مشاهدة النسخة كاملة : الاستراتيجيات التعليمية الفعالة كأداة تربوية فعالة
معلم متقاعد
02-26-2011, 01:15 AM
الاستراتيجيات التعليمية الفعالة كأداة تربوية فعالة
مقدمة:
تشهد الأيام الأخيرة، اتساعاً في الفجوة بيناحتياجات الطلاب التعليمية-التربوية، وبين قدرات المعلمين المهنية، على مواكبةالتغييرات الحضارية السريعة. حيث تزداد الحاجة إلى توظيف العديد من الوسائلوالأساليب والاستراتيجيات التربوية الحديثة، للسعي نحو تطوير مهارات الطلاب علىالتفكير والبحث والنقد والاصغاء والانضباط، إلى الحد الأقصى الممكن. ومن أجل الوصولإلى المرحلة المرجوة؛ فعلى المعلم تطوير مهاراته في كافة المجالات التربوية،والاتجاهات المتعلقة بسبر أعماق الطلاب ومعرفة أرقى السبل للوصول إلى عقولهموقلوبهم. لقد غدت المسيرة التعليمية، في عصرنا هذا، مشروعاً إنسانياً طويل الأمد،يحتاج إلى تحريك طاقات العلم والبحث والإبداع الداخلية للطالب، من أجل مدِّهبالدافعية والرغبة لتحقيق ذاته. ومع ذلك، فإن الاتجاه التربوي السائد في العديد منالمؤسسات التربوية الحالية، ما زال يعتمد على طرق التلقين والتعليم التقليدية، التيتقلل من شأن الطالب، وتصنع منه متعلماً إتكالياً سلبياً، ينتظر دوره دوماًللمشاركة، وفي الوقت الذي يحدده المعلم، ووفقاً لما يراه. وقد يؤدي هذا، إلى كبتمواهبه، وإطفاء الشعلة الإبداعية لديه.
أن مصادر المعرفة والعلم المتوفرة للطلاب في هذهالأيام، متنوعة ووفيرة، ويمكن الوصول إليها بطرق سهلة وجذابة، دون الاعتماد علىالمعلم للحصول عليها. لذا لم يعد دور المعلم الهام، مقتصراً على توصيل المعلوماتفقط؛ بل يتعدى ذلك بكثير. إذ أنه صار مسئولاً عن بناء شخصية الطالب الباحث والمفكروالناقد والمستقل؛ الذي يستطيع الوصول إلى المعلومات وتوسيع آفاقه ذاتياً.
يهدف هذا المقال إلى إلقاء الضوء على إحدى المهاراتالهامة جداً، في مهنة المعلم. ألا وهي الاستراتيجيات التعليمية، وطريقة توظيفهاكأداة تربوية فعّالة ومؤثرة، لمساعدة الطالب على التفكير والتعلم والتقدم على جميعالأصعدة الإنسانية والفكرية والاجتماعية. حيث سيتم التطرق إلى أهم العوامل المسئولةعن توفير الجو التعليمي الملائم، والأشكال المختلفة للإستراتيجيات، وكذلك طريقةاختيارها من قبل المعلم.
ما هي الاستراتيجيات التعليميّة؟
بداية وقبل التعمق في طريقة استخدام الاستراتيجياتالتعليمية، لا بد من التطرق إلى ماهية الاصطلاح. حيث يقصد بالاستراتيجية التعليمية (Teaching Strategy) هو، كل ما يتعلق بأسلوب توصيل المادة للطلاب من قبل المعلملتحقيق هدف ما، وذلك يشمل كل الوسائل التي يتخذها المعلم لضبط الصف وإدارته؛ هذاوبالإضافة إلى الجو العام الذي يعيشه الطلبة والترتيبات الفيزيقية التي تساهمبعملية تقريب الطالب للأفكار والمفاهيم المبتغاة. تعمل الاستراتيجيات بالأساس علىإثارة تفاعل ودافعية المتعلم لاستقبال المعلومات، وتؤدي إلى توجيهه نحو التغييرالمطلوب. وقد تشتمل الوسائل، أو الطرائق أو الإجراءات التي يستخدمها المعلم، علىطريقة الشرح التلقيني (المواجهة)، أو الطريقة الإستنتاجية أو الاستقرائية؛ أو شكلالتجربة الحرة أو الموّجهة .. الخ، من الأشكال التقليدية أو الحديثة المقبولة (Eggen, 1979; Derry, 1989; Lovitt, 1995; Mastropieri & Scruggs, 1994).
كما ويؤكد ديري (Derry,1989)، أَنّ الخطة التي يقومبها المعلم لتنفيذ هدف تعليمي، هي الاستراتيجية التعليمية؛ وقد تكون الاستراتيجيةسهلة أو مركبة. كما وأنَّ الاستراتيجيات التعليمية تعتمد على تقنيات ومهارات عدة،يجب أن يتقنها المربي، عند توجهه للعمل الميداني مع المتعلمين. وقدرة المعلم علىتوظيف الاستراتيجية يعني أيضاً، معرفة متى يتم استخدامها، ومتي يتم استخدام غيرهاأو التوقف عنها.
هذا، وتشمل الاستراتيجيات التعليميّة، قدرات المعلمعلى توزيع الوقت بالشكل السليم لتوصيل المادة، والانتقال بين الفعاليات بشكلانسيابي، ومثير للتلاميذ. وبالإضافة إلى ذلك، فهي تشمل الإجراءات المتعلقة بكيفيةتوزيع أماكن الطلبة وشكل الجلوس. فمثلاً، لو أرادت المعلمة سرد قصة على طلابها،فبإمكانها عندئذ، فرش سجادة إذا تواجدت، وتعمل على اجلاس الطلاب عليها حتى يتمكنوامن مشاهدة القصة وصورها عن قرب. أمّا إذا كانت القصة، عبارة عن لوحات كبيرة، يتمعرضها عن طريق جهاز الرأس المسلط (Over-head projector)، فبإمكان المعلمة أن تطلبمن الطلاب البقاء بأماكنهم (Derry, 1989; Lovitt, 1995).
وجدير بالإشارة هنا، التنويه للخلط الذي يرتكبهالمعلمين، ما بين الاستراتيجيات والوسائل التعليمية. إذ أن الوسيلة التعليمية (وسيلة الإيضاح)، هي الوسيلة، التي من خلالها، يبسط المعلم المفاهيم التعليمية، ومنخلال عرضها أمام الطلاب يجعل فهمها أسهل. كما وأنّ الوسيلة، هي أداة أو مادةيستعملها الطالب في عملية التعلم واكتساب الخبرات وإدراكها بسرعة، وتطوير ما يكتسبمن معرفة بنجاح. ويستعملها المعلم لتتيح له جوا مناسباً للعمل بأنجح الأساليب،وأحدث الطرق للوصول بتلاميذه إلى الحقائق والتربية الأفضل بسرعة (أبو هلال، 1993). كما وأن الزيود (1993) يعرفها على أنها " كافة الوسائل التي يمكن الاستفادة منها فيالمساعدة على تحقيق الأهداف التربوية المنشودة من عملية التعلم، سواء أكانت هذهالوسائل تكنولوجية كالأفلام، أو بسيطة كالسبورة والرسوم التوضيحية، أو بيئيةكالآثار والمواقع الطبيعية" (الزيود، 1993، ص145). مثلاً: عند عرض قصة معينة، فإنالمعلمة تحضر قصة فعلية ملوّنة، أو مجموعة من اللوحات الملوّنة التي تمثل تتابعأحداث القصة، وتعرضها أمام الطلاب.
وللوسائل التعليمية أشكال وأنواع عدة،ومنها الوسائل السمعية والبصرية (كالمسجل والراديو) ومنها البصرية (كالتلفازوالفيديو)، ومنها التكنولوجية، كالحاسوب واستخداماته المختلفة. ومنها الطبيعيةالميدانية كالمجسمات والأشكال المختلفة الثابتة والمتحركة المعروضة بالمتاحفوالمسارح والحدائق (أبو هلال، 1993؛ الزيود، 1993).
بينما الإستراتيجيات التعليمية، هي طريقة عرضالوسائل، والجو المرافق لها، وطريقة توزيع الطلاب، ما قبل أو ما بعد عرض الوسائل. مثلاً: توزيع الطلاب إلى مجموعات، لحل أسئلة مختلفة حول القصة، تعتبر إحدىالإستراتيجيات التي تنفذها المعلمة، لتوصيل مفاهيم القصة (Derry,1989).
معلم متقاعد
02-26-2011, 01:17 AM
المركبات الأساسية للإستراتيجيات التعليميّة
تؤكد الدراسات إلى إنّ معرفة المعلمين للمركباتالمختلفة لطرق توظيف الاستراتيجيات التربوية والتعليمية، لها أهمية كبرى في عمليةنجاح العملية التعليمية. ومن المركبات الهامة لتلك الاستراتيجيات، ما يعتمد علىأسلوب شرح المعلم، وطرق إدارة وضبط الصف وتوفير الجو المريح داخل قاعة الصف؛ وكذلكما يتعلق بالبيئة الفيزيقية والترتيب لتوزيع الطلاب والأثاث، إضافة إلى ذلك وسائلالإيضاح التعليمية وطرق توظيفها (Mastropieri & Scruggs, 1994; Derry,1989; Lovitt, 1995). سأتطرق في معرض حديثي إلى أهم تلك المركبات مع ذكر الأمثلةالتوضيحية لكل منها على قدر الإمكان.
أ- أسلوب الشرح والتعليم:
من أهم العوامل التي تعمل على جذب الطالب، نحوالدرس والموضوع، هي الطريقة التي يتوجه بها إلى طلابه، وطريقة تدخله التربوي وعمليةتوظيف الاستراتيجيات وتوصيل المفاهيم. وهناك العديد من الاستراتيجيات المتعلقةبطريقة الشرح؛ ومنها التعليم المباشر (المواجهة)، والتعليم بالاكتشاف، والتعليمبالحوار والمناقشة، والتعليم باستخدام الوسائل البصرية والسمعية واللمسيّة، وتوظيفكل الأساليب التكنولوجية، كالحاسوب ووسائل الاتصال المختلفة ..الخ (Davies, 1981; Mastropieri & Scruggs, 1994; Lovitt, 1995).
يوضح الباحثان ماستروبيري وسكراغ (Mastropieri & Scruggs, 1994) على سبيل المثال، بعض النقاط الهامة لضمان نجاح أي درس فياللغة، وهي كالتالي: (1) المراجعة اليومية مع الطلاب حول المادة التي تم تمريرها فيالدرس السابق، (2) وعرض مادة أو مفهوم جديد باستخدام وسائل ايضاح فعّالة، (3) وتوفير تدريبات موجّهة بشكل ملائم لقدرات الطلاب. (4) كما وان الطلاب يحتاجون إلىتدريبات ذاتية، لإتقان المهارات المطلوبة، (5) ومن ثم العمل على تقييم الأداء خلالوقت قصير ومحدد. إضافة إلى ذلك، فهنالك حاجة ماسة، إلى تدريب الطلاب على طريقةتقدير الوقت والعمل على البدء والانتهاء وفق الوقت المعطى لهم. ويمكن لهم أن يصلواإلى تلك الدرجة بعد أن يتم تدريبهم من قبل المعلم على استخدام الساعة والتدرب علىقياس الوقت والتركيز في المهمة (Mastropieri & Scruggs, 1994).
النموذجان التاليان، سيبينان كيفية توظيفالاستراتيجية في أحد دروس القراءة، للصف الثالث الابتدائي:
معلم متقاعد
02-26-2011, 01:20 AM
النموذج الأول: درس قراءة للصف الثالث بعنوان: "الأسد والفأر"
× تلخيص القصة: تتلخص أحداث القصةبوقوع أحد الأسود في شبكة الصيّاد، وعدم مقدرته على الخروج من المصيدة، الاّ بعدمجيء الفأر الذي أنقذه من خلال قضم خيوط الشبكة بأسنانه. في عرض القصة يدور حواربين الأسد والفأر، حيث يسخر الأسد من الفأر ويشكك في قدراته على المساعدة... (الحياري، باكير، تركي، مناصرة وشاهين، 1994، ص47-48).
× وسائل الإيضاح التي يعرضها المعلم: أن يعرض صورة ملوّنة كبيرة، تمثل شخصيتي الأسد والفأر والشبكةملقاة حول الأسد. حيث يمكن عرض الصورة على لوحة كبيرة من كرتون مرسومة بالألوانلجذب الطلاب، أو على شفافة عن طريق جهاز الرأس المسلط (Over-head projector).
× الاستراتيجيات المتبعة: تخطيط فِن (Venn Diagram)، حيث يتم رسم دائرتين متقاطعتين بشكلأفقي، بحيث تمثل كل دائرة، المعلومات المتعلقة بكل من شخصيات القصة، وفي المنطقةالمتصلة يتم التركيز على نقاط التشابه. ويتم تفريغ المعلومات التي تميز كل حيوان فيداخل القسم الخاص به، بينما توضع المعلومات التي تبين التشابه بين الحيوانين (الشخصيتان) في المنطقة المتقاطعة. تساعد تلك الاستراتيجية، الطلاب على تطويرمهارات التفكير، وبالتحديد مهارات التصنيف والتنظيم والمقارنة والتحليل. الرسمالتالي يوضح الفكرة بشكل أدق (Campbell, 1995):
أخذ النص من كتاب لغتنا العربية (الحياري وآخرون، 1994، ص47-48).
معلم متقاعد
02-26-2011, 01:21 AM
النموذج الثاني: استراتيجيات لتعليم مهارات الكتابة الإنشائية والوظيفية
تعمل تلك الاستراتيجية على لتطوير مهارات الكتابةللطلاب العاديين، على جميع المراحل بشكل عام، وللطلاب الصغار والذين يعانون منصعوبات تعلميّة على وجه خاص (Vallecorsa, Ledford, & Parnell, 1991).
× خطوات الاستراتيجية: تعتمد تلكالاستراتيجية على خطوات ثلاث، يتم تعليمها للطلاب في بداية السنة، ومن ثم يتم العملعليها تدريجياً على مدار العام من قبل المعلم، في دروس اللغة، وعند توظيف المهاراتالكتابية الوظيفية (Functional writing). وهذه الخطوات هي: مرحلة التخطيط، مرحلةبناء المسوّدة، ومرحلة التقييم والمراجعة.
× مرحلة التخطيط: حيثيقوم المعلم بتوجيه طلابه إلى خطوات التفكير والتخطيط للموضوع الذي يريدون الكتابةحوله. وهنا يجب تشجيع الطلاب على وضع أفكارهم على الأوراق دون انتقاد أو توجيهاتخاصة من قبل المعلم. هنا يقوم المعلم بتوجيه الطلاب للتفكير بجمهور القراء المقصود،وبالأهداف التي يودون الوصول إليها.
خلال هذه الأثناء يقوم المعلم بكتابة نموذج أمامالطلاب، ومن ثم ينفذ نموذجاً مشتركاً مع طلابه. وقد يختار المعلم على سبيل المثالكتابة دعاية لمنتوج معين يحبه الأطفال. يمكن للطلاب من أجل البدء بتلك المهمة،إحضار بعض النماذج من الدعايات التي تصدر بالجرائد والمجلات. ولكي يتمكن الطلاب منفهم مبنى الدعاية، يجب أن يساعدهم المعلم، عن طريق تعريفهم بمهارات كتابة المبنىالعام لمهارات الكتابة الوظيفية. على سبيل المثال، يمكن اختيار نموذج ما يطلق عليهبـ "فقرات الهامبورغر" (THE HAMBURGER PARAGRAPH)؛ حيث يكون على النموذج شكل "ساندويش الهامبورغر"، يبدأ من الشطيرة العليا والتي يكتب فيها العنوان أو جملةالافتتاح، وفي الطبقات الوسطى للساندويش، تكتب عدة معلومات تفصيلية مدعِّمةللموضوع. وفي النهاية، أي في الجزء السفلي للساندويش كتابته بالتلخيص والاستنتاج (Vallecorsa, Ledford, & Parnell, 1991).
× مرحلة بناء المسوّدة: في تلك المرحلة يطلب المعلم من تلاميذه كتابة التفاصيل والأفكارالتي يقصدون توصيلها، إلى جمهور الهدف. وهنا أيضاً لا حاجة لقلق المعلم لعدم نظافةأو ترتيب الورقة، أو كثرة وجود الأخطاء الإملائية وعدم الالتزام بالنواحي الفنية. فتلك المرحلة هي من أجل وضع الأفكار، وليس التشديد على النقاط الفنية، وبالتالي،يمكن للمعلم تعزيز الطلاب ووضع علامات تشجيعية على كتابة الأفكار، ولاحقاً يمكنهالتركيز على الجوانب الفنية الأخرى.
في تلك المرحلة يجب أن يحث المعلم طلابه على كتابةتفاصيل توضيحية، لكل نقطة فرعية تم وضعها في مرحلة التخطيط ورؤوس الأقلام. وفي نفسالوقت يعمل على كتابة نموذج توضيحي لطريقة تدعيم المعلومات المرافقة وترتيبهابطريقة منطقية. كما ويمكن للمعلم أن يأخذ النماذج الأولى من كتابة الطلاب، ويعملعلى كتابة بعض الملاحظات التوضيحية، ويرجع لهم الكتابات، للعمل على تعديلها علىمراحل.
مرحلة التقييم والمراجعة: الآن،يكون الطلاب جاهزين لمراجعة الكتابة بشكل شمولي وعميق، لإجراء التعديلات اللازمة،قبل كتابتها نهائياً. ومن اجل القيام بهذا النشاط على الطالب أن يتظاهر بأنه القارئالذي يقرأ القصة أو الدعاية للمرة الأولى. في تلك الحالة، عليه أن يجيب على عدةأسئلة توجيهية، وقد تكون هذه الأسئلة متركزة بمهارات الكتابة الفنية، مثل: التنظيم،وعلامات الترقيم، والتهجئة والاملاء. بينما للطلاب ذوي القدرات المرتفعة، يمكنإضافة جوانب القواعد، والتركيبات اللغوية والمفردات وكلمات الربط ..الخ (Vallecorsa, Ledford, & Parnell, 1991).
النموذج التالي، هو أيضاً من إحدى الاستراتيجياتالتي يمكن للمعلم توظيفها مع الطلاب لكي يتم العمل على تقييم الطالب لمراحلكتابته:
1. تنظيم الأفكار (Organization of ideas):
o × جملة الافتتاح
o × معلومات تفصيلية داعمة للفكرة
o × تسلسل الأفكار
o × استخدام كلمات الانتقال والربط.
2. الأسلوب (Style):
o × المفردات
o × بناء الجملة
o × القواعد
3. التهجئة (Spelling):
o × تهجئة الكلمات السليمة.
o × الكلمات المشكلة شخصياً.
4. الخط (Handwriting):
o × الوضوح.
o × الفراغات.
o × النظافة.
5. مظهر الطباعة والجوانب الفنية (Conventions of print):
o × الإطار العام والهوامش.
o × علامات الترقيم. (Lovitt, 1995).
معلم متقاعد
02-26-2011, 01:22 AM
ب - الإدارة الصفيّة والجو العام
يدخل ضمن هذا المجال، كل ما يتعلّق بشخصية المعلم،وبأسلوب تعامله مع الطلاب، وطريقة معالجته للإحتياجات الفردية للتلاميذ، والمشاكلالسلوكية التي قد تطرأ على الصف أو تصدر من الفرد. في هذه الحالة،وحتى يضمن المعلمنجاح تمرير المادة التعليمية، عليه أن يضمن الهدوء والاصغاء لدى الطلاب. ومن السهلالسيطرة على ذلك، إذا تمكن المعلم من تشويق تلاميذه، باستخدام نبرات الصوت المعبرةللموقف التعليمي، وكذلك إدخال جو من المرح والدعابة. كما وأن الصف الذي تم إعدادهجيداً للفعاليات، وتم شرح النقاط التي يتطرق إليها الموضوع على أكمل وجه؛ فإن هذابطبيعة الحال، سيوجه سلوك الطالب نحو الأهداف المنشودة، ويبعده عن الفوضى والإزعاج (Mastropieri & Scruggs, 1994).
أمّا عن ضبط الصف، فإنّ ذلك يتضمن إدخال التعزيزاتوبناء القوانين الصفيّة لضمان مشاركة الطلاب بعملية التعلم، وفي الوقت ذاتهالمحافظة على السلوكيات المقبولة، والتقليل من السلوكيات غير المقبولة اجتماعياً. إنّ عملية التعلم تتطلب العمل على تركيز الطلاب، وإصغاءهم ومشاركتهم في المراحلالمختلفة؛ لكي يتم تذويت المفاهيم والمحافظة عليها لأطول مدة ممكنة. ومن أجل ضمانذلك، يجب على المعلم الاهتمام باستخدام أنواع التعزيزات المقبولة تربوياً (Mastropieri & Scruggs, 1994).
ومن هذه التعزيزات، ما يطلق عليها بالتعزيزاتالاجتماعية واللفظية، كالمديح والشكر والابتسام (مثلاً: "أحسنت"، "أشكرك علىالتعاون"، "إنك فعلاً تتقدم"، "أنا مسرور لأنك مركز وتصغي للقصة أثناء سردها" ..الخ). وهناك التعزيزات الغذائية المستخدمة مع الأطفال الصغار، والعديد منالمعاقين (ومن الأمثلة على ذلك: توزيع الحلوى والمشروبات الخفيفة والمأكولاتالمختلفة والتي تعطى للطلاب على التعاون أو الإجابات السليمة، أو السلوك الإيجابي ..الخ). كما وأن التعزيزات الرمزية والامتيازات الخاصة والمعززات النشاطية، تعتبرمن الاستراتيجيات التي تحافظ على السلوك الإيجابي وتشجع التعاون بين الطلاب. ومنالأمثلة على ذلك: أن يحصل التلميذ على نجمة أو أن يكون قائداً على مجموعة من الطلابأو أن يشترك في مسابقة معينة ..الخ. وبالإضافة إلى ذلك التعزيزات الذاتية التي يحصلعليها التلميذ بفضل تقدمه العام، وإحساسه بتقبل الآخرين له ورضاهم عنه (الخطيب، 1995).
ولكي يعتبر استخدام أي من تلك التعزيزات المختلفة،استراتيجية من استراتيجيات المربي على ضبط السلوك؛ فإن هذا يتطلب القيام بعمليةالشرح والتوضيح الصريح للطلاب، في بداية التعليم أو في مقدمة كل درس أو يوم دراسي،حول كيفية الحصول عليها. عندما يعمل المعلم على تنفيذ ذلك، فإن هذا يعني أنّه وظفاستراتيجية تربوية، تساهم في إدارة وضبط الصف وتعمل على زيادة مشاركة وإصغاء الطالبللشرح والارشاد، وبالتالي فإنه يساهم في إنجاح العملية التعليمية (الخطيب، 1995؛ Lovitt, 1995).
ج - التعديلات الفيزيقية البيئية:
تعمل البيئة الفيزيقية، التي تتم فيها العمليةالتعليمية، على تشجيع الطلاب المواظبة في التركيز لمدة أطول، أو القدرة علىالمثابرة في اكتساب المهارات، والاستمرار في النشاط الذي يبدؤون فيه. ففي الصفوفالتي يتم فيها التعليم باستخدام المجموعات، يجب أن يتواجد بها طاولات مناسبةومستديرة إن أمكن؛ حتى توفر الجلسة المريحة للطلاب وتتيح المجال للاتصال المباشرفيما بينهم. كما وأن التوزيع المدروس للزوايا التعليمية، يعمل على توفير الجوالملائم للطلاب للعمل بهدوء ودون إزعاج أو اكتظاظ (Dean, 1983).
إنّ هذه النقاط والمزيد من الاستراتيجيات التي يقومبها المعلم لتوفير الأجواء المريحة والمكان العازل للمثيرات السمعية والبصرية التيتؤثر على أداء الطلبة؛ كل هذه النقاط من شأنها أن تساهم ايجابياً في عملية التعلموالتقدم لدى الطلاب، وتزيد من كمية الاستفادة العلمية وجودتها وكذلك تقوي مدة تركيزالطلاب (Dean, 1983).
د - طريقة اختيار و توظيف الوسائل التعليمية:
تعتبر طرق اختيار وعرض الوسائل التعليمية، منالمهارات الأساسية التي يجب أن يتسلح بها المعلم المهني. فلا يجوز أن يعتمد المعلمعلى الوسيلة متوقعاً بأن تقوم بالعمل لوحدها؛ بل يجب أن يعمل ما بوسعه، على تقديمهاوتوظيفها بالشكل الأنسب؛ حتى تعطي التأثير المنشود، وتوصل الهدف المقصود (Mastropieri & Scruggs, 1994).
لذلك، عند اختيار الوسيلة التعليمية، فإنه يجبتراعى فيها المعايير التالية: أن تكون الوسيلة التعليمية جزءاً لا ينفصل عنالمنهاج، وأن تعمل على تحقيق الأهداف التربوية، وأن تكون مثيرة للإنتباه والإهتمامأن تراعي خصائص التلاميذ وعمرهم الزمني والعقلي. إضافة إلى ذلك، يجب أن تتسمبالبساطة والوضوح والحركة وعدم التعقيد، وأن تتناسب من حيث الجودة والمساحة، مععدد التلاميذ في الصف. وفي النهاية يجب أن تعرض في الوقت المناسب، وأن تترك أمامالطلاب وقتا كافيا ليتمكنوا من فحصها فحصا دقيقا والاستفادة منها، وأن لا يكون بهاالكثير من التفاصيل التي تجعلها غامضة؛ لكي لا تفقد عنصر الإثارة فيها (أبو هلال، 1993؛ الزيود، 1993).
معلم متقاعد
02-26-2011, 01:23 AM
العوامل المؤثرة على اختيار المعلم للإستراتيجيات التعليمية
إنّ الاستراتيجية التي يختارها المعلم لتوصيلالأفكار والحقائق، ضرورية وهامة جداً لضمان سبل توصيل المعلومة بطريقة سلسة ومبسطةللتلاميذ. وهذا يتعلق بالعديد من العوامل، ومنها ما يتعلق بالأهداف والمادةالتعليمية، وطبيعة المتعلمين، وكذلك باتجاهات المعلم الفكرية وفلسفته التربوية (Dean, 1983). وسأركز على الجوانب المتعلقة بالأهداف والمادة التعليمية، وكذلكطبيعة المتعلمين لعلاقتها المباشرة بالموضوع المطروح.
أولاً: الأهداف والمادة التعليمية:
عندما نتطرق إلى الأهداف التربوية والتعليمية بشكلعام، نتذكر العديد من النقاط المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بها، وهي الفرو قات الفرديةبين الطلاب، والأنواع المختلفة من الأهداف حسب تصنيفات بلوم، وهي المتعلقة بالهدافالمعرفية والنفس حركية، والهداف الوجدانية. ولا ننسى أن الأهداف التي نختارها تتعلقبالوضع الصحي للطالب والجيل الملائم، وطبيعة الإعاقة إذا كان طالباً معاقاً لأي شكلمن أشكال الإعاقة. هذه العوامل الهامة وغيرها مما يدفع المعلم إلى تحديد طبيعةالمادة التي سيختارها، تؤدي دون شك، إلى اتخاذ القرار بشأن طبيعة الإستراتيجياتالفضل للوضع التعليمي (Mastropieri & Scruggs, 1994).
تتحكم كل هذه الظروف المذكورة، بطبيعةالاستراتيجيات التي يمكن أن يتخذها المعلم في طريقة توصيل المادة. فإذا كان الهدفمعرفياً، مثلاً: الإجابة على أسئلة قطعة قراءة، فإن الاستراتيجية ستكون، علىالأغلب، من خلال البحث في النص الموضوع أمام الطالب، وبالإمكان القيام بذلك من خلالمناقشة المجموعة إذا كان الدرس عن طريق المجموعات والحصول على الإجابة. أمّا إذاكان الهدف، تعليم الطفل الإمساك بالكرة بيد واحد، أو ركل الكرة بالرجل اليسرى، فإنهذا يدعو إلى اتخاذ استراتيجية مختلفة؛ أي التوجه إلى الساحة الرياضية أو الخارجية،وتنفيذ المهمة في الملعب وليس داخل الصف الضيق (Mastropieri & Scruggs, 1994).
ثانياً: طبيعة المتعلمين
يختلف الطلاب عن بعضهم البعض، من خلال صفاتهمالفردية وأسلوب تعلمهم وطريقة استقبالهم للمعلومات. في الوقت الذي تتواجد به الكثيرمن الأساليب والطرائق البديلة التي يمكن للمعلم من خلالها أن يصل إلى طلاب، هنالكأيضاً العديد من أساليب التعلم التي تميز الطلاب عن بعضهم البعض. هنالك العديد منالخواص التي يمكن تصنيف طرق تعلم الطلاب وفقها، ومنها الخواص المتعلقة بقنواتالاستيعاب، والمميزات المرتبطة بأنواع المحفزات، وكذلك المثيرات التي يتم استيعابهاعبر قدرات لطالب على التفكير، مثل: المعلومات المحسوسة والمجردة..الخ (Mastropieri & Scruggs, 1994; Meltzer, 1996).
فبعض الطلاب يتعلمون عن طريق حاسة معينة أكثر منالحواس الأخرى، أي أن بعض الطلاب الذين يستفيدون بشكل كبير من المعلومات السمعيةلأن الوسيط السمعي قوي لديهم، ويطلق عليهم بالمتعلمين السمعيين. وهنالك نسبة أخرىمن التلاميذ ممن لديهم قدرات أقوى على الاستفادة من المعلومات البصرية، ويطلق علىهؤلاء الطلاب بالمتعلمين البصريين. بينما نجد البعض منهم يتعلمون عندما يلمسونالأشياء بأيديهم، أو يقومون بالتجارب بأنفسه، ويطلق عليهم بالمتعلمين اللمسيين (Meltzer, 1996).
معلم متقاعد
02-26-2011, 01:24 AM
خلاصة
تعتبر الاستراتيجيات التعليمية، من المهارات والأساليب الهامة والضرورية لعمل المعلم في حقل التدريس. وعدم معرفة المعلم بنوعية الطلاب، وبمقدراتهم الجماعية والفردية على التعلم والتقدم، قد يؤدي إلى سوء اختياره للطرق الملائمة لتوصيل الأفكار والمفاهيم لهم. إذ يضر هذا كثيراً في مراحل تقدمهم، وقد يؤدي ذلك إلى تخبط المعلم لدى اختيار الوسائل، عندما يفكر في كيفية الوصول إلى طلابه.
إن للإستراتيجيات التعليمية التي ينفذها المعلم عدة مزايا هامة، حيث تعمل على تقريب الطالب من المادة التعليمية، وتسهل عليه الفهم. كما وتخدم المعلم في أغراض تربوية حيوية، حيث تساعده على تنويع المواد والمهمات وتبسيطها لدرجة تلائم الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة.
بالاضافة إلى ذلك فإن للإستراتيجيات التعليمية مركبات هامة، إذا ألمّ المعلم بها، فإنه سيتمكن من الوصول إلى طلابه وتقريب المفاهيم لهم على أكمل وجه. ومن هذه المركبات ما يتعلق بطريقة توظيف الوسائل التعليمية، وضبط الصف، وكذلك عمليات الشرح على كافة أشكالها.
أخيراً أود التنويه إلى أن رسالة المعلم المربي لا تتوقف على نقل الأفكار والمعلومات إلى الأجيال القادمة؛ بل تتعدى ذلك بكثير. إذ أن معلم المستقبل الناجح برأيي هو المعلم الذي يستطيع أن يعلم الأبناء كيفية الوصول إلى أعماق الفكر والحقائق والمعارف. وأختم بالمثل الصيني الذي يوجهني دوماً في طريقي "خير لك أن تعلم ابنك صيد السمك من أن تطعمه إيّاه جاهزاً". فإذا أردنا الوصول إلى رفع المستوى التعليمي بالشكل المطلوب، والى تطوير مهارات الطلاب على التفكير الناقد والبناء، والتحليل العلمي المنطقي، والاستقلالية في العمل والتعلم والشخصية إلى أبعد الحدود؛ فعلينا إذاً "أن نعلمهم صيد السمك بأنفسهم".
معلم متقاعد
02-26-2011, 01:25 AM
المراجع
أبو هلال، أحمد (1993). المرجع في مبادئ التربية، دار الشروقللنشر والتوزيع، عمان- الأردن.
الحياري، عبد الكريم؛ باكير، أمية؛ تركي،أسمهان؛ مناصرة، يوسف وشاهين، يوسف (1994). لغتنا العربية: الجزء الثاني، الصفالثالث الأساسي. عمان- الأردن. مؤسسة التأليف: مجمع اللغة العربية الأردني. ص47-48.
الخطيب، جمال (1995). تعديل السلوك الإنساني: الطبعة الثالثة. عمّان- الأردن: مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع.
الزيود، نادر فهمي (1993).التعلم والتعليم الصفي. عمّان-الأردن: دار الفكر للنشر والتوزيع.
Campbell, M., B. (1995). Strategies for Literacy Learning. Chicago: Saint Xavier Univ.
Davies, I., K. (1981). Instructional Techniques. New York: McGraw-Hill Book Co.
Dean, J. (1983). Organizing Learning in the Primary School classrooms. London: Croom Helm Teaching.
Derry, S. J. (1989). Putting Learning Strategies to Work. Educational Leadership, 46, 4-6.
Eggen, P. (1979). Strategies for Teachers: Information Processing Models in the Classroom. Englewood Cliffs, N. J.: Prenticehall Inc.
Lovitt, T., C. (1995). Tactics for Teaching. (Sec. Ed.). Columbus: Ohio. Englewood Cliffs.
Mastropieri, M., A. & Scruggs, T., E. (1994). Effective Instruction for Special Education. (Second Ed.). Austin, Texas: Pro-Ed Inc.
Meltzer, L. (1996). Strategies learning in children with learning disabilities. Advances in Learning and Behavioral Disabilities. 10B: 181.
Vallecorsa, A. L., Ledford, R. R., & Parnell, G. G. (1991). Strategies for teaching composition skills to students wit learning disabilities. Teaching Exceptional Children, 23(2), 52-55.
vBulletin 3.8.2