المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فتاوى عن الاعاقة والمعوقين


الصحفي الطائر
08-07-2008, 12:53 PM
فتاوى عن الاعاقة والمعوقين




ما حكم المرض الذي يصيب ابن آدم؛ هل هو عقاب من الله، أم امتحان لعبده؟ وهل ورد في هذا الموضوع أحاديث؟ ‎

(اللجنة الدائمة للإفتاء):
الله سبحانه حكيم عليم بما يصلح شأن عباده، عليم بهم، لا يخفى عليه شيء، فيبتلي عباده المؤمنين بما يصيبهم من مختلف أنواع المصائب في أنفسهم، وأولادهم، وأحبابهم، وأموالهم؛ ليعلم الله سبحانه -علماً ظاهراً- المؤمن الصابر المحتسب من غيره، فيكون ذلك سبباً لنيله الثواب العظيم من الله جل شأنه، وليعلم غير الصابر من الجزعين الذين لا يؤمنون بقضاء الله وقدره، أو لا يصبرون على المصائب، فيكون ذلك سبباً في زيادة غضب الله عليهم، قال تعالى: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين)، وقال سبحانه وتعالى: (ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين ..) إلى أن قال: (.. والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون)، وقال سبحانه: (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم) والعلم الظاهر: الموجود بين الناس، وإلا فهو سبحانه يعلم في الأزل الصابر وغيره
كما أن المصائب -من الأمراض والعاهات والأحزان- سبب في حط خطايا وتكفير ذنوب المؤمن، فقد ثبت في أحاديث كثيرة أنها تحط الخطايا، فعن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر الله به سيئاته" أخرجه البخاري ومسلم والترمذي. وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعك فمسسته بيدي فقلت: يا رسول الله إنك توعك وعكاً شديداً، قال: "أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم" قلت أذلك بأن لك أجرين؟ قال: "أجل ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها" أخرجه البخاري ومسلم
هذا وقد تكون الأمراض ونحوها عقوبة، ومع ذلك تكون كفارة لمن أصابته إذا صبر واحتسب لعموم ما تقدم من النصوص. ولقوله سبحانه: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير). وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصخبه وسلم. ا
المصدر: كتاب اللؤلؤ الثمين إعداد عبد الإله بن عثمان الشايع، ج1 صفحة 15



هل صحيح أن الزواج من الأقارب ينشأ عنه أولاد مشوهين أو معوقون كما يقول الأطباء؟ ‎
(فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين):
هذا الكلام الذي سمعته من الطبيب ليس بصحيح، فإن الزواج من الأقارب كغيره، لا يستلزم أن يكون الأولاد مشوهين، بل الأمر كله بيد الله، والتشويه له أسباب غير هذه. لكن بعض أهل العلم استحب أن يتزوج الرجل من غير أقاربه، من أجل أنه أنجب للولد، ولكن الصواب خلاف ذلك وإن المدار هو على الدين والخلق، قال صلى الله عليه وسلم: "تنكح المرأة لأربع: لمالها ونسبها وجمالها ودينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك" أخرجه البخاري ومسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: "إذا أتاكم من ترضون دينه وخُلُقَهُ فأَنكحوه، إلا تفعلوه تكن فتـنةٌ في الأرض وفساد كبير" أخرجه الترمذي، وسلسلة الأحاديث الصحيحة رقم 1022 وكم من أناس تزوجوا ببنات أعمامهم ولم يجدوا إلا الخير، وهذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، تزوج ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة، وهي ابنة عمه، وظهر من بينهما سيد أهل الجنة الحسن والحسين، رضي الله عنهما، وقال صلى الله عليه وسلم في الحسن: "إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين طائفتين من المسلمين" رواه البخاري
والحاصل أن ابن عمك إذا كان ذا دين وخلق فتزوجيه، ولا تخافي من هذه الأمور التي يشيعها من لا علم عنده، والأمر بيد الله عز وجل، والله الموفق
المصدر: كتاب اللؤلؤ الثمين إعداد عبد الإله بن عثمان الشايع، ج1 صفحة 21

هل تعتبر الإعاقة عيباً قادحاً في الزواج؟ ‎
(فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين):
الإعاقة إن كانت في الجهاز التناسلي بحيث لا يحصل الانشار أو نحوه، لا شك أنها عيب، وهو المعروف بالعنين، ولها الانتظار سنة كاملة، أما الإعاقة في اليدين، أو القدمين، أو اللسان، أو العقل فإنها عيب إن كانت تعوق عن العمل، وتعد عيباً، فلها طلب الطلاق
المصدر: كتاب اللؤلؤ الثمين إعداد عبد الإله بن عثمان الشايع، ج1 صفحة 28 .

يلجأ بعض الآباء أو الأمهات إذا كان لديهم طفل معاق إلى إخفائه عن الناس وعدم الذهاب به إلى المناسبات الاجتماعية وعزله في المنزل، وقد يحاولون ألا يعرف الناس أن لديهم طفل معاق، فما رأيكم في هذا

(فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين):

هذا خطأ، فإنه خلق الله وأمره وليس لهم اختيار، والله تعالى هو الحكيم في خلقه وتدبيره، فعليهم الرضا بالقدر والقضاء واحتساب الأجر على الصبر، وعليهم إظهاره حتى يراه الأصحاء ليحمدوا ربهم على نعمة الخلق الحسن، فإن الله تعالى فاوت بين الخلق في التمام والنقص، حتى يُشكر على عبادته وعلى نعمته، فلا حرج في الذهاب به ولا في رؤية الناس له، إلا إن شق عليهم حمله ونقله جاز تركه تخفيفاً.
المصدر:: كتاب اللؤلؤ الثمين إعداد عبد الإله بن عثمان الشايع، ج1 صفحة 36

على ماذا ينطبق مصطلح الشخص المتخلف عقلياً في الشريعة الإسلامية، هل هو السفيه أم هو المجنون أم غير ذلك؟ ‎
(فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين):
معلوم أن السفه يتفاوت، وكذلك النقص في العقل، فالتخلف عقلياً يصدق على فاقد العقل تماماً أو فاقد بعضه، ومتى كان ناقص العقل فإن التكاليف تسقط عنه إذا لم يفهم الخطاب ولم يحسن الجواب، وهذه العبارة باسم التخلف عبارة جديدة والعلماء يستعملون الجنون، والسفه، ونقص العقل، ونحوه والله أعلم.
المصدر: كتاب اللؤلؤ الثمين إعداد عبد الإله بن عثمان بن عثمان الشايع، ج1 صفحة 123

ما هي الحالات التي يعفى الإنسان فيها عن أداء الصلاة بالكلية؟ ‎
(فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين):
لا تسقط الصلاة عن المكلف حتى يزول سبب التكليف الذي هو العقل، فإذا أصيب بجنون ففقد التمييز، ولا يعرف النافع من الضار، ولا يفرق بين ولده وغيره، فإنه تسقط عنه الصلاة، وكذا إذا أغُمي عليه وطالت مدة الإغماء بحيث لا يشعر بنفسه، ولا بمن حوله لمدة أكثر من أربعة أيام، فإنه معذور، وهكذا تسقط عن المريض الذي يصل به المرض إلى حالة لا يستطيع الحركة ولو برأسه ويديه فإنه يصلي على حسب حاله ولا تسقط عنه الصلاة
المصدر: كتاب اللؤلؤ الثمين إعداد عبد الإله بن عثمان الشايع، ج1 صفحة 125

ما حكم إجهاض المرأة الحامل إذا تبين بالفحص الطبي وجود تشوه في دماغ الجنين، مما قد ينتج عنه ولادة طفل متخلف عقليا؟ ‎
(فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين):
لا يجوز الإسقاط إلا إذا كان الحمل في الأربعين الأول، فيجوز إسقاطه بدواء مباح، وهكذا يجوز إسقاطه إذا مات في الرحم، أو تحقق بالكشف أنه لا يعيش بعد الولادة بل يموت فوراً لنقص في الخلق، أو أعضاءه مفقودة وقرر ذلك أطباء مسلمون مجربون في الإصابة، أو خيف ضرر على الأم بأن كان الحمل معترضاً أو كبير الرأس يخاف من بقائه في الرحم الضرر على أمه، فأما كونه متخلفاً في العقل، أو ناقصاً في دماغه بحيث يبقى ضعيفاً أو معوقاً فأرى أن ذلك لا يسوق الإسقاط. كتاب اللؤلؤ الثمين إعداد عبد الإله بن عثمان الشايع، ج1 صفحة 125

حكم الشرع في الصوم لمن لديه صرع ومستمر على العلاج ثلاث مرات يوميا؟ ‎
(فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين):
إذا كان هذا المرض الذي ألم بك يُرجى زواله في يوم من الأيام فإن الواجب عليك أن تنتظر حتى يَزُول هذا المرض ثم تصوم لقول الله تعالى: (ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أُخَر). أما إذا كان المرض مستمراً لا يُرجى زواله فإن الواجب عليك أن تُطعم عن كل يوم مسكيناً ويجوز أن تصنع طعاماً غداء أو عشاء وتدعو إليه مساكين بعدد أيام الشهر وتبرأ ذمتك بذلك ولا أظن أحداً يعجزُ عن هذا إن شاء الله تعالى، لا حَرَجَ عليك أن تُطعم بعضهم في شهر وبعضهم في شهرٍ وبعضهم في شهر حسبما تقدر عليه.
المصدر: فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين

حدثنا لو تكرمتم عما وعد الله له الصابرين في الدنيا والآخرة والعاملين بطاعة الله؟ ‎
(سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز) :

إن الله خلق الخلق ليعبدوه وحده لا شريك له وأمرهم بذلك فقال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) وقال تعالى: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون). وهذه العبادة التي خلقوا لها وأمروا بها هي أن يطيعوا أوامره وينتهوا عن نواهيه ويكثروا من ذكره. وأساس هذه العبادة هو توحيده سبحانه بدعائه وبخوفه ورجائه والإِخلاص له في جميع العبادة من صلاة وصوم وغير ذلك. وقد وعدهم الله الخير الكثير والعاقبة الحميدة في الدنيا والآخرة كما وعدهم في الآخرة بالجنة والكرامة، قال تعالى: (فاصبر إن العاقبة للمتقين) وقال سبحانه: (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) وقال تعالى: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب). وقال عز وجل: (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم بأحسن ما كانوا يعملون) وقال صلى الله عليه وسلم :"ما أُعْطيَ أحد عَطاءً خَيْراً وأوسَعَ من الصبر" متفق عليه. وقال صلى الله عليه وسلم: "عجباً لأمر المؤمن إن أمرهُ كُلَّه له خيْر إنْ أصابتهُ سراءُ شَكرَ فكان خيراً له، وإنْ أصابته ضرَّاءَ صبر فكان خيراً له وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن" رواه مسلم. فالصابر له العاقبة الحميدة في الدنيا والآخرة أو له الجنة والكرامة في الآخرة إذا صبر على تقوى الله سبحانه وطاعته وصبر على ما ابتلي به من شظف العيش والفاقة والفقر والمرض ونحو ذلك كما قال الله سبحانه: (ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين) إلى أن قال سبحانه: (والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون) والصبر والتقوى عاقبتها حميدة في جميع الأحوال. قال تعالى في حق المؤمنين مع عدوهم: (وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً إن الله بما يعملون محيط).
المصدر: كتاب اللؤلؤ الثمين إعداد عبد الإله بن عثمان الشايع، ج1 صفحة 13