زهرة الشمال
09-15-2010, 12:17 PM
أنماط ممارسة العنف ضد الأطفال
ماجد يوسف داوي
في العقدين الماضيين من الزمن هناك إدراك متزايد من تفشي وباء العنف في مجتمعاتنا ,ونظرا ً لتعدد جوانب العنف واتساعه وأبعاده فقد تم الاختلاف على تصنيف العنف , فالبعض منهم صنف العنف حسب طريقة الممارسة وبعضهم الآخر حسب درجة تأثيره على الذات وآخرون حسب مكان ممارسة العنف0
سنتناول في دراستنا هذه تصنيف العنف حسب طريقة الممارسة , على الرغم من تعدد جوانبه , وارتباطها الوثيق مع بعضها البعض ( جسدي - جنسي - لفظي - إعلامي - سياسي - نفسي - اقتصادي .....الخ ) وسوف نخصّ الحديث عن أهمها والتي تشمل: (عنف جسدي - عنف سياسي - عنف جنسي - عنف عاطفي )
1- العنف الجسدي :
هو أي سلوك ينطوي على الاستخدام المتعمد للقوة ضد جسد آخر تسبب له إصابات بدنية أو ألم , و تشمل ( الضرب - الخنق- اللكم - الرفس - الجرح ......الخ ) وينتج عنه إصابات بدنية "رضوض - جروح - كسور - وغيرها من الإصابات " , قد يكون العنف الجسدي ناتج عن أساليب تربوية قاسية أو عقوبة بدنية صارمة غير ناجمة عن رغبة متعمدة في إلحاق الأذى بالطفل.
إذ يرى بعض الأساتذة التربويون صلاحية استخدام العنف كما ذكر في مجلة عربيات عن( الدكتور مصطفى عويس ) أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعي والجنائية الذي يرى أنها أحد الوسائل التربوية شريطة ألا يترك أثرا ً نفسيا ً أو جسديا ً.
إلا أن دراسة ( الدكتور عدلي السمري ) أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية و الجنائية في مصر يرى بأن ضرب الأطفال وتعنيفهم يربّي لديهم عقد نفسية إذ أنها تتحول إلى سلوك شاذ يصعب السيطرة عليها.
2- العنف السياسي:
هي الأفعال والممارسات التي تنتهجها الأنظمة والحكومات السياسية اتجاه الأفراد أو الجماعات. و العنف السياسي هو من أشد وأخطر أنواع العنف الممارس على البشرية كونه يكون موجه ومدروس وغير خاضع للمحاسبة القانونية وغير متكافئ إذ أنه يمارس من جهات لديها القوة والدعم المادي وتشمل كل مجالات الحياة. وعلى الرغم من توقيع الدول للمعاهدات الدولية التي تنص على حقوق الطفل إلا أن الكثير منها لم تصدق على هذه المعاهدات ( الشكل 2 ) وتستمر في ممارسة جميع أشكال العنف السياسي والتي منها ما يكون مباشرا على شخصية الفرد والآخر لها آثارا مستقبلية غير مباشر .
- العنف المباشر:
هو كل فعل سياسي عنيف له آثارا واضحة ومباشرة على الفرد والتي تتمثل في ( القتل – الضرب – الاعتقال - سحب المواطنة - الترهيب..........الخ).
والعنف السياسي المباشر إما أن يكون خارجي ممارس من قبل دولة ضد دولة ( كالعنف الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني ) في المجازر التي ارتكبتها والتي لا تزال ترتكبها إلى يومنا هذا. وإما أن يكون داخلي ممارس من حكومة دولة ضد مواطنيها أو بالعكس (كالعنف الذي مارسه النظام العراقي المخلوع ضد شعبه في الأنفال مثلا) أو التي تمارسها التنظيمات الإرهابية ضد الأطفال العراقيين في يومنا هذا.
إن لهذا النوع من العنف انعكاسات واضحة تؤثر على المجتمع بأكمله والأطفال بشكل خاص موضوع دراستنا. إذ تشير الإحصاءات حسب ما نسمعه في وسائل الأعلام إن متوسط قتلى الأطفال في العراق وفلسطين هو بمعدل طفل كل يوم. ناهيك عن الصدمة النفسية والاجتماعية والفكرية والاقتصادية المباشرة الذي تخلقه هذه الممارسات على الطفل.
فمثلا فقدان الأمن في كل من العراق وفلسطين ودارفور وغيرها من الدول الفاقدة للأمن تكون سببا مباشرا للتغيـّب عن المدرسة وبالتالي انتشار نسبة التخلف في البلاد عدا عن الآثار البعيدة مثل الاضطرابات الذهنية والفكرية والنفسية بالإضافة إلى تفاقم الوضع الصحي و المعاشي لهؤلاء الأطفال.
- العنف السياسي الغير مباشر:
هي مجمل الممارسات التي لها وقعا عنيفا وأثار لا تظهر على الفرد مباشرة والتي تتمثل في إهمال الخدمات الاجتماعية والاقتصادية وخلق جو يسوده التوتر والمشاحنات والضغوط النفسية ومحاولة خلق نوع من التميز العرقي والطائفي و غضّ النظر عن الآفات الاجتماعية كالبطالة والفقر الذي يكون سببا في تشجيع العمالة والدعارة والإدمان.
إن مجمل ممارسات العنف الغير المباشر لها بصمة واضحة في حياة الفرد وتأثيرا مستقبليا على ممارساته إذ أنها تخلق فجوة في تبادل الثقافات بين القوميات والطوائف , بالإضافة إلى أنها تؤدي إلى فقدان الثقة بين الذي يمارس العنف والممارَس عليه العنف ناهيك عن شعور الفرد باللا انتماء إلى الوطن الذي يعيش فيه نتيجة لحرمانه من الحقوق المدنية والثقافية والعقاندية والفكرية وغيرها من الحقوق كالأكراد المجردين من الجنسية في سوريا هؤلاء الأطفال الذين يكبرون ليجدوا أبواب الحياة موصدة في وجههم عدا أنهم محرومون من أقدس شيء لدى الإنسان وهو حق الانتماء إلى وطن يعتزون به.
3- العنف الجنسي:
هو أي نوع من الاتصال الجنسي أو أي سلوك يحدث دون موافقة صريحة من الجهة المستفيدة من النشاط الجنسي غير المرغوب فيه.
وتتدرج تحت هذا التعريف ( الاعتداء الجنسي - التحرش- الاغتصاب - سفاح القربى - الإشباع الناقص أو الملاطفة ....الخ )
الاعتداء الجنسي: هو أي اتصال جنسي غير مرغوب فيه , أجبرت على الفرد ارضاءاً لرغبات جنسية عند البالغ دون وعي أو إدراك الطفل.
التحرش: هو انتهاك جنسي يقوم به شخص مع اختراق أو بدونه.
الاغتصاب: هو أي اتصال تناسلي قسري بين الجاني ( المغتصـِب) والضحية (المغتصـَب)
سفاح القربى: هو انتهاك جنسي يقوم به أحد الأقرباء ( والد - شقيق- قريب حميم ) ويتضمن جماعا.
الإشباع الناقص (الملاطفة): يوصف بأنه مداعبة أو تقبيلا لأعضاء الضحية.
حتى أوائل العقد السابع من القرن العشرين كان يعتقد بأن الاعتداء الجنسي نادر في مجتمعاتنا ، وتركزت في أوساط الفقراء , وامتدت هذه الظاهرة إلى يومنا هذا وأصبحت موجودة في جميع الطبقات والفئات الاقتصادية والاجتماعية . فقد تبين من التقرير المقدم للأمم المتحدة في دراسة أجريت على /21 / بلدا أن ( 37 % ) من النساء و (29% ) من الرجال قد وقعوا ضحية للاعتداء الجنسي أثناء مرحلة الطفولة, وأن نسبة التعرض إلى الانتهاك لدى الفتيات أكثر منها لدى الفتيان.
(باولو سيرجيو بنهيرو - تقرير للأمم المتحدة ص 16)
رغم هذه الإحصاءات نادرا ما نسمع عن حوادث العنف الجنسي في مجتمعاتنا , علما أن مجتمعاتنا هي من أكثر المجتمعات تعرضا لهذا النوع من العنف نظرا لحالة الكبت الجنسي وانعدام الثقافة الجنسية لدى أبناء مجتمعاتنا.
إن هذه الظاهرة تعد طيّ الكتمان في مجتمعاتنا ذلك لأن الأهل يحاولون التستـّر عليها خوفا من الفضيحة. وعلى الرغم من ذلك فان جرائم الشرف والاغتصاب الكثيرة في مجتمعاتنا هي خير دليل على تفشي هذه الظاهرة. وكما أسلفنا من قبل سوء التربية الجنسية يعد عاملا محوريا لذلك بالإضافة إلى العيش بعيدا عن الأم أثناء الطفولة وسوء الأحوال الاقتصادية و العادات والتقاليد الطائفية والعرقية المجتمعة يعد من العوامل الرئيسية لهذه الظاهرة.
4- العنف العاطفي:
هو أي سلوك انفعالي له انعكاسات على الصحة النفسية والعاطفية للطفل وتشمل:
( التهديد - العزل - الاعتداء اللفظي - الإذلال - الاحتقار - التجاهل - البرود - القسوة.......الخ )
إن البيئة الاجتماعية المبنية على الذم والاحتقار وعدم احترام المشاعر النفسية للطفل وسواها من الممارسات كفيلة بأن تخلق حالة من التمرد والعصيان وإثارة الروح العدوانية والكراهية والحقد.
كما أن هذه الظاهرة تزداد وتنقص باختلاف المتغيرات البيئية والاجتماعية المتعلقة بكل أسرة , حيث أن الطريقة التربوية العاطفية تؤثر في اضطراب الصحة النفسية والجسدية للطفل والتي تسببها عوامل عديدة كالحرمان من حنان الأم والصرامة الزائدة عن الحد للآباء والاتجاهات المتقاربة للأبويين وسواها من العوامل التي تؤثر على مشاعر الطفل.
ماجد يوسف داوي
في العقدين الماضيين من الزمن هناك إدراك متزايد من تفشي وباء العنف في مجتمعاتنا ,ونظرا ً لتعدد جوانب العنف واتساعه وأبعاده فقد تم الاختلاف على تصنيف العنف , فالبعض منهم صنف العنف حسب طريقة الممارسة وبعضهم الآخر حسب درجة تأثيره على الذات وآخرون حسب مكان ممارسة العنف0
سنتناول في دراستنا هذه تصنيف العنف حسب طريقة الممارسة , على الرغم من تعدد جوانبه , وارتباطها الوثيق مع بعضها البعض ( جسدي - جنسي - لفظي - إعلامي - سياسي - نفسي - اقتصادي .....الخ ) وسوف نخصّ الحديث عن أهمها والتي تشمل: (عنف جسدي - عنف سياسي - عنف جنسي - عنف عاطفي )
1- العنف الجسدي :
هو أي سلوك ينطوي على الاستخدام المتعمد للقوة ضد جسد آخر تسبب له إصابات بدنية أو ألم , و تشمل ( الضرب - الخنق- اللكم - الرفس - الجرح ......الخ ) وينتج عنه إصابات بدنية "رضوض - جروح - كسور - وغيرها من الإصابات " , قد يكون العنف الجسدي ناتج عن أساليب تربوية قاسية أو عقوبة بدنية صارمة غير ناجمة عن رغبة متعمدة في إلحاق الأذى بالطفل.
إذ يرى بعض الأساتذة التربويون صلاحية استخدام العنف كما ذكر في مجلة عربيات عن( الدكتور مصطفى عويس ) أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعي والجنائية الذي يرى أنها أحد الوسائل التربوية شريطة ألا يترك أثرا ً نفسيا ً أو جسديا ً.
إلا أن دراسة ( الدكتور عدلي السمري ) أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية و الجنائية في مصر يرى بأن ضرب الأطفال وتعنيفهم يربّي لديهم عقد نفسية إذ أنها تتحول إلى سلوك شاذ يصعب السيطرة عليها.
2- العنف السياسي:
هي الأفعال والممارسات التي تنتهجها الأنظمة والحكومات السياسية اتجاه الأفراد أو الجماعات. و العنف السياسي هو من أشد وأخطر أنواع العنف الممارس على البشرية كونه يكون موجه ومدروس وغير خاضع للمحاسبة القانونية وغير متكافئ إذ أنه يمارس من جهات لديها القوة والدعم المادي وتشمل كل مجالات الحياة. وعلى الرغم من توقيع الدول للمعاهدات الدولية التي تنص على حقوق الطفل إلا أن الكثير منها لم تصدق على هذه المعاهدات ( الشكل 2 ) وتستمر في ممارسة جميع أشكال العنف السياسي والتي منها ما يكون مباشرا على شخصية الفرد والآخر لها آثارا مستقبلية غير مباشر .
- العنف المباشر:
هو كل فعل سياسي عنيف له آثارا واضحة ومباشرة على الفرد والتي تتمثل في ( القتل – الضرب – الاعتقال - سحب المواطنة - الترهيب..........الخ).
والعنف السياسي المباشر إما أن يكون خارجي ممارس من قبل دولة ضد دولة ( كالعنف الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني ) في المجازر التي ارتكبتها والتي لا تزال ترتكبها إلى يومنا هذا. وإما أن يكون داخلي ممارس من حكومة دولة ضد مواطنيها أو بالعكس (كالعنف الذي مارسه النظام العراقي المخلوع ضد شعبه في الأنفال مثلا) أو التي تمارسها التنظيمات الإرهابية ضد الأطفال العراقيين في يومنا هذا.
إن لهذا النوع من العنف انعكاسات واضحة تؤثر على المجتمع بأكمله والأطفال بشكل خاص موضوع دراستنا. إذ تشير الإحصاءات حسب ما نسمعه في وسائل الأعلام إن متوسط قتلى الأطفال في العراق وفلسطين هو بمعدل طفل كل يوم. ناهيك عن الصدمة النفسية والاجتماعية والفكرية والاقتصادية المباشرة الذي تخلقه هذه الممارسات على الطفل.
فمثلا فقدان الأمن في كل من العراق وفلسطين ودارفور وغيرها من الدول الفاقدة للأمن تكون سببا مباشرا للتغيـّب عن المدرسة وبالتالي انتشار نسبة التخلف في البلاد عدا عن الآثار البعيدة مثل الاضطرابات الذهنية والفكرية والنفسية بالإضافة إلى تفاقم الوضع الصحي و المعاشي لهؤلاء الأطفال.
- العنف السياسي الغير مباشر:
هي مجمل الممارسات التي لها وقعا عنيفا وأثار لا تظهر على الفرد مباشرة والتي تتمثل في إهمال الخدمات الاجتماعية والاقتصادية وخلق جو يسوده التوتر والمشاحنات والضغوط النفسية ومحاولة خلق نوع من التميز العرقي والطائفي و غضّ النظر عن الآفات الاجتماعية كالبطالة والفقر الذي يكون سببا في تشجيع العمالة والدعارة والإدمان.
إن مجمل ممارسات العنف الغير المباشر لها بصمة واضحة في حياة الفرد وتأثيرا مستقبليا على ممارساته إذ أنها تخلق فجوة في تبادل الثقافات بين القوميات والطوائف , بالإضافة إلى أنها تؤدي إلى فقدان الثقة بين الذي يمارس العنف والممارَس عليه العنف ناهيك عن شعور الفرد باللا انتماء إلى الوطن الذي يعيش فيه نتيجة لحرمانه من الحقوق المدنية والثقافية والعقاندية والفكرية وغيرها من الحقوق كالأكراد المجردين من الجنسية في سوريا هؤلاء الأطفال الذين يكبرون ليجدوا أبواب الحياة موصدة في وجههم عدا أنهم محرومون من أقدس شيء لدى الإنسان وهو حق الانتماء إلى وطن يعتزون به.
3- العنف الجنسي:
هو أي نوع من الاتصال الجنسي أو أي سلوك يحدث دون موافقة صريحة من الجهة المستفيدة من النشاط الجنسي غير المرغوب فيه.
وتتدرج تحت هذا التعريف ( الاعتداء الجنسي - التحرش- الاغتصاب - سفاح القربى - الإشباع الناقص أو الملاطفة ....الخ )
الاعتداء الجنسي: هو أي اتصال جنسي غير مرغوب فيه , أجبرت على الفرد ارضاءاً لرغبات جنسية عند البالغ دون وعي أو إدراك الطفل.
التحرش: هو انتهاك جنسي يقوم به شخص مع اختراق أو بدونه.
الاغتصاب: هو أي اتصال تناسلي قسري بين الجاني ( المغتصـِب) والضحية (المغتصـَب)
سفاح القربى: هو انتهاك جنسي يقوم به أحد الأقرباء ( والد - شقيق- قريب حميم ) ويتضمن جماعا.
الإشباع الناقص (الملاطفة): يوصف بأنه مداعبة أو تقبيلا لأعضاء الضحية.
حتى أوائل العقد السابع من القرن العشرين كان يعتقد بأن الاعتداء الجنسي نادر في مجتمعاتنا ، وتركزت في أوساط الفقراء , وامتدت هذه الظاهرة إلى يومنا هذا وأصبحت موجودة في جميع الطبقات والفئات الاقتصادية والاجتماعية . فقد تبين من التقرير المقدم للأمم المتحدة في دراسة أجريت على /21 / بلدا أن ( 37 % ) من النساء و (29% ) من الرجال قد وقعوا ضحية للاعتداء الجنسي أثناء مرحلة الطفولة, وأن نسبة التعرض إلى الانتهاك لدى الفتيات أكثر منها لدى الفتيان.
(باولو سيرجيو بنهيرو - تقرير للأمم المتحدة ص 16)
رغم هذه الإحصاءات نادرا ما نسمع عن حوادث العنف الجنسي في مجتمعاتنا , علما أن مجتمعاتنا هي من أكثر المجتمعات تعرضا لهذا النوع من العنف نظرا لحالة الكبت الجنسي وانعدام الثقافة الجنسية لدى أبناء مجتمعاتنا.
إن هذه الظاهرة تعد طيّ الكتمان في مجتمعاتنا ذلك لأن الأهل يحاولون التستـّر عليها خوفا من الفضيحة. وعلى الرغم من ذلك فان جرائم الشرف والاغتصاب الكثيرة في مجتمعاتنا هي خير دليل على تفشي هذه الظاهرة. وكما أسلفنا من قبل سوء التربية الجنسية يعد عاملا محوريا لذلك بالإضافة إلى العيش بعيدا عن الأم أثناء الطفولة وسوء الأحوال الاقتصادية و العادات والتقاليد الطائفية والعرقية المجتمعة يعد من العوامل الرئيسية لهذه الظاهرة.
4- العنف العاطفي:
هو أي سلوك انفعالي له انعكاسات على الصحة النفسية والعاطفية للطفل وتشمل:
( التهديد - العزل - الاعتداء اللفظي - الإذلال - الاحتقار - التجاهل - البرود - القسوة.......الخ )
إن البيئة الاجتماعية المبنية على الذم والاحتقار وعدم احترام المشاعر النفسية للطفل وسواها من الممارسات كفيلة بأن تخلق حالة من التمرد والعصيان وإثارة الروح العدوانية والكراهية والحقد.
كما أن هذه الظاهرة تزداد وتنقص باختلاف المتغيرات البيئية والاجتماعية المتعلقة بكل أسرة , حيث أن الطريقة التربوية العاطفية تؤثر في اضطراب الصحة النفسية والجسدية للطفل والتي تسببها عوامل عديدة كالحرمان من حنان الأم والصرامة الزائدة عن الحد للآباء والاتجاهات المتقاربة للأبويين وسواها من العوامل التي تؤثر على مشاعر الطفل.