الصحفي الطائر
01-05-2011, 08:39 PM
طالب ذو الاحتياجات الخاصة أنجز مشروعاً طبياً في أمريكا عن «مبتوري الأذرع»
المرزوقي: رفعت راية التحدي مبكراً وسوف أهدي أمي شهادة الدكتوراه قريباً
http://s.alriyadh.com/2011/01/05/img/823041554415.jpg
واشنطن، حوار - محمد الأمير
«شاهر المرزوقي» -من ذوي الاحتياجات الخاصة-.. ولد وترعرع من رحم المعاناة؛ فظل حبيس الكرسي وهو لم يتجاوز الربيع السابع.. رضع من أمه فنون الصبر حتى استطاعت ترويضه لمصلحة مشواره العلمي الذي اتسم بالكفاح والمثابرة.. ولد المرزوقي الطالب المبتعث في الولايات المتحدة لأسرة مكافحة ومتعلمة، حيث حصد حادث مروري أخاه الأكبر منه سناً.. كل هذه المحطات الأليمة في حياته جعلت منه إنسانا صاحب عزيمة وإرادة مبدعا متفوقا في دراسته..
التحديات الجسام التي واجهها ضيف «الرياض» لم تكن عابرة بيد أنه تجاوزها بنجاح وثبات وتفوق دراسياً في أرقى الجامعات الأمريكية، وتألق فيها طالباً في مرحلة الماجستير الى حد أنه اكتشف مشروعاً طبياً يوصل الى حل لمعضلة «مبتوري الأذرع».. وفيما يلي نص الحوار:
معاناة الإصابة
* متى وفي أي عمر تلقيت الاصابة؟
- في السادسة تقريباً من عمري.
* منذ ذلك العمر كيف تعاملت مع الاصابة وكيف تجاوزت المعاناة والمشاكل؟
- كانت نقظة تحول كبيرة في حياتي لم أكن أفهم أبعاد المشكلة تماماً لصغر عمري، ولكن تاقلمت معها كأي طفل بكل براءة، وتعلمت الكثير من معاناة الاصابة؛ بحكم البقاء في المستشفى ولمدة ستة شهور على السرير بدون حركة، فالصبر كان سلاحي الوحيد للتغلب على هذه المعاناة، وكانت أمي بعد الله سبحانه هي الدافع لي لاجتياز معاناتي.
الصبر سر الابداع
* يقال إن الاعاقة مصدر إلهام للإبداع والتألق.. إلى أي حد تتفقون مع ذلك؟
- برأيي أن ما نكتسبه من الاعاقة من صبر وكفاح له دور كبير في الابداع والوصول إلى التألق؛ لذالك لا اعتقد أن الاعاقة نفسها مصدر إلهام وابداع، ولكن ما نكتسبه منها هو مصدر الابداع والالهام.
قصة ابتعاثي
* متى وكيف وصلت إلى الولايات المتحدة؟
- قدمت إلى الولايات المتحدة قبل ثمانية أعوام؛ لدراسة اللغة الانجليزية، ثم تكملة البكالوريوس في هندسة الكمبيوتر.
وبعد تخرجي من الثانوية حاولت الالتحاق بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن ولكن لم يكتب الله لي القبول في هذه الجامعة، ولم أحاول الحصول على وظيفة؛ بسبب وضعي -ومن يقبل توظيفي وانا بذلك الوضع-، المهم بعد مضي سنة تقريباً، وأنا عاطل في البيت، حضرت اجتماعا ووليمة حضرها تقريباً جميع زملائي في مرحلة الثانوية، ومن بعدها ذهبت إلى البيت وقد ذكرت لوالدتي ما رأيت من زملائي، حيث جميعهم إما طلاب جامعات، أو موظفين، وأنا يا أمي عالة عليك وعلى العائلة، ولا بد أن أعمل شيئا، ويكون لي دور في المجتمع واقلها أن اقوم بنفسي، وأثناء حديثي معها احست بحزني، ومن بعد ذلك قامت والدتي بإخبار والدي وأخي الأكبر بما رأته مني من حزن على مستقبلي، وقد كان أخي الاكبر يشجعني على الدراسة في أمريكا، ولكن كانت الوالدة جزاها الله خيراً تمانع لخوفها علي وحرصها على رعايتي بنفسها، ولا تثق بوجود من يعتني بي في الخارج لاحتياجاتي الخاصة، وبعد موافقة والدي قام أخي الأكبر جزاه الله خيراً بالبحث، واختيار إحدى الكليات الأمريكية المناسبة لي، وعمل جميع إجراءات التسجيل، وابتعثني على حسابه الخاص حتى تم التحاقي ببرنامج ابتعاث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، وفي بداية دراستي في امريكا كنت أسكن مع أخ لي قد سبقني في الدراسة هناك، وكنت اعتمد عليه كثيراً في قضاء حاجياتي، ولكن زارنا أخي الاكبر، حيث كان دائماً يتابع دراستنا ولم يعجبه وضعي، وتطور لغتي الانجليزية، حيث كان يريدني أن اعتمد على نفسي كلياً حتى في التفاهم مع الآخرين بلغتهم، ونقلني إلى سكن آخر جزء من بيت عائلة امريكية، والحمد لله بعد هذه النقلة احسست بالاستقلالية، والمسؤولية كاملة، وتمكنت من التفوق والابداع في دراستي.
تجربة الدراسة
* كيف هي تجربة دراستكم في الولايات المتحدة؟
- في بداية الامر كنت معتقداً أن الغربة والدراسة في الخارج ستكون صعبة نوعاً ما؛ خصوصاً لوضعي الخاص، ولكن تفاجئت لما شاهدته من خدمة لذوي الاحتياجات الخاصة من تسهيل الطرق، وتخصيص أقسام خاصة في الجامعة لتسهيل أمورهم ومساعدتهم.
* هل تمارسون حياتكم بشكل طبيعي؟ أم هل تحتاج الى أحد يساعدك في تنقلاتكم؟
- نعم أمارس حياتي مثل أي شخص آخر، والحمدلله تعلمت قيادة السيارة في أمريكا، وكانت أول سيارة أملكها بعد تخرجي من البكالوريوس، وبداية دراسة الماجستير، وهي الفترة التي تعلمت فيها القيادة.
قيادة السيارة
* كيف تقودون السيارة لوحدكم وانتم من ذوي الاحتياجات الخاصة؟ الايسبب ذلك خطراً عليكم؟
- لا.. ابداً.. الطرق هنا والارصفة مبسطة لذوي الاحتياجات الخاصة؛ وكل المباني سواء الحكومية ام الخاصة مجبرة على أن تخصص مسارات ومواقف خاصة لذوي الاحتياجات، والحمد لله لا احتاج أحدا في خروجي لشراء احتياجاتي سواء من الأسواق أو المتاجر، وأيضاً لنا الأولوية في كل الأمور، مثلاً اذا اردت أن أركب الحافلة يقوم السائق بفتح الأبواب بطريقة يمكنني أن أركب الحافلة دون أي تكلف.
الانجاز الطبي
* الانجاز الطبي الأخير ماذا يعني لكم؟
- بالنسبة لي هذا الانجاز خطوة كبيرة في حياتي، وهي بداية الطريق، واتمنى ألا أقف إلى هذا الحد.
* بعد الإنجاز الطبي الأخير تردد أنكم تلقيتم عروضاً للعمل في الولايات المتحدة؟
- نعم؛ خاصة بعد تكملة دراسة الماجستير في تخصص المعلوماتية الطبية الحيوية لندرة التخصص، وأيضاً بحكم انه تخصص جديد تم اعتماده في جامعة اريزونا ستيت عام 2007، ورفضت جميع العروض بالرغم من أنها مغرية، وجاءت من أفضل الشركات ومراكز الأبحاث والجامعات الامريكية.
* لماذ رفضت؟
- حالياً رفضت العمل لرغبتي في اكمال دراستي لمرحلة الدكتوراه، وإن شاء الله سوف أعود لأرض الوطن للقيام بواجبي تجاه وطني.
* ماهي مشروعاتك المستقبلية؟
- من المشروعات المستقبلية اتمام مرحلة الدكتوراه، وبعد ذلك المشاركة في تطوير الأبحاث الطبية المعلوماتية.
المرزوقي: رفعت راية التحدي مبكراً وسوف أهدي أمي شهادة الدكتوراه قريباً
http://s.alriyadh.com/2011/01/05/img/823041554415.jpg
واشنطن، حوار - محمد الأمير
«شاهر المرزوقي» -من ذوي الاحتياجات الخاصة-.. ولد وترعرع من رحم المعاناة؛ فظل حبيس الكرسي وهو لم يتجاوز الربيع السابع.. رضع من أمه فنون الصبر حتى استطاعت ترويضه لمصلحة مشواره العلمي الذي اتسم بالكفاح والمثابرة.. ولد المرزوقي الطالب المبتعث في الولايات المتحدة لأسرة مكافحة ومتعلمة، حيث حصد حادث مروري أخاه الأكبر منه سناً.. كل هذه المحطات الأليمة في حياته جعلت منه إنسانا صاحب عزيمة وإرادة مبدعا متفوقا في دراسته..
التحديات الجسام التي واجهها ضيف «الرياض» لم تكن عابرة بيد أنه تجاوزها بنجاح وثبات وتفوق دراسياً في أرقى الجامعات الأمريكية، وتألق فيها طالباً في مرحلة الماجستير الى حد أنه اكتشف مشروعاً طبياً يوصل الى حل لمعضلة «مبتوري الأذرع».. وفيما يلي نص الحوار:
معاناة الإصابة
* متى وفي أي عمر تلقيت الاصابة؟
- في السادسة تقريباً من عمري.
* منذ ذلك العمر كيف تعاملت مع الاصابة وكيف تجاوزت المعاناة والمشاكل؟
- كانت نقظة تحول كبيرة في حياتي لم أكن أفهم أبعاد المشكلة تماماً لصغر عمري، ولكن تاقلمت معها كأي طفل بكل براءة، وتعلمت الكثير من معاناة الاصابة؛ بحكم البقاء في المستشفى ولمدة ستة شهور على السرير بدون حركة، فالصبر كان سلاحي الوحيد للتغلب على هذه المعاناة، وكانت أمي بعد الله سبحانه هي الدافع لي لاجتياز معاناتي.
الصبر سر الابداع
* يقال إن الاعاقة مصدر إلهام للإبداع والتألق.. إلى أي حد تتفقون مع ذلك؟
- برأيي أن ما نكتسبه من الاعاقة من صبر وكفاح له دور كبير في الابداع والوصول إلى التألق؛ لذالك لا اعتقد أن الاعاقة نفسها مصدر إلهام وابداع، ولكن ما نكتسبه منها هو مصدر الابداع والالهام.
قصة ابتعاثي
* متى وكيف وصلت إلى الولايات المتحدة؟
- قدمت إلى الولايات المتحدة قبل ثمانية أعوام؛ لدراسة اللغة الانجليزية، ثم تكملة البكالوريوس في هندسة الكمبيوتر.
وبعد تخرجي من الثانوية حاولت الالتحاق بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن ولكن لم يكتب الله لي القبول في هذه الجامعة، ولم أحاول الحصول على وظيفة؛ بسبب وضعي -ومن يقبل توظيفي وانا بذلك الوضع-، المهم بعد مضي سنة تقريباً، وأنا عاطل في البيت، حضرت اجتماعا ووليمة حضرها تقريباً جميع زملائي في مرحلة الثانوية، ومن بعدها ذهبت إلى البيت وقد ذكرت لوالدتي ما رأيت من زملائي، حيث جميعهم إما طلاب جامعات، أو موظفين، وأنا يا أمي عالة عليك وعلى العائلة، ولا بد أن أعمل شيئا، ويكون لي دور في المجتمع واقلها أن اقوم بنفسي، وأثناء حديثي معها احست بحزني، ومن بعد ذلك قامت والدتي بإخبار والدي وأخي الأكبر بما رأته مني من حزن على مستقبلي، وقد كان أخي الاكبر يشجعني على الدراسة في أمريكا، ولكن كانت الوالدة جزاها الله خيراً تمانع لخوفها علي وحرصها على رعايتي بنفسها، ولا تثق بوجود من يعتني بي في الخارج لاحتياجاتي الخاصة، وبعد موافقة والدي قام أخي الأكبر جزاه الله خيراً بالبحث، واختيار إحدى الكليات الأمريكية المناسبة لي، وعمل جميع إجراءات التسجيل، وابتعثني على حسابه الخاص حتى تم التحاقي ببرنامج ابتعاث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، وفي بداية دراستي في امريكا كنت أسكن مع أخ لي قد سبقني في الدراسة هناك، وكنت اعتمد عليه كثيراً في قضاء حاجياتي، ولكن زارنا أخي الاكبر، حيث كان دائماً يتابع دراستنا ولم يعجبه وضعي، وتطور لغتي الانجليزية، حيث كان يريدني أن اعتمد على نفسي كلياً حتى في التفاهم مع الآخرين بلغتهم، ونقلني إلى سكن آخر جزء من بيت عائلة امريكية، والحمد لله بعد هذه النقلة احسست بالاستقلالية، والمسؤولية كاملة، وتمكنت من التفوق والابداع في دراستي.
تجربة الدراسة
* كيف هي تجربة دراستكم في الولايات المتحدة؟
- في بداية الامر كنت معتقداً أن الغربة والدراسة في الخارج ستكون صعبة نوعاً ما؛ خصوصاً لوضعي الخاص، ولكن تفاجئت لما شاهدته من خدمة لذوي الاحتياجات الخاصة من تسهيل الطرق، وتخصيص أقسام خاصة في الجامعة لتسهيل أمورهم ومساعدتهم.
* هل تمارسون حياتكم بشكل طبيعي؟ أم هل تحتاج الى أحد يساعدك في تنقلاتكم؟
- نعم أمارس حياتي مثل أي شخص آخر، والحمدلله تعلمت قيادة السيارة في أمريكا، وكانت أول سيارة أملكها بعد تخرجي من البكالوريوس، وبداية دراسة الماجستير، وهي الفترة التي تعلمت فيها القيادة.
قيادة السيارة
* كيف تقودون السيارة لوحدكم وانتم من ذوي الاحتياجات الخاصة؟ الايسبب ذلك خطراً عليكم؟
- لا.. ابداً.. الطرق هنا والارصفة مبسطة لذوي الاحتياجات الخاصة؛ وكل المباني سواء الحكومية ام الخاصة مجبرة على أن تخصص مسارات ومواقف خاصة لذوي الاحتياجات، والحمد لله لا احتاج أحدا في خروجي لشراء احتياجاتي سواء من الأسواق أو المتاجر، وأيضاً لنا الأولوية في كل الأمور، مثلاً اذا اردت أن أركب الحافلة يقوم السائق بفتح الأبواب بطريقة يمكنني أن أركب الحافلة دون أي تكلف.
الانجاز الطبي
* الانجاز الطبي الأخير ماذا يعني لكم؟
- بالنسبة لي هذا الانجاز خطوة كبيرة في حياتي، وهي بداية الطريق، واتمنى ألا أقف إلى هذا الحد.
* بعد الإنجاز الطبي الأخير تردد أنكم تلقيتم عروضاً للعمل في الولايات المتحدة؟
- نعم؛ خاصة بعد تكملة دراسة الماجستير في تخصص المعلوماتية الطبية الحيوية لندرة التخصص، وأيضاً بحكم انه تخصص جديد تم اعتماده في جامعة اريزونا ستيت عام 2007، ورفضت جميع العروض بالرغم من أنها مغرية، وجاءت من أفضل الشركات ومراكز الأبحاث والجامعات الامريكية.
* لماذ رفضت؟
- حالياً رفضت العمل لرغبتي في اكمال دراستي لمرحلة الدكتوراه، وإن شاء الله سوف أعود لأرض الوطن للقيام بواجبي تجاه وطني.
* ماهي مشروعاتك المستقبلية؟
- من المشروعات المستقبلية اتمام مرحلة الدكتوراه، وبعد ذلك المشاركة في تطوير الأبحاث الطبية المعلوماتية.