وحيد مصطفى
12-18-2010, 06:36 AM
المشكلات النفسية والاجتماعية والتعليمية التى تواجه معلمات المرحلة الابتدائية
بشعبية يفرن فى تنمية الإبداع داخل حجرات الدراسة
إعداد : أ . على محمد على المحروق
محاضر الإدارة التعليمية – كلية الآداب / جامعة الجبل الغربي 2009
أ . مقدمة:روك زويليمة
محاضر الإدارة التعليمية – كلية المعلمين / جامعة السابع من ابريل
مقدمة :
ـــــ
الإنسان هو الثروة الأساسية للأمة ومن ثم فأن تنمية القدرة الخلاقة والمبدعة تصبح هي الهدف الأسمى لأي نظام تعليمي أِذا ماأردنا للمجتمع أن يرقي وينهض , وإذا ماقصدنا للأمة نماء اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا .
واهتمام المجتمع برعاية التلاميذ المبدعين يشكل أمرا مهما يتحدد في ضوئه معالم المجتمع ومستقبله , فالمبدعون هم الثروة الحقيقية للمجتمع , والمدرسة بحكم وظيفتها كمؤسسة تربوية لاتقتصر مسئوليتها علي أثراء الجانب العلمي للتلميذ بل يتعدي ذلك أِلي تكوينه اجتماعيا ونفسيا , وفي نفس الوقت توفير الظروف المناسبة لجميع التلاميذ وخاصة التلاميذ ذوي القدرات والإمكانات المميزة للتعرف عليهم , ولتنمية مهاراتهم وصقل تفوقهم وإثراء قدراتهم , ومن العوامل التي تساعد علي تحقيق ذلك توافر المعلم المؤهل القادر علي القيام بدوره كاملا في تنمية الإبداع لتلك الفئة من التلاميذ المبدعين . (روشكا , ترجمة /غسان أبو فخر, 1990).
ولذلك يحظي الإبداع في التعليم باهتمام واسع النطاق في الدول المتقدمة والنامية علي السواء لأنه يمثل أساسا من أسس التقدم الحضاري ويصنع الشخصية القادرة علي مواجهة تحديات المستقبل كما أنه يحارب التعليم المعتمد علي الحفظ والتلقين ويسمح للفرد بممارسة تفكيره المستقل والاستمتاع بتحقيق الذات والقدرة علي نقد الأفكار من خلال تكوين علاقات جديدة . ( محبات أبو عميره , 1999 )
ويعد التفكير الإبداعي أحد أهم الأهداف التربوية التي تسعي المجتمعات الإنسانية الي تحقيقها , فالأفراد المبدعون يلعبون دورا مهما وفعالا في تنمية مجتمعاتهم في جميع المجالات فهم ركائز أساسية وضرورية لمجتمع متقدم , فهم ينتجون المعرفة الإنسانية ويطورونها ويطوعونها للتطبيق , وهم الأمل في حل المشكلات التي تعوق التقدم الحضاري وهم القوة الدافعة نحو تقدم الوطن ورفاهيته وإسعاده (محمود منسي , 2000 ) .
أِن تطوير قدرا ت التفكير الإبداعي هو جزء من حلم كبير يراود التربويين للوصول أِلي تعليم أكثر إنسانية , ولكي يضمن التلاميذ لأنفسهم فرصة أحسن لبناء شخصية متميزة لكل منهم , وأِن تغيير المناهج التعليمية والاستعانة بوسائل التقدم التكنولوجي في تدريس المواد كلها أهداف جديرة بالاعتبار , لكن هذه الأشياء جميعها ستظل محدودة القيمة أِذا لم تكن النية متجهة أِلي خلق مناخ تعليمي يحقق التوازن بين أِثارة القدرة علي التحصيل وإثارة القدرة الإبداعية (محبات أبو عميرة 1999 ) .
والمدرسة في مجتمعنا تكاد أن تكون هي الوحدة المسئولة عن تنمية الإبداع عند التلاميذ , وذلك بسبب الظروف الاجتماعية التي قد تجعل الأسرة غير قادرة أو غير واعية بضرورة وأهمية تدريب وتنمية وتعميق الوعي بالسلوك الإبداعي , ويستطيع كل من يتفحص برامجنا التعليمية أن يكتشف منذ الوهلة الأولي وبدون مشقة عنايتها بتقديم المواد ذات العلاقة بالذهن والتفكير التلازمي غي حين يتطلب التفكير الإبداعي نشاطات بحثية مرغوب فيها ولا تحظي بأية عناية أو اهتمام من قبل مخططي البرامج وواضعي الخطط التعليمية الحاضرة , ففي دراسة أجريت في رومانيا علي الصفوف الأربعة الأولي في المرحلة الابتدائية تم فيها تصميم مناخ حر تدرس فيه المقررات الدراسية علي أن يحقق الأطفال حب الاستطلاع والحاجة أِلي النشاط والاستقلال والراحة , وبمقارنة النتائج التي تم الحصول عليها من الصفوف التجريبية بالنتائج التي تم الحصول عليها من الصفوف الضابطة التي خضعت للتعليم التقليدي لوحظ ظهور سمات التفكير الإبداعي لدي أطفال الصفوف التجريبية , وهذا يعني أن المدارس بأِمكنياتها المتوفرة من الممكن أن تفتح القنوات لتربية الإبداع لدي الأطفال حتي لو لم تحدث تغيرات جذرية في الواقع التعليمي . ( روشكا , ترجمة / غسان أبو فخر , 1990 )
فالإبداع ليس سمة محصورة في القلة من الناس بل قدرة كامنة لدي معظم الناس يمكن رعايتها أِذا ماتوفرات لها الظروف المواتية في البيت والمدرسة وغيرها من المواقف الحياتية في المجتمع , فالمعلم الذي يشجع الاكتشاف والاستقصاء ويوفر الفرص للتفكير المتشعب يتيح فرصا مواتية للإبداع وكذلك المعلم الذي يثيب التجريب والاستكشاف ويقود الأهداف للخبرات التعليمية ويحرص علي الأصالة والجدة في نتاجات المتعلمين هو معلم يرعي الإبداع ويعمل علي تطويره ( كمال أبو سماحة وآخرون ,1992 ) .
ويشير نارميرا 1993 Narramira , أن الأطفال من سن ثمان سنوات إلى عشر سنوات يتم اكتشاف مهاراتهم الإبداعية بحيث تبدو بشكل خلاق , ثم تشجيعهم على استخدام خيالاتهم ومهاراتهم لكي يعبروا على أصالتهم وأبداعتهم , أما أطفال عشر سنوات إلى بداية المراهقة فهم يفضلون الاستطلاع حيث يقل قلقهم فى هذه السن و يقل حركتهم وتأخذ الاستعدادات الفنية و الموسقية فى الظهور .
ومن الباحثين من يرى أن أِثارة الإبداع الكامن لدى التلاميذ يحدث من خلال السلوك التدريسي للمعلم ,لأن ن التلاميذ لا يدركون قدراتهم الإبداعية الكامنة ,و لا يستطعون أن يتفاعلوا مع الموقف التعليمي أِلا من خلال أِثارتها عن طريق مواقف تعليمية , ومن خلال حل المشكلات , وذلك مثل دراسة بروكس ( 1993 , Brooks ) ,التى قدمت للتلاميذ مجموعة من الممارسات , ووفرت لهم الخبرات وهيأت لهم المواقف الايجابية تجاه المعارف المتعلمة ,وأمدت المعلم بعلاقات مبتكره متبادلة مع تلاميذه مد يد المساعدة لهم حتى يتسنى لهم التعلم واكتساب الخبرات وذلك فى الأوقات المناسبة , ودراسة جودمان (1995 ,Goodman), التى توصلت إلى استخدام الأساليب الإبداعية فى التدريس يؤدى إلى ظهور النشاط البداعى لدى التلاميذ و التعبير عن وجهة نظرهم نحو المادة , ودراسة ديون (1993 ,Dion) , التى أكدت أن استخدام المصادر المتعددة حول الموضوع الواحد تسهل فهم التلاميذ.
و التعليم فى الجماهيرية الليبية فى حاجة ملحة الى بحوث تنظيم الخبرات المدرسية بحيث تراعى أن يتم اكتساب المعلومات بطريقة أِبداعية , فقد أصبح الاهتمام بالتفكير الأِبداعى واحدا من أهم الأهداف التى تسعى المجتمعات الإنسانية إلى اكتشافها وتنميتها , وإذا كان من المحتم تنمية أِبداع الأفراد لمواكبة الحاضر والدخول إلى المستقبل فليكن ذلك من البداية الصحيحة و المنطقية عن طريق التعرف على المشكلات التى تواجه معلمات المرحلة الابتدائية فى تنمية لأِابداع داخل حجرات الدراسة والتى تحول دون تحقيق الأهداف المرجوة منهم , وأيضا يجب علينا أن نتعرف على الحلول المقترحة لحل هذه المشكلات لتتمكن المعلمة من مسايرة العصر وملاحقة الانفجار المعرفي وتربية طالباتنا وتوجيههن بالأسلوب التربوي الحديث .
مشكلة الدراسة :
ــــــــــ
يمكن صياغة مشكلة الدراسة الحالية فى التساؤلات التالية :
1ـ ما المشكلات النفسية التى تواجه معلمات المرحلة الابتدائية بمدينة يفرن فى تنمية الإبداع داخل حجرات الدراسة .
2ـ ما المشكلات الاجتماعية التي تواجه معلمات المرحلة الابتدائية بمدينة يفرن فى تنمية الإبداع داخل حجرات الدراسة .
3ـ ما المشكلات التعليمية التى تواجه معلمات المرحلة الابتدائية بمدينة يفرن لتنمية الإبداع داخل حجرات الدراسة .
4ـ ما الحلول المقترحة لمواجهة هذه المشكلات لتنمية الإبداع داخل حجرات الدراسة.
هدف الدراسة :
ــــــــــ
تتحدد أهداف الدراسة بالاتي :
1ـ التعرف على المشكلات النفسية التى تواجه معلمات المرحلة الابتدائية بمدينة يفرن فى تنمية الإبداع داخل حجرات الدراسة .
2ـ التعرف على المشكلات الاجتماعية التى تواجه معلمات المرحلة الابتدائية بمدينة يفرن فى تنمية الإبداع داخل حجرات الدراسة .
3ـ التعرف على المشكلات التعليمية التى تواجه معلمات المرحلة الابتدائية بمدينة يفرن فى تنمية الإبداع داخل حجرات الدراسة .
4ـ التعرف على الحلول المقترحة لمواجهة هذه المشكلات لتنميةالأِبداع داخل حجرات الدراسة .
أهمية الدراسة :
ـــــــــ
لتنمية الإبداع لدى التلاميذ فى المرحلة الابتدائية داخل حجرات الدراسة أهمية كبرى ولكن حجرة الدراسة ليست منفصلة عما عداها ,بل أن السياسة التعليمية هى العنصر المهم لما يقدم فيها سواء فى شكل مقررات دراسية أو أنشطة , ثم أن المقرارات و الأنشطة تكتسب معناها من الطريقة التى يقدمها بها المعلم فى الفصل والتى تتداخل فيها المؤثرات الإدارية للمدرسة , وطبيعة التلميذ و نظرة لذاته و لمهنته وأسلوبه فى أِقامة العلاقات الاجتماعية , جميع هذه العوامل وغيرها تمثل الوسط الذى يتشكل من خلاله الإبداع .
وأِن الحالدراسة:ة الإبداع لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية داخل حجرات الدراسة لا تشتق فقط من مميزات التعلم بالطريقة الإبداعية ومن الآثار المترتبة عليها و مما بينته الدراسات من إهمال استخدام بعض قدرات التلاميذ , بل تنبع أيضا من طبيعة العصر الذى نعيش فيه , فنحن نعيش فى عالم دائم التغير , يتميز بالانفجار المعرفي و الزيادة السكانية و بسرعة التغير الثقافي , وأن أعداد تلاميذ المرحلة الابتدائية لمواجهة ما سيلقونه فى المستقبل المتغير الغامض لا يكون بتزويدهم بأكبر كمية من المعلومات والمعارف أو بتسهيل أسلوب حياتهم , بل يكون بإطلاق إمكانياتهم مما يساعدهم على مواجهة تحديات المستقبل الغامضة , ولا يتم ذلك ألا بالاهتمام بمعرفة المشكلات و المعوقات التى تواجه المعلم فى تنمية الإبداع فهو حجر الزاوية فى العملية التعليمية و المسئول عن أثمن ثروة يملكها المجتمع .
مصطلحات الدراسة :
ــــــــــــ
1ـ المشكلة :
هى صعوبة تواجه المعلمة أثناء أدائها لعملها بالمدرسة مما يؤدى من وجهة نظرها الى تعطيل تحقيق أهداف التعليم .
2ـ المشكلات النفسية :
ويقصد بها الالاجتماعية:تواجهه المعلمة من الناحية النفسية و تحدث كرد فعل للضغوط التى تتعرض لها المعلمة ويصاحبها انفعالات سلبية كالغضب والخوف والقلق وعدم الثقة وتوتر فى شخصيتها فى المدرسة .
3- المشكلات الاجتماعية :
ويقصد بها الالتعليمية: تواجه المعلمة فى أِطار علاقاتها الاجتماعية فى الوسط الأِجتماعى فى المدرسة وكذا مدى مشاركتها فى مجالات النشاط الأِجتماعى المختلفة .
4- المشكلات التعليمية :
ويقصد بها االابتدائية:الأثر التعليمي التى تؤثر على المعلمة فى تدريسها .
5- المرحلة الابتدائية :
هي مرحلة تعليمية نظامية تلتحق بها الطالبات بعد أِتمام سن السادسة ومدى الدراسة بها ست سنوات.
6-تنمية الإبداع:
يعرفه الباحث بأنه, قدرة التلاميذ على المرونة والاستقلال و المثابرة والاعتماد على النفس و المغامرة والاهتمامات المتنوعة ومن خلالها يطور التلميذ معلوماته و خبراته وتجاربه وأحاسيسه وعلاقاته إلى أفكار أصلية وجديدة.
ويعرف الباحثان الإبداع إجرائيا بأنه : الوسائل والأساليب و البرامج التى تعمل على توفير المناخ المناسب الذى يساعده على :
ـ استثارة الدوافع الداخلية الموجودة لدى التلميذ بحيث تساعده على التفكير بشكل مثمر و متفرد .
ـ تنمية إمكاناتهم الشخصية التي تساعدهم على الاستقلال والقدرة على التعلم الذاتي والدافعية للتعلم .
7ـ حجرات الدراسة :ـ
يستخدم النظري:فظ حجرات لدلالتها المكانية , وارتباطها بطبيعة العلاقات , فمحدودية المكان تصبح مدعاة للتعامل المباشر بما يصاحبها من انفعالات تبلغ مداها فى حالة معلم الصف الذى يتعامل بمفرده مع التلاميذ على مدار اليوم المدرسي لهذا فأِن لفظ حجرات بصيغة الجمع , يحمل فى واحد من دلالاته أِمكانية انتقال أطفال الصف الواحد بين أكثر من حجرة اى بين الدراسة و ممارسة الأنشطة وهذا واحد من المقاصد التى ترمى أِليها الدراسة وهو : دراسة التفاعل الذى يتم بين المعلم و التلميذ فى حدود المنهج الدراسي بمعناه الحديث :جميع الخبرات التى تقدمها المدرسة وتشرف عليها سواء فى الفصل أو خارجه .
بشعبية يفرن فى تنمية الإبداع داخل حجرات الدراسة
إعداد : أ . على محمد على المحروق
محاضر الإدارة التعليمية – كلية الآداب / جامعة الجبل الغربي 2009
أ . مقدمة:روك زويليمة
محاضر الإدارة التعليمية – كلية المعلمين / جامعة السابع من ابريل
مقدمة :
ـــــ
الإنسان هو الثروة الأساسية للأمة ومن ثم فأن تنمية القدرة الخلاقة والمبدعة تصبح هي الهدف الأسمى لأي نظام تعليمي أِذا ماأردنا للمجتمع أن يرقي وينهض , وإذا ماقصدنا للأمة نماء اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا .
واهتمام المجتمع برعاية التلاميذ المبدعين يشكل أمرا مهما يتحدد في ضوئه معالم المجتمع ومستقبله , فالمبدعون هم الثروة الحقيقية للمجتمع , والمدرسة بحكم وظيفتها كمؤسسة تربوية لاتقتصر مسئوليتها علي أثراء الجانب العلمي للتلميذ بل يتعدي ذلك أِلي تكوينه اجتماعيا ونفسيا , وفي نفس الوقت توفير الظروف المناسبة لجميع التلاميذ وخاصة التلاميذ ذوي القدرات والإمكانات المميزة للتعرف عليهم , ولتنمية مهاراتهم وصقل تفوقهم وإثراء قدراتهم , ومن العوامل التي تساعد علي تحقيق ذلك توافر المعلم المؤهل القادر علي القيام بدوره كاملا في تنمية الإبداع لتلك الفئة من التلاميذ المبدعين . (روشكا , ترجمة /غسان أبو فخر, 1990).
ولذلك يحظي الإبداع في التعليم باهتمام واسع النطاق في الدول المتقدمة والنامية علي السواء لأنه يمثل أساسا من أسس التقدم الحضاري ويصنع الشخصية القادرة علي مواجهة تحديات المستقبل كما أنه يحارب التعليم المعتمد علي الحفظ والتلقين ويسمح للفرد بممارسة تفكيره المستقل والاستمتاع بتحقيق الذات والقدرة علي نقد الأفكار من خلال تكوين علاقات جديدة . ( محبات أبو عميره , 1999 )
ويعد التفكير الإبداعي أحد أهم الأهداف التربوية التي تسعي المجتمعات الإنسانية الي تحقيقها , فالأفراد المبدعون يلعبون دورا مهما وفعالا في تنمية مجتمعاتهم في جميع المجالات فهم ركائز أساسية وضرورية لمجتمع متقدم , فهم ينتجون المعرفة الإنسانية ويطورونها ويطوعونها للتطبيق , وهم الأمل في حل المشكلات التي تعوق التقدم الحضاري وهم القوة الدافعة نحو تقدم الوطن ورفاهيته وإسعاده (محمود منسي , 2000 ) .
أِن تطوير قدرا ت التفكير الإبداعي هو جزء من حلم كبير يراود التربويين للوصول أِلي تعليم أكثر إنسانية , ولكي يضمن التلاميذ لأنفسهم فرصة أحسن لبناء شخصية متميزة لكل منهم , وأِن تغيير المناهج التعليمية والاستعانة بوسائل التقدم التكنولوجي في تدريس المواد كلها أهداف جديرة بالاعتبار , لكن هذه الأشياء جميعها ستظل محدودة القيمة أِذا لم تكن النية متجهة أِلي خلق مناخ تعليمي يحقق التوازن بين أِثارة القدرة علي التحصيل وإثارة القدرة الإبداعية (محبات أبو عميرة 1999 ) .
والمدرسة في مجتمعنا تكاد أن تكون هي الوحدة المسئولة عن تنمية الإبداع عند التلاميذ , وذلك بسبب الظروف الاجتماعية التي قد تجعل الأسرة غير قادرة أو غير واعية بضرورة وأهمية تدريب وتنمية وتعميق الوعي بالسلوك الإبداعي , ويستطيع كل من يتفحص برامجنا التعليمية أن يكتشف منذ الوهلة الأولي وبدون مشقة عنايتها بتقديم المواد ذات العلاقة بالذهن والتفكير التلازمي غي حين يتطلب التفكير الإبداعي نشاطات بحثية مرغوب فيها ولا تحظي بأية عناية أو اهتمام من قبل مخططي البرامج وواضعي الخطط التعليمية الحاضرة , ففي دراسة أجريت في رومانيا علي الصفوف الأربعة الأولي في المرحلة الابتدائية تم فيها تصميم مناخ حر تدرس فيه المقررات الدراسية علي أن يحقق الأطفال حب الاستطلاع والحاجة أِلي النشاط والاستقلال والراحة , وبمقارنة النتائج التي تم الحصول عليها من الصفوف التجريبية بالنتائج التي تم الحصول عليها من الصفوف الضابطة التي خضعت للتعليم التقليدي لوحظ ظهور سمات التفكير الإبداعي لدي أطفال الصفوف التجريبية , وهذا يعني أن المدارس بأِمكنياتها المتوفرة من الممكن أن تفتح القنوات لتربية الإبداع لدي الأطفال حتي لو لم تحدث تغيرات جذرية في الواقع التعليمي . ( روشكا , ترجمة / غسان أبو فخر , 1990 )
فالإبداع ليس سمة محصورة في القلة من الناس بل قدرة كامنة لدي معظم الناس يمكن رعايتها أِذا ماتوفرات لها الظروف المواتية في البيت والمدرسة وغيرها من المواقف الحياتية في المجتمع , فالمعلم الذي يشجع الاكتشاف والاستقصاء ويوفر الفرص للتفكير المتشعب يتيح فرصا مواتية للإبداع وكذلك المعلم الذي يثيب التجريب والاستكشاف ويقود الأهداف للخبرات التعليمية ويحرص علي الأصالة والجدة في نتاجات المتعلمين هو معلم يرعي الإبداع ويعمل علي تطويره ( كمال أبو سماحة وآخرون ,1992 ) .
ويشير نارميرا 1993 Narramira , أن الأطفال من سن ثمان سنوات إلى عشر سنوات يتم اكتشاف مهاراتهم الإبداعية بحيث تبدو بشكل خلاق , ثم تشجيعهم على استخدام خيالاتهم ومهاراتهم لكي يعبروا على أصالتهم وأبداعتهم , أما أطفال عشر سنوات إلى بداية المراهقة فهم يفضلون الاستطلاع حيث يقل قلقهم فى هذه السن و يقل حركتهم وتأخذ الاستعدادات الفنية و الموسقية فى الظهور .
ومن الباحثين من يرى أن أِثارة الإبداع الكامن لدى التلاميذ يحدث من خلال السلوك التدريسي للمعلم ,لأن ن التلاميذ لا يدركون قدراتهم الإبداعية الكامنة ,و لا يستطعون أن يتفاعلوا مع الموقف التعليمي أِلا من خلال أِثارتها عن طريق مواقف تعليمية , ومن خلال حل المشكلات , وذلك مثل دراسة بروكس ( 1993 , Brooks ) ,التى قدمت للتلاميذ مجموعة من الممارسات , ووفرت لهم الخبرات وهيأت لهم المواقف الايجابية تجاه المعارف المتعلمة ,وأمدت المعلم بعلاقات مبتكره متبادلة مع تلاميذه مد يد المساعدة لهم حتى يتسنى لهم التعلم واكتساب الخبرات وذلك فى الأوقات المناسبة , ودراسة جودمان (1995 ,Goodman), التى توصلت إلى استخدام الأساليب الإبداعية فى التدريس يؤدى إلى ظهور النشاط البداعى لدى التلاميذ و التعبير عن وجهة نظرهم نحو المادة , ودراسة ديون (1993 ,Dion) , التى أكدت أن استخدام المصادر المتعددة حول الموضوع الواحد تسهل فهم التلاميذ.
و التعليم فى الجماهيرية الليبية فى حاجة ملحة الى بحوث تنظيم الخبرات المدرسية بحيث تراعى أن يتم اكتساب المعلومات بطريقة أِبداعية , فقد أصبح الاهتمام بالتفكير الأِبداعى واحدا من أهم الأهداف التى تسعى المجتمعات الإنسانية إلى اكتشافها وتنميتها , وإذا كان من المحتم تنمية أِبداع الأفراد لمواكبة الحاضر والدخول إلى المستقبل فليكن ذلك من البداية الصحيحة و المنطقية عن طريق التعرف على المشكلات التى تواجه معلمات المرحلة الابتدائية فى تنمية لأِابداع داخل حجرات الدراسة والتى تحول دون تحقيق الأهداف المرجوة منهم , وأيضا يجب علينا أن نتعرف على الحلول المقترحة لحل هذه المشكلات لتتمكن المعلمة من مسايرة العصر وملاحقة الانفجار المعرفي وتربية طالباتنا وتوجيههن بالأسلوب التربوي الحديث .
مشكلة الدراسة :
ــــــــــ
يمكن صياغة مشكلة الدراسة الحالية فى التساؤلات التالية :
1ـ ما المشكلات النفسية التى تواجه معلمات المرحلة الابتدائية بمدينة يفرن فى تنمية الإبداع داخل حجرات الدراسة .
2ـ ما المشكلات الاجتماعية التي تواجه معلمات المرحلة الابتدائية بمدينة يفرن فى تنمية الإبداع داخل حجرات الدراسة .
3ـ ما المشكلات التعليمية التى تواجه معلمات المرحلة الابتدائية بمدينة يفرن لتنمية الإبداع داخل حجرات الدراسة .
4ـ ما الحلول المقترحة لمواجهة هذه المشكلات لتنمية الإبداع داخل حجرات الدراسة.
هدف الدراسة :
ــــــــــ
تتحدد أهداف الدراسة بالاتي :
1ـ التعرف على المشكلات النفسية التى تواجه معلمات المرحلة الابتدائية بمدينة يفرن فى تنمية الإبداع داخل حجرات الدراسة .
2ـ التعرف على المشكلات الاجتماعية التى تواجه معلمات المرحلة الابتدائية بمدينة يفرن فى تنمية الإبداع داخل حجرات الدراسة .
3ـ التعرف على المشكلات التعليمية التى تواجه معلمات المرحلة الابتدائية بمدينة يفرن فى تنمية الإبداع داخل حجرات الدراسة .
4ـ التعرف على الحلول المقترحة لمواجهة هذه المشكلات لتنميةالأِبداع داخل حجرات الدراسة .
أهمية الدراسة :
ـــــــــ
لتنمية الإبداع لدى التلاميذ فى المرحلة الابتدائية داخل حجرات الدراسة أهمية كبرى ولكن حجرة الدراسة ليست منفصلة عما عداها ,بل أن السياسة التعليمية هى العنصر المهم لما يقدم فيها سواء فى شكل مقررات دراسية أو أنشطة , ثم أن المقرارات و الأنشطة تكتسب معناها من الطريقة التى يقدمها بها المعلم فى الفصل والتى تتداخل فيها المؤثرات الإدارية للمدرسة , وطبيعة التلميذ و نظرة لذاته و لمهنته وأسلوبه فى أِقامة العلاقات الاجتماعية , جميع هذه العوامل وغيرها تمثل الوسط الذى يتشكل من خلاله الإبداع .
وأِن الحالدراسة:ة الإبداع لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية داخل حجرات الدراسة لا تشتق فقط من مميزات التعلم بالطريقة الإبداعية ومن الآثار المترتبة عليها و مما بينته الدراسات من إهمال استخدام بعض قدرات التلاميذ , بل تنبع أيضا من طبيعة العصر الذى نعيش فيه , فنحن نعيش فى عالم دائم التغير , يتميز بالانفجار المعرفي و الزيادة السكانية و بسرعة التغير الثقافي , وأن أعداد تلاميذ المرحلة الابتدائية لمواجهة ما سيلقونه فى المستقبل المتغير الغامض لا يكون بتزويدهم بأكبر كمية من المعلومات والمعارف أو بتسهيل أسلوب حياتهم , بل يكون بإطلاق إمكانياتهم مما يساعدهم على مواجهة تحديات المستقبل الغامضة , ولا يتم ذلك ألا بالاهتمام بمعرفة المشكلات و المعوقات التى تواجه المعلم فى تنمية الإبداع فهو حجر الزاوية فى العملية التعليمية و المسئول عن أثمن ثروة يملكها المجتمع .
مصطلحات الدراسة :
ــــــــــــ
1ـ المشكلة :
هى صعوبة تواجه المعلمة أثناء أدائها لعملها بالمدرسة مما يؤدى من وجهة نظرها الى تعطيل تحقيق أهداف التعليم .
2ـ المشكلات النفسية :
ويقصد بها الالاجتماعية:تواجهه المعلمة من الناحية النفسية و تحدث كرد فعل للضغوط التى تتعرض لها المعلمة ويصاحبها انفعالات سلبية كالغضب والخوف والقلق وعدم الثقة وتوتر فى شخصيتها فى المدرسة .
3- المشكلات الاجتماعية :
ويقصد بها الالتعليمية: تواجه المعلمة فى أِطار علاقاتها الاجتماعية فى الوسط الأِجتماعى فى المدرسة وكذا مدى مشاركتها فى مجالات النشاط الأِجتماعى المختلفة .
4- المشكلات التعليمية :
ويقصد بها االابتدائية:الأثر التعليمي التى تؤثر على المعلمة فى تدريسها .
5- المرحلة الابتدائية :
هي مرحلة تعليمية نظامية تلتحق بها الطالبات بعد أِتمام سن السادسة ومدى الدراسة بها ست سنوات.
6-تنمية الإبداع:
يعرفه الباحث بأنه, قدرة التلاميذ على المرونة والاستقلال و المثابرة والاعتماد على النفس و المغامرة والاهتمامات المتنوعة ومن خلالها يطور التلميذ معلوماته و خبراته وتجاربه وأحاسيسه وعلاقاته إلى أفكار أصلية وجديدة.
ويعرف الباحثان الإبداع إجرائيا بأنه : الوسائل والأساليب و البرامج التى تعمل على توفير المناخ المناسب الذى يساعده على :
ـ استثارة الدوافع الداخلية الموجودة لدى التلميذ بحيث تساعده على التفكير بشكل مثمر و متفرد .
ـ تنمية إمكاناتهم الشخصية التي تساعدهم على الاستقلال والقدرة على التعلم الذاتي والدافعية للتعلم .
7ـ حجرات الدراسة :ـ
يستخدم النظري:فظ حجرات لدلالتها المكانية , وارتباطها بطبيعة العلاقات , فمحدودية المكان تصبح مدعاة للتعامل المباشر بما يصاحبها من انفعالات تبلغ مداها فى حالة معلم الصف الذى يتعامل بمفرده مع التلاميذ على مدار اليوم المدرسي لهذا فأِن لفظ حجرات بصيغة الجمع , يحمل فى واحد من دلالاته أِمكانية انتقال أطفال الصف الواحد بين أكثر من حجرة اى بين الدراسة و ممارسة الأنشطة وهذا واحد من المقاصد التى ترمى أِليها الدراسة وهو : دراسة التفاعل الذى يتم بين المعلم و التلميذ فى حدود المنهج الدراسي بمعناه الحديث :جميع الخبرات التى تقدمها المدرسة وتشرف عليها سواء فى الفصل أو خارجه .