المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بين ضرورة تصحيح الجنس وتحريم تغييره


الصحفي الطائر
06-23-2011, 01:58 PM
بين ضرورة تصحيح الجنس وتحريم تغييره

خاص
‏مايو 23, 2010 - 3:57مساء —‏ حنين موصلي (http://www.arabiyat.com/)

يعتبر تغيير الجنس من القضايا الشائكة التي لازالت المجتمعات تتحفظ على فكرة تقبلها حتى في الأحوال المجازة شرعاً، وفي محاولة للتعرف على الفارق بين فقدان الهوية الجنسية واختلاط الجنس "عربيات" استضافت الأستاذ الدكتور ياسر صالح جمال، أستاذ واستشاري جراحة الأطفال والتجميل بكلية الطب والمستشفى الجامعي، ورئيس وحدة جراحة الأطفال بالمستشفى الجامعي، ومدير مركز تحديد وتصحيح الجنس. الذي يتعرض من خلال الحوار إلى عدد من القضايا الشائكة.

في البداية نود أن نتعرف على ردود أفعال المجتمع على فكرة وجود مركز متخصص لتصحيح الجنس
أنشيء مركز تحديد وتصحيح الجنس في سبتمبر 2006م بعد خبرة عمرها 25 عامـاً في إجراء عمليات تصحيح الجنس، ولكن تتويجاً لهذه الخبرة المكتسبة في مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز فقد أعلن معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور أسامة صادق طيب عن إنشاء مركز تحديد وتصحيح الجنس بالجامعة في مؤتمر صحفي في 4 سبتمبر 2006م. ولم يواجه المركز أي معارضة أو تحفظ لأن ما نقوم به من عمليات تصحيح الجنس جائزة شرعا وطبقا لأحكام الشريعة الإسلامية ولا يوجد اختلاف في جوازها وتجرى في مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة لمدة 25 عاما قبل الإعلان عن إنشاء المركز.

تصحيح الجنس يعني تصحيح الخطأ إلى الوضع الصواب وليس تغييره

ما هو الفارق بين عمليات تصحيح الجنس وتغيير الجنس؟
هناك فارق كبير فعمليات تصحيح الجنس هي عمليات مباحة شرعاً جيث تكون الحالة عبارة عن شخص لديه خلل في الجهاز التناسلي أو البنية الجسدية بحيث يبدو أنثى وهو في الحقيقة ذكر وفي هذه الحالة يتم إجراء الجراحة التصحيحية إلى الجنس الحقيقي وهو الذكورة والعكس قد يكون الشخص أنثى ولديها خلل في الجهاز التناسلي ويبدو وكأنها ذكر ويتم إجراء الجراحة التصحيحية إلى الجنس الحقيقي وهو الأنثى، وهنا يتضح أن عمليات تصحيح الجنس هي تصحيح من الوضع الخطأ إلى الوضع الصحيح، وهي جائزة كما ذكرت وبإجماع شرعي من المجامع الفقهية. ودعيني هنا في هذا المقام أوضح الفرق المبهم بالنسبة لكثير من الناس بين عمليات التصحيح والتغيير.. وقد كنت أول من أصل مصطلح تصحيح الجنس لمرضى اختلاط تحديد الجنس فعلى مدى الـ (27) عاماً الماضية كنت ولا زلت أؤكد في كل لقاء على استعمال مصطلح تصحيح الجنس وعدم استعمال كلمة تغيير الجنس أو تحويل الجنس لأن تصحيح الجنس هو المصطلح المناسب لأحكام الشريعة الإسلامية لمن لديه مشكلة في تحديد الجنس وهو ما كان يعرف سابقاً ب"الخنثى المشكل" و"الخنثى الحقيقي"، وكذلك أصلت تسمية هؤلاء المرضى بمرض الاختلاط في تحديد الجنس بدلاً من الخنثى، والجدير بالذكر أن المتخصصين في الغرب تحولوا لنفس مصطلحاتنا وآرائنا في أخلاقيات الممارسة الطبية في علاج هؤلاء المرضى والمتوافقة مع الشريعة الإسلامية.
أما تغيير الجنس المحرم شرعا فهو تغيير من وضع سليم إلي خاطئ وفيه تغيير في خلق الله وتغيير للأحكام الشرعية من زواج وميراث وعبادات ويؤدى إلى زيادة المعاناة النفسية ومشاكل اجتماعية كبيرة.
وتوضيحاً لتغيير الجنس أن شخصاً ما ذكراً كان أم أنثى يملك جسدياً كل مقومات جنسه إلا أنه يشعر أنه ضحية اللعنة حيث أنحبس في جسد مخالف لجنسه ويطلب تغيير جنسه وأجهزته التناسلية جراحياً إلى الجنس الآخر الموافق لشعوره والمخالف لبنيته الجسدية، وتعرف هذه الجراحات بجراحات تغيير الجنس، ومثال ذلك فإن الشخص الذكر الذي يملك أجهزة تناسلية سليمة بالكامل وكروموزونات ذكرية XY وله جهاز تناسلي خارجي ذكري سليم 100% ولو تزوج بأنثى لأمكنه تخصيبها والإنجاب منها إلا أنه يشعر أنه ينتمي إلى جنس الأنثى ويطلب تحويله إلى أنثى. والجراحة التي تجرى له تشمل استئصالالأجهزة التناسلية ويعطي هرمونات أنثوية. وبذلك يكون الشخص أنثى صناعي وقد تصلح للممارسة الزوجية ولكن لا تحمل لأنها لا تملك رحم ولا مبايض.
وأما على الجانب الآخر فقد تكون أنثى كاملة الأنوثة لها كروموزونات أنثوية XX ولها مبايض ورحم وقنوات فالوب ومهبل وجهاز تناسلي خارجي أنثوي، ولو تزوجت برجل لأمكنها أن تنجب منه إلا أنها تشعر أنها تنتمي إلى عالم الذكورة وتطلب التحويل إلى ذكر.
والجراحة التي تجرى لها تشمل استئصال الرحم والأنابيب والمبايض والمهبل والثديين وتكوين قضيب صناعي من الجلد مع استخدام جهاز يشبه القضيب بداخله مع زرع خصيتين صناعيتين من مادة بلاستيكية وإعطاء الشخص هرمونات ذكرية.
وبذلك يكون الشخص تحول إلى ذكر شكلاً ولكن لا يملك العضو التناسلي الحساس ولا يمكن له أن يخصب الأنثى فهو لا يملك خصيتين.
هذا هو المسخ وتغيير خلق الله في تغيير الرجل إلى امرأة لا تنجب والمرأة إلى رجل لا ينجب وما خلق الله الذكر والأنثى إلا لحفظ النسل وبقاء البشرية لعبادته أما هذا التغيير للجنس والمرفوض شرعا فهو تغيير من وضع سليم إلي خاطئ وفيه تغيير في خلق الله وتغيير للأحكام الشرعية من زواج وميراث وعبادات ويؤدى إلى زيادة المعاناة النفسية ومشاكل اجتماعية كبيرة.

ما هي أهم الإنجازات التي حققها المركز؟
المركز يواصل إجراء عمليات تصحيح الجنس والتي ابتدأت منذ أكثر من (27) عاماً بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز، وعلى الرغم من العمل بكامل الإمكانات والمجهودات إلا أن عدد الحالات التي تنتظر إجراء العمليات كبير لأن هذا النوع من العمليات يستغرق ساعات طويلة في غرفة العمليات إضافة إلى أن علاج مثل هذه الحالات يتطلب أكثر من مرحلة.

هل حقاً يستغرق علاج الحالة الواحدة أو إجراء عملية تصحيح الجنس فترة طويلة قد تصل إلى أربع سنوات؟ وهل هذا يرتبط بالتجهيز النفسي للمريض أم قلة الموارد المالية؟
بالتأكيد فإن إجراء مثل هذه الحالات كما ذكرت سابقاً يحتاج إلى ساعات طويلة في غرفة العمليات ومراحل عديدة وهذا غير الفحوصات والإجراءات التي تتخذ قبل إجراء تلك العمليات ولكن مرضى اختلاط تحديد الجنس والذين تجرى لهم عمليات تصحيح الجنس يحتاجوا إلى متابعة منذ التشخيص وإلى أن يتزوجوا حيث يتطلب علاجهم إلى الدعم النفسي والدعم الطبي في الإجابة على استفساراتهم وإعطائهم بعض العلاجات التي يتطلبها المشكل الذي يعانون منه سواء تم تصحيحهم إلى الذكورة أو الأنوثة وذلك لأن مشكل اختلاط تحديد الجنس يشتمل على أنواع كثيرة وكل نوع له علاجه الخاص .

40-50 حالة تصحيح سنوياً، وهذه أسباب زيادة الحالات

يقال بأن المركز قام في عام بـ 60 عملية تصحيح جنس، بينما لم يتم تصحيح إلا (300) حالة فقط طوال الـ (25) عاماً الماضية فما أسباب تزايد حالات تصحيح الجنس في الآونة الأخيرة؟
تجاوز عدد الحالات التي تم إجراء عمليات تصحيح الجنس لها الـ 400 حالة ولكن يجب ملاحظة أنه عند بداية إجراء هذه العمليات كان عدد العمليات قليل لا يتجاوز الخمسة حالات في العام ولكن وبمرور السنوات ومعرفة المرضى والزملاء الأطباء بتوفر إجراء هذه العمليات بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز تزايدت الحالات حتى أصبحت تصل إلى 40 – 50 حالة سنوياً خاصة بعد إعلان إنشاء مركز تحديد وتصحيح الجنس عام 2006م مما رفع قائمة الانتظار إلى عدد كبير جداً، وفي الحقيقة فالحالات تتزايد فقط في الإعلان عنها وتقدم المرضى للعلاج بينما في الماضي لم يكن هناك تركيز على مثل هذه الحالات أو وجود مراكز متخصصة في علاجها ولكن لابد من التأكيد أن هذا المشكل ليس شائع بشكل كبير وإنما يظهر تركيزه في المراكز المتخصصة.

هل ترتبط عمليات تصحيح الجنس بسن معين؟
لا ترتبط عمليات تصحيح الجنس بسن معين فأكبر المرضى الذين أجريت لهم عمليات التصحيح قارب على الأربعين عاماً وأكثرهم تم تشخيصه عند الولادة وبدأ عمليات التصحيح في سن ثلاثة شهور وهنا أريد أن أوضح أن 90% من الحالات التي تم تصحيحها قد تم تشخيصها عند الولادة وتمت عمليات التصحيح في العاملين الأولين بعد الولادة أما الـ 10% الباقين فقد تم تشخيصهم في مرحلة الطفولة المتأخرة أو بعد البلوغ والأكبر سناً، وهنا أؤكد أن إجراء العمليات في سن الطفولة المبكرة تكون نتائجه أفضل ولا يمر الطفل بالمشاكل النفسية المصاحبة لتصحيح الجنس وأنصح الوالدين الذين يولد لهم طفل بمشكل في جهازه التناسلي أن يلتزموا السرية التامة في التصحيح ولا يعلموا أي قريب بهذا المشكل حتى لا يتعرض الطفل إلى بعض التعليقات التي قد تؤثر عليه نفسياً.
في الحالات التي يكون فيها التباس، على ماذا يستند اختيار تحويل الجنس ليتحول المريض من ذكر إلى أنثى أو العكس؟
أولاً أرجو أن نتجنب كلمة تحويل أو تغيير جنس، فالمصطلح الصحيح لهذه الحالات هي عمليات تصحيح الجنس أما ما نستند عليه بالنسبة لعمليات تصحيح الجنس فهي نوعين من الركائز الأساسية والثانوية:
الركائز أو المحددات الأساسية وهي الكروموزموات والغدد الجنسية فالشخص يكون ذكرا إذا كان يحمل كروموزوم XY ولديه خصيتين ويكون أنثى إذا كانت كروموزوما تXX ولديه مبيضين أما إذا حدث خلل في الكروموزومات أو الغدد الجنسية كوجود أنسجة مبيض وخصية في نفس الشخص فعندها نلجأ إلى المحددات والركائز الثانوية وتشمل والأجهزة التناسلية الخارجية والداخلية والقدرة على ممارسة العلاقة الحميمة ومستقبل الإنجاب ورغبة الشخص ومشاعره نحو الذكورة والأنوثة ورغبة الوالدين (في حالة الأطفال) وعمر الشخص عند تشخيص الحالة فيتم دراسة هذه المعطيات بشكل دقيق تم يتخذ قرار تحديد الجنس إلى الجنس الأقرب لقدرات ورغبات الشخص بعيداً عن المعاناة المعيشية والنفسية.

تنعدم القدرة على الانجاب لمن غير جنسه، والمظهر الخارجي للمصحح يتناسب مع جنسه

ما مدى قدرة الشخص بعد عملية تصحيح الجنس على ممارسة حياته بصورة طبيعية، وهل تتأثر قدرته على الإنجاب؟
أولاً سأتحدث فقط عن الشخص بعد عملية التصحيح وليس التغيير فكما ذكرنا فإننا نقوم بعملية تصحيح أي أننا نعيد الشخص إلى جنسه الصحيح والعمليات الجراحية التي تجرى هي لتمكين الشخص من ممارسة حياته الطبيعية في جنسه الحقيقي أما القدرة على الإنجاب فهي متفاوتة حسب الحالة التي يعاني منه الشخص ولكن هناك إمكانية للإنجاب على عكس عمليات تغيير الجنس التي لا يمكن من خلالها أن يكون الشخص منجباً.

يرى البعض أن عمليات تصحيح الجنس أو تغييره قد تنجح جراحياً لكن ماذا عن الظهر الخارجي الذي يتأثر غالباً بطبيعة النشأة كذكر أو أنثى؟
التصحيح يعني إجراء الجراحات التي تصحح الوضع إلى الجنس الصحيح أما المظهر الخارجي فيتفاوت أيضاً بتفاوت المشكل ولكن يعطى المريض بعض العلاجات الهرمونية التي تساعد المريض على أن يكون المظهر الخارجي متناسباً مع جنسه الحقيقي.

ما هي الخطوات العلاجية المتبعة في حالات تصحيح الجنس بدءاً من اكتشاف الحاجة إلى التصحيح وصولاً لنهاية العلاج؟
هناك الكثير من الإجراءات في معالجة هذه المشكلة ابتداءً من الفحص السريري والتحاليل الهرمونية والوراثية وأنواع التصوير الطبي الصوتي والمقطعي ألشعاعي والمغناطيسي والمناظير ودراسة الأنسجة التشخيصية حتى نصل إلى تحديد الجنس الصحيح للمولود أو للشخص الذي يعاني من اختلاط في تحديد جنسه وبعد تحديد الجنس يبدأ العلاج بالهورمونات والجراحات التصحيحية حتى يصل الشخص إلى ما يتناسب وجنسه الحقيقي.

بعض الأسر ترفض تصحيح جنس أطفالها، والاكتشاف المبكر يقع على طبيب التوليد


هل من حالات تم الكشف عنها ولكن رفضت الأسرة فكرة التصحيح الجنسي لها؟ وكيف يتم التعامل مع هذه الحالات؟
نعم هناك بعض الحالات التي رفضت الأسرة التصحيح بدافع تجنب الحرج والبعض الآخر مقاومة لتصحيح جنس طفلهم من الذكورة إلى الأنوثة وكانت مقاومة قوية جداً حتى أن الطفل برغم تشخيصه أنه أنثى منذ ولادته إلا أن الأسرة قاومت وتهربت من التصحيح حتى بلغ الطفل سن الثمان سنوات وبعدها رضخت الأسرة للواقع وقبلت بتصحيح جنس الطفل إلى طفلة

كيف يصل الشخص إلى معرفة أنه بحاجة إلى عملية تصحيح جنسي؟ وهل يمكن لمن يعاني حقاً من مشكلة أن يتكيف مع حياته دون علاج تصحيحي؟
الشخص الذي يحتاج إلى عملية تصحيح قد يكون مولود وهنا من يكتشف الخلل هو طبيب التوليد ويتم التشاور مع جراح الأطفال وطبيب الغدد الصماء للأطفال وباقي فريق تصحيح الجنس لاتخاذ القرار المناسب أما الكبار فبالتأكيد من لديه خلل في أجهزته التناسلية أو بنيته الجسدية فهو سيطلب المساعدة الطبية ولا يمكن لشخص أن يعيش حياة طبيعية دون أن يتلقى العلاج المناسب.

لايوجد أعضاء تناسلية مشتركة ولكن "مبهمة"
هل الحالات التي تعاني من وجود أعضاء جنسية مشتركة "ذكر وأنثى" تمر بمرحلة أعراض البلوغ الطبيعية؟
أولا ليس هناك ما يسمى بوجود أعضاء جنسية مشتركة ذكر وأنثى وإنما يوجد أعضاء تناسلية مبهمة لا يمكن تمييزها كذكر أو أنثى وهذه الحالات قد تمر بمرحلة البلوغ المناسبة ولكن حسب الجنس الحقيقي وتحتاج إلى العلاج حتى يتم التصحيح إلى الوضع الصحيح.
هل توجد متابعة من جانبكم أو برنامج محدد للحالات بعد العلاج الجراحي؟
لا شك في ذلك فغالبية المرضى الذين أجريت لهم العمليات على مدى (27) عاماً لا زلت أتابع حالاتهم ومنهم من تزوج وأنجب، وأشعر بسعادة كبيرة للوقوف إلى جانبهم في أفراحهم والإجابة على استفساراتهم وتلبية احتياجاتهم.
هل توجد حالات انتكست بعد العلاج أو عادت لتطلب علاج يعيدها إلى الجنس الذي نشأت عليه لتتمكن من مواصلة حياتها الاجتماعية بشكل طبيعي؟
أحمد الله إنني لم أصادف أي من مرضاي يطلب العودة إلى الجنس الغير صحيح وهذا يوضح أن عمليات تصحيح الجنس هي انتقال إلى الوضع الصحيح وليست مثل عمليات تغيير الجنس والتي يعاني مرضاها من مشاكل نفسية أكثر لأن المشكل في الأصل نفسي وليس عضوي جسدي.