alnour
12-01-2012, 12:04 PM
أكره الناس بسبب إعاقتي
أ. أسماء مصطفى (http://www.alukah.net/Authors/View/Fatawa_Counsels/4852/)
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإخوة الكرام، لكم الشكر على هذه الشبكة المتميِّزة.
مشكلتي في كثرةِ التوتُّر والحُزن؛ فأنا في نهاية العشرينيات من عمري، وقد ابتُلِيتُ بعَرجٍ في ساقي، وجميع أخواتي خُطِبْنَ.
أول المشكلات بدأتْ مع أمِّي؛ لأنها لم تشعرْ بي، ولم تعملْ لمشاعري أي حسابٍ، فكانتْ تُبْدِي فرحتها وسعادتها دون أن تأخذَ في اعتبارها أن ابنتها قد تتأذَّى!
كانتْ تتعامَل معي بلا مُبالاةٍ، صارحتُها يومًا بأنها لا تشعر بمُعاناتي، فاستغرَبتْ من كلامي؛ فالأمرُ عندها في غاية البساطة، والمنطق عندها يرى أن الأصل ألا يتقدمَ إليَّ أحدٌ، فإن تقدَّم فهذا تفضُّلٌ، وشيء جميل!
أصبحتُ محبَطَةً ومتشائمة، فأصحاب الإعاقة لهم وضْعٌ صعْبٌ، خاصة في مجتمعنا الذي يرى للجمال أولويةً.
وصَل بي الحال أني كرهتُ زواجَ أخواتي، كما كرهتُ أولادهنَّ، لا أستطيع تقبُّل فكرة أن يتزوَّجْنَ وأنا غيرُ متزوِّجة، لا أريد نظرات الشفقة، أصبحتُ أكره الناس؛ لأنهم لا يهمهم إلا الشكلَ فقط، أما الجوهر فليس له قيمة لديهم! ماذا أفعل؟ وكيف أتعامل مع أخواتي وأمي والمجتمع؟
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أختي الفاضلة، أسعدني تواصُلكِ معنا، ونحاول مُساعدتكِ ببعض النصائح التي في وُسعنا.
قرأتُ كلماتكِ بدقة، وتفهَّمتُ وأحسستُ بمدى الألم الظاهِر، وشعورك بالحرَج من وضْعكِ أمام أخواتك وأسرتك وأمام الآخرين، طبيعيٌّ أنكِ تبحثين عن حياة تشعرين فيها بأنكِ مثل أي فتاةٍ، تجد نصيبَها في الزواج، ومن ثَم الأطفال، وإشباع الرغبة الإنسانية التي لديكِ، وهذه أمورٌ طبيعيةٌ قد يصِل إلحاحها عليكِ لدرجة البكاء من المعاناة التي تجدينها! خصوصًا مع التفكير في الماضي والحاضر، والخوف من المستقبل المجهول، فهذا أمرٌ ليس بيدكِ، فأنتِ تشعرين بخطَر تأخُّر الزواج مع الإعاقة، وهذا يحتاج منكِ وقفةً.
لا بد أن تكوني على يقينٍ بأن الرجلَ العاقل يبحث عن الأرواحِ قبل الأجْساد، وكلُّ أنثى جميلة بأخلاقها ورُوحها، ولولا اختلافُ وجهات النظَر لما تزوَّج أحدٌ، ولما تزوَّجتْ أيُّ بنت بها عيب، وكلنا ذوات عيوبٍ، ولا يوجد أحدٌ كاملًا، فلا عليكِ بنظرة الناس القاصرة على الظاهر فقط، ما يُهِمكِ هو الجوهر الذي تهتمين به، وسوف يأتي الرجلُ الذي يُفكِّر بنفس طريقتكِ في الوقت المناسِب، ولا يخفى عليكِ أنَّ جمال الجسد محدودٌ ومؤقَّت، والأهمُّ مِن ذلك هو جمالُ الروحِ الدائمُ، فليس العَرَج هو سبب إعاقتكِ عن الزواج، ولن تَضرَّكِ تلك الإعاقةُ وقد تزوجت الكثيراتُ ممن إعاقتهن أشدُّ منكِ بكثيرٍ، والأمر لله أولًا وأخيرًا، فعليكِ بالثقة في نفسِك وربِّكِ، فالزواجُ لا يعْرِف إعاقةً ولا غيرَه، فرزقُكِ مكتوبٌ لك في الوقت المناسب والشخص المناسب.
فعليك التخلُّص مِن هذا الشعور بالنقص الذي يُسبِّب لك الحزنَ، أو على الأقل يمكن أن تخفِّفي منه، فلْتنْطَلِقي إلى مَصالح دينكِ ودنياكِ؛ لتُوجِدي لنفسكِ ما يشغَلك، ولا تجعلي وساوسَ الشيطان تُجاه والدتكِ تؤثِّر عليكِ؛ فهي مِن حقِّها أن تحمِلَ همكِ، وهذا مِن حبِّها لكِ، واهتمامها بكِ، تتمنَّى الاطمئنانَ على ابنتِها، فأحسني الظنَّ بها، ولتجرِّبي مرة أخرى مُصارحتَها بكلِّ احترامٍ بأن تراعي مشاعرها .
كما عليكِ بالتواصل الاجتماعيِّ؛ فإنَّ لهذا عامِلًا في زيادة مَعارفكِ؛ وخصوصًا في المساجد والأعمال التطوعيَّة، شريطة إخلاص النيَّة لله تعالى.
ولتكوني على يقينٍ أختي الكريمة بأنَّ الحالة التي تمرين بها هي نوعٌ مِن الابتلاء؛ لأنَّ الإنسانَ قد يُبتَلَى في نفسِه، وابتلاؤُكِ جاء في تأخُّر الزواج مع العَرَج، ورغم تألُّمكِ من ذلك، فإنَّه أخفُّ مِن غيرِه، فلو قارنَّا الابتلاء - العَرَج - بالناس الذين ابتلاهم الله بالأمراض المستعصية التي يعجِز الطبُّ عنْ علاجِها، لَوَجَدْنا أنَّ حالتكِ أهونُ بكثيرٍ - والحمد لله - ثم إنَّ هناك الكثيرَ مِن المتزوِّجات لم يوفَّقْنَ في زواجِهنَّ، وكان الزوج سيئَ الخُلُق أو غيره، فهؤلاء يتمنَّون لو عاد بهم الزمنُ ولم يتزوَّجْنَ، فأنت والحمد لله تتمتعين بصحةٍ جيدةٍ، وحياة أسرية طبيعيةٍ نوعًا ما، إلا أنكِ تحتاجين أن تُساعدي نفسَكِ أكثر؛ للخروج مِن هذه الدائرة التي تعيشين فيها.
وأنصحك بالبحثِ عنْ عملٍ أو الدراسة، وممارسة الرياضة والهوايات، والصبر واحتساب الأجْرِ عند الله، وتذكُّر نِعَم الله عليك، وأنه لم يجعل الإعاقة ذهنيةً، أو ما شابه - لا قدَّر الله، وإذا زاد شُعُوركِ بالضيق، فعليكِ بممارسة تمارين الاسترخاء، فلتبحثي عنها في الإنترنت؛ فهي تقلِّل مِن حِدَّة التوتُّر كثيرًا، أيضًا من الممكن الذهاب إلى مُختصَّة نفسيَّة ؛ لتُساعِدكِ على كيفية التخلُّص من الصِّعاب التي تمرين بها بالجلسات المناسبة، ومحاولة استعادة ثقتك بنفسك، وتعليمك فن التفريغ، والتنفيس عما بداخلكِ.
وأخيرًا عزيزتي، فوِّضي أمرَكِ إلى الله، وأكْثِري اللجوء إليه بأن تصلِّي صلاة الحاجة وهي ركعتان نافلتان، وعليكِ بالدعاء الخالص في السجود بأن يخفِّفَ اللهُ عنك التفكير، أو بنسيان هذا الأمر أو بالتأقلم، كما أوصيكِ بحُسن الظنِّ بالله؛ حيث قال: ((أنا عند ظَنِّ عبدي بي))، فانتظري الفرَج، وسيرزُقكِ بالزوج الصالح - بإذنه تعالى.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Fatawa_Counsels/0/47056/#ixzz2DmzvtyDe
أ. أسماء مصطفى (http://www.alukah.net/Authors/View/Fatawa_Counsels/4852/)
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإخوة الكرام، لكم الشكر على هذه الشبكة المتميِّزة.
مشكلتي في كثرةِ التوتُّر والحُزن؛ فأنا في نهاية العشرينيات من عمري، وقد ابتُلِيتُ بعَرجٍ في ساقي، وجميع أخواتي خُطِبْنَ.
أول المشكلات بدأتْ مع أمِّي؛ لأنها لم تشعرْ بي، ولم تعملْ لمشاعري أي حسابٍ، فكانتْ تُبْدِي فرحتها وسعادتها دون أن تأخذَ في اعتبارها أن ابنتها قد تتأذَّى!
كانتْ تتعامَل معي بلا مُبالاةٍ، صارحتُها يومًا بأنها لا تشعر بمُعاناتي، فاستغرَبتْ من كلامي؛ فالأمرُ عندها في غاية البساطة، والمنطق عندها يرى أن الأصل ألا يتقدمَ إليَّ أحدٌ، فإن تقدَّم فهذا تفضُّلٌ، وشيء جميل!
أصبحتُ محبَطَةً ومتشائمة، فأصحاب الإعاقة لهم وضْعٌ صعْبٌ، خاصة في مجتمعنا الذي يرى للجمال أولويةً.
وصَل بي الحال أني كرهتُ زواجَ أخواتي، كما كرهتُ أولادهنَّ، لا أستطيع تقبُّل فكرة أن يتزوَّجْنَ وأنا غيرُ متزوِّجة، لا أريد نظرات الشفقة، أصبحتُ أكره الناس؛ لأنهم لا يهمهم إلا الشكلَ فقط، أما الجوهر فليس له قيمة لديهم! ماذا أفعل؟ وكيف أتعامل مع أخواتي وأمي والمجتمع؟
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أختي الفاضلة، أسعدني تواصُلكِ معنا، ونحاول مُساعدتكِ ببعض النصائح التي في وُسعنا.
قرأتُ كلماتكِ بدقة، وتفهَّمتُ وأحسستُ بمدى الألم الظاهِر، وشعورك بالحرَج من وضْعكِ أمام أخواتك وأسرتك وأمام الآخرين، طبيعيٌّ أنكِ تبحثين عن حياة تشعرين فيها بأنكِ مثل أي فتاةٍ، تجد نصيبَها في الزواج، ومن ثَم الأطفال، وإشباع الرغبة الإنسانية التي لديكِ، وهذه أمورٌ طبيعيةٌ قد يصِل إلحاحها عليكِ لدرجة البكاء من المعاناة التي تجدينها! خصوصًا مع التفكير في الماضي والحاضر، والخوف من المستقبل المجهول، فهذا أمرٌ ليس بيدكِ، فأنتِ تشعرين بخطَر تأخُّر الزواج مع الإعاقة، وهذا يحتاج منكِ وقفةً.
لا بد أن تكوني على يقينٍ بأن الرجلَ العاقل يبحث عن الأرواحِ قبل الأجْساد، وكلُّ أنثى جميلة بأخلاقها ورُوحها، ولولا اختلافُ وجهات النظَر لما تزوَّج أحدٌ، ولما تزوَّجتْ أيُّ بنت بها عيب، وكلنا ذوات عيوبٍ، ولا يوجد أحدٌ كاملًا، فلا عليكِ بنظرة الناس القاصرة على الظاهر فقط، ما يُهِمكِ هو الجوهر الذي تهتمين به، وسوف يأتي الرجلُ الذي يُفكِّر بنفس طريقتكِ في الوقت المناسِب، ولا يخفى عليكِ أنَّ جمال الجسد محدودٌ ومؤقَّت، والأهمُّ مِن ذلك هو جمالُ الروحِ الدائمُ، فليس العَرَج هو سبب إعاقتكِ عن الزواج، ولن تَضرَّكِ تلك الإعاقةُ وقد تزوجت الكثيراتُ ممن إعاقتهن أشدُّ منكِ بكثيرٍ، والأمر لله أولًا وأخيرًا، فعليكِ بالثقة في نفسِك وربِّكِ، فالزواجُ لا يعْرِف إعاقةً ولا غيرَه، فرزقُكِ مكتوبٌ لك في الوقت المناسب والشخص المناسب.
فعليك التخلُّص مِن هذا الشعور بالنقص الذي يُسبِّب لك الحزنَ، أو على الأقل يمكن أن تخفِّفي منه، فلْتنْطَلِقي إلى مَصالح دينكِ ودنياكِ؛ لتُوجِدي لنفسكِ ما يشغَلك، ولا تجعلي وساوسَ الشيطان تُجاه والدتكِ تؤثِّر عليكِ؛ فهي مِن حقِّها أن تحمِلَ همكِ، وهذا مِن حبِّها لكِ، واهتمامها بكِ، تتمنَّى الاطمئنانَ على ابنتِها، فأحسني الظنَّ بها، ولتجرِّبي مرة أخرى مُصارحتَها بكلِّ احترامٍ بأن تراعي مشاعرها .
كما عليكِ بالتواصل الاجتماعيِّ؛ فإنَّ لهذا عامِلًا في زيادة مَعارفكِ؛ وخصوصًا في المساجد والأعمال التطوعيَّة، شريطة إخلاص النيَّة لله تعالى.
ولتكوني على يقينٍ أختي الكريمة بأنَّ الحالة التي تمرين بها هي نوعٌ مِن الابتلاء؛ لأنَّ الإنسانَ قد يُبتَلَى في نفسِه، وابتلاؤُكِ جاء في تأخُّر الزواج مع العَرَج، ورغم تألُّمكِ من ذلك، فإنَّه أخفُّ مِن غيرِه، فلو قارنَّا الابتلاء - العَرَج - بالناس الذين ابتلاهم الله بالأمراض المستعصية التي يعجِز الطبُّ عنْ علاجِها، لَوَجَدْنا أنَّ حالتكِ أهونُ بكثيرٍ - والحمد لله - ثم إنَّ هناك الكثيرَ مِن المتزوِّجات لم يوفَّقْنَ في زواجِهنَّ، وكان الزوج سيئَ الخُلُق أو غيره، فهؤلاء يتمنَّون لو عاد بهم الزمنُ ولم يتزوَّجْنَ، فأنت والحمد لله تتمتعين بصحةٍ جيدةٍ، وحياة أسرية طبيعيةٍ نوعًا ما، إلا أنكِ تحتاجين أن تُساعدي نفسَكِ أكثر؛ للخروج مِن هذه الدائرة التي تعيشين فيها.
وأنصحك بالبحثِ عنْ عملٍ أو الدراسة، وممارسة الرياضة والهوايات، والصبر واحتساب الأجْرِ عند الله، وتذكُّر نِعَم الله عليك، وأنه لم يجعل الإعاقة ذهنيةً، أو ما شابه - لا قدَّر الله، وإذا زاد شُعُوركِ بالضيق، فعليكِ بممارسة تمارين الاسترخاء، فلتبحثي عنها في الإنترنت؛ فهي تقلِّل مِن حِدَّة التوتُّر كثيرًا، أيضًا من الممكن الذهاب إلى مُختصَّة نفسيَّة ؛ لتُساعِدكِ على كيفية التخلُّص من الصِّعاب التي تمرين بها بالجلسات المناسبة، ومحاولة استعادة ثقتك بنفسك، وتعليمك فن التفريغ، والتنفيس عما بداخلكِ.
وأخيرًا عزيزتي، فوِّضي أمرَكِ إلى الله، وأكْثِري اللجوء إليه بأن تصلِّي صلاة الحاجة وهي ركعتان نافلتان، وعليكِ بالدعاء الخالص في السجود بأن يخفِّفَ اللهُ عنك التفكير، أو بنسيان هذا الأمر أو بالتأقلم، كما أوصيكِ بحُسن الظنِّ بالله؛ حيث قال: ((أنا عند ظَنِّ عبدي بي))، فانتظري الفرَج، وسيرزُقكِ بالزوج الصالح - بإذنه تعالى.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Fatawa_Counsels/0/47056/#ixzz2DmzvtyDe