سعد مبارك السهلي
06-02-2010, 12:00 PM
كثيراً ما يتخيل الآباء طفلهم الذي لم يولد بعد وماذا سيكون ؟
يتوقعونه طفلاً عادياً صحته جيدة، ويحدوهم الأمل لرؤية هذا الطفل، بأن يكون امتداداً لهم ويحقق ما يصبون إليه ؟؟.
ولكن عندما يولد الطفل ولديه اعاقة يشكل ذلك لهم صدمة عنيفة وتتبدد آمال الأسرة الجميلة بسبب تلك الصدمة التي يرون فيها الطفل لا يستطيع خدمة الأسرة أو القيام بها على أكمل وجه وأشياء أخرى بددت أحلامهم الجميلة فجعلت معظمهم يستجيبون بمشاعر متنوعة بين الصدمة والحداد والشعور بالذنب والشعور بالخجل والرفض والقبول، وهذه المشاعر تختلف بين الآباء والأمهات على السواء، فبعضهم تتطور إيجابياً نحو هذه المشاعر وبعضهم تقف عد حد معين، وآخرين تكون ردة فعل لإحداث معينة تنتهي بنهاية الحدث وحدوث هذه المشاعر وتأزمها تؤثر سلباً على الطفل.
وبعض الآباء يكون الأمر عليه سهلاً بأن يعترف بالاعاقة ويتعامل مع هذا الطفل ومع الذي يذكرهما بالطفل باعتبار ما فقداه وفقدا معه الحلم الجميل.
فبمجرد أن تكتشف الاسرة أن أحد ابنائها يعاني من تخلف عقلي أو من اعاقة من نوع ما تبدأ معاناتها من وجوه كثيرة .... فبالإضافة إلى الألم النفسي المتوقع في هذه الحالة هناك آلام أخرى كثيرة أهمها العبء والمجهود الذي تتكلفه الاسرة لرعاية هذا الابن في مراحل عمره المختلفة.
فالتكلفة المالية تكون عالية، وتضطر الاسرة لقضاء وقت طويل في تلبية الحاجات الشخصية للطفل الخاص مثل تناول الطعام وارتداء الملابس واستخدام الحمام ، ويزيد الأمر سوءاً رفض المجتمع أحياناً للأطفال الذين لديهم إعاقات.
وهناك مشكلة الحد من نشاط الأسرة في جميع النواحي خاصة في ظل وجود طفل متخلف عقلياً، مع عجز بعض الأسر أحياناً عن السيطرة على الطفل العدوانية أو كثرة الحركة، وهي المشاكل التي كانت تدفع الأسر في الماضي إلى وضع الطفل في مؤسسة خارج المنزل
ولكن تطورت الأمور في الوقت الحالي بصورة ساعدت الأسر على أن تكون أكثر إيجابية لذي الحاجات الخاصة من حيث المشاركة في تدريب الطفل.
والتخلف العقلي هو :
انخفاض ملحوظ في الأداء العقلي العام ، يصاحبه عجز في السلوك التكييفي مما يؤثر سلبا ً على أدائه فيكون بحاجة دائماً إلى رعاية وإشراف ودعم خارجي في نواحي النضج والتعليم والتوافق النفسي وقد يكون التخلف العقلي بسبب عوامل وراثية أو مرضية أو بيئية.
حاجات نفسية اجتماعية لذوي الحاجات الخاصة:
عندما نتحدث عن طفل خاص يجب علينا أولاً عدم تصنيفهم أو الحط من إنسانيتهم بسبب اختلافهم عن الآخرين وإنهم يواجهون مشكلات خاصة بهم تتعلق بالذات والتصور الجسمي والغضب والاعتمادية، ولذلك يجب التعامل مع الإنسان ككل متكامل.
اعتراف شجاع:
ويتطلب الاعتراف بالمشكلة لدى الطفل شجاعة خاصة من الآباء، فمعظم الآباء يرفض الاعتراف باعاقة طفلهم، وقد ينكرون وجود أي مشكلة لديه خاصة إذا كانت غير شديدة وهذا في البداية، ولكن قد تتغير نظرتهم عندما يكبر ذلك الطفل، وهي ردة فعل طبيعية يعذر بها الآباء.
ولذلك فإن مشاعر الأسى والحزن ضرورية للوالدين إلى حد معين، وبعض الآباء يكون لديه شعور بالذنب بالنسبة لطفلهم المعوق فهم يشعرون بأنهم فعلوا شيئا ما تسبب في اعاقة طفلهم أو أن إعاقته إنما هي عقاب لخطأ ارتكبوه.
ولا شك أن تقوى الله والدعاء للأولاد تكون - بإذن الله - حرزاً لهم من أشياء كثيرة يحفظهم الله منها ولا يعني ذلك أن اعاقة الطفل تكون بسبب عقاب لأمر مرتكب من الوالدين .
والوالدان عادة يبحثان عن سبب للاعاقة لدى الطفل للتخفيف من وطأة الشعور بالذنب مثل تذكر الأم من بداية الحمل حتى الولادة تبحث عن سبب للاعاقة كسوء التغذية أو الجهد الزائد وأحياناً يتهم الوالدان بعضهم الآخر بوجود العامل الوراثي لديه .
وقد تحدث هذه الاتهامات أزمة خطيرة بين الزوجين وهي قد تكون غير حقيقية وأحياناً أخرى يقوم الوالدان بلوم الطبيب وإهماله ومرة يعتقدون أن الطفل محسود وأن عيناً أصابته ولا ننكر هذه الأشياء قد تكون من الأسباب في وجود الطفل ولكن في حدود وليست مطلقة في جميع الإعاقات.
فاهتمام المجتمعات المتزايد بالطفل الذكي والرغبة في وجوده تجعل الوالدان يشعران بالإحراج والخجل من وجود الطفل المعوق ولذلك يتجنبون إخراجه من البيت خوفاً من نظرات الآخرين الغريبة ومن عبارات الشفقة والتدخلات التي لا مبرر لها.
شعور الذنب والرفض :
إن الشعور بالذنب تجاه الطفل الخاص تسبب مشاعر الرفض التي تجعل الوالدان يفكران بمكان يوضع به الطفل خارج البيت ، وأحياناً يشعر الآباء بعزلة عن أقاربهم وأصدقائهم وتتغير اهتماماتهم الحياتية إذ عليهم أن يخصصوا جهداً كبيراً للعناية بأطفالهم ، ويحاولون أن يعملوا كل شيء للطفل فيبقى معتمداً عليهم ولذا يكونوا قد ألحقوا به ضرراً.
**على الآباء أن يكونوا قادرين على التعامل مع مشاعرهم الذاتية قبل أن يكونوا قادرين على تقبل الطفل، ويجب أن يتكيفوا مع مشاعرهم الشخصية ومع ردود فعل الآخرين ولذلك يمكن أن يكون تقبل الطفل على مراحل.
1- يتقبل الوالدان أن الطفل معاق ويقبلا به كما هو ويدركا أن الطفل المعاق شخص له مشاعر وحاجات.
2- يجب أن يقبل الآباء أنفسهم حيث عليهم أن يتغلبوا على مشاعرهم الخاصة بالخجل والشعور بالذنب ويعتبروا أقوى من الآخرين وهذه الأشياء تكون ضرورية للطفل الخاص لكي يتعلم ويتطور، ولا يعني ذلك أن المشاعر قد انتهت حيث أن الواقع يقول أن المشاعر الحزن والأسى لا ينتهيان ولا يقدمان أي شيء للطفل لذلك يجب النظر إلى مستقبل الطفل والأسرة معاً.
وكذلك مشاعر الغضب والإحباط مع كل عمر يتقدم به الطفل مثل:
1- العمر عند المشي.
2- العمر عند التكلم.
3- تقدم الأخوة الأصغر سناً.
4- التفكير برعايته عند تقدم الوالدان بالعمر.
على الوالدين أن يرضيا بما قسمه الله لهما ويفكرا بالأجر العظيم الذي سوف يؤتيه الله لهما - إن شاء الله تعالى - نتيجة الصبر والاحتساب في رعاية هذا الطفل الخاص، وأن يواجها الآخرين ويعتزا بالطفل ويشجعانه على التعلم والتقدم والتطور في جميع النواحي النفسية والتكيفية والتعليمية لكي يقوم بخدمة نفسه والاعتماد عليها.
فالمكابرة وعدم الرضا عن الاعاقة والقول بأن الطفل طبيعي وخاصة في حالات التخلف العقلي إنما هي ضرر على الطفل ولا فائدة منها.
لذا يجب التخلص من هذا الشعور فوراً وكذلك يجب عدم اللجوء إلى الحماية الزائدة من الوالدين للطفل بل يترك يتزود بخبرات الحياة حتى يتكيف مع الواقع الذي يعيش فيه.
وعلى الآخرين (الأقارب وغيرهم) تقدير مشاعر الوالدين والتذكر بأن لهما مشاعر وأحاسيس والتفكير بمشاعرهما من حيث الحرص على الطفل والخجل من الآخرين الذي ربما يكون هذا الطفل من نصيب أحدهم وكذلك عليهم (الأقارب والأصدقاء) عدم تجاهل الطفل علانية أو غير علانية بل عليهم تقبله كأي طفل آخر.
كاتب المقال/ ســـعد مـبارك الســهلي
يتوقعونه طفلاً عادياً صحته جيدة، ويحدوهم الأمل لرؤية هذا الطفل، بأن يكون امتداداً لهم ويحقق ما يصبون إليه ؟؟.
ولكن عندما يولد الطفل ولديه اعاقة يشكل ذلك لهم صدمة عنيفة وتتبدد آمال الأسرة الجميلة بسبب تلك الصدمة التي يرون فيها الطفل لا يستطيع خدمة الأسرة أو القيام بها على أكمل وجه وأشياء أخرى بددت أحلامهم الجميلة فجعلت معظمهم يستجيبون بمشاعر متنوعة بين الصدمة والحداد والشعور بالذنب والشعور بالخجل والرفض والقبول، وهذه المشاعر تختلف بين الآباء والأمهات على السواء، فبعضهم تتطور إيجابياً نحو هذه المشاعر وبعضهم تقف عد حد معين، وآخرين تكون ردة فعل لإحداث معينة تنتهي بنهاية الحدث وحدوث هذه المشاعر وتأزمها تؤثر سلباً على الطفل.
وبعض الآباء يكون الأمر عليه سهلاً بأن يعترف بالاعاقة ويتعامل مع هذا الطفل ومع الذي يذكرهما بالطفل باعتبار ما فقداه وفقدا معه الحلم الجميل.
فبمجرد أن تكتشف الاسرة أن أحد ابنائها يعاني من تخلف عقلي أو من اعاقة من نوع ما تبدأ معاناتها من وجوه كثيرة .... فبالإضافة إلى الألم النفسي المتوقع في هذه الحالة هناك آلام أخرى كثيرة أهمها العبء والمجهود الذي تتكلفه الاسرة لرعاية هذا الابن في مراحل عمره المختلفة.
فالتكلفة المالية تكون عالية، وتضطر الاسرة لقضاء وقت طويل في تلبية الحاجات الشخصية للطفل الخاص مثل تناول الطعام وارتداء الملابس واستخدام الحمام ، ويزيد الأمر سوءاً رفض المجتمع أحياناً للأطفال الذين لديهم إعاقات.
وهناك مشكلة الحد من نشاط الأسرة في جميع النواحي خاصة في ظل وجود طفل متخلف عقلياً، مع عجز بعض الأسر أحياناً عن السيطرة على الطفل العدوانية أو كثرة الحركة، وهي المشاكل التي كانت تدفع الأسر في الماضي إلى وضع الطفل في مؤسسة خارج المنزل
ولكن تطورت الأمور في الوقت الحالي بصورة ساعدت الأسر على أن تكون أكثر إيجابية لذي الحاجات الخاصة من حيث المشاركة في تدريب الطفل.
والتخلف العقلي هو :
انخفاض ملحوظ في الأداء العقلي العام ، يصاحبه عجز في السلوك التكييفي مما يؤثر سلبا ً على أدائه فيكون بحاجة دائماً إلى رعاية وإشراف ودعم خارجي في نواحي النضج والتعليم والتوافق النفسي وقد يكون التخلف العقلي بسبب عوامل وراثية أو مرضية أو بيئية.
حاجات نفسية اجتماعية لذوي الحاجات الخاصة:
عندما نتحدث عن طفل خاص يجب علينا أولاً عدم تصنيفهم أو الحط من إنسانيتهم بسبب اختلافهم عن الآخرين وإنهم يواجهون مشكلات خاصة بهم تتعلق بالذات والتصور الجسمي والغضب والاعتمادية، ولذلك يجب التعامل مع الإنسان ككل متكامل.
اعتراف شجاع:
ويتطلب الاعتراف بالمشكلة لدى الطفل شجاعة خاصة من الآباء، فمعظم الآباء يرفض الاعتراف باعاقة طفلهم، وقد ينكرون وجود أي مشكلة لديه خاصة إذا كانت غير شديدة وهذا في البداية، ولكن قد تتغير نظرتهم عندما يكبر ذلك الطفل، وهي ردة فعل طبيعية يعذر بها الآباء.
ولذلك فإن مشاعر الأسى والحزن ضرورية للوالدين إلى حد معين، وبعض الآباء يكون لديه شعور بالذنب بالنسبة لطفلهم المعوق فهم يشعرون بأنهم فعلوا شيئا ما تسبب في اعاقة طفلهم أو أن إعاقته إنما هي عقاب لخطأ ارتكبوه.
ولا شك أن تقوى الله والدعاء للأولاد تكون - بإذن الله - حرزاً لهم من أشياء كثيرة يحفظهم الله منها ولا يعني ذلك أن اعاقة الطفل تكون بسبب عقاب لأمر مرتكب من الوالدين .
والوالدان عادة يبحثان عن سبب للاعاقة لدى الطفل للتخفيف من وطأة الشعور بالذنب مثل تذكر الأم من بداية الحمل حتى الولادة تبحث عن سبب للاعاقة كسوء التغذية أو الجهد الزائد وأحياناً يتهم الوالدان بعضهم الآخر بوجود العامل الوراثي لديه .
وقد تحدث هذه الاتهامات أزمة خطيرة بين الزوجين وهي قد تكون غير حقيقية وأحياناً أخرى يقوم الوالدان بلوم الطبيب وإهماله ومرة يعتقدون أن الطفل محسود وأن عيناً أصابته ولا ننكر هذه الأشياء قد تكون من الأسباب في وجود الطفل ولكن في حدود وليست مطلقة في جميع الإعاقات.
فاهتمام المجتمعات المتزايد بالطفل الذكي والرغبة في وجوده تجعل الوالدان يشعران بالإحراج والخجل من وجود الطفل المعوق ولذلك يتجنبون إخراجه من البيت خوفاً من نظرات الآخرين الغريبة ومن عبارات الشفقة والتدخلات التي لا مبرر لها.
شعور الذنب والرفض :
إن الشعور بالذنب تجاه الطفل الخاص تسبب مشاعر الرفض التي تجعل الوالدان يفكران بمكان يوضع به الطفل خارج البيت ، وأحياناً يشعر الآباء بعزلة عن أقاربهم وأصدقائهم وتتغير اهتماماتهم الحياتية إذ عليهم أن يخصصوا جهداً كبيراً للعناية بأطفالهم ، ويحاولون أن يعملوا كل شيء للطفل فيبقى معتمداً عليهم ولذا يكونوا قد ألحقوا به ضرراً.
**على الآباء أن يكونوا قادرين على التعامل مع مشاعرهم الذاتية قبل أن يكونوا قادرين على تقبل الطفل، ويجب أن يتكيفوا مع مشاعرهم الشخصية ومع ردود فعل الآخرين ولذلك يمكن أن يكون تقبل الطفل على مراحل.
1- يتقبل الوالدان أن الطفل معاق ويقبلا به كما هو ويدركا أن الطفل المعاق شخص له مشاعر وحاجات.
2- يجب أن يقبل الآباء أنفسهم حيث عليهم أن يتغلبوا على مشاعرهم الخاصة بالخجل والشعور بالذنب ويعتبروا أقوى من الآخرين وهذه الأشياء تكون ضرورية للطفل الخاص لكي يتعلم ويتطور، ولا يعني ذلك أن المشاعر قد انتهت حيث أن الواقع يقول أن المشاعر الحزن والأسى لا ينتهيان ولا يقدمان أي شيء للطفل لذلك يجب النظر إلى مستقبل الطفل والأسرة معاً.
وكذلك مشاعر الغضب والإحباط مع كل عمر يتقدم به الطفل مثل:
1- العمر عند المشي.
2- العمر عند التكلم.
3- تقدم الأخوة الأصغر سناً.
4- التفكير برعايته عند تقدم الوالدان بالعمر.
على الوالدين أن يرضيا بما قسمه الله لهما ويفكرا بالأجر العظيم الذي سوف يؤتيه الله لهما - إن شاء الله تعالى - نتيجة الصبر والاحتساب في رعاية هذا الطفل الخاص، وأن يواجها الآخرين ويعتزا بالطفل ويشجعانه على التعلم والتقدم والتطور في جميع النواحي النفسية والتكيفية والتعليمية لكي يقوم بخدمة نفسه والاعتماد عليها.
فالمكابرة وعدم الرضا عن الاعاقة والقول بأن الطفل طبيعي وخاصة في حالات التخلف العقلي إنما هي ضرر على الطفل ولا فائدة منها.
لذا يجب التخلص من هذا الشعور فوراً وكذلك يجب عدم اللجوء إلى الحماية الزائدة من الوالدين للطفل بل يترك يتزود بخبرات الحياة حتى يتكيف مع الواقع الذي يعيش فيه.
وعلى الآخرين (الأقارب وغيرهم) تقدير مشاعر الوالدين والتذكر بأن لهما مشاعر وأحاسيس والتفكير بمشاعرهما من حيث الحرص على الطفل والخجل من الآخرين الذي ربما يكون هذا الطفل من نصيب أحدهم وكذلك عليهم (الأقارب والأصدقاء) عدم تجاهل الطفل علانية أو غير علانية بل عليهم تقبله كأي طفل آخر.
كاتب المقال/ ســـعد مـبارك الســهلي