المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خصائص الأفراد المعاقين ذهنيا


معلم متقاعد
03-05-2011, 10:29 AM
خصائص الأفراد المعاقين ذهنيا


تختلف خصائص الأفراد المعاقين ذهنيا عن خصائص الأفراد الأسوياء .. حيث يقل مستوي العمر العقلي بالنسبة للأفراد المعاقين ذهنيا عنه بالنسبة للأفراد الأسوياء المساوين لهم في العمر الزمني .. هذا بالإضافة إلي وضوح انخفاض مستوي النمو لدي الفرد المعاق ذهنيا في كثير من مجالات النمو عن قرينه في نفس العمر الزمني.. و من الثابت أن هذا التدني يكون مرتبطا إرتباطا كبيرا بإنخفاض القدرات العقلية خاصة في مجالات مثل المجالات السلوكية و الإجتماعية و الحركية .. إلا أن هذا التدني قد لا يكون بنفس القدر بالنسبة لكل مجالات النمو .. و يتضح القصور في مظاهر النمو لدي الفرد المعاق ذهنيا في مجالات مثل :

o الخصائص المعرفية .
o الخصائص الجسمية و الحركية .
o الخصائص الحسية .
o الخصائص الانفعالية .

( 1 ) الخصائص المعرفية :

و هي ميزة أساسية تميز الفرد المعاق ذهنيا .. حيث يتضح لديه انخفاض القدرة العقلية العامة ( معدل الذكاء ) بشكل عام نتيجة لانخفاض القدرات الطائفية المكونة للقدرة العامة .. و يتضح هذا الانخفاض منذ بداية مرحلة الميلاد خاصة للأطفال شديدي و متوسطي الإعاقة .. فنجد الطفل لا يبدي مستوي عقلي و إدراكي للبيئة المحيطة به مقارب لمن هم في مثل عمره الزمني .. في حين قد يتعذر التمكن من الحكم علي الأطفال بسيطي الإعاقة حتى بداية مرحلة الروضة أو المدرسة الابتدائية. ومن أهم ما يميز الطفل المعاق من الناحية المعرفية :

o البطئ في النمو العقلي .
o ضعف الانتباه .
o قصور في الذاكرة .
o قصور الإدراك .
o قصور القدرة علي تكوين المفاهيم ، التعميم ، التجريد .

1. البطئ في النمو العقلي :
و هي ميزة أساسية تتوافر في كل الأفراد المعاقين ذهنيا حيث نجد دائما أن الفرد المعاق ذهنيا يقل كثيرا في معدل النضج و التقدم العقلي بالنسبة لمن هم في مثل سنه .. ففي حين يجب أن يزداد الفرد السوي عاما عقليا بزيادة العمر الزمني سنه واحدة لا يتم هذا بالنسبة للأفراد المعاقين عقليا .. حيث تقل الزيادة في العمر العقلي بالنسبة لهم عن عام عقلي بزيادة العمر الزمني عام واحد .. فيزداد العمر العقلي لهم مثلا 8 شهور عقلية إدراكية ، أو 6 أو 5 أو أقل يمضي العام الزمني .. و يزداد التقدم العقلي بالنسبة للطفل السوي سنة بعد أخري حتى بلوغ سن ال 18 سنة فنجد المستوي العقلي للطفل المعاق ذهنيا أقل بكثير عنه بالنسبة للطفل السوي ..

2. ضعف الانتباه :
يمكننا تعريف الانتباه علي أنه القدرة علي رصد مثير من بين مجموعة من المثيرات .. و يعد القصور في الانتباه طبقا لآراء " زيمان " و "هاوس " 1963 من المشكلات الرئيسية للطفل المعاق ذهنيا .. و من ثم يحتاج إلي إسلوب خاص في التعامل مع هذا القصور ، كما يحتاج إلي أن يتميز مدرس الفرد المعاق ذهنيا بالصبر لما يمكن أن يسببه مثل هذا القصور من مشكلات أثناء عملية التدريس ، و لما ينقله من شعور للمدرس خاصة إذا كان يعمل مع الأفراد المعاقين لأول مرة جاعلا المدرس يشعر بصعوبة مضاعفة في التعامل مع مثل هذه الفئة .

3. قصور في الذاكرة :
يمكننا تعرف عملية التذكر علي أنه قدرة الفرد علي استرجاع المعلومات التي سبق و أن حفظها في الذاكرة .. و تنقسم الذاكرة إلي نوعين من الذاكرة .. ذاكرة قصيرة المدى و ذاكرة بعيدة المدى .. و الذاكرة قصيرة المدى هي القدرة علي تذكر الأشياء التي حدثت في مدي زمني قريب ، في حين تعبر الذاكرة بعيدة المدى عن قدرة الفرد علي تذكر الأشياء التي حدثت في فترات زمنية ماضية منذ فترات طويلة ..

و يتميز الأفراد المعاقين ذهنيا بضعف قدرتهم علي الاحتفاظ بالمعلومات في الذاكرة .. كما يتميزون بضعف القدرة علي استدعاء المعلومات من الذاكرة .. و الغريب أنه و إن كان الأفراد المعاقين ذهنيا يتميزون بهذا مع الذاكرة قصيرة المدى فإن الأمر قد لا يعد سيئا إلي هذه الدرجة فيما يتعلق بالذاكرة بعيدة المدى .. حيث قدم " هيبر " و مساعدوه ، 1960 ، 1961 سلسلة من الأبحاث للكشف عن العوامل التي تؤثر في عملية الذكر لدي " الأفراد المعاقين ذهنيا " و مقارنتهم بالأسوياء ، و توصلوا إلي ما يلي :

1. أن المعاقين ذهنيا يتأخرون علي عكس الأسوياء فيما يتعلق بعملية التذكر المباشر إلا أن الأمور ليست كذلك فيما يتعلق بعملة التذكر غير المباشر .
2. أن الفروق تتلاشى بين المجموعتين في التذكر غير المباشر إذا قيس بالنسبة للمادة التي تم تعليمها ، و لكن الفرق يستمر إذا تمت المقارنة في ضوء المادة الأصلية في الموقف التعليمي .
3. أن التكرار بعد تجاوز الحد اللازم للتعلم يفيد " الأفراد المعاقين ذهنيا " بوجه عام و لكنه يشتت انتباه الأسوياء مما يؤثر علي ما تعلموه فعلا .
4. تؤثر صعوبة المادة و طولها علي نتائج التعلم بصورة واضحة .
5. يكون للتعزيز أثر إيجابي في نتائج التعلم .
6. و قد دعت هذه النتائج " هيبر " إلي القول " أنه يبدو أن الصعوبة في تعليم الأفراد المعاقين ذهنيا في توصيل المادة الجديدة إليهم بالطريقة المناسبة ، أن يبدو أن المشكلة هي مشكلة انتباه في أساسها " .

4. قصور الإدراك :
و يؤدي الضعف في قدرة الفرد المعاق ذهنيا علي التحليل و المقارنة إلي حدوث قصور في الإدراك لدي الفرد المعاق ذهنيا .. فل يتمكن من ترتيب المثيرات الموجودة في البيئة المحيطة به بالشكل الملائم و تصنيفها بالشكل الذي قد يتبادر إلي ذهن الفرد العادي .. مما يجعله غير مدركا لمفردات البيئة المحيطة به .. و ما يساعد علي حدوث مثل هذا القصور الضعف الذي سبق أن تحدثنا عنه في قدرتي الانتباه و الذاكرة ..



5. قصور القدرة علي تكوين المفاهيم ، التعميم ، التجريد :
و يجد الفرد المعاق ذهنيا صعوبة في تكوين المفاهيم حيث أن ضعف الذاكرة لديه يجعل من الصعب عليه تذكر ما سبق أن تعرض له بحيث يتمكن من صياغته في صورة مجردة " أن يكون مفهوم " .. كما أن ذلك يعوقه عن تعميم ما تعلمه في مواقف سابقة في المواقف المشابهة التي قد يتعرض لها أو أن يري الأشياء بصورة مجردة " عقلية " معزولة عن الواقع الملموس الذي يمكن أن تتعامل مع قدراتهم العقلية المحدودة ..

( 2 ) الخصائص الجسمية و الحركية :

أثبتت الدراسات في المجال الحركي في مجال الإعاقة الذهنية وجود فرق دلالات واضحة بين الأداء الحركي و النفس حركي بين المعاقين ذهنيا و الأسوياء ، و يزداد هذا القصور بزيادة درجة الإعاقة .. و قد وضح هذا في الدراسة التي أجراها سلون عند تطبيق اختبار " أوزورتسكي " المعدل مع مجموعة من المعاقين .. و قد يصاحب ذوي الإعاقات الشديدة تشوهات شديدة جسمية خاصة في الرأس و الأطراف ..و يعاني المعاقين ذهنيا من بطئ النمو الحركي و ما يتضمنه من مهارات مثل مهارات المشي ، الاتزان ، المهارات الدقيقة .. و غيرها من المهارات الحركية من تآزر أو توافق عضلي عصبي .

كما يعاني الأفراد المعاقين ذهنيا في حالات كثيرة من حالات صرع أو تشنجات و يوجبه ذلك علي مدرس التربية الخاصة من اتخاذ الاحتياطات اللازمة تحسبا لحدوث مثل هذه الأزمات أثناء عملية التدريس .



( 3 ) الخصائص الحسية :

من أهم النتائج المترتبة علي القصور في القدرات العقلية و القصور في القدرات الجسمية حدوث قصور كبير في القدرات الحسية و القدرة علي التعامل مع المعلومات الحسية التي تنقلها أجهزة الحواس المختلفة هذا في حالة نقل هذه الأجهزة للمعلومات الحسية بشكل مناسب .

( 4 ) الخصائص الانفعالية :

يعتبر القصور في الخصائص الانفعالية من أهم المظاهر المصاحبة للإعاقة الذهنية لدرجة دعت السلوكيين إلي الإصرار علي أهمية الإشارة إلي وجود هذا القصور لدي الأفراد المعاقين ذهنيا في أي تعريف للإعاقة الذهنية ..
و غالبا ما نجد أن الأفراد المعاقين ذهنيا يجدون صعوبة في تكوين صداقات و غالبا ما يميلون إلي الانطواء و الانسحاب .. هذا بالإضافة إلي توقع وجود حالات من العدوان و إيذاء الذات أو إيذاء الآخرين .. و تختلف درجة الاتزان الانفعالي و القدرة علي الاندماج الاجتماعي و اكتساب السلوكيات التوافقية السليمة علي درجة الإعاقة و مستوي البيئة المحيطة بالطفل و مدي الخبرات الاجتماعية التي يتعرض لها الطفل في هذه البيئة ..

أحمد جابر أحمد
مسئول برامج مشروع دعم الجمعيات الأهلية
لتدريب و تأهيل المعاقين ذهنيا بأسيوط