معلم متقاعد
05-12-2011, 12:23 PM
تصنيف جديد لصعوبات التعلم فى ضو ء تكاملية منظومة الذات والاتجاهات الحديثة
الدكتوره أمل عبد المحسن زكى الزغبى – كلية التربية جامعة بنها- مصر
على الرغم من تعدد تصنيفات صعوبات التعلم في البحوث والكتابات المتعددة إلا أنها ما زالت معتمدة إلى حد كبير على التصنيف الذي توصل إليه كيرك وكالفنت (1994) Kirk & Kalvant والذي يُميِّز بين مجموعتين من الصعوبة وهي :
أ- صعوبات التعلم النمائية.
ب- صعوبات التعلم الأكاديمية.
ولكن مع اتساع مجال البحث في ميدان صعوبات التعلم، وبعد تحول الأسس السيكولوجية تدريجياً في فهم ذوي الصعوبة في التعلم من الاتجاه الذي يركز على عمليات نمائية محددة تمثل العمليات ما قبل الأكاديمية إلى الاتجاه الحديث الذي يضع الطرق أو الاستراتيجيات التي يتعامل بها الفرد مع المهام المختلفة في بؤرة الاهتمام.
ومن هنا ظهرت الحاجة إلى وجود تصنيف جديد يعكس طبيعة ذوات هذه الفئة من التلاميذ وإمكاناتها، الأمر الذي يعكس التكامل بين أنظمة الإرادة لديهم، وأنظمة المهارة باعتبارها أنظمة فرعية لمنظومة الذات ككل ليس فقط لدى هذه الفئة ولكن لدى جميع الأفراد، إن هذا التصنيف الجديد يساعدنا على الكشف عن ذوات هذه الفئة ومدى فهمهم لها، ولإمكاناتها وقدراتها وقد تعتبر هذا ضرباً من ضروب كشف أسرار الذات، فإذا استطعنا أن نكشف عن أسرار ذواتنا بطريقة موضوعية ناضجة، كانت هذه هي الانطلاقة الأولى للتعرف على نواحي القصور والصعوبة، الأمر الذي ييسر سبل العلاج.
لمزيد من التفصيل راجع كتاب "صعوبات التعلم والتنظيم الذاتى " للمؤلفان : ا.د /محمود عوض الله سالم ,و د/ أمل عبد المحسن زكى , دار ايتراك للنشر والتوزيع 2009
تصنيف صعوبات التعلم :
في ضوء الاتجاهات الحديثة لصعوبات التعلم والتي ركزت على أنه فهم هذه الفئة لحقيقة ذواتها، وإمكاناتها يُعد اللبنات الأولى لبرامج التدخل يمكن تصنيف صعوبات التعلم إلى ثلاث مجموعات من الصعوبات، بحيث تتفق المجموعة الأولى والثانية مع ما توصل إليه كيرك وكالفنت، اللهم إلا فيما يختص بصعوبات التعبير الشفهي، حيث يمكن أن تدرج ضمن صعوبات التعلم الأكاديمية، لما ينطوي عليه هذا المجال (التعبير الشفهي) من مهارات محددة شأنه في ذلك شأن أي صعوبة أكاديمية أخرى كالقراءة والكتابة.ويمكن عرض تصنيف صعوبات التعلم كالتالي :
أولاً: صعوبات التعلم النمائية :
Developmental Learning Disabilities :
وهي التي أطلق عليها تعريف الحكومة الفيدرالية بـ"العمليات النفسية الأساسية" وتتناول العمليات ما قبل الأكاديمية والتي تتمثل في الانتباه والإدراك والذاكرة والتفكير والتي يعتمد عليها التحصيل الأكاديمي.
وتتعلق هذه الصعوبات بنمو القدرات العقلية والعمليات العقلية المسئولة عن التوافق الدراسي للفرد، ومن ثم فإن أي اضطراب أو خلل يصيب واحدة أو أكثر من العمليات قبل الأكاديمية قد يكون أولى نتائجه الصعوبة في مجال أو أكثر من المجالات الأكاديمية وتتعلق الصعوبات النمائية بالوظائف الدماغية، ولذا قد يكون السبب في حدوثها اضطرابات وظيفية تخص الجهاز العصبي المركزي.
وقد صُنِّفت الصعوبات النمائية إلى صعوبات أولية (الانتباه- الإدراك- الذاكرة)، وصعوبات ثانوية (التفكير واللغة الشفوية)، أما صعوبات التعلم النمائية الأولية فتتمثل في كونها عمليات عقلية أساسية تعتبر مسئولة عن أي نشاط عقلي يقوم به الفرد فهي اللبنات الأساسية الأولى لغيرها من العمليات الأخرى التي تؤثر فيها وهي العمليات الثانوية (التفكير- اللغة الشفوية)، وفيما يلي توضيح لتلك الصعوبات :
2- صعوبات التعلم الأكاديمية :
Academic Learning Disabilities :
المعلم الأساسي لهذه الصعوبات هو تدني التحصيل الأكاديمي، وتتمثل في الصعوبات المتعلقة بالقراءة والكتابة والتهجي والتعبير الكتابي والتعبير الشفهي والحساب، وترتبط هذه الصعوبات بالصعوبات النمائية، ومثال على ذلك :
- القدرة على التمييز البصري والسمعي والذاكرة البصرية والسمعية والتكامل البصري الحركي تعد متطلبات أساسية لازمة للنجاح في مهام الكتابة.
- تعلم القراءة يتطلب الكفاءة في القدرة على فهم واستخدام اللغة ومهارات الإدراك السمعي لمعرفة أصوات حروف الكلمات (الوعي أو الإدراك الفونيمي)، وكذلك يتطلب القدرة البصرية على التمييز وتحديد الحروف والكلمات وإدراك العلاقات بين الشكل والأرضية والكل والجزء، وجشتلط الوحدات المقروءة.
- تعلم الحساب الذي يتطلب كفاية مهارات التصور البصري المكاني، والمفاهيم الكمية والمعرفية بمدلولات الأعداد وقيمتها، وترتبط بضعف القدرة على التفكير والاستنتاج.
وهذا التداخل بين صعوبات التعلم الأكاديمية والنمائية هو ما جعل الباحثين في المجال يؤكدون على أهمية عدم إهمال صعوبات التعلم النمائية عند دراسة صعوبات التعلم بوجه عام، بل ويؤكدون على ضرورة تحديد صعوبات التعلم النمائية في وقت مبكر، حيث يُعد ذلك بمثابة تشخيص أولي لصعوبات التعلم الأكاديمية قبل انتشارها وظهورها ومن ثم يساعد ذلك في اتخاذ الإجراءات المناسبة لمواجهة هذه المشكلة وعلاجها قبل استفحالها وهذا ما يعتبره البعض نوعاً من الوقاية الأولية للمشكلة.
الدكتوره أمل عبد المحسن زكى الزغبى – كلية التربية جامعة بنها- مصر
على الرغم من تعدد تصنيفات صعوبات التعلم في البحوث والكتابات المتعددة إلا أنها ما زالت معتمدة إلى حد كبير على التصنيف الذي توصل إليه كيرك وكالفنت (1994) Kirk & Kalvant والذي يُميِّز بين مجموعتين من الصعوبة وهي :
أ- صعوبات التعلم النمائية.
ب- صعوبات التعلم الأكاديمية.
ولكن مع اتساع مجال البحث في ميدان صعوبات التعلم، وبعد تحول الأسس السيكولوجية تدريجياً في فهم ذوي الصعوبة في التعلم من الاتجاه الذي يركز على عمليات نمائية محددة تمثل العمليات ما قبل الأكاديمية إلى الاتجاه الحديث الذي يضع الطرق أو الاستراتيجيات التي يتعامل بها الفرد مع المهام المختلفة في بؤرة الاهتمام.
ومن هنا ظهرت الحاجة إلى وجود تصنيف جديد يعكس طبيعة ذوات هذه الفئة من التلاميذ وإمكاناتها، الأمر الذي يعكس التكامل بين أنظمة الإرادة لديهم، وأنظمة المهارة باعتبارها أنظمة فرعية لمنظومة الذات ككل ليس فقط لدى هذه الفئة ولكن لدى جميع الأفراد، إن هذا التصنيف الجديد يساعدنا على الكشف عن ذوات هذه الفئة ومدى فهمهم لها، ولإمكاناتها وقدراتها وقد تعتبر هذا ضرباً من ضروب كشف أسرار الذات، فإذا استطعنا أن نكشف عن أسرار ذواتنا بطريقة موضوعية ناضجة، كانت هذه هي الانطلاقة الأولى للتعرف على نواحي القصور والصعوبة، الأمر الذي ييسر سبل العلاج.
لمزيد من التفصيل راجع كتاب "صعوبات التعلم والتنظيم الذاتى " للمؤلفان : ا.د /محمود عوض الله سالم ,و د/ أمل عبد المحسن زكى , دار ايتراك للنشر والتوزيع 2009
تصنيف صعوبات التعلم :
في ضوء الاتجاهات الحديثة لصعوبات التعلم والتي ركزت على أنه فهم هذه الفئة لحقيقة ذواتها، وإمكاناتها يُعد اللبنات الأولى لبرامج التدخل يمكن تصنيف صعوبات التعلم إلى ثلاث مجموعات من الصعوبات، بحيث تتفق المجموعة الأولى والثانية مع ما توصل إليه كيرك وكالفنت، اللهم إلا فيما يختص بصعوبات التعبير الشفهي، حيث يمكن أن تدرج ضمن صعوبات التعلم الأكاديمية، لما ينطوي عليه هذا المجال (التعبير الشفهي) من مهارات محددة شأنه في ذلك شأن أي صعوبة أكاديمية أخرى كالقراءة والكتابة.ويمكن عرض تصنيف صعوبات التعلم كالتالي :
أولاً: صعوبات التعلم النمائية :
Developmental Learning Disabilities :
وهي التي أطلق عليها تعريف الحكومة الفيدرالية بـ"العمليات النفسية الأساسية" وتتناول العمليات ما قبل الأكاديمية والتي تتمثل في الانتباه والإدراك والذاكرة والتفكير والتي يعتمد عليها التحصيل الأكاديمي.
وتتعلق هذه الصعوبات بنمو القدرات العقلية والعمليات العقلية المسئولة عن التوافق الدراسي للفرد، ومن ثم فإن أي اضطراب أو خلل يصيب واحدة أو أكثر من العمليات قبل الأكاديمية قد يكون أولى نتائجه الصعوبة في مجال أو أكثر من المجالات الأكاديمية وتتعلق الصعوبات النمائية بالوظائف الدماغية، ولذا قد يكون السبب في حدوثها اضطرابات وظيفية تخص الجهاز العصبي المركزي.
وقد صُنِّفت الصعوبات النمائية إلى صعوبات أولية (الانتباه- الإدراك- الذاكرة)، وصعوبات ثانوية (التفكير واللغة الشفوية)، أما صعوبات التعلم النمائية الأولية فتتمثل في كونها عمليات عقلية أساسية تعتبر مسئولة عن أي نشاط عقلي يقوم به الفرد فهي اللبنات الأساسية الأولى لغيرها من العمليات الأخرى التي تؤثر فيها وهي العمليات الثانوية (التفكير- اللغة الشفوية)، وفيما يلي توضيح لتلك الصعوبات :
2- صعوبات التعلم الأكاديمية :
Academic Learning Disabilities :
المعلم الأساسي لهذه الصعوبات هو تدني التحصيل الأكاديمي، وتتمثل في الصعوبات المتعلقة بالقراءة والكتابة والتهجي والتعبير الكتابي والتعبير الشفهي والحساب، وترتبط هذه الصعوبات بالصعوبات النمائية، ومثال على ذلك :
- القدرة على التمييز البصري والسمعي والذاكرة البصرية والسمعية والتكامل البصري الحركي تعد متطلبات أساسية لازمة للنجاح في مهام الكتابة.
- تعلم القراءة يتطلب الكفاءة في القدرة على فهم واستخدام اللغة ومهارات الإدراك السمعي لمعرفة أصوات حروف الكلمات (الوعي أو الإدراك الفونيمي)، وكذلك يتطلب القدرة البصرية على التمييز وتحديد الحروف والكلمات وإدراك العلاقات بين الشكل والأرضية والكل والجزء، وجشتلط الوحدات المقروءة.
- تعلم الحساب الذي يتطلب كفاية مهارات التصور البصري المكاني، والمفاهيم الكمية والمعرفية بمدلولات الأعداد وقيمتها، وترتبط بضعف القدرة على التفكير والاستنتاج.
وهذا التداخل بين صعوبات التعلم الأكاديمية والنمائية هو ما جعل الباحثين في المجال يؤكدون على أهمية عدم إهمال صعوبات التعلم النمائية عند دراسة صعوبات التعلم بوجه عام، بل ويؤكدون على ضرورة تحديد صعوبات التعلم النمائية في وقت مبكر، حيث يُعد ذلك بمثابة تشخيص أولي لصعوبات التعلم الأكاديمية قبل انتشارها وظهورها ومن ثم يساعد ذلك في اتخاذ الإجراءات المناسبة لمواجهة هذه المشكلة وعلاجها قبل استفحالها وهذا ما يعتبره البعض نوعاً من الوقاية الأولية للمشكلة.