كيان مصر
11-25-2010, 12:15 PM
تأهيل الكوادر العاملة يمثل أهم عنصر من عناصر البرامج التلربوية الناجحة للافراد التوحديين . فمعظم العاملين على تطبيق هذه البرامج والاشراف عليها هم من حاملى درجة الماجستير مع تدريب على العمل مع الاشخاص التوحديين وترخيص للعمل فى مجال التربية الخاصة . كما أن نظرتهم للافراد التوحديين إيجابية بوجه عام ، أى أنهم يتبنون الاعتقاد بأن الاشخاص التوحديين يتقدمون كثيرا طالما وجدوا الرعاية المناسبة .
ومثل هذه النظرة إزاء التوحد من شأنها أن تساعد الاطفال التوحديين على التقدم وتخطى الصعوبات المرتبطة بالتوحد . وعلى النقيض من ذلك ، إذا كان العاملون ينظرون إلى الاشخاص التوحديين نظرة متشائمة ، سيكون مدى تقدمهم قليلا جدا، لأن توقعات هؤلاء العاملين ستكون منخفضة ، ولن يعلموا الطفل اهدافا تربوية تناسب قدراته لأنهم فى داخلهم يعتقدون أن الطفل التوحدى " لا يستطيع ، ولن يستطيع القيام بها أو تعلمها " . ومثل هذا الاعتقاد خطيرا جدا لما له من تأثير على مستقبل التلميذ التوحدى . فالأشخاص الذين يعانون التوحد المصحوب بتأخر ذهنى شديد ، هم الذين سيكون تقدمهم محدودا نوعا ما . وهذه الفئة تمثل أقل من 25% تقريبا من جميع الأشخاص الذين يعانون اضطراب التوحد ، ويستمر انخفاض هذه النسبة مع تطور طرق التعليم . أما الأشخاص الذين يشكلون النسبة المتبقية منهم وهم 75% أو أكثر ، فهم يكتسبون مهارات متعددة بل أن 10- 15% منهم أو أكثر يتمكنون من إكمال دراساتهم الجامعية . والمعلمك المؤهل يستطيع تحديد الأهداف المناسبة لكل تلميذ ، فهو يتعامل مع كل منهم بشكل فردى ولا يدمغهم حميعا بدمغة " التوحد " ، ولا يعلم الجميع أهدافا تربوية موحدة ، بل يعطى كل شخص حقه .
إلا أن الاعتقادات السالفة لا تعنى أن علينا كمتخصين وأسر معاملة الطفل التوحدى على أنه طفل طبيعى ونتوقع منه السلوكيات والتصرف اللذين نتوقعهما من طفل طبيعى . ذلك لأن الطفل الطبيعى يأتى إلى الحياة مجهزا بمعرفة مسبقة . أما الطفل التوحدى ، فهو يأتى إلى الحياة كالصفحة البيضاء ، وعلينا نحن إدخال المعلومات المناسبة بالشكل المناسب إلى دماغه ، مع مراعاة نقاط القوة والضعف لديه . وهكذا ، إذا أظهر الطفل سلوكيات غير مناسبة ، ينبغى أن نتعامل مع هذا السلوك كفرصة لتحديد ما يحتاج أن يتعلمه الطفل ، وليس كفرصة لتطبيق العقاب عليه ، لأن العقاب كما سترون فى فصول قادمة ، أمر غير مجدفى الأمد البعيد ، ولا ينبغى أن تغرنا النتائج السريعة التى قد نلحظها على الطفل فى حال عقابه .
المصدر : علاج التوحد"ج3"
المؤلفة: د / وفاء الشامي
ومثل هذه النظرة إزاء التوحد من شأنها أن تساعد الاطفال التوحديين على التقدم وتخطى الصعوبات المرتبطة بالتوحد . وعلى النقيض من ذلك ، إذا كان العاملون ينظرون إلى الاشخاص التوحديين نظرة متشائمة ، سيكون مدى تقدمهم قليلا جدا، لأن توقعات هؤلاء العاملين ستكون منخفضة ، ولن يعلموا الطفل اهدافا تربوية تناسب قدراته لأنهم فى داخلهم يعتقدون أن الطفل التوحدى " لا يستطيع ، ولن يستطيع القيام بها أو تعلمها " . ومثل هذا الاعتقاد خطيرا جدا لما له من تأثير على مستقبل التلميذ التوحدى . فالأشخاص الذين يعانون التوحد المصحوب بتأخر ذهنى شديد ، هم الذين سيكون تقدمهم محدودا نوعا ما . وهذه الفئة تمثل أقل من 25% تقريبا من جميع الأشخاص الذين يعانون اضطراب التوحد ، ويستمر انخفاض هذه النسبة مع تطور طرق التعليم . أما الأشخاص الذين يشكلون النسبة المتبقية منهم وهم 75% أو أكثر ، فهم يكتسبون مهارات متعددة بل أن 10- 15% منهم أو أكثر يتمكنون من إكمال دراساتهم الجامعية . والمعلمك المؤهل يستطيع تحديد الأهداف المناسبة لكل تلميذ ، فهو يتعامل مع كل منهم بشكل فردى ولا يدمغهم حميعا بدمغة " التوحد " ، ولا يعلم الجميع أهدافا تربوية موحدة ، بل يعطى كل شخص حقه .
إلا أن الاعتقادات السالفة لا تعنى أن علينا كمتخصين وأسر معاملة الطفل التوحدى على أنه طفل طبيعى ونتوقع منه السلوكيات والتصرف اللذين نتوقعهما من طفل طبيعى . ذلك لأن الطفل الطبيعى يأتى إلى الحياة مجهزا بمعرفة مسبقة . أما الطفل التوحدى ، فهو يأتى إلى الحياة كالصفحة البيضاء ، وعلينا نحن إدخال المعلومات المناسبة بالشكل المناسب إلى دماغه ، مع مراعاة نقاط القوة والضعف لديه . وهكذا ، إذا أظهر الطفل سلوكيات غير مناسبة ، ينبغى أن نتعامل مع هذا السلوك كفرصة لتحديد ما يحتاج أن يتعلمه الطفل ، وليس كفرصة لتطبيق العقاب عليه ، لأن العقاب كما سترون فى فصول قادمة ، أمر غير مجدفى الأمد البعيد ، ولا ينبغى أن تغرنا النتائج السريعة التى قد نلحظها على الطفل فى حال عقابه .
المصدر : علاج التوحد"ج3"
المؤلفة: د / وفاء الشامي