المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أطفالنا الموهوبون "ذوي احتياجات خاصة" من يرعاهم؟؟


معلم متقاعد
04-28-2011, 01:05 PM
أطفالنا الموهوبون "ذوي احتياجات خاصة" من يرعاهم؟؟

تحقيق:حسين الوسطي
حينما يولد الطفل وتولد معه الموهبة ويخرج إلى عالم آخر، ندرك تماما أن القدرات والطاقات لدى الطفل ستساعد في تنمية وتطوير المجتمع من خلال قدراته العقلية العامة والاستعداد الأكاديمي الخاص والفنون التشكيلية والأدائية وفي شتى المجالات المختلفة.
والسائد عند البعض أن ذوي الاحتياجات الخاصة مظلة للأشخاص المعاقين فقط، وهذا المفهوم خاطئ ,وفي هذا الشأن تتحدث دكتورة علم النفس التربوي بجامعة البحرين جيهان العمران قائلة: "أن ذوي الاحتياجات الخاصة هم كل من يحتاج إلى رعاية خاص، ويندرجون تحت ثلاث فئات هم : ذوي الإعاقة الحسية والإعاقة الحركية، التخلف العقلي وذوي الاضطرابات النفسية والانفعالية.
وتتمثل الفئة الثانية في صعوبات التعلم واضطراب فرط النشاط وتشتت الانتباه (ADHD) Attention Deficit Hyperactivity Disorder. أما أصحاب الفئة الثالثة فهم محور تحقيقناهذا..(الموهوبون)". بيد أن هذه الفئات موجودة على أرض الواقع إلا أن النظم التربوية كثيرا ما تعجز عن فهم ما يجري داخل الأطفال الموهوبين خاصة حينما تكون البرامج الأكاديمية المقدمة لهم لا تراعي قدراتهم الفريدة، ولا تراعي حاجاتهم للتعلم في المجال الذي يحبون، فمن الضروري الاهتمام برواد وعلماء المستقبل في مختلف المجالات العصرية.
وتضيف العمران ان, "هناك عدة تعريفات للموهبة الأهم منها هو التعريف العالمي لمكتب التربية الأمريكي الذي طور سنة 1978م، وهو أن الموهوب هو كل طفل يتمتع بقدرة عقلية فوق المتوسط أو أي قدرة عالية بأحد المجالات الست التالية: القدرة العقلية العامة، الاستعداد الأكاديمي الخاص أي التميز في الرياضيات مثلا أواللغة العربية أو غيرها من المواد، بالإضافة إلى التمتع بقدرات قيادية عالية والقدرة على التواصل، القدرة الإبداعية، الفنون التشكيلية والأدائية".

خصائص الموهوب
وبغض النظر بارزة أو كامنة لا بدأن يكون المشخص مختص في هذا المجال حتى يستطيع اكتشاف الموهوب من خلال الكثير منخصائصه, وعليه تذكر الدكتورة جيهان العمران بعضا من تلك الخصائص: أولها وجود فجوةبين النمو العقلي للطفل والنمو العاطفي، مما يجعله يتميز بالحساسية المفرطة والنزعةللمثالية والكمالية ولكنهم في المقابل دائما ما يميلون للاستقلالية بالسلوكوالاعتماد على الذات والميل للأمور الصعبة والمعقدة التي تتحدى مستوى تفكيرهم،ويتمتعون أيضا بالخيال الواسع والقدرة على الكلام والتعبير، وتضيف أيضا "بأنهمدائما ما يلجئون لمصاحبة الكبار ويتعاطفون مع الفقراء والفئات المحرومة على الرغممن أنهم دائما ما يشعرون بالغربة النفسية لأن طريقة تفكيرهم تختلف عنالآخرين".

التفكير التقاربي والتشعبي
وفيما يرتبط بالذكاء والابداع,تتحدث الطالبة بقسم علم النفس التربوي بجامعة البحرين رباب صالح فتقول:" المعروف عن الذكي بأنه يحمل إجابات محددة قد تنحصر بين الصواب والخطأ فقط للأسئلة التي قد تكون لها حلول بأكثر من طريقة واحدة أي إمكانية تعدد الحلول لسؤال واحد فقط ، بينما قد يستند الذكي على طريقة واحدة لحل هذه النوعية من الأسئلة.. وبمعنى آخر أن هذا النوع من التفكير لا يتعدد وقد لا يصل لمستوى التوسع في مجال الخيال وهذا ما يسمى بالتفكير التقاربي Convergent Thinking. ولكن يقابل هذا النوع من التفكير نوعا يتميز بالتشعب والتأمل والتوصل لعدد من الحلول المبدعة ما يسمى بالتفكير التباعدي أو التشعبي Divergent Thinking وبالتأكيد يتميز الموهوبون والمبدعون بالنوع الثاني من التفكير.. ومن هذا المنطلق نجد أنه قد لا توجد علاقة بين الذكاء والإبداع ، فليس كل مبدع ذكي وليس كل ذكي مبدع وهذا ما أثبتته كثير من الدراسات العلمية في هذا المجال"

الابداع عند تورانس
وحتى لا تتشتت لديك أيها القارئ الصورة يمكن لنا أن نوضح تعريفا للإبداع للعالم تورانس Torrance وهو من الأعلام المشهورين في دراسة الإبداع: إن الإبداع يعني الاحساس بالمشكلات والقدرة على إيجاد الحلول لها، فالتفكير الإبداعي يعني الإحساس بالثغرات والعناصر المفقودة في المشكلة وتكوين الأفكار ووضع الفروض الخاصة ومحاولة اختبارها والوصول لنتائج أصيلة ومتفردة.

معلم متقاعد
04-28-2011, 01:11 PM
الموهوب داخل الأسرة- الاختيار الجيد للعب الطفل تنمي قدرته على التخيل

في الوهلة الأولى من نمو الطفل الموهوب في محيط الأسرة يستوجب عليها ومنذ البداية أن تحرر طفلها من القيود التي قد تعرقله عن إبرازاستعداده الكامن للموهبة أو خوفه من إبداء رأيه، لذا فعلى الأسرة أن توفر المناخ المناسب للنمو النفسي والاجتماعي للطفل بعيدا عن مظاهر التسلط والعقوبات البدنية الشديدة وترك الحرية للطفل للتعبير عن آرائه دون رهبة والإصغاء إليه بعناية حتى يمنح الطفل شعورا بالأمان الذي هو في أمس الحاجة إليه لتنمية قدراته الإبداعية.
ثانيا: يؤدي تشجيع الطفل على حب الاستطلاع وتوجيهه لمصادر المعلومات على تكوين انطباعات خاصة به وخبرات ذاتية تنمي لديه القدرة على الاستيعاب وفهم العالم على نحومميز وهذا أحد مقومات الإبداع.
ثالثا: الاختيار الجيد للعب الطفل بحيث تكون مناسبة لعمره وذات قيمة تربوية تثير اهتمامه وتحفزه على النشاط والمثابرة وأن لا تمثل خطورة عليه، مما ينمي قدرة الطفل على التخيل والتصور الذهني من خلالها فقد تشاهد الأم مع طفلها شريطا يحكي قصة أو جزءا منه ثم تتوقف لتسأله عن كيفية تصوره للحدث في نهاية القصة، أو أن تسأله عن توقعاته لو حدث كذا وكذا كأن تقول: ماذا تفعل لو فهمت لغة الطيور والحيوانات؟
رابعا: يمكن للوالدين إعطاء الطفل ما يطلبه من أوراق أوألوان ليرسم ويلون ما يحلو له مع الاهتمام بخطوطه ورسوماته خاصة عندما يحاول أني عرضها عليهما.
ومن هنا يجب الاهتمام بهذه البيئة وتهيئة الوالدين لها بما يحق قتنمية مهارات الطفل وتفعيل موهبته.
من الواقع: *( موهوبة لا تتلقى الاهتمام)*


يحزننا كثيرا بأننا تلقينا بأسرة بحرينية تحتضن طفلة موهوبة في رسم الكاركتير بشكل مبدع من خيالها,الطفلة بشاير سعيد والتي تبلغ من العمر 13 سنة،وفي هذا السياق تعترف لناأسرتها بعدم الإلمام بجوانب الموهوبين، وحيرتها في توجيهها وانعدام الدراية بكيفية التعامل مع موهوبتهم الطفلة: بشاير سعيد التي ظهرت عليها علامات موهبة الرسم منذ سن السادسة، و تصف الأم ابنتها بشاير بأنها طموحة جدا وكثيرة الانعزال والانطوائية وغالبا ما تشعر بالخجل حتى من المقربين إليها وتدلي أيضا بأنها نادرا ما تطلب ما تريد ولكنها كثيرة التساؤل عن السبب الذي يمنع والديها من عرض رسوماتها الإبداعية في إحدى مجلات الأطفال على الرغم من أن مدرساتها الرسم يشجعنها على هذه الموهبة ويحاولن تفعيل هذه الرسوم في مسابقات على مستوى المدرسة وقد حصلت على الكثير من الجوائز الرمزية من قبل المدرسة منذ المرحلة الابتدائية.
وحينما قمنا بالتحدث مع هذه الموهوبة الصغيرة اكتشفنا بأنها تمنح المدرسة بعض من رسوماتها الجميلة ولكن لغياب تثقيف الأسرة وتوعيتها من هذا الناحية فهي تخبأ رسوماتها في ركن من خزانته اولا تقبل بأن يجدها أو يضطلع عليها أفراد الأسرة. وتقول لنا الطفلة الموهوبة بنبرة مستاءة وعلامات الخجل على وجهها : إنني حزينة كوني أجيد رسم الكاركتير ولا أستطيع نشر بعضا منها في مجلة ماجد!!! على الرغم من أن صديقاتي يثنين علي ويحبن كل رسوماتي لكنني غالبا أشعر بأن لوحاتي فاشلة لكونها لا تنشر.
ومن الملاحظ هنا بأن بشايرتتعرض لعقبات تؤلمها وقد تؤثر عليها نفسيا وربما من يدري قد تؤدي لضمور هذهالموهبة.
*(المدرسة البيئة الثانية للطفل)*


تلعب المدرسة دورا مهما في تنشئة الأطفال الموهوبين واكتشافهم لحمايتهم من الاضطرابات التي قديتعرضون لها خاصة كون الطفل يقضي من وقته داخل الصفوف المدرسية فهي البيئة الثانيةالتي تساعد على تنمية الطفل على نحو سليم. وبما أننا حاولنا وضع هذه الفئة تحت مجهرحديثنا لا بد لنا من طرح بعض برامج رعاية الموهوبين في المدرسة كحق أي فرد فيالمجتمع منها:
1.تكوين مدارس خاصة للموهوبين. قفز الصفوف في المدارس العادية أوالتسريع الجزئي لبعض من المواد أو الكلي والمزدوج.
2.القبول المبكر في الروضةوالابتدائي.
3.القبول المبكر في الاعدادي والثانوي.
4.البرامج الأكاديميةالاثرائية التي تغني بيئة الصف وحياة الطفل الموهوب.
5.اشراك الموهوب في المسابقات والدورات الخاصة.
6.الاهتمام بغرفة المصادر في المدارس العادية.
وقد اقتراح تورانس Torrance منذ ما يزيد عن أربعة عقود 1962 عدة توصياتلتحسين أداء المعلم داخل بيئة الفصل لتساعد على تنمية التفكير الإبداعي لدى الأطفالومنها :
•أن يكون المعلم ملما بمفهوم الإبداع والأفكار التي يتضمنهاوالاختبارات التي تقيس الإبداع ومكوناتها مثل الأصالة والطلاقة والمرونة.
•تشجيعالتلاميذ على استخدام الأشياء والأفكار وتناولها بطرق جديدة ولا يجبر التلاميذ علىاستخدام الأسلوب الذي يتبعه في حل المشكلات.
•تدريب التلاميذ على استخدام أساليبجديدة في التفكير مثل أسلوب حل المشكلات وذلك عند دراستهم للموضوعات التي يتضمنهاالمنهج الدراسي، ومساعدتهم في تهيئة بيئة غنية بالمثيرات كإنتاج الوسائل التعليميةوالخرائط والرسومات.
ولنا كلمة

نأمل في هذا الصدد أن تتوافر لدى أسرالموهوبين بعض من الدورات التثقيفية القيمة وشعارات التوعية الموجه لهم وللمؤسساتالتعليمية المختلفة بهدف التعريف بالموهوبين وخصائصهم وسبل العناية بهم، آملين رقيالمجتمع وسيادة الأمم ونهضة حضاراته على أيدي هؤلاء الموهوبين من العلماء والمفكرينوالقادة والمخترعين.