المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هواة جمع المناصب - رئيساً لمجلس الإدارة، أو عضواً منتدباً أو عضو مجلس


الصحفي الطائر
07-01-2011, 09:04 AM
هواة جمع المناصب


مثلما هنالك هواة لجمع الطوابع ، وهواة لجمع الأنتيكات والتحف .. فهنالك فيما يبدو هواة أيضا لجمع المناصب .. هؤلاء الذين لا يتورعون عن ترشيح أنفسهم لترؤس أو عضوية أي لجنة أو مجلس إدارة يجدونه في طريقهم ، ولا يمانعون من أن يُرشحهم الآخرون ، حتى ولو كانوا منشغلين بعشرين جمعية أو عشرين هيئة .. هوايتهم جمع أكبر قدر من المناصب ، بقطع النظر عن الكيفية التي سيديرون بها هذا العدد الكبير من المشاركات .
فيما مضى كنتُ أفتش عن السبب في وجود مئات الجمعيات واللجان والهيئات في طول البلاد وعرضها ، لكنها وباستثناءات تعد على أصابع اليدين .. لا تقدم أي شيء للمجتمع ، لماذا ؟
توهمتُ في البداية ، أو هكذا أوهمنا مسؤولوها أن العلة تكمن في التمويل ، وهو ما يتذرع به هؤلاء عادةً كمبرر لغيابها .. لكنني وبعد أن قرأت السيرة الذاتية لأحد القائمين على هذه الجمعيات العاطلة فعلًا ، الحاضرة اسما وإعلاما ، واكتشفت أنه (بمفرده) يرأس ثلاث جمعيات ، ويشترك في عضوية سبع أخريات ، عدا تلك العضويات المماثلة التي ترد تحت بند (سابقا) ، وكأنه لا أحد يستطيع أن يقوم مقامه .. أدركت أن السر يكمن هنا .. لا في التمويل كما يدّعون.
بعضهم يحتاج لأن يستخدم سطرين أو أكثر لتوصيف وظائفه التي يرصفها قبل اسمه الكريم ، وكأن الأمر يتصل بشيء من المباهاة لا أكثر.
وهنا أريد أن أتساءل : بالله عليكم كيف سيتوفر لهذه الجمعيات أن تجد مناخاً للمنافسة فيما بينها .. طالما أن هنالك من يحتكرها باسمه إما رئيساً لمجلس الإدارة، أو عضواً منتدباً أو عضو مجلس ؟ ثم هل يستطيع هؤلاء أن ينافسوا أنفسهم ؟
أفهم كثيراً أن تتعدد الرئاسة الشرفية لبعض الأسماء الاعتبارية المهمة .. من باب الدعم المعنوي والأدبي ، لكنني أعجز عن أن أفهم تعدد المناصب التنفيذية في جمعيات خدمية لرجل واحد ، نعرف كلنا أنه ما امتاز على وجه هذه الأرض رجل على غيره بقلبين في جوفه ؟
الراكضون خلف جمع المناصب كثر ، وهؤلاء لو كان لهم من العبقرية ما يسمح لهم بإدارة بعض ما يترأسونه بكفاءة .. فإنهم أمام هذا التعدد المبالغ فيه .. لن يجدوا ما يكفي من الوقت ، وهم من أكثر الناس عناية بالبريستيج والإعلام والحفلات ، ما يستهلك الوقت ، فكيف سنرجو منهم ما نرجوه؟!
البلد مليء بالطاقات من الشباب المؤهل ، فقط يريدون الفرصة لخدمة مجتمعاتهم ، وطرح الثقة فيهم ، امنحوهم الفرصة ، وأوصدوا الأبواب أمام هواة جمع المناصب ، والمتقاعدين الذين يستدرون عطف الآخرين بتفكيك مفردة التقاعد إلى (الموت قاعدا) ، وما في حكمها .. على سبيل الاستعطاف .. فيخرجون من الباب ليعودوا من النافذة .. في عملية سطو على زمانهم وزمان غيرهم .. ثقوا بالشباب .. وثقوا بوعيهم .. إن كنتم تريدون لهذه الجمعيات الخدمية أن تسهم في صناعة المستقبل..

عبدالله عبدالرحمن
07-17-2011, 04:25 AM
والله انك صادق