المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تقرير عن مدارس ريجيو أميليا


الباحث / عباس سبتي
04-07-2012, 03:17 PM
تقرير عن مدارس ريجيو أميليا

بقلم الباحث التربوي / عباس سبتي

مقدمة :



كشفت وزيرة التربية بدولة الكويت قبل فترة عن نيتها تبني نموذج مدينة ريجيو إيميليا الإيطالية كأحد المشاريع التطويرية في وزارة التربية لمرحلة رياض الأطفال في الفترة المقبلة، و يهدف المشروع إلى ادخال بعض المقررات الدراسية مثل اللغة العربية واللغة الانجليزية واستخدام الحاسب الآلي ليتعلم الطفل بعض المهارات ، وسوف ينفتح المنهج على البيئة الخارجية كالجمعيات التعاونية والأسواق والمجمعات التجارية والحدائق العامة من أجل تنمية شخصية الطفل ، وهذا ما أكدته بعض الصحف المحلية في 10/2/2007 ، ومن جهة أخرى تشكلت لجنة لمتابعة تنفيذ مشروع تجربة مدارس (ريجيو اميليا) لتعزيز مدارس رياض الأطفال في الكويت برئاسة د.رضا الخياط ـ مدير عام المركز الوطني لتطوير التعليم ، وتشكل وفد تربوي لزيارة إيطاليا للإطلاع عن كثب لمدارس ريجيو اميليا برئاسة مدير المجلس الوطني لتطوير التعليم وحضور اجتماعات مدارس ريجيو اميليا في ابريل 2011

وبعد الإطلاع على بعض الدراسات والمقالات الأجنبية حول مدارس ريجيو اميليا أود طرح هذا المقال كي يستفيد المعنيون بتطوير مرحلة رياض الأطفال بدولة الكويت :

نادت إحدى المجلات العلمية الأسبوعية بلندن في 1991 أن أفضل روضة في العالم الروضة التي تطبق منهج ريجيو اميليا ، الذي أدخل في تعليم الطفولة المبكرة وقد لقي هذا المنهج ترحيباً كبيراً لدى التربويين والباحثين ومن يهتم بمرحلة رياض الأطفال

قدمت المنظمة الوطنية لتعليم الأطفال رؤية وتصوراً لتحسين سلوكيات الأطفال من خلال دليل يحتوي على منهج ريجيو اميليا ، هذا وقد طبق هذا المنهج في بعض دول العالم منها الولايات المتحدة وانجلترا ونيوزيلاند واستراليا

اخترع لويس مالجيوزي Loris Malaguzzi (1920-1994) منهج ريجيو اميليا في مدينة ريجيو اميليا التي تقع شمالي ايطاليا ، واقترح هذا المنهج من أجل رعاية الطفل وصياغة برامج التعليم التي تعنى بأطفال دون السن السادسة من العمر

يهدف هذا المنهج غرس النضج العقلي والخيال وحب الاستطلاع والرغبة في التواصل مع الآخرين وحسن التصرف في المواقف في نفوس الأطفال، وينظر هذا المنهج إلى الطفل باعتباره متعلم ومؤهل فهو محور هذا المنهج ، وأهداف المنهج متسلسلة لا يتحقق هدف إلا بعد هدف قبله وهكذا ، والمعلمات تراعي ميول ورغبات الأطفال وإن أدى ذلك إلى أن تتخلى عن حصة القراءة أو الكتابة كي تلبي رغباتهم ، ولعل تحقيق رغباتهم تهيؤهم لتعليم القراءة والكتابة لاحقاً ، ويؤكد هذا المنهج أن تعليم الأطفال يتم من خلال التفاعل مع الآخرين وأولياء أمورهم والهيئة الإدارية في مرحلة رياض الأطفال ضمن بيئة اجتماعية تركز على الصداقة وتبادل المشاعر

مبادي منهج ريجيو اميليا :

يتضمن هذا المنهج الملائم للطفولة المبكرة عدة مبادئ :

دور البيئة كمكان تعليم :

في مدارس ريجيو اميليا يهتم التربيون بجعل البيئة المدرسية ومحيط الروضة مكان تعليم الأطفال ، وهي مثل الفصول الدراسية لكن الأطفال يتحركون إليها ، بمعنى أن تكون هذه البيئة عبارة عن معلمة ثالثة إلى جانب المعلمتين لكل فصل دراسي في الروضة ، وفي هذه البيئة يتعلم الأطفال معنى جمال الطبيعة الذي يجعل الأطفال يحافظون على مرافقها ، ويعرفون ما يدور في البيئة وأنه ليس هناك فارق وحاجز بين هذه البيئة والروضة

ويأتي دور المعلمة في تنظيم مرافق البيئة التعليمية وأركانها كي تحفز الأطفال على اكتساب مهارة الاكتشاف وحب الاستطلاع وحل المشكلات من خلال التعاون والمناظرة والمحادثة الممزوجة بالمرح واللعب ضمن المجموعات الصغيرة ، ويتعلم الأطفال بعض المهن التي توجد في البيئة مثل الإنبات والزراعة والاقتناء بخامات البيئة البحرية أو الزراعية مع ممارسة الأطفال الرسم والتلوين لمعرفة ما يوجد في البيئة تحت رعاية المعلمة للتأكيد أنهم ينتمون إلى بيئتهم وتوجد في هذه البيئة التعليمية أماكن اللعب المفعمة بالحركة والمرح وتهدف إلى تعليم الأطفال كيفية التعاون والتفاعل مع بقية أطفال الفصول الأخرى في الروضة

اللغة الرمزية لدى الأطفال :

استخدام الفنون وأشكالها كلغة رمزية من خلال تعبير الأطفال عما ينجزونه من أنشطة ومشاريع ، وكما نادى " هوارد Howard " بتطبيق أسلوب الذكاء المتعدد ، فأن منهج ريجيو اميليا يدعو إلى دمج الرسوم ( الفنون التصويرية ) لتكون أدوات لتطوير الجوانب الاجتماعية واللغوية والإدركية لدى الأطفال ، ويتعلم الأطفال من أشكال الفنون : الموسيقا والدراما والمسرح والتمثيل وفن تحريك الدمى وخيال الظل

التوثيق وملف الانجاز :

لكل طفل ملف يحتوي على ما تم جمعه من خامات ومقتنيات التي يمكن وضعها في الملف إلى جانب ما قام به الطفل من أنشطة وغيرها من أساليب التعلم ، وأيضا ما تكتبه المعلمة من ملاحظات تبين تقدم الطفل وما يحتاجه من دعم وتشجيع أو تقوية في بعض المهارات

المشاريع طويلة الأمد :

توجد فترات محددة لتعلم الطفل كيفية انجاز مشروعه خلال الفصل الدراسي ، وهناك مشروع ينجز خلال أسبوع واحد ومشروع ينجز خلال شهر أو أكثر وهكذا ، ويشترط في المشروع أن يلبي رغبات الطفل وأن يضيف الطفل شيئاً جديداً أن أمكن ، وتساعد المعلمة الأطفال في اتخاذ القرار وإبداء الرأي أو التعبير عن مشاريعهم سواء تكون مشاريع فردية أو مشاريع جماعية

المعلمة كباحثة :

ليس دور المعلمة في مدارس ريجيو اميليا سهلاً بل معقد ومتشابك ، فالمعلمة تعمل كباحث وتكون أحد الأطفال في المجموعة وتنقل خبراتها وتجاربها إلى أفراد المجموعة ، ويأتي دور مديرة الروضة والموجهة الفنية في تقييم عمل الأطفال ضمن هذه المجموعات في الفصل ، ويقيمان عمل معلمة الفصل من خلال أنشطة الأطفال ومدى استيعابهم لما يقومون به ومدى إثارة المعلمة تفكيرهم ومدى استخدامها أساليب متعددة في التعليم والتعلم ،

علاقات الروضة بالبيت :

في مدرسة ريجيو اميليا يعمل الأطفال والمعلمات وأولياء الأمور والعاملون مع بعض بعضهم من أجل بناء جماعة رأي عام بين الأطفال والكبار ، ويتم ذلك من خلال التواصل والتفاعل مع عالم الطفولة كي يعرف الأطفال ما يدور في محيطهم الاجتماعي ( الروضة والمنزل والمجتمع والحي ..)

برامج هذه المدرسة تهتم بالأسرة وتدعو رسالة ريجيو اميليا إلى تنمية العلاقات خاصة علاقات الأطفال بغيرهم من الأطفال ومع أفراد الأسرة والمعلمات والمجتمع

في الختام :

مدرسة ريجيو اميليا ليست مثل نموذج والدورف Waldorf أو مونتسون Montesson اللذان يركزان على ما تحمله المعلمة من مؤهلات علمية ، كي تعمل في مرحلة رياض الأطفال لكن نموذج ريجيو اميليا يؤكد على ما عند المعلمة من تجارب وخبرات عن عالم الطفولة وكيفية التفاعل مع الوالدين في تربية الطفل ، لذا مع للنموذجين من جوانب قوة إلا أن نموذج ريجيو اميليا لا يعتمد عليهما ، إن ما يجعل مدرسة ريجيو اميليا تقف على أقدامها بفخر واعتزاز هو التأكيد على اكتساب الأطفال مهارة التفكير الناقد وتنمية العمل الجماعي



الكويت 7/4/2012

شادية شاهين
12-26-2013, 04:15 AM
مشكور استاذ عباس علي البحث الرائع
موفق ان شاء الله