المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عشر نقاط يجب أن تعرفها عن الأطفال ذوي الإعاقة النوعية للغة


عاشقة البدر
12-01-2010, 06:19 PM
عشر نقاط يجب أن تعرفها عن الأطفال ذوي الإعاقة النوعية للغة


د. عبد العزيز إبراهيم سليم،
مدرس الصحة النفسية –
كلية التربية بدمنهور – جامعة دمنهور

مقدمـة:
بدأ العلماء والمختصين الاهتمام بدراسة الإعاقة النوعية للغة Specific Language Impairment منذ أكثر من 40سنة . فاكتساب اللغة هي المنطقة الأولى بالاهتمام في نمو الطفل وتطوره. ولا توجد أسباب واضحة ومحددة وصريحة للإعاقة النوعية للغة كفقد السمعhearing loss أو انخفاض نسبة الذكاء IQ وهذه الحالة تظهر عند الأطفال وتستمر حتى دخولهم في مرحلة الطفولة. وبالرغم من عدم معرفة الأسباب الحقيقية لهذه الإعاقة ، فإن الأبحاث الحالية ركزت على احتمالية وجود أسباب وراثية جينية. ويعد التعرف والتدخل المبكرين من أفضل الأساليب الممارسات ؛ لكي نقلل من المشكلات الأكاديمية التي قد يتعرض لها هؤلاء الأطفال، ومعروف أن الإعاقة النوعية للغة هي قصور واضح ودال لدى الأطفال في فهم اللغة والتعبير بها فيما بعد مع ضعف في الحصيلة اللغوية يصاحبها مشكلات نفسية واجتماعية، وفيما يلي عشر نقاط يجب أن تعرفها عن الأطفال ذوي الإعاقة النوعية للغة :
1. الإعاقة النوعية للغة لها أسماء عديدة ومنتشرة بصورة غير متوقعة:
الإعاقة النوعية للغة Specific language impairment واحدة من العديد من اضطرابات التواصلCommunication Disorders ، وهي أكثر اضطرابات التواصل انتشاراً، ويستخدم اختصاصي علاج اضطرابات اللغة والكلام وعلماء هذا المجال مصطلحات أخرى للتعبير عن الإعاقة النوعية للغة من قبيل ؛ الاضطراب النمائي للغة developmental language disorder ، تأخر اللغة language delay ، الأفازيا النمائية developmental dysphasia . والإعاقة النوعية للغة Specific language impairment وهذا المفهوم هو المستخدم والمعمول به لدى علماء النفس المهتمين بدراسات اضطرابات اللغة والتواصل، ويرمز له اختصاراً بـ (SLI).
هذا وتعد الإعاقة النوعية للغة أكثر شيوعاً مما نعتقد. والأبحاث منذ ما يزيد عن عشر سنوات مضت قدرت وبصورة دقيقة نسبة انتشارها بين الأطفال فقد ذكرت أن عدد الأطفال الصغار الذين يتأثرون بالإعاقة النوعية للغة. ومن المعروف الآن أن نسبة انتشار الإعاقة النوعية للغة تصل إلى ما يقرب من ( 7 – 8 % ) من جملة أطفال مرحلة رياض الأطفال. وهي نسبة عالية مقارنةً بغيرها من اضطرابات التواصل أو الإعاقات الأخرى.
2. تأخر الكلام ربما يكون دليلاً/ إشارة على وجود هذه الإعاقة:
عندما يدخل الطفل سن العامين وينمو / ينتقل إلى سن الثلاث أو الأربع سنوات يجب ملاحظته بطرق متعددة للوقوف على طريقته في الكلام ومقدار الحصيلة اللغوية التي اكتسبها الطفل، والأطفال ذوو الإعاقة النوعية للغة لا ينتجون أية كلمة حتى سن السنتين تقريباً . وفي سن الثلاث سنوات ربما يتكلمون ، ولكن كلامهم لا يكون مفهوماً. وكلما تقدم بهم العمر يجاهدون لتعلم كلمات جديدة ، فإذا كانت هناك مجاهدة من قبل الطفل في تعلم الكلمات وإذا تأخر في إنتاج الكلمات الأولى في حياته يجب الحذر وعرضه على اختصاصي حتى يقيم اللغة لديه تقييماً دقيقاً حتى يتم تحديد ضرورة التدخل من عدمه.
3. لا يعاني الطفل ذو الإعاقة النوعية للغة من انخفاض نسبة الذكاء أو ضعف السمع :
الطفل الذي يعاني من الإعاقة النوعية للغة يحصل على درجة ذكاء غير لفظي تضعه في فئة ذوبي الذكاء العادي أو المتوسط ولا يوجد لديه دليل على فقدان السمع . كما أن مهاراته الحركية تقع ضمن المدى العادي لمن هم في مثل سنه من العاديين، ونمو انفعالي اجتماعي طبيعي ، والبروفيل النيورولوجي للطفل عادي. فهو لايعاني إلا في الجانب اللغوي من النمو فقط.
4. تختلف إعاقة الكلام عن اضطرابات اللغة :
يقع الطفل ذو الإعاقة الكلامية في أخطاء في نطق الكلمات أو ربما يتلجلج. والدراسات الحديثة وجدت أن معظم الأطفال ذوي الإعاقة النوعية للغة لا يعانون من إعاقة كلامية.والإعاقة النوعية للغة (SLI ) هي اضطراب اللغة language disorder وهذا اللفظ يشير إلى معاناة الطفل من صعوبة فهم واستخدام الكلمات داخل الجمل. كما أن كلاً من مهارات الاستقبال والتعبير تتأثر أيضاً. إذن الإعاقة اللغوية ليست إعاقة كلامية وأن كانت تؤثر فيها.
5. يعد عدم اكتمال فهم الأفعال مؤشراً على الإعاقة النوعية للغة :
يشبه نطق الأطفال ذوي الإعاقة النوعية في سن الخمس سنوات نطق الأطفال الأصغر منهم بعامين . استمع إلى طريقة الأطفال في استخدام الأفعال. تجد أخطاء تتضمن إسقاطهم حرف السين من الأفعال المضارعة ، فقد وجدت الدراسات الأجنبية أن الأطفال يسقطون حرف s من أفعال الزمن المضارع ويسالون الأسئلة دائماً بدون استخدام "be" or "do" verbs . مثال على ذلك : instead of saying "She rides the horse" the child will say "She ride the horse." " فبدلاً من أن يقول الطفل: هي ركبت الحصان بإضافة حرف s - - في نهاية الفعل ركبت"She rides the horse" كما هو متبع في اللغة الإنجليزية. فان الطفل يقول عوضا ً عن ذلك : هي ركبت الحصان بحذف حرف s- - من نهاية الفعل ركبت "She ride the horse." . وبدلاً من أن يقول : "Does he like me?" حيث يبدأ السؤال بفعل مساعد وهو Does ، نجده يسأل السؤال كما يلي : "He like me?" حيث حذف الفعل المساعد Does من بداية السؤال وهذا مخالف لقواعد اللغة الإنجليزية ("Does he like me?" the child will ask "He like me?") ، كل ذلك يوقع الأطفال ذوي الإعاقة النوعية للغة في مشكلات خاصة بالتواصل نظراً لأن أفعالهم غير مكتملة[1] (http://gulfkids.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=9#_ftn1). وبالتالي يعد حذف الحروف والأفعال من الجمل مؤشراً على وجود إعاقة لغوية.
6. يتأثر كل من التعلم ومهارة القراءة بالإعاقة النوعية للغة :
تؤثر الإعاقة النوعية للغة على النجاح الأكاديمي للأطفال ، خاصة إذا ما تركوا دون علاج . وحوالي من (40- 75 % ) من الأطفال لديهم مشكلات في تعلم القراءة وكذلك صعوبات تعلم أخرى .
7. يمكن تشخيص الإعاقة النوعية للغة بدقة :
في العشر سنوات الماضية ، قام الباحثون بوضع محكات للتعرف على الإعاقة النوعية للغة . فقد أعلنت رابطة الأخصائيين النفسيين في أمريكا the Psychological Corporation released عن أول اختبار شامل لتقييم للإعاقة النوعية للغة . وهو اختبار رايسي ووكسلر (,2001 Rice/Wexler Test) وهو بعنوان : اختبار في الإعاقة النحوية المبكرة Test of Early Grammatical Impairment وهو مبني على النتائج التي توصل إليها المعهد القومي للصحة the National Institutes of Health ، والتي تم التوصل إليها بجامعة كانساس ومعهد ماساشوستس للتكنولوجيا. ويمكن أن يستخدم هذا الاختبار كل من أخصائي الكلام والتربويين في مرحلة ما قبل المدرسة مع الأطفال في عمر من 3 – 8 أعوام . وفيه يتم التعرف على الفجوة النوعية في القدرات اللغوية للطفل . وبالتالي يكون التدخل اللغوي أكثر فعالية . ويعد هذا الاختبار مفيداً خاصة في التعرف على الأطفال ذوي الإعاقة النوعية للغة في بداية دخولهم المدرسة.
8. ربما يكون السبب وراثياً :
لا يوجد دليل حتى الآن تأكيد على دور العامل الوراثي كسبب للإعاقة النوعية للغة . ومع ذلك فقد أوضحت الدراسات أن حوالي من ( 50 – 70 % ) من الأطفال ذوي الإعاقة النوعية للغة يوجد فرد علي الأقل في العائلة يعاني من هذه الإعاقة . وقد قام العديد من الباحثين بدراسات على التوائم ؛ بحثاً عن دور العامل الوراثي في هذه الإعاقة . وقد نجح الباحثون البريطانيون في عام (2001 ) من إيجاد الكروموسوم المسئول عن التأثير في حوالي من (15 – 37 ) فرداً من أفراد إحدى العائلات في لندن من ذوي الإعاقة اللغوية والكلامية العميقة.
9. طبيعة حدود الإعاقة لا تمنح الطفل القدرة على استخدام اللغة :
يحتاج الأطفال ذوو الإعاقة النوعية للغة إلى فرص إضافية لكي يتكلموا ولكي يستمعوا بسبب طبيعة هذه الإعاقة، فهي في حقيقتها تمنح هؤلاء الأطفال فرصاً أقل . فمثلاً معروف أن الطفل في السن الصغيرة يسأل أسئلة كثيرة عما يرى ويلمس في محاولة منه لاكتشاف العالم. ومن حوله من الكبار يقدمون له الإجابات ، مما يدعم حصيلته من المفردات اللغوية وقواعد يتشربها الطفل تلقائياً أثناء تعلمه. أما بالنسبة للطفل ذي الإعاقة النوعية للغة فلديه مشكلات في السؤال، كما انه يعجز عن إيجاد كلمات مناسبة للتواصل لضعف محصوله اللفظي فيتوقف عن المحاولة. بالإضافة إلى من مشكلات خاصة في التفاعلات مع الأطفال الآخرين.
10. يفضل أن يبدأ التدخل أثناء مرحلة ما قبل المدرسة:
بوصول الطفل إلى سن الخامسة، يمكن تشخيص هذه الإعاقة بصورة دقيقة، ويجب أن يعي الآباء الأخصائيين أن الممارسة العملية للتدخل العلاجي يفضل أن تقدم في مرحلة ما قبل المدرسة فهو الوقت المناسب لذلك. ويتم تصميم بعض البرامج الخاصة بمرحلة ما قبل المدرسة بهدف إثراء التطور اللغوي للطلاب ذوي الإعاقة النوعية للغة. وتشجيعهم على التفاعل مع الأطفال العاديين. كما يجب أن يتشارك الآباء مع الأخصائيين في تنفيذ برنامج الإثراء اللغوي وتدريب الآباء كيف ينفذون هذا البرنامج في البيت مع الطفل بهدف تحسين مهاراته اللغوية.




[1] (http://gulfkids.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=9#_ftnref1) - تبدو هذه المشكلة غير واضحة بدرجة كبيرة في اللغة العربية لعدم وجود حروف للمضارعة أو أفعال مساعدة في اللغة العربية كما هو موجود في اللغة الأجنبية وهذا بالطبع تفرد يحسب للغة العربية...ومع ذلك نجد أن الأطفال في اللغة العربية قد يحذفون حروفاً أو يضيفون حروفاً للكلمات هي ليست من أصل الكلمات مما يؤثر على فهم المعني