فوزيه الخليوي
06-22-2008, 04:18 PM
12 فرداً يعيشون في غرفة واحدة... وبطونهم خاوية!
الأحساء - محمد الرويشد الحياة - 21/06/08//
أن تعيش أسرة بكاملها في بيت ضيق وقديم، يتزاحمون في أروقته يمكن أن يوقف عجلة الحياة، ويحولها إلى بؤس وكره للواقع المعاش.
أما أن تعيش أسرة بكاملها في غرفة واحدة لا تتجاوز مساحتها على أكثر تقدير 12 متراً مربعاً، فهذا أمر مؤلم جداً، وما يزيد الأمر إيلاماً أن تكون هذه الغرفة المستأجرة محط معاناة الأم، التي حاولت أن تحمي أبناءها التسعة، وابنتيها، الذين وجدوا أنفسهم وسط المعاناة والألم.
بحثت أم خليل مطولاً عن مسكنٍ يؤويها وأطفالها، لكن ارتفاع الإيجارات جعلها عاجزة عن فعل شيء.
حي الرفعة الشمالية في عاصمة الأحساء (الهفوف)، كان الوجهة الممكنة لهذه الأم وأسرتها، فلم تجد إلا غرفة صغيرة فقط، تضيق بها وبأطفالها، الذين حرموا من منزل العمر. تتميز تلك الغرفة بميزة عجيبة، فهي غرفة نوم في الليل، وغرفة مذاكرة ولعب في النهار، وغرفة طعام ومشاهدة التلفزيون المؤنس الوحيد لهذه الأسرة.
إلا أنها ومع مرور الوقت تزداد ضيقاً، كلما كبر الأبناء وشعروا باختلافهم عن بقية أقرانهم، ففي صغرهم كانوا يظنون الجدران الخارجية للمنازل ما هي إلا جدران لغرفة واحدة تختلف من مكان لآخر باتساعها، حتى باتت هذه الفكرة المسلية حقيقة مؤلمة، لأن تلك الجدران منازل تضم غرفاً كثيرة.
تقول إحدى الفتيات (15 عاماً)، «في كل ليلة أنام وأحلم بأنني سأستيقظ وأجد نفسي في غرفة خاصة مليئة بالكتب والألعاب، وحين أصحو صباحاً أجد نفسي لم أتحرك من الزاوية التي اعتدت النوم فيها، والمكان يضيق بمن فيه».
وأضافت: «أنه أمر مؤلم، وكأننا نختنق يومياً بأنفاسنا المتصاعدة المليئة بالألم والحسرة». أحلام الفتاة لا تتضمن منزلاً فاخراً ومسبحاً يتسع للجيران وسريراً من الريش، إنما «منزل صغير يضمنا، وليس غرفة صغيرة هي كل ما لدينا، وأنا أخجل حين أخرج من المدرسة بصحبة زميلاتي من أن أمر بجوار سكننا، مخافة أن تطلب مني إحداهن الدخول، فلا أجد مكاناً لجلوسها، لقد كرهت الحياة».
وتلخص أم خليل رؤيتها للحياة بأنه «بؤس في بؤس»، وتقول: «أحاول تأمين المأكل والملبس لأطفالي، فأصبحت الأب والأم لهم في الوقت ذاته، وفي كل يوم أحلم بعيشة أفضل مما نحن عليه الآن، لكن كل يوم يمر تثبت لي الحياة بأن الشقاء والمعاناة تزاحمنا الغرفة الضيقة».
يبلغ عمر أكبر الأولاد 19 عاماً، وأصغرهم لم يتجاوز ثلاثة أشهر، واستيقظوا ذات صباح فلم يجدوا الأب، بعد إصابته بمرض نفسي حاد، ويرسل إليهم من حين لآخر مبلغاً بسيطاً من مساعدة الضمان الاجتماعي، يكفي للوجبات اليومية، وحين يتعذر الإرسال تقع الأم في حرجٍ كبير أمام بطون أطفالها الجائعة. بيد ان همها الأكبر هو «الغرفة» التي أثرت في نفسية العائلة بكاملها، فأصبحوا معرضين لأمراض نفسية حادة، أبرزها الاكتئاب والانطواء، وعقد نفسية أخرى، على أمل أن يتحقق حلمهم في امتلاك منزل. وتستطرد أم خليل «لديّ أمل يزداد بأن الكربة ستنفرج، وأملنا في الله لا يخيب، وأنا على يقين من أنه سينظر إلى سوء حالنا وينقلنا من ضيق هذه الغرفة التي تشبه القبر، إلى منزل يحفظ أطفالي من الضياع».
وعلى رغم صغرها؛ إلا أن إيجار هذه الغرفة أربعة آلاف ريال، وهو مبلغ، وإن بدا للآخرين، قليلاً، إلا أنه بحجم الجبل على هذه السيدة العاجزة عن العمل، التي لا تملك إلا الدعاء والرجاء.أقارب أم خليل وأبناؤها ليس في يدهم حيلة، فالفقر ينهشهم أيضاً، ولا يستطيعون المساعدة.
الأحساء - محمد الرويشد الحياة - 21/06/08//
أن تعيش أسرة بكاملها في بيت ضيق وقديم، يتزاحمون في أروقته يمكن أن يوقف عجلة الحياة، ويحولها إلى بؤس وكره للواقع المعاش.
أما أن تعيش أسرة بكاملها في غرفة واحدة لا تتجاوز مساحتها على أكثر تقدير 12 متراً مربعاً، فهذا أمر مؤلم جداً، وما يزيد الأمر إيلاماً أن تكون هذه الغرفة المستأجرة محط معاناة الأم، التي حاولت أن تحمي أبناءها التسعة، وابنتيها، الذين وجدوا أنفسهم وسط المعاناة والألم.
بحثت أم خليل مطولاً عن مسكنٍ يؤويها وأطفالها، لكن ارتفاع الإيجارات جعلها عاجزة عن فعل شيء.
حي الرفعة الشمالية في عاصمة الأحساء (الهفوف)، كان الوجهة الممكنة لهذه الأم وأسرتها، فلم تجد إلا غرفة صغيرة فقط، تضيق بها وبأطفالها، الذين حرموا من منزل العمر. تتميز تلك الغرفة بميزة عجيبة، فهي غرفة نوم في الليل، وغرفة مذاكرة ولعب في النهار، وغرفة طعام ومشاهدة التلفزيون المؤنس الوحيد لهذه الأسرة.
إلا أنها ومع مرور الوقت تزداد ضيقاً، كلما كبر الأبناء وشعروا باختلافهم عن بقية أقرانهم، ففي صغرهم كانوا يظنون الجدران الخارجية للمنازل ما هي إلا جدران لغرفة واحدة تختلف من مكان لآخر باتساعها، حتى باتت هذه الفكرة المسلية حقيقة مؤلمة، لأن تلك الجدران منازل تضم غرفاً كثيرة.
تقول إحدى الفتيات (15 عاماً)، «في كل ليلة أنام وأحلم بأنني سأستيقظ وأجد نفسي في غرفة خاصة مليئة بالكتب والألعاب، وحين أصحو صباحاً أجد نفسي لم أتحرك من الزاوية التي اعتدت النوم فيها، والمكان يضيق بمن فيه».
وأضافت: «أنه أمر مؤلم، وكأننا نختنق يومياً بأنفاسنا المتصاعدة المليئة بالألم والحسرة». أحلام الفتاة لا تتضمن منزلاً فاخراً ومسبحاً يتسع للجيران وسريراً من الريش، إنما «منزل صغير يضمنا، وليس غرفة صغيرة هي كل ما لدينا، وأنا أخجل حين أخرج من المدرسة بصحبة زميلاتي من أن أمر بجوار سكننا، مخافة أن تطلب مني إحداهن الدخول، فلا أجد مكاناً لجلوسها، لقد كرهت الحياة».
وتلخص أم خليل رؤيتها للحياة بأنه «بؤس في بؤس»، وتقول: «أحاول تأمين المأكل والملبس لأطفالي، فأصبحت الأب والأم لهم في الوقت ذاته، وفي كل يوم أحلم بعيشة أفضل مما نحن عليه الآن، لكن كل يوم يمر تثبت لي الحياة بأن الشقاء والمعاناة تزاحمنا الغرفة الضيقة».
يبلغ عمر أكبر الأولاد 19 عاماً، وأصغرهم لم يتجاوز ثلاثة أشهر، واستيقظوا ذات صباح فلم يجدوا الأب، بعد إصابته بمرض نفسي حاد، ويرسل إليهم من حين لآخر مبلغاً بسيطاً من مساعدة الضمان الاجتماعي، يكفي للوجبات اليومية، وحين يتعذر الإرسال تقع الأم في حرجٍ كبير أمام بطون أطفالها الجائعة. بيد ان همها الأكبر هو «الغرفة» التي أثرت في نفسية العائلة بكاملها، فأصبحوا معرضين لأمراض نفسية حادة، أبرزها الاكتئاب والانطواء، وعقد نفسية أخرى، على أمل أن يتحقق حلمهم في امتلاك منزل. وتستطرد أم خليل «لديّ أمل يزداد بأن الكربة ستنفرج، وأملنا في الله لا يخيب، وأنا على يقين من أنه سينظر إلى سوء حالنا وينقلنا من ضيق هذه الغرفة التي تشبه القبر، إلى منزل يحفظ أطفالي من الضياع».
وعلى رغم صغرها؛ إلا أن إيجار هذه الغرفة أربعة آلاف ريال، وهو مبلغ، وإن بدا للآخرين، قليلاً، إلا أنه بحجم الجبل على هذه السيدة العاجزة عن العمل، التي لا تملك إلا الدعاء والرجاء.أقارب أم خليل وأبناؤها ليس في يدهم حيلة، فالفقر ينهشهم أيضاً، ولا يستطيعون المساعدة.