الصحفي الطائر
09-10-2010, 04:54 AM
صورة المعاق في الدراما العربية "باب الحارة نموذجا"
د. حسن السوداني (http://www.alnoor.se/author.asp?id=9)
مقدمة
تبرز بعض الأسئلة عن مدى اهمية حضور صورة المعاق على شاشات التلفزيون ولماذا؟ فإذا ما عرفنا أن الصورة تشكل البيئة التي يمكن ان تضم مختلف مفردات الحياة ومصطلحاتها والتعبير عنها بطريقة جمالية عبر آليات العرض البصري بدأ من الفكرة وانتهاءً بالمتوالية الصورية التي يبثها العرض, وإذا ما كان العرض الصوري هو منتج حتمي لمجموعة الصور ويرتفع بجودتها ويتأثر بردائتها, فمن المستحسن هنا الوقوف على ماهية هذه الصور وبالتالي مدى علاقتها بموضوعة ذلك الحضور ومدى تأثيره.
اهداف الدراسة:
1\ تهدف الدراسة للاجابة عن مدى العلاقة بين الصورة المبثة من التلفزيون وبين ماهيتها.
2\ تعرض هذه الدراسة لصورة المعاق في الدراما العربية مسلطة الضوء على المسلسل العربي " باب الحارة" لمخرجه بسام الملا الذي حصد نسبة عالية من المشاهدة اثناء بثه في شهر رمضان من السنة 2007
اولا: ماهية الصورة:
الصورة يمكن ان تكون الخط الفاصل بين الأصل وغيره ويمكننا اليوم ان نؤشر بشكل واضح الجهد البالغ الذي يبذله علماء الصورة بجعلها قريبة جدا من الاصل أو الأصل ذاته كما عبر عن ذلك الفيلسوف الفرنسي" سيرجست دو بريس" بالقول" ان الصورة الرقمية قضت على الهامش بين الصورة ونسخها, حيث لاتوجد نسخة ولا اصل للصورة الرقمية لأنها هي الأصل والصورة في الوقت ذاته" وهذا بحد ذاته يشكل انقلابا جذريا او يضع حدا للخلاف المتجذر بين انصار الصورة وبين خصوم وضعها بديلا عن الاصل, ويذكر( بول دارن) على سبيل المثال في هذا الباب مثالا في الفروق الأساسية بين الصورة المتحركة واللوحة التشكيلية بالقول " أننا إذا نظرنا إلى الصورة الفيلمية بمعزل عن سياقها نجدها لا تعدو أن تكون صورة فوتوغرافية ومع ذلك فأن تكوينها ليس هو تكوين الصورة الفوتوغرافية إلا أنه تكوين في الحركة, بينما يمثل التصوير الزيتي وجودا حقيقيا مستقلا بذاته والتكوين فيه كامل محدد داخل إطار"(1) ومن هنا يمكننا ان نطرح عددا من الأسئلة عن محددات مفهوم الصورة ومنها: هل الصورة علامة أم نص؟ وهل يمكننا قراءتها كنص يشابه من حيث الألية النص الأدبي أيا كان جنسه؟ ربما هذه الأسئلة نجد لها بعض الأجوبة في المحددات الثلاثة التي حصرتها دراسة " سبلت" لفهم الصورة وهي:
1/ الصورة جملة من اللغات المتفاعلة.
2/ للصورة علاقة طبيعية تماثلية أو رمزية بالواقع.
3/ يمكن للصورة ان تنتج المعنى.(2)
فالصورة تتكون من مجموعة من التكوينات والالوان والاطارات فضلا عن الملحقات الخارجية من صوت او صمت وما يلحق ذلك من كثافة وإيقاع وغيرها وفي ذلك يشير(مايزر) إلى أن صانع الصورة يعمد إلى ترتيب الكتل بغية فهم الخطة الأساسية للتكوين ولكن الاهم في ذلك هو قدرة الصورة على ادماج المتلقين بين أحداث النص المتلفز وبين المشاهدين؛ أي تؤثر تراكمات المشاهدة على المتلقي؛ فالتراكم كما هو معروف يعمل على صياغة الشخصية بمواصفات معينة تحددها مضامين المنتوج البصري، والفرد عندما يتلقى الرسالة المرئية بشكل ما تحكمه خاصيتان هما:
1- الإرجاء: بمعنى أن التأثير على الجمهور لا يبدو مباشرة بعد التلقي، بل لابد من مضي زمن يسمح بتراكمها واختمارها وفقاً لقوانين نفسية محددة.
2- الكمون: حيث تكمن التأثيرات التي تعرض لها الجمهور، وهي ليست تأثيرات مادية ظاهرة يمكن رصدها بسهولة، بل تأثيرات تعبر عن نفسها في مواقف تستثيرها للظهور في شكل استجابات(3).
صورة المعاق في التلفزيون:
لعل من المفارقات الطريفة ان يقترن مصطلح الصورة في اللغة اللاتينية بالسحر والمقدس . فكلمة Image مشتقة من السحر magicوربما اقترانها بالمحرم وفقاً للمفهوم الديني ناتج من علاقتها المتجذرة بذلك الاصل البعيد ، ورغم ان هذا الاصل لم يفارق الصورة على مستوى التعبير الدلالي فظلت كمفردة (سحر) تلصق بفنون الصورة سواءً كانت ثابتة ام متحركة . ويمكننا ان نناقش مصطلح التأثير وفقاً لسياقاته المعرفية المتمثلة بآليات التغيير المحدث في سلوك الافراد من خلال ادخال نمط من المعلومات الى مخزوناته المعرفية مما يؤدي الى تغيير في السلوك الطبيعي لهؤلاء الافراد .
وتشير الكثير من الدراسات التي اجريت على دور الصورة في إحداث التأثير على المتلقي وتغيير سلوكه في شتى المجالات الحياتية بجانبيها الايجابي والسلبي ولعل الجانب الاخير اخذ حجماً اكبر من حيث الدراسة والاثر المتوقع حدوثه وخاصة تلك المتعلقة بالعنف والاطفال والجنس وغيرها ، ولكن اهم مايمكن تأشيره في هذا الجانب هو تحول الصور الوافدة سواءً تلك التي تبثها الفضائيات ام الصحف ام وسائل الاعلام الاخرى الى مصادر حقيقية للصور الذهينية وبالتالي بدأ الانسان بفقدان صوره التي انشأها هو لصالح الصور الجديدة بطريقة لا يمكن تصورها ويشير ( جيري ماندر ) الى ( ان الفضائيات تعد اليوم واحدة من اهم مصادر الصورة . فإذا كان الناس يتلقون الصور التلفازية بنسبة اربع ساعات يوميا فمن الواضح انه مهما كانت فوائد الصور التي يحملها الناس في افكارهم فإن الفضائيات الان هي مصدرها"4
ولعل هذا المؤشر يدفعنا الى الاستنتاج ان اكتساح الصورة لحياتنا المعاصرة ادى الى نمط من الاستسهال وعدم التحفيز والتسطيح يطلق عليه نفسيا مصطلح " فائض العاطفة " والذي ينجم عن ان الصورة بحكم ملموسيتها تمتلك بعداً عاطفياً اكثر من اللسان الذي يعتبر معطى تجريدياً . هذا البعد يتضخم نتيجة تركيز وسائل الاعلام الحديثة على الاحداث الدرامية والمأساوية ( حروب ، فيضانات ، زلازل ، حرائق ، جرائم وغيرها ) وبهذا تعمل الصورة على توحيد التجربة الاجتماعية العمليةاو الرمزية على اسس عاطفية امام انكماش المتخيل ) "6 وهنا يبرز لنا السؤال الاهم وهو: هل هناك اهمية لحضور صورة المعاق على شاشات التلفزيون ولماذا؟ سؤال يمكن الاجابة عنه من خلال سببين رئيسين، هما :
1 - يتحمل التلفزيون مسئولية الصورة التي يحملها الناس عن المعاقين عامة، وكلما زادت المشاهد والتغطيات التلفزيونية عن المعاقين كلما ساهم ذلك في عملية تغيير الصور النمطية عن المعاقين لدى الناس.
2- يعتقد المعاقون أن من حقهم الطبيعي ان يظهروا على شاشات التلفزيون مثلهم مثل غيرهم من شرائح المجتمع، وخاصة عندما تظهر تقارير إخبارية عنهم في وسائل الإعلام، فيجب ان تتضمن مثل هذه التقارير أشخاصا منهم يمثلون وجهات نظرهم"7".
ولكن هل تشكل هذه الاجابات انعكاس ايجابي لدى المعاقين انفسهم, هذا ما حاول دراسة علمية اجرتها شبكة التلفزة البريطانية BBC تأكيده من خلال توجيهها لاسئلة عن ذلك الحضور للمعاقين اسفرت عن عدت نتائج من بينها:
1\إعداد برامج عامة وبرامج وثائقية عن فئات ذوي الاحتياجات الخاصة من أجل تثقيف الجمهور العام بقضايا ومشكلات وهموم هذه الفئات.
2\انتاج برامج جماهيرية/ حوارية بمقدمين من ذوي الإعاقات موجهة الى الناس عامة والجمهور الخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة.
3\تغطيات موسعة لمناسبات ذوي الاحتياجات الخاصة مثل الألعاب الأولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة، وغيرها من المناسبات.
4\إنتاج برامج تلفزيونية/اذاعية تكون في المستوى الذهني المناسب لذوي الاحتياجات الخاصة، بعيدا عن تعقيدات اللغة والفكر التجريدي.
5\انتاج برامج موجهة مباشرة لذوي الاحتياجات الخاصة."8"
واذا اردنا فحص النتاج الذي تقدمه القنوات التلفزيونية اليوم فهو في واقع الحال لا يختلف كثيرا عما قدمته السينما من قبل فأذا كانت السينما غالباً ما تصور المعاق بطرق متعددة لكنها تتفق على وحدة المضامين, فهي إما تصوره (لصاً) أو عضواً في عصابة إرهابية,اما التلفزيون لم يغادر هذا النوع من التقديم وخاصة الشخصيات السلبية بمختلف اشكالها. كما تعمد معظم المحطات التلفزيونية إلى تقديم المعاقين الذين تلتقيهم في مناسبات مختلفة بصورة هامشية مما يرسخ في الأذهان وبطريقة غير مباشرة الفارق الثقافي والاجتماعي بينهم وبين الآخرين ، وحتى في حالة التناول التي يقصد بها نوع من التعاطف الإنساني معهم نتلمس نوعا من التقديم الفني المعتمد على استدرار العطف اكثر من ابراز الصورة الحقيقية او الانسانية لهم غالباً ما تظهر صورة المعاق في التلفزيون عموما والاعمال الدرامية على وجه الخصوص، بطريقة تثير الكثير من التساؤلات. فغالبا ما تستخدم مفردات في البرامج الدرامية او البرامج الحوارية تسيئ للمعاق وتصف الاشخاص السلبيين بـ ( العجزة , العميان, الاطرش, الاخرس, العالة) وغيرها من المفردات التي تستخدم العاهة الطبيعية بشتم الاخر دون الالتفات لالاف المعاقين الذي يشاهدون او يتابعون هذه البرامج ومن هنا يمكن للصورة أن تلعب دورا محوريا في توجيه سلوك الأفراد كما انها وسيلة فعالة لتوجيه أهدافهم واتجاهاتهم داخل المجتمع وذلك لعدة أسباب يلخصها
( روسك) بـ:
1/ يضع الناس أنفسهم في موضع الأبطال, ويتقبلون بطريقة لا شعورية الاتجاهات التي يعبرون عنها, والأدوار التي يقومون بها.
2/ الأفراد الذين يعانون من المشاكل المختلفة يتقبلون بطريقة لا شعورية, أو شعورية, الحلول التي تقدمها الصور المتحركة كحلول لمشكلاتهم الخاصة(9).
صورة المعاق في مسلسل باب الحارة:
يتناول المسلسل موضوعة حارة شعبية تدعى حارة الضبع مركزة على المفردات التقليدية للحارة " الحلاق- الحكيم, صاحب المقهى,صاحب الحمام, بائع الخضروات, زعيم الحارة, عقيد الحارة, البزاز, النحاس, الخباز, التاجر, الحارس, الزبال , وفي الجانب الاخر توجد حارة محاذية تدعى حارة ابو النار تضم زعيمها الحداد وبعض شخصياتها ومن بائع البليلة وهناك خطوط لكل هذه الشخصيات وعوائلها فضلا عن شخصيات الدرك التي تدخل الاحداث بين الحين والاخر.
هذه الحارة تحكمها قوانين المجتمع المحافظ الذي كان سائدا في فترة العشيرنات من القرن الفائت عبر شخصية الزعيم وشخصيات رجال الحارة ومن خلال هذه الارضية العامة للاحداث يرسم كاتبا السيناريو" محمد مروان فاروق وكمال مرة " شخصيات وخطوط متنوعة كاشفا عن براعة في صنع هذه الشخصيات والأحداث لا تقل عنها براعة المخرج بسام الملا في تناوله للموضوعات التي تزيد من التشويق السائد للحكاية. فاذا كان السر الذي تخفيه حكايا الناس يكمن في كونها تكتسب وجوها متعددة بعد روايتها ويختفي وجهها الاول بين شفاه الرواة الذين يتأرجح السرد لديهم بين العارف بالأشياء والماسك بتلابيب المرويات وبين الرائي المترقب لخلق حكايته الخاصة، سواء التاريخية منها او الاجتماعية فأننا يمكن ان نتلمس في مجموعة الاعمال التي قدمها بسام الملا تعمدا في تجذير التراثي القريب زاجا اياه في الفضاء المعرفي المفتوح وهو بذلك ايضا يكون سباقا في ترسيخ الايجابي من ذالك التراث ومدينا السلبي منه الا ان الحديث عن هذا العمل وما حصده من نسب مشاهدة بين الجمهور داخل وخارج الوطن العربي يؤشر خطورة ما يطرحه هذا العمل في كل مفرداته وبالتحديد تلك التي تتعلق بالشخصيات الايجابية والسلبية واذا ما عرفنا ان معظم شخصيات العمل كانت تتسم بالايجابية ونشرها لقيم الخير والسلام الا ان الشخصيات المقابلة والتي تتسم بعدوانيتها ووقوفها بوجه الخير ومن بينها شخصية بائع البليلة وشخصية ابو النار وشخصيات الدرك الا ان اخطرها على الاطلاق كانت شخصية" صطيف الاعمى" الذي ادعى العمى ليكون جاسوسا ويرتكب عمليات القتل لشخصيات مهمة امثال الزعيم والفوال والزيبق ورغم ان المشاهد سيكتشف ان في النهاية ان " صطيف " ليس اعمى الا ان الصفة" اعمى " ستظل ملازمة له حتى نهاية المسلسل وقبيل تنفيذ الحكم فيه من قبل " العقيد ابو شهاب" . ولعل تكرار مشاهد القتل في المسلسل وما تتبعها من احداث تتعلق بحادثة القتل الاولى لشخصية " الحمصاني " والبحث عن القاتل قد جسد فكرة اقتران صورة القتل وبشاعتها بصورة القاتل المفترض وهو ما سعى لكشفه كبير الحارة" الزعيم" وتعهد به امام رجالات الحارة في نهاية الجزء الاول من المسلسل. سنجد ان هذه الصورة" القتل" قد تكررت مع بداية الجزء الثاني للمسلسل بحادثة قتل " الزعيم" بعد ان اقترب من كشف شخصية القاتل لتستمر الاحداث حتى اكتشاف شخصية " صطيف الاعمى" بانه ففي الحقيقة ليس باعمى!! وهذا التجسيد اكد ماذهبت اليه الدراسات السابقة ومنها دراسة معهد الدراسات المعلوماتية عن صورة المعاقين في الاعلام التي اظهرت المعاقين على شكل لصوص او مجرمين وانهم اشخاص خطرون واشرار واذا ما عرفنا ان الصورة تمارس نوعا من التاثير في سلوك الافراد من خلال ادخال نمط من المعلومات الى مخزوناتهم المعرفية مما يؤدي الى تغيير في السلوك الطبيعي لهؤلاء الافراد هذه الالية في الغيير تسعى للتغلب على الدفاعات والمقاومة التي ابدتها الافكار والمعتقدات السابقة لهذا عملت المعلومات الجديدة على ازاحة الافكار القديمة وابدالها بأفكار جديدة متألفة ومنسجمة مع تلك المعلومات وهي بدورها فرضت نفسها على المخزون المعرفي مؤدية الى اعادة تشكيل وحداته من جديد بما قد يتركه من اثر على الصورة العقلية التي يكتنزها والتي تحكم سلوك الفرد. ثم يبدأ الانسان بفقدان صوره التي انشأها هو لصالح الصور الجديدة بطريقة لا يمكن تصورها وبهذا تعمل الصورة على توحيد التجربة الاجتماعية العملية او الرمزية على اسس عاطفية امام انكماش المتخيل ) "10
استنتاجات :
ومن خلال ما تقدم يمكن استنتاج ما يلي:
1- قدم التلفزيون انواع مختلفة من المعالجات لصورة المعاق تراوحت بين التشويه والذي يمكن تلمسه من خلال مواقع التصوير والأزياء والديكورات، وتحاول الإساءة للقيم الإنسانية التي يملكونها. وصورة المعاق المكافح والذي يحاول ان يجتهد لتقديم افضل ما يمكن دون النظر الى اعاقته كونها حائلا دون طموحاته واماله في الحياة.
2- تناول الفضائيات قضايا المعاقين بطريقة هامشية ولم تعطهم حقهم الطبيعي من الاهتمام.
3- قدم مسلسل باب الحارة صورة مشوهة للمعاق من خلال اقتران صورة " الاعمى" بجرائم القتل التي تحدث في الحارة فضلا عن عمله كجاسوس على ابناء جلدته.
4- يلعب الإعلام المرئي والمقروء والمسموع دورا كبيرا في عملية إدماج متعاطيه وخاصة المرئي منه لآن الصورة تدرك ولا تفكر مما يسهل وصولها للعقل دون عناء.
5- تلعب الدراما دورا اكثر تأثيرا على المشاهد من بقية الانواع الاخرى لما تتمتع به الدراما من تأثير نفسي مقترن بالحكاية يجعلها ابقى تأثيرا من الخبر او البرنامج العابر .
الهوامش:
1/ النحاس, هاشم, دراسات سينمائية , بغداد, منشورات وزارة الثقافة والإعلام, 1977.
2/ نصر الدين لعياضي, إشكالية في وسائل الأعلام العربية, الرافد, العدد 74, 200, ص10
(3) قدري حنفي: ملامح البطل في الأفلام المصرية في (هاشم النحاس محرراً) الإنسان المصري على الشاشة، الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة، ص18، 1986.
4- جيري ماندر . استبدال الصور البشرية بواسطة التلفزيون ، ت كاظم سعد الدين ، مجلة الثقافة الاجنبية ، بغداد العدد 4 ، سنة 12 ، 1992 ، ص 147 .
5- نصر الدين العياضي ، اشكالية الصورة في وسائل الاعلام العربية مجلة الرافد ,مصدر سابق .
6- أ· د· علي الدين السيد محمد: نحو رؤية عربية متكاملة لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة: دراسة علمية جدلية, مجلة الطليعة الالكترونية , العدد 1611
7- المصدر نفسه
8- ريجست دو بري ، محاضارت في علم الاعلام العام - الميديولوجيا ، المقدمة ، دار الطليعة ، ص 13 ، 1996 .
9- د. حسن السوداني, أثر العرض البصري القائم على خصائص الصورة التعليمية التلفزيونية على طلبة كلية الفنون الجميلة, جامعة بغداد, 1996, رسالة دكتوراه غير منشورة.
10- نصر الدين العياضي ، اشكالية الصورة في وسائل الاعلام العربية ن مجلة الرافد ، مصدر سابق.
* قدمت هذه الدراسة ضمن اعمال ملتقى المنال الثامن المنعقد في الشارقة للفترة من 20 ولغاية 23 ايار 2008
مركز النور للدراسات (http://www.alnoor.se/research.asp)
د. حسن السوداني (http://www.alnoor.se/author.asp?id=9)
مقدمة
تبرز بعض الأسئلة عن مدى اهمية حضور صورة المعاق على شاشات التلفزيون ولماذا؟ فإذا ما عرفنا أن الصورة تشكل البيئة التي يمكن ان تضم مختلف مفردات الحياة ومصطلحاتها والتعبير عنها بطريقة جمالية عبر آليات العرض البصري بدأ من الفكرة وانتهاءً بالمتوالية الصورية التي يبثها العرض, وإذا ما كان العرض الصوري هو منتج حتمي لمجموعة الصور ويرتفع بجودتها ويتأثر بردائتها, فمن المستحسن هنا الوقوف على ماهية هذه الصور وبالتالي مدى علاقتها بموضوعة ذلك الحضور ومدى تأثيره.
اهداف الدراسة:
1\ تهدف الدراسة للاجابة عن مدى العلاقة بين الصورة المبثة من التلفزيون وبين ماهيتها.
2\ تعرض هذه الدراسة لصورة المعاق في الدراما العربية مسلطة الضوء على المسلسل العربي " باب الحارة" لمخرجه بسام الملا الذي حصد نسبة عالية من المشاهدة اثناء بثه في شهر رمضان من السنة 2007
اولا: ماهية الصورة:
الصورة يمكن ان تكون الخط الفاصل بين الأصل وغيره ويمكننا اليوم ان نؤشر بشكل واضح الجهد البالغ الذي يبذله علماء الصورة بجعلها قريبة جدا من الاصل أو الأصل ذاته كما عبر عن ذلك الفيلسوف الفرنسي" سيرجست دو بريس" بالقول" ان الصورة الرقمية قضت على الهامش بين الصورة ونسخها, حيث لاتوجد نسخة ولا اصل للصورة الرقمية لأنها هي الأصل والصورة في الوقت ذاته" وهذا بحد ذاته يشكل انقلابا جذريا او يضع حدا للخلاف المتجذر بين انصار الصورة وبين خصوم وضعها بديلا عن الاصل, ويذكر( بول دارن) على سبيل المثال في هذا الباب مثالا في الفروق الأساسية بين الصورة المتحركة واللوحة التشكيلية بالقول " أننا إذا نظرنا إلى الصورة الفيلمية بمعزل عن سياقها نجدها لا تعدو أن تكون صورة فوتوغرافية ومع ذلك فأن تكوينها ليس هو تكوين الصورة الفوتوغرافية إلا أنه تكوين في الحركة, بينما يمثل التصوير الزيتي وجودا حقيقيا مستقلا بذاته والتكوين فيه كامل محدد داخل إطار"(1) ومن هنا يمكننا ان نطرح عددا من الأسئلة عن محددات مفهوم الصورة ومنها: هل الصورة علامة أم نص؟ وهل يمكننا قراءتها كنص يشابه من حيث الألية النص الأدبي أيا كان جنسه؟ ربما هذه الأسئلة نجد لها بعض الأجوبة في المحددات الثلاثة التي حصرتها دراسة " سبلت" لفهم الصورة وهي:
1/ الصورة جملة من اللغات المتفاعلة.
2/ للصورة علاقة طبيعية تماثلية أو رمزية بالواقع.
3/ يمكن للصورة ان تنتج المعنى.(2)
فالصورة تتكون من مجموعة من التكوينات والالوان والاطارات فضلا عن الملحقات الخارجية من صوت او صمت وما يلحق ذلك من كثافة وإيقاع وغيرها وفي ذلك يشير(مايزر) إلى أن صانع الصورة يعمد إلى ترتيب الكتل بغية فهم الخطة الأساسية للتكوين ولكن الاهم في ذلك هو قدرة الصورة على ادماج المتلقين بين أحداث النص المتلفز وبين المشاهدين؛ أي تؤثر تراكمات المشاهدة على المتلقي؛ فالتراكم كما هو معروف يعمل على صياغة الشخصية بمواصفات معينة تحددها مضامين المنتوج البصري، والفرد عندما يتلقى الرسالة المرئية بشكل ما تحكمه خاصيتان هما:
1- الإرجاء: بمعنى أن التأثير على الجمهور لا يبدو مباشرة بعد التلقي، بل لابد من مضي زمن يسمح بتراكمها واختمارها وفقاً لقوانين نفسية محددة.
2- الكمون: حيث تكمن التأثيرات التي تعرض لها الجمهور، وهي ليست تأثيرات مادية ظاهرة يمكن رصدها بسهولة، بل تأثيرات تعبر عن نفسها في مواقف تستثيرها للظهور في شكل استجابات(3).
صورة المعاق في التلفزيون:
لعل من المفارقات الطريفة ان يقترن مصطلح الصورة في اللغة اللاتينية بالسحر والمقدس . فكلمة Image مشتقة من السحر magicوربما اقترانها بالمحرم وفقاً للمفهوم الديني ناتج من علاقتها المتجذرة بذلك الاصل البعيد ، ورغم ان هذا الاصل لم يفارق الصورة على مستوى التعبير الدلالي فظلت كمفردة (سحر) تلصق بفنون الصورة سواءً كانت ثابتة ام متحركة . ويمكننا ان نناقش مصطلح التأثير وفقاً لسياقاته المعرفية المتمثلة بآليات التغيير المحدث في سلوك الافراد من خلال ادخال نمط من المعلومات الى مخزوناته المعرفية مما يؤدي الى تغيير في السلوك الطبيعي لهؤلاء الافراد .
وتشير الكثير من الدراسات التي اجريت على دور الصورة في إحداث التأثير على المتلقي وتغيير سلوكه في شتى المجالات الحياتية بجانبيها الايجابي والسلبي ولعل الجانب الاخير اخذ حجماً اكبر من حيث الدراسة والاثر المتوقع حدوثه وخاصة تلك المتعلقة بالعنف والاطفال والجنس وغيرها ، ولكن اهم مايمكن تأشيره في هذا الجانب هو تحول الصور الوافدة سواءً تلك التي تبثها الفضائيات ام الصحف ام وسائل الاعلام الاخرى الى مصادر حقيقية للصور الذهينية وبالتالي بدأ الانسان بفقدان صوره التي انشأها هو لصالح الصور الجديدة بطريقة لا يمكن تصورها ويشير ( جيري ماندر ) الى ( ان الفضائيات تعد اليوم واحدة من اهم مصادر الصورة . فإذا كان الناس يتلقون الصور التلفازية بنسبة اربع ساعات يوميا فمن الواضح انه مهما كانت فوائد الصور التي يحملها الناس في افكارهم فإن الفضائيات الان هي مصدرها"4
ولعل هذا المؤشر يدفعنا الى الاستنتاج ان اكتساح الصورة لحياتنا المعاصرة ادى الى نمط من الاستسهال وعدم التحفيز والتسطيح يطلق عليه نفسيا مصطلح " فائض العاطفة " والذي ينجم عن ان الصورة بحكم ملموسيتها تمتلك بعداً عاطفياً اكثر من اللسان الذي يعتبر معطى تجريدياً . هذا البعد يتضخم نتيجة تركيز وسائل الاعلام الحديثة على الاحداث الدرامية والمأساوية ( حروب ، فيضانات ، زلازل ، حرائق ، جرائم وغيرها ) وبهذا تعمل الصورة على توحيد التجربة الاجتماعية العمليةاو الرمزية على اسس عاطفية امام انكماش المتخيل ) "6 وهنا يبرز لنا السؤال الاهم وهو: هل هناك اهمية لحضور صورة المعاق على شاشات التلفزيون ولماذا؟ سؤال يمكن الاجابة عنه من خلال سببين رئيسين، هما :
1 - يتحمل التلفزيون مسئولية الصورة التي يحملها الناس عن المعاقين عامة، وكلما زادت المشاهد والتغطيات التلفزيونية عن المعاقين كلما ساهم ذلك في عملية تغيير الصور النمطية عن المعاقين لدى الناس.
2- يعتقد المعاقون أن من حقهم الطبيعي ان يظهروا على شاشات التلفزيون مثلهم مثل غيرهم من شرائح المجتمع، وخاصة عندما تظهر تقارير إخبارية عنهم في وسائل الإعلام، فيجب ان تتضمن مثل هذه التقارير أشخاصا منهم يمثلون وجهات نظرهم"7".
ولكن هل تشكل هذه الاجابات انعكاس ايجابي لدى المعاقين انفسهم, هذا ما حاول دراسة علمية اجرتها شبكة التلفزة البريطانية BBC تأكيده من خلال توجيهها لاسئلة عن ذلك الحضور للمعاقين اسفرت عن عدت نتائج من بينها:
1\إعداد برامج عامة وبرامج وثائقية عن فئات ذوي الاحتياجات الخاصة من أجل تثقيف الجمهور العام بقضايا ومشكلات وهموم هذه الفئات.
2\انتاج برامج جماهيرية/ حوارية بمقدمين من ذوي الإعاقات موجهة الى الناس عامة والجمهور الخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة.
3\تغطيات موسعة لمناسبات ذوي الاحتياجات الخاصة مثل الألعاب الأولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة، وغيرها من المناسبات.
4\إنتاج برامج تلفزيونية/اذاعية تكون في المستوى الذهني المناسب لذوي الاحتياجات الخاصة، بعيدا عن تعقيدات اللغة والفكر التجريدي.
5\انتاج برامج موجهة مباشرة لذوي الاحتياجات الخاصة."8"
واذا اردنا فحص النتاج الذي تقدمه القنوات التلفزيونية اليوم فهو في واقع الحال لا يختلف كثيرا عما قدمته السينما من قبل فأذا كانت السينما غالباً ما تصور المعاق بطرق متعددة لكنها تتفق على وحدة المضامين, فهي إما تصوره (لصاً) أو عضواً في عصابة إرهابية,اما التلفزيون لم يغادر هذا النوع من التقديم وخاصة الشخصيات السلبية بمختلف اشكالها. كما تعمد معظم المحطات التلفزيونية إلى تقديم المعاقين الذين تلتقيهم في مناسبات مختلفة بصورة هامشية مما يرسخ في الأذهان وبطريقة غير مباشرة الفارق الثقافي والاجتماعي بينهم وبين الآخرين ، وحتى في حالة التناول التي يقصد بها نوع من التعاطف الإنساني معهم نتلمس نوعا من التقديم الفني المعتمد على استدرار العطف اكثر من ابراز الصورة الحقيقية او الانسانية لهم غالباً ما تظهر صورة المعاق في التلفزيون عموما والاعمال الدرامية على وجه الخصوص، بطريقة تثير الكثير من التساؤلات. فغالبا ما تستخدم مفردات في البرامج الدرامية او البرامج الحوارية تسيئ للمعاق وتصف الاشخاص السلبيين بـ ( العجزة , العميان, الاطرش, الاخرس, العالة) وغيرها من المفردات التي تستخدم العاهة الطبيعية بشتم الاخر دون الالتفات لالاف المعاقين الذي يشاهدون او يتابعون هذه البرامج ومن هنا يمكن للصورة أن تلعب دورا محوريا في توجيه سلوك الأفراد كما انها وسيلة فعالة لتوجيه أهدافهم واتجاهاتهم داخل المجتمع وذلك لعدة أسباب يلخصها
( روسك) بـ:
1/ يضع الناس أنفسهم في موضع الأبطال, ويتقبلون بطريقة لا شعورية الاتجاهات التي يعبرون عنها, والأدوار التي يقومون بها.
2/ الأفراد الذين يعانون من المشاكل المختلفة يتقبلون بطريقة لا شعورية, أو شعورية, الحلول التي تقدمها الصور المتحركة كحلول لمشكلاتهم الخاصة(9).
صورة المعاق في مسلسل باب الحارة:
يتناول المسلسل موضوعة حارة شعبية تدعى حارة الضبع مركزة على المفردات التقليدية للحارة " الحلاق- الحكيم, صاحب المقهى,صاحب الحمام, بائع الخضروات, زعيم الحارة, عقيد الحارة, البزاز, النحاس, الخباز, التاجر, الحارس, الزبال , وفي الجانب الاخر توجد حارة محاذية تدعى حارة ابو النار تضم زعيمها الحداد وبعض شخصياتها ومن بائع البليلة وهناك خطوط لكل هذه الشخصيات وعوائلها فضلا عن شخصيات الدرك التي تدخل الاحداث بين الحين والاخر.
هذه الحارة تحكمها قوانين المجتمع المحافظ الذي كان سائدا في فترة العشيرنات من القرن الفائت عبر شخصية الزعيم وشخصيات رجال الحارة ومن خلال هذه الارضية العامة للاحداث يرسم كاتبا السيناريو" محمد مروان فاروق وكمال مرة " شخصيات وخطوط متنوعة كاشفا عن براعة في صنع هذه الشخصيات والأحداث لا تقل عنها براعة المخرج بسام الملا في تناوله للموضوعات التي تزيد من التشويق السائد للحكاية. فاذا كان السر الذي تخفيه حكايا الناس يكمن في كونها تكتسب وجوها متعددة بعد روايتها ويختفي وجهها الاول بين شفاه الرواة الذين يتأرجح السرد لديهم بين العارف بالأشياء والماسك بتلابيب المرويات وبين الرائي المترقب لخلق حكايته الخاصة، سواء التاريخية منها او الاجتماعية فأننا يمكن ان نتلمس في مجموعة الاعمال التي قدمها بسام الملا تعمدا في تجذير التراثي القريب زاجا اياه في الفضاء المعرفي المفتوح وهو بذلك ايضا يكون سباقا في ترسيخ الايجابي من ذالك التراث ومدينا السلبي منه الا ان الحديث عن هذا العمل وما حصده من نسب مشاهدة بين الجمهور داخل وخارج الوطن العربي يؤشر خطورة ما يطرحه هذا العمل في كل مفرداته وبالتحديد تلك التي تتعلق بالشخصيات الايجابية والسلبية واذا ما عرفنا ان معظم شخصيات العمل كانت تتسم بالايجابية ونشرها لقيم الخير والسلام الا ان الشخصيات المقابلة والتي تتسم بعدوانيتها ووقوفها بوجه الخير ومن بينها شخصية بائع البليلة وشخصية ابو النار وشخصيات الدرك الا ان اخطرها على الاطلاق كانت شخصية" صطيف الاعمى" الذي ادعى العمى ليكون جاسوسا ويرتكب عمليات القتل لشخصيات مهمة امثال الزعيم والفوال والزيبق ورغم ان المشاهد سيكتشف ان في النهاية ان " صطيف " ليس اعمى الا ان الصفة" اعمى " ستظل ملازمة له حتى نهاية المسلسل وقبيل تنفيذ الحكم فيه من قبل " العقيد ابو شهاب" . ولعل تكرار مشاهد القتل في المسلسل وما تتبعها من احداث تتعلق بحادثة القتل الاولى لشخصية " الحمصاني " والبحث عن القاتل قد جسد فكرة اقتران صورة القتل وبشاعتها بصورة القاتل المفترض وهو ما سعى لكشفه كبير الحارة" الزعيم" وتعهد به امام رجالات الحارة في نهاية الجزء الاول من المسلسل. سنجد ان هذه الصورة" القتل" قد تكررت مع بداية الجزء الثاني للمسلسل بحادثة قتل " الزعيم" بعد ان اقترب من كشف شخصية القاتل لتستمر الاحداث حتى اكتشاف شخصية " صطيف الاعمى" بانه ففي الحقيقة ليس باعمى!! وهذا التجسيد اكد ماذهبت اليه الدراسات السابقة ومنها دراسة معهد الدراسات المعلوماتية عن صورة المعاقين في الاعلام التي اظهرت المعاقين على شكل لصوص او مجرمين وانهم اشخاص خطرون واشرار واذا ما عرفنا ان الصورة تمارس نوعا من التاثير في سلوك الافراد من خلال ادخال نمط من المعلومات الى مخزوناتهم المعرفية مما يؤدي الى تغيير في السلوك الطبيعي لهؤلاء الافراد هذه الالية في الغيير تسعى للتغلب على الدفاعات والمقاومة التي ابدتها الافكار والمعتقدات السابقة لهذا عملت المعلومات الجديدة على ازاحة الافكار القديمة وابدالها بأفكار جديدة متألفة ومنسجمة مع تلك المعلومات وهي بدورها فرضت نفسها على المخزون المعرفي مؤدية الى اعادة تشكيل وحداته من جديد بما قد يتركه من اثر على الصورة العقلية التي يكتنزها والتي تحكم سلوك الفرد. ثم يبدأ الانسان بفقدان صوره التي انشأها هو لصالح الصور الجديدة بطريقة لا يمكن تصورها وبهذا تعمل الصورة على توحيد التجربة الاجتماعية العملية او الرمزية على اسس عاطفية امام انكماش المتخيل ) "10
استنتاجات :
ومن خلال ما تقدم يمكن استنتاج ما يلي:
1- قدم التلفزيون انواع مختلفة من المعالجات لصورة المعاق تراوحت بين التشويه والذي يمكن تلمسه من خلال مواقع التصوير والأزياء والديكورات، وتحاول الإساءة للقيم الإنسانية التي يملكونها. وصورة المعاق المكافح والذي يحاول ان يجتهد لتقديم افضل ما يمكن دون النظر الى اعاقته كونها حائلا دون طموحاته واماله في الحياة.
2- تناول الفضائيات قضايا المعاقين بطريقة هامشية ولم تعطهم حقهم الطبيعي من الاهتمام.
3- قدم مسلسل باب الحارة صورة مشوهة للمعاق من خلال اقتران صورة " الاعمى" بجرائم القتل التي تحدث في الحارة فضلا عن عمله كجاسوس على ابناء جلدته.
4- يلعب الإعلام المرئي والمقروء والمسموع دورا كبيرا في عملية إدماج متعاطيه وخاصة المرئي منه لآن الصورة تدرك ولا تفكر مما يسهل وصولها للعقل دون عناء.
5- تلعب الدراما دورا اكثر تأثيرا على المشاهد من بقية الانواع الاخرى لما تتمتع به الدراما من تأثير نفسي مقترن بالحكاية يجعلها ابقى تأثيرا من الخبر او البرنامج العابر .
الهوامش:
1/ النحاس, هاشم, دراسات سينمائية , بغداد, منشورات وزارة الثقافة والإعلام, 1977.
2/ نصر الدين لعياضي, إشكالية في وسائل الأعلام العربية, الرافد, العدد 74, 200, ص10
(3) قدري حنفي: ملامح البطل في الأفلام المصرية في (هاشم النحاس محرراً) الإنسان المصري على الشاشة، الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة، ص18، 1986.
4- جيري ماندر . استبدال الصور البشرية بواسطة التلفزيون ، ت كاظم سعد الدين ، مجلة الثقافة الاجنبية ، بغداد العدد 4 ، سنة 12 ، 1992 ، ص 147 .
5- نصر الدين العياضي ، اشكالية الصورة في وسائل الاعلام العربية مجلة الرافد ,مصدر سابق .
6- أ· د· علي الدين السيد محمد: نحو رؤية عربية متكاملة لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة: دراسة علمية جدلية, مجلة الطليعة الالكترونية , العدد 1611
7- المصدر نفسه
8- ريجست دو بري ، محاضارت في علم الاعلام العام - الميديولوجيا ، المقدمة ، دار الطليعة ، ص 13 ، 1996 .
9- د. حسن السوداني, أثر العرض البصري القائم على خصائص الصورة التعليمية التلفزيونية على طلبة كلية الفنون الجميلة, جامعة بغداد, 1996, رسالة دكتوراه غير منشورة.
10- نصر الدين العياضي ، اشكالية الصورة في وسائل الاعلام العربية ن مجلة الرافد ، مصدر سابق.
* قدمت هذه الدراسة ضمن اعمال ملتقى المنال الثامن المنعقد في الشارقة للفترة من 20 ولغاية 23 ايار 2008
مركز النور للدراسات (http://www.alnoor.se/research.asp)