المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تصميم الأنشطة التعليمية


معلم متقاعد
03-05-2011, 10:52 AM
تصميم الأنشطة التعليمية


مما لا شك فيه أن تصميم الأنشطة يعتبر من أهم الخطوات التعليمية .. و بالرغم من أهمية خطوات فنية أخري ظاهرة مثل التقييم ، وضع البرامج ، تنفيذ البرامج .. إلا أن عملية تصميم الأنشطة تكتسب أهمية خاصة حيث تعتبر حلقة الوصل الأساسية أو نقطة الانتقال الحقيقية ما بين تخطيط البرامج و تنفيذها .. وفي هذه المرحلة يقوم المدرس بترجمة برامجه و أهدافه التعليمية التي اختارها كأهداف للتدريس يرغب في تعليم الطفل إياها إلى إجراءات واقعية وأهداف جزئية أصغر يمكن للطفل ان يؤديها و تؤدي به في النهاية إلى اكتساب المهارات التي كان يهدف إلي إكسابه إياها من البداية بما يعمل علي إتمام عملية التعلم .. كما تكتسب عملية تصميم الأنشطة أهمية خاصة حيث يتضح من خلالها إسلوب المدرس ، و مدي كفاءته في التدريس ومدي قدرته على الابتكار و التجديد و مدي براعته في ترجمة برامجه و أفكاره إلى إجراءات واقعية مترابطة متسلسلة و متكاملة تبدأ بناء على فكر و وجهة نظر وتسير بناء على رؤية معينه وتنتهي بالنجاح في إنجاز ما و ضعت من اجله من أهداف .. و تزداد مهارة المدرس علي اختيار و ابتكار الأنشطة الأكثر ملائمة لكل حالة بمرور الوقت و بتوافر عنصر الخبرة و تتوقف بشكل كبير على درجة تدريب المدرس أو مصمم النشاط ، بالاضافه إلى القدرات العقلية الخاصة التي قد تتوافر لديه من قدره على التحليل و التسلسل و الابتكار ..

وللأمانة فليس هناك خطوات محدده يمكن سردها يتمكن المدرس في حال اتباعها حرفيا للتمكن من ابتكار نشاط قوي و فعال يضمن إكساب الطفل للمهارة موضوع التدريس .. و إنما هناك خطوات منطقية يمكن اتباعها تساهم بشكل كبير في ابتكار لنشاط فعال منها :

1. تكوين فكره عامه عن قدرات الطفل :

وتتم هذه الخطوة بشكل عام من خلال معايشة الطفل و التعرف على إمكانياته و طبيعة أعاقته ودرجتها.. و تشكل هذه الخطوة بالرغم من أنها غير رسمية أهمية خاصة حيث أنه يمكن أن تتحكم بشكل كبير في شكل و طريقة صياغة عناصر النشاط من البداية و حتى النهاية ، من حيث درجة البساطة أو الصعوبة ،محددات أداء الطفل للنشاط من حيث شكل و إسلوب أداء الطفل للنشاط ، طريقة إحكام المدرس للظروف حول المهارة التي يرغب المدرس في تنميتها لدي الطفل .. فمعرفة المدرس لنوع الإعاقة العقلية و درجتها ومصاحبة إعاقات جسميه أو حركيه أو حسية ( السمعية أو البصرية ) ومدي درجتها ( بسيطة أو متوسطة أو شديدة ) و أيضا السمات الشخصية و النفسية و الاجتماعية للطفل ( هل هو منعزل بحيث يؤدي هذا النشاط أم انه منطو ) وجود مشكلات سلوكية أو تدميرية ( إيذاء للذات أو للآخرين ) تحدد بشكل كبير مكونات النشاط المقترح من المدرس للتدخل و التعامل مع مشكلة الطفل .. حيث تكون معلومات من هذا النوع لدي المدرس درجه كافيه من التوقع لمدي إمكانية أداء الطفل لبعض المهام أو الأفعال التي يمكن ان يتم إسنادها للطفل فيما بعد ، وتوقع لشكل أداء الطفل لهذه المهام .. فما هي درجة إعاقة الطفل و ما هو مستوي إعاقته بسيطة أو متوسطة أم شديدة .. و بذلك هل يجب و ضع ظروف اكثر صعوبة و إحكاما حول المهارة أم أنه من الأفضل وضع ظروف اكثر بساطه و مرونة .. فمثلا هل سيتمكن من التركيز لمدة معينه ( دقيقتين ، 3 ، 5 ، 10 ) دقائق أثناء هذه المهام .. هل ستؤهله قدراته الحركية من استخدام أداه معينه مطلوب استخدامها للإنجاز النشاط ، فهل سيتمكن مثلا من القبض على عصي أم أن لديه أعاقه حركيه في يده هل لديه القدرة على الإمساك بالأشياء المستديرة مثلا ( بلي ، حصى) أو أي مواد يمكن أن تستخدم في النشاط فلا يمكن مثلا أن أضع نشاطا لتعليم الألوان مثل أن يفرز الطفل حبات مكرونة ملونه باللونين الأحمر و الأزرق لتعليم الألوان لتعليم الألوان الأحمر و الأزرق لطفل لديه أعاقه في يده ولا يتمكن من القبض بالسبابة و الإبهام ..
ولا تفيدنا هذه الفكرة العامة في الحكم على مستوي أداء الطفل الحركي و الحسي و إنما تفيدنا أيضا في التحكم في ظروف النشاط و كيفية أداءه حيث يمكن أن تؤثر في مدي ملاءمة النشاط لقدرات الطفل النفسية و الاجتماعية و مدي قدرته على القيام بالنشاط في ضوء مثل هذه المحددات الاجتماعية و النفسية .. فليس من المنطقي أن أضع نشاط يتم التدريس فيه لطفلين أحدهما منعزل .. أو أن أحدهما يعاني من مشكلات سلوكية قد تؤذي الطفل الأخر .. و بذلك هل يجب اتخاذ احتياطات خاصة أثناء أداء النشاط خوفا من أن يؤدي الطفل نفسه أم أن الإشراف عليه أثناء الأداء يمكن أن يكون طبيعيا فيمكن تركه ليؤدي النشاط بدون رقابه صارمة .. هل يجب استخدام أدوات غير مدببة أثناء أداء النشاط طبقا لهذه المعلومات .. وغير ذلك من المحددات التي تحكم في شكل و تصميم النشاط كما سنعرف فيما بعد.
ويتم التعرف على قدرات الطفل كما ذكرنا من خلال معايشة الطفل و القيام بعملية ملاحظة شخصيه غير رسميه لقدراته و إمكاناته و سماته الشخصية ، او من خلال تطبيق المقاييس الرسمية أو القوائم المقننة على الطفل في المجالات المختلفة و الوقوف على القدرات و الإمكانات الفعلية للطفل بالطرق التي تحدثنا عنها ..

2. تحديد المهارة المراد تعليمها أو تنميتها :

وتتشابه هذه الخطوة مع الخطوة السابقة إلا انه في حين تتم الخطوة السابقة بشكل عام و بصورة غير رسمية ليتم التعرف علي قدرات الطفل .. تتم هذه الخطوة في شكل اكثر تحديدا ، و في مجال واحد ، و بصورة أكثر رسمية بالطرق التي تحدثنا عنها لاختيار البرامج للوقوف علي المهارة المحددة التي سوف يتعامل معها المدرس .. و قد تكون المهارة التي اختارها المدرس من المهارات التي لا يؤديها الطفل إطلاقا و يرغب المدرس في إكساب الطفل إياها .. أو من المهارات التي يؤديها الطفل و لكن بشكل قاصر و يرغب المدرس في تنمية اوجه القصور في أداء هذه المهارة للوصول بها إلى درجة الإتقان الكامل.. و يجب أن يراعي المدرس اختيار المهارة بمراعاة الخلفية العامة التي كونها عن قدرات الطفل و السابق الحديث عنها في الفقرة السابقة لكي يتمكن من اختيار المهارة أو درجة المهارة الأكثر ملائمة لقدرات الطفل ..

3. تحديد إجراءات مرتبطة بالمهارة ( تستخدم فيها المهارة ) :

يتم في هذه المرحلة تحديد شكل الصيغة الفعلية ( الأفعال ) أو طريقة الأداء لما سيقوم الطفل بفعله أثناء النشاط .. فمثلا أن يُركِب ، أن يمشي ، أن يفرز ، أن يرسم ، أن يملا ، أن يعبئ ، أن يضيف ، … و غيرها من الأفعال التي يمكن أن يؤديها الطفل أثناء توقيت النشاط .. و يتم اختيار الأفعال التي يمكن أن يؤديها الطفل بحيث يختار المدرس أفعالا ترتبط ارتباطا وثيقا بالمهارة ( عقلية ، إدراكية ، حسية ، حركية ) التي يريد إكسابها للطفل .. أي أن يختار المدرس أفعالا يستخدم الطفل عند أداءها المهارة ( المطلوب أن يعلمها له المدرس ) بشكل مكثف .. و غالبا ما يقترن الفعل بالظروف الأداء التي تلائم المهارة ..
فنجد مثلا أن :
- أن تنمية المهارات العقلية ( التذكر ، التصنيف ، التسلسل ، .. ) لا يمكن أن يتم تنميتها بشكل مباشر و لكن يمكن أن يتم من خلال أفعال يمكن أن يؤديها الطفل مثل التسمية ، الرسم ، الفرز ، الترتيب ، و هكذا ..
- إن مهارة مثل مهارة السمع : لا يمكن تنميتها إلا باستخدام مكثف لهذه الحاسة و علي درجات و أداء الطفل لفعل آخر عند سماع الصوت ليتأكد المدرس من سماع الطفل للصوت فعلا .
- أن مهارة مثل مهارة الاتزان : لا يمكن أن يتم تنميتها بدون الأداء باعتدال و ضع الرأس ، النظر ، الأرجل ، ضبط أوضاع الجسم .. المشي باعتدال ( علي شئ عريض مبدئيا ، ثم شئ أقل سمكا ، و هكذا )
- أن مهارة مثل مهارة التركيز : لا يمكن تنميتها إلا باستمرار الأداء العمل ( أي عمل تركيب ، رسم ، تلوين ، لضم ) بمرور الوقت .
- نشاط لتنمية الذاكرة : لا يتم إنجازه بشكل مناسب إلا بإعادة أداء الأفعال ( إعادة رسم ، إكمال ، اكتشاف ، تسمية ، و غيرها من الأفعال ) و علي فترات زمنية متباعدة .
ويتحدد صيغة الفعل (شكل الأداء الفعلي ) بشكل كبير على نوع المهارة .. فهناك مهارات يمكن تحقيقها بصوره مباشرة عن طريق أداء الطفل المباشر لها .. في حين توجد أهداف قد لا نتمكن من تدريسها بالشكل المباشر أو بنفس الصيغة الفعلية التي وردت في الهدف العام او البرنامج ..
ففي بعض الحالات يمكننا أن نستخدم الفعل الوارد في صياغة الهدف مباشرة مثل الهدف التالي .. ان يعد الطفل من 3:1 .. يصعب استخدام أي صيغه فعليه غير( العد) بشكله المعروف لتحقيق الهدف النهائي وهو ان يعد من 3:1 .. هدف مثل .. ان يمشي الطفل 4 خطوات بمساعده بدنيه جزئية .. لا يمكن تدريس المشي من خلال أفعال أخري غير المشي .. في حين يجب علي المدرس في حالات أخري أن يستخدم أفعال تخالف الفعل المستخدم في صياغة الهدف خاصة عند ارتباط الهدف بمهارة عقلية حيث تتجه الأمور إلي عدم قدرة المدرس علي ملاحظة الأداء العقلي لهذه المهارات و إنما يتمكن المدرس فقط من ملاحظة نتائج تطور هذه المهارات العقلية ..

معلم متقاعد
03-05-2011, 10:54 AM
الهدف العام : زيادة مدة التركيز الطفل الى 5 دقائق .
النشاط : ولإنجاز برامج من هذا النوع يتم صياغة أنشطه بأفعال مخالفه للفعل المستخدم .. فلا يمكن ان استخدم الصيغة الفعلية (ركز) كصيغه للأمر أثناء التدريس للطفل في حين يمكن الوصول لهذه الصيغة الفعلية من خلال أداء أفعال أخرى .. فمثلا ان يملأ زجاجه ذات فتحه ضيقه بالحبوب ، وبزيادة فترة استغراق الطفل في الأداء المتواصل لعملية المليء حتى تصل إلى الزمن المطلوب يكون المدرس قد توصل إلي النتيجة المطلوبة .. أو مثلا لضم مجموعه من الخرز في خيط بدون توقف لمده محددة .. وبذلك يأتي علي المدرس وقت يستخدم فيه صيغ فعليه أو مجموعه من الصيغ الفعلية المتسلسلة التي قد تخالف الفعل المستخدم في الهدف العام حيث لا يمكن تدريسه بشكله المباشر ولكن تستخدم أفعال أخرى تؤدي بتحقيقها في النهاية إلى أداءه نتيجة لعدم التمكن من تدريسه بشكل مباشر ..



مثال آخر :
الهدف العام : زيادة نسبة تنمية الذاكرة البصرية .
النشاط : عرض أشكال و رسومات مرسومة على كروت ثم عرض نفس الأشكال ناقصة بعض الأجزاء و تطلب من الطفل إكمال رسم الأجزاء الناقصة في الرسومات المعروضة عليه .. وهنا نستخدم الرسم لتنمية الذاكرة البصرية فلا يمكن تنمية الذاكرة البصرية بشكل مباشر ..
أو :
عرض أثاث الحجرة على الطفل بشكل معين ثم إخراج الطفل من الحجرة و إجراء بعض التغيرات على الأثاث و إدخال الطفل مره أخرى لاكتشاف هذه التغيرات ..

1. تحديد الأدوات المستخدمة في النشاط والظروف التي تحكم الأداء :

ويتم في هذه المرحلة تحديد الأدوات التي قد تستخدم أثناء أداء النشاط .. ففي برنامج لزيادة فترة التركيز لدي طفل اختار المدرس ( فعلا ) مثل ان ( يملأ ) الطفل زجاجه بالحبوب .. يمكننا أن نعتبر هنا الزجاجة و الحبوب أدوات للنشاط .. في حين إنني اذا قلت " ان يستمر الطفل في مليء زجاجه بالحبوب لمدة ثلاثة دقائق دون توقف " يعتبر استمرار الفترة الزمنية لأداء النشاط لمدة ثلاث دقائق و بدون توقف ظرفا من ظروف الأداء التي لا يكتمل الهدف إلا باكتمالها ..


وهناك معايير كثيرة تتحكم في اختيار المدرس للأدوات و منها :

1- الإمكانيات :
و ليس ضروريا أن يستخدم المدرس أدوات مكلفة لإنجاز الهدف .. إذ انه يمكن أن يستخدم أشياء بسيطة متاحة قد تؤدي نفس النتائج .. هذا بالرغم من اعترافنا بإمكانيات بعض الأدوات ذات الجودة و التقنية العالية وقدرتها على تحقيق نتائج افضل ..

2- الأمان :
وهو عامل حيوي يحدد بشكل كبير إمكانية استخدام الأداة من عدمه .. ويرتبط عنصر الأمان بشكل و مكونات الأداة و طريقة استخدامها .. فلا يجب أن تكون الأداة مدببة أو صغيره اكثر من اللازم مثلا ، أو أن تكون خشنه أكثر من اللازم ، أو ذات أضاءه شديدة ، أو ذات ألوان ضارة .. ففي النشاط السابق ذكره قد يستخدم مدرس من المدرسين ( بلي ) مثلا بدلا من استخدام الحبوب .. مما قد يمثل خطرا كبيرا في حالة بلع الطفل للأداة المستخدمة أثناء أداء النشاط ..

3- الفاعلية :
وترتبط الفاعلية بمدي كفاءة الأدوات في تحقيق الهدف عند استخدام الطفل لها أثناء أداء النشاط و قدرتها على إظهار رد الفعل المطلوب الذي كان المدرس يتوقعه من الطفل عند تصميم النشاط ..

4- أن تكون الأداة مناسبة :
حيث يجب أن تخدم الأداة الهدف الموضوعة لتحقيقه في المقام الأول ولا تبتعد عنه كثيرا .. فالعديد من الأدوات يمكن استخدامها بأكثر من طريق لتحقق اكثر من هدف في نفس الوقت .. إلا أنه في حالة عدم تحكم المدرس في الظروف المصاحبة لاستخدام الأداة من الممكن أن تصبح الأداة غير مناسبة للهدف الموضوعة لتحقيقه أثناء صياغة النشاط .. ففي المثال السابق الخاص بتعبئة الحبوب نجد أنه في حين قد يستخدم مدرس نوع واحد من الحبوب ( لون واحد ، حجم واحد ) للتعبئة قد يستخدم مدرس أخر خليطا من الحبوب مما قد يتواجد لديه في الفصل ( ألوان متعددة ، أحجام متعددة ) مما قد يسبب تشتيتاً للطفل أثناء أداء النشاط ..في حين يمكن للمدرس استخدام هذه الحبوب مختلفة الأحجام أو الألوان في وقت آخر لتدريس مهارة أخرى مثل الألوان أو الأحجام .. و بذلك يكون اختيار المدرس عير المناسب للأداة قد تسبب في أن تصبح الوسيلة عنصر تشتيت للطفل و ليس وسيلة إيضاح ..
هذا بالرغم من أن إمكانية استخدام الوسيلة بأكثر من شكل لتحقيق أكثر من هدف ليس عيبا في حد ذاته و إنما يصبح عيبا في حالة عدم تحكم المدرس في سير هذه الظروف وتأثيرها على الهدف الأساسي الذي اختاره .. حيث يمكن للمدرس استخدام الاختلاف في أحجام الحبوب لتنمية مهارة مثل مهارة القبض باستخدام إصبعي السبابة و الإبهام .. أو لتعريف الطفل علي نوع معين من الحبوب عند فرز الطفل لنوعين من الحبوب ووضع الحبوب متشابهة الألوان في زجاجه مختلفة أثناء الفرز مع تسمية اسم نوع الحبوب أثناء وضعها داخل الزجاجة .. إلا انه يجب علي المدرس أن يعمل علي التأكد من حياد الأداة بالنسبة لكافة العوامل الأخرى التي يمكن أن تؤثر علي جودة الأداة و كفاءتها في تحقيق الهدف الحالي ..



5- أن تراعي قدرات الطفل وسنه ودرجة إعاقته :

فمثلا لا يجب ان استخدم أداة يتطلب استخدامها أداء حركيا من اليد في حين توجد أعاقه حركيه في اليد لدي الطفل .. فمن المهم أن تراعي الأداة قدرات الطفل ودرجة إعاقته فلا يجب ان أعطي الطفل أداة يتطلب استخدامها قدرات عقلية عليا مما يؤدي إلي عدم استطاعة الطفل استخدامها مما قد يسبب له إحباطا .. كما يجب أن تكون الأداة مناسبة لعمر الطفل فلا تكون جادة اكثر من اللازم بالنسبة للأطفال أو طفولية أكثر من اللازم بالنسبة للبالغين .. فأعطي مثلا طفلا صغيرا كروتا صماء باللون الأبيض و الأسود في حين أعطى معاقا بالغا على درجه من الوعي أشياء زاهية الألوان مبهرجة بدون داعي ..

6- أن تكون جذابة :

كلما كانت الأداة في حد ذاتها دافعا للطفل لاستخدامها كلما كانت أداة اكثر نجاحا .. حيث يسهم ذلك بشكل كبير علي تحفيز الطفل علي العمل والإنجاز وتحقيق المطلوب مع توفير كبير في جهد المدرس .. و كلما تمكن المدرس من اختيار الأداة الأكثر جاذبية ومناسبة للطفل عند بداية التدريس كلما وفر على نفسه مجهودا زائدا قد يهدره بعد ذلك أثناء عملية التدريس في دفع الطفل لأداء النشاط .. فكلما كانت الأداة جذابة كلما رغب الطفل من تلقاء نفسه في أداء النشاط ..

ب- ظروف أداء النشاط :

وقد ذكرنا في المثال السابق ان الاستمرار في مليء زجاجه بالحبوب لمدة ثلاث دقائق يعتبر ظرفا من ظروف أداء النشاط لا يتحقق الهدف إلا باكتماله .. و يعتبر تحديد ظروف أداء النشاط أحد العوامل المؤثرة بشكل كبير في تحقيق النشاط لهدفه .. إلا أنه هناك العديد من المحاذير التي يجب مراعاتها عند وضع , صياغة و تطبيق النشاط منها :

§ عند تحديد الظروف :
يتم من خلال ضبط ظروف النشاط تحيد الإطار العام الذي يؤدي فيه النشاط .. حيث من خلال ضبط ظروف النشاط تحديد شكل و طبيعة و أهداف هذا النشاط .. فيمكننا مثلا التحكم في الجانب المهارى و تقنين كم الجرعات بما يحدد درجة إجادة الطفل للمهارة التي نستهدفها من النشاط ..

ويختلف التحكم في هذه الظروف باختلاف إجادة الطفل المهارة من عدمه .. حيث يجب أن يتدرج المدرس في التحكم بمستوي دقة الظروف و صعوبتها فيتدرج بوضع ظروف أقل شدة في حالة إجادة الطفل للمهارة إجادة بسيطة أو عدم أجادته لها من الأساس و حتى وضع الطفل تحت ظروف أكثر دقة و أكثر تركيزا " بحيث يصل الطفل لمستوي إجادة عال من المهارة " بارتفاع مستوي الطفل .. فمثلا في النشاط السابق إذا كان الطفل لا يركز تماما أو انه يؤدي النشاط لمرة واحدة ثم يبدا في عدم التركيز فقد تكون الظروف الأولي المقترحة لحاله مثل حالة هذا الطفل (ان يؤدي النشاط لمرات و ليس لفترات زمنية) مثلا ان يضع الحبوب داخل الزجاجة لمرة ثم لمرتين متتاليتين ثم ثلاث مرات و هكذا 10 مرات او 20 مره .. ثم أبدا في الانتقال من الأداء عن طريق عدة مرات إلى الأداء مع الاستغراق في الأداء مع مرور الزمن بدون وجود فواصل في الأداء الزمني ، فتكون ظروف النشاط مثلا ان يستمر في وضع الحبوب داخل زجاجه لمدة دقيقه ، اثنان ، ثلاثة ، خمسة دقائق متتالية ..

ومن هنا نري كيف ان ظروف النشاط ترتبط بشكل كبير بدرجة إجادة الطفل للمهارة وكيف أنها يجب ان تراعي قدرات الطفل ومستواه الحالي ودرجة عدم أجادته للمهارة وكيف أنها يمكن ان تتدرج معه من درجة عدم الاجاده أساسا الي ان تصل به الي نسبه عاليه من الأداء .. وهو ما يتضح من خلال المثال السابق وما يمكن لنا ان نتخيله من كم الأطفال الذين يمكن أن تتراوح أعدادهم تحت كل درجة من درجات إجادة المهارة بدأ من عدم إجادة المهارة تماما ثم التدرج بزيادة أداء المهمة لعدد من المرات و حتي الاستغراق بمرور المعدل الزمني ثم الزيادة في هذا المعدل حتى نصل به الي الدرجة التي نريدها .. و نريد هنا ان نركز مرة أخرى على نجاح المدرس او مصمم النشاط في ضبط لظروف أداء النشاط تمثل بشكل كبير نجاحه في تحديد جرعات التدريب المطلوبة لحالة الطفل التي تحدثنا عنها مما يجعل نجاحه في ضبط هذه الظروف طبقا لمتطلبات وقدرات الطفل إنجاحا للنشاط ككل وعاملا رئيسيا في تحقيق النشاط للهدف الموضوع من اجله ..



§ عند صياغة الظروف :
ويجب ان يكون المدرس حريصا في ضبط ظروف الاختبار وعند تسجيل و صياغة الظروف حيث ان الاختلال في أحكام هذه الظروف للتركيز على المهارة المطلوبة قد يؤدي الي نتائج أخرى لا يقصدها المدرس او واضع النشاط .. فمثلا في النشاط السابق قد يؤدي عدم ذكر كلمه مع الاستمرار في العمل بدون توقف في الأداء الي التباس الموقف وتوقع ان يكون هذا النشاط ينمي عملية التآزر بين حركة العين و اليد ..



§ عند تطبيق هذه الظروف :
كما يجب علي المدرس ان يحافظ علي ظروف النشاط التي صاغها بحيث لا يسمح للطفل بأن يخل بها عند التطبيق .. حيث يمكن أن سيؤدي ذلك إلي عدم تحقيق الهدف .. فمثلا قد يستدرج الطفل المدرس بالابتسام و ليتوقف لسماع صوت اصطدام الحبة بقاع الزجاجة و هو يملأ الزجاجة بالحبوب مما قد يغير من شكل و هدف النشاط بشكل كبير في هذه الحالة .. فقد يمكن لنا في هذه الحالة أن نعتبر أن النشاط قد تحول من نشاط يهدف إلي زيادة فترة التركيز إلى نشاط يهدف إلي تنمية حاسة السمع .. ومن هنا يجب على المدرس أو مصمم النشاط أن يحكم ضبط الظروف سواء خلال تصميم النشاط أو صياغة النشاط أو خلال تطبيقه .

معلم متقاعد
03-05-2011, 10:55 AM
1. تقييم شكل النشاط ككل و تحيد مدي الفاعلية :

ويتم ذلك كخطوه أخيره من مصمم النشاط حيث يجب أن يلقي نظرة أخيره على خطوات النشاط و مكوناته ككل وتقدير مدي ملائمتة لحالة الطفل ومدي فائدته ومدي تكامل مكوناته وهل هذا ما كان يريده منذ البداية أم انه يجب عليه إجراء بعض التعديلات ليكون النشاط اكثر ملائمة وتحقيقا للهدف و اكثر فاعليه .
ملاحظة :
يجب ان ينوع المدرس في أشكال أنشطته ولا يعتمد على قوالب جامدة بأفعال ثابتة مع تغيير الظروف لتحقيق أغراض جديده و إنما يجب أن ينوع في أشكال النشاط و ابتكار أشكال جديده حتى لا يمل الطفل وحتى يحقق نتائج افضل .


أحمد جابر أحمد
مسئول برامج مشروع دعم الجمعيات الأهلية
لتدريب و تأهيل المعاقين ذهنيا بأسيوط