أم صالح
09-15-2010, 10:06 AM
هنادي - التوحد مع تأخر النمو
لطفلة ترتيبها الثانيه فى عائلتها لها اخ اكبر منها يبلغ من العمر اربع سنوات لقد كانت متابعة ملاحظة والديها لمراحل نموها دقيقة من البدايه وذلك بسبب الصعوبات التى تعرضت لها الطفلة اثناء فترة الحمل والولاده فقد اصيبت والدتها بنزيف خلال الاسبوع الرابع عشر من فترة الحمل وقد كانت فرحة والديها كبيرة عندما شاهدوها تتحرك على الشاشة اثناء الكشف على الام بالاشعة فوق الصوتيه الا انهما انزعجا كثيرا عندما اخبرهم الطبيب ان الجنين اصغر مما يتوقع لمن هم فى نفس مرحلة الحمل ومن ثم تمت ولادة الطفلة قبل ثلاث اسابيع من الموعد المحدد واستمرت عليه الولادة قرابة 23 ساعة وكان لابد من انعاشها بالاوكسجين مباشرة بعد الولادة كما انها امضت اربعة ايام فى غرفة العنايه الخاصه بالرضع وسلطت عليها الاشعة فوق البنفسجيه لعلاج اليرقان ( Jaundice) الذى ولدت مصابة به ولتلك الاسباب كان والدا الطفلة يعاملانها بمنتهى الرفق .
لقد كانت والدة الطفلة تواجه مشكلة كلما ارادت ارضاع طفلتها فاما ان تتالم وتمانع الرضاعة او ان تقبل عليها بنهم شديد ولا تلبث ان تستفرغ القليل الذى رضعته لدرجة ان والدتها لا تتذكر انها نجحت ولو مرة واحدة فى ارضاع طفلتها بطريقة سهلة كما ان الطفلة كانت تعانى من صعوبات فى النوم فلم تكن تخلد للنوم الا بصعوبة بالغة وبعد ساعات من المحاولة ولا تلبث ان تستيقظ وقد استمرت مشكلات الرضاعة والنوم لسنوات دون اى تحسن يذكر
واستمر تخوف الوالدين فى ازدياد اذ لم تتمكن الطفلة من الجلوس الا بعد ان اكملت عامها الاول ولم تكن قادرة على الحبو فى حين ان الاطفال الاخرين فى مثل هذه السن يكونون قد بداوا فى المشى معتمدين على اثاث المنزل ولم يجد الوالدان بدا من استشارة طبيب العائلة بخصوص حالة طفلتهم الذى افتدهم بانها تعانى من تاخر فى النمو وطلب منهم ملاحظة تطور نموها عن قرب وعندما بلغ عمرها 14 شهرا بدات الطفله تحبو وبدات تقف معتمدة على اثاث المنزل عندما بلغ عمرها 19 شهرا الا انه لم يبدو عليها اى تحسن فى جوانب النمو الاخرى
وعندما بلغت الطفلة سن الثانيه لم تكن قادرة على استخدام اى كلمة كما لم تكن قادرة على الاستجابة لوالديها عندما يطلبان منها اللعب البسيط جدا وتم عرضها بعد ذلك على اخصائى اطفال الذى قال بان تاخر نموها قد يكون بسبب الصعوبات التى تعرضت لها خلال فترة الولاده وطلب من والدى الطفله مراجعة العيادة كل سنة لمتابعة حالتها
بدات الطفلة تمشى عندما بلغ عمرها ثلاثون شهرا وكان ذلك مفرحا لوالديها الا ان قدرتها على اخراج الاصوات لم تتحسن وكانت الاصوات التى تصدر عنها لا تتعدى بعض الصراخ الامر الذى زاد من حيرة والديها اللذين يفكران بحسرة فى مدى السعادة التى يحظى بها الاباء والامهات الاخرون مع اطفالهم فى مثل هذا السن واستمرت الطفله لا تكترث بالاخرين من حولها الا فى اضيق الحدود عندما يكون معهم شيئا تريد الطفله الحصول عليه فعلى سبيل المثال كانت الطفله مولعة باللعب بلعبة زرقاء وحمراء اللون تصدر صوتا فاذا ما اخذ احد تلك اللعبة تراها تجرى وترمى نفسها على ذلك الشخص وتنظر مباشرة فى عينيه ختى يتسنى لها خطف اللعبه منه ثم تفر الى جانب اخر من الغرفة ثم تبدا فى هز اللعبة او تدويرها بتكرار مستمر غير ابهة بمن حولها ولو حاول احد اخذ اللعبة منها تبدا فى الصراخ وتضرب حولها ولو حاول احد اخذ اللعبة منها تبدا فى الصراخ وتضرب راسها بالارض ومن الطبيعى اب يصبح ذلك مزعجا لوالديها اللذين لم يجدا بدا من التاكد من عدم لمس لعبتها
وكانت تصدر عن الطفلة انماط سلوكية غريبة اخرى فعلى سبيل المثال كانت مغرمة بشم الاشيا والملابس والاطعمة والالعاب وحتى الاشخاص مما كان يسبب خجلا لواليها كما كانت تحب لمس وتحسس الاشياء خصوصا ذات الملمس الخشن مثل ورق الصنفرة وكانت تصر على حمل قطعة من ورق الصنفرة فى جيبها ولم تكن تظهر اى تقبل للعب بالدمى وكثيرا ما كان سلوك الطفلة يوقع والديها فى حرج لا سيما عندما تصر على شم الاشخاص الغرباء وبمجرد ان يحاول والداها منعها من ذلك تبدا بالصراخ وتدخل فى نوبة غضب.
عندما بلغت الطفلة سن الرابعة قال اخصائى الاطفال انه يظن انها تعانى من اضطراب التوحد واقترح على والديها عرضها على مركز نفسى متخصص للاطفال ليتولى تشخيص حالتها وبالفعل تم تشخيصها وتاكد انها تعانى من التوحد بالاضافة الى تاخر فى النمو بشكل عام وقد اختلطت مشاعر والديها فمن جهة شعروا بالحزن والاسى على حال ابنتهم ومن جهة اخرى شعروا بنوع من الارتياح لنتيجة التشخيص بعد اربع سنوات من المعاناه التى كانت تتصف بالغموض وعدم معرفة مشكلة ابنتهم اذا اصبح بامكانهم الان مساعدة ابنتهم والحاقها ببرنامج خاص بالمعوقين عقليا تتوفر فيه خدمات علاج النطق والعلاج الموسيقى وبدا والداها باجرا الاتصال بالهيئات المتخصصه باضطراب التوحد للحصول على معلومات اكثر والتعرف على اباء وامهات اطفال يعانون من اضطرابات التوحد للحصول على دعمهم ومساعدتهم
وبعد سنة توقفت نوبات الغضب التى كانت تنتاب الطفلة بفضل جهود الاخصائى النفسى فاصبحت حياة والديها افضل مما قبل الا ان سلوكيات الطفلة غير العادية استمرت فى الجوانب الاخرى من حياتها فعلى سبيل المثال استمر عدم اكتراثها الاخرين حتى انها لم تكن تهتم بوجود والديها او عدمه اى فى حالة رغبتها فى شمهما كما كانت تجرى فى كل ارجاء المنزل للتاكد من قطع القطن الصغيرة التى قامت بربطها فى كل الكراسى الموجودة فى المنزل وكانت تقوم بذلك بطريقة روتينيه غاية فى الدقة وعندما تكتشف ان ايا من تلك القطع القطنيه قد حركت من مكانها تباشر باعادتها الى مكانها اما فى حالة ضياع او فقدان اى من القطع القطنية فانه لا يهدا لها بال حتى تجدها او تضع غيرها ومن جهه اخرى كانت الطفلة تنزعج كثيرا عند سماع صوت الدراجات النارية فتنتابها حالة تشبه التشنج وتغطى اذنيها بيديها فى حين كانت تسر عند سماع اصوات اخرى فكانت تحب سماع صوت مكينة غسل الثياب فعندما يبدا تشغيلها تصرخ بسرور بالغ وتلصق اذنها بالمكينه وتبدو عليها علامات الارتياح وهى تسمع دورانها حتى تقف.
عندما بلغت الطفلة ست سنوات انتقلت الى مدرسة خاصة للاطفال التوحديين وفى بداية كان التحاقها بالمدرسة خلال النهار حتى بلغت سن عشر سنوات وجد انه من الافضل لها الالتحاق بالقسم الداخلى لرفع بعض المعاناه عن كاهل والديها وفى المدرسة تعلمت الطفلة تحت اشراف المعلمات بعض مهارات الحياه اليوميه مثل النظافة الشخصية وارتداء الملابس وتناول الطعام كما تعلمت كيف تقص الاشكال المحتلفة باستخدام المقص ولكنها لم تكن قادرة على تعلم القراءة اوالكتابة او الكلام على الرغم من شغفها الواضح بتصفح الكتب المصورة كما كانت شغوفه بمشاهدة افلام الكرتون بل انها تعلمت كيف تشغل جهاز الفديو واصبحت تعيد تشغيل شريط الفديو مرات عديدة وكانت تبدو عليها السعادة وهى تتابع الافلام الكرتونيه خصوصا عندما تتعثر او تسقط الشخصيات الكرتونيه التى تشاهدها وكلما زاد سرورها وسعادتها مما تشاهد تبدا بتصفيق يديها فى بعضها البعض او تقف على اصابع قدميها وتعض يديها وقد تمكنت احدى معلماتها ات تعلمها ابقاء يديها فى جيبها وقد ساعدت هذه الطريقة فى الحد من كثير من عض الطفلة ليديها فكانت تخرج اليدين لاستخدامهما فى لغة الاشارة التى بدات الطفله تعلمها ثم لا تلبث ان تعيدها الى جيبها
عندما بلغت الطفله سن الرابعة عشر اصيبت بالصرع ومن حسن الحظ انه بالامكان علاج الصرع بالادويه وبعد خمس سنوات كان لابد لها مغادرة المدرسة فتم تحويلها للاقامة فى وحدة سكنيه خاصة بالتوحديين البالغين وفى سكنها الجديد تطورت لديها مهارات ركوب الخيل والطبخ التى كانت قد بداتها خلال السنه الدراسيه الاخيرة وكانت تزور والديها بشكل منتظم الا انها لم تكن تحرص على رؤية زملاء الدراسة وكانت تقضى معظم وقتها فى تصفح الكتب المصورة فى غرفتها او المشى والتنزه حول السكن الخاص الذى تقيم فيه ولم يحدث اى تطور يذكر على قدرتها اللغوية وعوضا عن ذلك تعلمت ما يقارب الخمسين اشارة ( لغة الاشارة) تستخدمها للتعبير عن حاجاتها مثل الذهاب الى دورة المياه او الاكل والشرب او الذهاب الى الحديقه وكانت فى بعض المواقف تعاود ايذاء نفسها بضرب راسها بالارض او تلبعض الاحيان بجر شعرها ويتم التغلب على هذا النمط السلوكى بوضع يديها فى جيبها وهى مهارة لازالت تحتفظ بها.
مفهوم التوحد تم وصف مرض التوحد للمرة الأولى عام 1943م من قبل الطبيب النفسي الأمريكي " ليوكافير " ومنذ ذلك الحين تتوجه عدة مدارس في تعريف المرض و علاجه.
المدرسة الأولى تدعو إلى مقارنة تحليلية للمرض طورها عالم النفس " برنوتيلهايم " تعيد أسباب التوحد إلى علاقة خاطئة بين الأم و الطفل وتدعوا إلى علاج بالتحليل النفسي.
أما المدرسة الثانية فهي المدرسة الذهنية التي تعيد التوحد إلى خلل في نمو الدماغ و تعطي الأولوية للتربية بدل العلاج لأنه غير مجد.
لكن مدرسة ثالثة ظهرت عام 1987م في استراليا تحت اسم " الاتصال المبسط " تدعو إلى مساعدة المتوحدين على التعبير عن أنفسهم بفضل مربي خاص يلازم المريض و يبقى ممسكا بيده.
وقد أعطت هذه الطريقة نتائج مغالة لكنها مازالت تبز اعتراضات من قبل البعض.
و اليوم هناك اتجاه يعيد أسباب التوحد إلى عوامل جنينيه، لكن مختلف المدارس تبقى عاجزة عن تحديد الأسباب الحقيقية لمرض التوحد، وتركز على العلاج لا على الشفاء.
الصفات البارزه في تشخيص المرض
من أبرز الصفات التي يوصف بها مرض التوحد وينظر لها باهتمام من قبل الأخصائيين (Autism) في تشخيص مرض الطفل ومن قبل الوالدين هي الضعف في العلاقات الاجتماعية والضعف في التواصل وظهور بعض التصرفات غير الطبيعية أحيانا.
فالصفة البارزة الأولى : وهي الضعف في تكوين العلاقات الاجتماعية العادية وهي أوضح صفة بالنسبة للأطفال، وقد كان السبب في اختير هذاالاسم (Autism) لهذا المرض وهو اسم أطلقه ليوكانير ( ) عام 1943م لأول مرة وكلمة ( ) لا تستعمل كثيرًا في اللغة الإنجليزية أثناء الحديث ولهذا فهي كلمة منفردة في معناها واستعمالها، وقد يكون هذا هو سبب اختيار كانر لإطلاق هذا الاسم على هذا المرض الذي شخصه ذلك العالم، وتستخدم هذه الكلمة في علم النفس وتعني المنعزل وقد دخلت إلى الإنجليزية من اللغة الإغريقية أصلا ( ) بمعنى النفس وبدأت من بعده الأبحاث الطبية والنفسية لسبر غور هذا المرض العجيب. والصعوبات الاجتماعية للأطفال التوحديين تشتمل على الضعف في اللعب الجماعي وتفضيل العزلة على وجود الآخرين. والفشل في طلب المساعدة من الآخرين في ساعة الألم أو الحاجة لهم كذلك مما يعيقهم عن الاندماج مع الآخرين هو عدم القدرة على فهم العلاقات الاجتماعية وقوانينها والتزامها.
أما الصفة البارزة الثانية : وهي التواصل أو ما يسمى بـ ( ) وما يتبع هذه الصعوبة من مشاكل في اللغة والتخاطب. وهذه الصفة من الصفات البارزة الأولية في هؤلاء الأطفال.
كما أن الإحصائيات الموجودة تدل على أن حوالي 50% من الأطفال التوحديين لا تنمو لديهم لغة مفهومة تساعدهم على التواصل مع الآخرين، والبعض الآخر لديهم صعوبة أو أكثر في صورة من صور التواصل عدا اللغة إن وجدت. أما الأطفال الذين لديهم القدرة على الكلام فعادة تكون هذه الكلمات إما ترديدًا لما يسمعه الطفل دون فهم
( كالصدى ) وهؤلاء عادة لا يستخدمون حصيلة الكلمات التي يحفظونها في المحادثة مع الآخرين أو طلبًا لحاجة من حاجاتهم الأساسية، وإن كانت تشتمل على بعض ما يرددونه من كلمات. أما الذين ليس لديهم القدرة على الكلام فتواجههم مشاكل عديدة في فهم الآخرين، وبالتالي توضيح حاجاتهم.
كما أن اللعب العادي لمن في سنهم غالبًا ضعيف، وينقصهم اللعب الإبتكاري والتخيلي كما هو حاصل لدا غيرهم من الأطفال عادة.
أما ثالثة صفة بارزة فهي المدى الضيق المقيد من التصرفات والنشاطات وكذلك اهتمامهم.
كما أن الأطفال الذين يعانون من المستويات الضعيفة المتدينة من التوحد، غالبًا ما يعانون من حركات متكررة للجسم، أو حركات غير طبيعية مثيرة سواء بالأصابع أو اليدين أو غير ذلك، وأحيانًا قد تصل إلى الإيذاء الجسدي لأنفسهم.
وغالبًا ما يكون نمط اللعب محددا ومقيدا ومتكررا، أما الأطفال التوحديون في المستويات العالية فقد يركزون علو مواضيع معينة قد نسميها ضيقة وغير مثيرة للآخرين .. كمواعيد السفر للطيران ـ الخرائط الأعداد - الجغرافيا - كتيبات - الفنادق ... الخ.
لطفلة ترتيبها الثانيه فى عائلتها لها اخ اكبر منها يبلغ من العمر اربع سنوات لقد كانت متابعة ملاحظة والديها لمراحل نموها دقيقة من البدايه وذلك بسبب الصعوبات التى تعرضت لها الطفلة اثناء فترة الحمل والولاده فقد اصيبت والدتها بنزيف خلال الاسبوع الرابع عشر من فترة الحمل وقد كانت فرحة والديها كبيرة عندما شاهدوها تتحرك على الشاشة اثناء الكشف على الام بالاشعة فوق الصوتيه الا انهما انزعجا كثيرا عندما اخبرهم الطبيب ان الجنين اصغر مما يتوقع لمن هم فى نفس مرحلة الحمل ومن ثم تمت ولادة الطفلة قبل ثلاث اسابيع من الموعد المحدد واستمرت عليه الولادة قرابة 23 ساعة وكان لابد من انعاشها بالاوكسجين مباشرة بعد الولادة كما انها امضت اربعة ايام فى غرفة العنايه الخاصه بالرضع وسلطت عليها الاشعة فوق البنفسجيه لعلاج اليرقان ( Jaundice) الذى ولدت مصابة به ولتلك الاسباب كان والدا الطفلة يعاملانها بمنتهى الرفق .
لقد كانت والدة الطفلة تواجه مشكلة كلما ارادت ارضاع طفلتها فاما ان تتالم وتمانع الرضاعة او ان تقبل عليها بنهم شديد ولا تلبث ان تستفرغ القليل الذى رضعته لدرجة ان والدتها لا تتذكر انها نجحت ولو مرة واحدة فى ارضاع طفلتها بطريقة سهلة كما ان الطفلة كانت تعانى من صعوبات فى النوم فلم تكن تخلد للنوم الا بصعوبة بالغة وبعد ساعات من المحاولة ولا تلبث ان تستيقظ وقد استمرت مشكلات الرضاعة والنوم لسنوات دون اى تحسن يذكر
واستمر تخوف الوالدين فى ازدياد اذ لم تتمكن الطفلة من الجلوس الا بعد ان اكملت عامها الاول ولم تكن قادرة على الحبو فى حين ان الاطفال الاخرين فى مثل هذه السن يكونون قد بداوا فى المشى معتمدين على اثاث المنزل ولم يجد الوالدان بدا من استشارة طبيب العائلة بخصوص حالة طفلتهم الذى افتدهم بانها تعانى من تاخر فى النمو وطلب منهم ملاحظة تطور نموها عن قرب وعندما بلغ عمرها 14 شهرا بدات الطفله تحبو وبدات تقف معتمدة على اثاث المنزل عندما بلغ عمرها 19 شهرا الا انه لم يبدو عليها اى تحسن فى جوانب النمو الاخرى
وعندما بلغت الطفلة سن الثانيه لم تكن قادرة على استخدام اى كلمة كما لم تكن قادرة على الاستجابة لوالديها عندما يطلبان منها اللعب البسيط جدا وتم عرضها بعد ذلك على اخصائى اطفال الذى قال بان تاخر نموها قد يكون بسبب الصعوبات التى تعرضت لها خلال فترة الولاده وطلب من والدى الطفله مراجعة العيادة كل سنة لمتابعة حالتها
بدات الطفلة تمشى عندما بلغ عمرها ثلاثون شهرا وكان ذلك مفرحا لوالديها الا ان قدرتها على اخراج الاصوات لم تتحسن وكانت الاصوات التى تصدر عنها لا تتعدى بعض الصراخ الامر الذى زاد من حيرة والديها اللذين يفكران بحسرة فى مدى السعادة التى يحظى بها الاباء والامهات الاخرون مع اطفالهم فى مثل هذا السن واستمرت الطفله لا تكترث بالاخرين من حولها الا فى اضيق الحدود عندما يكون معهم شيئا تريد الطفله الحصول عليه فعلى سبيل المثال كانت الطفله مولعة باللعب بلعبة زرقاء وحمراء اللون تصدر صوتا فاذا ما اخذ احد تلك اللعبة تراها تجرى وترمى نفسها على ذلك الشخص وتنظر مباشرة فى عينيه ختى يتسنى لها خطف اللعبه منه ثم تفر الى جانب اخر من الغرفة ثم تبدا فى هز اللعبة او تدويرها بتكرار مستمر غير ابهة بمن حولها ولو حاول احد اخذ اللعبة منها تبدا فى الصراخ وتضرب حولها ولو حاول احد اخذ اللعبة منها تبدا فى الصراخ وتضرب راسها بالارض ومن الطبيعى اب يصبح ذلك مزعجا لوالديها اللذين لم يجدا بدا من التاكد من عدم لمس لعبتها
وكانت تصدر عن الطفلة انماط سلوكية غريبة اخرى فعلى سبيل المثال كانت مغرمة بشم الاشيا والملابس والاطعمة والالعاب وحتى الاشخاص مما كان يسبب خجلا لواليها كما كانت تحب لمس وتحسس الاشياء خصوصا ذات الملمس الخشن مثل ورق الصنفرة وكانت تصر على حمل قطعة من ورق الصنفرة فى جيبها ولم تكن تظهر اى تقبل للعب بالدمى وكثيرا ما كان سلوك الطفلة يوقع والديها فى حرج لا سيما عندما تصر على شم الاشخاص الغرباء وبمجرد ان يحاول والداها منعها من ذلك تبدا بالصراخ وتدخل فى نوبة غضب.
عندما بلغت الطفلة سن الرابعة قال اخصائى الاطفال انه يظن انها تعانى من اضطراب التوحد واقترح على والديها عرضها على مركز نفسى متخصص للاطفال ليتولى تشخيص حالتها وبالفعل تم تشخيصها وتاكد انها تعانى من التوحد بالاضافة الى تاخر فى النمو بشكل عام وقد اختلطت مشاعر والديها فمن جهة شعروا بالحزن والاسى على حال ابنتهم ومن جهة اخرى شعروا بنوع من الارتياح لنتيجة التشخيص بعد اربع سنوات من المعاناه التى كانت تتصف بالغموض وعدم معرفة مشكلة ابنتهم اذا اصبح بامكانهم الان مساعدة ابنتهم والحاقها ببرنامج خاص بالمعوقين عقليا تتوفر فيه خدمات علاج النطق والعلاج الموسيقى وبدا والداها باجرا الاتصال بالهيئات المتخصصه باضطراب التوحد للحصول على معلومات اكثر والتعرف على اباء وامهات اطفال يعانون من اضطرابات التوحد للحصول على دعمهم ومساعدتهم
وبعد سنة توقفت نوبات الغضب التى كانت تنتاب الطفلة بفضل جهود الاخصائى النفسى فاصبحت حياة والديها افضل مما قبل الا ان سلوكيات الطفلة غير العادية استمرت فى الجوانب الاخرى من حياتها فعلى سبيل المثال استمر عدم اكتراثها الاخرين حتى انها لم تكن تهتم بوجود والديها او عدمه اى فى حالة رغبتها فى شمهما كما كانت تجرى فى كل ارجاء المنزل للتاكد من قطع القطن الصغيرة التى قامت بربطها فى كل الكراسى الموجودة فى المنزل وكانت تقوم بذلك بطريقة روتينيه غاية فى الدقة وعندما تكتشف ان ايا من تلك القطع القطنيه قد حركت من مكانها تباشر باعادتها الى مكانها اما فى حالة ضياع او فقدان اى من القطع القطنية فانه لا يهدا لها بال حتى تجدها او تضع غيرها ومن جهه اخرى كانت الطفلة تنزعج كثيرا عند سماع صوت الدراجات النارية فتنتابها حالة تشبه التشنج وتغطى اذنيها بيديها فى حين كانت تسر عند سماع اصوات اخرى فكانت تحب سماع صوت مكينة غسل الثياب فعندما يبدا تشغيلها تصرخ بسرور بالغ وتلصق اذنها بالمكينه وتبدو عليها علامات الارتياح وهى تسمع دورانها حتى تقف.
عندما بلغت الطفلة ست سنوات انتقلت الى مدرسة خاصة للاطفال التوحديين وفى بداية كان التحاقها بالمدرسة خلال النهار حتى بلغت سن عشر سنوات وجد انه من الافضل لها الالتحاق بالقسم الداخلى لرفع بعض المعاناه عن كاهل والديها وفى المدرسة تعلمت الطفلة تحت اشراف المعلمات بعض مهارات الحياه اليوميه مثل النظافة الشخصية وارتداء الملابس وتناول الطعام كما تعلمت كيف تقص الاشكال المحتلفة باستخدام المقص ولكنها لم تكن قادرة على تعلم القراءة اوالكتابة او الكلام على الرغم من شغفها الواضح بتصفح الكتب المصورة كما كانت شغوفه بمشاهدة افلام الكرتون بل انها تعلمت كيف تشغل جهاز الفديو واصبحت تعيد تشغيل شريط الفديو مرات عديدة وكانت تبدو عليها السعادة وهى تتابع الافلام الكرتونيه خصوصا عندما تتعثر او تسقط الشخصيات الكرتونيه التى تشاهدها وكلما زاد سرورها وسعادتها مما تشاهد تبدا بتصفيق يديها فى بعضها البعض او تقف على اصابع قدميها وتعض يديها وقد تمكنت احدى معلماتها ات تعلمها ابقاء يديها فى جيبها وقد ساعدت هذه الطريقة فى الحد من كثير من عض الطفلة ليديها فكانت تخرج اليدين لاستخدامهما فى لغة الاشارة التى بدات الطفله تعلمها ثم لا تلبث ان تعيدها الى جيبها
عندما بلغت الطفله سن الرابعة عشر اصيبت بالصرع ومن حسن الحظ انه بالامكان علاج الصرع بالادويه وبعد خمس سنوات كان لابد لها مغادرة المدرسة فتم تحويلها للاقامة فى وحدة سكنيه خاصة بالتوحديين البالغين وفى سكنها الجديد تطورت لديها مهارات ركوب الخيل والطبخ التى كانت قد بداتها خلال السنه الدراسيه الاخيرة وكانت تزور والديها بشكل منتظم الا انها لم تكن تحرص على رؤية زملاء الدراسة وكانت تقضى معظم وقتها فى تصفح الكتب المصورة فى غرفتها او المشى والتنزه حول السكن الخاص الذى تقيم فيه ولم يحدث اى تطور يذكر على قدرتها اللغوية وعوضا عن ذلك تعلمت ما يقارب الخمسين اشارة ( لغة الاشارة) تستخدمها للتعبير عن حاجاتها مثل الذهاب الى دورة المياه او الاكل والشرب او الذهاب الى الحديقه وكانت فى بعض المواقف تعاود ايذاء نفسها بضرب راسها بالارض او تلبعض الاحيان بجر شعرها ويتم التغلب على هذا النمط السلوكى بوضع يديها فى جيبها وهى مهارة لازالت تحتفظ بها.
مفهوم التوحد تم وصف مرض التوحد للمرة الأولى عام 1943م من قبل الطبيب النفسي الأمريكي " ليوكافير " ومنذ ذلك الحين تتوجه عدة مدارس في تعريف المرض و علاجه.
المدرسة الأولى تدعو إلى مقارنة تحليلية للمرض طورها عالم النفس " برنوتيلهايم " تعيد أسباب التوحد إلى علاقة خاطئة بين الأم و الطفل وتدعوا إلى علاج بالتحليل النفسي.
أما المدرسة الثانية فهي المدرسة الذهنية التي تعيد التوحد إلى خلل في نمو الدماغ و تعطي الأولوية للتربية بدل العلاج لأنه غير مجد.
لكن مدرسة ثالثة ظهرت عام 1987م في استراليا تحت اسم " الاتصال المبسط " تدعو إلى مساعدة المتوحدين على التعبير عن أنفسهم بفضل مربي خاص يلازم المريض و يبقى ممسكا بيده.
وقد أعطت هذه الطريقة نتائج مغالة لكنها مازالت تبز اعتراضات من قبل البعض.
و اليوم هناك اتجاه يعيد أسباب التوحد إلى عوامل جنينيه، لكن مختلف المدارس تبقى عاجزة عن تحديد الأسباب الحقيقية لمرض التوحد، وتركز على العلاج لا على الشفاء.
الصفات البارزه في تشخيص المرض
من أبرز الصفات التي يوصف بها مرض التوحد وينظر لها باهتمام من قبل الأخصائيين (Autism) في تشخيص مرض الطفل ومن قبل الوالدين هي الضعف في العلاقات الاجتماعية والضعف في التواصل وظهور بعض التصرفات غير الطبيعية أحيانا.
فالصفة البارزة الأولى : وهي الضعف في تكوين العلاقات الاجتماعية العادية وهي أوضح صفة بالنسبة للأطفال، وقد كان السبب في اختير هذاالاسم (Autism) لهذا المرض وهو اسم أطلقه ليوكانير ( ) عام 1943م لأول مرة وكلمة ( ) لا تستعمل كثيرًا في اللغة الإنجليزية أثناء الحديث ولهذا فهي كلمة منفردة في معناها واستعمالها، وقد يكون هذا هو سبب اختيار كانر لإطلاق هذا الاسم على هذا المرض الذي شخصه ذلك العالم، وتستخدم هذه الكلمة في علم النفس وتعني المنعزل وقد دخلت إلى الإنجليزية من اللغة الإغريقية أصلا ( ) بمعنى النفس وبدأت من بعده الأبحاث الطبية والنفسية لسبر غور هذا المرض العجيب. والصعوبات الاجتماعية للأطفال التوحديين تشتمل على الضعف في اللعب الجماعي وتفضيل العزلة على وجود الآخرين. والفشل في طلب المساعدة من الآخرين في ساعة الألم أو الحاجة لهم كذلك مما يعيقهم عن الاندماج مع الآخرين هو عدم القدرة على فهم العلاقات الاجتماعية وقوانينها والتزامها.
أما الصفة البارزة الثانية : وهي التواصل أو ما يسمى بـ ( ) وما يتبع هذه الصعوبة من مشاكل في اللغة والتخاطب. وهذه الصفة من الصفات البارزة الأولية في هؤلاء الأطفال.
كما أن الإحصائيات الموجودة تدل على أن حوالي 50% من الأطفال التوحديين لا تنمو لديهم لغة مفهومة تساعدهم على التواصل مع الآخرين، والبعض الآخر لديهم صعوبة أو أكثر في صورة من صور التواصل عدا اللغة إن وجدت. أما الأطفال الذين لديهم القدرة على الكلام فعادة تكون هذه الكلمات إما ترديدًا لما يسمعه الطفل دون فهم
( كالصدى ) وهؤلاء عادة لا يستخدمون حصيلة الكلمات التي يحفظونها في المحادثة مع الآخرين أو طلبًا لحاجة من حاجاتهم الأساسية، وإن كانت تشتمل على بعض ما يرددونه من كلمات. أما الذين ليس لديهم القدرة على الكلام فتواجههم مشاكل عديدة في فهم الآخرين، وبالتالي توضيح حاجاتهم.
كما أن اللعب العادي لمن في سنهم غالبًا ضعيف، وينقصهم اللعب الإبتكاري والتخيلي كما هو حاصل لدا غيرهم من الأطفال عادة.
أما ثالثة صفة بارزة فهي المدى الضيق المقيد من التصرفات والنشاطات وكذلك اهتمامهم.
كما أن الأطفال الذين يعانون من المستويات الضعيفة المتدينة من التوحد، غالبًا ما يعانون من حركات متكررة للجسم، أو حركات غير طبيعية مثيرة سواء بالأصابع أو اليدين أو غير ذلك، وأحيانًا قد تصل إلى الإيذاء الجسدي لأنفسهم.
وغالبًا ما يكون نمط اللعب محددا ومقيدا ومتكررا، أما الأطفال التوحديون في المستويات العالية فقد يركزون علو مواضيع معينة قد نسميها ضيقة وغير مثيرة للآخرين .. كمواعيد السفر للطيران ـ الخرائط الأعداد - الجغرافيا - كتيبات - الفنادق ... الخ.