ايهم ابو مجاهد
09-26-2008, 05:18 PM
مع إنتشار الآزمات المالية و موجة غلاء الأسعار إتجه كثير من الأهالي إلى تشغيل أبنائهم حتى لو كانوا في سن صغيرة ,وإجبارهم على القيام بأعمال قد لاتكون لهم طاقة على أدائها , و هذا أحد أشكال العنف التي تمارس ضذ هذه الفئة , ومن الموضوعات القيمة التي قرأت عنها هذا الموضوع الذي أقدمه لكم و الذي هو من إعداد الأستاذ منذر الأحمد آملاً ان ينا إعجابكم ويجيب عن الكثير من استفساراتكم حول هذا الموضوع.
مقدمة :
تعتبر ظاهرة العنف من الظواهر القديمة في المجتمعات الإنسانية, فهي قديمة قدم الإنسان الذي ارتبط وما زال يرتبط بروابط اجتماعية مع الوسط الذي فيه يؤثر وبه يتأثر, إلا أن مظاهره وأشكاله تطورت وتنوعت بأنواع جديدة فأصبح منها:
العنف السياسي, والعنف الديني, والعنف الأسرى الذي تنوع وانقسم هو أيضاً إلى:
العنف الأسرى ضد المرأة – العنف الأسرى ضد الأطفال – العنف الأسرى ضد المسنين.
وتواجه الطفولة في العالم بشكل عام وفي العالم العربي بشكل خاصتحديات مصيرية في مختلف جوانب الحياة، فما زالالأطفالمنذ التاريخ القديموحتى عصرنا هذا الحلقة الأضعف في بنية الفئات الاجتماعية المعرضة دائماً لكافةأنواع الاستغلال والحرمان، وموضوع دائم لانتهاكات الكبار، لذا فإنالأطفاليحتاجون لرعايةواهتمام خاص بهم ( الككلي 2005 , 2 ) ومما لا يقبل الجدل أو الشك فإن ملايين منالأطفالالعرب لا يزالونمحرومين من حقوقهم الإنسانية الأساسية، فهم عرضة لسوء التغذية أو الأمراض التي يمكنمع ذلك الشفاء منها إلى الاستغلال الجنسي والتحرش الجنسي واستغلال الطفل في العملوالتمييز بين الذكور والإناث أوالأطفالالعاديين والأطفالذوي الحاجات الخاصة وصولاً إلى تدني مستوى التعليم أو انعدامه وأخيراً وليس آخراًالتعرض للعنف والإهمال والاستغلال بكافة أشكاله وأنواعه داخل المنزل أو في المدرسةأو في مؤسسات الرعاية البديلة .إن الواقع المأساوي الذييعيشه أطفالنا في العالم العربي ونحن في بداية الألفية الثالثة، قرن الثوراتالعلمية الإنجازات التكنولوجية والمعلوماتية والتقدم. فكيف لنا أن نواجه هذا التطور الكمي والكيفي الهائل من المعرفة والتقدم ومواكبة ركب الحضارة واحترام حقوق الإنسانوالطفل إلا من خلال جيل خلاق مبدع وحر، جيل فتي يؤمن بقيمه وحضارته وثقافته وتاريخأمته وإنجازاتها الثقافية والروحية التي لا بد لها من أن تزاوج بين الأصالةوالمعاصرة والحداثة، جيل مهيأ ثقافياً ونفسياً وجسدياً، جيل يعرف حقوقه، واعياً لهاومناضلاً من أجلها ومعداً لمواجهة مختلف التحديات بنفسية متوازنة وبشخصية سويةمتسلحاً بالعلم والمعرفة. وكل هذا لن يتحقق إلا في بيئة حاضنة محبة لا عنفية فالحبسلام والعنف إلغاء .
من خلال كل ذلك أصبح من الأهمية مكان تناول ظاهرة العنف الأسرى باعتباره أحد ملامح العنف الذي يؤثر بشكل كبير على استقرار المجتمع وتكوينه, وذلك لأن ظاهرة العنف تعتبر مشكلة اقتصادية لما ينجم عنه من خسائر مادية كبيرة, ويعد أيضاً مشكلة علمية لأنه إذا وجد هذا السلوك العنيف دل على عجز العلم والإنسان عن تقديم فهم واقعي سليم للسلوك الإنسانى, كذلك يعتبر مشكلة مرضية لأنه يعد عرضاً من أعراض المرض الاجتماعي, وهو مشكلة اجتماعية من حيث كونه مظهراً لسلوك منحرف لدى الفرد, ولذلك فقد تناولته المجتمعات بالبحث في كافة المجالات .
مفهوم العنف وتعريفاته :
على الرغم من الاتفاق على أن العنف ظاهرة توجد في كل المجتمعات الإنسانية إلا أن الذين اهتموا بدراستها اختلفوا في صياغة التعريفات وفقا لضيق أو اتساع الزاوية التي ينظر منها الباحث وتبعاً للنظرية التي يؤمن بها.
فقد عرف لغوياً " بأنه الخرق بالأمر وقلة الرفق به, وهو ضد الرفق, وأُعنف الشيء: أي أخذه بشدة, والتعنيف هو التقريع واللوم “.(ابن منظور 1956 , 257 )
أما اصطلاحاً وفلسفة: فقد جاء على لسان المناوي : بأنه صورة من الشدة التي تجانب الرفق و اللطف و هو طريق قد يدفع صاحبه إلى الأعمال الإجرامية الكبيرة كالقتل وغيره (القرني 2005 ,21) .
على الرغم من الاتفاق على أن ظاهرة العنف توجد في كل المجتمعات الانسانية , إلا أن الذين اهتموا بدراستها اختلفوا في صياغة التعريفات وفقاً لضيق أو اتساع الزاوية التي ينظر منها الباحث .
ومن هنا نجد أن التراث الأدبي حول تعريف ظاهرة العنف يحمل ثلاث اتجاهات فكرية الاتجاه الأول :
يتضمن تعريف العنف قانونياً باعتباره الاستعمال غير القانوني لوسائل القسر المادي والبدني ابتغاء تحقيق غايات شخصية أو جماعية . وعلى هذا فالعنف قانونياً يعني استخدام الضغط أو القوة استخداماً غير مشروع أو غير مطابق للقانون من شأنه التأثير على إرادة فرد ما (القرني , 2005 ,21) ويمكن القول أن العنف من الناحية القانونية يركز على تحديد المسؤولية الجنائية في العدوان
ومفهوم العنف من المنظور الاجتماعي : هو سلوك أو فعل يتسم بالعدوانية يصدر عن طرف قد يكون فرداً أو جماعة أو طبقة اجتماعية أو دولة بهدف استغلال أو إخضاع طرف أخر في أطار علاقة قوة غير متكافئة مما يتسبب في إحداث أضرار مادية أو معنوية أو نفسية لفرد أو جماعة أو طبقة اجتماعية أو دولة أخرى .
وهناك من يعرف العنف على أنه : أحد أنماط السلوك العدواني الذي ينتج من وجود علاقات غير متكافئة في إطار نظام تقسيم العمل بين الأفراد وما يترتب على ذلك من تحديد للأدوار و مكانة كل فرد وفقاً لما النظام الاجتماعي والاقتصادي السائد في المجتمع .
ومن وجهة نظر علماء النفس : فالعنف نمط من أنماط السلوك ينبع عن حالة من الإحباط نتيجة لصرا عات نفسية لا شعورية تنتاب الفرد و تعوقه عن تحقيق أهدافه ولذلك هو يلجأ إلى العنف للتنفيس عن قوى الإحباط الكامنة .
ويؤكد فرويد مؤسس مدرسة التحليل النفسي : أن العنف خاصة تمتد جذورها إلى الطبيعة البشرية وهي بذلك موجودة في وضع كمون وتثار إذا اعترض نشاط الفرد وعلى ذلك فالعنف استجابة طبيعية كغيرها من الاستجابات الطبيعية للفرد (القرني , 2005 ,22)
محددات العنف: (Aggression Determinants)
المحدداتالإجتماعية :
1 - الإحباط: ويعتبر هو أهم عامل منفرد فياستثارة العنف لدى الإنسان وليس معنى هذا أن كل إحباط يؤدي إلىالعنف، أو أن كل عنف هو نتيجة إحباطولكييؤدي الإحباط إلى العنف فلابد أن يتوفر عاملان أساسيان: أولاً : أن الإحباط يجب أن يكون شديداً.
وثانياً : أنالشخص يستقبل هذا الإحباط على إنه ظلم واقع عليه ولا يستحقه، أوأنه غير شرعي.
2 - الاستثارة المباشرة من الآخرين: وربماتكون هذه الاستثارة بسيطة في البداية كلفظ جارح أو مهين ولكنيمكن أن تتضاعف الاستثارات المتبادلة لتصل بالشخص إلى أقصى درجاتالعنف.
3 - التعرض لنماذج عنف: وهذا يحدث حين يشاهد الشخصنماذج للعنف في التليفزيون أو السينما، فإن ذلك يجعله أكثر ميلاللعنف من خلال آليات ثلاثة هي:
أ- التعلم بالملاحظةLearning)(Observational
حيثيتعلم الشخص من مشاهد العنف التي يراها طرقاً جديدة لإيذاءالآخرين لم يكن يعرفها من قبل ..
ب- الانفلات (Disinhibition): بمعنى أن الضوابط والموانع التي تعتبر حاجزا بين الإنسان والعنفتضعف تدريجيا كلما تعرض لمشاهد عنف يمارسها الآخرون أمامه علىالشاشة.
ج- تقليل الحساسية (Desensitization): حيث تقلحساسية الشخص للآثار المؤلمة للعنف وللمعاناة التي يعانيها ضحيةهذا العنف كلما تكررت عليه مشاهد العنف ، فيصبح بذلك أكثر إقداماعلى العنف دون الإحساس بالألم أو تأنيب الضمير.
-المحددات البيئية : (enviromental Determinants)
مثل تلوثالهواء والضجيج والازدحام … إلخ.
المحددات الموقفيه (Situational-Determinants):1 - الاستشارة الفسيولوجية العالية: مثال لذلك المنافسة الشديدة فيالمسابقات، أو التدريبات الرياضية العنيفة، أو التعرض لأفلامتحوي مشاهد مثيرة.
2 - الاستثارة الجنسية: فقد وجد أن التعرضللاستثارة الجنسية العالية (كأن يرى الشخص فيلماً مليئا بالمشاهدالجنسية) يهئ الشخص لاستجابات العنف.
3 - الألم: فحين يتعرضالإنسان للألم الجسدي يكون أكثر ميلا للعنف نحو أي شخص أمامه.
المحددات العضوية : (OrganicDeterminants)1 -الهرمونات والعقاقير: تعزو بعض الدراسات العنف إلى ارتفاع نسبةهرمون الأندورجين (الهرمون الذكري) في الدم، وإن كانت هذهالدراسات غير مؤكدة حتى الآن. ويؤدي استعمال العقاقير كالكحولوالباربتيورات والأفيونات إلى زيادة الاندفاع نحو العنف.
2 - الناقلات العصبية: بشكل عام ترتبط زيادة الدوبامين ونقصالسيروتونين بالعنف، في حين أن زيادة السيروتونين والـ GABA تؤديإلى التقليل من السلوك العنيف.
3 - الصبغيات الوراثية: أكدتدراسات التوائم زيادة نسبة السلوكيات العنيفة في توأم أحاديالبويضة إذا كان التوأم الآخر متسما بالعنف، وأكدت دراسات وراثيةأخرى زيادة العنف في الأشخاص ذوي الذكاء المنخفض، وفي أولئكالذين لديهم تاريخ عائلي للاضطرابات النفسية وهناك احتمال لميتأكد بشكل قاطع أن الأشخاص ذوي التركيب الكروموسومي ( XYY ) يميلونلأن يكونوا أكثر ميلا للعنف ( المهدي , 2006 , ص1 ) .
العنف الأسري :
خلفية تاريخية عن العنف الموجه للأطفال :
تعتبر ظاهرة الإساءة للأطفال من أخطر الظواهر التي تقف في وجه تقدم المجتمع و تهدد تماسكه من كونها تنشئة اجتماعية غير صحية و خاطئة لذلك توجهت الأنظار من أجل العمل على إيجاد نظام لحماية الأطفال خاصة و أن تاريخ الطفولة يعتبر مظلماً منذ قرون ، حيث سادت أشكال القتل و التعذيب تلك العصور .
من تلك الأشكال أن حدد في القرن السابع عشر قانون فرنسي يسمح للأب بقتل أولاده مما يدل على أن الطفل لم يكن موضوعاً ذا أهمية خاصة ، و إن إباحة القتل كانت تتعلق بالأطفال الشاذين أو المعاقين أو كثيري الصراخ ، كما كانت ظاهرة بيع الأطفال للأغنياء مقابل الحصول على ثمنهم منتشرة ، كذلك ظاهرة استغلال الأطفال في العمل.
بدأت محاولة التغيير في وضع الأطفال في نهاية القرن الثامن عشر و بداية القرن التاسع عشر و يظهر أوضح إنجاز عام 1899 عندما استطاع الاتحاد النسوي لسيدات ولاية ألينوى الأمريكية الحصول على موافقة الحكومة المحلية في إنشاء محكمة خاصة بالأحداث .
و رغم قدر الإساءة التي تعرض لها الأطفال عبر التاريخ ، إلا أن الاهتمام بهم وجد حديثاً حيث بدأ طبيب أخصائي أمريكي أخصائي أشعة يدعى كافيه عام 1964 بالتحدث عن الإساءة الجسدية للأطفال من خلال وصف حالات نزيف دماغي و كسور عظام كان يقوم بتصويرها أثناء عمله ( الشقيرات ، المصري 2001, ص 7 ) .
مفهوم العنف الأسري :
يعد العنف الأسري من أشد أنواع العنف خطورة على الفرد من الناحيتين النفسية والاجتماعية وتكمن خطورته في أن آثاره لا تقتصر فقط على نتائجه المباشرة بل تتعدى ذلك إلى ذلك إلى النتائج غير المباشرة المتمثلة في علاقات القوة غير المتكافئة داخل الأسرة والتي غالباً ما تحدث خللا في نسق القيم واهتزازا في نمط الشخصية خاصة عند الأطفال والمراهقين يتبعه إعادة إنتاج العنف سواءً داخل الأسرة أو خارجها .
ويعرف العنف الأسري : بأنه أحد أنماط السلوك العدواني الذي ينتج عن علاقات قوة غير متكافئة في إطار نظام تقسيم العمل بين المرأة والرجل داخل الأسرة , وما يترتب على ذلك من تحديد لأدوار ومكانة كل فرد من أفراد الأسرة , وفقاً لما يمليه النظام الاقتصادي الاجتماعي السائد في المجتمع . ( عبد الوهاب , 2000, 16 ) .
كما يرى غريب سيد أحمد (1999م) أن العنف الأسري هو أحد أنماط السلوك العدواني الذي ينتج عن وجود علاقات غير متكافئة داخل الأسرة مما يجعل الطرف الأقوى في الأسرة ينتهك بدنيا" أو لفظيا" حقوق الطرف الأضعف . (القرني , 2005 ,22)
كما يرى العاملون في الحقل الطبي بأن العنف الأسري هو حالات يمكن فيها تشخيص إصابة أو أذى , أونية من قبل الوالد أو المشرف لإحداث الأذى بالإضافة إلى سوء التغذية المتعمد . ( رمو 1997 , 51 )
والعنف الأسري في هذه الدراسة يقصد به كل فعل لفظي أو غير لفظي يتسم باستخدام القوة والسلطة من قبل طرف في الأسرة يلحق فيه ضررا" جسميا" أو نفسيا" بطرف آخر في الأسرة وهو الطفل .
دوافع العنف الأسري :
1- ما يرتبط بالبيئة، ففي بعض المجتمعات يعتبر العنف الأسري من قبيل إثبات شخصية ورجولة الإنسان، وتميزه عن المرأة.
2- ومنها ما يرتبط بالجانب الاقتصادي، فقد تدفع الظروف المعيشية السيئة، والضغوط التي يولدها الفقر في نفس الإنسان إلى أن يفرغ شحنة تلك الضغوط في محيط الأسرة.
3- ومن الدوافع ما يرتبط بفارق الوعي بين الرجل والمرأة، فاقتران الرجل بشريكة تفوقه من حيث المستوى العلمي والثقافي قد يدفع الرجل إلى الإحساس بالدونية، ما يدفعه إلى سد تعويض ذلك الإحساس بممارسة العنف.
هذا ويذكر أن العنف الأسري لا تنحصر ممارسته بالرجل، بل قد يمارس من قبل المرأة أيضاً. فقد أثبتت بعض الدراسات الميدانية التي أجريت في محيط المجتمعات العربية أن الرجل يعاني في بعض المجتمعات من العنف الأسري بنسبة أكبر من معاناة المرأة، إلا أن الغالب في المقام هو أن الرجل عادة ما يمارس العنف الأسري بناء على تركيبته الفسيولوجية. ( البصري , 2007 , 1 )
ينابيع العنف الأسري :
إن الحياة في زحام المدينة واشتداد المنافسة على فرص العمل وازدياد الاستهلاك مع ضعف الموارد وانخفاض الدخول وتراكم الديون على الأفراد وعجزهم عن تلبية متطلباتهم الأساسية وضعف الروابط الأسرية، كلها مجتمعة تعد المنبع الذي ينبع منه نهر العنف الأسري. والعنف داخل الأسرة -كما يصفه المهيزع- هو واحد من أشكال العنف التي توجه نحو واحد من أفراد الأسرة وإيقاع الأذى عليه بطريقة غير شرعية. ويتباين العنف الأسري في درجة الإيذاء النفسي والبدني ويراوح ما بين البسيط الذي يؤدي إلى غضب الضحية والشديد الذي قد يودي بها. ( المهيزع , 2003 , 4 )
العوامل المرتبطة بالعنف الأسري :
تشير نتائج الدراسات المبكرة أن سوء معاملة الأطفال قد وجدت جذورها في الاضطرابات النفسية لدى البالغين . وقد أشارت الدراسات الأولى أن البالغين الذين يسيئون معاملة أطفالهم أو يهملونهم يكون لديهم عادة تاريخاً في الإساءة عندما كانوا أطفالاً , ولديهم توقعات غير حقيقية بأن هؤلاء الأطفال يلبون احتياجاتهم الانفعالية بأنفسهم , والضبط الضعيف للإندفاعات العدوانية .
وللمساعدةفي فهم سوء معاملة الطفل , عاد الباحثون إلى نظرية الأنظمة البيئية , لقد اكتشفوا أن الإساءة للأطفال وإهمالهم تتأثران بكثير من المتغيرات المتداخلة في العائلة , المجتمع , المستويات الثقافية ,وكلما زادت مخاطر وجود عدد أكبر من هذه العوامل زادت احتمالية حدوث الإساءة( أبو رياش وآخرون 2006 , 51 )
العوامل المشجعة لممارسة العنف:
- التدريب الاجتماعي الخاطيء أو الناقص ويظهر في المجتمعات التي تتناقص فيها القيم والأهداف التربوية العامة وتتفكك فيها الأسرة بصورة ملحوظة .
- الجزاءات الضعيفة سواء بالنسبة للامتثال أو الانحراف تؤدي إلى خلق حالة متميعة عند الأفراد وكذلك ضعف الرقابة فقد يكون الجزاء شديد ولكن القائم على تنفيذه لا ينفذه بدقة .
- سهولة التبرير ويحدث هذا عندما تحاول جماعة التقليل من حدة الاعتداء على المعيار أو تلمس المعاذير ويتم هذا بشكل إرادي من بعض الأفراد بقصد التخريب الاجتماعي.
- عدم وضوح المعيار ويؤدي ذلك إلى بلبلة الأفكار والاتجاهات وخاصة عندما يعني المعيار بالنسبة لفردين أو أكثر شيئا مختلفا.
- قد تتناقض نواحي الضبط الاجتماعي فتتجمد القواعد القانونية ولا تساير التغير الاجتماعي والثقافي في الوقت الذي يتطور فيه المجتمع بصورة تعطل فاعلية هذه القواعد وتجعلها عقيمة من وجهة نظر الأفراد .
- بعض الجماعات الانحرافيه في المجتمعات تكون من القوة بحيث تضع لنفسها ثقافة خاصة تزين الانحراف وتخلق في نفس الأفراد مشاعر الولاء له . ( السنوسي , 2001 , 12 )
عوامل تكوين الشخصية العنيفة :
إن جريمة العنف العريضة وليدة خلل طاريء في التوازن بين الدافع والمانع، وتختلف جريمة العنف الصادرة عن رد فعل إجرامي أي خلل مستمر دائم في هذا التوازن لأن ذلك هو استعداد فردي وبديهي إن كثير من الأمراض العقلية مصدر لجرائم العنف والاعتداء على الأشخاص ومن أمثلة الحالات التي توضح كيف يؤدي الاستعداد الإجرامي إلى ارتكاب العنف عموما ما يلي :
1 - الانتقام:
هناك من الأفراد من لا يتورع عن ارتكاب أبشع الجرائم في سبيل إشباع الميل للانتقام وقد يتولد العنف فجأة كما يحدث بين الطلاب أثناء اليوم الدراسي، والميل للانتقام دليل ضآلة الشخصية ومما يفسر العنف أيضا التشبع بتقاليد سائدة في الوسط المحيط تجعل العنف أسلوب شجاعة يجعل الشباب يسيرون يحملون الخنجر أو المطواة الأمر الذي يعتبر نوع من الثقافة العنيفة ويتعارض مع ثقافة الغالب من الناس في المجتمع.
2 - فعل الأذى حباً في الأذى :
يتوافر ذلك في المراهقين لأنه يشعرهم بالارتياح والمتعة من إيذاء الآخرين
3 - الغيرة:
قد تتولد جريمة العنف من الغيرة والشعور بالغيرة مرتبط بالغريزة الجنسية من جهة وتعزيز الاقتناء من جهة أخرى، فالغيرة اشد خطرا حينما تنتاب فردا لديه تكوين إجرامي فتهيئ له فرصة العنف.
4 - الشعور بالنقص الجسماني أو النفسي:
قد يتولد العنف من مركب نقص لدى فرد يشعر انه اقل مستوى من الآخرين بعيب جسدي أو نفسي فيقابل بالعنف كل من يعتقد أنهم يوجهون له إهانة بسبب هذا العيب.
5- الغرور:
هناك بعض جرائم العنف ترتكب من أفراد يتميزون بالغرور يجعلهم شغوفين بممارسة العنف بأي أسلوب حيث أن الشخصية تتكون وتتشكل من تفاعل الوراثة البيولوجية للفرد مع البيئة المادية والاجتماعية مثل العوامل الجغرافية، الاجتماعية، وهي التي يتعرض لها الفرد بحكم مركزه في الأسرة كوفاة والده أو مرض ابتلي به أو وجوده مع زوجة أب أو غير ذلك من تفاعل هذه العوامل المختلفة تتكون الشخصيات المختلفة بعضها عن بعض. ( السنوسي , 2001 , 8 )
حجم انتشار ظاهرة العنف الأسري الموجه للأطفال :
يصعب تحديد حجم ظاهرة العنف الأسري الموجه للأطفال بشكل دقيق , نظراً لعدم وجود إحصاءات ودراسات كافية حول حجم هذه الظاهرة في بعض المجتمعات , بالإضافة إلى عدم دقة هذه الإحصاءات في حالة وجودها .
وذلك يعود إلى عدة أسباب , منها :
1 – أن العنف يقع على الأطفال , وهذه الفئة قد يصعب في كثير من الأحوال الإبلاغ عما تعرضت له , مما يجعل عملية حصر هذا العنف الواقع عليها أمراً صعباً 2 – أنه ليس كل حالات تعرض الطفل للعنف لها علامات أو مظاهر خارجية تدل عليها مثل بعض أشكال العنف كالعاطفي ( النفسي ) مثلاً .
3 – التستر على تعرض الطفل للعنف من قبل أسرة الطفل وخاصة إذا كان المعتدي واحداً منهم .
4 – من الصعب إثبات أن الحالة المصاب بها الطفل ناتجه عن تعرضه للعنف .
كما أن هناك من يرى أن الحالات التي يتم اكتشافها من الأطفال المتعرضين للعنف قد لا تمثل إلا جزءاً يسيراً من هذه الظاهرة التي يعد معظم حالاتها مستترة .( آل سعود , 2005 , 101 )
نتائج العنف الموجه ضد الطفل :
1- العواقب المباشرة :
أ – جسدياً : كسور , جروح , تردي الحالة الصحية , اخفاض فاعلية جهاز المناعة , أذيات وظيفية في الفاعليات الدماغية .
ب – انفعالياً : القلق والرعب , أو الاعتياد على العنف لدرجة فقدان الحساسية , وتدني مفهوم الذات ونقص الثقة بالنفس , وارتفاع معدلات الإصابة باضطرابات القلق والاكتئاب .
ج – اجتماعياً : العدوانية , فرط التشكك حيال الآخرين , ضعف مهارات التفاهم مع الآخرين .
2 - - العواقب غير المباشرة :
أ – أعراض اخفاض فاعلية جهاز المناعة : وزيادة معدلات الإصابة بالربو والحساسية , طول فترة النقاهة من الأمراض العادية المعدية كالرشح والحميات .
ب – نوبات الغضب والحزن والعصبية غير المضبوطة في الحياة الراشدة .
ج – نقل العنف إلى الجيل اللاحق , أي معاملة الأطفال بطريقة مشابهة .
د – سوء معاملة الوالدين المسنين أو على الأقل ضعف العلاقة الانفعالية معهما .
( بركات 2004 , 18 )
النظريات التي استفاد منها الباحثون في مشكلات العنف الأسري :
لعل قلة النظريات العلمية المعتمدة التي تقوم عليها دراسات العنف الأسري ،أفقد هذا الميدان الإطار المنظم للفرضيات والمسلمات والمفاهيم المستقرة التي تمهد للباحثين الطريق إلا أن وجود نظريات عامة حول العنف خفف من الصعوبات التي واجهت الباحثين الذين قاموا بالسير في اتجاهات لا تبتعد كثيرا عن نظريات علم الإجرام التي عالجت مشكلة الجريمة بصفة عامة . وفيما يلي نتناول بعضا من النظريات التي استفاد منها الباحثون في مشكلات العنف الأسري ومنها :
1- الاتجاه البنائي الوظيفي
استمدت نظرية الاتجاه البنائي الوظيفي من الفرضيات العامة للاتجاه العضوي الذي كان سائدا في النظريات الأولى لعلم الاجتماع . والقاعدة الأساسية التي تقوم عليها البنائية الوظيفية هي فكرة تكامل الأجزاء والاعتماد المتبادل بين العناصر المختلفة للمجتمع الواحد . واستنادا إلى الاتجاه الوظيفي قام البعض بصياغة نظرية لدراسة العنف الأسري أطلق عليها اسم (نموذج النسق للعنف داخل الأسرة ) ( عبد المحمود وآخرون 2005 , 21 )
2 - نظرية التفاعلية الرمزية ودراسة العنف الأسري
Symbolic Interaction Approach
وقد ظهرت مسلمات هذه النظرية في عام 1910 في كتاب (شارلز كولي )و(تارد) و(ميد) و(ماكس فيبر) . ويركز اتجاه التفاعلية على دراسة الأسرة من خلال عمليات أداء الدور ، مشكلات الاتصال ،عمليات التنشئة وعلاقات بناء القوة داخل الأسرة ، مما يحصر وحدة دراسة العنف في العلاقات السلبية بين الزوج والزوجة والأبناء ( المرجع السابق , 22 )
3 - نظرية التعلم الاجتماعي Social Learning Theory
تشير نظرية التعلم التي قدمها Albert Bandura إلى أن العنف سلوك متعلم يكتسب عن طريق الملاحظة والتدريب وأن التدعيم الذي يلي السلوك يزيد من احتمال تكرار هذا السلوك . ( القرني , 2005 ,23 )
وتفترض هذه النظرية أن الأشخاص يتعلمون العنف بنفس الطريقة التي يتعلمون بها أنماط السلوك الأخرى , ويتضمن سلوك التعلم مفهومين هما التدعيم والعقاب , ويزيد التدعيم من تكرار السلوك , بينما يقلل العقاب من تكراره . ( بن دريدي , 2007 , 53 ) ولهذه النظرية فرضيات أساسية هي :
العنف الأسري يتم تعلمه داخل الأسرة والمدرسة ، وعبر وسائل الإعلام
العديد من أعمال الآباء العنيفة تبدأ لمحاولة التأديب .
العلاقة المتبادلة بين الآباء والأبناء في مرحلة الطفولة تشكل شخصية الفرد
إساءة معاملة الطفل تؤدي إلى تعلم العدوانية .
أن أفراد الأسرة الضعفاء يصبحون أهدافا للاعتداء ( عبد المحمود وآخرون , 2005 , 22 )
4 - نظرية المصدر والتبادل Resource and Exchange theory
تفترض نظرية المصدر والتبادل أن سلطة اتخاذ القرار تنبع من المصادر التي من خلالها يستطيع الأفراد أن يوفوا باحتياجاتهم الأسرية والزوجية . ويلخص أنصار هذه النظرية أهم المصادر التي تزيد من سيطرة الزوج أو الزوجة في الوضع الاجتماعي ، مستوى التعليم ، عضوية المؤسسات ، التنشئة ودائرة حياة الأسرة والقهر البدني ( المرجع السابق , 22 )
5 - نظرية البناء الاجتماعيSocial Structure Theory
ويعتبر (جيللز) من أهم أنصار هذه النظرية الذين حاولوا تفسير الاحتمالات المتزايدة للعنف الأسري على أساس الطبقة الاجتماعية والاقتصادية المنخفضة ، حيث يصاب أفراد الأسرة بالإحباط من عجزهم عن توفير الاحتياجات اللازمة للحياة وافتقاد الموارد المادية التي تمكن الأسرة من تحمل المسئوليات الاجتماعية الحرجة . وقد تطورت هذه النظرية مؤخرا إلى منظور متكامل يضم أربع نماذج هي ؛النموذج البنائي ،نموذج التوتر ، نموذج الصراع النفسي ،ونموذج ديناميت العلاقات الأسرية باعتبارها متغيرات مستقلة يسهل قياسها . ( عبد المحمود وآخرون , 2005 , 23 )
6 - نظرية الصراع : Conflict Theory
من رأي أنصار هذه النظرية : أن العنف الذي يحدث في المجتمع هو ميراث للظلم التاريخي ومعاناة الأقليات والفئات الضعيفة في المجتمع . كما يرى أصحاب هذه النظرية في العنف وسيلة قوية في الحرب بين الجنسين ومشكلات التمييز التي سيطرت على العقول خلال حقبة طويلة من الزمان . ( المرجع السابق , 23 )
والمسلمة الأساسية لهذه النظرية تتمثل في اعتبار أن المجتمعات تتميز بالصراع أكثر من الإجماع القيمي وتتلخص مقولات هذه النظرية في مايلي :
- أحد أبرز خصائص المجتمع الصراع .
- أهم عناصر الصراع تتمثل في قلة الموارد المادية والاجتماعية من جهة وكثرة طلبها من جهة ثانية .
- يعبر القانون عن قيم المجموعات المسيطرة .
إذاً حسب هذه النظرية فإن أهم مميزات المجتمع تتمثل في الصراع بين الطبقات والفئات , والطبقة المسيطرة هي التي تصنع القانون وبالتالي تعتبر قيم الطبقة الأخرى التي لا تتلائم مع قيم الطبقة الأولى منحرفة . ( بن دريدي , 2007 , 53 )
7 - نظرية الاتجاه الفينو ميتو لوجي الظاهراني
استمد هذا الاتجاه أفكاره من فلسفة (هوسرل) و(شوتز) وتقوم هذه النظرية على قضايا عدة أهمها :
1 - القصد الموجه للسلوكيات .
2 - الخبرة الذاتية للفرد في علاقته مع الآخرين .
3 - التركيز على الخبرة الشعورية .
4 - ما يملكه الإنسان من مبادأة في العمل الاجتماعي .
5 - الاستعدادات الداخلية للفرد وغرائزه .
6 - إشباع حاجة السيطرة .
7 - عدم الاهتمام بدراسة أفعال الآخرين وتجاربهم .
وبناء على ذلك فإن الباحث الفينو ميتولوجي لا يؤمن بصحة الافتراضات السببية ويميل إلى الأخذ بتصور الحياة الاجتماعية من خلال تصورات الأفراد وأفكارهم .
8 - نظرية الأنومي :
استخدم دوركهايم هذا المصطلح للإشارة إلى حالة من الصراع بين الرغبة في إشباع الاحتياجات الأساسية للفرد وبين الوسائل المتاحة لإشباع تلك الاحتياجات .
وقد أشار دور كايم إلى حالة من اللامعيارية الأخلاقية باعتبارها أنومية فعندما يفتقر المجتمع إلى مجموعة من المعايير التي تحدد له الأنماط السلوكية الطبيعية والواجب إتباعها ، يصبح يعيش حالة من اللامعيارية الأخلاقية أي فقدان المعايير الأخلاقية .
يقول دوركهايم :
(يوجد داخل كل جماعة ميل جمعي إلى السلوك التوافقي ، وهذا الميل يخص الجماعة ككل ، ومصدره ميل كل فرد أكثر من كونه نتيجة له . ويتشكل هذا الميل الجماعي من تيارات الأنانية أو الغيرية ، أو الأنومي التي تنتشر في المجتمع . إن مثل هذه الاتجاهات في الكيان الجماعي تؤثر في الأفراد ، ومن ثم تدفعهم إلى الانتحار ) .
أما روبرت ميرتون فيرى (أن الصور المختلفة للسلوك المنحرف تنجم عن التفاوت أو عدم القدرة على تحقيق الأهداف بالوسائل المشروعة ) .
ويمكن تلخيص أهم مقولات هذه النظرية كما يلي :
معظم أفراد المجتمع يشاركون في نفق شائع من القيم .
هذا النسق العام من القيم يعلمنا ما هي الأشياء التي يجب أن نكافح من أجلها (الأهداف الثقافية ) وكذلك أكثر الطرق ملائمة ( الوسائل المجتمعية ) لتحقيق هذه الأهداف . ( بن دريدي , 2007 , 56 )
ورغم الأهمية التي يوليها الباحث للاجتهادات النظرية أنفة الذكر ، إلا أنه ينظر إلى ظاهرة العنف الأسري على أنها سلوكيات جانحة أو جرائم ضد الإنسان بمختلف صورها وأشكالها وأنماطها . ولا ينبغي التعامل معها بمعزل عن مختلف نظريات علم الإجرام وخاصة النظريات الاجتماعية والنفسية والصحية مع إضفاء صفة الخصوصية النابعة من العلاقات المتميزة بين الجناة والضحايا في جرائم العنف الأسري . والذي يعنينا في هذا البحث هو تسخير النظريات ذات العلاقة بالعنف الأسري في التعامل مع الفرضيات والمسلمات المستقرة حتى تكون تلك الفرضيات منطلقا للبحث عن مخارج جديدة ونتائج أكثر تقدما في طريق الحلول الناجعة لمواجهة ظاهرة العنف الأسري ، ويشترط في تعاملنا مع النظريات ومنهجياتها أن نأخذ في الاعتبار الثوابت الثقافية للأمة العربية ذات الموروث الإسلامي والمواجهات الدينية التي رسخت أسس بناء الأسرة وكفالة أمنها وسلامتها .
لقد ظلت مشكلة العنف الأسري ترتبط بالعديد من العوامل والمتغيرات الفردية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية والبيئية ، الأمر الذي جعل من الصعب التعامل معها بنظرية منفردة ،ومن هنا لجأ بعض الباحثين إلى الجمع بين أكثر من نظرية لتفسير مشكلة العنف الأسري . ونخلص مما تقدم إلى القول بصعوبة الخروج بنظرية واحدة تحلل وتفسر جميع إشكالات العنف الأسري وربما يكون من الأصوب اللجوء إلى النهج التخصصي الذي بدأ يتجه إليه بعض علماء الاجتماع مؤخرا بالتركيز على دراسة كل نوع من أنماط العنف الأسري على حدة مثل العنف ضد المرأة ، أو إساءة معاملة الأطفال أو العنف ضد الزوج ، خاصة وقد نهجت المواثيق والصكوك الدولية على معالجة العنف بهذا التصنيف عندما تناولت حقوق المرأة وحقوق الطفل والعنف ضد المرأة في الحياة العامة والخاصة .
أشكال ( أنواع ) العنف الأسري ومظاهره :
أولاً : العنف الجسدي /ما هو/ وما مظاهره / ما أثره على الطفل؟؟
نمط سلوكي يتمثل بإحداث المسيء لإصابات غير عرضية بالطفل، والتي قد تكون بقصد فرط التأديب، أو العقاب الجسدي الغير مناسب لعمر الطفل، أو انفجار المسيء لتصريف ثورة غضب، أو إحداث "متلازمة الطفل المعذب"، وتعتبر الإصابة خطيرة إذا كانت الإصابة تستوجب علاجا أو تدخلا طبيا أو أنها متكررة ومستمرة، ويعتبر الفحص الطبي حاسما في كثير من الحالات لتميز الإصابات العرضية غير العمدية، عن تلك الإصابات العمدية. ( الحديدي , جهشان2001 , 2 )
تعريف العنف الجسدي :
يعرف العنف البدني physical abuse بأنه إهمال بدني متعمد (بإمساك الدواء ،أو الطعام ) أو توجيه أذى مادي (كالضرب ، أوالكدمات ، أو التحرشات الجنسية ، أو القطع ، أو الحرق ، أو الكبت ) والحرمان المادي ( آل سعود 2005 , 45 ) .
الإساءةالجسدية للطفل هي الإساءة التي ينتج عنها أذى جسدي فعلي أو كامن، خلال حدوث التفاعلأو غيابه، من المتوقع أن يكون تحت سيطرة والده/ والدته أو شخص موضع مسؤولية، أوثقة، أو سلطة. وقد تكون حادثة بعينها أو مكررة . ( الصايغ 2001 , ص 1 )
وتعرف ساجارا Saraga الأذى البدني بأنه هو الأذى الفعلي أو المحتمل وقوعه على الطفل ، أو التهاون في منع حدوث الأذى البدني (أو الألم ) عنه ، بالإضافة إلى تسميم الطفل المتعمد أو خنقه (Saraga 1993 :59 ) .
ويعتبر العنف الجسدي من أكثر أنواع العنف شيوعا وذلك بسبب سهولة اكتشاف أعراضه ومظاهره وهي أفعال يقوم بـها الكبار كالتسبب بالعنف نحو الطفل مما يؤدي إلى إصابته بأذى جسدي يتوفر فيه القصد والنية في الفعل وتكون متكررة بمعنى آخر هي الإصابات المتعمدة كالتسمم ، الحرق، الرفس ، العض، الرمي، الهز بالعنف ،الضرب بقبضة اليد أو باستخدام أداة ، الكسور ،سكب السوائل الساخنة (الحروق) . ( الصايغ 2001 , ص 1 )
نلاحظ من السرد السابق لتعريف العنف الجسدي أنه لم يتم التوصل حتى الآن إلى إجماع حول تعريف موحد للإيذاء الجسدي، فعلى سبيل المثال لا الحصر نجد في الوقت الحالي أن كثير من الوثائق القضائية التابعة للولايات المحلية في الولايات المتحدة الأمريكية , تؤكد الاختلافات حول تحديد هذا النوع من الإيذاء للطفل , فبعض من هذه الولايات يصادق على التقرير ففط في حالة وجود أذى ظاهر , في حين بعض الولايات الأخرى تقر التقرير في حالة العلم بتعرض الطفل للخطر ( أي عندما يكون الطفل في خطر من وقوع أذى عليه ) ( آل سعود , 2005 , ص47 )
ويقصد بالعنف الجسدي الموجه للطفل في هذه الدراسة هو أي نوع من السلوك المتعمد , الذي ينتج عنه إحداث الضرر والأذى على جسم الطفل , والممارس من قبل أحد الوالدين أو كليهما أو الآخرين المحيطين بالطفل في الأسرة , سواء كان في صورة عمل يتسبب في إحداث ألم للطفل ( كالضرب أو القرص أو الرفس أو الحرق أو الحبس أو الربط ) , أو أي أعمال أخرى غير مباشرة من الممكن أن تتسبب في حدوث أذى للطفل .
أنواع الاعتداءالجسدي :
يعتبر اعتداءً جسدياً كل عنف إذا تسبب فيأذىللطفل، ويشمل ذلك الضرب بأداة أو بقبضة اليدواللطم والحرق والصفع والتسميم والخنق والإغراق والرفسوالخض، وإن لم تسفر عن جروح أو كسور بدنية ظاهرة ، ويمكنتقسيمها حسب شدتها إلى:
1النوع القاتل: وهو فقدانالطفل لحياته نتيجة للشدة والقسوة في الإساءةللطفل .
2 - النوع الخطر: وهو ما ينتج عنه إصابة خطيرةمثل الكسور، إصابات الرأس، الإصابات الداخلية، الحروقالشديدة، ابتلاع واستنشاق مواد سامة أو كحولية أو موادخطرة .3 - النوع الأقل أثراً: وهو ما يكون له آثارعلى الجسم مثل التجمعات الدموية حول العينين، الأنف، الفم،أو أي مكان آخر بالجسم . 4 - النوع غير الظاهر: وهوما يؤدي إلى تأثيرات غير ظاهرة للعيان مثل كسور القفصالصدري، هز المواليد والنزيف الداخلي للدماغ، النزيفالداخلي في البطن . ( الصبي , 2007 , 2 )
العوامل المساعدة علىممارسة العنف الجسدي :
الاعتداء الجسدي مشكلةمتفشية في مختلف أنحاء العالم، تحدث لدى جميع الأسر علىمختلف انتماءاتها العرقية وأوساطها الاجتماعية، وتؤثر علىجميع الأطفال بغض النظر عن جنسهم أو عمرهم، وهناك عواملتزيد من حدوث هذه المشكلةمنها1 - الأسرة الفاقدةلأحد الوالدين . 2 - تدني مستوىالمعيشة . 3 - الأطفال ذوي المشاكل الصحية أو بطيئيالنمو . 4 - الأطفال غير المرغوبين . 5 - الأطفالكثيري الحركة . 6 - الأطفال ذويالإعاقة . 7 - الأطفال ذوي الفشلالدراسي . ( المرجع السابق ,2007 , 3 )
المؤشرات الجسدية :
إن هذه المؤشرات الجسدية تظهر بوضوح على الطفل المساء إليه ، لكنها تختلف الأعراض الظاهرة للاعتداء حسب قوتهومكان حدوثه وفي نفس الوقت لا يوجد تفسير منطقي لهذه العلامات ، ومحاولة الوالدين إنكار ما حدث مع أطفالهم بجملة واحدة " الأطفال دائما يقعون " . ( الصايغ 2001 , ص 3 – 4 )
مظاهر العنف الجسدي , وتتمثل في عدة أشكال كالتالي :
أولاً : آثار ضرب وكدمات لا مبرر لها , وذلك :
1 – في مناطق مختلفة من جسم الطفل كالوجه , أو الشفتين , أو في المنطقة الواقعة من الصدر للبطن , أو الظهر , أو المؤخرة , أو الفخذ .
2 – علامات لعضات بشرية على منطقة أو أكثر من جسم الطفل .
3 – الآثار الموجودة على جسم الطفل للأداة المستخدمة في إيقاع الأذى عليه , مثل : آثار سلك كهربائي , أو آثار الحزام , أو العقال .
4 – تغيرات في شكل الجلد أو لونه في بعض مناطق جسم الطفل .
ثانياً : الحروق التي لا مبرر لها , ومن ذلك :
1 – آثار حروق بالسجائر , على مناطق مختلفة من جسم الطفل وخاصة قاع القدم , أو الكف , أو الظهر , أو المؤخرة .
2 – آثار للحروق بأداة كهربائية أو مكواة أو ما شابهها على جسم الطفل .
3 – آثار لحروق من الربط بالحبل على اليدين أو الرجلين أو الرقبة أو على الجزء العلوي من جسم الطفل .
ثالثاً : الكسور في العظام التي لا مبرر لها , وذلك :
1- الكسور في عظام رأس الطفل أو أنفه أو أذنه ( كأن تتشوه الأذن نتيجة كثرة الضرب عليها ) أو في عظام الوجه .
2 – الكسور بمستوياتها المتعددة المتماثلة للشفاء في جسم الطفل .
3 – تعدد الكسور في عظام جسم الطفل .
رابعاً : الجروح التي لا مبرر لها , وذلك :
1 – في منطقة الفم أو الشفتين أو اللثة أو العنين أو الأذن .
2 – الجروح في أعضاء الطفل الخارجية .
خامساً – فقدان الشعر التي لا مبرر لها , وذلك كالتالي :
1 – نتيجة لنزيف داخلي للطفل يقع بين الجلد والعظم .
2 – احتمالية شد شعر الطفل من قبل الآخرين .
3 – نتيجة الإصابات المختلفة في رأس الطفل .
خامساً : آثار لإصابات قديمة , وذلك كالتالي :
1 – مظاهر غير عادية في عظم رأس الطفل , أو أنفه , أو أذنه , أو اليدين ( كأن يكون بها التواء ) .
2 آثار لعدم اخذ الطفل للعلاج اللازم .
3 – آثار في فك الطفل , أو آلام مختلفة , أو تورم في إحدى مناطق جسم الطفل . ( آل سعود , 2005 , ص 161 ,162 )
المؤشرات السلوكية .. أو أعراض العنف الجسدي سلوكياً :
تختلف المؤشرات السلوكية الناتجةعن الاعتداء الجسدي من طفل لآخر حسب عمر الطفل وتأثيرالاعتداء عليه، ومن الضروري الانتباه لهذه المؤشرات وعدمتجاهلها أو اعتبارها سطحية أو عابرة، خصوصا إذا تزامن عددمنها معاً، ومن هذه العلامات :
1 -الخوف من المواقف بطريقة متطرفة (الخوف من الصوت المرتفع).
2 - التغير المفاجئ في السلوك (المزاجية تجاه المواقف ، تارة يشعر بالسعادة وتارة يشعر بالاكتئاب ).
3 - التغيب عن المدرسة.
4 - عدم الرغبة في العودة إلى المنزل (إما لأنهم يبقون وحدهم /أو لأنهم يتعرضون للإساءة).
5 - الملابس غير المتناسبة مع الجو (الملابس الثقيلة في الجو الحار لتغطية الكدمات)
6 - عدم الاستمتاع باللعب وعدم الثقة بالنفس .
7 - لابد دوما من التفكير بطبيعة الكدمة ، مكانها ، شدتها، تطابقها مع القصة المروية ، الانتباه لكدمات أخرى ..
8 - إطاعة الطفل للأوامر والطلبات اقل من المعدل المتوسط .
9 - تظهر على الطفل علامات التفاعل السلبي .
10 - يبدو غير سعيد .
11 - علامات الغضب والعزلة والتخريب .
12 - يسيء جسميا للآخرين .
13 - يجد صعوبة في إنشاء علاقات مع الآخرين.
14 - يجد صعوبة عالية عند الانفصال عن الأهل أو تكون معدومة الوجود.
15 - متطلب دائما ويبحث عن الانتباه .
16 - تظهر عليه علامات التأخير في النطق العام .
17 - لا يذكر كيف حصلت الرضوض .
18 - يشتبه بالكبار ويتحفظ .
19 - ممكن أن يرتجف عند ملامسته .
20 - عدواني جدا أو منعزل جدا .
21 - يحاول دائما إرضاء الآخرين .
22 - مفهوم الذات سلبي .
23 - يجد صعوبة في الاعتماد على الآخرين ، والثقة فيهم ومحبتهم .
24 - الشعور بالذنب (يقول بعض الأطفال أنا استحق ذلك).
25- يرتدي ملابس طويلة الأكمام في غير وقتهاأو ذات عنق طويل مسدود رغم دفء الجو لإخفاء آثار الجروح أوالخدوش.
26 - يكره أو يخشى العودة إلى المنزل
27 - أما هز الطفل بعنف وبشدة ونتيجة لخطورته فتظهر له أعراض منها:
- الحرارة - التقيؤ - الغيبوبة - تأخر في النمو - كسر لأضلاع الجسد. - ضعف النظر أو العمى - ضعف السمع أو الصمم - مشاكل سلوكية
أما عوامل الخطر .. فهي :
ليونة دماغ الطفل- الرأس كبير وثقيل - عظام الرقبة ضعيفة. ( الصايغ 2001 , ص 3 )
تأثير الاعتداء الجسدي علىالطفل:
1 -التأثيراتالجسدية والصحية:
-فقدان الطفل لحياتهنتيجة للشدة والقسوة . -هز المواليد والنزيفالداخلي للدماغ قد يؤدي للتخلف الفكريوالإعاقة . -الكسور والجروح والحروقالظاهرة . -التسمم: ابتلاع واستنشاق مواد سامة أوكحولية أو مواد خطرة .
2 -التأثيرات العاطفيةوالسلوكية :
-التخلفالدراسي . -صعوبة السيطرة على الذات وبناءالشخصية .
-صعوبة في تكوين العلاقاتالاجتماعية .
-ظهور الاضطرابات العاطفية، الكآبةوالإحباط .
-نقص الثقة في النفسوالإحباط .
-نشاط مفرط أو قلقزائد.
-السلوك العدواني، الغضبوالعدوانية .
-الخوف والذل والعجز عن التعبيروالإفصاح عن مشاعرهم .
-تعاطي الكحول أوالمخدرات .
-حين يكبر هذا الطفل، تزيد احتماليةاعتدائه الجسدي على أطفاله .
3 - التأثيراتالاجتماعية :
-ضعف مهاراته الاجتماعية ، عجزالطفل عن إنشاء صداقات مع أقرانه . -ضعف مهاراتهالمعرفية، التخلف الدراسي . -ضعف مهاراتهاللغوية . -تدهور ثقته في الآخرين أو خنوعه المفرطللشخصيات التي تمثل سلطة لديه . -ميله لحل مشاكلهمع الآخرين بالعنف والعدوانية . -علاقاته مع أسرتهمن جهة ومع المجتمع . -التشرد والإجراموالبطالة . ( الصبي , 2007 , 4 و 5 )
* ثانياً : عنف الإهمال :
إهمال الأطفال : Child Neglect
"يتسم الإهمال الجسدي والانفعالي بالفشل في تحقيق حاجات الطفل الجسمية والتعليمية " ( وولف . 2005 ,ص36 )
وهو نمط سلوكي يتصف بإخفاق المسيء، تقديم احتياجات الطفل الجسدية والعاطفية مثل الطعام، المأوى، الملبس، والرعاية،و هو الفشل في توفيرالرعاية المناسبة لعمر الطفل، والإهمال بخلاف الاعتداءالجسدي والجنسي يتسم بصفة الاستمرارية، ويتمثل في نمط غير مناسب من الرعاية والتربية وتسهل ملاحظته من قبل الأشخاصالقريبين من الطفل، ولابد إن نفرق بان إهمال الطفلوالإساءة للطفل يختلفان مع إن نتائجهما متشابـهة ،فالاثنان يؤديان للأذى الجسدي والعاطفي وحتى الموت، ولكنالإهمال هو ما لا يفعله الأهل أو القائمون على رعاية الطفلعوضا عما يفعلونه ، والإهمال قد يحدث في أي مكان للأطفالفي أي عمر وفي أي مجتمع وفي أي خلفية اجتماعية أو اقتصادية . ( الحديدي , جهشان2001 , 4 ) ويختلف التركيز على جوانب عنف الإهمال من حقل لآخر ووفقاً لحقل التخصص , فالطبيب الشرعي يركز على الإصابات الفيزيقية ( الجسدية ) للطفل , والأخصائي الاجتماعي يركز على الآثار العاطفية التي تصيب الضحية , بينما يركز القاضي على التعريف القانوني لسلوك التعدي , في حين يأخذ علماء الاجتماع منحى عاماً بأن سوء المعاملة يشمل : " أي شيء يحول دون النمو الكامل للطفل " . ( البداينة , 2002 , 186 )
ويرى الكثير من الدارسين أن مفهوم الإهمال neglect يتم تحديده بناء على الثقافة السائدة ، والعوامل الاقتصادية والسياسية ، والقيم الاجتماعية والأخلاقية ، وطبيعة المجتمع المحلي الذي يحدث فيه .
وتعرف ساراجا Saraga الإهمال بأنه الإهمال الدائم أو المنقطع للطفل ،أو القصور في حمايته من أي نوع من أنواع الخطر الذي قد يتعرض له ، بالإضافة إلى تعرضه للبرد أو للجوع ، أو القصور في توفير الرعاية اللازمة له ، والخاصة بصحة الطفل أو نموه (59 1993:،Saraga) .
ويقصد بمفهوم إهمال الطفل في هذه الدراسة عدم إشباع الوالدين أو الآخرين المحيطين بالطفل لحاجاته الأساسية ، وإشرافهما غير الكامل عليه ، مما يؤدي إلى إصابة الطفل بالضرر أو الأذى، نتيجة لتصرفات الوالدين أو المحيطين به سواء كانت هذه التصرفات متعمدة أو غير متعمدة .
أسباب حدوثالإهمــال:
-الضغوط الاقتصادية: البطالة،الفقر . -الضغوط والأزمات النفسية . -التفككالأسري والطلاق . -استخدام الكحولوالمخدرات . -الجهل وعدمالمبالاة .- أشكالالإهمال :
-الإهمالالعاطفي:
وهو عدم إشباع حاجات الطفل العاطفيةالضرورية مثل الحاجة للحب والتقدير وتعريض الطفل للمواقفالعاطفية السلبية، مثل السماح للطفل بمشاهدة المشاداتوالمشاجرات والخلافات بين الوالدين وتشجيع الطفل علىارتكاب السلوك الجانح.
-الإهمال الطبي:
وهو عدمتوفير الرعاية الطبية اللازمة للطفل مثل العرض على طبيب أوعدم توفير العلاج والدواء والتطعيمات اللازمة للطفل.
-الإهمال الجسدي:
ويشمل رفض الاهتمام بالرعاية الصحية أو إرجائها , والإبعاد أو الطرد من المنزل , أو رفض السماح للطفل بالعودة إليه وعدم كفاية الإشراف عليه .
-الإهمال التعليميالتربوي:
ويشمل أفعالاً من قبيل السماح بالتغيب المزمن عن المدرسة ، وفشل الطفل في الانتظام في المدرسة أثناء المرحلة الإلزامية من التعليم , والفشل في الاستجابة للحاجات التعليمية الخاصة , وعدم المتابعة المستمرة لأوضاعه الدراسية، وعدمإيصاله من وإلى المدرسة.
-الإهمال الفكري:
وهو الإخفاقفي تشجيع الطفل على المبادرات المفيدة والخبرات الجديدةوالمسؤوليات الفردية والاجتماعية والتدريب على الاستقلاليةالمناسبة، أو سلب حقوقه وممتلكاته الفكرية . ( وولف . 2005 ,ص37 )
مؤشرات الاعتداء بالإهمال علىالطفل:
إن تجربة كل طفل من الاعتداء فريدة، فليسكل الأطفال ينفعلون ويتأثرون بنفس الطريقة لاعتداءاتمتشابهة وذلك يعتمد على عوامل كثيرة بعضها تركز على نوعيةالاعتداء وشدته، عمر الطفل، نوعية العلاقة وقربها،وغيرها.
المؤشراتالظاهرة:-القذارة وعدم نظافةالبشرة . -انبعاث رائحة كريهة منالطفل . -الشعر الوسخ أو غير الممشط الملابس الضيقةجدا أو الواسعة جدا أو القذرة -عدم مناسبة الملابس التي يرتديها الطفل للجو أو المكان -تركالطفل وحيدا بدون مراقبة لفترات طويلة من الوقت - ويتعينملاحظة أن هذه الحالة هي من أهم أسباب موت الأطفال وأكثرهاشيوعا ومن ثم لا ينبغي التقليل من شأنها أبدا. ( الصايغ 2001 , ص 3 – 4 )
مظاهر الإهمال وتتمثل في :
1 – آثار إصابة الطفل بالجوع , أو أن يكون مظهره غير ملائم , أو ملابسه غير منظمة , أو متسخة , أو فقدان غير طبيعي لوزنه , أو إصابته بالجفاف .
2 -مؤشرات سوء التغذية - الضعفوالإحساس بالإعياء بسهولة . 3 -انتفاخ أسفل العين. 4 -الهرش والحك والطفح الجلديالمزمن . 5 -كثرة الإصابة بالإسهال . 7 -الجروحوالتشققات والتمزقات الملتهبة . 9 -الأمراض غيرالمعالجة. 10 - عدم استجابة الوالدين لشكوى الطفل منالآلام أو المرض .
11 – كثرة أو عدم كفاية الأدوية اللازمة للطفل .
( آل سعود , 2005 , ص ,162 ) المؤشراتالسلوكية التي قد تدّل على تعرض الطفل للإهمال - الرضعوصغار الأطفال:-الفتور. -ضعفالاستجابة لمداعبات الكبار. -قلة الابتسام أوالبكاء أو الضحك أو اللعب أو التفاعل معالآخرين . -الافتقار إلى الفضول وحبالاستطلاع . -التصرفات العصبية كهز الرجلين وضربالرأس وشد الشعر ومص الإصبع أو الإبهام .-سرعةالهيجان والهدوء . -عدم اللجوء للوالدين للمساعدةأو التهدئة . -دخول المستشفى لتدهور الصحة ثمالنكوص حال العودة إلى المنزل . -الإفراط في الحركةأو قلة الحركة بدون سبب واضح .المؤشرات السلوكية التي قد تدّل على تعرض الطفل للإهمال - الأطفال في المدرسة: -التغيب أوالتأخر المتكرر عن المدرسة . -المجيء للمدرسة باكراًوعدم الرغبة في العودة إلى المنزل . -البكاء لأقلسبب أو إصابة . -النوم في الصف . -يبدوحالما وغارقا في عالم الخيال .
-إثارة المتاعب فيالمدرسة : -القسوة في التعامل مع الأقران فيالصف . -الكذب، السرقة .-الكسر والتخريبفي المدرسة . -الامتناع عن حل الواجبات المدرسيةورفض المحاولة . -تمزيق ورقة الواجب بعد حله .-تمزيق الكتب أو الواجبات أو كراسات التمارين أوالألعاب . -الافتقار إلى الثقة بالنفس أو احترامالنفس . -السلوك الانسحابي أو النشاط المفرط أوالخمول .تأثير الإهمال علىالطفل : 1 - التأثيراتالجسمية : -الإصابات الجسدية الدائمةوالخطرة .
-الوفاة .
2 - التأثيراتالسلوكية :
-عدم الإحساس بالأمان .
-الانطواء لفقدان الدفء .
-الخجل الشديد .
-صعوبة في تكوين صداقات .
-عدم القدرةعلى التفاعل الاجتماعي مع الكبار .
-الاهتمامبالغرباء ولفت الانتباه .
-التصرفات المتطرفةكالعدوانية، الفوضوية، التخريب .
3 - التأثيراتالنفسية:
-تأخير النطق والاستيعاباللفظي .
-تأخر تطور الذكاء .
-تدني التحصيلالدراسي .
-إيذاء الذات . -استخدام الكحولوالمخدرات .
-الانتحار . ( الصبي , 2007 , 4 و 5 )
* ثالثاً : العنف العاطفي :
اختلفت التسميات حول مفهوم هذا النوع من العنف , فعناك من يطلق عليه العنف العاطفي أو العنف النفسي أو إساءة المعاملة النفسية أو إساءة المعاملة العاطفية , وسنطلق عليه المسمى الأول في هذا البحث .
يمكن تعريف الاعتداء العاطفي بأنه المضايقة اللفظية المستمرة والمعتادة من قبل والدي الطفل أو المحيطين به عليه , وذلك عن طريق التقليل من قدره , أو نقده أو تهديده , أو السخرية منه , وكذلك التقلب في مشاعر الحب تجاهه , من خلال استخدام وسائل لفظية أو غير لفظية كالنبذ مثلاً أو تخويفه , أو إزعاجه , أو احتقاره , أو إغاظته , أو مضايقته . ( آل سعود , 2005 , 66 )
ويعرف أيضاً بأنه : أي فعل يصدر عن الآباء أو مقدمي الرعاية للطفل يتضمن نبذه أو حبسه أو عزله أو تخويفه أو تجاهله أو حثه على الفساد, ومن أمثلة السلوكيات الدالة على الإساءة الانفعالية الحبس, الإساءة اللفظية, تعريض الطفل للعدوان الأسري و السماح للطفل الاشتراك في أعمال غير لائقة مثل تعاطي المخدرات وغير ذلك من الأ نشطة الإجرامية, إضافة إلى حرمان الطفل من الرعاية النفسية المناسبة» وتتضمن الإساءة الانفعالية كذلك العديد من الأفعال غير المقصودة التي ينتج أو يحتمل أن ينتج عنها أذى أو تضرر نفسي بشرط أن يكون لهذه الأفعال سواء كانت مقصودة أو غير مقصودة طابع الدوام والتكرار ( انجلش , 1998 , 4 )
والاعتداء العاطفي يتجاوز مجرد التطاول اللفظي ويعتبر هجوما كاسحا على النمو العاطفي والاجتماعي للطفل وهو تهديد خطر للصحة النفسية للشخص. وهو يجئ في أشكال عديدة منها:
أشكال العنفالعاطفي أو النفسي على الطفل :
1 - العنف اللفظي : تحقير الطفل والحطّ من شأنه:
يعتبر من أشد أشكال العنف خطراً على سوية الحياة الأسرية لأنه يؤثر على الصحة النفسية لأفراد الأسرة , وبخاصة أن الألفاظ المستخدمة تسيء إلى شخصية الفرد ومفهومه عن ذاته ويتمثل العنف في الشتم والسباب , واستخدام الألفاظ النابية , وعبارات التهديد , وعبارات تحط من الكرامة الإنسانية ( الإهانة ) إلا أن العنف اللفظي لا يعاقب عليه القانون , لأن من الصعب قياسه , وتحديده وإثباته . ( أحمد , 2007 , 37 )
يؤدي هذا السلوك إلى رؤية الطفل لنفسه في الصورة المنحطّة التي ترسمها ألفاظ ذويه مما يحد من طاقة الطفل ويعطّل إحساسه الذاتي بإمكاناته وطاقاته. بإطلاق أسماء على الطفل مثل "غبي"، "أنت غلطه"، "أنت عالة" أو أي اسم آخر يؤثر في إحساسه بقيمته وثقته بنفسه خاصة وإذا كانت تلك الأسماء تطلق على الطفل بصورة مكررة.
2 - البرود:
يتعلم الأطفال كيف يتفاعلون مع العالم من حولهم من خلال تفاعلاتهم المبكرة مع والديهم. فإذا كان سلوك الوالدين مع أطفالهم مفعما بالدفء والمحبة، فإن هؤلاء الأطفال يكبرون وهم يرون العالم مكانا آمنا مليئا بفرص التعلم والاستكشاف. أما إذا كان سلوك الوالدين يتسم بالبرود فإنهم سيحرمون أطفالهم من العناصر الضرورية لتحقيق نموهم العاطفي والاجتماعي. والأطفال الذين يتعرضون للبرود بشكل دائم يكبرون ليرون العالم مكانا باردا مثيرا للسأم والأغلب أن معظم علاقاتهم المستقبلية لن تكون ناجحة. كما أنهم لن يشعروا أبدا بالثقة المحفزة للاستكشاف والتعلم.
مثال على ذلك هو عندما يرسم الطفل لوحة يشعر بالفخر بها ويأتي لوالديه بكل حماس لينظروا فيما يراه هو إنجازاً ولكنه يقابل بعدم اكتراث أو الصراخ في وجهه بأنه يضيع وقته في أمور غير ذات فائدة. عموما فان الطفل يشعر بالبرود من والديه إذا ما كانوا غير مباليين في التعبير عن مشاعرهم لإنجازات الطفل ونجاحاته.
3 - التدليل المفرط:
عندما يعلّم الوالدان أطفالهم الانخراط في سلوك غير اجتماعي، فإنهم يحرمونهم من عيش تجربة اجتماعية طبيعية في المستقبل. فالتدليل المفرط لا يساعد الطفل على تعلم واقع الحياة والظروف المحيطة به مما يؤدي لصعوبات في تحمل المسؤولية والتشاور مع الآخرين في الكبر.
يشمل التدليل المفرط عندما يقول أو يفعل الطفل خطأ يؤثر سلبا على شخصيته (خاصة عندما يكون هذا الخطأ مكرر وأصبح عادة للطفل) فتكون ردة فعل الوالدين سلبية ولا يحاولان تعديل سلوك الطفل لكي لا ينزعج ويعتقدون انه "سوف يصلح حاله عندما يكبر".
صحيح أنه يبدو أن الطفل سعيدا بهذا الوضع في الوهلة الأولى لأنه حر بان يفعل ما يريد ولا يرى من يحاسبه أو يردعه، ولكن واقع الأمر ليس كذلك. فالطفل قد يفقد شعوره بالأمان لأنه ترك لوحده أن يقرر من دون أن يشعر بأنه يوجد من يساعده في اتخاذ القرار الصحيح إذا ما اخطأ أو احتاج إلى مسانده. فشعور الطفل بعدم الأمان و التوتر قد يكون له تأثير سلبي على شخصيته خاصة وإذا كان المجتمع و الأفراد المحيطون به لا يقبلون أو يرفضون تصرفاته غير اللائقة.
مثال على التصرفات غير اللائقة و المرفوضة من المجتمع هي عندما يذهب الطفل إلى مجمع تجاري مثلا ويتصرف بطريقة تزعج الآخرين أو أن يلحق خرابا بالمجمع. هذا صحيح أيضا عندما تطلب الأم، من ولدها بأن يدخل البيت بعد لعبه بالخارج وبإصرار شارحة له أضرار كونه في الشارع إلى هذا الوقت، ولكن يصر الطفل على عدم الدخول و البقاء في الشارع فتتراجع الأم وتترك الطفل ليقرر هو متى يريد الدخول. فالطفل الذي يعلم أن أمه لا تتهاون معه عندما يكون الموضوع يتعلق بأمنه مثلا يشعر بالأمان أكثر من الطفل الذي تتسامح أمه معه وتتركه يقرر هو ما يرتبط بأمنه.
4 - القسوة:
وهي أشد من البرود ولكن نتائجها قد تكون مماثلة. فالأطفال بحاجة للشعور بالأمان والمحبة حتى ينطلقوا في استكشاف العالم من حولهم ويتعلموا تشكيل علاقات صحيحة. أما حين يتعرض الأطفال لمعاملة قاسية من ذويهم فإن العالم لا يعود له "معنى" بالنسبة إليهم وستتأثر كل مجالات التعلم بتجربتهم القاسية وسيتعطل نموهم العاطفي والاجتماعي والثقافي.
5 - التضارب:
إن أسس التعلم تكمن في التفاعلات الأولى بين الطفل وذويه. فعبر التفاعلات المنسجمة يشكّل كل منهما الآخر ويتعلم الطفل أن لأفعاله نتائج منسجمة ومتطابقة، وذلك هو الأساس الأول للتعلم. ومن هذه التجربة يتعلم الطفل أيضا أن يثق بأن حاجاته سوف تلبّى. ولكن عندما لا يكون المربي منسجما في استجابته للطفل وتصرفاته، فإن هذا الطفل لن يتعلم ما الذي يجب عليه توقعه من البداية مما سيؤثر على خبرات التعلم لديه طيلة حياته.
عندما يعلم الطفل ما هي ردة الفعل التي يتوقعها لكل فعل، صحيح كان أم خاطئ، فإن مهارات الطفل الحياتية سوف تتطور ويتعلم الطفل التفكير بطريقة منطقية. ولكن عندما لا يستطيع الطفل أن يتوقع نتائج أفعاله وردود الفعل عليها فعملية التعليم، وخاصة في المهارات الحياتية، تتأثر سلبا فضلاً عن أنها سوف تترك الطفل يعيش ضغطا معنويا لأنه لا يعلم ما هي عاقبة الأمور خاصة إذا ما أراد أن يبدأ تجربة جديدة.
6 - المضايقة والتهديد:
وذلك يشتمل على تهديد الطفل بعقوبات شديدة أو غير مفهومة تثير الفزع في نفس الطفل وخاصة إذا ما ترك الطفل ينتظر العقاب ولا يعلم متى وماذا سوف يحل به. قد تصل المضايقة إلى التهديد بتحقير الطفل أمام أصدقائه، كسر يده أو رجله، طرده من المنزل أو حتى قتل حيوان في البيت يحبه الطفل إذا لم يتمكن الطفل من إنجاز ما يطلب منه القائم بأمره.
إن آثار المضايقة و التهديد تشبه آثار التحقير وإن كانت تتضمن عنصر ضغط إضافي. والتهديد يفزع الطفل مما يؤدي إلى تشويه نفسيته وتعطيل قدرته على التعامل مع المواقف العصيبة أو الضغوط. فالخوف المستمر وانتظار الأسوأ يهدد إحساس الطفل بالأمان و الطمأنينة مما يولد لديه مشاكل نفسية كأن يصبح دائم التوتر، قليل التركيز ولكن الأمر لا يقتصر على الجانب النفسي فقط إذ قد تظهر عليه أعراض جسدية أيضا الضعف المستمر وعدم القدرة على مقاومة الأمراض. فالطفل الذي يعيش تحت طائلة المضايقة و التهديد المستمر لديه فرصة ضئيلة في النمو النفسي السليم و القدرة على إيجاد علاقات اجتماعية سليمة من دون مشاكل.
7 - الإهمال العاطفي:
الإهمال العاطفي هو عندما يكون الوالدان غير متواجدين نفسيا للطفل. وذلك بأن يكونوا منشغلين بأنفسهم , غافلين عن الطفل . أو أنهم يفشلون في التفاعل مع احتياجات الطفل العاطفية. و يكون الإهمال العاطفي عندما يحتاج الطفل إلى رعاية , و حنان , ويستطيع الوالدان إعطاؤه ولكنهم لا يريدون ذلك. إن إهمال الطفل عاطفيا قد ينتج عنه حرمان الطفل القدرة على الحصول على التفاعلات و العواطف الأساسية التي يحتاجها لكي ينمو نمواَ عاطفياَ وثقافيا واجتماعيا سليماَ.
8 - اختلال السيطرة:
يأخذ اختلال السيطرة ثلاثة أشكال، فهي إما مفقودة أو مفرطة أو غير متوازنة.
1 - فقدان السيطرة : إن فقدان السيطرة يعرض الطفل لخطر إيذاء نفسه ويحرمه التجربة والحكمة المتناقلة عبر خبرة الكبار.
2 - السيطرة المفرطة : تحرم الأطفال من فرص تأكيد الذات وتنميتها من جراء منعهم من استكشاف العالم المحيط بهم. مثالا على ذلك هو عندما لا تترك مساحة للطفل يمارس فيها مهارة اتخاذ القرار وجميع تحركاته تقرر من الكبار فيضطر إلى الاستئذان للقيام بأي عمل مهما كان صغيرا. إن إعطاء الطفل ثقافة ومعلومات كافية تمكنه من اتخاذ قرارات سليمة يساعد نموه العاطفي و الاجتماعي ويدربه على مهارة اتخاذ القرارات الصحيحة في الأمور الصغيرة والتي لها اثر كبير في كبره عندما يحتاج إلى اتخاذ قرارات اكبر.
3 - السيطرة غير المتوازنة : فهي تثير لدى الأطفال مشاعر القلق والاضطراب وقد تؤدي إلى عدد من المشاكل السلوكية فضلا عن إعاقتها النمو المعرفي للطفل. بصورة عامة، الأطفال لا يشعرون بالأمان والراحة عندما يتلقون تصرفات متناقضة من القائمين على أمر تربيتهم.
9 - العزل:
إن عزل الطفل أو فصله عن التجارب الاجتماعية الطبيعية يحرمه من تكوين الصداقات وقد يؤدي به إلى الاكتئاب. فعزل الطفل يضرّ بنموه المعرفي والعاطفي والاجتماعي بشكل كبير ويرافقه عادة أشكال أخرى من الاعتداء العاطفي وغالبا الاعتداء الجسدي.
10 - الرفض:
عندما يرفض أحد الأبوين الطفل، فإنه يشوّه صورته الذاتية ويشعره بعدم قيمته. والأطفال الذين يشعرون برفض ذويهم منذ البداية يعتمدون على تنمية أنماط سلوكية مضطربة لطمأنة النفس. والطفل الذي يتعرض للرفض في صغره، فأنه يمتلك فرصاً ضئيلة في أن يصبح طبيعياَ عندما يكبر.
11 - الإفساد:
وهو تشجيعالطفل أو إجباره على القيام بسلوك تدميري أو إرهابي أومخالف لأنظمة المجتمع، كالتسول والسرقة والبغاء، أو حثالطفل واستغلاله في تعاطي أو ترويج مواد ضارة أو قاتلةكالمخدرات والمنشطات والمسكرات والمواد السامة
المؤشرات السلوكيةللاعتداء العاطفي والنفسي على الطفل :
هذه بعضالسلوكيات التي قد تنم عن تعرض الطفل للإساءة العاطفية :
- اضطرابات في عادات الطفل كالهز والمصوالعض .
- اضطرابات سلوكية يعاني منه الطفل ( كأن يكون غير اجتماعي , أو
لديه رغبة في تحطيم النفس أو الآخرين )
- قلق الطفل ( كإصابته باضطراب في النوم , أو اضطراب في الحديث أو الكلام , أو الخوف من اللعب ) . - تعطيل طاقاتالإبداع و الابتكار لدى الطفل .
- عدم القدرة علىتحمل المسؤولية و الشعور بالضعف .
- ردود فعل نفسية مضطربة للطفل ( كإصابته بالهستيريا , أو قلق أو هواجس , أو فوبيا , أو وهم ) . ( آل سعود , 2005 , 164 )
تأثير الاعتداء العاطفي والنفسي على الطفل :
1 – التأثيرات الجسمية :
-تكرر الأمراض .
-ضعف عامفي البنية الجسدية .
-التلعثموالتوتر.
2- التأثيرات السلوكية :
- الترددواللا مبالاة .
- عدم الإحساس بالأمان .
-الانطواء لفقدان الدفء
-الخجل الشديد
-ضعف الثقة بالنفس والشعور بالذنب
-التبول اللا إرادي
-صعوبة فيتكوين صداقات
- عدم القدرة على التفاعل الاجتماعيمع الكبار
- الاهتمام بالغرباء ولفتالانتباه
- التصرفات المتطرفة كالعدوانية،الفوضوية، التخريب
3 – التأثيرات النفسية :
- اضطرابات نفسية وسلوكية وعاطفية
-تأخير النطق والاستيعاب اللفظي
- تأخر تطور الذكاء
-تدني التحصيلالدراسي
-إيذاء الذات
- استخدام الكحول والمخدرات
-الانتحار
مقدمة :
تعتبر ظاهرة العنف من الظواهر القديمة في المجتمعات الإنسانية, فهي قديمة قدم الإنسان الذي ارتبط وما زال يرتبط بروابط اجتماعية مع الوسط الذي فيه يؤثر وبه يتأثر, إلا أن مظاهره وأشكاله تطورت وتنوعت بأنواع جديدة فأصبح منها:
العنف السياسي, والعنف الديني, والعنف الأسرى الذي تنوع وانقسم هو أيضاً إلى:
العنف الأسرى ضد المرأة – العنف الأسرى ضد الأطفال – العنف الأسرى ضد المسنين.
وتواجه الطفولة في العالم بشكل عام وفي العالم العربي بشكل خاصتحديات مصيرية في مختلف جوانب الحياة، فما زالالأطفالمنذ التاريخ القديموحتى عصرنا هذا الحلقة الأضعف في بنية الفئات الاجتماعية المعرضة دائماً لكافةأنواع الاستغلال والحرمان، وموضوع دائم لانتهاكات الكبار، لذا فإنالأطفاليحتاجون لرعايةواهتمام خاص بهم ( الككلي 2005 , 2 ) ومما لا يقبل الجدل أو الشك فإن ملايين منالأطفالالعرب لا يزالونمحرومين من حقوقهم الإنسانية الأساسية، فهم عرضة لسوء التغذية أو الأمراض التي يمكنمع ذلك الشفاء منها إلى الاستغلال الجنسي والتحرش الجنسي واستغلال الطفل في العملوالتمييز بين الذكور والإناث أوالأطفالالعاديين والأطفالذوي الحاجات الخاصة وصولاً إلى تدني مستوى التعليم أو انعدامه وأخيراً وليس آخراًالتعرض للعنف والإهمال والاستغلال بكافة أشكاله وأنواعه داخل المنزل أو في المدرسةأو في مؤسسات الرعاية البديلة .إن الواقع المأساوي الذييعيشه أطفالنا في العالم العربي ونحن في بداية الألفية الثالثة، قرن الثوراتالعلمية الإنجازات التكنولوجية والمعلوماتية والتقدم. فكيف لنا أن نواجه هذا التطور الكمي والكيفي الهائل من المعرفة والتقدم ومواكبة ركب الحضارة واحترام حقوق الإنسانوالطفل إلا من خلال جيل خلاق مبدع وحر، جيل فتي يؤمن بقيمه وحضارته وثقافته وتاريخأمته وإنجازاتها الثقافية والروحية التي لا بد لها من أن تزاوج بين الأصالةوالمعاصرة والحداثة، جيل مهيأ ثقافياً ونفسياً وجسدياً، جيل يعرف حقوقه، واعياً لهاومناضلاً من أجلها ومعداً لمواجهة مختلف التحديات بنفسية متوازنة وبشخصية سويةمتسلحاً بالعلم والمعرفة. وكل هذا لن يتحقق إلا في بيئة حاضنة محبة لا عنفية فالحبسلام والعنف إلغاء .
من خلال كل ذلك أصبح من الأهمية مكان تناول ظاهرة العنف الأسرى باعتباره أحد ملامح العنف الذي يؤثر بشكل كبير على استقرار المجتمع وتكوينه, وذلك لأن ظاهرة العنف تعتبر مشكلة اقتصادية لما ينجم عنه من خسائر مادية كبيرة, ويعد أيضاً مشكلة علمية لأنه إذا وجد هذا السلوك العنيف دل على عجز العلم والإنسان عن تقديم فهم واقعي سليم للسلوك الإنسانى, كذلك يعتبر مشكلة مرضية لأنه يعد عرضاً من أعراض المرض الاجتماعي, وهو مشكلة اجتماعية من حيث كونه مظهراً لسلوك منحرف لدى الفرد, ولذلك فقد تناولته المجتمعات بالبحث في كافة المجالات .
مفهوم العنف وتعريفاته :
على الرغم من الاتفاق على أن العنف ظاهرة توجد في كل المجتمعات الإنسانية إلا أن الذين اهتموا بدراستها اختلفوا في صياغة التعريفات وفقا لضيق أو اتساع الزاوية التي ينظر منها الباحث وتبعاً للنظرية التي يؤمن بها.
فقد عرف لغوياً " بأنه الخرق بالأمر وقلة الرفق به, وهو ضد الرفق, وأُعنف الشيء: أي أخذه بشدة, والتعنيف هو التقريع واللوم “.(ابن منظور 1956 , 257 )
أما اصطلاحاً وفلسفة: فقد جاء على لسان المناوي : بأنه صورة من الشدة التي تجانب الرفق و اللطف و هو طريق قد يدفع صاحبه إلى الأعمال الإجرامية الكبيرة كالقتل وغيره (القرني 2005 ,21) .
على الرغم من الاتفاق على أن ظاهرة العنف توجد في كل المجتمعات الانسانية , إلا أن الذين اهتموا بدراستها اختلفوا في صياغة التعريفات وفقاً لضيق أو اتساع الزاوية التي ينظر منها الباحث .
ومن هنا نجد أن التراث الأدبي حول تعريف ظاهرة العنف يحمل ثلاث اتجاهات فكرية الاتجاه الأول :
يتضمن تعريف العنف قانونياً باعتباره الاستعمال غير القانوني لوسائل القسر المادي والبدني ابتغاء تحقيق غايات شخصية أو جماعية . وعلى هذا فالعنف قانونياً يعني استخدام الضغط أو القوة استخداماً غير مشروع أو غير مطابق للقانون من شأنه التأثير على إرادة فرد ما (القرني , 2005 ,21) ويمكن القول أن العنف من الناحية القانونية يركز على تحديد المسؤولية الجنائية في العدوان
ومفهوم العنف من المنظور الاجتماعي : هو سلوك أو فعل يتسم بالعدوانية يصدر عن طرف قد يكون فرداً أو جماعة أو طبقة اجتماعية أو دولة بهدف استغلال أو إخضاع طرف أخر في أطار علاقة قوة غير متكافئة مما يتسبب في إحداث أضرار مادية أو معنوية أو نفسية لفرد أو جماعة أو طبقة اجتماعية أو دولة أخرى .
وهناك من يعرف العنف على أنه : أحد أنماط السلوك العدواني الذي ينتج من وجود علاقات غير متكافئة في إطار نظام تقسيم العمل بين الأفراد وما يترتب على ذلك من تحديد للأدوار و مكانة كل فرد وفقاً لما النظام الاجتماعي والاقتصادي السائد في المجتمع .
ومن وجهة نظر علماء النفس : فالعنف نمط من أنماط السلوك ينبع عن حالة من الإحباط نتيجة لصرا عات نفسية لا شعورية تنتاب الفرد و تعوقه عن تحقيق أهدافه ولذلك هو يلجأ إلى العنف للتنفيس عن قوى الإحباط الكامنة .
ويؤكد فرويد مؤسس مدرسة التحليل النفسي : أن العنف خاصة تمتد جذورها إلى الطبيعة البشرية وهي بذلك موجودة في وضع كمون وتثار إذا اعترض نشاط الفرد وعلى ذلك فالعنف استجابة طبيعية كغيرها من الاستجابات الطبيعية للفرد (القرني , 2005 ,22)
محددات العنف: (Aggression Determinants)
المحدداتالإجتماعية :
1 - الإحباط: ويعتبر هو أهم عامل منفرد فياستثارة العنف لدى الإنسان وليس معنى هذا أن كل إحباط يؤدي إلىالعنف، أو أن كل عنف هو نتيجة إحباطولكييؤدي الإحباط إلى العنف فلابد أن يتوفر عاملان أساسيان: أولاً : أن الإحباط يجب أن يكون شديداً.
وثانياً : أنالشخص يستقبل هذا الإحباط على إنه ظلم واقع عليه ولا يستحقه، أوأنه غير شرعي.
2 - الاستثارة المباشرة من الآخرين: وربماتكون هذه الاستثارة بسيطة في البداية كلفظ جارح أو مهين ولكنيمكن أن تتضاعف الاستثارات المتبادلة لتصل بالشخص إلى أقصى درجاتالعنف.
3 - التعرض لنماذج عنف: وهذا يحدث حين يشاهد الشخصنماذج للعنف في التليفزيون أو السينما، فإن ذلك يجعله أكثر ميلاللعنف من خلال آليات ثلاثة هي:
أ- التعلم بالملاحظةLearning)(Observational
حيثيتعلم الشخص من مشاهد العنف التي يراها طرقاً جديدة لإيذاءالآخرين لم يكن يعرفها من قبل ..
ب- الانفلات (Disinhibition): بمعنى أن الضوابط والموانع التي تعتبر حاجزا بين الإنسان والعنفتضعف تدريجيا كلما تعرض لمشاهد عنف يمارسها الآخرون أمامه علىالشاشة.
ج- تقليل الحساسية (Desensitization): حيث تقلحساسية الشخص للآثار المؤلمة للعنف وللمعاناة التي يعانيها ضحيةهذا العنف كلما تكررت عليه مشاهد العنف ، فيصبح بذلك أكثر إقداماعلى العنف دون الإحساس بالألم أو تأنيب الضمير.
-المحددات البيئية : (enviromental Determinants)
مثل تلوثالهواء والضجيج والازدحام … إلخ.
المحددات الموقفيه (Situational-Determinants):1 - الاستشارة الفسيولوجية العالية: مثال لذلك المنافسة الشديدة فيالمسابقات، أو التدريبات الرياضية العنيفة، أو التعرض لأفلامتحوي مشاهد مثيرة.
2 - الاستثارة الجنسية: فقد وجد أن التعرضللاستثارة الجنسية العالية (كأن يرى الشخص فيلماً مليئا بالمشاهدالجنسية) يهئ الشخص لاستجابات العنف.
3 - الألم: فحين يتعرضالإنسان للألم الجسدي يكون أكثر ميلا للعنف نحو أي شخص أمامه.
المحددات العضوية : (OrganicDeterminants)1 -الهرمونات والعقاقير: تعزو بعض الدراسات العنف إلى ارتفاع نسبةهرمون الأندورجين (الهرمون الذكري) في الدم، وإن كانت هذهالدراسات غير مؤكدة حتى الآن. ويؤدي استعمال العقاقير كالكحولوالباربتيورات والأفيونات إلى زيادة الاندفاع نحو العنف.
2 - الناقلات العصبية: بشكل عام ترتبط زيادة الدوبامين ونقصالسيروتونين بالعنف، في حين أن زيادة السيروتونين والـ GABA تؤديإلى التقليل من السلوك العنيف.
3 - الصبغيات الوراثية: أكدتدراسات التوائم زيادة نسبة السلوكيات العنيفة في توأم أحاديالبويضة إذا كان التوأم الآخر متسما بالعنف، وأكدت دراسات وراثيةأخرى زيادة العنف في الأشخاص ذوي الذكاء المنخفض، وفي أولئكالذين لديهم تاريخ عائلي للاضطرابات النفسية وهناك احتمال لميتأكد بشكل قاطع أن الأشخاص ذوي التركيب الكروموسومي ( XYY ) يميلونلأن يكونوا أكثر ميلا للعنف ( المهدي , 2006 , ص1 ) .
العنف الأسري :
خلفية تاريخية عن العنف الموجه للأطفال :
تعتبر ظاهرة الإساءة للأطفال من أخطر الظواهر التي تقف في وجه تقدم المجتمع و تهدد تماسكه من كونها تنشئة اجتماعية غير صحية و خاطئة لذلك توجهت الأنظار من أجل العمل على إيجاد نظام لحماية الأطفال خاصة و أن تاريخ الطفولة يعتبر مظلماً منذ قرون ، حيث سادت أشكال القتل و التعذيب تلك العصور .
من تلك الأشكال أن حدد في القرن السابع عشر قانون فرنسي يسمح للأب بقتل أولاده مما يدل على أن الطفل لم يكن موضوعاً ذا أهمية خاصة ، و إن إباحة القتل كانت تتعلق بالأطفال الشاذين أو المعاقين أو كثيري الصراخ ، كما كانت ظاهرة بيع الأطفال للأغنياء مقابل الحصول على ثمنهم منتشرة ، كذلك ظاهرة استغلال الأطفال في العمل.
بدأت محاولة التغيير في وضع الأطفال في نهاية القرن الثامن عشر و بداية القرن التاسع عشر و يظهر أوضح إنجاز عام 1899 عندما استطاع الاتحاد النسوي لسيدات ولاية ألينوى الأمريكية الحصول على موافقة الحكومة المحلية في إنشاء محكمة خاصة بالأحداث .
و رغم قدر الإساءة التي تعرض لها الأطفال عبر التاريخ ، إلا أن الاهتمام بهم وجد حديثاً حيث بدأ طبيب أخصائي أمريكي أخصائي أشعة يدعى كافيه عام 1964 بالتحدث عن الإساءة الجسدية للأطفال من خلال وصف حالات نزيف دماغي و كسور عظام كان يقوم بتصويرها أثناء عمله ( الشقيرات ، المصري 2001, ص 7 ) .
مفهوم العنف الأسري :
يعد العنف الأسري من أشد أنواع العنف خطورة على الفرد من الناحيتين النفسية والاجتماعية وتكمن خطورته في أن آثاره لا تقتصر فقط على نتائجه المباشرة بل تتعدى ذلك إلى ذلك إلى النتائج غير المباشرة المتمثلة في علاقات القوة غير المتكافئة داخل الأسرة والتي غالباً ما تحدث خللا في نسق القيم واهتزازا في نمط الشخصية خاصة عند الأطفال والمراهقين يتبعه إعادة إنتاج العنف سواءً داخل الأسرة أو خارجها .
ويعرف العنف الأسري : بأنه أحد أنماط السلوك العدواني الذي ينتج عن علاقات قوة غير متكافئة في إطار نظام تقسيم العمل بين المرأة والرجل داخل الأسرة , وما يترتب على ذلك من تحديد لأدوار ومكانة كل فرد من أفراد الأسرة , وفقاً لما يمليه النظام الاقتصادي الاجتماعي السائد في المجتمع . ( عبد الوهاب , 2000, 16 ) .
كما يرى غريب سيد أحمد (1999م) أن العنف الأسري هو أحد أنماط السلوك العدواني الذي ينتج عن وجود علاقات غير متكافئة داخل الأسرة مما يجعل الطرف الأقوى في الأسرة ينتهك بدنيا" أو لفظيا" حقوق الطرف الأضعف . (القرني , 2005 ,22)
كما يرى العاملون في الحقل الطبي بأن العنف الأسري هو حالات يمكن فيها تشخيص إصابة أو أذى , أونية من قبل الوالد أو المشرف لإحداث الأذى بالإضافة إلى سوء التغذية المتعمد . ( رمو 1997 , 51 )
والعنف الأسري في هذه الدراسة يقصد به كل فعل لفظي أو غير لفظي يتسم باستخدام القوة والسلطة من قبل طرف في الأسرة يلحق فيه ضررا" جسميا" أو نفسيا" بطرف آخر في الأسرة وهو الطفل .
دوافع العنف الأسري :
1- ما يرتبط بالبيئة، ففي بعض المجتمعات يعتبر العنف الأسري من قبيل إثبات شخصية ورجولة الإنسان، وتميزه عن المرأة.
2- ومنها ما يرتبط بالجانب الاقتصادي، فقد تدفع الظروف المعيشية السيئة، والضغوط التي يولدها الفقر في نفس الإنسان إلى أن يفرغ شحنة تلك الضغوط في محيط الأسرة.
3- ومن الدوافع ما يرتبط بفارق الوعي بين الرجل والمرأة، فاقتران الرجل بشريكة تفوقه من حيث المستوى العلمي والثقافي قد يدفع الرجل إلى الإحساس بالدونية، ما يدفعه إلى سد تعويض ذلك الإحساس بممارسة العنف.
هذا ويذكر أن العنف الأسري لا تنحصر ممارسته بالرجل، بل قد يمارس من قبل المرأة أيضاً. فقد أثبتت بعض الدراسات الميدانية التي أجريت في محيط المجتمعات العربية أن الرجل يعاني في بعض المجتمعات من العنف الأسري بنسبة أكبر من معاناة المرأة، إلا أن الغالب في المقام هو أن الرجل عادة ما يمارس العنف الأسري بناء على تركيبته الفسيولوجية. ( البصري , 2007 , 1 )
ينابيع العنف الأسري :
إن الحياة في زحام المدينة واشتداد المنافسة على فرص العمل وازدياد الاستهلاك مع ضعف الموارد وانخفاض الدخول وتراكم الديون على الأفراد وعجزهم عن تلبية متطلباتهم الأساسية وضعف الروابط الأسرية، كلها مجتمعة تعد المنبع الذي ينبع منه نهر العنف الأسري. والعنف داخل الأسرة -كما يصفه المهيزع- هو واحد من أشكال العنف التي توجه نحو واحد من أفراد الأسرة وإيقاع الأذى عليه بطريقة غير شرعية. ويتباين العنف الأسري في درجة الإيذاء النفسي والبدني ويراوح ما بين البسيط الذي يؤدي إلى غضب الضحية والشديد الذي قد يودي بها. ( المهيزع , 2003 , 4 )
العوامل المرتبطة بالعنف الأسري :
تشير نتائج الدراسات المبكرة أن سوء معاملة الأطفال قد وجدت جذورها في الاضطرابات النفسية لدى البالغين . وقد أشارت الدراسات الأولى أن البالغين الذين يسيئون معاملة أطفالهم أو يهملونهم يكون لديهم عادة تاريخاً في الإساءة عندما كانوا أطفالاً , ولديهم توقعات غير حقيقية بأن هؤلاء الأطفال يلبون احتياجاتهم الانفعالية بأنفسهم , والضبط الضعيف للإندفاعات العدوانية .
وللمساعدةفي فهم سوء معاملة الطفل , عاد الباحثون إلى نظرية الأنظمة البيئية , لقد اكتشفوا أن الإساءة للأطفال وإهمالهم تتأثران بكثير من المتغيرات المتداخلة في العائلة , المجتمع , المستويات الثقافية ,وكلما زادت مخاطر وجود عدد أكبر من هذه العوامل زادت احتمالية حدوث الإساءة( أبو رياش وآخرون 2006 , 51 )
العوامل المشجعة لممارسة العنف:
- التدريب الاجتماعي الخاطيء أو الناقص ويظهر في المجتمعات التي تتناقص فيها القيم والأهداف التربوية العامة وتتفكك فيها الأسرة بصورة ملحوظة .
- الجزاءات الضعيفة سواء بالنسبة للامتثال أو الانحراف تؤدي إلى خلق حالة متميعة عند الأفراد وكذلك ضعف الرقابة فقد يكون الجزاء شديد ولكن القائم على تنفيذه لا ينفذه بدقة .
- سهولة التبرير ويحدث هذا عندما تحاول جماعة التقليل من حدة الاعتداء على المعيار أو تلمس المعاذير ويتم هذا بشكل إرادي من بعض الأفراد بقصد التخريب الاجتماعي.
- عدم وضوح المعيار ويؤدي ذلك إلى بلبلة الأفكار والاتجاهات وخاصة عندما يعني المعيار بالنسبة لفردين أو أكثر شيئا مختلفا.
- قد تتناقض نواحي الضبط الاجتماعي فتتجمد القواعد القانونية ولا تساير التغير الاجتماعي والثقافي في الوقت الذي يتطور فيه المجتمع بصورة تعطل فاعلية هذه القواعد وتجعلها عقيمة من وجهة نظر الأفراد .
- بعض الجماعات الانحرافيه في المجتمعات تكون من القوة بحيث تضع لنفسها ثقافة خاصة تزين الانحراف وتخلق في نفس الأفراد مشاعر الولاء له . ( السنوسي , 2001 , 12 )
عوامل تكوين الشخصية العنيفة :
إن جريمة العنف العريضة وليدة خلل طاريء في التوازن بين الدافع والمانع، وتختلف جريمة العنف الصادرة عن رد فعل إجرامي أي خلل مستمر دائم في هذا التوازن لأن ذلك هو استعداد فردي وبديهي إن كثير من الأمراض العقلية مصدر لجرائم العنف والاعتداء على الأشخاص ومن أمثلة الحالات التي توضح كيف يؤدي الاستعداد الإجرامي إلى ارتكاب العنف عموما ما يلي :
1 - الانتقام:
هناك من الأفراد من لا يتورع عن ارتكاب أبشع الجرائم في سبيل إشباع الميل للانتقام وقد يتولد العنف فجأة كما يحدث بين الطلاب أثناء اليوم الدراسي، والميل للانتقام دليل ضآلة الشخصية ومما يفسر العنف أيضا التشبع بتقاليد سائدة في الوسط المحيط تجعل العنف أسلوب شجاعة يجعل الشباب يسيرون يحملون الخنجر أو المطواة الأمر الذي يعتبر نوع من الثقافة العنيفة ويتعارض مع ثقافة الغالب من الناس في المجتمع.
2 - فعل الأذى حباً في الأذى :
يتوافر ذلك في المراهقين لأنه يشعرهم بالارتياح والمتعة من إيذاء الآخرين
3 - الغيرة:
قد تتولد جريمة العنف من الغيرة والشعور بالغيرة مرتبط بالغريزة الجنسية من جهة وتعزيز الاقتناء من جهة أخرى، فالغيرة اشد خطرا حينما تنتاب فردا لديه تكوين إجرامي فتهيئ له فرصة العنف.
4 - الشعور بالنقص الجسماني أو النفسي:
قد يتولد العنف من مركب نقص لدى فرد يشعر انه اقل مستوى من الآخرين بعيب جسدي أو نفسي فيقابل بالعنف كل من يعتقد أنهم يوجهون له إهانة بسبب هذا العيب.
5- الغرور:
هناك بعض جرائم العنف ترتكب من أفراد يتميزون بالغرور يجعلهم شغوفين بممارسة العنف بأي أسلوب حيث أن الشخصية تتكون وتتشكل من تفاعل الوراثة البيولوجية للفرد مع البيئة المادية والاجتماعية مثل العوامل الجغرافية، الاجتماعية، وهي التي يتعرض لها الفرد بحكم مركزه في الأسرة كوفاة والده أو مرض ابتلي به أو وجوده مع زوجة أب أو غير ذلك من تفاعل هذه العوامل المختلفة تتكون الشخصيات المختلفة بعضها عن بعض. ( السنوسي , 2001 , 8 )
حجم انتشار ظاهرة العنف الأسري الموجه للأطفال :
يصعب تحديد حجم ظاهرة العنف الأسري الموجه للأطفال بشكل دقيق , نظراً لعدم وجود إحصاءات ودراسات كافية حول حجم هذه الظاهرة في بعض المجتمعات , بالإضافة إلى عدم دقة هذه الإحصاءات في حالة وجودها .
وذلك يعود إلى عدة أسباب , منها :
1 – أن العنف يقع على الأطفال , وهذه الفئة قد يصعب في كثير من الأحوال الإبلاغ عما تعرضت له , مما يجعل عملية حصر هذا العنف الواقع عليها أمراً صعباً 2 – أنه ليس كل حالات تعرض الطفل للعنف لها علامات أو مظاهر خارجية تدل عليها مثل بعض أشكال العنف كالعاطفي ( النفسي ) مثلاً .
3 – التستر على تعرض الطفل للعنف من قبل أسرة الطفل وخاصة إذا كان المعتدي واحداً منهم .
4 – من الصعب إثبات أن الحالة المصاب بها الطفل ناتجه عن تعرضه للعنف .
كما أن هناك من يرى أن الحالات التي يتم اكتشافها من الأطفال المتعرضين للعنف قد لا تمثل إلا جزءاً يسيراً من هذه الظاهرة التي يعد معظم حالاتها مستترة .( آل سعود , 2005 , 101 )
نتائج العنف الموجه ضد الطفل :
1- العواقب المباشرة :
أ – جسدياً : كسور , جروح , تردي الحالة الصحية , اخفاض فاعلية جهاز المناعة , أذيات وظيفية في الفاعليات الدماغية .
ب – انفعالياً : القلق والرعب , أو الاعتياد على العنف لدرجة فقدان الحساسية , وتدني مفهوم الذات ونقص الثقة بالنفس , وارتفاع معدلات الإصابة باضطرابات القلق والاكتئاب .
ج – اجتماعياً : العدوانية , فرط التشكك حيال الآخرين , ضعف مهارات التفاهم مع الآخرين .
2 - - العواقب غير المباشرة :
أ – أعراض اخفاض فاعلية جهاز المناعة : وزيادة معدلات الإصابة بالربو والحساسية , طول فترة النقاهة من الأمراض العادية المعدية كالرشح والحميات .
ب – نوبات الغضب والحزن والعصبية غير المضبوطة في الحياة الراشدة .
ج – نقل العنف إلى الجيل اللاحق , أي معاملة الأطفال بطريقة مشابهة .
د – سوء معاملة الوالدين المسنين أو على الأقل ضعف العلاقة الانفعالية معهما .
( بركات 2004 , 18 )
النظريات التي استفاد منها الباحثون في مشكلات العنف الأسري :
لعل قلة النظريات العلمية المعتمدة التي تقوم عليها دراسات العنف الأسري ،أفقد هذا الميدان الإطار المنظم للفرضيات والمسلمات والمفاهيم المستقرة التي تمهد للباحثين الطريق إلا أن وجود نظريات عامة حول العنف خفف من الصعوبات التي واجهت الباحثين الذين قاموا بالسير في اتجاهات لا تبتعد كثيرا عن نظريات علم الإجرام التي عالجت مشكلة الجريمة بصفة عامة . وفيما يلي نتناول بعضا من النظريات التي استفاد منها الباحثون في مشكلات العنف الأسري ومنها :
1- الاتجاه البنائي الوظيفي
استمدت نظرية الاتجاه البنائي الوظيفي من الفرضيات العامة للاتجاه العضوي الذي كان سائدا في النظريات الأولى لعلم الاجتماع . والقاعدة الأساسية التي تقوم عليها البنائية الوظيفية هي فكرة تكامل الأجزاء والاعتماد المتبادل بين العناصر المختلفة للمجتمع الواحد . واستنادا إلى الاتجاه الوظيفي قام البعض بصياغة نظرية لدراسة العنف الأسري أطلق عليها اسم (نموذج النسق للعنف داخل الأسرة ) ( عبد المحمود وآخرون 2005 , 21 )
2 - نظرية التفاعلية الرمزية ودراسة العنف الأسري
Symbolic Interaction Approach
وقد ظهرت مسلمات هذه النظرية في عام 1910 في كتاب (شارلز كولي )و(تارد) و(ميد) و(ماكس فيبر) . ويركز اتجاه التفاعلية على دراسة الأسرة من خلال عمليات أداء الدور ، مشكلات الاتصال ،عمليات التنشئة وعلاقات بناء القوة داخل الأسرة ، مما يحصر وحدة دراسة العنف في العلاقات السلبية بين الزوج والزوجة والأبناء ( المرجع السابق , 22 )
3 - نظرية التعلم الاجتماعي Social Learning Theory
تشير نظرية التعلم التي قدمها Albert Bandura إلى أن العنف سلوك متعلم يكتسب عن طريق الملاحظة والتدريب وأن التدعيم الذي يلي السلوك يزيد من احتمال تكرار هذا السلوك . ( القرني , 2005 ,23 )
وتفترض هذه النظرية أن الأشخاص يتعلمون العنف بنفس الطريقة التي يتعلمون بها أنماط السلوك الأخرى , ويتضمن سلوك التعلم مفهومين هما التدعيم والعقاب , ويزيد التدعيم من تكرار السلوك , بينما يقلل العقاب من تكراره . ( بن دريدي , 2007 , 53 ) ولهذه النظرية فرضيات أساسية هي :
العنف الأسري يتم تعلمه داخل الأسرة والمدرسة ، وعبر وسائل الإعلام
العديد من أعمال الآباء العنيفة تبدأ لمحاولة التأديب .
العلاقة المتبادلة بين الآباء والأبناء في مرحلة الطفولة تشكل شخصية الفرد
إساءة معاملة الطفل تؤدي إلى تعلم العدوانية .
أن أفراد الأسرة الضعفاء يصبحون أهدافا للاعتداء ( عبد المحمود وآخرون , 2005 , 22 )
4 - نظرية المصدر والتبادل Resource and Exchange theory
تفترض نظرية المصدر والتبادل أن سلطة اتخاذ القرار تنبع من المصادر التي من خلالها يستطيع الأفراد أن يوفوا باحتياجاتهم الأسرية والزوجية . ويلخص أنصار هذه النظرية أهم المصادر التي تزيد من سيطرة الزوج أو الزوجة في الوضع الاجتماعي ، مستوى التعليم ، عضوية المؤسسات ، التنشئة ودائرة حياة الأسرة والقهر البدني ( المرجع السابق , 22 )
5 - نظرية البناء الاجتماعيSocial Structure Theory
ويعتبر (جيللز) من أهم أنصار هذه النظرية الذين حاولوا تفسير الاحتمالات المتزايدة للعنف الأسري على أساس الطبقة الاجتماعية والاقتصادية المنخفضة ، حيث يصاب أفراد الأسرة بالإحباط من عجزهم عن توفير الاحتياجات اللازمة للحياة وافتقاد الموارد المادية التي تمكن الأسرة من تحمل المسئوليات الاجتماعية الحرجة . وقد تطورت هذه النظرية مؤخرا إلى منظور متكامل يضم أربع نماذج هي ؛النموذج البنائي ،نموذج التوتر ، نموذج الصراع النفسي ،ونموذج ديناميت العلاقات الأسرية باعتبارها متغيرات مستقلة يسهل قياسها . ( عبد المحمود وآخرون , 2005 , 23 )
6 - نظرية الصراع : Conflict Theory
من رأي أنصار هذه النظرية : أن العنف الذي يحدث في المجتمع هو ميراث للظلم التاريخي ومعاناة الأقليات والفئات الضعيفة في المجتمع . كما يرى أصحاب هذه النظرية في العنف وسيلة قوية في الحرب بين الجنسين ومشكلات التمييز التي سيطرت على العقول خلال حقبة طويلة من الزمان . ( المرجع السابق , 23 )
والمسلمة الأساسية لهذه النظرية تتمثل في اعتبار أن المجتمعات تتميز بالصراع أكثر من الإجماع القيمي وتتلخص مقولات هذه النظرية في مايلي :
- أحد أبرز خصائص المجتمع الصراع .
- أهم عناصر الصراع تتمثل في قلة الموارد المادية والاجتماعية من جهة وكثرة طلبها من جهة ثانية .
- يعبر القانون عن قيم المجموعات المسيطرة .
إذاً حسب هذه النظرية فإن أهم مميزات المجتمع تتمثل في الصراع بين الطبقات والفئات , والطبقة المسيطرة هي التي تصنع القانون وبالتالي تعتبر قيم الطبقة الأخرى التي لا تتلائم مع قيم الطبقة الأولى منحرفة . ( بن دريدي , 2007 , 53 )
7 - نظرية الاتجاه الفينو ميتو لوجي الظاهراني
استمد هذا الاتجاه أفكاره من فلسفة (هوسرل) و(شوتز) وتقوم هذه النظرية على قضايا عدة أهمها :
1 - القصد الموجه للسلوكيات .
2 - الخبرة الذاتية للفرد في علاقته مع الآخرين .
3 - التركيز على الخبرة الشعورية .
4 - ما يملكه الإنسان من مبادأة في العمل الاجتماعي .
5 - الاستعدادات الداخلية للفرد وغرائزه .
6 - إشباع حاجة السيطرة .
7 - عدم الاهتمام بدراسة أفعال الآخرين وتجاربهم .
وبناء على ذلك فإن الباحث الفينو ميتولوجي لا يؤمن بصحة الافتراضات السببية ويميل إلى الأخذ بتصور الحياة الاجتماعية من خلال تصورات الأفراد وأفكارهم .
8 - نظرية الأنومي :
استخدم دوركهايم هذا المصطلح للإشارة إلى حالة من الصراع بين الرغبة في إشباع الاحتياجات الأساسية للفرد وبين الوسائل المتاحة لإشباع تلك الاحتياجات .
وقد أشار دور كايم إلى حالة من اللامعيارية الأخلاقية باعتبارها أنومية فعندما يفتقر المجتمع إلى مجموعة من المعايير التي تحدد له الأنماط السلوكية الطبيعية والواجب إتباعها ، يصبح يعيش حالة من اللامعيارية الأخلاقية أي فقدان المعايير الأخلاقية .
يقول دوركهايم :
(يوجد داخل كل جماعة ميل جمعي إلى السلوك التوافقي ، وهذا الميل يخص الجماعة ككل ، ومصدره ميل كل فرد أكثر من كونه نتيجة له . ويتشكل هذا الميل الجماعي من تيارات الأنانية أو الغيرية ، أو الأنومي التي تنتشر في المجتمع . إن مثل هذه الاتجاهات في الكيان الجماعي تؤثر في الأفراد ، ومن ثم تدفعهم إلى الانتحار ) .
أما روبرت ميرتون فيرى (أن الصور المختلفة للسلوك المنحرف تنجم عن التفاوت أو عدم القدرة على تحقيق الأهداف بالوسائل المشروعة ) .
ويمكن تلخيص أهم مقولات هذه النظرية كما يلي :
معظم أفراد المجتمع يشاركون في نفق شائع من القيم .
هذا النسق العام من القيم يعلمنا ما هي الأشياء التي يجب أن نكافح من أجلها (الأهداف الثقافية ) وكذلك أكثر الطرق ملائمة ( الوسائل المجتمعية ) لتحقيق هذه الأهداف . ( بن دريدي , 2007 , 56 )
ورغم الأهمية التي يوليها الباحث للاجتهادات النظرية أنفة الذكر ، إلا أنه ينظر إلى ظاهرة العنف الأسري على أنها سلوكيات جانحة أو جرائم ضد الإنسان بمختلف صورها وأشكالها وأنماطها . ولا ينبغي التعامل معها بمعزل عن مختلف نظريات علم الإجرام وخاصة النظريات الاجتماعية والنفسية والصحية مع إضفاء صفة الخصوصية النابعة من العلاقات المتميزة بين الجناة والضحايا في جرائم العنف الأسري . والذي يعنينا في هذا البحث هو تسخير النظريات ذات العلاقة بالعنف الأسري في التعامل مع الفرضيات والمسلمات المستقرة حتى تكون تلك الفرضيات منطلقا للبحث عن مخارج جديدة ونتائج أكثر تقدما في طريق الحلول الناجعة لمواجهة ظاهرة العنف الأسري ، ويشترط في تعاملنا مع النظريات ومنهجياتها أن نأخذ في الاعتبار الثوابت الثقافية للأمة العربية ذات الموروث الإسلامي والمواجهات الدينية التي رسخت أسس بناء الأسرة وكفالة أمنها وسلامتها .
لقد ظلت مشكلة العنف الأسري ترتبط بالعديد من العوامل والمتغيرات الفردية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية والبيئية ، الأمر الذي جعل من الصعب التعامل معها بنظرية منفردة ،ومن هنا لجأ بعض الباحثين إلى الجمع بين أكثر من نظرية لتفسير مشكلة العنف الأسري . ونخلص مما تقدم إلى القول بصعوبة الخروج بنظرية واحدة تحلل وتفسر جميع إشكالات العنف الأسري وربما يكون من الأصوب اللجوء إلى النهج التخصصي الذي بدأ يتجه إليه بعض علماء الاجتماع مؤخرا بالتركيز على دراسة كل نوع من أنماط العنف الأسري على حدة مثل العنف ضد المرأة ، أو إساءة معاملة الأطفال أو العنف ضد الزوج ، خاصة وقد نهجت المواثيق والصكوك الدولية على معالجة العنف بهذا التصنيف عندما تناولت حقوق المرأة وحقوق الطفل والعنف ضد المرأة في الحياة العامة والخاصة .
أشكال ( أنواع ) العنف الأسري ومظاهره :
أولاً : العنف الجسدي /ما هو/ وما مظاهره / ما أثره على الطفل؟؟
نمط سلوكي يتمثل بإحداث المسيء لإصابات غير عرضية بالطفل، والتي قد تكون بقصد فرط التأديب، أو العقاب الجسدي الغير مناسب لعمر الطفل، أو انفجار المسيء لتصريف ثورة غضب، أو إحداث "متلازمة الطفل المعذب"، وتعتبر الإصابة خطيرة إذا كانت الإصابة تستوجب علاجا أو تدخلا طبيا أو أنها متكررة ومستمرة، ويعتبر الفحص الطبي حاسما في كثير من الحالات لتميز الإصابات العرضية غير العمدية، عن تلك الإصابات العمدية. ( الحديدي , جهشان2001 , 2 )
تعريف العنف الجسدي :
يعرف العنف البدني physical abuse بأنه إهمال بدني متعمد (بإمساك الدواء ،أو الطعام ) أو توجيه أذى مادي (كالضرب ، أوالكدمات ، أو التحرشات الجنسية ، أو القطع ، أو الحرق ، أو الكبت ) والحرمان المادي ( آل سعود 2005 , 45 ) .
الإساءةالجسدية للطفل هي الإساءة التي ينتج عنها أذى جسدي فعلي أو كامن، خلال حدوث التفاعلأو غيابه، من المتوقع أن يكون تحت سيطرة والده/ والدته أو شخص موضع مسؤولية، أوثقة، أو سلطة. وقد تكون حادثة بعينها أو مكررة . ( الصايغ 2001 , ص 1 )
وتعرف ساجارا Saraga الأذى البدني بأنه هو الأذى الفعلي أو المحتمل وقوعه على الطفل ، أو التهاون في منع حدوث الأذى البدني (أو الألم ) عنه ، بالإضافة إلى تسميم الطفل المتعمد أو خنقه (Saraga 1993 :59 ) .
ويعتبر العنف الجسدي من أكثر أنواع العنف شيوعا وذلك بسبب سهولة اكتشاف أعراضه ومظاهره وهي أفعال يقوم بـها الكبار كالتسبب بالعنف نحو الطفل مما يؤدي إلى إصابته بأذى جسدي يتوفر فيه القصد والنية في الفعل وتكون متكررة بمعنى آخر هي الإصابات المتعمدة كالتسمم ، الحرق، الرفس ، العض، الرمي، الهز بالعنف ،الضرب بقبضة اليد أو باستخدام أداة ، الكسور ،سكب السوائل الساخنة (الحروق) . ( الصايغ 2001 , ص 1 )
نلاحظ من السرد السابق لتعريف العنف الجسدي أنه لم يتم التوصل حتى الآن إلى إجماع حول تعريف موحد للإيذاء الجسدي، فعلى سبيل المثال لا الحصر نجد في الوقت الحالي أن كثير من الوثائق القضائية التابعة للولايات المحلية في الولايات المتحدة الأمريكية , تؤكد الاختلافات حول تحديد هذا النوع من الإيذاء للطفل , فبعض من هذه الولايات يصادق على التقرير ففط في حالة وجود أذى ظاهر , في حين بعض الولايات الأخرى تقر التقرير في حالة العلم بتعرض الطفل للخطر ( أي عندما يكون الطفل في خطر من وقوع أذى عليه ) ( آل سعود , 2005 , ص47 )
ويقصد بالعنف الجسدي الموجه للطفل في هذه الدراسة هو أي نوع من السلوك المتعمد , الذي ينتج عنه إحداث الضرر والأذى على جسم الطفل , والممارس من قبل أحد الوالدين أو كليهما أو الآخرين المحيطين بالطفل في الأسرة , سواء كان في صورة عمل يتسبب في إحداث ألم للطفل ( كالضرب أو القرص أو الرفس أو الحرق أو الحبس أو الربط ) , أو أي أعمال أخرى غير مباشرة من الممكن أن تتسبب في حدوث أذى للطفل .
أنواع الاعتداءالجسدي :
يعتبر اعتداءً جسدياً كل عنف إذا تسبب فيأذىللطفل، ويشمل ذلك الضرب بأداة أو بقبضة اليدواللطم والحرق والصفع والتسميم والخنق والإغراق والرفسوالخض، وإن لم تسفر عن جروح أو كسور بدنية ظاهرة ، ويمكنتقسيمها حسب شدتها إلى:
1النوع القاتل: وهو فقدانالطفل لحياته نتيجة للشدة والقسوة في الإساءةللطفل .
2 - النوع الخطر: وهو ما ينتج عنه إصابة خطيرةمثل الكسور، إصابات الرأس، الإصابات الداخلية، الحروقالشديدة، ابتلاع واستنشاق مواد سامة أو كحولية أو موادخطرة .3 - النوع الأقل أثراً: وهو ما يكون له آثارعلى الجسم مثل التجمعات الدموية حول العينين، الأنف، الفم،أو أي مكان آخر بالجسم . 4 - النوع غير الظاهر: وهوما يؤدي إلى تأثيرات غير ظاهرة للعيان مثل كسور القفصالصدري، هز المواليد والنزيف الداخلي للدماغ، النزيفالداخلي في البطن . ( الصبي , 2007 , 2 )
العوامل المساعدة علىممارسة العنف الجسدي :
الاعتداء الجسدي مشكلةمتفشية في مختلف أنحاء العالم، تحدث لدى جميع الأسر علىمختلف انتماءاتها العرقية وأوساطها الاجتماعية، وتؤثر علىجميع الأطفال بغض النظر عن جنسهم أو عمرهم، وهناك عواملتزيد من حدوث هذه المشكلةمنها1 - الأسرة الفاقدةلأحد الوالدين . 2 - تدني مستوىالمعيشة . 3 - الأطفال ذوي المشاكل الصحية أو بطيئيالنمو . 4 - الأطفال غير المرغوبين . 5 - الأطفالكثيري الحركة . 6 - الأطفال ذويالإعاقة . 7 - الأطفال ذوي الفشلالدراسي . ( المرجع السابق ,2007 , 3 )
المؤشرات الجسدية :
إن هذه المؤشرات الجسدية تظهر بوضوح على الطفل المساء إليه ، لكنها تختلف الأعراض الظاهرة للاعتداء حسب قوتهومكان حدوثه وفي نفس الوقت لا يوجد تفسير منطقي لهذه العلامات ، ومحاولة الوالدين إنكار ما حدث مع أطفالهم بجملة واحدة " الأطفال دائما يقعون " . ( الصايغ 2001 , ص 3 – 4 )
مظاهر العنف الجسدي , وتتمثل في عدة أشكال كالتالي :
أولاً : آثار ضرب وكدمات لا مبرر لها , وذلك :
1 – في مناطق مختلفة من جسم الطفل كالوجه , أو الشفتين , أو في المنطقة الواقعة من الصدر للبطن , أو الظهر , أو المؤخرة , أو الفخذ .
2 – علامات لعضات بشرية على منطقة أو أكثر من جسم الطفل .
3 – الآثار الموجودة على جسم الطفل للأداة المستخدمة في إيقاع الأذى عليه , مثل : آثار سلك كهربائي , أو آثار الحزام , أو العقال .
4 – تغيرات في شكل الجلد أو لونه في بعض مناطق جسم الطفل .
ثانياً : الحروق التي لا مبرر لها , ومن ذلك :
1 – آثار حروق بالسجائر , على مناطق مختلفة من جسم الطفل وخاصة قاع القدم , أو الكف , أو الظهر , أو المؤخرة .
2 – آثار للحروق بأداة كهربائية أو مكواة أو ما شابهها على جسم الطفل .
3 – آثار لحروق من الربط بالحبل على اليدين أو الرجلين أو الرقبة أو على الجزء العلوي من جسم الطفل .
ثالثاً : الكسور في العظام التي لا مبرر لها , وذلك :
1- الكسور في عظام رأس الطفل أو أنفه أو أذنه ( كأن تتشوه الأذن نتيجة كثرة الضرب عليها ) أو في عظام الوجه .
2 – الكسور بمستوياتها المتعددة المتماثلة للشفاء في جسم الطفل .
3 – تعدد الكسور في عظام جسم الطفل .
رابعاً : الجروح التي لا مبرر لها , وذلك :
1 – في منطقة الفم أو الشفتين أو اللثة أو العنين أو الأذن .
2 – الجروح في أعضاء الطفل الخارجية .
خامساً – فقدان الشعر التي لا مبرر لها , وذلك كالتالي :
1 – نتيجة لنزيف داخلي للطفل يقع بين الجلد والعظم .
2 – احتمالية شد شعر الطفل من قبل الآخرين .
3 – نتيجة الإصابات المختلفة في رأس الطفل .
خامساً : آثار لإصابات قديمة , وذلك كالتالي :
1 – مظاهر غير عادية في عظم رأس الطفل , أو أنفه , أو أذنه , أو اليدين ( كأن يكون بها التواء ) .
2 آثار لعدم اخذ الطفل للعلاج اللازم .
3 – آثار في فك الطفل , أو آلام مختلفة , أو تورم في إحدى مناطق جسم الطفل . ( آل سعود , 2005 , ص 161 ,162 )
المؤشرات السلوكية .. أو أعراض العنف الجسدي سلوكياً :
تختلف المؤشرات السلوكية الناتجةعن الاعتداء الجسدي من طفل لآخر حسب عمر الطفل وتأثيرالاعتداء عليه، ومن الضروري الانتباه لهذه المؤشرات وعدمتجاهلها أو اعتبارها سطحية أو عابرة، خصوصا إذا تزامن عددمنها معاً، ومن هذه العلامات :
1 -الخوف من المواقف بطريقة متطرفة (الخوف من الصوت المرتفع).
2 - التغير المفاجئ في السلوك (المزاجية تجاه المواقف ، تارة يشعر بالسعادة وتارة يشعر بالاكتئاب ).
3 - التغيب عن المدرسة.
4 - عدم الرغبة في العودة إلى المنزل (إما لأنهم يبقون وحدهم /أو لأنهم يتعرضون للإساءة).
5 - الملابس غير المتناسبة مع الجو (الملابس الثقيلة في الجو الحار لتغطية الكدمات)
6 - عدم الاستمتاع باللعب وعدم الثقة بالنفس .
7 - لابد دوما من التفكير بطبيعة الكدمة ، مكانها ، شدتها، تطابقها مع القصة المروية ، الانتباه لكدمات أخرى ..
8 - إطاعة الطفل للأوامر والطلبات اقل من المعدل المتوسط .
9 - تظهر على الطفل علامات التفاعل السلبي .
10 - يبدو غير سعيد .
11 - علامات الغضب والعزلة والتخريب .
12 - يسيء جسميا للآخرين .
13 - يجد صعوبة في إنشاء علاقات مع الآخرين.
14 - يجد صعوبة عالية عند الانفصال عن الأهل أو تكون معدومة الوجود.
15 - متطلب دائما ويبحث عن الانتباه .
16 - تظهر عليه علامات التأخير في النطق العام .
17 - لا يذكر كيف حصلت الرضوض .
18 - يشتبه بالكبار ويتحفظ .
19 - ممكن أن يرتجف عند ملامسته .
20 - عدواني جدا أو منعزل جدا .
21 - يحاول دائما إرضاء الآخرين .
22 - مفهوم الذات سلبي .
23 - يجد صعوبة في الاعتماد على الآخرين ، والثقة فيهم ومحبتهم .
24 - الشعور بالذنب (يقول بعض الأطفال أنا استحق ذلك).
25- يرتدي ملابس طويلة الأكمام في غير وقتهاأو ذات عنق طويل مسدود رغم دفء الجو لإخفاء آثار الجروح أوالخدوش.
26 - يكره أو يخشى العودة إلى المنزل
27 - أما هز الطفل بعنف وبشدة ونتيجة لخطورته فتظهر له أعراض منها:
- الحرارة - التقيؤ - الغيبوبة - تأخر في النمو - كسر لأضلاع الجسد. - ضعف النظر أو العمى - ضعف السمع أو الصمم - مشاكل سلوكية
أما عوامل الخطر .. فهي :
ليونة دماغ الطفل- الرأس كبير وثقيل - عظام الرقبة ضعيفة. ( الصايغ 2001 , ص 3 )
تأثير الاعتداء الجسدي علىالطفل:
1 -التأثيراتالجسدية والصحية:
-فقدان الطفل لحياتهنتيجة للشدة والقسوة . -هز المواليد والنزيفالداخلي للدماغ قد يؤدي للتخلف الفكريوالإعاقة . -الكسور والجروح والحروقالظاهرة . -التسمم: ابتلاع واستنشاق مواد سامة أوكحولية أو مواد خطرة .
2 -التأثيرات العاطفيةوالسلوكية :
-التخلفالدراسي . -صعوبة السيطرة على الذات وبناءالشخصية .
-صعوبة في تكوين العلاقاتالاجتماعية .
-ظهور الاضطرابات العاطفية، الكآبةوالإحباط .
-نقص الثقة في النفسوالإحباط .
-نشاط مفرط أو قلقزائد.
-السلوك العدواني، الغضبوالعدوانية .
-الخوف والذل والعجز عن التعبيروالإفصاح عن مشاعرهم .
-تعاطي الكحول أوالمخدرات .
-حين يكبر هذا الطفل، تزيد احتماليةاعتدائه الجسدي على أطفاله .
3 - التأثيراتالاجتماعية :
-ضعف مهاراته الاجتماعية ، عجزالطفل عن إنشاء صداقات مع أقرانه . -ضعف مهاراتهالمعرفية، التخلف الدراسي . -ضعف مهاراتهاللغوية . -تدهور ثقته في الآخرين أو خنوعه المفرطللشخصيات التي تمثل سلطة لديه . -ميله لحل مشاكلهمع الآخرين بالعنف والعدوانية . -علاقاته مع أسرتهمن جهة ومع المجتمع . -التشرد والإجراموالبطالة . ( الصبي , 2007 , 4 و 5 )
* ثانياً : عنف الإهمال :
إهمال الأطفال : Child Neglect
"يتسم الإهمال الجسدي والانفعالي بالفشل في تحقيق حاجات الطفل الجسمية والتعليمية " ( وولف . 2005 ,ص36 )
وهو نمط سلوكي يتصف بإخفاق المسيء، تقديم احتياجات الطفل الجسدية والعاطفية مثل الطعام، المأوى، الملبس، والرعاية،و هو الفشل في توفيرالرعاية المناسبة لعمر الطفل، والإهمال بخلاف الاعتداءالجسدي والجنسي يتسم بصفة الاستمرارية، ويتمثل في نمط غير مناسب من الرعاية والتربية وتسهل ملاحظته من قبل الأشخاصالقريبين من الطفل، ولابد إن نفرق بان إهمال الطفلوالإساءة للطفل يختلفان مع إن نتائجهما متشابـهة ،فالاثنان يؤديان للأذى الجسدي والعاطفي وحتى الموت، ولكنالإهمال هو ما لا يفعله الأهل أو القائمون على رعاية الطفلعوضا عما يفعلونه ، والإهمال قد يحدث في أي مكان للأطفالفي أي عمر وفي أي مجتمع وفي أي خلفية اجتماعية أو اقتصادية . ( الحديدي , جهشان2001 , 4 ) ويختلف التركيز على جوانب عنف الإهمال من حقل لآخر ووفقاً لحقل التخصص , فالطبيب الشرعي يركز على الإصابات الفيزيقية ( الجسدية ) للطفل , والأخصائي الاجتماعي يركز على الآثار العاطفية التي تصيب الضحية , بينما يركز القاضي على التعريف القانوني لسلوك التعدي , في حين يأخذ علماء الاجتماع منحى عاماً بأن سوء المعاملة يشمل : " أي شيء يحول دون النمو الكامل للطفل " . ( البداينة , 2002 , 186 )
ويرى الكثير من الدارسين أن مفهوم الإهمال neglect يتم تحديده بناء على الثقافة السائدة ، والعوامل الاقتصادية والسياسية ، والقيم الاجتماعية والأخلاقية ، وطبيعة المجتمع المحلي الذي يحدث فيه .
وتعرف ساراجا Saraga الإهمال بأنه الإهمال الدائم أو المنقطع للطفل ،أو القصور في حمايته من أي نوع من أنواع الخطر الذي قد يتعرض له ، بالإضافة إلى تعرضه للبرد أو للجوع ، أو القصور في توفير الرعاية اللازمة له ، والخاصة بصحة الطفل أو نموه (59 1993:،Saraga) .
ويقصد بمفهوم إهمال الطفل في هذه الدراسة عدم إشباع الوالدين أو الآخرين المحيطين بالطفل لحاجاته الأساسية ، وإشرافهما غير الكامل عليه ، مما يؤدي إلى إصابة الطفل بالضرر أو الأذى، نتيجة لتصرفات الوالدين أو المحيطين به سواء كانت هذه التصرفات متعمدة أو غير متعمدة .
أسباب حدوثالإهمــال:
-الضغوط الاقتصادية: البطالة،الفقر . -الضغوط والأزمات النفسية . -التفككالأسري والطلاق . -استخدام الكحولوالمخدرات . -الجهل وعدمالمبالاة .- أشكالالإهمال :
-الإهمالالعاطفي:
وهو عدم إشباع حاجات الطفل العاطفيةالضرورية مثل الحاجة للحب والتقدير وتعريض الطفل للمواقفالعاطفية السلبية، مثل السماح للطفل بمشاهدة المشاداتوالمشاجرات والخلافات بين الوالدين وتشجيع الطفل علىارتكاب السلوك الجانح.
-الإهمال الطبي:
وهو عدمتوفير الرعاية الطبية اللازمة للطفل مثل العرض على طبيب أوعدم توفير العلاج والدواء والتطعيمات اللازمة للطفل.
-الإهمال الجسدي:
ويشمل رفض الاهتمام بالرعاية الصحية أو إرجائها , والإبعاد أو الطرد من المنزل , أو رفض السماح للطفل بالعودة إليه وعدم كفاية الإشراف عليه .
-الإهمال التعليميالتربوي:
ويشمل أفعالاً من قبيل السماح بالتغيب المزمن عن المدرسة ، وفشل الطفل في الانتظام في المدرسة أثناء المرحلة الإلزامية من التعليم , والفشل في الاستجابة للحاجات التعليمية الخاصة , وعدم المتابعة المستمرة لأوضاعه الدراسية، وعدمإيصاله من وإلى المدرسة.
-الإهمال الفكري:
وهو الإخفاقفي تشجيع الطفل على المبادرات المفيدة والخبرات الجديدةوالمسؤوليات الفردية والاجتماعية والتدريب على الاستقلاليةالمناسبة، أو سلب حقوقه وممتلكاته الفكرية . ( وولف . 2005 ,ص37 )
مؤشرات الاعتداء بالإهمال علىالطفل:
إن تجربة كل طفل من الاعتداء فريدة، فليسكل الأطفال ينفعلون ويتأثرون بنفس الطريقة لاعتداءاتمتشابهة وذلك يعتمد على عوامل كثيرة بعضها تركز على نوعيةالاعتداء وشدته، عمر الطفل، نوعية العلاقة وقربها،وغيرها.
المؤشراتالظاهرة:-القذارة وعدم نظافةالبشرة . -انبعاث رائحة كريهة منالطفل . -الشعر الوسخ أو غير الممشط الملابس الضيقةجدا أو الواسعة جدا أو القذرة -عدم مناسبة الملابس التي يرتديها الطفل للجو أو المكان -تركالطفل وحيدا بدون مراقبة لفترات طويلة من الوقت - ويتعينملاحظة أن هذه الحالة هي من أهم أسباب موت الأطفال وأكثرهاشيوعا ومن ثم لا ينبغي التقليل من شأنها أبدا. ( الصايغ 2001 , ص 3 – 4 )
مظاهر الإهمال وتتمثل في :
1 – آثار إصابة الطفل بالجوع , أو أن يكون مظهره غير ملائم , أو ملابسه غير منظمة , أو متسخة , أو فقدان غير طبيعي لوزنه , أو إصابته بالجفاف .
2 -مؤشرات سوء التغذية - الضعفوالإحساس بالإعياء بسهولة . 3 -انتفاخ أسفل العين. 4 -الهرش والحك والطفح الجلديالمزمن . 5 -كثرة الإصابة بالإسهال . 7 -الجروحوالتشققات والتمزقات الملتهبة . 9 -الأمراض غيرالمعالجة. 10 - عدم استجابة الوالدين لشكوى الطفل منالآلام أو المرض .
11 – كثرة أو عدم كفاية الأدوية اللازمة للطفل .
( آل سعود , 2005 , ص ,162 ) المؤشراتالسلوكية التي قد تدّل على تعرض الطفل للإهمال - الرضعوصغار الأطفال:-الفتور. -ضعفالاستجابة لمداعبات الكبار. -قلة الابتسام أوالبكاء أو الضحك أو اللعب أو التفاعل معالآخرين . -الافتقار إلى الفضول وحبالاستطلاع . -التصرفات العصبية كهز الرجلين وضربالرأس وشد الشعر ومص الإصبع أو الإبهام .-سرعةالهيجان والهدوء . -عدم اللجوء للوالدين للمساعدةأو التهدئة . -دخول المستشفى لتدهور الصحة ثمالنكوص حال العودة إلى المنزل . -الإفراط في الحركةأو قلة الحركة بدون سبب واضح .المؤشرات السلوكية التي قد تدّل على تعرض الطفل للإهمال - الأطفال في المدرسة: -التغيب أوالتأخر المتكرر عن المدرسة . -المجيء للمدرسة باكراًوعدم الرغبة في العودة إلى المنزل . -البكاء لأقلسبب أو إصابة . -النوم في الصف . -يبدوحالما وغارقا في عالم الخيال .
-إثارة المتاعب فيالمدرسة : -القسوة في التعامل مع الأقران فيالصف . -الكذب، السرقة .-الكسر والتخريبفي المدرسة . -الامتناع عن حل الواجبات المدرسيةورفض المحاولة . -تمزيق ورقة الواجب بعد حله .-تمزيق الكتب أو الواجبات أو كراسات التمارين أوالألعاب . -الافتقار إلى الثقة بالنفس أو احترامالنفس . -السلوك الانسحابي أو النشاط المفرط أوالخمول .تأثير الإهمال علىالطفل : 1 - التأثيراتالجسمية : -الإصابات الجسدية الدائمةوالخطرة .
-الوفاة .
2 - التأثيراتالسلوكية :
-عدم الإحساس بالأمان .
-الانطواء لفقدان الدفء .
-الخجل الشديد .
-صعوبة في تكوين صداقات .
-عدم القدرةعلى التفاعل الاجتماعي مع الكبار .
-الاهتمامبالغرباء ولفت الانتباه .
-التصرفات المتطرفةكالعدوانية، الفوضوية، التخريب .
3 - التأثيراتالنفسية:
-تأخير النطق والاستيعاباللفظي .
-تأخر تطور الذكاء .
-تدني التحصيلالدراسي .
-إيذاء الذات . -استخدام الكحولوالمخدرات .
-الانتحار . ( الصبي , 2007 , 4 و 5 )
* ثالثاً : العنف العاطفي :
اختلفت التسميات حول مفهوم هذا النوع من العنف , فعناك من يطلق عليه العنف العاطفي أو العنف النفسي أو إساءة المعاملة النفسية أو إساءة المعاملة العاطفية , وسنطلق عليه المسمى الأول في هذا البحث .
يمكن تعريف الاعتداء العاطفي بأنه المضايقة اللفظية المستمرة والمعتادة من قبل والدي الطفل أو المحيطين به عليه , وذلك عن طريق التقليل من قدره , أو نقده أو تهديده , أو السخرية منه , وكذلك التقلب في مشاعر الحب تجاهه , من خلال استخدام وسائل لفظية أو غير لفظية كالنبذ مثلاً أو تخويفه , أو إزعاجه , أو احتقاره , أو إغاظته , أو مضايقته . ( آل سعود , 2005 , 66 )
ويعرف أيضاً بأنه : أي فعل يصدر عن الآباء أو مقدمي الرعاية للطفل يتضمن نبذه أو حبسه أو عزله أو تخويفه أو تجاهله أو حثه على الفساد, ومن أمثلة السلوكيات الدالة على الإساءة الانفعالية الحبس, الإساءة اللفظية, تعريض الطفل للعدوان الأسري و السماح للطفل الاشتراك في أعمال غير لائقة مثل تعاطي المخدرات وغير ذلك من الأ نشطة الإجرامية, إضافة إلى حرمان الطفل من الرعاية النفسية المناسبة» وتتضمن الإساءة الانفعالية كذلك العديد من الأفعال غير المقصودة التي ينتج أو يحتمل أن ينتج عنها أذى أو تضرر نفسي بشرط أن يكون لهذه الأفعال سواء كانت مقصودة أو غير مقصودة طابع الدوام والتكرار ( انجلش , 1998 , 4 )
والاعتداء العاطفي يتجاوز مجرد التطاول اللفظي ويعتبر هجوما كاسحا على النمو العاطفي والاجتماعي للطفل وهو تهديد خطر للصحة النفسية للشخص. وهو يجئ في أشكال عديدة منها:
أشكال العنفالعاطفي أو النفسي على الطفل :
1 - العنف اللفظي : تحقير الطفل والحطّ من شأنه:
يعتبر من أشد أشكال العنف خطراً على سوية الحياة الأسرية لأنه يؤثر على الصحة النفسية لأفراد الأسرة , وبخاصة أن الألفاظ المستخدمة تسيء إلى شخصية الفرد ومفهومه عن ذاته ويتمثل العنف في الشتم والسباب , واستخدام الألفاظ النابية , وعبارات التهديد , وعبارات تحط من الكرامة الإنسانية ( الإهانة ) إلا أن العنف اللفظي لا يعاقب عليه القانون , لأن من الصعب قياسه , وتحديده وإثباته . ( أحمد , 2007 , 37 )
يؤدي هذا السلوك إلى رؤية الطفل لنفسه في الصورة المنحطّة التي ترسمها ألفاظ ذويه مما يحد من طاقة الطفل ويعطّل إحساسه الذاتي بإمكاناته وطاقاته. بإطلاق أسماء على الطفل مثل "غبي"، "أنت غلطه"، "أنت عالة" أو أي اسم آخر يؤثر في إحساسه بقيمته وثقته بنفسه خاصة وإذا كانت تلك الأسماء تطلق على الطفل بصورة مكررة.
2 - البرود:
يتعلم الأطفال كيف يتفاعلون مع العالم من حولهم من خلال تفاعلاتهم المبكرة مع والديهم. فإذا كان سلوك الوالدين مع أطفالهم مفعما بالدفء والمحبة، فإن هؤلاء الأطفال يكبرون وهم يرون العالم مكانا آمنا مليئا بفرص التعلم والاستكشاف. أما إذا كان سلوك الوالدين يتسم بالبرود فإنهم سيحرمون أطفالهم من العناصر الضرورية لتحقيق نموهم العاطفي والاجتماعي. والأطفال الذين يتعرضون للبرود بشكل دائم يكبرون ليرون العالم مكانا باردا مثيرا للسأم والأغلب أن معظم علاقاتهم المستقبلية لن تكون ناجحة. كما أنهم لن يشعروا أبدا بالثقة المحفزة للاستكشاف والتعلم.
مثال على ذلك هو عندما يرسم الطفل لوحة يشعر بالفخر بها ويأتي لوالديه بكل حماس لينظروا فيما يراه هو إنجازاً ولكنه يقابل بعدم اكتراث أو الصراخ في وجهه بأنه يضيع وقته في أمور غير ذات فائدة. عموما فان الطفل يشعر بالبرود من والديه إذا ما كانوا غير مباليين في التعبير عن مشاعرهم لإنجازات الطفل ونجاحاته.
3 - التدليل المفرط:
عندما يعلّم الوالدان أطفالهم الانخراط في سلوك غير اجتماعي، فإنهم يحرمونهم من عيش تجربة اجتماعية طبيعية في المستقبل. فالتدليل المفرط لا يساعد الطفل على تعلم واقع الحياة والظروف المحيطة به مما يؤدي لصعوبات في تحمل المسؤولية والتشاور مع الآخرين في الكبر.
يشمل التدليل المفرط عندما يقول أو يفعل الطفل خطأ يؤثر سلبا على شخصيته (خاصة عندما يكون هذا الخطأ مكرر وأصبح عادة للطفل) فتكون ردة فعل الوالدين سلبية ولا يحاولان تعديل سلوك الطفل لكي لا ينزعج ويعتقدون انه "سوف يصلح حاله عندما يكبر".
صحيح أنه يبدو أن الطفل سعيدا بهذا الوضع في الوهلة الأولى لأنه حر بان يفعل ما يريد ولا يرى من يحاسبه أو يردعه، ولكن واقع الأمر ليس كذلك. فالطفل قد يفقد شعوره بالأمان لأنه ترك لوحده أن يقرر من دون أن يشعر بأنه يوجد من يساعده في اتخاذ القرار الصحيح إذا ما اخطأ أو احتاج إلى مسانده. فشعور الطفل بعدم الأمان و التوتر قد يكون له تأثير سلبي على شخصيته خاصة وإذا كان المجتمع و الأفراد المحيطون به لا يقبلون أو يرفضون تصرفاته غير اللائقة.
مثال على التصرفات غير اللائقة و المرفوضة من المجتمع هي عندما يذهب الطفل إلى مجمع تجاري مثلا ويتصرف بطريقة تزعج الآخرين أو أن يلحق خرابا بالمجمع. هذا صحيح أيضا عندما تطلب الأم، من ولدها بأن يدخل البيت بعد لعبه بالخارج وبإصرار شارحة له أضرار كونه في الشارع إلى هذا الوقت، ولكن يصر الطفل على عدم الدخول و البقاء في الشارع فتتراجع الأم وتترك الطفل ليقرر هو متى يريد الدخول. فالطفل الذي يعلم أن أمه لا تتهاون معه عندما يكون الموضوع يتعلق بأمنه مثلا يشعر بالأمان أكثر من الطفل الذي تتسامح أمه معه وتتركه يقرر هو ما يرتبط بأمنه.
4 - القسوة:
وهي أشد من البرود ولكن نتائجها قد تكون مماثلة. فالأطفال بحاجة للشعور بالأمان والمحبة حتى ينطلقوا في استكشاف العالم من حولهم ويتعلموا تشكيل علاقات صحيحة. أما حين يتعرض الأطفال لمعاملة قاسية من ذويهم فإن العالم لا يعود له "معنى" بالنسبة إليهم وستتأثر كل مجالات التعلم بتجربتهم القاسية وسيتعطل نموهم العاطفي والاجتماعي والثقافي.
5 - التضارب:
إن أسس التعلم تكمن في التفاعلات الأولى بين الطفل وذويه. فعبر التفاعلات المنسجمة يشكّل كل منهما الآخر ويتعلم الطفل أن لأفعاله نتائج منسجمة ومتطابقة، وذلك هو الأساس الأول للتعلم. ومن هذه التجربة يتعلم الطفل أيضا أن يثق بأن حاجاته سوف تلبّى. ولكن عندما لا يكون المربي منسجما في استجابته للطفل وتصرفاته، فإن هذا الطفل لن يتعلم ما الذي يجب عليه توقعه من البداية مما سيؤثر على خبرات التعلم لديه طيلة حياته.
عندما يعلم الطفل ما هي ردة الفعل التي يتوقعها لكل فعل، صحيح كان أم خاطئ، فإن مهارات الطفل الحياتية سوف تتطور ويتعلم الطفل التفكير بطريقة منطقية. ولكن عندما لا يستطيع الطفل أن يتوقع نتائج أفعاله وردود الفعل عليها فعملية التعليم، وخاصة في المهارات الحياتية، تتأثر سلبا فضلاً عن أنها سوف تترك الطفل يعيش ضغطا معنويا لأنه لا يعلم ما هي عاقبة الأمور خاصة إذا ما أراد أن يبدأ تجربة جديدة.
6 - المضايقة والتهديد:
وذلك يشتمل على تهديد الطفل بعقوبات شديدة أو غير مفهومة تثير الفزع في نفس الطفل وخاصة إذا ما ترك الطفل ينتظر العقاب ولا يعلم متى وماذا سوف يحل به. قد تصل المضايقة إلى التهديد بتحقير الطفل أمام أصدقائه، كسر يده أو رجله، طرده من المنزل أو حتى قتل حيوان في البيت يحبه الطفل إذا لم يتمكن الطفل من إنجاز ما يطلب منه القائم بأمره.
إن آثار المضايقة و التهديد تشبه آثار التحقير وإن كانت تتضمن عنصر ضغط إضافي. والتهديد يفزع الطفل مما يؤدي إلى تشويه نفسيته وتعطيل قدرته على التعامل مع المواقف العصيبة أو الضغوط. فالخوف المستمر وانتظار الأسوأ يهدد إحساس الطفل بالأمان و الطمأنينة مما يولد لديه مشاكل نفسية كأن يصبح دائم التوتر، قليل التركيز ولكن الأمر لا يقتصر على الجانب النفسي فقط إذ قد تظهر عليه أعراض جسدية أيضا الضعف المستمر وعدم القدرة على مقاومة الأمراض. فالطفل الذي يعيش تحت طائلة المضايقة و التهديد المستمر لديه فرصة ضئيلة في النمو النفسي السليم و القدرة على إيجاد علاقات اجتماعية سليمة من دون مشاكل.
7 - الإهمال العاطفي:
الإهمال العاطفي هو عندما يكون الوالدان غير متواجدين نفسيا للطفل. وذلك بأن يكونوا منشغلين بأنفسهم , غافلين عن الطفل . أو أنهم يفشلون في التفاعل مع احتياجات الطفل العاطفية. و يكون الإهمال العاطفي عندما يحتاج الطفل إلى رعاية , و حنان , ويستطيع الوالدان إعطاؤه ولكنهم لا يريدون ذلك. إن إهمال الطفل عاطفيا قد ينتج عنه حرمان الطفل القدرة على الحصول على التفاعلات و العواطف الأساسية التي يحتاجها لكي ينمو نمواَ عاطفياَ وثقافيا واجتماعيا سليماَ.
8 - اختلال السيطرة:
يأخذ اختلال السيطرة ثلاثة أشكال، فهي إما مفقودة أو مفرطة أو غير متوازنة.
1 - فقدان السيطرة : إن فقدان السيطرة يعرض الطفل لخطر إيذاء نفسه ويحرمه التجربة والحكمة المتناقلة عبر خبرة الكبار.
2 - السيطرة المفرطة : تحرم الأطفال من فرص تأكيد الذات وتنميتها من جراء منعهم من استكشاف العالم المحيط بهم. مثالا على ذلك هو عندما لا تترك مساحة للطفل يمارس فيها مهارة اتخاذ القرار وجميع تحركاته تقرر من الكبار فيضطر إلى الاستئذان للقيام بأي عمل مهما كان صغيرا. إن إعطاء الطفل ثقافة ومعلومات كافية تمكنه من اتخاذ قرارات سليمة يساعد نموه العاطفي و الاجتماعي ويدربه على مهارة اتخاذ القرارات الصحيحة في الأمور الصغيرة والتي لها اثر كبير في كبره عندما يحتاج إلى اتخاذ قرارات اكبر.
3 - السيطرة غير المتوازنة : فهي تثير لدى الأطفال مشاعر القلق والاضطراب وقد تؤدي إلى عدد من المشاكل السلوكية فضلا عن إعاقتها النمو المعرفي للطفل. بصورة عامة، الأطفال لا يشعرون بالأمان والراحة عندما يتلقون تصرفات متناقضة من القائمين على أمر تربيتهم.
9 - العزل:
إن عزل الطفل أو فصله عن التجارب الاجتماعية الطبيعية يحرمه من تكوين الصداقات وقد يؤدي به إلى الاكتئاب. فعزل الطفل يضرّ بنموه المعرفي والعاطفي والاجتماعي بشكل كبير ويرافقه عادة أشكال أخرى من الاعتداء العاطفي وغالبا الاعتداء الجسدي.
10 - الرفض:
عندما يرفض أحد الأبوين الطفل، فإنه يشوّه صورته الذاتية ويشعره بعدم قيمته. والأطفال الذين يشعرون برفض ذويهم منذ البداية يعتمدون على تنمية أنماط سلوكية مضطربة لطمأنة النفس. والطفل الذي يتعرض للرفض في صغره، فأنه يمتلك فرصاً ضئيلة في أن يصبح طبيعياَ عندما يكبر.
11 - الإفساد:
وهو تشجيعالطفل أو إجباره على القيام بسلوك تدميري أو إرهابي أومخالف لأنظمة المجتمع، كالتسول والسرقة والبغاء، أو حثالطفل واستغلاله في تعاطي أو ترويج مواد ضارة أو قاتلةكالمخدرات والمنشطات والمسكرات والمواد السامة
المؤشرات السلوكيةللاعتداء العاطفي والنفسي على الطفل :
هذه بعضالسلوكيات التي قد تنم عن تعرض الطفل للإساءة العاطفية :
- اضطرابات في عادات الطفل كالهز والمصوالعض .
- اضطرابات سلوكية يعاني منه الطفل ( كأن يكون غير اجتماعي , أو
لديه رغبة في تحطيم النفس أو الآخرين )
- قلق الطفل ( كإصابته باضطراب في النوم , أو اضطراب في الحديث أو الكلام , أو الخوف من اللعب ) . - تعطيل طاقاتالإبداع و الابتكار لدى الطفل .
- عدم القدرة علىتحمل المسؤولية و الشعور بالضعف .
- ردود فعل نفسية مضطربة للطفل ( كإصابته بالهستيريا , أو قلق أو هواجس , أو فوبيا , أو وهم ) . ( آل سعود , 2005 , 164 )
تأثير الاعتداء العاطفي والنفسي على الطفل :
1 – التأثيرات الجسمية :
-تكرر الأمراض .
-ضعف عامفي البنية الجسدية .
-التلعثموالتوتر.
2- التأثيرات السلوكية :
- الترددواللا مبالاة .
- عدم الإحساس بالأمان .
-الانطواء لفقدان الدفء
-الخجل الشديد
-ضعف الثقة بالنفس والشعور بالذنب
-التبول اللا إرادي
-صعوبة فيتكوين صداقات
- عدم القدرة على التفاعل الاجتماعيمع الكبار
- الاهتمام بالغرباء ولفتالانتباه
- التصرفات المتطرفة كالعدوانية،الفوضوية، التخريب
3 – التأثيرات النفسية :
- اضطرابات نفسية وسلوكية وعاطفية
-تأخير النطق والاستيعاب اللفظي
- تأخر تطور الذكاء
-تدني التحصيلالدراسي
-إيذاء الذات
- استخدام الكحول والمخدرات
-الانتحار