفرادها وسادت الاتجاهات الإيجابية لديهم كانت الآثار على الفرد وعلى الأسرة قليلة. أما إذا كانت العلاقات غير سوية، وساد الصراع داخل الأسرة فإن النتائج ستكون سيئة على الفرد المعوق وعلى الأسرة نفسها.
وبالنسبة للأزواج والزوجات فإن الاتجاهات المتبادلة هي التي تحدد إلى درجة بعيدة
سلبية الآثار أو إيجابيتها، ولعمق مشاعر الحزن على الذات أو تزيد من قوة المواجهة. وهذا يتوقف إلى حد بعيد على العوامل السابق ذكرها بالإضافة إلى بنية الشخصية عند الفرد الذي لم يحدث له العجز. فالزوجة التي بنيت حياتها الزوجية واتجاهاتها نحو زوجها على صورة مرتبطة بقوة البنية الجسمية لاشك أن وقع العجز لدى زوجها عليها سيكون أكبر حتى لو بقي الدخل المادي قائماً.
وقبل أن نختم الحديث عن الجوانب الأسرية نعود إلى القول إن برامج التأهيل يجب أن تأخذ في اعتبارها أن الفرد المعوق ينتمي إلى أسرة قد تكون مصدر ضغوط مؤلمة له، وقد تكون مصدر مساندة قوية وإعادة بناء معه. وأن من بين الأهداف التي يجب أن يهتم بها التأهيل تأهيل الأسرة نفسها بالإضافة إلى الاستفادة من طاقات الأسرة وإمكانياتها في تأهيل الفرد المعوق وإعادته إلى حياته العادية بدرجة عالية من التوافق.

 

رد مع اقتباس