![]() |
يحـيـي - تأخر في التحصيل الدراسي إضافة إلى قلق واضطراب أمام الأساتذة
حـــالـــة : يحـيـي المؤسســـة: الجامعة اللبنانية – كلية الصحة العامة (الفرع الأول) إشراف صحي اجتماعي (سنة رابعة) مقدم الحالــة: الطالبة رنا جعفر يحيى صبي في العاشرة من عمره، في الصف الرابع الإبتدائي يعيش في أسرة مؤلفة من أب وأم وأربعة أولاد هو الثاني بينهم. تعرفت على يحيى خلال تدريبي في المدرسة التي يرتادها في العام الدراسي 2002-2003، وكان وقتها يعاني من تأخر في التحصيل الدراسي إضافة إلى قلق واضطراب أمام الأساتذة (يرتجف أمامهم). من خلال ملاحظته في الصف، لاحظت أنه يخلط بين الأحرف المتشابهة (ح،ج،خ) والصفحات المتشابهة (173،137)، كما أنه يقرأ بصعوبة وعلاماته في الإملاء متدنية، إجاباته الشفهية تنم عن فهمه للموضوع والسؤال إلا أنه يعجز عن التعبير وتركيبه للجمل غالباً ما يكون خاطئاً، ينجز فروضه، يجلس لوحده في الطبقة الأخيرة، يشرد ذهنه أحياناً، وأحياناً يرفع يده ليشارك ولكن المعلمة لا تصبر عليه ليجد كلماته ولا تعطيه الاهتمام اللازم. وبمقابلة مع والدته، علمت أنه دخل المدرسة في عمر السنتين ونصف، وحتى الثاني إبتدائي كان جيداً، ولكنه رسب في هذا الصف وأعاده، ومنذ ذلك الوقت بدأت مشكلته الدراسية وصار يتأخر، وما زاد المشكلة أن كل معلمة راحت تخبر زميلتها عنه، فوضعت كل المعلمات عليه إشارة بأنه كسول ولا ينجح، وأخذن منه موقفاً بأنه لن يتقدم، حتى أنه مرة عندما نال على مسابقة الرياضيات 15\15 لم تصدقه المعلمة وقالت بأنه نقل عن زميله وأعادت له المسابقة فكانت نتيجته 12\15. إن المعلمات يهبّطن من معنوياته كثيراً، لذلك فقد ثقته بنفسه وهو يرتجف دوماً أمامهن. أما رفاقه في الصف فهم يسخرون منه وينعتونه بالكسول (أكسل واحد بالصف). أما في الملعب فهو يشارك الأولاد لعب كرة القدم، هوايته المفضلة، وأكثر رفاقه من خارج صفه. كما نرى، فإن يحيى قد حكم عليه في مدرسته بأنه ولد كسول لا أمل في تقدمه فنال ما نال من عدم التمييز والإهمال والتهميش، دون محاولة، حتى من العاملة الاجتماعية في المدرسة، للبحث عن الأسباب المختلفة التي قد تكون وراء تأخره الدراسي. هذه حال يحيى في المدرسة، أما في البيت، فهو ولد مختلف تماماً، إجتماعي ومحبوب، جريء ويشارك بالأحاديث، لطيف ومتعاون، ولا يهمل واجباته. وأهله يعون أن لديه مشكلة ما ويحاولون مساعدته، إنهم يعلمون مدى طاقاته ولا يطلبون منه أن يعطي أكثر مما يستطيع. بناء لما حصلت عليه من معلومات توفرت لدي باللجوء لتقنيات مختلفة من مقابلة وزيارة منزلية وملاحظة ودراسة ملفات، كان هناك شك بأن يحيى يعاني من صعوبة تعلمية في القراءة والكتابة، وللتأكد من هذا الأمر يلزم عرضه على أخصائي ليقوم بإجراء الإختبارات اللازمة. أما بالنسبة للخوف والقلق الموجودين لديه، فهما ناتجان عن عدم قدرته على أن يعطي أكثر، ومحاولاته الدائمة المتبوعة بفشله المتكرر، المترافق مع عدم تفهم المعلمين وسخرية رفاقه، مما يعطيه انطباعاً بأنه غير قادر على إرضاء نفسه، ولا أهله، ولا أساتذته، مما يسبب له تدنياً لثقته بنفسه مصحوبة بالخوف والقلق. وهكذا، أخبرت المدرسة والأهل بضرورة عرض يحيى على أخصائي ليكشف عن مشكلته ويضع لها حلولاً. وبالفعل، تم عرض يحيى على أخصائية في علم النفس العيادي أجرت له عدة اختبارات كانت نتيجتها على الشكل التالي: في هذا الوقت، كنت قد بدأت العمل مع أهل يحيى ومعلماته فشرحت لهم وضعه، وطلبت من معلماته أن يتأنين في معاملته ويولينه اهتماماً وعطفاَ أكبر في الصف. وكانت خطة العمل على الشكل التالي: مع المعلمات: مع يحيى: مع الأهل: الكثير من التشجيع. بعدها اتصلت بالدكتورة التي أجرت الإختبارات ليحيى وحددنا موعداً لحضورها إلى المدرسة واجتماعها بالإدارة والمعلمين حيث اتفقت معهم على خطة عمل أكاديمية شملت الخطوات الآتية: القراءة: الإملاء: الرياضيات: العلوم: وتجدر الإشارة إلى أنه تم إعطاء الأهل نسخة عن هذا البرنامج ليكونوا على اطلاع على الأسلوب المتبع مع ولدهم. بعد أسبوعين تقريباً، اجتمعت مع أساتذة يحيى لتقييم سير خطة العمل، وكانت النتيجة أنهم يلاحظون تقدماً وإن كان بطيئاً، وقد كان يحيى سعيداً عندما أحسن القراءة والإجابة عن الأسئلة وصفق له رفاقه. وكذلك عائلته، التي شعرت بالإرتياح لمعرفة المشكلة الحقيقية لابنها وحصولها على التوجيه المناسب لمساعدته. لقد، تحول يحيى، بقليل من الإهتمام من طفل مهمش في مدرسته إلى تلميذ مميَز يعاني من صعوبة وجب التعرف عليها وتفهمها، من أجل مساعدة صاحبها على التقدم وإظهار قدراته إلى أقصى حد ممكن. |
الساعة الآن 10:25 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd