مشاهدة النسخة كاملة : الحق في الحياة
طارق الشربيني
11-03-2012, 02:33 PM
السلام عليكم اخواني الاعزاء اقدم اليكم هذا العمل البسيط وارجو ان يستفيد كل المتعاملين مع ذوي الاحتياجات الخاصة
الصحفي الطائر
11-05-2012, 02:25 AM
تربية الأطفال المعاقين ذهنياً
تقديـــم
هذه دراسة تناولت موضوعا مهما لا نستطيع إغفاله وهو تربية الأطفال المعاقين ذهنياً. إذ بينما نجد كثيرا من الدراسات الأجنبية تناولت هذا الموضوع وركزت على الجوانب المختلفة لتربية الأطفال المعاقين ذهنياً، وتأهيلهم للحياة وتشغيلهم في المجتمع ويصبح لهم دور إيجابي. ومن هنا تأتى أهمية تلك الدراسة التي تناولت موضوع الرعاية بشكل كلى والأسس التي تقوم عليها تربية الأطفال المعاقين ذهنياً وحاولت تقديم صورة كاملة للارتقاء بتربية هؤلاء الأطفال.
يلاحظ على كثير من الكتب التي تناولت موضوع الإعاقة الذهنية بصورة خاصة انه عادة مايتم مناقشة الموضوع بشكل مختصر في المنشورات التي تهتم بهذا المجال أوعلى شكل موضوعات متناثرة في كتب عديدة مثل كتب علم النفس، وعلم نفس عدم السواء، وعلم الصحة النفسية، وسيكولوجية الإعاقة، وغيرها.
ولما كانت هناك ضرورة لتناول الموضوع بشكل متكامل في كتيب واحد حتى لا تتشتت جهود الباحث أو الدارس أو الراغب في الثقافة والاطلاع في هذا المجال الذى بدأ يكتسب مكانة خاصة بين العلوم الانسانية الأخرى، فقد وجدت لدى الدافع للقيام بهذا العمل، خاصة وأنني اعمل بهذا المجال وعلى صلة دائمة بأفراد هذه الفئة وأيضا على صلة بالكثير من الهيئات والمراكز والمهتمين بهذا المجال ، وقد وضعت حصيلة هذا الجهد المتواضع في الكتاب الذى بين يدي القارئ راجيا أن أكون قد وفقت في تقديم بعض الفائدة لقارئيه ومطلعيه.
وقد تم تقسيم الكتاب الى ثلاثة أبواب رئيسية تناولت الموضوع على النحو التالي:
أولا : الباب الأول :
ويتناول هذا الباب التعريف بالموضوع ، وتقدير عدد المعاقين ذهنيا ، والأسباب التي تؤدى الى الإعاقة الذهنية ، وطبيعة الإعاقة ووجهات النظر المتعددة تجاهه ، وتشخيص حالات التخلف الذهني ، وتقسيم فئاته ، وطرق تصنيف المعاقين ذهنيا ، وخصائص النمو للفئات ، وطرق الوقاية من الاضطراب.
ثانيا : الباب الثاني :
ويتناول الباب الثاني تطور نظرة المجتمع الى المعاقين وأسباب الاهتمام بالمعاقين ذهنيا ، وبرامج الرعاية المتتابعة لحاجات المعاقين ذهنيا ، وتخطيط البرامج ودراسة بعض المشكلات الخاصة بالتعامل مع هذه الفئة
ثالثا : الباب الثالث :
ويتناول هذا الباب بالتفصيل برامج الرعاية المختلفة مثل الرعاية الصحية ، والاجتماعية ، والتعليمية ، والنفسية ، وبرامج التدريب والتأهيل . كما نقدم في هذا الباب نموذجا عمليا مفصلا لأسلوب التقييم الشامل للمعاقين ذهنيا .
ونسأل الله أن يوفق الجميع
طارق الشربينى
الصحفي الطائر
11-05-2012, 02:29 AM
الباب الأول
ماهية التخلف الذهني
مفهوم الإعاقة الذهنية :
الإعاقة الذهنية هي حالة من حالات الإعاقة العقلية ذات الصلة بكثير من فروع الطب والعلوم الإنسانية الأخرى ، حتى لو لم يكن لها علاقة مباشرة بعلم الطب . ويترتب على حدوثها مجموعة من المشاكل الاجتماعية والنفسية والانفعالية والاقتصادية التي تؤثر على الفرد والمجتمع .
ويختلف مفهوم التخلف الذهني ( العقلي) من مجتمع الى آخر تبعا لعوامل كثيرة تتعلق بالعادات والتقاليد السائدة ، وطبيعة الثقافة ، ودرجة تعقد العمليات الاجتماعية . فبينما تمر حالات التخلف الذهني البسيط دون ملاحظة تذكر في الدول النامية والمجتمعات الزراعية بسبب سهولة الحياة وقلة المتطلبات ‘ فإن الأمر يبدو مختلفا تماما في الدول المتقدمة صناعيا ، وذلك بسب ارتفاع مستوي التوقعات وبسبب تعقد المتطلبات الاجتماعية أيضا .
ومما يلاحظ أنه كلما قلت درجة التخلف الذهني ومستواه تباينت نظرة المجتمع إليه وظهرت الاختلافات بينها . وأنه كلما زادت درجة التخلف الذهني تشابهت نظرة الشعوب إليه مهما اختلفت الأعراق أو الأجناس .
وقد جري تعريف التخلف الذهني علي أنه نقص في مستوي القدرة علي القيام بالعمليات العقلية عن الفرد العادي . كما يعني أيضا نقص القدرة علي القيام بعمليات التوافق الاجتماعي علي جميع المستويات . وعادة ما يعتبر الشخص معاق ذهنيا إذا ما قل معدل ذكائه بمقدار انحرافين معياريين عن المتوسط العام ، وبمعني آخر إذا قل معدل ذكائه عن (70) درجة 0
وتعرف الرابطة الأمريكية للتخلف الذهني هذه الظاهرة كما يلي :
" التخلف الذهني هو حالة تبدو أقل من المتوسط العام في المستوي العقلي الوظيفي ، وترجع إلي عوامل ما قبل الولادة ، وهي حالة ذات علاقة بالسلوك التوافقي " 0
ويشير كل من Difeson & Nil إلي تعريف آخر للرابطة الأمريكية للتخلف الذهني ، وهو كما يلي :
" هي حالة نقص في الذكاء ترجع إلى مرحلة التكوين في فترة ما قبل الولادة ، مما يؤدي إلي التأثير علي مستوي السلوك التكيفي " .
تعريفات متعددة للإعاقة الذهنية :
من أهم العوامل التي تؤدي إلى تشخيص دقيق للإعاقة الذهنية أن يُعرف تعريفا دقيقا شاملا لا يعتريه نقص ولم يكن تعريف الإعاقة الذهنية بالأمر الهين لأسباب ترجع إلى طبيعة هذه الإعاقة فهي متعددة الأبعاد والجوانب ، فالإعاقة الذهنية مشكلة طبية ونفسية ، تربوية اجتماعية وعملية أيضا ولكن بفضل نخبة من العلماء الذين عكفوا علي دراسة هذه المشكلة وكرسوا جهودهم للتعرف علي جميع أبعادها .
أمكن التوصل إلى تعريفات شاملة للإعاقة الذهنية وفيما يلي إشارة لبعض هذه التعريفات :
أولا – التعريفات الطبية :
تعتمد التعريفات الطبية علي الإصابة العضوية أو عيب في جهازه العصبي المركزي بحيث تكون الإصابة لها تأثير علي قدرة الفرد العقلية .
ومن أمثلة هذه التعريفات :
1- تعريف تريد جولد ( Tred Gold 1982 )
وهو الذي عرف الإعاقة الذهنية علي أنها حالة يعجز فيها العقل عن الوصول إلي مستوي نمو الفرد العادي أو استكمال ذلك النمو .
2- تعريف جير فيس ( Jervis 1952 )
وهو الذي عرفه علي أنه حالة توقف أو عدم اكتمال النمو العقلي نتيجة لمرض أو إصابة قبل سنة المراهقة أو أن يكون نتيجة لعوامل جينية ، ويعتبر هذا التعريف أكثر وضوحا من التعريف السابق .
ثانيا- التعريفات الاجتماعية :
1- اهتم دول (Doll 1941 ) بدراسة الإعاقة الذهنية واعتبر الصلاحية الاجتماعية هي
المحك الرئيسي للتعرف على المعاقين ذهنيا فعرف المعاق ذهنيا على انه :
- غير كفء اجتماعيا ومهنيا، ولا يستطيع أن يسير أموره وحده.
- اقل في القدرة العقلية العامة "الذكاء".
- يظل متخلفا عقليا عند بلوغه سن الرشد
- يظهر تخلفه منذ الولادة أو في سن مبكرة .
- يرجع تخلفه العقلي لعوامل تكوينية في الأصل .
ثالثا – التعريفات التعليمية :
1- تعريف هيبر ( Heber 1962 )
انه حاله تتميز بمستوي وظيفي دون المتوسط يبدأ أثناء فترة النمو ويصاحب هذه الحالة قصور في السلوك التكيفي للفرد .
2- تعريف جرو سمان ( Grossman 1977 )
حيث أنه يشير إلي مستوي الأداء الوظيفي العقلي العام الذي ينخفض عن المتوسط انخفاضا ذا دلالة مرتبطا بخلل في سلوك الفرد التكيفي وتظهر آثاره في مرحلة النمو .
ويعني ما تقدم أن نقص الذكاء بمفرده لا يعتبر من حالات التخلف الذهني ما لم يؤدي ذلك إلي الحيلولة دون حدوث عمليات التوافق وإلى التأثير بشكل سلبي علي مستوي سلوك الإنسان في سبيل مقابلة حاجاته الشخصية الطبيعية والاجتماعية.
أي أنه لابد من تحقيق شرطين لتصنيف الشخص علي أنه متخلفا ذهنيا وهما :
- انخفاض مستوي الذكاء .
- انخفاض مستوي عمليات التوافق .
ويلاحظ من مجمل التعاريف المتداولة أنها تعتمد بشكل رئيسي علي وصف العمليات الوظيفية للذكاء والتي تبدو عادة في مظهرين أساسيين هما :
1- عدم القدرة علي التعلم .
2- نقص القدرة علي القيام بعمليات التوافق الاجتماعي .
وإذا ما تفحصنا النقطتين السابقتين فسوف يتضح لنا أنهما من المظاهر شديدة الارتباط بالذكاء ؛ فالتعلم والتعليم يتطلبان من المتعلم القيام بمجموعة من العمليات العقلية التي تتطلب بدورها وجود حد أدني من الذكاء وقدرة مناسبة علي الفهم كما أن عمليات التوافق تتطلب توفر قدر من الذكاء العام والذكاء الاجتماعي علي وجه الخصوص للقيام بعمليات التفاعل مع الآخرين و الاتصال بهم واكتساب الخبرات واستخدامها في المواقف المناسبة ، وغير ذلك من العمليات الاجتماعية الضرورية .
وعادة ما يصاحب الدارس أو القارئ في هذا المجال كثيرا من التسميات التي قد تبدو مقبولة لدى البعض وغريبة لدى البعض الآخر. فهناك عبارات مازالت شائعة الاستعمال في بعض التصنيفات الطبية المتداولة حاليا ، مثل " التخلف العقلي " ، و " التأخر العقلي " ، و " الضعف العقلي " ، و " النقص العقلي " ، وهى تشير جميعا الى عدم القدرة على القيام بالعمليات العقلية على المستوى الطبيعي بدرجات متفاوتة.
ويرى بعض العلماء أن مثل هذه التسميات فيها الكثير من المبالغة ، لأنها تصف الشخص بصفات ذات معان اجتماعية مكروهة أو غير مرغوب فيها ، خاصة وان بعض فئات التخلف الذهني لا يمكن التفرقة بين إفرادها وغيرهم من الناس العاديين إلا بصعوبة وذلك عن طريق محك التعليم حيث تقل قدرة المعاق ذهنيا تدريجيا كلما ارتقى السلم التعليمي ومع ذلك فهذا الأمر لا يدعو على الإطلاق الى الاعتقاد في فكرة فقدان العقل وعدم القدرة على تلقى صنوفا من التدريب والتعليم المناسبة ، كما انه لايعنى تلاشى القدرة على التوافق تماما أو عدم القدرة على القيام بعمليات الكفاية الذاتية بشكل مطلق .
ويفضل الكثير من العاملين بهذا المجال استخدام مفاهيم إنسانية اكثر تقبلا من وجهة النظر الاجتماعية واكثر تعبيرا عن حقيقة الظاهرة ، مثل " التخلف الذهني " أو " الإعاقة الذهنية " حيث لا تدل على نقص العقل بقدر ما تدل على قصور بعض الوظائف عن القيام بعملها بالشكل الأمثل ، مع استمرار وظائف أخري في عملها بشكل طبيعي .
وقد عملت منظمة الصحة العالمية على التخلص من المعاني السيئة المرتبطة بتصنيف الفئات سابقا بحيث حلت التسميات التالية محل القديمة ، مثل " التخلف الذهني البسيط ، و التخلف الذهني المتوسط ، و التخلف الذهني الشديد أو العميق ".
ومما يجب التأكيد عليه انه ليس هناك دليل يؤكد الفكرة الساذجة التي حاولت إرجاع الإعاقة الذهنية الى وجود اختلافات في الشكل والتركيب ما بين أمخاخ الناس من ذوى الذكاء ابتداءً بالمتفوقين ونزولا الى الناس العاديين ، وان أمخاخ هؤلاء تحتوى على عدد اكبر من الخلايا عن غيرهم ؛ ويرفض العلم تصديق هذه الفكرة أو مجرد قبولها ، ويرى بان الاختلاف يرجع الى القدرة العالية للتنظيم الفسيولوجى على المستوى الكيميائي العصبي لدى الفرد .
وبمعنى آخر فان شكل المخ وتركيبه وعدد خلاياه واحد تقريبا لدى كل الأسوياء وغير الأسوياء في مجال القدرات العقلية ويحتمل أن يعود الخلل الى طريقة عمل المركبات الكيميائية وتأثيرها في المجال العصبي لدى الفرد .
أسباب التخلف الذهني :
لا ترجع الإصابة بالتخلف الذهني الى عامل واحد فقط ، وإنما تساهم في حدوثه مجموعة من العوامل المختلفة ذات الأصل التكويني الوراثي أو البيئي . وتؤدى هذه العوامل مجتمعة أو بعضا منها الى الإصابة بالنقص العقلي الذى اتفق على تسميته بالتخلف الذهني .
وتؤثر العوامل الثقافية بشكل واضح في حالات التخلف الذهني البسيط ، أما العوامل التكوينية واضطراب الكروموسومات ( العوامل الوراثية ) ، وحوادث الولادة ، فإنها تؤثر على باقي حالات التخلف الذهني .
ويمكن النظر الى التخلف الذهني من عدة زوايا . ويبدو أن فحص المخ هي الطريقة الأنسب في حالة التخلف الذهني الشديد أو العميق ، وكذلك في حالات التخلف الذهني المتوسط وتقع هذه الفئات دون درجة ( 50 ) من الذكاء ، ويتوقع أن يكون المخ عديم السواء في مثل هذه الحالات .
ومع ذلك فإن فحص المخ لم يؤد في حالات كثيرة الى الكشف عن الأسباب العصبية للاضطراب ، كما انه من الملاحظ أن حالات الوفيات بين أفراد هذه الفئات هي أعلى من نظيرتها بين أفراد الفئات الأخرى .
وأحيانا مايتم تقسيم الأسباب الى فئتين هما :
1- أسباب تكوينية وبيولوجية ومرضية .
2- أسباب ثقافية وتربوية ونفسية .
وللمجموعة الأولى اثر واضح في حالات التخلف الذهني الشديد والعميق ، وفى بعض حالات التخلف الذهني المتوسط ، كما في حالة المنغولية ( عرض داونز) مثلا . أما المجموعة الثانية فتلعب دورا هاما في حالة التخلف الذهني البسيط وبعض حالات المتوسط ، في فئته العليا . إلا أن ذلك لايعنى خلو حالات التخلف الذهني البسيط والمعتدل من أسباب الاضطرابات العضوية والحيوية . فأحيانا نجد في بعض الحالات الفردية مزيجا من العاملين مما يسمح ، في حالة توفر العوامل البيئية والتربوية المناسبة ، بحدوث تحسن في مستوى الأفراد حتى لو كان السبب هو حدوث اضطراب عضوي كما هو الحال في عرض داونز .
دور العوامل البيولوجية والبيئية في التخلف الذهني :
من المعروف أن للعوامل البيئية والاجتماعية دورا لايمكن إنكاره في حدوث ظاهرة التخلف الذهني ، إلا انه من المؤكد أيضا أن بعض الأمراض والإصابات واضطراب التمثيل الغذائي والأعطاب الوراثية تؤدى بدورها الى التأثير بشكل عميق وضار على وظائف الجهاز العصبي المركزي ، مما يحد من القدرة على التعلم ، ويقلل من الاستفادة من الفرص المتاحة للتفاعل الاجتماعي وعمليات التوافق ويساهم في حدوث التخلف الذهني . وكما أن علماء النفس والاجتماع يرون أن العوامل البيئية والاجتماعية تعتبر من العوامل ذات الأثر الهام في حدوث التخلف الذهني ، فإننا نجد من ناحية أخرى أن الأطباء وعلماء الوراثة يؤكدون بدورهم على أن العوامل البيولوجية هي المسئول الأول عن حدوث الإعاقة الذهنية ويؤكد كارتر ( CARTER ) على مايلى :
" أن التخلف الذهني الراجع الى أسباب بيئية أو الى عوامل الحرمان الثقافي لا يعتبر من حالات التخلف ، وإنما يعد ببساطة مجرد مظهر من مظاهر الحرمان من فرص التطور "
ويعتبر تأثير العوامل الوراثية على الحمل من الأمور المعروفة إلا أن سبب تغير شكل الكروموسومات والجينات التي تؤدى الى الإصابة بالتخلف الذهني مازال يصعب فهمه وشرحه ، إلا أن عمر الأم أثناء الحمل يعتبر من الأسباب المؤدية إلى اضطراب الكروموسومات وعلى الأخص في حالة عرض داونز.
وغالبا ما ترجع أسباب التخلف الذهني الى واحد أو اكثر من العوامل التالية :
أولا : عوامل ما قبل الحمل :
وهى عوامل موجودة منذ ما قبل الحمل ، وهى تبدأ في عملها بعد تمام عملية الإخصاب . وهناك نوعان من الاضطرابات ذات العلاقة بهذه العوامل وهى :
أ- اضطرابات لها علاقة بما يصيب الكروموسومات CHROMOSOMS )(من أعطاب أو خلل ، ومثال ذلك عرض داونز أو ما يسمى بالمنغولية .
ب-اضطرابات تحدث بسبب التقاء ناقلين للوراثة GENES )(مصابين بأعطاب وكانا في حالة خمول.
أعراض ذات علاقة باضطراب الكروموسومات :
عرض داونز ( Down’s syndrome ) أو المنغولية :
ويرى بعض العلماء بان وصف فئة من فئات التخلف الذهني بالمنغولية فيه نوع من التفرقة العرقية والإساءة الى أحد شعوب العالم ( الشعب المنغولي ) وانه من الأفضل تسمية هذا الاضطراب إما بعرض داونز ، أو باضطراب الكروموسوم رقم ( 21 ) ( Tresomy 21).
السمات الرئيسية للمصابين بعرض داونز :
من ملاحظة مظهر المصاب ، وبعد فحصه سريريا يمكن التعرف على السمات التالية :
1- وجود طبقات من ثنايا الجلد تغطى جوانب العينين مما يعطى للمصاب مظهرا خاصاً.
2- صغر حجم اليدين والأصابع مع انحناء إصبعي اليدين الصغيرين نحو الداخل.
3- الميل الى فتح الفم وبروز اللسان خارجه في الحالات الشديدة ويلاحظ أيضا كبر حجم اللسان وعدم انتظام الأسنان .
4- تبدو الأذن مربعة على جانبي جمجمة صغيرة ومفرطحة الشكل ذات شعر ناعم وخفيف.
5- وجود رقبة قصيرة وغليظة في حين تبدو الساقان والذراعان اقصر من المعتاد إذا ما قورنت بحجم الجذع .
6- وجود مسافة واضحة بين إصبع القدم الكبير وباقي الأصابع الصغيرة.
ومما يلاحظ انه يمكن الاعتماد على تلك السمات في التعرف على المصابين بعرض داونز في فترة مبكرة من حياتهم ، ويفضل أيضا تحليل الكروموسومات للتأكد من الإصابة .
أعراض الاضطراب وسلوك المصاب :
يلاحظ على المصاب بعرض داونز ، منذ بداية طفولته تأخر في النمو والنشاط الحركي وفى النشاط الاستجابي ، حيث يبدأ المشي في عمر سنتين الى ثلاث سنوات . وفى بعض الحالات الأخرى قد يتأخر المصاب سنة في قدرته على المشي مقارنة بالأطفال العاديين . كما يلاحظ ضعف النشاط العضلي الى حد ما في مرحلة الطفولة بالإضافة الى ضعف القدرة على التركيز والانتباه وبخاصة مابين عمر سنتين وثلاث سنوات . غير أن هذا الوضع يأخذ في التحسن نسبيا عند الكبر . وعادة ما يوصف المصابون بأنهم مرحون ، ومحبون للغير ، ومتعاونون ، وميالون الى الانقياد وتقليد الآخرين .
العلاج والوقاية من عرض داونز :
لقد سبق وأن قيل بأن التخلف الذهني وجد ليبقى ، مما يجعل من المستحيل ومن غير المتوقع علاج الحالة بعد حدوث الإعاقة أو محاولة التدخل لتغيير طبيعة الخريطة الوراثية للمصاب بعد حدوث الأضرار السلبية المرتبطة بهذا الاضطراب . غير أن الأمل معقود على تقديم برامج الوقاية والرعاية بشكل جيد من اجل حماية الأطفال في المستقبل وذلك بعد أن أحرز العلم نجاحا عاليا وحقق التقدم التقني الهائل في مجال الطب والإرشاد الوراثي نتائج ذات قيمة علمية ملحوظة.
ويمكن للأفراد المقبلين على الزواج إجراء الفحوصات والتحليلات اللازمة للتعرف على مدى وجود خلل وراثي أو غيره بالكروموسومات التي يحملونها ، وكذلك عن طريق تحليل السائل الأميني خلال الشهرين الثالث والرابع من الحمل.
أعراض ذات علاقة باضطراب الجينات GENES )(:
وتحدث هذه الحالات بسبب التقاء زوج من الجينات الخاملة وعودة النشاط اليها من جديد ، مما يؤدى الى ظهور السمات التي كانت محجوبة وذلك بسبب اضطراب المعلومات الوراثية والتأثير الذى يحدث للأنزيمات وتؤدى مجموعة هذه العوامل مجتمعة الى واحد أو اكثر من اضطرابات التمثيل الغذائي التي يمكن أن تؤثر على الطفل خلال مرحلة التكوين أو بعد الولادة مباشرة ومن هذه الاضطرابات :
-1اضطراب الفنيل – كيتو نوريا ( PHENYL KETONURIA ) :
ويشار إليه اختصارا بالحروف ( PKU ) وهو اضطراب وراثي ومن اشهر اضطرابات الأحماض الأمينية ، ويؤدى الى عدم الاستفادة من المواد الغذائية كما يعمل على تحويل بعض عناصرها الى مواد ضارة بالجسم ، مما يصيب الإنسان بالتخلف الذهني الشديد . وتتراوح الإصابة بهذا الاضطراب مابين واحد الى اثنين من بين كل عشرين ألف حالة من المواليد .
-2اضطراب الكربوهيدرات :
وهو من الأمراض التي تؤدى الإصابة به الى تراكم بعض المواد الضارة بأعضاء الجسم مثل الكبد والقلب والرئتين والأمعاء والمخ . وينتج عن هذه الإصابة توقف الجهاز العظمى عن النمو وحدوث تشوهات واضطراب حاسة البصر ، وتغير ملامح الوجه والإصابة بالتخلف الذهني الشديد .
-3زيادة سكر اللبن في الدم ( TAY-SACKS ) :
وهو أحد اضطرابات التمثيل الغذائي ، حيث يؤدى الاضطراب الى زيادة نسبة سكر اللبن في الدم بسبب تناول المواد الكربوهيدراتية والى حدوث ضعف تدريجي للعضلات ونقص القدرة على الرؤية وحدوث نوبات تشنجية .
ويمكن التعرف على الاضطراب بسهولة بعد الميلاد ، ويلاحظ انه بمجرد تناول الطفل للحليب يصاب بأعراض القيء والإسهال والمغص المعوي كما يعانى المصاب من نقص الوزن ومظاهر سوء التغذية بشكل شديد .
ويمكن علاج الحالة عن طريق تناول غذاء خاص ومن الضروري استخدام العلاج في هذه الحالة مدى الحياة أما في حالة عدم العلاج فان المصاب يعانى من التخلف الذهني الذى يأخذ في الزيادة كلما ازداد النمو.
ثانيا : أسباب ما قبل الولادة :
وهى تتمثل في مجموعة كبيرة من الأسباب التي يصعب شرحها ومناقشتها جميعا وهى تشمل : العدوى – الأسباب الكيميائية – الإشعاعية – الغذائية – العضوية – إفرازات الغدد – اختلاف فصائل الدم لدى الأبوين – اضطرابات المشيمة – نقص الأكسجين – وعدد من الأسباب الأخرى . ومن أهم هذه العوامل مايلى :
-1 العدوى : ومن أهم حالاتها مايلى :
1/1- الحصبة الألمانية ( RUBELLA ) :
وتؤدى إصابة الأم بالحصبة الألمانية وبخاصة خلال الأسابيع الأولى من فترة الحمل الى الإضرار بالجنين وإصابته بالتخلف الذهني ويمكن أيضا أن يصاحبه بعض الإعاقات الحسية الأخرى بنسبة (50) بالمائة من الحالات.
1/2- التهاب الكبد الوبائي :
وهو من الأمراض المعدية التي لها تأثير سلبي على الجنين وكذلك أيضا إصابة الأم بالجدري والسل والملاريا .
1/3- الزهري ( SYPHILIS ) :
وقد قلت احتمالات الإصابة بهذا المرض ومضاعفاته في الوقت الحاضر بشكل ملحوظ حيث أن الكثير من الأمهات اصبحن يخضعن أثناء فترة الحمل الى الرعاية الطبية التي تتطلب تحليل الدم مما يسمح للطبيب بالتعرف على ما يحملنه من أمراض معدية. وغالبا ما تموت الأجنة التي تحملها الأمهات المصابات قبل موعد ولادتها ، أما في حالة نجاة الأجنة فيحتمل إصابتها بالتخلف الذهني .
-2العوامل الكيميائية :
وتتمثل في تناول الأدوية من قبل الأم الحامل مثل بعض المضادات الحيوية والتي لها تأثير ضار على الجنين أثناء فترة الحمل . وتؤدى الكثير من مكونات بعض الأدوية إذا ماتم تناولها خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل على وجه الخصوص الى تعطيل عمل الشفرة الوراثية مما يؤدى الى حدوث تأثيرات سلبية على عمليات النمو والتطور وبالتالي إصابة الجنين بالتخلف الذهني وهذا ما نلاحظه يحدث في الدول النامية بسبب سهولة الحصول على الأدوية واستخدامها دون رقابة طبية وأيضا عدم استشارة الطبيب المختص .
-3العوامل الإشعاعية :
وتتمثل في الأشعة السينية ( أشعة إكس ) والإشعاعات النووية وبالنسبة لأشعة اكس إذا تعرضت لها الأم الحامل ولفترات طويلة أو متكررة فان ذلك يؤثر بشكل سلبي على نمو وتطور المخ وعلى مستوى القدرات العقلية للجنين . أما بالنسبة للإشعاعات النووية فإنها تؤدى الى تشوه الأجنة أثناء فترة نموها وأيضا التأثير السلبي على تطور أجهزة الجسم بشكل يتناسب مع فترة التعرض لهذه الإشعاعات ومقدارها .
-4عامل الغذاء :
يعانى ملايين الأطفال من سوء التغذية بدرجات متفاوتة في كثير من أقطار العالم ، وبخاصة في الدول الفقيرة . ويؤدى نقص البر وتينات الذى تتعرض له الأم الحامل الى نقص وزن الطفل عند الولادة وهذا يؤثر بشكل ضار على نمو مخ الجنين خاصة في فترات النمو السريع للمخ والجهاز العصبي بداية من الشهر الرابع أثناء فترة التكوين ولمدة عشرة اشهر بعد ميلاد الطفل على اقل تقدير .
5- العوامل العضوية :
5/1- كبر حجم الرأس / استسقاء الدماغ HYDROCEPHALY )( :
لا يعتبر كبر حجم الرأس مرضا من أمراض الأطفال ولكنه حالة تحدث بسبب عوامل عضوية متعددة وتبلغ نسبة حدوثه واحد بالألف من المواليد تقريبا. ومن المعروف أن هناك أجزاء بالمخ عبارة عن تجاويف مملؤة بالسائل المخي الشوكي ، وتتصل هذه التجاويف بقنوات وممرات تسمح للسائل بالانتقال من تجويف الى آخر. وتقوم بعض التجاويف العميقة بإنتاج ما يعادل (150) سنتيمتر مكعب من السائل الشوكي كل (24) ساعة ، بحيث يتم تصريفها عن طريق القنوات الموصلة بين تجويف وآخر ، وفى الأحوال الطبيعية فان السائل يستمر في الانسياب والجريان الى أن يتم خروجه في النهاية من آخر تجويف الى المنطقة الواقعة عند جذع المخ تمهيدا لجريانه مع الدم . وفى حالة وجود عوائق تحول دون تصريف هذا السائل فانه يتراكم خاصة في التجاويف الجانبية مما يؤدى الى تضخم الرأس بسبب ضغط السائل على جدران الرأس الى الخارج وضغطه أيضا على المخ الى الداخل مما يحول دون نموه .
ويمكن علاج هذه الحالة إذا تمت عملية التشخيص والتقييم مبكرا وذلك عن طريق زراعة أمبوب بالدماغ لتحويل مجرى السائل الى المعدة .
5/2- صغر حجم الرأس (MICROCEPHALY)
وهو من الاضطرابات التي ترجع بطبيعتها الى عدة أسباب ويقع في مقدمتها الإصابة بأحد التهابات الدماغ ومن أهم سمات هذا الاضطراب هو عجز المخ عن النمو بالحجم الطبيعي ونجد أن عظام الجمجمة لا تتمدد بالشكل الذى يتناسب مع نمو حجم المخ . وعلى الرغم من أن الإصابة به تؤدى الى التأخر الذهني الشديد إلا أن هناك استثناءات ترجع لطبيعة الحال الى حجم الإصابة والى عمق تأثيرها .
6- الغدد ( GLANDS ) :
ومن اشهر أمثلتها ( القماءة ) أو الكريتينية (CRETINISM) وهى حالة تحدث بسبب نقص في إفرازات الغدة الدرقية نتيجة لنقص مادة اليود في غذاء الطفل . وتؤدى الإصابة الى معاناة الطفل من نقص في القدرات العقلية وبعض الاضطرابات العضوية الأخرى وفى مقدمتها بطء الدورة الدموية وتوقف نمو العظام والأسنان والشعر والمخ . ويبدو المصاب إذا لم يتلق الرعاية الطبية المناسبة ، قصير القامة ، خشن الملامح ، قصير الجذع ، غليظ الجفون ، جاف الجلد ، وذا أطراف قصيرة وغليظة ، ولا يهتم كثيرا بما يدور حوله.
-7اختلاف فصائل الدم لدى الأبوين / عامل ريسوس )( RH :
وهى مواد موجودة بكرات الدم لدى أغلبية البشر وبعض الحيوانات الراقية وعندما يختلط الدم المحتوى على هذه المواد بدماء أشخاص آخرين لا يوجد بها نظير لها فإنها تمثل في هذه الحالة ماد أو أجسام غريبة تؤدى الى إنتاج مواد مضادة لها بدم الشخص الغير حامل لها أصلا . فإذا ما افترضنا مثلا بان دم الأب يحمل مادة (RH+) وان دم الام يحتوى على نفس المادة الموجبة أيضا فان دم الطفل يحمل المادة (RH+)الإيجابية أيضا . وهذا لا يمثل أي مشكلة على الإطلاق . أما إذا كان دم الأب يحتوى على (RH+) بينما يحتوى دم الام على (RH-) فان دم الطفل في هذه الحالة سوف يحتوى (RH+) مثل الأب وهو ما يتعارض مع دم الأم. وفى مثل هذه الحالة فان العامل الإيجابي بدم الطفل سوف يختلط بدم الام المحتوى على العامل السلبي وذلك لاول مرة ، مما يؤدى الى قيام دم الام بإنتاج أجسام مضادة للعامل الإيجابي بدم الطفل وسرعان ما تعمل على تحطيم خلايا الدم الحمراء لديه وحرمانه من الأكسجين ، ونجد أن عملية إنتاج الأجسام المضادة لدى الام تستغرق وقتا طويلا بعض الشيء فان الطفل الأول عادة لايتاثر باختلاف عامل الريسوس في الدم مثلما يحدث في حالة من يأتي بعده من الأطفال .
وفى حالة حدوث مثل هذا الاضطراب للطفل فانه يمكن التخلص من الدم القديم وإجراء عملية نقل دم جديد له
ومع ذلك فان ذكاء الطفل سوف يقل عن مستوى نظرائه من الأطفال بشكل نسبى .
8- اضطرابات المشيمة والحبل السري :
تؤدى حالات انفصال المشيمة أو عدم كفاءتها الى بطء نمو الجنين وصغر حجمه والى الولادة المبكرة أو احتمال حدوث الإعاقات التكوينية ومن بينها الاضطرابات التي تصيب المخ . وتعتبر عمليات توقف تبادل الغازات بسبب اضطراب المشيمة أو الحبل السري العامل المسئول عن حدوث حوالي ( 90) بالمائة من حالات الشلل الدماغى .
9- نقص الأكسجين :
ويحدث لأسباب متعددة أما في مرحلة ما قبل الولادة أو أثناء الولادة أو بعد الولادة . ويؤدى حرمان خلايا المخ من الأكسجين ولو لفترات قصيرة ، الى تعرض تلك الخلايا للموت وذلك يؤثر بشكل سلبي على عمليات تزويد المخ بالطاقة اللازمة للقيام بنشاطاته المختلفة .
ثالثا : أسباب راجعة الى حالة الولادة :
وهى تشمل على مجموعة حالات يأتي في مقدمتها الولادات المبكرة والاختناق والإصابات :
-1الولادات المبكرة :
وتحدث هذه الولادات لأسباب طبية متعددة ، إلا أن ما يجب التأكيد عليه أن الأطفال ممن ينقص وزنهم عن (1500) جم معرضون لاحتمال إصابتهم بإعاقات حسية وعقلية متنوعة وعادة ما يؤدى نقص الوزن بسبب ولادة الطفل قبل موعده الى احتمال إصابته بالتخلف الذهني . وقد حاول الأطباء الحد من فرص حدوث الإعاقات عن طريق الحضانات التي يوضع بها الأطفال ناقصي الوزن لكى نوفر لهم بيئة شبيهة برحم الام لحين استكمال موعد ولادتهم . وقد ساهمت الخدمات الطبية بشكل ملحوظ في الحد من عدد هذه الإصابات .
2- الاختناق :
أحيانا ما تؤدى بعض المشاكل التي تحدث أثناء الولادة الى الإصابة ببعض الإعاقات مثل التخلف الذهني ، والشلل الدماغى ، وتأخر النمو الحركي ، وبعض الاضطرابات الأخرى التي تؤثر بشكل سلبي على القدرة على التعلم . ويقع في مقدمة هذه الأسباب عامل نقص الأكسجين وقد تكلمنا عنه سابقا .
3- حوادث الولادة :
تؤدى حالات تعثر الولادة وسوء استخدام الأدوات الطبية المساعدة على سحب الجنين والضغط على جمجمة الطفل الى الأضرار ببعض أنسجة المخ وحدوث نزيف للمخ أحيانا ، مما يؤدى الى الإصابة بالنقص العقلي.
رابعا : أسباب ترجع الى ما بعد الولادة :
وهى اضطرابات متعددة تصيب الطفل بعد مولده ، وتؤدى الإصابة بها الى اضطراب المخ وحدوث الخلل العقلي بدرجات متفاوتة تبعا لكل حالة على حدة ، ومن أهم هذه الأسباب :
-1العدوى :
يتعرض الطفل بعد مولده للإصابة ببعض الأمراض مثل الالتهاب السحائي ، والحمى المخية الشوكية ، والتهاب الدماغ وغيرها من الأمراض والحميات الأخرى التي تؤثر بشكل سلبي على خلايا الدماغ وتساهم في حدوث التخلف العقلي .
2- الإصابات الطارئة :
تؤدى إصابات الرأس التي يتعرض لها الإنسان عامة والأطفال على وجه الخصوص الى التأثير على المخ وعلى وظائف بعض مراكزه مثل ارتجاج المخ أو إصابات حوادث السيارات أو السقوط من أماكن مرتفعة أو تلقى ضربة شديدة على الدماغ
-3العوامل الكيميائية :
وهى كثيرة ومتعددة وذات درجات خطورة متفاوتة مثل تناول بعض الأدوية والمستحضرات ذات الآثار الجانبية الضارة ، والتسمم بالرصاص ، وتناول مواد تحتوى على نسبة عالية من الزئبق العضوي ، والتسمم باستنشاق غاز ثاني أكسيد الكربون أو أحد الغازات الضارة.
4- العوامل الغذائية :
يؤدى نقص البروتين في غذاء الطفل وسوء تغذيته الى التأثير بشكل ضار على نمو المخ ، في حالة الأطفال الصغار والى التأثير على الصحة بشكل عام ، وفى حالة تعرض الطفل خلال السنوات الأولى من عمر الطفل والسنة الأولى على وجه الخصوص لسوء التغذية ونقص البر وتينات ، فان ذلك سوف يؤدى حتما الى إعاقة نمو المخ وتطوره والى الإصابة بالضعف العقلي .
-5عوامل الحرمان :
وهى من بين العوامل البيئية الكثيرة ذات التأثير الواضح على التخلف الذهني ، ويرى العلماء بأن هناك علاقة قوية مابين الحرمان بجميع أشكاله وحالات التخلف الذهني . ومن المعروفأن تربية الطفل في بيئة فقيرة محرومة من الأساسيات تعرضه لاضطرابات ومضاعفات سوء التغذية ، كما تقوده الى الشعور بالمعاناة من صنوف الحرمان النفسي والانفعالي والذهني والى فشل الطفل في إقامة علاقات متبادلة مع غيره من المحيطين به وهذا يؤدى بدوره الى حدوث الحالات التي تعانى من التخلف بسبب العوامل الثقافية والعائلية ولهذا نناشد بمحاربة الفقر ومحاولة القضاء عليه لان ذلك يساهم مساهمة فعالة في علاج الكثير من حالات التخلف الذهني الراجعة الى أسباب ثقافية .
6- الأسباب الثقافية والعائلية للتخلف الذهني :
ويطلق العلماء على هذا النوع من النقص العقلي بالتخلف الذهني الأولي أو الوظيفي(الهامشي) ويعتمد في تشخيصه على وجود حالات أخرى مماثلة بالعائلة وهو تخلف ذهني بسيط جدا دون وجود أي أسباب عضوية أو عصبية يمكن الاستناد عليها . وقد ارجع العلماء أسباب حدوث مثل هذا النوع من التخلف الذهني لدى أولئك الأفراد الى أسباب ثقافية وعائلية.
خامسا : تخلف ذهني لأسباب غير معروفة :
كما هو معروف فإننا لم نصل بعد ، على الرغم من التقدم الهائل الذى يحيط بنا والتقدم الطبي الذى فاق كل الإنجازات التي حققها السابقون ، الى التعرف على جميع العوامل المسببة للنقص العقلي والعناصر المشاركة في حدوثه ، بشكل قاطع للشك في بعض الحالات ومن بين هذه الحالات التخلف الذهني لأسباب غير معروفة مما يؤدى الى نمو المخ بشكل غير طبيعي كما قد يعود السبب في حدوث بعض الحالات الى عوامل وظيفية مازالت مجهولة ، مما يعيق تطور المخ ويمنعه من القيام بأداء وظائفه بشكل سوى .
الصحفي الطائر
11-05-2012, 02:33 AM
الباب الثاني
طبيعــة التخــلف الذهنــي
نلاحظ هنا أن العلماء تنظر الى التخلف الذهني من وجهات نظر متعددة بحكم تخصصهم من جهة وأيضا بسبب خلفياتهم الثقافية وانتماءاتهم المهنية من جهة أخري. كما يساهم في ذلك أساليب الإعداد والتدريب ومستوى الخبرة وطبيعة آرائهم الشخصية . ويمكن حصر وجهات النظر بشكل عام في عدد محدود من الاتجاهات التي سوف نناقشها فيما يلي :
أولا : وجهة النظر الطبية المرضية :
وتهتم في اتجاهاتها بالتأكيد على الناحية الجسمية وعلى الاضطرابات التي تصيب الكائن الحي في تفسيرها لطبيعة التخلف الذهني ، وذلك على الرغم من عجز الطبيب ، في بعض الأحيان ، عن التعرف على الحالة من الفحص السريرى ، وخاصة في الحالات التي يعود فيها الاضطراب الى أسباب عضوية . ويشير تقرير الرابطة الأمريكية للأطباء في هذا الخصوص الى الحقائق التالية :
" في الوقت الذى تم التعرف فيه على اكثر من مائتي سبب للتخلف الذهني ، فان الطبيب مازال غير قادر على تصنيف الحالة تبعا للسبب . وما يمكن عمله في هذه الحالة هو تعريف التخلف الذهني تبعا للسمات الوظيفية الهامة أو الرئيسية إما تبعا لنقص الوظائف العقلية أو تبعا لمستوى التوافق الاجتماعي" ".
كيف تنظر وجهة النظر الطبية الى العوامل البيئية ؟
ترى وجهة النظر الطبية بان العوامل البيئية ممثلة في عوامل الحرمان على وجه الخصوص تؤدى إذا ما حدثت في فترة النمو المبكرة الى التأثير على الجهاز العصبي ووظائف المخ مما يؤدى الى تهيئة المناخ البيولوجي المسئول عن حدوث الإعاقة الذهنية . وتشير الفقرات التاليةمن تقرير الرابطة الطبية الأمريكية الى هذه الحقيقة :
" الأسباب الرئيسية للتخلف الذهني تنشأ بسبب العوامل البيولوجية التي تؤثر على التنظيم الكيميائي والبنائي للجهاز العصبي كما قد تنشأ بسبب العوامل المكتسبة التي تؤثر بدورها على التنظيم الوظيفي في الجهاز العصبي خلال فترة نمو الجنين ، أو من كليهما معاً بشكل مشترك"
ثانيا : وجهة النظر الإحصائية :
تعتمد وجهة النظر الإحصائية بشكل رئيسي على اختبارات الذكاء الشائعة مثل اختبار ستانفورد – بينيه ، واختبار واكسلر وقد أُعتمد في إعداد اختبارات الذكاء على الفكرة القائلة بان الذكاء هو قدرة عامة لدى الفرد تجعله يعمل بشكل هادف ويفكر بعقلانية ويتعامل مع مكونات البيئة من حوله بشكل مؤثر وفعال ، وعلى هذا الأساس فان الشخص الذى يحصل على درجة تقل بمقدار انحرافين معياريين عن المتوسط العام يعتبر ضمن فئة المتخلفين ذهنياً.
ويقدر المتوسط العام في اختبارات الذكاء على أساس مائة درجة ، بينما تقدر قيمة الانحراف المعياري الواحد بخمس عشرة درجة (15) . ونلاحظ أن هذه الاختبارات المستعملة لا تفرق بين الأشخاص من ذوى مستوى الذكاء الواحد رغم اختلافهم في مستويات سلوكهم التوافقي (التكيفى) وأيضا في مستواهم الاجتماعي وخلفيتهم الثقافية وخبراتهم الشخصية وفى كثير من العوامل المتنوعة الأخرى مثل البيولوجية والسلوكية.
وبناء على ما تقدم فانه يفضل استخدام المعيار الإحصائي مع معيار آخر سلوكي ومعيار طبي . ومن اختبارات السلوك التوافقي اختبار فاينلاند ( vineland ) ، وجيسيل (gesel) والتي تستخدم لهذه الأغراض .
ثالثا : وجهة النظر السلوكية :
وترى وجهة النظر السلوكية أن المجتمع اتجه في بداية الأمر الى ربط ظاهرة التخلف الذهني بمفهوم عدم القدرة على التوافق . ونجد أن السلوكيون ينظرون الى التخلف الذهني لا كسمة أو صفة وإنما كنوع من السلوك المتأثر بالبيئة والأحداث الهامة التي لها تأثير على تشكيل شخصية الفرد كما انهم يشيرون الى أن العلاج يكمن في السيطرة على البيئة وإعادة ترتيبها وهندستها بشكل يسمح بتقديم الفرص المناسبة والمهيأة للتعلم ، حتى ولو كانت العوامل البيولوجية والعوامل البيئية تتحكم في حدود السلوك (أقصد إطاره العام) وفى المدى الذي يمكن أن يصل إليه الفرد .
رابعا : وجهة النظر الاجتماعية :
ويشير ( مرسر ) الى أن التخلف الذهني ما هو إلا تعبير عن المركز الاجتماعي المكتسب وتعتمد وجهة النظر هذه بشكل رئيسي على مدى قدرة الفرد على مقابلة متطلبات الأدوار المتوقعة منه تبعا لمعايير المجتمع الذى يعيش فيه . ولتوضيح ذلك نقول بان الشخص قد ينجح في مقابلة التزاماته في مواقع معينة مثل تعامله مع أبويه على سبيل المثال ، في حين انه قد يفشل في مقابلة الدور الأكاديمي المتوقع منه في المدرسة . وفى هذه الحالة فقد يعتبر الشخص متخلفا في نظام اجتماعي معين بينما يعتبر طبيعيا في نظام اجتماعي آخر وهو ما نسميه بالتخلف الوقتي . ولذلك لا يصح تسمية الشخص بالمتخلف ذهنيا إلا في حالة فشله في مقابلة التوقعات الاجتماعية التي تتطلبها مختلف القطاعات الاجتماعية عبر فترة طويلة من حياته .
تقييم وتشخيص الإعاقة العقلية :
التعريف : هو عبارة عن سلسلة من الإجراءات المنظمة التي تهدف الى التعرف على مواطن القوة والضعف عند الفرد من أجل تحديد احتياجاته التربوية الخاصة والتعرف على مدى ملائمة البرامج التربوية المقدمة له .
ولكي تتم عملية التشخيص بصورة دقيقة لابد أن نضع في الاعتبار:
أولا : المفهوم
ثانيا : الأبعاد
ثالثا : المعايير
أولا : مفهوم عملية التشخيص :
هو التقييم الكامل للحالة والذي يتضح من الأركان الأساسية التالية :-
-1 تحديد الهدف من التشخيص [ التعرف علي قدرات الطفل ونواحي الضعف و القوة ].
-2 التبكير بعملية التشخيص [ يساعد علي تحسن الحالات نتيجة تقديم الرعاية والعلاج ].
-3تكامل عملية التشخيص [ وضع برنامج متكامل مدروس من قبل المتخصصين ].
ثانيا : أبعاد عملية التشخيص :
1- البعد الطبي [ متمثلا في إصابة المخ والجهاز العصبي ويترتب عليه قصور في النمو العقلي والبدني ]
2- البعد العقلي [ متمثلا في نقص نسبة الذكاء ] .
-3البعد التعليمي [ متمثلا في قصور القدرة علي التعلم والتحصيل الدراسي ] .
-4البعد الاجتماعي [ متمثلا في قصور القدرة علي الاعتماد علي النفس والتكيف والتوافق الاجتماعي ] .
ثالثا : معايير عملية التشخيص :
1- أن تكون قدرة الطفل العامة دون المتوسط والذكاء أقل من 70 درجة ذكاء.
2- أن يكون لدي الطفل قصور في السلوك التكيفي.
3- أن يكون لدي الطفل قصور في النمو اللغوي .
4- أن يكون لدي الطفل قصور في النمو الحركي .
أدوات التقييم وأساليبه :
مقاييس التقدير :
وهى إحدى أدوات التقييم ، ويعرض من خلالها المختص للطالب أرقاما تمثل درجات ما يراد تقييمه .
- لايمكن اعتبار مقاييس التقدير اختبارات لأنها لا تتضمن إجابات صحيحة وأخرى خاطئة .
- تعتمد عملية التقييم عادة في هذه المواقف على الملاحظات السابقة عن الطالب .
- تكون الدرجات فيها مبنية على عبارات مثل ( نعم / لا ) أو ( موافق بشدة/ موافق/ لا اعلم/ غير موافق/ غير موافق بشدة ) .
- تتميز بأنها أسرع في الإعداد من غيرها واسهل استعمالا وفيها بعض الإثارة والتشويق .
المقابلة :
وهى عبارة عن محادثة هادفة( senperg 1977 ) وتعتبر من أهم الوسائل المستخدمة مع الأطفال لسهولتها ومرونتها وتكيفها مع المواقف المختلفة .
- تستخدم حين تكون أساليب التقويم الأخرى غير كافية أو يصعب استخدامها .
- تسمح المقابلة للأخصائي بجمع المزيد من المعلومات عن الطفل خاصة فيما يتعلق بالميول والاتجاهات وفهم الأساليب الكامنة وراء الاستجابات .
- تعتبر من ابرز الوسائل التشخيصية التي تعتمد على الأسئلة .
الملاحظة :
وهى أحد أساليب التقييم الرئيسية والتي تركز على وصف الطالب من اجل تحديد الأساليب المحتملة أو المرتبطة بالسلوك غير الطبيعي وتفسيره .
وتنقسم الملاحظة في هذا الصدد الى أسلوبين : الملاحظة الإكلينيكية – ملاحظة القياس .
- وتتم الملاحظة الإكلينيكية عن طريق ملاحظة الطفل في المواقف الاختيارية والمواقف التعليمية ، أو في المواقف الحرة كأوقات الراحة وأوقات الفراغ ، ويمكن أن تتم الملاحظة هنا بواسطة قوائم الشطب check-lists )(مثل القوائم الخاصة بالمظهر، والسلوك الحركي ، والسلوك الانفعالي .. الخ .
- أما ملاحظة القياس هي الخاصة بقياس السلوك [ التكرار – الحدة – المكان ] ويتم تطبيقها عادة عن طريق قوائم خاصة معدة خصيصا لهذا الغرض .
الاختبارات :
وهى أدوات تقييم تضم أنماطا مختلفة من السلوك تمثل الصفة المراد قياسها . ويسمى الاختبار المقنن ذو المعايير المرجعية اختبارا رسميا ، حيث يصمم وفق معايير محددة يلتزم بها في التطبيق والتصحيح مما لا يسمح فيها لأي محاولة من محاولات الإبداع أو الخروج عن حدود البنود .
وتستخدم هذه الاختبارات عادة في مجال التشخيص وتحديد الخدمات مثل :
- اختبارات الذكاء المقننة مثل واكسلر وستانفورد / بينيه.
- اختبارات القدرات مثل اختبارات القدرات المهنية .
- اختبارات التحصيل الفردية .
- اختبارات تشخيصية ( أدائية و إسقاطية ) .
استخدام معيار السلوك التوافقي لتقييم مستوى الذكاء :
يمكن استخدام معيار السلوك التوافقي كمؤشر للذكاء وفى تحديد فئات المتخلفين ذهنيا وينصح الباحثون بعدم الاقتصار على اختبارات الذكاء وحدها في التشخيص ولكن لابد من استخدام اختبارات الذكاء ومعايير السلوك التكيفي جنبا الى جنب للتعرف على مستوى ذكاء الطفل .
ويجدر الإشارة هنا الى أن اختلاف مستوى التوافق الاجتماعي وفقا لمراحل النمو الزمني ، مما يتطلب مقارنة قدرة الشخص على ممارسة الاستقلال الذاتي والاجتماعي ،مثلا مع أفراد فئته العمرية .
كما يلاحظ نقص هذه الأنواع من الاختبارات مما يجعل اختبار فاينلاند (vineland) للنضج الاجتماعي في مقدمة هذا النوع من الاختبارات في الوقت الحالي .
ويتكون اختبار فاينلاند من عدد (117 ) فقرة خاصة بالنشاطات المختلفة وهى موزعة على ثمان مجموعات سلوكية .
اختبار (vineland ) للنضج الاجتماعي ، حسب العمر الزمني :
عمر 0 – 1 سنة :
-1 يستطيع الابتسام أولا ، ثم الضحك فيما بعد .
-2 يحتفظ باتزان وثبات رأسه .
-3 يحاول جذب الأشياء التي تقع في متناول يديه .
-4 يتعرف على الأشخاص المقربين له ويحاول الوصول إليهم
-5 يستطيع التقلب في وضع الرقاد ، كما يستطيع التدحرج .
-6 يحاول الوصول للأشياء القريبة .
-7 يشغل نفسه ببعض النشاطات الذاتية عندما يكون بمفرده .
-8 يستطيع الجلوس دون مساعدة .
-9 يستطيع النهوض بمفرده .
10- يحاول تقليد الاصوات .
11- يستطيع الشرب من الكوب بمساعدة الآخرين .
12- يستطيع الانتقال من مكان الى آخر .
-13 يستطيع الإمساك بالأشياء بواسطة إصبعي الإبهام والسبابة .
-14 يستطيع لفت الانتباه للحصول على اهتمام الآخرين.
-15 يتحكم في لعابه فلا يتركه يسيل .
16- يقف دون مساعدة .
-17 يفهم الإرشادات والتوجيهات البسيطة .
عمر سنة الى سنتين :
-18 يمشى بمفرده دون مساعدة .
-19 يمسك بالأقلام والطباشير ويحاول استخدامها .
20- يستطيع مضغ الطعام .
21- يستطيع جذب جوربه الى أعلى .
-22 ينتقل بالأشياء من مكان الى آخر .
-23 يتفادى العوائق البسيطة ويتغلب عليها .
24- يستطيع نقل الأشياء المألوفة أو البحث عنها .
-25 يشرب من الكوب بمفرده .
-26 يحاول تحاشى الركوب في عربات الأطفال .
27- يشارك غيره من الأطفال اللعب .
-28 يستخدم الملعقة في تناول طعامه .
-29 يستطيع التجول في المنزل أو الحديقة .
-30 يستطيع التمييز بين الأشياء المألوفة وغيرها .
-31 يعرف أسماء الأشياء المألوفة لديه ويستخدمها .
32- يستطيع تناول الحلوى بعد إزالة غلافها بنفسه .
-33 يصعد السلم واقفا دون مساعدة من أحد .
-34 يستخدم جملا قصيرة في حديثه .
عمر 2 - 3 سنوات :
-35 يطلب الذهاب الى المرحاض .
36- يفكر في نشاطات اللعب بنفسه .
-37 يستطيع خلع معطفه أو ملابسه .
-38 يستطيع استخدام الشوكة عند الأكل .
-39 يحضر مشروبه بنفسه .
-40 يستطيع تجفيف يديه .
-41 يعمل على تفادى الأخطار البسيطة .
-42 يستطيع ارتداء ملابسه دون مساعدة .
-43 يستطيع استخدام المقص .
-44 يمكنه الربط بين الخبرات المتنوعة .
عمر 3 - 4 سنوات :
45- ينزل السلم خطوة بعد خطوة .
-46 يتعاون في اللعب مع غيره وخاصة في رياض الأطفال .
-47 يزرر ملابسه بنفسه .
-48 يساعد في أداء بعض الأعمال المنزلية السهلة .
-49 يلبي الأعمال التي يطلبها منه الآخرون .
-50 يغسل يديه دون مساعدة .
عمر 4 - 5 سنوات :
-51 ينظف نفسه بعد استخدام المرحاض .
-52 يغسل وجهه دون مساعدة .
-53 يستطيع التجول بمفرده في الأماكن المجاورة دون صحبة
-54 يرتدى ملابسه ماعدا الأشياء التي تحتاج الى ربط .
-55 يستخدم الأقلام في الرسم أو الطباشير .
-56 يشارك في الألعاب التي تتطلب المنافسة .
عمر 5 – 6 سنوات :
57- يستطيع استخدام دراجة بثلاث عجلات وأدوات التزلق .
-58 يستطيع كتابة بعض الكلمات البسيطة ( نقلها ) .
-59 يلعب العاب المائدة السهلة (ألعاب التركيب – ألغاز مصورة) .
-60 يحافظ على نقوده .
-61 يمكنه الذهاب للمدرسة بمفرده .
عمر 6 – 7 سنوات :
-62 يستخدم السكين في الأكل .
63- يستخدم القلم في الكتابة .
-64 يستطيع الاستحمام بنفسه مع تلقى بعض المساعدة .
-65 يذهب للفراش دون مساعدة .
عمر 7- 8 سنوات :
-66 يستدل على الوقت من النظر الى الساعة .
-67 يستخدم السكين لقطع الأشياء .
-68 لا يصدق تلك الأمور الخرافية التي كان يصدقها من قبل
-69 يشارك في نشاطات أطفال مرحلة ما قبل البلوغ .
-70 يجيد استخدام المشط أو الفرشاة .
عمر 8 - 9 سنوات :
71- يعرف استخدامات الأدوات المنزلية .
-72 يقوم ببعض الأعمال المنزلية الروتينية .
-73 يمارس القراءة حسب رغبته .
-74 يقوم بالاستحمام دون أي مساعدة .
عمر 9 - 10 سنوات :
-75 يعتني بنفسه عند تناوله الطعام .
-76 يمكنه شراء بعض المستلزمات البسيطة .
-77 يستطيع التجول في منطقة سكناه بمفرده .
عمر 10 – 11 سنة :
-78 يستطيع كتابة رسالة قصيرة .
-79 يستطيع استخدام الهاتف .
-80 يقوم ببعض أعمال الصيانة السهلة أو الإصلاحات البسيطة .
-81 يستطيع التعامل مع بعض المواضيع الصحفية كما يمكنه المراسلة عن طريق البريد.
عمر 11 – 12 سنة :
82- يمارس بعض النشاطات الإبداعية البسيطة .
-83 يمكن الاعتماد عليه في العناية بنفسه وبالآخرين .
84- يشعر بالمتعة عند قراءة الكتب والصحف والمجلات .
عمر 12 – 15 سنة :
-85 يمارس الألعاب الصعبة .
86- يعتني بملابسه ويوليها كثيرا من الاهتمام .
-87 يستطيع شراء مكملات اللبس .
-88 يشارك في نشاطات المراهقين .
89- يشعر بالمسئولية في ممارسته لعمله اليومي الروتيني .
عمر 15 – 18 سنة :
-90 يتبادل الرسائل مع الآخرين .
-91 يتابع أحداث الساعة .
92- يخرج أثناء النهار بمفرده دون الحاجة الى رقابة .
93- يسافر الى الأماكن القريبة بمفرده .
94- يحصل على مصروف شخصي .
95- يشتري جميع حاجياته .
عمر 18 – 20 سنة :
-96 يذهب الى الأماكن البعيدة وحده .
97- يعرف كيف يعتني بصحته .
-98 يمارس مهنة أو يواصل تعليمه .
-99 يخرج أثناء الليل دون قيود .
100- يتولى ضبط مصروفه بنفسه .
-101 يتولى مسئولية نفسه .
عمر 20 – 25 سنة :
-102 يستخدم النقود بحكمة .
103- يتولى مسئوليات أبعد من حدوده الشخصية .
-104 يساعد في الخدمات الاجتماعية المنظمة .
105- يخطط لمستقبله .
عمر 25 سنة فما فوق :
106- يمارس الأعمال التي تحتاج الى مهارة .
-107 يشغل نفسه بنشاطات نافعة في أوقات فراغه .
108- يقوم بتنظيم عمله .
-109 يحظى بثقة الآخرين .
110- يساهم في التقدم والازدهار الاجتماعي .
-111 يستطيع الإشراف على بعض النشاطات المهنية .
112- يستطيع شراء الحاجيات للآخرين .
113- يستطيع القيام بإدارة شئون الآخرين .
-114 يمارس أعمال مهنية تحتاج الى خبرة .
-115 يشارك في تحمل المسئوليات الجماعية .
116- يهيئ الفرص لنفسه .
117- يساهم في رفع مستوى الرفاهية والتقدم الاجتماعي .
ومن وجهة نظري انه يجب عدم الاعتماد على أداة واحدة فقط في تقييم حالات التخلف الذهني ، وانما يجب استخدام اكبر عدد من الأساليب ، مثل :
-1 التقارير الطبية .
2- تحديد المؤثرات الثقافية ذات الأثر الواضح على الفرد وفحص تأثيرها .
3- التعرف على مدى توفر الفرص لاكتساب الخبرات التعليمية والتعرض للمثيرات .
4- الاطلاع على التاريخ التطوري للشخص منذ مولده .
-5 تقييم نتائج اختبارات الذكاء .
6- ملاحظة مستوى السلوك التوافقي .
أي انه في حالة إشارة البعض الى أن استخدام اختبارات الذكاء وحدها يعتبر كافيا لتقرير مدى إمكانية استفادة الشخص المعاق من فرص التعليم الخاصة بالمتخلفين ذهنيا ، فان هذا الرأي مرفوض من الناحية العلمية والتعليمية ، حيث انه من الأهمية وضع برنامج للطفل مبنى على التنبؤ بالحد الأقصى الذى يمكن أن يصل إليه بحيث يستفيد منه كل من المدرس وولى الأمر في وضع أسس تحدد الأهداف والتوقعات المناسبة للطفل.
الصحفي الطائر
11-05-2012, 02:40 AM
الباب الثالث
فئات التخلف الذهني
يصنف بعض العلماء التخلف الذهني الى نوعين رئيسيين ، هما :
أولا : حالات التخلف الذهني الراجعة الى اضطرابات عضوية :
ونجد أن هذه الحالات ترجع الى أسباب عضوية سواء كانت بسبب العوامل التكوينية أو الكيميائية ، مما يؤدى الى الإضرار بالمخ وتبلغ نسبة المعاقين ذهنيا لأسباب عضوية من (15 الى 20) بالمائة من جملة المتخلفين ذهنيا .
ثانيا : حالات التخلف الذهني الراجعة الى عوامل بيئية :
ونجد أن هذه الحالات ليس لها اصل عضوي أو تكويني وانما تعود الى أسباب نفسية أو ثقافية اجتماعية ، وهى من اكثر الأسباب شيوعا . وهذا النوع من التخلف له طبيعة ثقافية اجتماعية ويحدث في حالات الأطفال من الطبقات المحرومة والتي تتميز عادة بانخفاض مستوى الدخل ، وتدنى المستوى التعليمي للآباء ، ونقص وسائل الاستثارة في البيئة المحيطة مثل قلة فرص تبادل الأحاديث والنقاش مع الطفل .
وهناك علماء آخرون يرون تصنيف التخلف الذهني الى ثلاثة أنواع ، هي :
-1 التخلف الذهني الأولي ( العائلي ) :
ويعتمد على تكرار حدوث حالات التخلف الذهني في نفس الأسرة أو في عائلات بعينها ، رغم انتفاء وجود أي أسباب عضوية أو بيئية واضحة يمكن أن يعود اليها سبب حدوث ذلك وقد مال العلماء في البداية الى اعتبار هذا النوع راجع الى العوامل الوراثية ، غير أن الاتجاهات تغيرت الآن بعد أن اتضح أن معظم الحالات التي تتضمنها هذه الفئة قد تأثرت بالمشاكل التي يصادفها الجنين في مرحلة ما قبل الولادة وفى مقدمة هذه المشاكل نقص الأكسجين أثناء مراحل النمو .
-2 التخلف الذهني بسبب العوامل الوراثية :
ويرجع الى مجموعة من الاضطرابات الوراثية التي ترتبط باضطراب الكروموسومات والى عدم تمثيل المواد الغذائية مما يؤدي الى توقف نمو المخ أو تلفه وحدوث التخلف الذهني.
-3 التخلف الذهني الثانوي :
ويرجع هذا النوع الى أسباب ما قبل الولادة والى حوادث الولادة والى الظروف البيئية المحيطة بالفرد والتي تبدأ في التأثير عليه في فترة ما بعد الولادة مباشرة .
وقد قسم العلماء المعاقين ذهنيا حسب معدلات الذكاء الى :
1- إعاقة بسيطة ( 70 - 50 ) Retardation . MentalMild
-2 إعاقة متوسطة (35 - 50 )Moderate Mental Retardation .
-3 إعاقة شديدة ( 20-35 )Sever Mental Retardation .
-4إعاقة عميقة (أقل من20 )Profound Mental Retardation .
تقسيم المعاقين إلى فئات حسب نوع الإعاقة
1ـ الإعاقة الجسمية [ عاهات – أمراض مزمنة ]
2ـ الإعاقة الحسية [ بصر – سمع – كلام – صمم- بكم ]
3ـ الإعاقة العقلية وتنقسم إلى :
أ- القابلين للتعلم ونسبة ذكائهم من ( 50-70 ) درجة ذكاء.
ب- القابلين للتدريب ونسبة ذكائهم من( 25-50) درجة ذكاء.
ج- ضعاف العقول أقل من ( 25 ) " .
4ـ الإعاقة الاجتماعية نتيجة اضطرابات سلوكية.
5ـ المصابين بأمراض الكلام وعيوب النطق .
6ـ المتأخرين دراسيا ( بطئ التعلم ).
ويجد القارئ فيما يلي ملخصا لفئات التخلف الذهني ، واحتمالات التعليم والتدريب وقدرة أفرادها علي الكفاية الذاتية وقد تم تقسيمهم إلي ثلاثة أطوار وهي :
1- طور النضج والتطور .
2- طور التعليم والتدريب .
3- مستوي الكفاية الاجتماعية والمهنية .
طور النضج والتطور ( 0 – ( 5 سنوات :
أولا: بالنسبة لفئة التخلف الذهني البسيط :
أ- فئة المستوي الأعلى :
- يعاني من نقص بسيط في المجال الحسي والادراكي .
- يمكنه تطوير قدراته الاجتماعية ومهارات الاتصال .
- لا يتم التعرف عليه إلا بعد دخول المدرسة .
ب – فئة المستوي الأدنى :
- قد يعاني من بعض مشاكل التناسق بشكل ملحوظ .
- يمكنه تنمية مهاراته بنسبة تصل إلي 50 بالمائة .
ثانيا: فئة التخلف الذهني المتوسط :
- يلاحظ عليه بطء النمو في مرحلة المهد .
- عادة ما يكون النمو مصحوبا باضطرابات عصبية مثل نوبات الصرع والشلل المخي .
- يمكن تحديد أسباب الإعاقة .
ثالثا: فئة التخلف الذهني الشديد :
- يلاحظ عليه تأخره الشديد منذ مرحلة المهد .
- تعتبر مهارات الكلام والاتصال في حدها الأدنى .
- أسباب الاضطراب معروفة .
رابعا: فئة التخلف الذهني العميق :
- لديه أدني حد من المهارات والقدرات .
- يصعب التفاهم معه ويعجز عن الكلام في كثير من الحالات .
- يغلب علي تصرفاته مظاهر السلوك الطفولي .
طور التعليم والتدريب ( 21-5)سنة :
أولا: فئة التخلف الذهني البسيط :
أ – فئة المستوي الأعلى :
- يمكنه تعلم المهارات الأكاديمية إلى مستوي الصف السادس علي أكثر تقدير.
- لا يمكنه النجاح في الفصول العليا إلا بمساعدة خاصة ببرامج تعليم الفئات .
ب- فئة المستوي الأدنى :
- لا يستطيع أفراد هذه الفئة مواصلة التعليم بعد الصف الثالث أو الرابع في افضل حالاته.
ثانيا: فئة التخلف الذهني المتوسط :
- أفراد هذه الفئة قابلون للتدريب .
- يمكنهم تعلم بعض المهارات الأكاديمية الضرورية للحياة الاجتماعية مع الخضوع للملاحظة.
ثالثا: فئة التخلف الذهني الشديد :
- يمكن لهؤلاء الاستفادة من أنواع التدريب الجزئي والبسيط علي قضاء الحاجة وتناول الطعام وارتداء الملابس .
رابعا: فئة التخلف الذهني العميق :
- هذه الفئة قابلة لبعض أنواع التدريب المحدود جدا .
- يمكن مساعدتهم علي تطوير مهاراتهم الحسية والحركية بشكل جزئي .
مستوي الكفاية الاجتماعية والمهنية (21 ) سنة فما فوق :
أولا: فئة التخلف الذهني البسيط :
أ- فئة المستوي الأعلى :
- قادر علي الكفاية الاجتماعية ويمكنه المعيشة مستقلا بشرط تلقي التعليم والتدريب الكافيين .
- يحتاج للمساندة في بعض الحالات التي يصادف فيها المشاكل .
ب – فئة المستوي الأدنى :
- يمكنه العمل في موقع أو ورشة محمية .
- يمكنه العيش وتحمل المسئولية بشرط خضوعه لأنواع معينه من التدريبات .
ثانيا: فئة التخلف الذهني المتوسط :
- يحتاجون إلى بعض الملاحظة .
- يمكنهم القيام ببعض الأعمال البسيطة بعد تلقي التدريب عليها بشكل كاف.
- قدرات أفراد هذه الفئة محدودة على إصدار الأحكام .
- يشعرون بالخوف بسهولة وأحيانا يصعب عليهم الانفصال عن والديهم .
ثالثا: فئة التخلف الذهني الشديد :
- يمكن لهؤلاء الإقامة مع الأسرة أو بمؤسسة إيوائية مع الحاجة المستمرة الى خدمات التمريض.
رابعا: فئة التخلف الذهني العميق :
- يحتاجون الى رعاية مؤسسية وتلقي خدمات التمريض والرعاية بصورة دائمة .
- لابد من خضوعهم للملاحظة المستمرة .
خصائص النمو للمتخلفين ذهنيا :
ويلاحظ على المتخلفين ذهنيا مايلى :
- خصائص النمو الجسمي :
-1يشكل الأطفال المنغوليين فئة واضحة المعالم ، حيث انه من السهل التعرف عليهم حتى من قبل غير المهنيين ، بعد أن يكونوا قد شاهدوا مثل هذه الحالة من قبل . ويبدو المصابون متشابهين معا ومختلفين عن الأطفال العاديين وعن أفراد فئات التخلف الذهني الأخرى .
2- يلاحظ بطء النمو بشكل عام مع زيادة القابلية للإصابة بالأمراض المختلفة وكثرة التعرض للمشاكل الصحية والإعاقات الصحية وخاصة في فئات التخلف الذهني المتوسط وما دونها .
-3 يلاحظ صغر الحجم ونقص الوزن عامة في كثير من الحالات مع نقص حجم ووزن المخ بشكل خاص .
4- معاناة بعض أفراد التخلف الذهني من الإعاقات الحركية إذا ما قورنوا بالأطفال العاديين ، مع اضطراب المهارات الحركية وتأخر الطفل في المشي .
-5 ضعف التوافق العضلي الحركي وذلك على الرغم من أن النمو الحركي يبدو اقل تأثرا من غيره من القدرات الأخرى .
6- تأخر الطفل في الكلام مع ظهور عيوب فيه ونقص التحكم في ضبط عمليات الإخراج في السنوات الأولى من العمر .
- خصائص النمو العقلي :
-1 المعاناة من النقص العقلي مع قلة الذكاء بشكل عام مقارنة بالأسوياء . ومن المعروف بشكل عام أن التخلف الذهني يؤثر بشكل خاص على جوانب النمو الذهني والمعرفي .
2- نقص في القدرات والمهارات العقلية الضرورية مثل القدرة على الفهم والتفكير والتخيل والتصور والتحليل والإدراك ، وغيرها .
3- ارتفاع زمن الرجع ( رد الفعل ) بسبب وجود علاقة ترابطية سالبة بين الذكاء وزمن الرجع . فكلما انخفض معدل الذكاء كلما زاد زمن الرجع ، ويرجع ذلك الى انخفاض مستوى الاستثارة مما يؤدى الى بطء الاستجابة وانخفاض مستوى التركيز والانتباه .
4- ضعف القدرة على إدراك العلاقات بين الأشياء والتعرف على الأسباب .
5- ضعف الذاكرة مما يقلل بشكل كبير من إمكانية الاستفادة من الخبرات السابقة وآثار التعلم.
6- بطء الاستجابة وتأخر ظهور الانفعالات .
7- نقص القدرة على التعلم مما يجعل فرص التعلم وتطوير القدرات العقلية محدودة . وفى حالة توفر فرص التعلم ، فانه يتم ببطء مع حاجة المتعلم الى كثرة التكرار .
8- نقص القدرات اللغوية مع صعوبة الكلام ووجود عيوب به ويؤدى ذلك بدوره الى نقص الحصيلة اللغوية وضعفها والمعاناة من الاضطرابات الكلامية المتنوعة .
- خصائص النمو الاجتماعي والانفعالي :
-1 صعوبة تكيف المعاق مع المواقف الاجتماعية المختلفة واضطراب أساليب التفاعل الاجتماعي لديه .
2- وضوح مظاهر اللامبالاة وعدم الاهتمام بما يدور في البيئة المحيطة وعدم الشعور بالمسئولية .
-3 عدم الثبات الانفعالي ، مما يؤدى الى عدم وضوح الانفعالات وتضاربها أحيانا .
-4 سهولة الانقياد بسبب القابلية للإيحاء ومن الممكن أن يعرض المعاق لكثير من المشاكل القانونية .
-5 عدم تناسب السلوك وردود الأفعال مع العمر الزمني للمعاق وقدراته الذاتية .
6- فشل المعاق في بناء علاقات اجتماعية وأيضا في المحافظة على استمراريتها .
7- على الرغم من كل المظاهر السلبية التي سبق الإشارة اليها ، إلا أن المصابون بعرض داونز يبدون كثيرا من علاقات السعادة والصداقة والمرح ، ويظهرون حبا للموسيقى والحفلات ويميلون بشدة لتقليد الآخرين ومحاكاتهم .
الوقاية من التخلف الذهني ( التدخل المبكر ) :
يقول العلماء أن التخلف الذهني وجد ليبقى ، أي طالما توفرت الأسباب المؤدية الى الإصابة به وتأثر المخ أو الجهاز العصبي بما حدث له من تلف أو توقف للنمو أو عجز عن القيام بالوظائف المتوقعة ، فانه من المستحيل العودة الى الوراء واصلاح الخلل بما يعيد للشخص قدراته ومهاراته العقلية الطبيعية مثل غيره من الأسوياء .
وقد ساهمت التقنيات الطبية والاساليب النفسية الحديثة في الحد من حدوث الإعاقات العقلية لبعض الحالات والتغلب على الظروف المؤدية اليها في كثير من الحالات الأخرى .
وتشير التقديرات الى أن نصف حالات الإعاقة كان يمكن تفاديها . إذ أن (40) بالمائة من حالات الشلل الدماغى و(80) بالمائة من حالات العمى مثلا ، كان يمكن تجنبها بتطبيق الأساليب والاختبارات الحديثة المتوفرة الآن .
وتؤكد تلك التقارير على أهمية الوقاية عن طريق اكتشاف العاهة قبل الولادة حيث أن معظم الإعاقات التي يعانى منها أطفال العالم كان بالإمكان تفاديها قبل الولادة أو بعدها مباشرة وان الاكتشاف المبكر للإعاقة يساهم مساهمة فعالة في علاجها كما أن وجود إعاقات متوارثة في العائلة يستدعي إجراء فحوص للجنين أثناء فترة الحمل عن طريق تحليل عينات من السائل الأميني الذى يحيط بالجنين في الرحم .
كما يتطلب الأمر أيضا وقاية الطفل من نقص الأكسجين أثناء عملية الولادة والقضاء على أسباب الاعطاب الوراثية ومشاكل الفقر والحرمان الثقافي ، وتحصين الام ضد الأمراض المعدية وعدم تعريضها للمواد السامة أو المشعة .
ولابد من خضوع الام للرعاية أثناء فترة الحمل وإجراء الكشف الطبي على الشباب والإناث المقبلين على الزواج للتأكد من خلوهم من العيوب الوراثية .
أسباب اضطراب السلوك لدى المتخلفين ذهنيا :
لا تختلف المشاكل السلوكية لدى فئة المتخلفين ذهنيا عنها لدى الأطفال العاديين . ويرى بعض العلماء والعاملون في مجال العناية بهذه الفئة ، أن اضطراب السلوك لا يرجع الى الاضطرابات العضوية المصاحبة لحالات التخلف الذهني بقدر ما تعود الى الظروف الاجتماعية والبيئية المحيطة بالطفل ومن أهمها :
1- الحماية الزائدة :
حيث يحرم الآباء أطفالهم من التمتع بالحرية المناسبة لنموه النفسي والانفعالي ومن ممارسة النشاطات التي تؤدى الى التدرب على الشعور بالاستقلال والمبادرة واتخاذ القرارات وهو ما قد يؤدى الى الشعور بالنقص والتبعية .
-2 تحديد الأهداف :
تحديد الأهل لاهداف أعلى من قدرة الطفل الحقيقية ومستواه الادائي الحالي واستعداداته الذهنية حيث قد يغالى بعض الآباء أحيانا في تقدير مستويات أبنائهم مما يدفعهم الى تحميل أبنائهم الى أعمال ونشاطات أعلى مما تؤهله لهم قدراتهم وإمكاناتهم ، ظنا منهم أن ذلك يؤدى الى تقوية الدافع الى التحصيل . وعلى العكس مما يتوقعه الآباء ، فان مثل هذه الممارسات الخاطئة غالبا ما تقود الى الشعور بالفشل والإحباط كما قد تؤدى الى تقوية الشعور بالرفض والنزوع للعدوان كرد فعل معارض لسلوك الآباء .
3- تقبل الطفل المعاق :
لابد وان تتقبل الأسرة طفلهم المعاق وان يرضوا بقضاء الله وقدره ويجب عليهم عدم إظهار مشاعر الرفض والكراهية . ويبدو هذا السلوك في شكل تقييد حرية الطفل في الحركة والاتصال وجعله في عزلة عن الآخرين وإهماله وعدم العناية به وعدم توفير الحماية له وغير ذلك من أمور تثير حفيظة الطفل وتدفعه الى مبادلة الآخرين نفس الشعور مصحوبا بردة فعل انفعالية عنيفة .
4- مواساة الطفل المعاق :
قد يحاول الآباء مواساة الطفل المعاق بتقريبه منهم والحنو عليه بشكل خاص ، إلا أن ذلك يؤدى الى إثارة باقي الاخوة وأعضاء الأسرة ضده والحقد عليه بسبب ما يلقاه من رعاية وحنان زائدين هذا يؤدى الى نوع من إعلان الحرب على هذا الطفل بسبب الاعتراض على مبدأ التمييز .
أنشطة لتنمية الذكاء لدى الأطفال:
إذا أردت لطفلك نمواً في قدراته وذكائه فهناك أنشطة تؤدي بشكل رئيسيإلى تنمية ذكاء الطفل وتساعده على التفكير العلمي المنظم وسرعة الفطنةوالقدرة على الابتكار ، ومن أبرز هذه الأنشطة ما يلي :
أ) اللعب :
الألعاب تنمي القدرات الإبداعية لأطفالنا .. فمثلاً ألعاب تنمية الخيال،وتركيز الانتباه والاستنباط والاستدلال والحذر والمباغتة وإيجادالبدائل لحالات افتراضية متعددة مما يساعدهم على تنمية ذكائهم .يعتبر اللعب التخيلي من الوسائل المنشطة لذكاء الطفل وتوافقه .، فالأطفال الذين يعشقون اللعب التخيلي يتمتعون بقدر كبير من التفوق ، كما يتمتعونبدرجة عالية من الذكاء والقدرة اللغوية وحسن التوافق الاجتماعي ، كما أنلديهم قدرات إبداعية متفوقة ، ولهذا يجب تشجيع الطفل على مثل هذا النوع مناللعب .كما أن للألعاب الشعبية كذلك أهميتها في تنمية وتنشيط ذكاء الطفل ،لما تحدثه من إشباع الرغبات النفسية والاجتماعية لدى الطفل ، ولما تعودهعلى التعاون والعمل لجماعي ولكونها تنشط قدراته العقلية بالاحتراسوالتنبيه والتفكير الذي تتطلبه مثل هذه الألعاب .. ولذا يجب تشجيعه على مثلهذا .
ب) القصص وكتب الخيال العلمي :
تنمية التفكير العلمي لدىالطفل يعد مؤشراً هاماً للذكاء وتنميته ، والكتاب العلمي يساعد على تنميةهذا الذكاء ، فهو يؤدي إلى تقديم التفكير العلمي المنظم في عقل الطفل ،وبالتالي يساعده على تنمية الذكاء والابتكار ، ويؤدي إلى تطوير القدرةالقلية للطفل . والكتاب العلمي لطفل المدرسة يمكن أن يعالج مفاهيم علميةعديدة تتطلبها مرحلة الطفولة ، ويمكنه أن يحفز الطفل على التفكير العلمي ،وأن يجري بنفسه التجارب العلمية البسيطة ، كما أن الكتاب العلمي هو وسيلةلأن يتذوق الطفل بعض المفاهيم العلمية وأساليب التفكير الصحيحة والسليمة ،وكذلك يؤكد الكتاب العلمي لطفل هذه المرحلة تنمية الاتجاهات الإيجابيةللطفل نحو العلم والعلماء كما أنه يقوم بدور هام في تنمية ذكاءالطفل ، إذا قدم بشكل جيد ، بحيث يكون جيد الإخراج مع ذوق أدبي ورسم وإخراججميل ، وهذا يضيف نوعاً من الحساسية لدى الطفل في تذوق الجمل للأشياء ، فهوينمي الذاكرة ، وهي قدرة من القدرات العقلية .والخيال هام جداًللطفل وهو خيال لازم له ، ومن خصائص الطفولة التخيل والخيال الجامح ،ولتربية الخيال عند الطفل أهمية تربوية بالغة ويتم من خلال سرد القصصالخرافية المنطوية على مضامين أخلاقية إيجابية بشرط أن تكون سهلة المعنىوأن تثير اهتمامات الطفل ، وتداعب مشاعره المرهفة الرقيقة ، ويتم تنميةالخيال كذلك من خلال سرد القصص العلمية الخيالية للاختراعات والمستقبل ،فهي تعتبر مجرد بذرة لتجهيز عقل الطفل وذكائه للاختراع والابتكار ، ولكن يجب العمل على قراءة هذه القصص من قبل الوالدين أولاً للنظر في صلاحيتها لطفلهما حتى لا تنعكس على ذكائه
لأن هناك بعض القصص مثل سوبرمان والرجل الأخضر طرزان . قصص تلجأ إلى تفهيم الأطفال فهماً خاطئاً ومخالفاً لطبيعة البشر ، مما يؤدي إلى فهمهم لمجتمعهم والمجتمعات الأخرى فهماً خاطئاً ،واستثارة دوافع التعصب والعدوانية لديهم .كما أن هناك قصص أخرى تسهم فينمو ذكاء الطفل كالقصص الدينية وقصص الألغاز والمغامرات التي لا تتعارض معالقيم والعادات والتقاليد - ولا تتحدث عن القيم الخارقة للطبيعة - فهي تثيرشغف الأطفال ، وتجذبهم ، وتجعل عقولهم تعمل وتفكر وتعلمهم الأخلاقياتوالقيم ، ولذلك فيجب علينا اختيار القصص التي تنمي القدرات العقليةلأطفالنا والتي تملأهم بالحب والخيال والجمال والقيمالإنسانية لديهم ، ممايجعلهم يسيرون على طريق الذكاء ، ويجب اختيار الكتب الدينية ولمَ لا ؟ فإنالإسلام يدعونا إلى التفكير والمنطق ، وبالتالي تسهم في تنمية الذكاء لدىأطفالنا .
ج) الرسم والزخرفة :
الرسم والزخرفة تساعد على تنميةذكاء الطفل وذلك عن طريق تنمية هواياته في هذا المجال ، تقصي أدق التفاصيلالمطلوبة في الرسم ، بالإضافة إلى تنمية العوامل الابتكارية لديه عن طريقاكتشاف العلاقات وإدخال التعديلات حتى تزيدمن جمال الرسم والزخرفة .ورسوم الأطفال تدل على خصائص مرحلة النمو العقلي ، ولا سيما في الخيالعند الأطفال ، بالإضافة إلى أنها عوامل التنشيط العقلي والتسلية وتركيزالانتباه .ولرسوم الأطفال وظيفة تمثيلية ، تساهم في نمو الذكاءلدى الطفل ، فبالرغم من أن الرسم في ذاته نشاط متصل بمجال اللعب ، فهو يقومفي ذات الوقت على الاتصال المتبادل للطفل مع شخص آخر ، إنه يرسم لنفسه ،ولكن تشكل رسومه في الواقع من أجل عرضها وإبلاغها لشخص كبير ، وكأنه يريدأن يقول له شيئاً عن طريق مايرسمه ، وليس هدف الطفل من الرسم أن يقلدالحقيقة ، وإنما تنصرف رغبته إلى تمثلها ، ومن هنا فإن المقدرة على الرسمتتمشى مع التطور الذهني والنفسي للطفل ، وتؤدي إلى تنمية تفكيره وذكائه
د) مسرحيات الطفل :
إن لمسرح الطفل ، ولمسرحيات الأطفال دوراًهاماً في تنمية الذكاء لدى الأطفال ، وهذا الدور ينبع من أن استماع الطفلإلى الحكايات وروايتها وممارسةالألعاب القائمة على المشاهدة الخيالية ، منشأنها جميعاً أن تنمي قدراته علىالتفكير ، وذلك أن ظهور ونمو هذه الأداةالمخصصة للاتصال _ أي اللغة – منشأنه إثراء أنماط التفكير إلى حد كبيرومتنوع ، وتتنوع هذه الأنماط وتتطور أكثر سرعة وأكثر دقة ) .ومنهذا فالمسرح قادر على تنمية اللغة وبالتالي تنمية الذكاء لدى الطفل . فهو يساعد الأطفال على أن يبرز لديهم اللعب التخيلي ، وبالتالي يتمتع الأطفال الذين يذهبون للمسرح المدرسي ويشتركون فيه ، بقدر من التفوق ويتمتعون بدرجة عالية من الذكاء ، والقدرة اللغوية ، وحسن التوافق الاجتماعي ، كما أنلديهمقدرات إبداعية متفوقة . وتسهم مسرحية الطفل إسهاما ملموساوكبيرا في نضوج شخصية الأطفال فهي تعتبروسيلة من وسائل الاتصال المؤثرة فيتكوين اتجاهات الطفل وميوله وقيمه ونمطشخصيته ولذلك فالمسرح التعليميوالمدرسي هام جدا لتنمية ذكاء الطفل .
هـ) الأنشطة المدرسية ودورها فيتنمية ذكاء الطفل :
تعتبر الأنشطة المدرسية جزءا مهما من منهج المدرسةالحديثة ، فالأنشطة المدرسية - أياً كانت تسميتها – تساعد في تكوين عاداتومهارات وقيم وأساليبتفكير لازمة لمواصلة التعليم للمشاركة في التعليم ،كما أن الطلاب الذينيشاركون في النشاط لديهم قدرة على الإنجاز الأكاديمي ،وهم يتمتعون بنسبةذكاء مرتفعة ، كما أنهم ايجابيون بالنسبة لزملائهمومعلميهم .فالنشاط إذن يسهم في الذكاء المرتفع ، وهو ليس مادة دراسيةمنفصلة عن المواد الدراسية الأخرى ، بل إنه يتخلل كل المواد الدراسية ، وهوجزء مهم من المنهجالمدرسي بمعناه الواسع ( الأنشطة غير الصفية ) الذييترادف فيه مفهوم المنهج والحياة المدرسية الشاملة لتحقيق النمو المتكاملللتلاميذ ، وكذلك لتحقيق التنشئة والتربية المتكاملة المتوازنة ، كما أنهذه الأنشطة تشكل أحد العناصر الهامة في بناء شخصية الطالب وصقلها ، وهيتقوم بذلك بفاعلية وتأثير عميقين .
و ) التربية البدنية :
الممارسةالبدنية هامة جداً لتنمية ذكاء الطفل ، وهي وإن كانت إحدى الأنشطةالمدرسية، إلا أنها هامة جداً لحياة الطفل ، ولا تقتصر على المدرسة فقط ، بلتبدأمع الإنسان منذ مولده وحتى رحيله من الدنيا ، وهي بادئ ذي بدء تزيلالكسلوالخمول من العقل والجسم وبالتالي تنشط الذكاء ، ولذا كانت الحكمةالعربيةوالإنجليزية أيضاً ، التي تقول : ( العقل السليم في الجسم السليم( دليلاًعلى أهمية الاهتمام بالجسد السليم عن طريق الغذاء الصحي والرياضة حتىتكونعقولنا سليمة ودليلاً على العلاقة الوطيدة بين العقل والجسد ، ويبرز دور التربية الرياضية في إعداد العقل والجسد معاً.
فالممارسة الرياضية في وقت الفراغمن أهم العوامل التي تعمل على الارتقاء بالمستوى الفني والبدني ، وتكسبالقوام الجيد ، وتمنح الفرد السعادة والسرور والمرح والانفعالات الإيجابيةالسارة ، وتجعله قادراً على العمل والإنتاج ،والدفاع عن الوطن ، وتعمل علىالارتقاء بالمستوى الذهني والرياضي في إكساب الفرد النمو الشامل المتزن . ومن الناحية العلمية ، فإن ممارسة النشاط البدني تساعد الطلاب علىالتوافق السليم والمثابرة وتحمل المسؤولية والشجاعة والإقدام والتعاون ،وهذه صفات هامة تساعد الطالب على النجاح في حياته الدراسية وحياته العملية، ويذكر د.حامد زهران في إحدى دراساته عن علاقة الرياضة بالذكاء والإبداعوالابتكار : (إن الابتكار يرتبط بالعديد من المتغيرات مثل التحصيلوالمستوى الاقتصاديوالاجتماعي والشخصية وخصوصاً النشاط البدني بالإضافةإلى جميع الانشطة الإنسانية ، ويذكر دليفورد أن الابتكار غير مقصور علىالفنون أو العلوم ،ولكنه موجود في جميع أنواع النشاط الإنساني والبدن . فالمنافسات الرياضية تتطلب استخدام جميع الوظائف العقلية ومنهاعملياتالتفكير ، والتفوق في الرياضيات مثل الجمباز والغطس على سبيلالمثال ) يتطلب قدرات ابتكارية ، ويسهم في تنمية التفكير العلمي والابتكاريوالذكاءلدى الأطفال والشباب . فمطلوب الاهتمام بالتربية البدنيةالسليمة والنشاط الرياضي من أجل صحة أطفالنا وصحة عقولهم وتفكيرهم وذكائهم .
ز ) القراءة والكتب والمكتبات :
والقراءة هامة جداً لتنمية ذكاءأطفالنا ، ولم لا ؟؟ فإن أول كلمة نزلت فيالقرآن الكريماقرأ ، قال الله تعالى" اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم" .فالقراءة تحتل مكان الصدارة من اهتمام الإنسان ، باعتبارها الوسيلةالرئيسية لأن يستكشف الطفل البيئة من حوله ، والأسلوب الأمثل لتعزيز قدراتهالإبداعيةالذاتية ، وتطوير ملكاته استكمالاً للدور التعليمي للمدرسة ،وفيما يلي بعضالتفاصيل لدور القراءة وأهميتها في تنمية الذكاء لدى الأطفال !! والقراءة هي عملية تعويد الأطفال : كيف يقرأون ؟ وماذا يقرأون؟ ولا أن نبدأ العناية بغرس حب القراءة أو عادة القراءة والميل لها فينفسالطفل والتعرف على ما يدور حوله منذ بداية معرفته للحروف والكلمات ،لذافمسألة القراءة مسألة حيوية بالغة الأهمية لتنمية ثقافة الطفل ،فعندما نحبب الأطفال في القراءة نشجع في الوقت نفسه الإيجابية في الطفل ،وهي ناتجةللقراءة من البحث والتثقيف ، فحب القراءة يفعل مع الطفل أشياءكثيرة ، فإنهيفتح الأبواب أمامهم نحو الفضول والاستطلاع ، وينمي رغبتهملرؤية أماكنيتخيلونها ، ويقلل مشاعر الوحدة والملل ، يخلق أمامهم نماذجيتمثلون أدوارها، وفي النهاية ، تغير القراءة حياة الأطفال .
والهدف من القراءة أن نجعل الأطفال مفكرين باحثين مبتكرين يبحثون عنالحقائق والمعرفة بأنفسهم ، ومن أجل منفعتهم ، مما يساعدهم في المستقبل علىالدخول فيالعالم كمخترعين ومبدعين ، لا كمحاكين أو مقلدين ، فالقراءة أمرإلهي متعدد الفوائد من أجل حياتنا ومستقبلنا ، وهي مفتاح باب الرشد العقلي، لأن من يقرأ ينفذ أوامر الله عز وجل في كتابه الكريم ، وإذا لم يقرأالإنسان ، يعني هذاعصيانه ومسؤوليته أمام الله ، والله لا يأمرنا إلا بماينفعنا في حياتنا . والقراءة هامة لحياة أطفالنا فكل طفل يكتسب عادةالقراءة يعني أنه سيحب الأدبواللعب ، وسيدعم قدراته الإبداعية والابتكاريةباستمرار ، وهي تكسب الأطفالكذلك حب اللغة ، واللغة ليست وسيلة تخاطب فحسب، بل هي أسلوب للتفكير .
ح ) الهوايات والأنشطة الترويحية:
هذهالأنشطة والهوايات تعتبر خير استثمار لوقت الفراغ لدى الطفل ، ويعتبر استثمار وقت الفراغ من الأسباب الهامة التي تؤثر على تطورات ونمو الشخصية ،ووقت الفراغ في المجتمعات المتقدمة لا يعتبر فقط وقتاً للترويح والاستجمامواستعادة القوى ، ولكنه أيضاً ، بالإضافة إلى ذلك ، يعتبر فترة من الوقتيمكن في غضونها تطوير وتنمية الشخصية بصورة متزنة وشاملة .ويرىالكثير من رجال التربية ، ضرورة الاهتمام بتشكيل أنشطة وقت الفراغ بصورة تسهم في اكتساب الفرد الخبرات السارة الإيجابية ، وفي نفس الوقت ، يساعدعلى نمو شخصيته ، وتكسبه العديد من الفوائد الخلقية والصحية والبدنيةوالفنية .ومن هنا تبرز أهميتها في البناء العقلي لدى الطفل والإنسان عموماً .تتنوع الهوايات ما بين كتابة شعر أو قصة أو عمل فني أو أدبي أو علمي،وممارسة الهوايات تؤدي إلى إظهار المواهب ، فالهوايات تسهم في إنماءملكات الطفل ، ولا بد وأن تؤدي إلى تهيئة الطفل لإشباع ميوله ورغباتهواستخراج طاقته الإبداعية والفكرية والفنية .
والهوايات إما فردية، خاصة مثل الكتابة والرسم وإما جماعية مثل الصناعات الصغيرة والألعابالجماعية والهوايات المسرحية والفنية المختلفة .فالهوايات أنشطة ترويحيةولكنها تتخذ الجانب الفكري والإبداعي ، وحتى إذا كانت جماعية ، فهي جماعةمن الأطفال تفكر معاً وتلعب معاً ، فتؤدي العمل الجماعي وهو بذاته وسيلةلنقل الخبرات وتنمية التفكير و الذكاء . ولذلك تلعب الهوايات بمختلفمجالاتها وأنواعها دوراً هاماً في تنمية ذكاءالأطفال ، وتشجعهم علىالتفكير المنظم والعمل المنتج ، و الابتكار والإبداعوإظهار المواهبالمدفونة داخل نفوس الأطفال .
ط ) حفظ القرآن الكريم :
ونأتي إلىمسك الختام ، حفظ القرآن الكريم ، فالقرآن الكريم من أهم الأنشطة لتنميةالذكاء لدى الأطفال ، ولم لا ؟ والقرآن الكريم يدعونا إلى التأمل والتفكير، بدءاًمن خلق السماوات والأرض ، وهي قمة التفكير والتأمل ، وحتى خلقالإنسان ، وخلق ما حولنا من أشياء ليزداد إيماننا ويمتزج العلم بالعمل .وحفظ القرآن الكريم ، وإدراك معانيه ، ومعرفتها معرفة كاملة ، يوصل الإنسان
إلى مرحلة متقدمة من الذكاء ، بل ونجد كبار وأذكياء العرب وعلماءهموأدباءهميحفظون القرآن الكريم منذ الصغر ، لأن القاعدة الهامة التي توسعالفكروالإدراك ، فحفظ القرآن الكريم يؤدي إلى تنمية الذكاء وبدرجات مرتفعة . وعن دعوة القرآن الكريم للتفكير والتدبر واستخدام العقل والفكر لمعرفةاللهحق المعرفة ، بمعرفة قدرته العظيمة ، ومعرفة الكون الذي نعيش فيه حقالمعرفة، ونستعرض فيما يلي بعضاً من هذه الآيات القرآنية التي تحث على طلبالعلموالتفكر في مخلوقات الله وفي الكون الفسيح . قول الحق) أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثمتتفكروا ) .سبأ الآية 46وهي دعوة للتفكير في الوحدة وفي الجماعة أيضاً . وقوله عز وجل) كذلكيبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون ) .البقرة الآية219وهي دعوةللتفكير في كل آيات وخلق الله عز وجل . وفي هذا السياق يقول الحق جل وعلا ) : كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكمتتفكرون ) . البقرة الآية 266
وقوله عز وجل) كذلك نفصلالآيات لقوم يتفكرون ) . يونس الآية 24و ( إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون( الرعد الآية 3وقوله سبحانه وتعالى ) إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون ) النحل11ويفرق الله بين المتفكرين والمستخدمين عقولهم ، وبين غيرهم ممن لايستخدمونتلك النعم.
فيقول الحق )قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا يتفكرون .( الأنعام 50ويقول الحق سبحانه وتعالى) أولم يتفكروا في أنفسهم ) الروم8وهي دعوة مفتوحة للتفكير في النفس والمستقبل . وهناك دعوة أخرىللتفكير في خلق السماوات والأرض ، وفي كل حال عليه الإنسان ،فيقول المولىعز وجل) الذين يذكرون اللهقياماً وقعوداً وعلى جنوبهمويتفكرون في خلق السموات والأرض ) .آل عمران191بل هناك دعوة لنتفكر في قصص الله وهو القصص الحق ، لتشويق المسلمصغيراًوكبيراً ، يقول الحق ) فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ) . الأعراف 176 وحتى الأمثال يضربهاالمولى عز وجل للناس ليتفكروا فيها ، قال الحق سبحانهوتعالى : ( وتلكالأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ) . الحشر 21
نصيحة أخيرة للوالدين:
* تجنبا الشعور بالحسرة والألم لأن رثاء النفس والإحساس بإشفاق الناس والأسف على ما حدث لطفلك يعد من أهم أسباب الإحساس بالعجز.
* تذكر بأن هذا الطفل قد يكون نموه مختلفا عن نمو الأطفال الآخرين ولكن هذا لا يجعله اقل قيمة وإنسانية، فالطفل يأتي أولا ثم تأتي الإعاقة.
* اعتمدا على مساعدة مصادر ايجابية في حياتكم مثل احد الشيوخ إن احد أفراد العائلة أو صديقا حميما واطلبا منهم الدعم والتوجيه الذي تحتاجان إليه.
* تحدثا إلى بعضكما البعض وشدا من آزركما، لأن هذه المرحلة قد تكون أحد مصادر القوة التي يمكن أن تساعدكما على تجاوز هذه الأزمة. وكلما كثر التفاهم في هذه الأوقات الصعبة كلما تعززت قوتكم الجماعية وخيّم عليكم الشعور بالراحة بالنفسية.
* تحدث مع أسرة أخرى لديها طفل مصاب بنفس المرض لتكتسبا بعض الخبرات. ويمكن ان يتم مساعدتكم في ذلك عن طريق الأخصائية الاجتماعية المتابعة للحالة.
* ابحثا عن المعلومات الصحية والدقيقة ويجب أن لا تخجلا من السؤال. فالسؤال دائماً الخطوة الأولى لفهم ما يحدث لطفلكم.
* اظهرا مشاعركما وأحاسيسكما وتحدثا عنها، فان ذلك سوف يساعد على التعامل مع الوضع بشكل أفضل.
* القرار بأنكما لستما وحدكما يمكنكما من التخلص من هذه المشاعر عندما تعرفان بان هناك آخرين قد عانوا قبلكم. ثم اعلما بان المساعدة والعلاج متوفر لطفلكم وان الكادر الطبي متفهم لمشاعركم وأحاسيسكم.
* ابحثا عن البرامج الجيدة والمفيدة لطفلكما واعلما بان الطب دائما يتجدد. ويمكنكما الاستفسار من الأخصائية الاجتماعية والتي تتابع حالة الطفل مع المراكز والبرامج المتوفرة في البيئة المحيطة.
* إن كلمات الرثاء عندما تقال عنه ولو كانت من أقرب الناس إليكم قد تؤدي إلى إحباط الوالدين وانعزالها عن الآخرين وقد يخفيا الطفل عن أعين الناس. والطريق السليم هو تجاهل ما يقوله الآخرون وأخبار الأصدقاء بأنه طفل كغيره، له مقدرته الخاصة وإن رعايتكم له ستجعله في وضع أفضل.
* تجعلونه مدارا للحديث مع الآخرين ولو مع أقرب الناس. لا تبحثا عن طريقة المواساة من الآخرين واجعلا حياتكما طبيعية. ما أمكن. ولا تجعلاه عذراً للتقوقع والانعزال عن الآخرين.
* لا تنسيا أنفسكما، وخذا قسطا من الراحة الكافية، وخصصا وقتا للطفل واتصلا بالآخرين من اجل المساعدة.
أرجو من الله ألعلي القدير أن أكون قد وفقت في توصيل المادة بطريقة علمية بسيطة ليستفيد أكبر عدد من القراء ......
وأشكركم جزيل الشكر ،،،
أخوكم /طارق الشربيني
vBulletin 3.8.2