المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سيكولوجية المعاق وتنشئته


عبقرينو
02-10-2011, 10:34 AM
سيكولوجية المعاق وتنشئته

لايمكن دراسة سيكولوجية المعاق بدون التعرض لمكونات الشخصية الأنسانية التى توجه سلوكه فى الحياة الى درجة بعيدة والشخصية هى نتاج عدة عوامل عضوية ووراثية وبيئية تتفاعل مع بعضها من قبل ولادة الأنسان حتى وفاته .

1- العوامل العضوية :
أ‌- البناء التشريحى
طاقات وامكانات وسلوكيات الأنسان تتحدد الى درجة بعيدة بالبناء التشريحى ، فالأنسان لايستطيع ان يسلك الأ فى الحدود التى تسمح بها وظائف اعضائه المختلفة .

ففاقد البصر مثلا ، اما ان يثق تماما ً فى الشخص الذى يحدثه أو يشك فيه تمامً ، لذا يلزم لمن يتعامل مع أصحاب هذه الأعاقة ان يكون صادقاً جدا ً .

+ وقد يكون البناء العضوى كاملاً لكن لاتواكب نموه نمو حركى كاملاً .

ب‌- البناء الفسيولوجى
+ عدد نبضات قلب الأنسان البالغ تبلغ 70 نبضة فى الدقيقة ، بينما تكون مابين 145 – 150 نبضة لدى المولود حديثاً .

وكلما تقدم الأنسان فى العمر تقل نبضات قلبه .

+ أيضاً ، التنفس ، الأنسان البالغ يتنفس 16 مرة فى الدقيقة ، بينما يتنفس الطفل 35 مرة .

+ وهكذا فان كان العضو غير كاملاً فإن ذلك سيؤثر على أعضاء الجسم ووظائفها وعلى سيكولوجية الفرد .

2- العوامل الوراثية
يرث الفرد الكثير من الصفات والسمات الجسمية كالشكل ولون الشرة والطول ونسبة الأعضاء لبعضها .....

ويرى الغالبية أن الذكاء موروث لكن البيئة تساعد على تنشيط هذا الذكاء وتنميه وتستغله الى أقصى حد تسمح به الوراثة .

+ وعموماً فالعوامل الوراثية والعضوية عادة ماتتسم بالثبات ، لذا فهى تكون مكونا هاما من مكونات الشخصية .

3- البيئة
أ‌- الأسرة
• يتأثر الفرد بالأم الى حد كبير ، فالكثير من الدراسات أكدت أن الأجنة حركتها عندما تتعرض الأم للأنفصال النفسى ، ونبض الجنين يزداد بعد صعود الأم سلماً كثير الدرجات ، ويمكن للجنين أن يرفس من قبل أن يولد عندما تنزعج الأم من صوت قوى .

• وهنك مايشير الى ان الأم التى تعانى من الألم أو المشاكل تنجب طفلاً كثير الحركة والصراخ والتهيج ، ويشتد صراخه فى فترات متقاربة طلباللغذاء ، بدلا من النوم بين الرضعات ، مما يؤثر على جهازه الهضمى فيتكرر له القىء ، ويصبح طفلا عصياً بصفة عامة .

• أما الطفل الذى ينشأ فى منزل ملىء بالعطف والمساعدة يزداد شعوره بالأمان وتزداد ثقته بنفسه ، لكن اذا اكتشف فيما بعد قصوره عن أقرانه يبدأ فقد الثقة فى نفسه .

• ومن ضمن المشاعر التى يكتسبها الطفل من الأسرة الخوف ، فالمولود لايخاف الامن شيئين: الصوت العالى ، والسقوط لكن الأهل لهم دور فى خوفه من الحيوانات والسباحة أو الناس عندما يتكل الطفل على الوالدين اتكالاً زائداً .

• ايضاً احساسه بالضجر والتذمر والهياج أحياناً بسبب شعور الوالدين بالأحباط والخجل والذنب ، وخوفاً عليه من المستقبل .



ب‌- المجتمع
• اذا احس الفرد المعاق بحب المجتمع وتقديره له ، فهذا كفيل بمحو احساسه بالأعاقة

• ايضاً نوع العمل الذى يقوم به ، ربما لايتفق مع ميوله ورغباته او امكاناته ، فهذا يدفعه للثورة على أى مصدر للسلطة

جـ - التعليم
• الطفل فى سنه المبكرةيتعلم الكثير من المهارات والقيم والسلوكيات واللغة ، مما يؤثر على فكرته نحو نفسه ويتعلم بالتالى كيف يواجه المواقف ويتكيف معها .

• ويرى علماء النفس ان السنوات الأولى هى الأساس فى تشكيل شخصية الطفل ، وان العشر سنوات الأولى هى الفترة الحرجة لتعلم اللغة .

• ويؤثر المخ على كل الجسم لانه هو الذى يصور الأوامر ، فاذا كانت أوامره متأخرة فبالتالى يكون النمو الحركى والأداراكى واللغوى متاخراً ، وهنا ويجب مساعدة المعاق بالتعليم .

+ فالنمو الأدراكى والعقلى يساعد على التركيز والأستيعاب وأخذ القرارات وحل المشكلات والأنسان لايستطيع النمو بدون نمو عقلى ، لذا تجد ان الذين لديهم اعاقات ذهنية لديهم اعاقات من نوع اخر حركية او حسية ....الخ

+ والنمو اللغوى يتواصل الأنسان بالأخرين عن طريق اللغة مما يساعد على الفهم والتعلم من الأخرين ، حتى ولو كانت لغة الأشارة .

+ والشخصية الأنسانية تقوم بثلاث وظائف :

الأولى : المعرفة ، وتشمل الذاكرة والتعليم .

الثانية : العمل

الثالثة : العاطفة والأنفعالات .

فاذا سارت احدى هذه الوظائف الثلاث بسرعة ما فلابد أن تسير الأخريتان بنفس السرعة ، والا يحدث الخلل والأعاقة الذهنية .

التنشئة السليمة للطفل المعوق

اولاً : الحاجات النفسية للطفل المعوق ؟
1- الحاجة الى الأستقلال
يحتاج ان يتعلم كيف يعتنى بنفسه ، ويحافظ على سلامته ، ويساعد فى الأعمال المنزلية البسيطة أو فى أعمال روتينية بورشة .

2- الحاجة الى الأشراف والعتاية
بقدر معين من الرعاية والمساعدة المالية حسب درجة الأعاقة

3- الحاجة الى اللعب الحر
أ‌- اللعب الحر من أفضل وسائل التعبير عن النفس ، ومن خلال مراقبته يمكن التعرف على مشاكله .

ب‌- ان قيام الطفل المغاير بدور سائق الأتوبيس مثلاً أو بناء بيت من المكعبات او انشاد أغانى أو رسم صورة يسمح للأطفال بالترويح عن أنفسهم ويزيل عنهم أى توتر نفسى يعانون منه .

جـ - كما يسمح اللعب الحر للطفل بالأتصال بالآخرين بطريقته الخاصة .

4- الصحة الجيده
لكى يتمكن المغاير من القيام بالواجبات المطلوبة منه حسب امكاناته فيشعر بقدرته ويثق بنفسه ، وبالتالى يشعر بالطمأنينة ولأستقرار والهدوء النفسى .

5 – الجو الأسرى المستقر
الذى تسوده روح المحبة والتفاهم والتعاون يعطيه شعوراً بالأمان وتحميه من القلق والصراعات الأنفعالية والأضطراب ومن المهم ان يهتم الوالدان بباقى الأخوة حتى لاتظهر علامات الغيرة منهم له ، وتزداد محبتهم له فيحاولون مساعدته واشتراكه فى ألعابهم فى حدود قدراته ، وبذلك يمكنهم قبوله معهم دون أن يحرجونه أو يملون منه .

6- الأختلاط بالمجتمع والأطفال الأخرين
فالاختلاط يساعد المغاير على النمو الأجتماعى السليم ويشعره بأن ينتمى الى مجموعة كبيرة تحبه وتحميه وقت اللزوم .

7- علاقات طيبة مع الأم
أ‌- فى السنوات الأولى تشبعه من رعايتها الكاملة وحمايتها التامة له ، وتشبع احتياجاته الأولية بانتظام مثل الأكل والنظافة والحنان والحب .

ب‌- فى المرحلة التالية تساعده على التعرف على البيئة من حوله واشباع حب الأستطلاع لديه فى حدود قدراته .

جـ - تعلمه النظام واعتماده على نفسه وتنمية ثقة بذاته .

8 – حب وتشجيع الوالدين
على الوالدين ان يساعدا النغاير على تحقيق النجاح فى أى عمل ولو بسيط ، فاذا أحس بنجاح ولمس منا التشجيع ، يزداد اطمئناناً الى العالم من حوله ويزداد شعوره بالثقة فى قدراته .



ثانياً : العوامل الأساسية للتنشئة النفسية للطفل المعوق
1- تجنب سياسة عدم الثبات
يجب ان نتأكد من ان االطفل يعرف ويفهم المطلوب منه ، على ان نراعى قدراته الحقيقية لا عمره الزمنى .

انهم يستجيبون لأى مؤثر كالمديح والتشجيع ويجب الأنعاملهم بخشونة أو سلبية .

2- وجود مخارج لانفعالات الطفل المغاير بطريقة مقبولة للمجتمع
مثل ممارسة أى نشاط يرغبه خصوصاً فى مواقف الغضب الحادة .

الأانه من الأفضل مساعدته على عدم التعرض للمواقف التى تؤدى به الى انفعالات حادة حتى نحميه من ردود أفعاله لها .

3- تجنب المواقف التى ثبت بالتجربة انها تثير غضب المغاير وانفعالاته فالوقاية خير من العلاج
فعند اعطائه أمر ما ، لابد أن أشرح له بطريقة مبسطة الهدف من هذا الأمر ، وأعطيه تعليمات مفهومة حسب قدراته ومفهومه ، مع مراعاة عدم الغضب منه وفقد الأعصاب اتجاهه والخشونة والجفاء فى التعامل معه.

4- تجنب اختلاف وجهات النظر بين الوالدين فى طرق معاملته
فيراعى الأيظهراى خلاف فى وجوده ، خاصة لو كان الخلاف كبيراً ، كأن يتجه أحد الوالدين الى الحماية الزائدة والخوف عليه ، بينما يتجه الطرف الأخر للضغط على الطفل بطلبات عنيفة غير مرغوبة .

5- تجنب العنف والعقاب والخشونة
هناك نوعان من الآباء :

• نوع يكون احساسه تجاه ابنه احساس بالذنب أو بالنقص فيكون تصرفهم معه فيه نوع من التدليل والحماية الزائدة .

• ونوع آخر من الآباء يكون احساسهم تجاه ابنهم احساس بالرفض وعدم القبول فتكون تصرفاتهم معه بخشونة وعنف أو لامبالاة .

هذه الأحاسيس فى كلتا الحالتين خطأ ، لأنها تنعكس بشكل مباشر أو غير مباشر على سلوكهم نحو الطفل ، فيسبب ذلك له اضطراباً فى نموه الأنفعالى .



ثالثاً : كيف يتمكن الوالدين من تنمية قدرات المغاير ؟
1- تكوين علاقة ايجابية معه .

2- توفير الجو الهادىء المستقر له .

3- احاطة بيئية تبعث فيه الحماس : الوان ، العاب ، تجميع مواد مختلفة .

4- مكان متسع . لعب مناسبة . اشتراك فى الحفلات والرحلات والزيارات المتبادلة وتعويده على استخدام ألفاظ المجاملة .

5- معرفة قدرات الطفل وعدم الضغط عليه بطلبات تفوق ادراكه وقدراته .

وكلما كان اكتشاف الأعاقة مبكرا كلما كانت البرامج المعطاه له اكثر فاعلية ونتائجها مرضية .




--------------------------------------------------------------------------------

المراجع :

سيكولوجية المعاق د.سامى سامى محاضرة للأسرة بالمنصورة

المعوقون : تصنيفهم وخصائصهم د. فاروق عبد السلام كلية التربية . جامعة أم القرى 1982

دليل خادم البركة جـ2 كنيسة السيدة العذراء بروض الفرج أسرة البركة

الشخصية : العوامل الفاعلة فى التكوين د. نبيل صبحى حنا مكتبة المحبة 1989

مقدمة فى العلوم السلوكية والنفسية د. على احمد على مكتبة عين شمس 1971

التنشئة النفسية السليمة للطفل المعوق د. كلير فهيم