الصحفي الطائر
02-19-2011, 03:57 PM
ملاءمة مصطلح التخلف العقلي
د. ابراهيم الثابت
على الرغم من التطور العلمي الذي حدث في مجال التربية الخاصة بشكل عام , والذي شمل العديد من الجوانب بما في ذلك المصطلحات والأسماء لبعض الفئات المشمولة في ميدان التربية الخاصة , إلا أن هناك جوانب مهمة تتعلق بالتسميات لا تزال غير مواكبة للتقدم الذي حدث في هذا الميدان ,خصوصاً في منطقتنا العربية.
مصطلح ( التخلف العقلي ) , على سبيل المثال , لا يزال مستخدماً , ليس من قبل أفراد المجتمع فحسب بل حتى من بعض أهل الاختصاص , رغم اعتراض الكثير من المعنيين بالأمر من المختصين وأولياء الأمور وأصحاب الشأن أنفسهم على استخدامه. لقد كانت قضية المصطلح من الموضوعات التي نوقشت في الاجتماع السنوي الذي عقدته الجمعية الأمريكية للتخلف العقلي، في مدينة أورلاندو بالولايات المتحدة الأمريكية في صيف 2002م تم توزيع استبانة حول هذه القضية لأعضاء الجمعية حول المصطلح , ومن المؤمل أن تتغير التسمية ومعها اسم الجمعية.
في اللغة العربية , استخدمت في الماضي مصطلحات مثل الأبله , المعتوه, المجنون , الغبي , المأفون , .......الخ , ثم بعد تحسن الاتجاهات عدلت المصطلحات نسبياً إلى الإعاقة العقلية , الإعاقة الذهنية, كما استخدم مصطلح التربية الفكرية عند تسمية بعض الإدارات أو المعاهد التي تعنى بهذه الفئة.
لقد قوبل مصطلح( التخلف العقلي ) بالكثير من الرفض وعدم التقبل , وشهد عقد التسعينات الميلادية ظهور بعض المصطلحات الحديثة لدى بعض المختصين وأولياء الأمور وكذلك بعض الجمعيات المعنية , بالإضافة إلى تبني بعض الجامعات الأمريكية لها.
مصطلح ( التخلف ) يحمل - دون شك - الكثير من الدلالات السلبية سواء قصد بها القدرات العقلية أم غير ذلك مما يتعارض مع معطيات عصر التقدم في كل الميادين ومها التربية الخاصة .
هذا المصطلح غير عادل في حق من لديه انخفاض في قدرات معينة، سواء كانت عقلية أم غير ذلك. إن الفئات التي يطلق عليها هذا المصطلح تمتلك قدرات ومهارات قد يستطيعون من خلالها القيام بالعديد من المهام الحياتية والتعليمية والاجتماعية . وحيث إن أهم أهداف التربية الخاصة , تنمية ما لدى الفرد من قدرات ومواهب , فإن استخدام مصطلحات سلبية بهذه القسوة لا يخدم هذا المبدأ. للتسميات أثر كبير في تقبل ذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم لخدمات التربية الخاصة والاستفادة منها والمساهمة في تطويرها , وخير دليل على ذلك ما تم بسبب استخدام مصطلحات أكثر إيجابية مثل (متلازمة داون) " التوحد" وكذلك " صعوبات التعلم" . أصبح أولياء الأمور يقولون لدينا طفل ذو متلازم داون , وكذلك يقولون لدينا طفل توحدي , أو لدية صعوبات التعلم , وذلك تطلعاً للاستفادة من الخدمات المتاحة , ولكن ليس السهل أن يأتي من يقول لدي طفل متخلف. ولذلك ربما سيتأثر بالحرمان من الخدمة بسبب التسمية . لقد آن الأوان أن يناقش المعنيون بالأمر هذه القضية , لتخرج بتسميات عربية تتلاءم مع توجهاتنا نحو مستقبل أفضل لذوي الاحتياجات الخاصة فلغتنا العربية غنية بالمعاني والمصطلحات الملائمة , وديننا الإسلامي يحث على الحسن من الألقاب والأسماء لما لها من الآثار الإيجابية .
د. ابراهيم الثابت
على الرغم من التطور العلمي الذي حدث في مجال التربية الخاصة بشكل عام , والذي شمل العديد من الجوانب بما في ذلك المصطلحات والأسماء لبعض الفئات المشمولة في ميدان التربية الخاصة , إلا أن هناك جوانب مهمة تتعلق بالتسميات لا تزال غير مواكبة للتقدم الذي حدث في هذا الميدان ,خصوصاً في منطقتنا العربية.
مصطلح ( التخلف العقلي ) , على سبيل المثال , لا يزال مستخدماً , ليس من قبل أفراد المجتمع فحسب بل حتى من بعض أهل الاختصاص , رغم اعتراض الكثير من المعنيين بالأمر من المختصين وأولياء الأمور وأصحاب الشأن أنفسهم على استخدامه. لقد كانت قضية المصطلح من الموضوعات التي نوقشت في الاجتماع السنوي الذي عقدته الجمعية الأمريكية للتخلف العقلي، في مدينة أورلاندو بالولايات المتحدة الأمريكية في صيف 2002م تم توزيع استبانة حول هذه القضية لأعضاء الجمعية حول المصطلح , ومن المؤمل أن تتغير التسمية ومعها اسم الجمعية.
في اللغة العربية , استخدمت في الماضي مصطلحات مثل الأبله , المعتوه, المجنون , الغبي , المأفون , .......الخ , ثم بعد تحسن الاتجاهات عدلت المصطلحات نسبياً إلى الإعاقة العقلية , الإعاقة الذهنية, كما استخدم مصطلح التربية الفكرية عند تسمية بعض الإدارات أو المعاهد التي تعنى بهذه الفئة.
لقد قوبل مصطلح( التخلف العقلي ) بالكثير من الرفض وعدم التقبل , وشهد عقد التسعينات الميلادية ظهور بعض المصطلحات الحديثة لدى بعض المختصين وأولياء الأمور وكذلك بعض الجمعيات المعنية , بالإضافة إلى تبني بعض الجامعات الأمريكية لها.
مصطلح ( التخلف ) يحمل - دون شك - الكثير من الدلالات السلبية سواء قصد بها القدرات العقلية أم غير ذلك مما يتعارض مع معطيات عصر التقدم في كل الميادين ومها التربية الخاصة .
هذا المصطلح غير عادل في حق من لديه انخفاض في قدرات معينة، سواء كانت عقلية أم غير ذلك. إن الفئات التي يطلق عليها هذا المصطلح تمتلك قدرات ومهارات قد يستطيعون من خلالها القيام بالعديد من المهام الحياتية والتعليمية والاجتماعية . وحيث إن أهم أهداف التربية الخاصة , تنمية ما لدى الفرد من قدرات ومواهب , فإن استخدام مصطلحات سلبية بهذه القسوة لا يخدم هذا المبدأ. للتسميات أثر كبير في تقبل ذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم لخدمات التربية الخاصة والاستفادة منها والمساهمة في تطويرها , وخير دليل على ذلك ما تم بسبب استخدام مصطلحات أكثر إيجابية مثل (متلازمة داون) " التوحد" وكذلك " صعوبات التعلم" . أصبح أولياء الأمور يقولون لدينا طفل ذو متلازم داون , وكذلك يقولون لدينا طفل توحدي , أو لدية صعوبات التعلم , وذلك تطلعاً للاستفادة من الخدمات المتاحة , ولكن ليس السهل أن يأتي من يقول لدي طفل متخلف. ولذلك ربما سيتأثر بالحرمان من الخدمة بسبب التسمية . لقد آن الأوان أن يناقش المعنيون بالأمر هذه القضية , لتخرج بتسميات عربية تتلاءم مع توجهاتنا نحو مستقبل أفضل لذوي الاحتياجات الخاصة فلغتنا العربية غنية بالمعاني والمصطلحات الملائمة , وديننا الإسلامي يحث على الحسن من الألقاب والأسماء لما لها من الآثار الإيجابية .