الصحفي الطائر
06-11-2011, 12:18 AM
فعالية العلاج المعرفي السلوكي في تنمية بعض مهارات إدارة قلق الامتحان لدى عينة من طلاب الجامعة
رسالة مقدمة من
مصطفى خليل محمود عطا الله
معيد بقسم الصحة النفسية
للحصول على درجة الماجستير في التربية
(تخصص صحة نفسية)
إشــــــراف
الأستاذ الدكتورعبد الرحيم بخيت عبد الرحيم
أستاذ الصحة النفسية المتفرغ
كلية التربية ـ جامعة المنيا
الأستاذ الدكتورفضل إبراهيم عبد الصمد
أستاذ الصحة النفسية
كلية التربية ـ جامعة المنيا
الدكتور عاشور محمد دياب
أستاذ الصحة النفسية المساعد
كلية التربية ـ جامعة المنيا
1431ﻫ/2010م
فعالية العلاج المعرفي السلوكي في تنمية بعض مهارات إدارة قلق الامتحان لدى عينة من طلاب الجامعة
أولاً ـ مقدمة:
يعتبر القلق من المظاهر السلبية في الحياة العصرية يندر من لا يعانيه ، وقد يتمثل القلق في الشعور بالخوف والحذر والتوتر وعدم الارتياح ، ويتفق العديد من الباحثين في وصفهم للعصر الحديث بأنه عصر القلق ؛ وذلك لتعقد الحياة فيه ، وزيادة متطلباته ، وتنوع مثيراته . لهذا احتل موضوع القلق موقعاً مهماً في الدراسات النفسية ؛ وذلك لما يسببه القلق من ضغوط نفسية على الأفراد في مختلف مراحلهم النمائية سواء كان ذلك في مراحلهم التعليمية أم المهنية أم الحياتية . يعتبر قلق الامتحان أحد أنواع القلق ، وهو الآن ظاهرة منتشرة بين الطلاب في مختلف المراحل التعليمية ، ويؤثر في تحصيل الطلاب وفي سلوكهم الدراسي بصفة عامة ، وتظهر أهمية قلق الامتحان من أهمية المواقف التي يتعرض لها الفرد في المجتمع ، فالالتحاق بالجامعة ، والحصول على الوظيفة المناسبة ، والترقي في مجال العمل ما هي إلا نماذج من المواقف التي قد يمر بها الفرد ، والتي قد لا يحصل عليها إلا بعد اجتيازه الامتحانات الخاصة بها ، وقد يعني هذا ضرورة تعرض الفرد لبعض الامتحانات التي يتخذ في ضوء نتائجها بعض القرارات المهمة في حياته .
وقد أشارت نتائج العديد من الدراسات والبحوث إلى أهمية قلق الامتحان وإدارته ، وضرورة التوسع في دراسته ، فإدارة قلق الامتحان من الممكن أن تؤدي إلى رفع مستوى الأداء الأكاديمي لدى الطلبة وزيادة دافعيتهم للإنجاز ، وتوفير الجو المناسب والظروف المريحة نفسياً والتي تحيط بالطلاب أثناء تأديتهم للامتحانات ، كما أن برامج علاج مشكلة الغش في الامتحانات والتسرب وهروب بعض الطلاب من مراحل التعليم المختلفة تصبح أكثر فعالية عندما تتضمن إدارة قلق الامتحان.
أي أن الطالب يمكنه أن يتعلم كيفية إدارة قلق الامتحان وخفضه عن طريق تعلمه وتدريبه وإتقانه لبعض مهارات إدارة قلق الامتحان ، والتي تتطلب من الفرد العمل بجد ونجاح في الوقت الذي يتعرض فيه للقلق والتوتر ، وذلك من خلال الثقة بالنفس ، والقدرة على تحمل القلق والتعامل مع الأفكار غير المنطقية وأحاديث الذات السلبية ، واستبدالها بأفكار إيجابية وأحاديث ذاتية إيجابية معززة للذات ، وتنظيم وإدارة وقت المذاكرة ووقت الامتحان ، إضافة إلى وجود الحافز الذاتي لتحقيق تلك النجاحات ، وهذا ما يحاول البحث الحالي التصدي له من خلال إعداد برنامج يهدف إلى تنمية بعض مهارات إدارة قلق الامتحان لدى طلاب الجامعة .
ويؤكد كل من (روبين داينز ،2006 :7 ؛ تريفول باول، 2008 :10) أنه لكي يسيطر الفرد على القلق يجب أن يتعلم بعضاً من المهارات حتى يتمكن من التعامل بفعالية مع المواقف المثيرة للقلق ، ومن بين تلك المهارات : الاسترخاء والسيطرة على المشاعر البدنية ، والسيطرة على الأفكار المزعجة والتفكير الخاطئ ، والتحلي بالثقة بالنفس ، وحل المشكلات ، واتخاذ القرارات ، وإدارة الوقت ، والتواصل بفعالية مع الآخرين ، وكيفية المداومة على اتخاذ المواقف الإيجابية. بالإضافة إلى الحث على التعليم من خلال وضع الأساليب المدروسة في حيز التنفيذ ، ليصبح الشخص قادراً على التحكم في انفعالاته .
وهكذا يبدو من هذه الأدلة العلمية المتعددة والمتنوعة ، ضرورة الاهتمام بالتدريب على مهارات إدارة قلق الامتحان وكيفية استدعائها والتعامل مع الامتحانات ، وبخاصة لدى الطلاب القلقين في الامتحانات ، ولعل كل ما سبق يجعل هناك ضرورة لدراسة التربويين لموضوع قلق الامتحان ، وهذا ما نادى به (حامد زهران،1997: 489) بسبب انتشار هذه الظاهرة لدى الطلبة وأولياء الأمور على السواء من ناحية ، وضماناً لحسن الأداء والإنجاز من ناحية أخرى .
ثانياً ـ مشكلة الدراسة:
يمكن إيجاز مشكلة الدراسة في الأسئلة الآتية :
أ- ما فعالية برنامج العلاج المعرفي السلوكي في تنمية بعض مهارات إدارة قلق الامتحان لدى عينة من طلاب الجامعة ؟
ب- هل تختلف فعالية البرنامج العلاجي المعرفي السلوكي في تنمية بعض مهارات إدارة قلق الامتحان لدى عينة من طلاب الجامعة باختلاف الجنس ؟
ج- هل تستمر فعالية البرنامج العلاجي المعرفي السلوكي في تنمية بعض مهارات إدارة قلق الامتحان بعد فترة المتابعة ؟
ثالثاً ـ أهداف الدراسة:
أ- تعرف فعالية العلاج المعرفي السلوكي في تنمية بعض مهارات إدارة قلق الامتحان لدى عينة من طلاب الجامعة .
ب- تعرف الاختلاف بين كل من الذكور والإناث من طلاب الجامعة في مهارات إدارة قلق الامتحان ( التدريب على الاسترخاء العضلي- السيطرة على الأفكار السلبية - استبدال الأفكار السلبية بأفكار إيجابية - إدارة الوقت ) ودرجته الكلية بعد تطبيق البرنامج.
ج- تعرف مدى استمرارية فعالية البرنامج في تنمية وتدعيم مهارات إدارة قلق الامتحان لدى عينة الدراسة من طلاب الجامعة بعد تطبيقه بفترة زمنية (شهر ونصف).
رابعاً- أهمية الدراسة :
تكمن أهمية الدراسة الحالية في أهمية الموضوع التي تتصدى لدراسته ، حيث إنها تسعى لدراسة فعالية العلاج المعرفي السلوكي في تنمية بعض مهارات إدارة قلق الامتحان لدى طلاب الجامعة ، وتنطوي هذه الدراسة على أهمية كبيرة سواء من الناحية النظرية أم من الناحية التطبيقية على النحو التالي :
أ ـ الأهمية النظرية :
1- اختيار إحدى طرق العلاج النفسي الحديثة نسبياً ـ العلاج المعرفي السلوكي ـ والتي قدمها "ميتشنبوم" ، تقوم على أساس إقناع الفرد أن أفكاره السلبية وعباراته الذاتية الخاطئة هي التي تحدث ردود الفعل الدالة على سوء التكيف ، وإن الأشياء التي يقولها الناس لأنفسهم تحدد باقي الأشياء التي يفعلونها .
2- أهمية المرحلة العمرية التي تتعرض لها الدراسة ، وهي مرحلة المراهقة ، حيث إن هذه المرحلة ـ تمثل في حد ذاتها ـ أكثر المراحل النمائية التي تتميز بتغيرات فسيولوجية ونفسية من شأنها أن تولد لدى الفرد العديد من الضغوط والصراعات والاضطرابات النفسية كالشعور بالخوف والقلق والتوتر، وتزداد حدة هذه الاضطرابات ، ويتضاعف أثرها لما شهدته المجتمعات في الآونة الأخيرة من تحولات اجتماعية واقتصادية متلاحقة ، وهى بمثابة مرحلة انتقالية حرجة يلونها القلق على المستقبل والخوف من المجهول.
3- إن إدارة القلق أصبحت جزءاً مهماً في حياتنا اليومية ؛ لأن مساعدة الأفراد على إدارة قلقهم ، تجعلهم يسيطرون على تلك المواقف التي تسبب لهم القلق ، ولعل اختيار موضوع إدارة قلق الامتحان كمشكلة بحثية يتسق مع الاتجاهات الحديثة في العلاج النفسي القائم على تحسين مهارات ضبط الذات Self Controlوالقلق جزء من الذات الانفعالية ، من خلال استنهاض قدرات الفرد لتحمل مسؤولية الارتقاء بأدائه ، وتدريبه على اكتساب مهارات التعامل مع المواقف دون حاجة لمساعدة الآخرين .
4- تمد هذه الدراسة من خلال البرنامج طلاب الجامعة بمجموعة من المهارات التي تساعدهم في التغلب على قلق الامتحان ، فالمهارات لها تأثير فعال في المستقبل ، فبمجرد تعلمها قد يصبح الطالب قادراً على التحكم في انفعالاته وضبط النفس ، هذا بالإضافة إلى كونه مسئولاً عن نفسه في جميع الأوقات.
ب ـ الأهمية التطبيقية :
1- إعداد مقياس لمهارات إدارة قلق الامتحان لدى طلاب الجامعة ، يمكن الاستفادة به في مجال الدراسات النفسية .
2- إعداد برنامج علاجي معرفي سلوكي لتنمية بعض مهارات إدارة قلق الامتحان لدى عينة من طلاب الجامعة ، ، يمكن الاستفادة به في مجال الدراسات النفسية .
3- إمكانية استخدام البرنامج العلاجي المقترح في العديد من الأغراض البحثية والتطبيقية على عينات مختلفة ، وفي تخصصات مختلفة ، بل في كليات جامعية مختلفة أيضا ، مع التركيز على التخصصات التي يحتمل أنها تعاني أكثر من غيرها من ارتفاع قلق الامتحانات لديهم ؛ وذلك للتغلب على مشكلاتهم الانفعالية ، وبخاصة تلك التي ترتبط بأدائهم التحصيلي ومستقبلهم الدراسي .
4- قد يسهم البرنامج المستخدم في الدراسة في استبدال الأفكار السلبية بأفكار إيجابية لدى الطلاب ، وبالتالي ينعكس ذلك إيجابياً على التفكير بمنطقية في مواقف الامتحانات .
رسالة مقدمة من
مصطفى خليل محمود عطا الله
معيد بقسم الصحة النفسية
للحصول على درجة الماجستير في التربية
(تخصص صحة نفسية)
إشــــــراف
الأستاذ الدكتورعبد الرحيم بخيت عبد الرحيم
أستاذ الصحة النفسية المتفرغ
كلية التربية ـ جامعة المنيا
الأستاذ الدكتورفضل إبراهيم عبد الصمد
أستاذ الصحة النفسية
كلية التربية ـ جامعة المنيا
الدكتور عاشور محمد دياب
أستاذ الصحة النفسية المساعد
كلية التربية ـ جامعة المنيا
1431ﻫ/2010م
فعالية العلاج المعرفي السلوكي في تنمية بعض مهارات إدارة قلق الامتحان لدى عينة من طلاب الجامعة
أولاً ـ مقدمة:
يعتبر القلق من المظاهر السلبية في الحياة العصرية يندر من لا يعانيه ، وقد يتمثل القلق في الشعور بالخوف والحذر والتوتر وعدم الارتياح ، ويتفق العديد من الباحثين في وصفهم للعصر الحديث بأنه عصر القلق ؛ وذلك لتعقد الحياة فيه ، وزيادة متطلباته ، وتنوع مثيراته . لهذا احتل موضوع القلق موقعاً مهماً في الدراسات النفسية ؛ وذلك لما يسببه القلق من ضغوط نفسية على الأفراد في مختلف مراحلهم النمائية سواء كان ذلك في مراحلهم التعليمية أم المهنية أم الحياتية . يعتبر قلق الامتحان أحد أنواع القلق ، وهو الآن ظاهرة منتشرة بين الطلاب في مختلف المراحل التعليمية ، ويؤثر في تحصيل الطلاب وفي سلوكهم الدراسي بصفة عامة ، وتظهر أهمية قلق الامتحان من أهمية المواقف التي يتعرض لها الفرد في المجتمع ، فالالتحاق بالجامعة ، والحصول على الوظيفة المناسبة ، والترقي في مجال العمل ما هي إلا نماذج من المواقف التي قد يمر بها الفرد ، والتي قد لا يحصل عليها إلا بعد اجتيازه الامتحانات الخاصة بها ، وقد يعني هذا ضرورة تعرض الفرد لبعض الامتحانات التي يتخذ في ضوء نتائجها بعض القرارات المهمة في حياته .
وقد أشارت نتائج العديد من الدراسات والبحوث إلى أهمية قلق الامتحان وإدارته ، وضرورة التوسع في دراسته ، فإدارة قلق الامتحان من الممكن أن تؤدي إلى رفع مستوى الأداء الأكاديمي لدى الطلبة وزيادة دافعيتهم للإنجاز ، وتوفير الجو المناسب والظروف المريحة نفسياً والتي تحيط بالطلاب أثناء تأديتهم للامتحانات ، كما أن برامج علاج مشكلة الغش في الامتحانات والتسرب وهروب بعض الطلاب من مراحل التعليم المختلفة تصبح أكثر فعالية عندما تتضمن إدارة قلق الامتحان.
أي أن الطالب يمكنه أن يتعلم كيفية إدارة قلق الامتحان وخفضه عن طريق تعلمه وتدريبه وإتقانه لبعض مهارات إدارة قلق الامتحان ، والتي تتطلب من الفرد العمل بجد ونجاح في الوقت الذي يتعرض فيه للقلق والتوتر ، وذلك من خلال الثقة بالنفس ، والقدرة على تحمل القلق والتعامل مع الأفكار غير المنطقية وأحاديث الذات السلبية ، واستبدالها بأفكار إيجابية وأحاديث ذاتية إيجابية معززة للذات ، وتنظيم وإدارة وقت المذاكرة ووقت الامتحان ، إضافة إلى وجود الحافز الذاتي لتحقيق تلك النجاحات ، وهذا ما يحاول البحث الحالي التصدي له من خلال إعداد برنامج يهدف إلى تنمية بعض مهارات إدارة قلق الامتحان لدى طلاب الجامعة .
ويؤكد كل من (روبين داينز ،2006 :7 ؛ تريفول باول، 2008 :10) أنه لكي يسيطر الفرد على القلق يجب أن يتعلم بعضاً من المهارات حتى يتمكن من التعامل بفعالية مع المواقف المثيرة للقلق ، ومن بين تلك المهارات : الاسترخاء والسيطرة على المشاعر البدنية ، والسيطرة على الأفكار المزعجة والتفكير الخاطئ ، والتحلي بالثقة بالنفس ، وحل المشكلات ، واتخاذ القرارات ، وإدارة الوقت ، والتواصل بفعالية مع الآخرين ، وكيفية المداومة على اتخاذ المواقف الإيجابية. بالإضافة إلى الحث على التعليم من خلال وضع الأساليب المدروسة في حيز التنفيذ ، ليصبح الشخص قادراً على التحكم في انفعالاته .
وهكذا يبدو من هذه الأدلة العلمية المتعددة والمتنوعة ، ضرورة الاهتمام بالتدريب على مهارات إدارة قلق الامتحان وكيفية استدعائها والتعامل مع الامتحانات ، وبخاصة لدى الطلاب القلقين في الامتحانات ، ولعل كل ما سبق يجعل هناك ضرورة لدراسة التربويين لموضوع قلق الامتحان ، وهذا ما نادى به (حامد زهران،1997: 489) بسبب انتشار هذه الظاهرة لدى الطلبة وأولياء الأمور على السواء من ناحية ، وضماناً لحسن الأداء والإنجاز من ناحية أخرى .
ثانياً ـ مشكلة الدراسة:
يمكن إيجاز مشكلة الدراسة في الأسئلة الآتية :
أ- ما فعالية برنامج العلاج المعرفي السلوكي في تنمية بعض مهارات إدارة قلق الامتحان لدى عينة من طلاب الجامعة ؟
ب- هل تختلف فعالية البرنامج العلاجي المعرفي السلوكي في تنمية بعض مهارات إدارة قلق الامتحان لدى عينة من طلاب الجامعة باختلاف الجنس ؟
ج- هل تستمر فعالية البرنامج العلاجي المعرفي السلوكي في تنمية بعض مهارات إدارة قلق الامتحان بعد فترة المتابعة ؟
ثالثاً ـ أهداف الدراسة:
أ- تعرف فعالية العلاج المعرفي السلوكي في تنمية بعض مهارات إدارة قلق الامتحان لدى عينة من طلاب الجامعة .
ب- تعرف الاختلاف بين كل من الذكور والإناث من طلاب الجامعة في مهارات إدارة قلق الامتحان ( التدريب على الاسترخاء العضلي- السيطرة على الأفكار السلبية - استبدال الأفكار السلبية بأفكار إيجابية - إدارة الوقت ) ودرجته الكلية بعد تطبيق البرنامج.
ج- تعرف مدى استمرارية فعالية البرنامج في تنمية وتدعيم مهارات إدارة قلق الامتحان لدى عينة الدراسة من طلاب الجامعة بعد تطبيقه بفترة زمنية (شهر ونصف).
رابعاً- أهمية الدراسة :
تكمن أهمية الدراسة الحالية في أهمية الموضوع التي تتصدى لدراسته ، حيث إنها تسعى لدراسة فعالية العلاج المعرفي السلوكي في تنمية بعض مهارات إدارة قلق الامتحان لدى طلاب الجامعة ، وتنطوي هذه الدراسة على أهمية كبيرة سواء من الناحية النظرية أم من الناحية التطبيقية على النحو التالي :
أ ـ الأهمية النظرية :
1- اختيار إحدى طرق العلاج النفسي الحديثة نسبياً ـ العلاج المعرفي السلوكي ـ والتي قدمها "ميتشنبوم" ، تقوم على أساس إقناع الفرد أن أفكاره السلبية وعباراته الذاتية الخاطئة هي التي تحدث ردود الفعل الدالة على سوء التكيف ، وإن الأشياء التي يقولها الناس لأنفسهم تحدد باقي الأشياء التي يفعلونها .
2- أهمية المرحلة العمرية التي تتعرض لها الدراسة ، وهي مرحلة المراهقة ، حيث إن هذه المرحلة ـ تمثل في حد ذاتها ـ أكثر المراحل النمائية التي تتميز بتغيرات فسيولوجية ونفسية من شأنها أن تولد لدى الفرد العديد من الضغوط والصراعات والاضطرابات النفسية كالشعور بالخوف والقلق والتوتر، وتزداد حدة هذه الاضطرابات ، ويتضاعف أثرها لما شهدته المجتمعات في الآونة الأخيرة من تحولات اجتماعية واقتصادية متلاحقة ، وهى بمثابة مرحلة انتقالية حرجة يلونها القلق على المستقبل والخوف من المجهول.
3- إن إدارة القلق أصبحت جزءاً مهماً في حياتنا اليومية ؛ لأن مساعدة الأفراد على إدارة قلقهم ، تجعلهم يسيطرون على تلك المواقف التي تسبب لهم القلق ، ولعل اختيار موضوع إدارة قلق الامتحان كمشكلة بحثية يتسق مع الاتجاهات الحديثة في العلاج النفسي القائم على تحسين مهارات ضبط الذات Self Controlوالقلق جزء من الذات الانفعالية ، من خلال استنهاض قدرات الفرد لتحمل مسؤولية الارتقاء بأدائه ، وتدريبه على اكتساب مهارات التعامل مع المواقف دون حاجة لمساعدة الآخرين .
4- تمد هذه الدراسة من خلال البرنامج طلاب الجامعة بمجموعة من المهارات التي تساعدهم في التغلب على قلق الامتحان ، فالمهارات لها تأثير فعال في المستقبل ، فبمجرد تعلمها قد يصبح الطالب قادراً على التحكم في انفعالاته وضبط النفس ، هذا بالإضافة إلى كونه مسئولاً عن نفسه في جميع الأوقات.
ب ـ الأهمية التطبيقية :
1- إعداد مقياس لمهارات إدارة قلق الامتحان لدى طلاب الجامعة ، يمكن الاستفادة به في مجال الدراسات النفسية .
2- إعداد برنامج علاجي معرفي سلوكي لتنمية بعض مهارات إدارة قلق الامتحان لدى عينة من طلاب الجامعة ، ، يمكن الاستفادة به في مجال الدراسات النفسية .
3- إمكانية استخدام البرنامج العلاجي المقترح في العديد من الأغراض البحثية والتطبيقية على عينات مختلفة ، وفي تخصصات مختلفة ، بل في كليات جامعية مختلفة أيضا ، مع التركيز على التخصصات التي يحتمل أنها تعاني أكثر من غيرها من ارتفاع قلق الامتحانات لديهم ؛ وذلك للتغلب على مشكلاتهم الانفعالية ، وبخاصة تلك التي ترتبط بأدائهم التحصيلي ومستقبلهم الدراسي .
4- قد يسهم البرنامج المستخدم في الدراسة في استبدال الأفكار السلبية بأفكار إيجابية لدى الطلاب ، وبالتالي ينعكس ذلك إيجابياً على التفكير بمنطقية في مواقف الامتحانات .