المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البتول .. بقايا الأمس ..رحلتي مع التعليم


البدوية
08-10-2008, 08:56 PM
البتول.. بقايا الأمس ..رحلتي مع التعليم



الإقامة: ........ فوق الثرى وتحت الثريا

الرمز :... العين الباكية


البكاء من خشية الله ووجوب الحرص عليه ، لأنه من صفات العباد الصالحين





المصدر : منتدى الخليج


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية أشكر الأخ ضياء على هذه المبادرة وفتح هذا الموضوع للحوار والنقاش... وكذلك أشكر جميع الأخوة والأخوات الذين شاركوا في هذا الموضوع ...
ثم أود أن أخبركم بقصتي مع الإعاقة لأخذ رأيكم فبعد دخولي للشبكة لاأعلم ماذا حصل لي؟







لقد بدأت أفكر في العلاج مجددا بعد انقطاعي عنه لأكثر من 7سنوات ولكنني مازلت مترددة وخائفة من خوض تجربة جديدة فاشلة أخرج منها بخسائر فادحة كسابقاتها..

أولا --- كانت بداية إعاقتي شبيه إلى حد كبير ببداياتكم وسأروي لكم الحكاية كما سمعتها تترد على مسامعي كلما رأني شخص وسأل والدي عن سبب إعاقتي فيقولون ولدت طبيعية وكنت المولدة رقم 4 بين أخواتي ، ولما بلغت الثانية من لم أكن كبقية الأطفال--- بل كنت أفوقهم ذكاء وفطنة وفصاحة في المنطق إلى جانب الشكل الحسن والصحة الجيدة فكنت ألفت الانتباه (هذا ما يقوله والدي والله أعلم)






وفي عصر أحد الأيام كانت عند والدتي ضيفة غريبة وجلست ألعب أمامها فلفت انتباهها فسألت والدتي عن عمري فاخبرتها أنني لم أكمل العامين فتعجبت وكانت تظن أنني أكبر من ذلك ... وقبل أن تقوم الضيفة من مجلسها شعرت بالتعب ونمت وبعد ذهاب الضيفة بساعات استغربت أمي نومي في ذلك الوقت فلما اتت لتوقضني وجدت جسمي كالجمرة الملتهبة فأخذوني مباشرة إلى الطبيب الخاص (ظنا منهم أنه أفضل من الحكومي) فقام بإعطائي حقنة خافضة للحرارة لكنها سببت ارتخاء جميع عضلات جسمي بل لم أعد أقوى على الكلام .. فزجره والدي ثم ذهبوا بي للمستشفى الحكومي لعل طبيب الأطفال يستطيع فعل شيء لكنه للأسف كان أسوأ من سابقه فقد قام بحني ظهري ومحاولة ثني يدي ورجلي ولما زجره الوالد وقال له ستكسر ظهرها قال أنا أعلم بعلمي أريد أن أعرف هل هو شلل أطفال أم لا (لأنه كان منتشر في تلك الفترة- ولكن هل هذه الطريقة الصحيحة لاكتشافه؟؟؟) ثم قرر الطبيب أن أبقى في المستشفى ومنع والدتي من البقاء معي لأنها كانت حامل وخشي عليها من العدوى .. فبقيت أسبوع في المستشفى وحالتي كما هي لم تتحسن لا يتحرك مني أي عضو ولا يدلهم على حياتي إلا تلك الأنفاس الضعيفة وذلك الأنين والدموع وظنوا أنني سأموت ،، وكانت والدتي لا تفارق المستشفى تنتظر الزيارة تلو الأخرى وهي تردد دعاء واحدا ((يا رب أبقها لي ولو بقيت أحملها طوال عمري)) وبعد الأسبوع أصرت والدتي على إخراجي من المستشفى بعد أن رأت سوء معاملة الممرضات للأطفال وبرغم رفض الطبيب لأن المرض مازال معدي إلا أنها أصرت وجعلت والدي يخرجني على مسؤليته الشخصية والحمد لله لم أعد أحد ، المهم أنني بقيت على حالي مدة شهر وبفضل الله ثم ببعض الأدوية الشعبية بدأت أستعيد صحتي وبدأت اتحرك واستقر الوضع على شلل بسيط في اليد اليمنى والرجل اليسرى مع إنحناء بسيط في العمود الفقري ومن لحظتها بدأ والدي برحلة العلاج فلم يكونا يسمعان عن مكان فيه علاج لحالتي إلا وذهبا بي إليه سواء كان العلاج بالطب الحديث أو الشعبي وكم من مرة وقعنا في شر العجلة فنقع في أيدي محتالين يدعون انهم أطباء وكم عانينا منهم ..


لكن المعاناة الحقيقية تلك التي كانت في إحدى المستشفيات الكبرى في إحدى الدول العربية حيث استمر علاجي فيه 13عاما ---- انتهت بخسائر لم اتوقعها ---حيث زاد انحاء العمود الفقري إلى درجة فظيعة نتيجة للعمليات الفاشلة والتي اثرت سلبا على يدي ورجلي فضعفت حركتهما كثيراً---- ففي آخر عملية ارتكب الطبيب خطأ فادحا فقام بشد اعصاب رجلي السليمة اثناء محاولته تقويم العمود الفقري بقضيب معدني والمشكلة أنه لم يكتشف خطأه إلا بعد أن رأي الألام الفظيعة التي لا تهدأ إلا بمخدر قوي يجعلني أنام وما إن ينتهي مفعوله حتى تعود الآلام ---وبعد اسبوع منع عني ذلك المخدر خشية أن أدمن عليه واستبدله بآخر خفيف المفعول فلم يكن يؤثر أو ياتي بنتيجة فكنت أتألم ليل نهار دون نوم .



وياليت العملية كانت ناجحة لقلت يهون الأمر وأصبر على الألم.. فبعد العملية مباشرة وضع الجبس وأمرني بالبقاء مضطجعة على شقي الأيمن 7أشهر ----وبعد شهر بدأت أحس بآلام في ظهري وكأن هنالك جروح عند أماكن تثبيت القضيب المعدني لكن الطبيب لم يصدقني حتى مر اسبوع واستطعت أن أخرج له بعض القطن من تحت الجبس وهو مليء بالدم والصديد لكنه بقي يكابر وهو يقول----- جرح بسيط ويلتئم لا داعي لفك الجبس ولم يقتنع حتى فاحت رائحة الصديد وهددته أن لو تعفن الجرح فأنت المسؤول ، حينها فقط اقتنع وفك الجبس فوجد جريحين عميقين وقد ظهرت أطراف القضيب من الجرحين فبدت عليه علامات خيبة الأمل---- لكنه مازال مصر على إكمال تجاربه فطلب مني البقاء مضطجعة حتى تنقضي الأشهر السبعة فلعل الجروح تندمل ، وبعد انتهاء المدة كانت الجروح قد توسعت فأمرني بالجلوس فلما قلت له إن ظهري سينحني وبالتالي سيظهر القضيب أكثر ويتوسع الجرح .. فكان جوابه لا مشكلة في كل الأحوال سأجري عملية لإزالة القضيب فلم يعد لوجوده فائدة .. فقلت له إذن أزله الآن وارحمني من الآلام .. فقال آسف جدول عملياتي مزدحم وأقرب موعد بعد 6أشهر، وانتظرت مرور الأشهر بفارغ الصبر . فلا تتصورون أن يتحرك الإنسان وفي جسده قطعة معدنية نصفها في الداخل والآخر في الخارج كلما ارتطمت بشيء سرى اهتزازها ورنينها في جسدي فيقشعر ..

ومنذ أن أزال الطبيب القضيب وأخبرني بأن إجراء أي عملية أخرى سيكون ضررها أكثر من نفعها .. ثم اغلق ملفي وقال لي أنصحك بالتكيف مع إعاقتك وعدم المجازفة .. منذ وقتها وأنا أرفض العلاج في أي مكان ووالدي لم يجبراني على أي شيء بعد تلك التجارب المريرة .





حقا أنا الآن وضعي مستقر حيث أنني متكيفة مع إعاقتي واستطيع الاعتماد على نفسي في كل شيء .. غير أنني في الآونة الأخيرة بدأت أشعر كثيرا بضيق في التنفس مع آلام في القلب وأظن أن السبب هو إنحناء العمود الفقري حيث أنه يضغط على القفص الصدري ... لكن أخشى أن أخبر أهلي حتى لا أعيدهم إلى دوامة البحث عن العلاج من جديد .. فلذلك أريد نصيحتكم وخبرتكم هل هنالك إمكانية لتقويم العمود الفقري دون أضرار؟؟

وهل سني لازال يسمح بذلك؟ فعمري 26عاما
أسأل الله لنا ولوالدينا الأجر والثواب




أنا ---- التعليم ---- الطب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي د/ ياسر
لقد سرني وأثلج صدري ما قرأته في موضوعك من صبر وتحدي وثقة بالله عز وجل ،، وذكرني بموقف محزن مر عليّ قبل سبع سنوات عندما كنت في المرحلة المتوسطة وكنت الطالبة الوحيدة المشلولة في المدرسة ولأنني كنت متفوقة قررت المديرة عمل لقاء معي في الإذاعة الصباحية للمدرسة وذلك كعادة المدارس حتى يحفزو بقية الطالبات نحو التفوق وكان من ضمن أسئلة المقابلة ماهي امنيتك في المستقبل ؟ فقلت طبيبة اطفال .. لأنني كنت ومازلت مغرمة بمهنة الطب .. وما إن انتهت المقابلة ونظرت إلى زميلات ومعلماتي حتى علاني الحزن من نظرة رأيتها في أعينهن تقول لي كيف تكونين طبيبة وانت العليلة؟ حينها قلت في نفسي ما بالكم ياقوم لا تعون إن العلم يحتاج للعقل وما فقد بعد ذلك يمكن تعويضه وتمنيت لحظتها أن يوجد طبيب معاق فاقول لهم انظر إليه ولا تسخروا من أمنيتي .. والحمد لله ها أنا اليوم آراك يا أخي ياسر نموذجا مشرفا امامنا . فبارك الله جهودك ووفقك لما يحب ويرضى ...







تعليق --- ردود

شكرا جزيلا اختي اشراقة أمل على هذه الكلمات العطرة ،، وانا لم اقصد بكلامي ان نظرات الناس احبطتني وجلعتني اتخلى عن العلم كلا، فالحمد لله انا استطعت ان اواصل تعليمي برغم رفض كل من حولي لذلك حتى أقرب قريب وتحملت من الكلمات والنظرات ما لا تحتمله الجبال وما كان ذلك إلا بفضل الله عز وجل ثم بحب والدي وسعيهما في تحقيق رغباتي وإن لم يقتنعوا بها لكنهم لم يرفضوها . وها انا أعمل بنصيحة اخي د/ ياسر ((اذا لم تكن ما تحب فأحبب ما كنت ))
احاول ان احب علوم الحاسب بعدما حصلت على الدبلوم بتفوق ، وكنت اتطلع إلى الماجستير والدكتوراه ولكن ذلك بعيد المنال حيث انني اسكن في مدينة صغيرة بعدة جدا عن الجامعات .على كل الحال الحمد لله فشيء من العلم خير من عدمه وكل إنسان في هذه الدنيا سيأخذ نصيبه الذي قدر له .. كما قال عليه الصلاة والسلام (واعلم أن ما اخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطأك وأن النصر مع الصبر والفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا)
وأسال الله العلي القدير الذي جمعنا في الدنيا أن يجمعنا في فردوس جنته مع النبيين والشهداء والصالحين إنه على كل شيء قدير

رحلتي مع التعليم --------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية اشكركم على هذا التواصل الرائع
ثم أود أن أذكر لكم بعض تفاصيل رحلتي مع التعليم وذلك تلبية لرغبة أخي الكريم د/ ياسر ، ولكي يستفيد الجميع من هذه التجربة ... فأرجو أن تجدوا فيها الفائدة ... وأرجو أن لا تملوا طول حديثي ........
أولاً تعلمت القرأة والكتابة وأنا في الخامسة من عمري وكان ذلك بدون تعليم أو توجيه أواهتمام من والديّ فقد كانا لايفكران إلا بشيء واحد هو العلاج الذي أعود بعده كما كنت سليمة معافاة ،، أما أنا فكنت إلى جانب حرصي على العلاج أفكر في العلم وكيف أنال منه نصيباً ،، وبدأت تعليمي بالملاحظة والتأمل حيث كنت أجلس إلى جانب شقيقتي -التي تكبرني بعامين- عندما تذاكر دروسها فأردد ما تردد واكتب ما تكتب وعندما أسألها عن شيء لم تكن تبخل بالأجابة ولم يكن ذلك من باب الحرص على تعليمي بل من باب تلبية رغباتي وعدم ردي مكسورة الخاطر ويوماً بعد يوم أجدت القرأة والكتابة وبدت عليّ علامات النجابة وأخذت أعد الأشهر والأيام حتى أبلغ السن المفترض لدخول المدارس
ولما بلغته طرت فرحاً وسرورا وأصبحت أعد العدة لتسجيل فبدأت بإقناع والدتي وساعدنني في ذلك شقيقاتي ولم تقتنع والدتي بأهمية دراستي ولكنها وافقت حتى لا ترفض لي رغبة أحبها وقد كان والدي بنفس التفكير ، المهم جمعت والدتي الأوراق المطلوبة وتوجهت إلى المدرسة التي فيه شقيقاتي وطلبت من المديرة تسجيليفلما عرفت المديرة أنني معاقة رضفت وبشدة فحاولت والدتي أقناعها بشتى الطرق حيث بينت لها أن إعاقتي مجرد إعاقة جسدية وأنني ذكية وأجيد القرأة والكتابة وأفوق أقراني ، فقالت المديرة هذا لايكفي فأني أخشى عليها أن تؤذيها الطالبات وتجرح مشاعرها فبينت لها والدتي أنني اجتماعية ومعتادة على نظرات الأطفال وكلماتهم ، لكنها لم تقتنع وقالت لوالدتي أن الرفض من قبل الوزارة (حتى لاتذهب والدتي لمدرسة أخرى) وأن المعاقين لامكان لهم بين الأسوياء فمكانهم مع المعاقين أمثالهمعندها رجعت والدتي وعلامات خيبة الأمل على وجهها والحزن يملؤ قلبها لعجزها عن تحقيق رغبتي ، فذكرت لي ما قالته المديرة وقالت يا حبيبتي إن كنت مصرة على الدراسة سأرسلك إلى أحد مراكز المعاقين وإني يابنيتي قد عرض عليّ ذلك من قبل ورفضت لأني لم أقوى على فراقك ، وإن أردت أن تتعلمي في المنزل فشقيقاتك لن يتأخرن ، فقلت لها وقد حبست عبراتي لا ياأمي لن أذهب إلى أي مكان ولم أعد أريد الدراسة ، أما في داخلي فقد شعرت بقسوة المجتمع وظلمه وقررت ألا أستسلم بل يجب أن أثبت لهم أني قادرة على التعلم وإعاقتي ليست مانعاً بل هي حافزاً..






ومرت الأعوام وأنا أنمي علمي وأزيده بمتابعة شقيقاتي حتى أصبحت على قدر لابأس به من العلم وأصبحت أتولى أمر تعليم أخوتي الصغار ...ولما بلغت العاشرة من عمري أجريت لي أول عملية جراحية في العمود الفقري فطلب مني الطبيب على اثرها أن اللتحق بأحد مراكز المعاقين القريب من المستشفى لاستكمال العلاج الطبيعي حيث كنت اتعالج في أكبر مستشفيات العاصمة بينما يسكن أهلي في مدينة بعيدة جدا عن العاصمة وبالفعل التحقت بالمركز وابتعدت عن أهلي 5سنوات كنت لا أراهم إلا في الإجازات وخلال هذه السنوات ومن خلال المركز استطعت الإلتحاق بالمدرسة فأنهيت المرحلة الإبتدائية والمتوسطة فقد أختصروا لي المرحلة الإبتدائية لما رأوني على قدر من العلم ، ثم عدت لأهلي بعدما فشل العلاج ، وفي نفسي رغبة في مواصلة الدراسة فطلبت من والدتي تسجيلي في أقرب مدرسة ثانوية وبالطبع لم يمانعوا ولكنني رأيت الرفض وعدم الاقتناع بأهمية دراستي في أعينهم وحاولوا بأسلوب لطيف ثنيي عن الدراسة بقولهم أنها متعبة وأنهم يريدون راحتي ، لكنني أصريت على المواصلة ولكي أجنبهم عناء الذهاب والإياب يوميا قررت الدراسة انتساب بحيث لا أذهب إلا في الاختبارات ، فاوافقوا والتحقت فحققت التفوق في الصف الأول والثاني علمي واثار ذلك استغراب الجميع كيف انجح واتفوق دون حضور الشرح خاصة في المواد العلمية وكانوا يقولون لي ذلك صراحة فكنت أرد عليهم بقولي أني أحب المواد العلمية ولا أجد في فهما صعوبة وإذا استغلق عليّ أمر فإني ألجأ لشقيقاتي اللائي لايتأخرن في مساعدتي ، لكن ذلك الحماس تلاشى وسيطر عليّ اليأس عندما وصلت للثانوية العامة حيث بدأت أفكر فيما بعدها فإذا بي أرى الأبواب قد أوصدت أمامي ، فالمدينة التي أسكن فيها لايوجد فيها جامعة واقرب جامعة تحتاج إلى سفر ، وسكن الطالبات لايناسبني كمعاقة ، ولايوجد لدي محرم متفرغ يذهب معي ، ولايمكنني السكن بمفردي ..... إذن ليس هناك مجال لمواصلة الدراسة !!

فبدأت أقول في نفسي ما فائدة الثانوية إذا كنت لن أكمل بعدها؟؟ والمشكلة أن الجميع بلا استثناء كان يردد عبارة واحدة (( هذه آخر سنة لكي في الدراسة وستودعين الكتب إلى غير رجعة)) كل ذلك أرهقني نفسياً وخاصة أنني من النوع الكتوم الذي لايحاول التنفيس عما بداخله للآخرين ... فظهر ذلك الألم النفسي بشكل أمراض عضوية عديدة كالأرق بل عدم النوم ليلاً وعدم الرغبة في الطعام وصداع لايهدأ واضطراب في ضغط الدم وو.....وغيرها ولم يعلم أحد أن سببها نفسي .. وأتت الاختبارات وأنا لم أستعد لها فكلما حاولت فتح الكتب ومذاكرة الدروس تذكرت أنها النهاية فألقى بالكتاب أرضاً واستغرغ في البكاء بصمت لعل الدموع تطفئ ذلك اللهيب .... وسيطر علي اليأس وقررت أن لاأذهب للاختبار ولكني لم أجد نفسي إلا وقد ذهبت وأديت الاختبارات وكأنني كنت أمضي وأنا مسيرة لامخيرة ... وبفضل الله ورحمته نجحت ، حقاً ليس النجاح الذي تعودت عليه لكنه خير من العدم فقد حصلت على 85،5% وبعد أخذ النتيجة أفقت من ذلك الكابوس وتخلصت من سيطرة اليأس والشيطان ،، فقلت لنفسي لماذا كل هذا الهم والحزن؟ أين إيماني بالقضاء والقدر؟ أين توكلي على الله؟ ويحك يا نفس لقد فاتك ماهو أعظم فصبرتي!! ومرت الأيام وأنا أدعو الله أن يصبرني ويفرج كربتي ،، وأردد في جوف الليل (( يارب إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي ولكن رحمتك هي أوسع لي)) فكان كالبلسم يضمد جراحي ........





ولم ألبث طويلا حتى أتت البشرى بافتتاح معهد أهلي لعلوم الحاسب فطلبت من والدتي الالتحاق به فلم تمانع مع أن الجميع كان يرى ذلك نوعاً من العبث والإسراف لكني لم أهتم بما يقولون ،،، لكن الفرحة لم تدم طويلاً ،، فلما ذهبت والدتي لمديرة المعهد وشرحت لها الظروف رحبت ولم تمانع ولكنها قالت أن هناك مشكلة وهي أن جميع القاعات الدراسية في الدور الثاني ولايوجد مصعد ولايمكن إنزالها للدور الأول ولكنني سأحاول مع المسئولين ..

فعادت والدتي واخبرتني وبقيت انتظر رد المسئولين في حال لا يعلمها إلا الله .... ثم ذهبت والدتي لتعرف الرد فإذا بهم يقولون المعذرة لا نستطيع في الوقت الراهن .... فقلت اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها .. وضاع ذلك العام من عمري .. ولكن الله عز وجل استجاب دعوتي ففي العام التالي تم تطوير مناهج المعهد وتم افتتاح قاعات في الدور الأول فالتحقت به وحصلت على دبلوم بتقدير امتياز وكنت الأولى على الدفعة .. وطبعاً لم يخلو ذلك من بعض المواقف الجارحة لكنها لم تكن أقسى من سابقتها ......





والحمد لله هاأنا اليوم بالعلم أجد مكاني ولو على الأقل في محيط أسرتي فوالدي أميان وإذا سمعا بأي معلومة لايصدقانها حتى أؤكد لهما صحتها بخبرتي البسيطة ويستشيران في كل أمورهما وكذلك أخوتي وأبناءهم يلجئون إليّ في أي علم يحتاجونه ولي دراية به ولو كانوا أعلى مني في المستوى الأكاديمي فهم يعتبرونني بنك المعلومات الذكي ، لأنهم يعلمون أنني أحاول تثقيف نفسي في كافة العلوم وإذا تعلمت علماً لاأنساه فالمحب لا ينسى حبيبه ......



أخيراً رسالتي لكل معاق: إياك والتخلي عن العلم والاستسلام للصعوبات ،، تعلم ولو كنت على فراشك .. فالعلم هو سلاحك ... وبه تجد مكانك في المجتمع .. وتكسب الأجر العظيم وتنفع اخوانك .......

أخوتي المعذرة إن كنت قد أثرت شجونكم .... وكل المعذرة إن سبب لكم طول حديثي الملل ...
اللهم علمنا ماينفعنا وانفعنا بما علمتنا .. واجمعنا في فردوس جنتك
للمزيد منالتجارب-------
للمزيد من كسر الحواجز -------------
للمزيد من ردود الفعل -----------
يمكنكم زيارة منتدى الخليجwww.gulfnet.ws (http://www.gulfnet.ws/)

yousefdw1
08-10-2008, 11:41 PM
شكرا لكي اختي في الله... فالكل يعاني فانا اصبحت اما على عمر{5ز15} وام لطفله عمرها 5سنوات بعقل سنه ونصف لا اريد ان افكر فيما هو بعيد اعمل الذي علي من مراجعت حالتها واقرا عليها القران وادعو لها وكلت امرها لله للان لا نعرف ما بها كل شيء طبيعي فاقول يارب صبرني يارب رضني يارب اجعلني من الموقنين يارب من المخلصين يا رب من الصادقين بقدرك ان الله يعلم ما بها موقنه بشفاءه لها

شمعة امل
11-27-2008, 02:36 PM
انتي تشرفين المجتمع

بإصرارك وثباتك

وفقك الله