المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تأهيل المعاقين بصريا اجتماعيا ونفسياً


معلم متقاعد
07-01-2010, 02:34 PM
تأهيل المعاقين بصريا اجتماعيا ونفسياً

- التأهيل للمعاق بصرياً:
يعرف التأهيل المهني على أنه "عملية مستمرة متجددة هدفها التطوير والمحافظة على قدرات الشخص الذاتية وقدراته على الاكتفاء الذاتي بشكل يتناغم مع طاقاته(Centersfor Medicare & Medicaid services, 2004).
وقد عرف Geoff ( 2003) Shepherd التأهيل في مقال نشره في المؤسسة الدولية للسلامة العقلية في بريطانيا. وقد تشابه في تعريفه مع التعريف الذي أوردته أعلاه، وهو ما يلي: " العملية التي من خلالها يتم مساعدة المعاق لكي يطور قدراته ومهارته ليستطيع السيطرة بقدر الإمكان على حياته، ويقوم المعاق أثناء هذه العملية بالتعلم والعمل في بيئته وفقاً لاختياره" (Geoff, 2003 ).
ويعرف نصر الله (2002، 284–285) التأهيل بتلك " العملية المنظمة والمستمرة، التي تهدف إلى الوصول بالفرد المتخلف والمعاق إلى أعلى درجة ممكنة من الجوانب الطبية والاجتماعية والنفسية والتربوية والاقتصادية التي يمكنه أن يصل إليها".
ويعتبر التأهيل للمعاقين نتاج لتطور تاريخي مرت فيه البشرية، حيث تشير الحديدي (2002، 23-27) بأن التوجه للمعاقين بشكل عام مر بأربعة مراحل عبر التاريخ وهي :
1) مرحلة الفض والعزل:
حيث كانت تسود المواقف والاتجاهات السلبية نحو الأشخاص المعاقين، حيث تواجدت هذه الاتجاهات السلبية في الحضارات المصرية واليونانية والصينية القديمة بشكل ملفت(الحديدي، 2002، 23-27).
2) مرحلة الرعاية المؤسسية:
حيث ظهرت في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين برامج ايوائية لا تركز على البرامج التدريبية لأنها استندت إلى مشاعر الشفقة والعمل الخيرية، لذلك كانت تتركز على الجانب الطبي بشكل أساسي (الحديدي، 2002، 23-27).
3) مرحلة التأهيل والتدريب:
في نهاية الحرب العالمية الثانية برزت الحاجة إلى تطوير برامج التأهيل للمعاقين، ولذلك طوروا تأهيلاً شمل وغطى الجوانب المهنية والنفسية والاجتماعية(الحديدي، 2002، 23-27).
4) مرحلة الإدماج:
ظهر في المجتمعات المعاصر نظرة متطورة إلى المعاقين نتيجة لضغوط أهالي المعاقين والأطباء والمثقفين، حيث شهد القرن التاسع عشر تطورات سريعة ومميز تجسدت ببرامج تربوية خاصة وزياد كبيرة في برامج التربية الخاصة، أدت إلى توجه يهدف الى دمج المعاقين في المجتمع مهنياً ونفسياً وفي كل المجالات الممكنة(الحديدي، 2002، 23-27).

ومن أهم الأمور التي يجب أن تأخذ في عين الاعتبار عند السير في عملية تأهيل المعاقين بصرياً هو الأخذ بالاعتبار وضعية المعاق بصرياً، فالكفيف يختلف عن المعاق بصرياً بشكل جزئي، والكفيف منذ الولادة يختلف تماماً عن المعاق عند سن كبير، حيث ان عملية التأهيل قد تكون مختلفة بشكل جذري بين حالة وأخرى (الشيخ، 2005، 2).

- أهداف التأهيل للمعاقين بصرياً:
إن أهداف التأهيل للمعاقين بصرياً تتعدد وتتنوع، وأهم هذه الأهداف:
1) دمج المعاق في المجتمع، بحيث يصبح شخص مشارك متفاعل مع المجتمع بصورة ايجابية، بدلاً من العزلة والتقوقع على الذات الذي يحول حياة المعاق إلى حياة تملئها التعاسة والوحدة.
2) اعتماد المعاق على نفسه والوصول إلى الاستقلال الذاتي. بحيث يتم إنقاذ المعاق من الإتكالية التي تنتج عبء على المجتمع وبخاصة الأهل وكذلك يعاني المعاق نفسه من اتكاليته التي تحوله إلى إنسان خامل محبط، فيعمل التأهيل إلى تعريف المعاق بصريا بقدراته وتوصله إلى أكبر درجه ممكنه من الاستقلال الذي يحول المعاق بصريا إلى إنسان قادر على القيام بمسؤولياته وسد حاجاته من لبس وتنقل واكل ونظافة وغيرها من المهارات الاستقلالية، فيسهم هذا في تخفيف العبء على عائلته ومجتمعه،ويشعر المعاق بالثقة والفخر بالإنجازات والتقدم الذي يحققه(عبيد، 2000، 17-18 ؛ الخطيب، 2005، 227-228؛
.Centers for Medicare & Medicaid services, 2004)
3) الكفاية الشخصية والاجتماعية والمهنية. حيث يُحول المعاق سمعياً إلى إنسان منتج مساهم في تحمل عبء احتياجاته، مما يشعره بالثقة والفخر بالإنجازات المادية والمهنية التي يحققها من خلال عمله.
4) توفير اكبر قدر ممكن من فرص العمل للمعاق. وذلك بإنشاء المؤسسات والمكاتب التوظيفية التي تعمل على توفير فرص العمل للمعاقين سمعياً بعد تأهيلهم.
5-ضمان وحماية المعاق. وهذا يتم من خلال مؤسسات حكومية وتشريعات قانونية تعمل على ضمان حقوق المعاق وتتبع وضعه، وصونه من الاستغلال والإساءة والتهميش (عبيد، 2000، 17-18؛ الخطيب، 2005، ص227-228؛Centers for Medicare & Medicaid, 2004services).
-
التأهيل الاجتماعي للمعاق بصرياً:
إن التأهيل الاجتماعي هو عملية تسعى إلى جعل المعاق بصرياً جزءا متصلا ومندمجا مع المجتمع، وهذا التأهيل يبدأ من الأسرة التي تتقبل وتساعد، ومن ثم المدرسة التي تشمل إعداد الأبنية والأدوات المتوافقة مع الإعاقة البصرية، هذا بالإضافة إلى تطوير شخصية المعلم بشكل تتقبل وتجذب المعاق بصرياً للعلم وللمدرسة، كذلك ان المجتمع الذي تسوده روح المحبة والإخاء يسهم في تأهيل اجتماعي ايجابي، فالمعاق بصرياً في جوهره لا يختلف عن المبصرين، إنما الفروق ترجع إلى العوامل البيئية والاتجاهات الاجتماعية والتي نستطيع جعلها مع عملية تأهيل المعاق بصرياً معاول بناء لا معاول هدم (الشيخ، 2005، 6-7).
والتأهيل الاجتماعي للمعاقين بصرياًً هو برنامج أو أداة لدمج المعاق بصرياًً في المجتمع؛ بصور تجعل من المعاق بصريا يشابه وضعه قدر الإمكان الوضع الطبيعي للفرد العادي. حيث يُسعى أن تتم هذه العملية بصورة ايجابية وذلك بإشراك هذا المعاق بالنشاطات الاجتماعية والتربوية وبتطوير مهاراته الاجتماعية (الجعفري، 2009، 2 ؛ الشيخ، 2005، 6-7).
ويشمل أيضاً التأهيل الاجتماعي العيش المستقل للمعاق بصرياً، وإكسابه مهارات العناية بالذات والمهارات الحياتية اليومية من أكل ونظافة وتنقل، والتي تشمل أيضاً تعديل اتجاهات المجتمع اتجاه المعاق، بحيث يُقبل المعاق بصرياً كفرد مستقل له احترام وتقدير ومعاملة حسنة، وكفرد له كامل الحقوق والتي تشمل حق تشغيله ومشاركته في النشاطات الاجتماعية من نوادي ومؤسسات وجامعات وغيرها من مرافق الحياة الاجتماعية (الجعفري، 2009، 2-5؛ عبيد،2000، 17-20).
ويجب العمل على رفع تقدير الذات - تقييم يضعه الفرد لنفسه وبنفسه ويعمل على المحافظة عليه ويتضمن تقدير الذات اتجاهات الفرد الإيجابية أو السلبية نحو ذاته – الايجابي لدى المعاق بصريا. حيث أن تقدير الذات يشكل عنصر هام للمعاق، يجعل المعاق أقدر على الانجاز والاندماج في المجتمع، وبما أن تقدير الذات يتأثر بشكل كبير بردود الفعل التي يتلقاها المعاق من مجتمعه، لهذا علينا وضع المعاق سمعيا في اطر وبيئة دافئة متعاونة ترفع من ثقة هذا المعاق وبالتالي تقديره لذاته (الجعفري، 2009، 2-5).

التأهيل النفسي للمعاق بصرياً:
ان عجز المعاق بصرياً يفرض عليه عالماً محدوداً، وحين يرغب في الخروج من عالمة الضيق والاندماج في عالم المبصرين يصطدم بآثار عجزه التي تدفعه عادة إلى اضطرابات نفسية حاد نابعة من شعوره بالعجز عن الحركة بحرية ونتيجة شعوره بعجزه عن السيطرة على بيئته (الشيخ، 2005، 4).
وقد لوحظ أن استعداد المعاق بصرياً للأمراض النفسية من قلق وإحباط ومشاعر الغضب والحنق والسلوك العدوان اللفظي، هو كبير، هذا بالإضافة إلى أن التصور الذات والتقدير الذاتي للمعاق بصرياً عادةً ما يكون منخفض، وكل هذه التأثيرات والتداعيات تحول حياة المعاق بصرياً إلى حياة تعسة كئيبة، فالمشاكل النفسية هو الوقود إلى الاضطراب السلوكي والمشاكل التي يكون ضحيتها المعاق بصرياً ومحيطه أيضا (الشيخ، 2005، 6-8).
ولهذا كله فان التأهيل النفسي للمعاقين بصرياً يعتبر ضرورة لكي نصنع معاق متعايش مع إعاقته مع اكبر قدر من الهدوء والتقبل والرضى النفسي، والتأهيل النفسي عادة ما يعتمد على الإرشاد النفسي والتربوي والاجتماعي لتحقيق أهدافه، حيث يعتمد التأهيل النفسي على التحليل والتعرف على تأثير الإعاقة البصرية على شخصية المعاق وسلوكه وما إذا كان لديه استعدادات عقلية وذكاء يكفل له اندماج وتأهيل سلس وفعال، كذلك إن التأهيل النفسي يعمد إلى تغيير نظرة المعوق عن نفسه وذلك بتنمية النواحي الايجابية في المعاق ولكي يتقبل النواحي السلبية دون تأثير في مفهومه عن ذاته وبذلك تمحو النواحي الايجابية أثر النواحي السلبية. ولا يتم التطور النفسي الايجابي والبناء إلا من خلال تأهيل نفسي يساعد المعوق بصرياً على تغيير أفكاره واتجاهاته ومعتقداته غير العقلانية وذلك من خلال النقاش الهادئ المنطقي والمُشجع الذي يقوم به أخصائيين مدربين على مهارات الإرشاد والتوجيه النفسي (أبو شرار، 2005، 3).
كذلك ان عملية التأهيل النفسي للمعاقين بصرياً هي عملية شاملة، تشمل تأهيل المجتمع وبالذات اسر المعاقين، لكي يكونوا حلقة مساعدة في تهيئة المعاق بصرياً وتشجيعه ليخرج بنفسية سوية وايجابية، حيث انه من الجلي ان تأخير أو تعويق عملية الإرشاد والتأهيل تؤدي إلى تكوين أنماط غير سوية في شخصية المعاق بصرياً تتكون نتيجة لسلوك العائلة وبالذات الوالدين، ويمكن تجنب هذا المصير من خلال إرشاد الأسر (أبو شرار، 2005، 3).