المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الآثار المترتبة على العجز والاعاقة


عبقرينو
09-07-2010, 05:11 PM
الآثار المترتبة على العجز والاعاقة



يصبح العجز ذا جانب شخصي على حين أن مايتبعه يأخذ الشكل الاجتماعي، وينقل الفرد من كونه عاجزاً إلى كونه معوقاً. ويمكن القول أن هذه الآثار يمكن النظر إليها في صورة مجموعات على النحو التالي:
1. الآثار المتصلة بالوظائف البدنية ومطالب الحياة اليومية (القصور في الأداء)
2. الآثار المتصلة بالجوانب النفسية.
3. الآثار المتصلة بالجوانب الاجتماعية.
4. الآثار المتصلة بالجوانب المهنية.
5. الآثار المتصلة بالجوانب التعليمية.
وفي الواقع فإن هذه الآثار متداخلة ومتشابكة بحيث يصبح من الصعب معرفة أيها الأشد وأيها الأخف، ولأنها كلها تقع على شخص واحد، له وحدته التي نحاول دائماً ألا نجزئها، فإن هذا التقسيم إنما نضعه كتصور يساعدنا على التوضيح. أما في التعامل مع الفرد في برنامج التأهيل فنعود للتأكيد من جديد على أهمية النظرة الكلية للفرد ووحدة أهدافه وتكامل وتناغم الجهود الموجهة لخدمته.

إن دراسة الآثار المترتبة على القصور البدني والعقلي سواء تمثلت في إدراكات داخل الفرد أو تجاوزت ذلك إلى حواجز تحول بينه وبين الحياة التي يتطلع إليها تساعدنا على التعرف على الحاجات الخاصة بالمعوقين. وتساعدنا أيضاً على التعرف على كيفية التعامل معهم وعلى كيفية تطويع البرامج لتناسب حاجاتهم الفردية. إن هذه الدراسة كما قلنا تجعلنا نتعرف على الحاجات العامة والتي من خلال مرحلة الدراسة والتقويم يمكن لنا أن نترجمها إلى حاجات فردية لكل فرد معوق على حدة، وأن نستفيد من تحديد حاجات الفرد بدقة في تحديد الأهداف الفردية والأنشطة والبرامج التي يمكن أن تشبع هذه الحاجات، وهو مايعرف بخطة التأهيل الفردية التي يشترك في إعدادها مرشد التأهيل مع العميل.
أولاً:جوانب القصور الوظيفي [الآثار البدنية والعقلية]:Functional Iimitations
يرى (رايت) [1980] أن جوانب القصور الوظيفي الناتجة عن جوانب القصور البدني والعقلي والنفسي كثيرة ومتنوعة. ويقدم تصوراً لتصنيف هذه الجوانب للقصور على النحو التالي:
1- قصور في التنقل: Mobility Iimitation
ويقصد بالتنقل وظيفة الحركة من مكان لآخر. وينتج القصور في التنقل من مجموعة من جوانب القصور مثل كف البصر، الشلل، التخلف العقلي، الاضطراب النفسي. أو نتيجة قيود وعوائق بيئية مثل الحواجز المعمارية ووجود معاملة أسرية تتسم بالحماية. ويرتبط عدم التنقل بالعزلة الاجتماعية بدرجة وثيقة.
2- قصور في التخاطب: communication Iimitation
حيث يكون هناك انقطاع في العملية التي يتم فيها تبادل المعلومات بين الأفراد من خلال الرموز (اللغة) الشائعة والإشارات والسلوك. ويدخل الأشخاص المتخاطبون في دورين متبادلين يمثلان عملية التخاطب، وهما الدور التعبيري (بالكلام مثلاً) والدور الاستقبالي (بالسمع مثلاً) ويحدث القصور نتيجة خلل في إحدى العمليتين أو في كليهما.
3- القصور الحسي: Sensory Iimitation
ينتج القصور الحسي نتيجة لعيوب في نقل المعلومات من البيئة إلى المخ ويحدث ذلك عادة كنتيجة لتلف في الجهاز العصبي الذي يشتمل على المخ وأعضاء الحس. وتشتمل هذه الفئة على الحواس الخارجية فقط (الإبصار- السمع- اللمس- الشم- التذوق)
4- المظهر المختلف: Atypical Appearance
يقصد بالمظهر المختلف الخصائص البدنية والشكل الذي يعتبر غير متسق مع ماتراه الحضارة التي يوجد فيها الفرد مقبولاً. ويعتبر التشوه جانباً من المظهر البدني الذي يقع خارج توقعات المجتمع. وبذلك فإن المشكلة هنا اجتماعية وليست حركية. ويكون هناك ميل من جانب الآخرين أن يتوقعوا سلوكاً مختلفاً من أولئك الذين يظهرون في صورة مختلفة.
5- القصور غير الواضح (غير الظاهر): Invisible Limitaton
هناك ظروف تكون مختبئة أو غير واضحة أمام الناس، وهي تمثل مشكلة للفرد المصاب، وتخلق مجموعة من المشكلات. فالأشخاص الذين يبدون في هيئة عادية ينتظر منهم أن يؤدوا العمل بدون اعتبارات خاصة. والشخص الذي لديه قصور في القلب قد لا يكون باستطاعته رفع أشياء ثقيلة. وقد يشعر الأشخاص الذين يؤدون الأعمال الشاقة نيابة عنه بنوع من الضيق.

6- البيئة المقيدة: Restricted environment
ينتج هذا الحاجز من العجز الذي يمنع الفرد من اختيار المكان الذي يكون فيه حراً وآمناً، ويكون الفرد المتأثر مقيداً بمكان أو حالة معينة أو محدوداً في النشاط أو المناخ أو التقدم.
ويشتمل هذا القصور على المواقف التي يكون الفرد المصاب معرضاً للإصابة أو لخطر على الصحة أو لحالته العامة لسبب عدم القدرة على التحمل والتواؤم مع البيئة.
7- القصور العقلي: Mental Iimitation
تشتمل هذه المجموعة على التخلف العقلي وصعوبات التعلم رغم أن الظروف المؤدية لهما قد تكون مختلفة تماماً. وتشير كلا الفئتين إلى إعاقة أو تأثير سالب في تعلم وأداء الأنشطة وغيرها من الجوانب الظاهرة لأداء عقلي غير مناسب.
8- الاعتماد على العقاقير (الإدمان): Substance Dependency
يشتمل هذا الجانب على الاعتماد النفسي (الحاجة العقلية أو النفسية لتناول عقار للتخلص من التوترات أو عدم الارتياح أو لجلب السرور) مصحوباً أو غير مصحوب باعتماد بدني (وجود ردود فعل كيميائية حيوية أو أعراض بدنية عند توقف العقار)
9- الألم: Pain Limitation
يشير الألم إلى إحساس غير سار يتسم الإحساس بالألم والأوجاع وغيرها من المشاعر المكدرة المرتبطة بإصابة أو اضطراب بدني. وبينما يؤدي الألم وظائف إنذارية إلا أنه عندما يستمر ويتكرر ولايمكن السيطرة عليه وبشكل شديد فإنه يؤدي إلى قصور أدائي للحياة العادية. ويتوقف ذلك كثيراً على تحمل الفرد الألم وماينتج عن الألم من نتائج ثانوية تعزيزية.
10- قصور فقدان الوعي (فقدان الشعور): unconsciousness Limitation
إن فقدان الوعي وغيره من أنواع النقص في الوعي تمثل نقصاً وظيفياً خطيراً. ويعتبر الصرع أخطر الأسباب، ومع ذلك فهناك كثير من ظروف العجز التي تسهم في مشكلات الانتباه والتوجه في الواقع والإدراك والوعي إلى Awareness ومنها على سبيل المثال حالات الذهان العضوي وحالات تعاطي العقاقير والكحوليات.
11- المآل غير المؤكد: uncertain Prognosis
يشتمل هذا القصور الأدائي على ضغط وغموض تلك الحالات الطبية التي يكون مسارها غير ممكن التنبؤ به. وبعض هذه الحالات يكون صفة دورية، وبعضها لايعطي الأمل في الشفاء، والبعض يبدو أكثر أو أقل خطورة مما هو واقعه. وكل هذه الحالات تترك المريض ولديه حالة من القلق حول عدم التأكد من خطط المستقبل.
12- قصور الجهد: Deblitation ar exertional Iimiation
وفيها يكون الفرد في حالة من الضعف لفترة طويلة نسبياً، وينتج عن هذا الضعف تناقص
الطاقة للاشتراك في المهام البدنية المختلفة، وقد ينتج مثل هذا الضعف من أنواع القصور البدني والنفسي والعقلي على اختلافها.
13- قصور الحركة: motivty limitation
وهذا النوع من القصور هو عدم القدرة على تكوين أو توجيه أو ضبط حركات الجسم التي تتطلبها مختلف الأنشطة والمواقف. وبينما تتصل هذه الجوانب بالتنقل فإنها تمثل مفهوماً مختلفاً. فالحركة تشير إلى القدرة أو القوة على تحريك شيء أو أداء مهمة أخرى مما يتم عادة باستخدام الجهاز العضلي الحركي فضلاً عن الإشارة إلى تحريك الجسم من مكان إلى آخر.

ويرى (رايت) أن هذا التصنيف يعمل كجسر موصل بين التصنيفات الطبية لجوانب القصور Impairments وبين الإعاقات. وأن هذا التصنيف أكثر ملائمة للاستخدام من جانب مرشدي التأهيل عن غيره من التصنيفات الأخرى. وقد ظهر في السنوات الأخيرة عدد من الأساليب والأدوات التي تستخدم في وصف وقياس جوانب القصور في الأداء الوظيفي البدني والعقلي والنفسي.


ثانياً:الجوانب النفسية للعجز: Psychological Aepects
الإنسان كائن متفرد في خصائصه وإن كان يشترك مع غيره من الكائنات الحية في خصائص الحياة مثل النمو والتغذية والإخراج والتنفس والإحساس والحركة والتكاثر والتكيف، لكنه ينفرد بما حباه الله به من تفضيل له وتكريم بالخلق، ومامنحه من الدين والعقل والإرادة والخير والمسئولية وبأن سخر له مافي السموات والأرض وغيرها كثير.
وإذا أصيب الإنسان بالمرض أو القصور و العجز المستديم في وظائفه البدنية أو العقلية، فإنه لايفقد جانباً من جوانب آدميته وحقوقه كإنسان مكرم، ولاتنقص حاجاته عن حاجات غيره من البشر، رغم أنه قد يحتاج إلى وسائل مناسبة تساعده على إشباع هذه الحاجات.
ويمكن لتبسيط موضوع الآثار النفسية أن ننظر إلى الفرد على أنه يمثل منظومة Systemلها مدخلاتها الذاتية والبيئية، ولها عملياتها النفسية والفزيولوجية ولها نواتجها الحيوية والاجتماعية. ولا يعيش الإنسان في فراغ أو في واقع ذاتي، وإنما يعيش في بيئة من حوله، يتفاعل معها، ويتأثر بها، كما يؤثر هو أيضاً فيها، ومنذ أن يكون مضغة في رحم أمه فإنه يتفاعل مع هذه الظروف البيئية التي حوله.
وفي الواقع فإن الجوانب النفسية للإعاقة متعددة وتتناولها نظرات عديدة، وتتوقف الآثار النفسية للعجز بصفة عامة على مجموعة من العوامل هي:
1. عمر الفرد عند حدوث القصور أو العجز.
2. عمر الفرد عند اكتشاف العجز.
3. نوع العجز.
4. درجة العجز.
5. نوع الفرد ذكر/أنثى.
6. الدور الذي يقوم به الفرد.
7. الخبرات النفسية والبدنية والاجتماعية السابقة على العجز.
8. بنية الشخصية السابقة على العجز.
9. المؤثرات البيئية والاجتماعية.

عبقرينو
09-07-2010, 05:12 PM
ثالثاً: الآثار الاجتماعية للعجز:
الإنسان مخلوق اجتماعي، له حاجاته الاجتماعية كما أن له حاجات نفسية. ولهذا فإنه بحدوث العجز لدى الفرد فإنه يواجه موقفاً جديداً تتأثر فيه علاقاته الاجتماعية بالقدر الذي يتأثر فيه تنظيمه النفسي الداخلي.
والتأهيل بمفهومه الحديث لم يعد يركز على مساعدة الفرد على إعادة تنظيم بناءه الداخلي بتقبل الواقع والتعامل معه فقط، وإنما وسع دائرة اهتمامه آخذاً في الاعتبار ضرورة تعديل البيئة التي يتعامل معها المعوق ليحقق التوازن أو التوافق المطلوب في حياة الفرد.
لم يعد التأهيل يسير في اتجاه واحد-العمل مع الفرد المعوق- وإنما أضحى يسير في اتجاهين، العمل مع الفرد المعوق والعمل مع المجتمع الذي يعيش فيه هذا المعوق، فكما نحاول تأهيل الفرد فإننا نحاول أيضاً تأهيل المجتمع، نؤهل الفرد ليعود إلى المجتمع، ونؤهل المجتمع ليحتضن الفرد المعوق من جديد.
إن الإعاقة Handicap هي بالتعريف كما سبق القول نتيجة اجتماعية. أنها الحواجز التي يقيمها المجتمع في طريق الشخص الذي لديه عجز فتمنعه من الاشتراك في مناشط الحياة... ومن هنا نعود إلى التأكيد على أنه ليس كل من لديه حالة عجز Disability يكون معوقاً، وإنما تحدث الإعاقة حين يصبح أمام هذا الفرد عوائق تمنعه من الدخول إلى حياة المجتمع.
ويضع (فريدسون)[1965] تعريفاً اجتماعياً عن الإعاقة فيقول (( ماهي الإعاقة بلغة اجتماعية؟ إنها إلصاق الاختلاف من جانب الآخرين. وبصورة أدق إنها إلصاق اختلاف غير مرغوب. وبالتعريف فإنه حينئذ يكون الشخص معوقاً لأنه ينحرف عما يعتبره هو نفسه أو يعتبره الآخرون بأنه سوي أو مناسب))
وربما تكون بداية الإعاقة مع تحديد التشخيص ووضع مسمى أنه من خلال إعطاء لقب للشخص الذي لدي عجز مثل أعمى- متخلف عقلياً- أصم- مبتور إلخ فإن ردود الفعل الاجتماعي تبدأ في الانطلاق.
إنه المجتمع هو الذي يخلق الإعاقة من خلال إطلاق المسميات والاستجابة لمن يحملون هذه المسميات أو الألقاب Labels ومعاملتهم بأساليب مختلفة وفارقة أيضاً تبعاً للمسمى.
وسوف نناقش هنا مجموعة من العناصر المرتبطة بالآثار الاجتماعية المترتبة على العجز مثل الاختلاف، الاتجاهات الاجتماعية، الأسرة والمعوق.
1- مفهوم الانحراف عن السواء (الاختلاف): Deviance
إن البعد عن السواء أمر شائع في حياة البشر وعلى مستوى الفرد ومستوى الجماعة، بل وعلى مستوى المجتمعات أيضاً. ألسنا نسمع اصطلاحات مثل الدول المتقدمة والدول النامية، والدول الغنية والدول الفقيرة.
وأن يكون الفرد مختلفاً ينبغي أن يكون في إطار اختلافه على من حوله أو عن المجموعة المرجعية التي يقارن بها. إن مشاعر الفرد بالانحراف أو الاختلاف وإدراك الآخرين لانحرافه يتوقف على البعد الخاص، والموقف والمشتركين في هذا الموقف. (فريدمان، دوب 1968)
إن بعض الخصائص أو الاختلافات التي لدى الأفراد في داخل مجموعة تنشئ نوعاً من الهوية الاجتماعية التي يقدرها الآخرون من قيمتها أي ينظرون إليها نظرة دونية يشار إليها على أنها وصمة Stigma . وبالتالي فإن الانحراف أو الاختلاف ينظر إليه على أنه وصمة.
إن العمى والصم والمرض العقلي وغيرها من المسميات الأخرى المستخدمة لوصف العجز والانحراف إنما توجد كجوانب مستقلة فقط في المراجع وحجرات الدراسة. أما في حياة الناس الذين يحملون هذه الصفات وهذه المسميات فإنها لاتوجد كأجزاء منفصلة عن الشخص، وإنما هي جزء لايتجزأ منه ومن حياته، وهي تؤثر على حياته كلها.
ولهذا السبب فإن المعنى الذي يحمله الفرد ومن حوله من أسرة وأتراب والمجتمع الأكبر لها أهمية كبيرة. وهذا المعنى هو الذي يحدد الدرجة التي يمكن أن نحقق بها التأهيل، بل وما إذا كان من الممكن إدماج الفرد فيه [جاكس]
إن المجتمع هو الذي يوجد المعوقين باختيار خصائص معينة أو معايير معينة واعتبارها هي المرغوبة. وأما أولئك الأفراد الذين لايستوفون هذه الخصائص أو المعايير فإنهم يعتبرون منحرفين ويعالجون تبعاً لذلك.
2- الاتجاهات الاجتماعية: Attitudes
إن تاريخ رعاية المعوقين كما مر ذكره إنما يعكس في الواقع تاريخ تطور الاتجاهات نحوهم. كما أن نجاح البرامج التي تهدف إلى مساعدة هؤلاء المعوقين ربما يرتبط إلى حد بعيد بإمكانية تعديل الاتجاهات السائدة في وقت ما أو مجتمع ما تجاههم.
وتتباين ردود الفعل التي يظهرها غير المعوقين تجاه الأشخاص المعوقين تبايناً كبيراً، وعلى حين يشعر بعض الناس بالارتياح عند تعامله في موقف تفاعلي مع الشخص الذي لديه عجز فإنه بالنسبة لمعظم الناس تكون هذه
الخبرة صعبة ومولدة للقلق، بل وفي بعض الأحيان مسببة للكراهية. ومثل هذه الاستجابات البالغة السوء تعبر عن مشاعر سيئة تتولد من رؤية العجز ومايصحب ذلك من مقاومة كبيرة لوجود الأصحاء في بيئة العمل أو في المواقف الاجتماعية مع الأشخاص الذين لديهم حالات عجز شديدة (سيلر 1976) إن أحد النتائج المترتبة على مثل هذه الانفعالية السالبة هي توليد سلوك التجنب لدى الأصحاء، وبالتالي حرمان المعوقين من فرص التفاعل الحر والمنفتح مع العالم الأكبر.
ولكي يخفي الأصحاء عدم منطقية هذه المشاعر وهذا البغض المتطرف يصبح من الضروري لكثير منهم أن ينظروا إلى الأشخاص المعوقين على أنهم غير مقتدرين من الناحية الأدائية، وأنهم مكبلون انفعالياً، ومثل هذا التبرير يضفي الشرعية على اتجاهات التجنب والتحيز التي يقوم بها كثيرون من أفراد المجتمع نحو المعوقين.
أما بالنسبة للشخص المعوق، فإن كل موقف وتفاعل جديد يظلله نوعاً من الغموض حيث يمكن توقع جميع أنواع الاستجابات وفي نفس الوقت فإنه على الرغم من شيوع الاتجاهات السالبة نحو المعوقين، فإن هذه الاتجاهات قد تختلف من إعاقة إلى إعاقة أخرى ومن موقف إلى موقف آخر. بل إن استجابات الأفراد المعوقين لحالتهم الخاصة يمكن أن تعمل كمثيرات تؤثر على الاستجابات التي يبديها الآخرون نحوهم. فمع المراحل الأولى للعجز تشيع ردود فعل سالبة مثل القلق، الاكتئاب، الحزن، الحداد والإنكار والأنماط النكوصية للسلوك وكذلك أنماط ذات المدى البعيد مثل السلبية، الاعتماد على الغير، العدوانية، الانسحاب، التعويض وأساليب المواجهة. وهذه كلها تدخل كمحددات
فإن البعض الآخر يركز على أهمية تأهيل المجتمع وتعديل اتجاهات أفراده بالإضافة إلى إزالة الحواجز المعمارية في البيئة مما يؤدي إلى خروج المعوقين للحياة واختلاطهم بالمجتمع، وهذا يهيئ الفرصة من جديد لتعديل الاتجاهات نحوهم. كما يساعد على تعديل الاتجاهات ما يوجه إلى الجمهور من توعية من خلال وسائل الإعلام، وكذلك إشراك أسرة المعوق والشخصيات المعنية في برنامج التأهيل ومراجعة التشريعات بشكل مستمر بحيث تقلل مما يفرض على المعوقين من قيود. وإعداد الحملات التي تدافع عن برامج المعوقين.
4- الأسرة والمعوق:
الأسرة هي الجماعة الأولى التي ينتمي إليها الفرد وبين جنباتها ينمو. والفرد المعوق لايختلف عن أي فرد آخر في هذا الانتماء لأسرة يولد فيها ويعيش فيها، سواء قبل حدوث العجز أو بعده.
وهذه الأسرة لها آثار كبيرة على حياة الشخص المعوق من خلال اتجاهاتها وتعاملها الفعلي مع المعوق وماتوفره من ظروف في سبيل تأهيله واستقلاليته (اعتماده على طاقاته الشخصية)
ولأن العجز يمكن أن يحدث في أي مرحلة عمرية في حياة الإنسان منذ مولده ومروراً بمراحل النمو المختلفة حتى الشيخوخة، فإنه من المتوقع أن نجد آثاراً متنوعة في الأسرة نتيجة حدوث حالة العجز لدى أحد أفرادها.
فإذا كان المعوق في سن الطفولة عند حدوث العجز فربما تكون آثاره على أسرته آثاراً كبيرة، فالطفل قبل مولده وبعد مولده يمثل أملاً للأبوين فهو امتداد طبيعي لهما، هو المستقبل وهو الذي يحمل بذور بقاء النوع الإنساني إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وهو في نفس الوقت مصدر أساسي لإشباع حاجات نفسية كثيرة لوالديه، ومنها الحاجة إلى الأمن خاصة عند الكبر، هذا بجانب مايمثله من جوانب اقتصادية في حياة الأسرة في المجتمعات البدائية.
وعندما يتعرض الطفل أو يلاحظ عليه علامات القصور فإن الوالدين قد يعيشان مراحل الانضغاط النفسي أو الأزمة النفسية التي يعايشها الفرد الراشد عندما يمر بحالة القصور إلى حالة العجز. هاهما الوالدان وقد ازدادت شكوكهما وحاولا إنكار وجود شيء هام، ثم انتهيا إلى قرار مراجعة الطبيب، وهاهو الطبيب يخبرهما بالواقع المؤلم- إنها لصدمة!! يصدقان وقد يكذبان، يحوطهما أمل كاذب، قد يدفعهما للتردد على عيادات الأطباء طبيباً بعد طبيب، حتى يصبح الأمر حقيقة، وينتهيان إلى حالة منهكة أمام الواقع المؤلم. وقد يعقب ذلك مرحلة من التلاوم كل منهما يلقي اللوم على الآخر، وهذا التلاوم يزداد كلما كانت العلاقات بين الأبوين علاقات سيئة، ويقل كلما كانت هذه العلاقات حسنة وسوية. وقد يبدأن مرحلة من الحداد Mourning . إنه الحزن على الطفل الذي كان أول الأمل الذي انتهى، لقد تغيرت تلك الصورة التي كان يحلمان بها لطفلهما إنها صورة أشبه بما يكونه الإنسان من صورة مثالية لذاته، يعيش حولها، ويعمل للوصول إليها، إنها تهدم لذلك التنظيم الذي بنياه للعلاقة بينهما وبين البعض بالحزن على الطفل، والبعض بالحزن على أنفسهم، والبعض من اضطراب في كيفية التعامل اليوم وغداً، وكيفية مواجهة الآخرين بتلك الحقيقة المؤلمة. ولأن بعض الآباء يكونون قد عايشوا خبرة مماثلة مع طفل آخر، فإن هذه المراحل تنضغط إلى أضيق الحدود. والخروج من هذه المرحلة يعني بداية المواجهة. ولو جاءت المواجهة مبكرة فإن الآثار السلبية تتلاشى. ونحن نعرف أن أهم الآثار المترتبة على الإعاقات التي تبدأ في مرحلة مبكرة هي مايتصل بتعليم الطفل، ولو وصلنا بالطفل للتعليم ووصلنا التعليم في وقت مبكر، فإن هذه الآثار تقل إلى أبعد الحدود.
أما الطفل نفسه فقد يكون صغيراً لم يعايش كثيراً من الخبرات الحسية للحياة، وقد تكون إعاقته بالتدريج ولكنه في وقت ما سيمر بنفس المراحل التي تحدثنا عنها عند الكلام عن الآثار النفسية، تلك المراحل التي عايشها والداه حين علما بمشكلة وحقيقة عجزه، غير أنه مما يخفف هذه المعايشة الضاغطة لبدء المقارنة بين قدراته وقدرات الآخرين أن يكون الطفل في أسرة متماسكة محبة تعامله معاملة واقعية وتساعده على تنمية قدراته وتساعده على مواجهة الحياة وعلى تخطي عوائقها وحواجزها.
وإذا كان الشخص في مرحلة متأخرة عند حدوث العجز فإن الآثار على الأسرة تدخل فيها عوامل مثل دوره في الأسرة، قد يكون هذا الشخص زوجاً حديث الزواج، وقد يكون أباً قد تكون زوجة أو تكون أماً، والأدوار التي يقوم بها الشخص قد تتعدد وتفرض عليه مهام وواجبات تتأثر بشكل بما بحدوث العجز. لكن الآثار هنا قد تختلف باختلاف العجز نفسه ومدى تقبله من الناحية الاجتماعية، ودرجة العجز ومايترتب عليه من فقدانات والسن الذي حدث فيه العجز وإلى أي حد تأثر الدور الاجتماعي للفرد والعلاقات الاجتماعية التي تربطه بأفراد أسرته.
وفي المعتاد فإن الناس ينظرون إلى حدوث العجز أو نقص القدرة على أنه أمر عادي في الشيخوخة، وبذلك يصبح وكأنه أمراً متوقعاً، ومع ذلك فن لهؤلاء الذين في مرحلة الشيخوخة ويصابون بالعجز مشكلاتهم أيضاً فقد تكون الزوجة أو الزوج قد مات، والأبناء قد تزوجوا وتصبح حاجات الفرد المعوق بحاجة إلى مواجهتها بأساليب مختلفة، وربما لاتوفي هذه الحاجات حقها إلا اعتماداً على مشاعر إنسانية من الأبناء أو الإخوة، مشاعر يوجهها الجانب الديني في صورة هادفة وقوية، توفر كثيراً مما ينبغي توفيره من إمكانيات لتأهيل من هم في سن الشيخوخة، وتدرأ عنهم كثيراً وكثير من جوانب المعاناة والألم النفسي في هذه الظروف.
إن الاتجاهات التي ينميها أفراد الأسرة نحو المعوق متباينة شأنها شأن اتجاهات المجتمع، وهي تستمد من هذه الاتجاهات صورها بين إيجابية وسلبية أي أن اتجاهات الأسرة تتأثر باتجاهات المجتمع. فالإعاقة التي ينظر إليها المجتمع على أنها بعيدة عن الصورة العادية بمسافة كبيرة قد ينظر لها أفراد الأسرة كذلك.
وكما قلنا فإن كمية الإعاقة نفسها تتناسب كمياً مع الدور الذي يقوم به الفرد. فإذا كانت الأسرة تعتمد على هذا الفرد قبل حدوث العجز في الحصول على الدخل المادي وفي قضاء شئون الأسرة فإن هذا الدور قد يتعرض للاختلاف بشكل كبير، وقد يفقد هذا الدور أو جانباً منه. كذلك فإن تأثر الأسرة بنتائج العجز يتوقف على مقدار مايفقده الفرد المعوق، وعلى الآثار التي تحدث له شخصياً وعلى قدرته على المواجهة بدلاً من الاستسلام. وكما سبق القول فإن استجابة المعوق لحالة العجز عنده واتجاهاته نحو ذاته قد تستدعي استجابات خاصة من باقي أفراد الأسرة.
إنه مما لاشك فيه أن حالة الأسرة وعلاقتها تتأثر إلى درجة ما بحالة العجز لدى أحد أفرادها. لكن في نفس الوقت يقع على الفرد المعوق كما يقع على أفراد الأسرة جميعاً مسئولية تقليل هذه الآثار على الفرد وعلى الأسرة ككل. وإذا كانت علاقات الأسرة إيجابية وهناك تماسك وتعاون بين أفرادها وسادت الاتجاهات الإيجابية لديهم كانت الآثار على الفرد وعلى الأسرة قليلة. أما إذا كانت العلاقات غير سوية، وساد الصراع داخل الأسرة فإن النتائج ستكون سيئة على الفرد المعوق وعلى الأسرة نفسها.
وبالنسبة للأزواج والزوجات فإن الاتجاهات المتبادلة هي التي تحدد إلى درجة بعيدة
سلبية الآثار أو إيجابيتها، ولعمق مشاعر الحزن على الذات أو تزيد من قوة المواجهة. وهذا يتوقف إلى حد بعيد على العوامل السابق ذكرها بالإضافة إلى بنية الشخصية عند الفرد الذي لم يحدث له العجز. فالزوجة التي بنيت حياتها الزوجية واتجاهاتها نحو زوجها على صورة مرتبطة بقوة البنية الجسمية لاشك أن وقع العجز لدى زوجها عليها سيكون أكبر حتى لو بقي الدخل المادي قائماً.
وقبل أن نختم الحديث عن الجوانب الأسرية نعود إلى القول إن برامج التأهيل يجب أن تأخذ في اعتبارها أن الفرد المعوق ينتمي إلى أسرة قد تكون مصدر ضغوط مؤلمة له، وقد تكون مصدر مساندة قوية وإعادة بناء معه. وأن من بين الأهداف التي يجب أن يهتم بها التأهيل تأهيل الأسرة نفسها بالإضافة إلى الاستفادة من طاقات الأسرة وإمكانياتها في تأهيل الفرد المعوق وإعادته إلى حياته العادية بدرجة عالية من التوافق.

عبقرينو
09-07-2010, 05:13 PM
رابعاً: الآثار المهنية: Vocational Aspects
يمثل العمل نشاطاً أساسياً في حياة الإنسان يساعده على توجيه طاقاته وجهة مفيدة نحو عمران الأرض، وكذلك يشعره بتحقيق ذاته وبأهميته في حياة الآخرين، كما أنه يمثل عنصراً أساسياً من الإنتاج وخلق المنفعة في صورة سلع وخدمات، وكذلك في شغل وقت الفراغ وتحقيق الصحة النفسية بشكل عام.
والشخص الذي يعاني من قصور أو عجز بدني قد تتأثر حياته المهنية بهذا القصور بدرجات متفاوتة، وفيما يلي أهم هذه الآثار التي يمكن أن نتوقعها.
1- عدم ملامسة الواقع المهني.
بعض الحالات يحدث لديها العجز في مرحلة مبكرة من العمر مما يقلل فرصة تعاملها مع عالم المهن وملامسته، ومن أمثلة ذلك الأطفال الذين يصابون بكف البصر أو بعجز في الحركة.
2- محدودية النمو المهني:
يمر الإنسان بمراحل للنمو المهني تتواكب مع مراحل نمو الجوانب الأخرى لديه (بدنية- عقلية- أخلاقية إلخ). والفرد الذي يحدث لديه عجز بدني أو عقلي تصبح لديه قيود مفروضة على هذا النمو.
3- محدودية الاختيار المهني:
وجود العجز لدى الفرد قد يفرض عليه تقييد مجالات الاختيار بما يناسب ماحدث من
قيود على طاقاته البدنية والذهنية.
4- عدم ملائمة أساليب التدريب المهني العادية:
وعندما نأتي إلى الواقع العملي الذي لديه عجز بدني أو عقلي قد يحتاج إلى أساليب خاصة للتدريب يراعي فيها طبيعة قدراته وحواسه ونشاطه الذهني وظروفه النفسية.
5- محدودية فرص العمل المتاحة:
وفرص العمل تزداد كلما ازدادت إمكانية الفرد على القيام بأعمال متنوعة تحت ظروف متباينة. وبطبيعة الحال فإن وجود قيود على حركة الفرد أو على إدراكاته الحسية أو على نشاطه الذهني يقيد من فرص العمل التي تتاح أمامه.
فإذا أضفنا إلى ذلك النظرة الاقتصادية لأصحاب الأعمال والتي تقضي برفع المنفعة أو العائد لأقصى مايمكن وخفض التكاليف لأدنى مايمكن والنظرة الاجتماعية المتمثلة في مجموعة من الاتجاهات السالبة في المجتمع نحو المعوقين لتبين لنا مدى مايواجهه المعوقون من محدودية في فرص العمل.
6- الحاجة إلى بيئة وظروف خاصة في العمل:
ولأن المعوق يعاني من قصور بدني أو عقلي فإنه قد يحتاج إلى بيئة تناسب مالديه من طاقات، سواء في الحركة أو استقبال المنبهات أو في تحقيق السلامة الشخصية أو في الوفاء بمتطلبات الراحة وباقي أنشطة الحياة، وهي أمور قد لاتتوفر في كثير من مواقع العمل.
7- مشكلات التوافق المهني:
وهي مجموعة من المشكلات المتصلة بالتعامل مع الآلات والخامات وبيئة العمل وزملاء العمل والمشرفين عليه ومع أهداف الإنتاج والتنظيم الإداري والتشريعي لمواقع العمل وغيرها من الجوانب.
8- صعوبات العمل التنافسي:
قد لايستطيع بعض الأفراد المعوقين التنافس مع غير المعوقين مما يجعل إنتاجهم منخفضاً وقد يؤدي بذلك إلى الإعراض عن توظيفهم أو عرض أجور متدنية مقابل عملهم.
9- صعوبة الوصول إلى العمل:
بعض الحالات تتطلب ظروف الإعاقة لديها البقاء في المنزل معظم حياتها، وهؤلاء يصبح من الصعب توظيفهم في سوق العمل، وإنما يحتاجون إلى ترتيبات خاصة.
10- الحاجة إلى جهود خاصة للإرشاد المهني:
تتطلب هذه الظروف التي تفرضها الإعاقة على النمو والاختيار والتوافق المهني للفرد ومدى توفر فرص العمل له أن يكون هناك برنامج إرشادي يقوم به مرشد متخصص في الإرشاد المهني للمعوقين ليساعدهم على الاختيار المهني المناسب القائم على تحديد وتقدير للقدرات والطاقات وعلى دراسة واعية لحاجات العمل والفرص المتاحة في سوق العمل.
وسوف نعود لمناقشة مجموعة من الجوانب المهنية المتصلة بعملية التأهيل، ومن بينها التقويم المهني، الإرشاد المهني، التدريب المهني، والإلحاق بالعمل (التوظيف)
خامساً: الآثار التعليمية:
يمثل التعليم حاجة أساسية في حياة الإنسان المعاصر كما يشتمل على هدف عام وهو تكوين المواطن الصالح ومساعدته في اكتساب المعارف والمهارات والاتجاهات المناسبة للعمل وللاشتراك في حياة المجتمع.
والطفل الذي يولد ولديه جانب من جوانب العجز أو الذي يصاب به في مرحلة ماقبل المدرسة قد يحتاج إلى بعض التحويرات في العملية التعليمية بما يناسب حالته. فمن بين الآثار التي تترتب على العجز عدم إمكانية استقبال المعلومات لوجود عجز في الحواس أو عدم القدرة على الإدراك المناسب أو نقص الأداء الذهني أو صعوبة التعليم بنفس الأساليب المتبعة في المدرسة العادية أو في نفس الفصول الفصول أو الحاجة إلى رعاية خاصة مثل الرعاية الطبية أثناء التواجد في التعليم.
وتحاول التربية الخاصة بما تطوره من إعداد البيئة التعليمية، وإعداد المدرس المتخصص، وإعداد المادة التعليمة والكتاب، واستخدام أساليب مناسبة لتعليم المعوقين التغلب على الآثار التعليمية الناتجة عن الإعاقة.
ويمكن تلخيص المشكلات التعليمية المترتبة على العجز في الجوانب الآتية:
1- عدم إمكانية استخدام المعلومات في صورتها العادية:
فالأطفال الذين لديهم قصور في حواس السمع والبصر لايستطيعون استقبال المثيرات
التي تعجز حواسهم المفقودة عن استقبالها، فالطفل الأصم لايستطيع استقبال الكلام المنطوق من خلال أذنيه، والطفل الكفيف لايستطيع استقبال الكلام المكتوب من خلال عينيه.

2- عدم ملائمة المنهج للقدرات التحصيلية:
وكمثال على ذلك حالات الأطفال الذين لديهم تخلف عقلي، فهؤلاء يحتاجون إلى تقليل كمية المعلومات التي تعطى في وحدة الزمن بالمقارنة بغيرهم ممن لديهم أداء ذهني عادي.
3- الحاجة إلى بيئة تعليمية خاصة:
بعض حالات العجز نتيجة لظروف العجز لديها يصبح من الصعب أن تتعامل مع البيئة العادية فهي بحاجة إلى إعداد بيئة خاصة تناسب طبيعة العجز لديها من حيث الحركة والقدرة ومدى التعرض لأزمات صحية ومدى الحاجة إلى الراحة، وقد يضطرنا ذلك إلى تعديلات في تصميم حجرات الدراسة وأبنية المدرسة أو أن يكون التعليم في إطار نظام أشمل للعلاج كأن تكون المدرسة ضمن برنامج طبي (مثلاً حالات روماتزم القلب)
4- الحاجة إلى مدرسين متخصصين:
ونتيجة لمجموعة من المتغيرات التي تتصل بالمناهج وطرق التدريس والوسائل وغيرها لايكون من الميسور لمدرسي الفصل العادي أن يقوم بالتدريس للأطفال المعوقين، إلا بعد الحصول على تدريب مناسب.
ونود أن نشير في ختام هذا العرض إلى أن بعض الأفراد وكنتيجة لحدوث العجز لايمكنهم مواصلة التعليم العام الذي كانوا مسجلين فيه لعدم ملائمته لظروفهم فيضطرون إلى تركه، وتبرز حاجاتهم التعليمية مع تأهيلهم.