أ/ سعد بن نفل الدوسري
06-01-2010, 08:37 PM
مقالة
التعليم العالي لذوي الاحتياجات الخاصة في المملكة العربية السعودية
تعتبر قضية التعليم العالي لذوي الاحتياجات الخاصة من أهم القضايا التي تخدم أكثر من فئة من فئات الاحتياجات الخاصة ونظراً لأن هذه القضية تعتبر من القضايا التي لم تسلط عليها الضوء بشكل واضح على الرغم من أهميتها ؛ إلا أنه في الآونة الأخيرة ظهرت بعض الأصوات والاتجاهات الحديثة والمعاصرة من بعض المختصين في مجال التربية الخاصة والتي تنادي بأهمية التعليم العالي لمعظم فئات الاحتياجات الخاصة.
وهنا يمكننا القول أن التعليم العالي هو حق من أبسط الحقوق التي يجب أن يتمتع بها أي فرد من الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة ، وهو حق كفله القانون للأفراد من ذوي الاحتياجات بموجب قانون رعاية المعوقين في المملكة العربية السعودية الصادر بالمرسوم الملكي رقم م/37 وتاريخ 14/9/1421هـ ، والذي ينص في مادته الثانية على أن الدولة تكفل حق المعوق في خدمات الوقاية والرعاية والتأهيل ، وتشجع المؤسسات والأفراد على الإسهام في الأعمال الخيرية في مجال الإعاقة ، وتقدم هذه الخدمات لهذه الفئة عن طريق الجهات المختصة في مجالات عديدة ومنها المجالات التعليمية والتربوية: وتشمل تقديم الخدمات التعليمية والتربوية في جميع المراحل (ما قبل المدرسة، والتعليم العام، والتعليم الفني، والتعليم العالي) بما يتناسب مع قدرات المعوقين واحتياجاتهم، وتسهيل التحاقهم بها مع التقويم المستمر للمناهج والخدمات المقدمة في هذا المجال.(نظام رعاية المعوقين،1421هـ).
وهنا يمكننا القول أنه على الرغم من وجود القوانين التي تكفل حق الأفراد المعوقين في أكمال مسيرتهم التعليمية في مجال التعليم العالي إلا إن تجربة الجامعات السعودية في هذا المجال لا زالت محدودة جداً ، وقد لا تذكر في معظم الجامعات إلا في نواحي محدودة ومع فئة واحدة أو فئتين من فئات ذوي الاحتياجات الخاصة، كالإعاقة البصرية ، أوالبدنية ، أو ربما تتواجد بين عدد من طلاب الجامعة- كحالات صعوبات التعلم ، واضطراب التواصل ، والتفوق والموهبة ، غير أن هذه الحالات من الطلاب لم تُكتشف ؛ لذلك لا تجد الرعاية المناسبة لها مما يسبب إخفاقهم ومن ثم التسرب من مسيرة التعليم الجامعي ، علاوة على ذلك فإن احتمالية بلوغ الأعداد المحدودة والمتمثلة في الفئتين أنفتي الذكر (الإعاقة البصرية والسمعية) إلى أهدافها المتمثلة في الحصول على الدرجة الجامعية ربما يكون احتمالاً ضعيفاً في ظل غياب العوامل المناسبة- كالتسهيلات الخاصة ، والخدمات المساندة ، والبرامج الخاصة ، والتي قد تساعدهم على بلوغ ذلك الهدف النهائي ؛ وأن عملية الإعلان عن المشاركة في إتاحة الفرصة للفئات الخاصة للالتحاق بالتعليم الجامعي بشقيه الحكومي أو الأهلي لا تكفي ، بل يجب أن تكون عملية المشاركة مرسومة ومبنية على أسس واعتبارات تختلف تماماً عن تلك الاعتبارات الموجهة للفئات العادية ، ولذلك فأن التعليمالعالي بشقيه (الحكومي والأهلي ) الذي يمثل أحد القطاعات المهمة في المملكةالعربية السعودية ، وهو جزء لا يتجزأ من تلك العملية التنموية ، ينبغي أن يساهمويشارك في دعم مسيرة التعليم العالي لذوي الاحتياجات الخاصة من خلال إعداد وتأهيل الكوادر البشرية الوطنية من تلك الفئات ذات الاحتياجاتالتربوية الخاصة لسوق العمل؛ وفي ظل عدم وجود الدعم الكافي من الجامعات والمؤسسات التعليمية المختلفة للأفراد من ذوي الفئات الخاصة وغياب العوامل المساعدة لهم قد يؤدي إلى عدم أكمال بعضا منهم لمسيرتهم التعليمية ، إلاَّّ أن هناك العديد من المبدعين منهم الذين أبدعوا في مجال التعليم العالي وأسهموا في تطوره ، ولعل تاريخ بلادنا المملكة العربية السعودية زاخر بالرجالات الذين تحدوا إعاقتهم فأصبحوا لامعين في المجتمع.
ويمكننا القول وبكل تفاؤل وطموح أن ما تشهده جامعاتنا ومؤسساتنا التعليمية في المملكة العربية السعودية من تطور كبير حتى أصبحت معظم جامعاتنا تنافس الجامعات العالمية ، وتسعى إلى تحقيق الريادة العالمية من خلال المشاركة الفاعلة من جميع أفراد المجتمع ولاسيما الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين هم جزء لا يتجزأ من أي مجتمع ، ولذلك سعت معظم الجامعات في المملكة العربية السعودية إلى تحقيق الريادة العالمية في مجال دعم مسير التعليم العالي لذوي الاحتياجات الخاصة ؛ ولعل من أبرز الجهود في هذا المجال هو ما قامت به جامعتنا العريقة جامعة الملك سعود من ’’تشكيل اللجنة الدائمة لخدمات ذوي الاحتياجات الخاصة‘‘ بقرار من معالي مدير الجامعة وبرئاسة وكيل الجامعة للشؤون التعليمية والأكاديمية ، ويأتي قرار تشكيل هذه اللجنة من ضمن الخطوات التطويرية للارتقاء بذوي الاحتياجات الخاصة حيث تعتبر هذه اللجنة هي الجهة المسئولة عن خدمات ذوي الاحتياجات الخاصة في من خلال سعيها في تقديم الخدمات ذات الجودة العالية في مجال التعليم العالي لذوي الاحتياجات ، وتعتبر هذه اللجنة هي المضلة التي تختص ببحث المسائل التنظيمية والعلمية والفنية المتعلقة بتطوير الخدمات المختلفة للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة في الجامعة ، كما تسعى هذه اللجنة لكي تكون هي المرجعية العلمية لمشروع تطوير خدمات ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال اقتراح الرؤى العامة ووضع الآليات المناسبة لتوحيد جهود الوحدات العاملة في مجال خدمات ذوي الاحتياجات الخاصة في التعليم العالي ؛ ويأتي قرار تشكيل هذه اللجنة تأكيداً لرؤية ورسالة الجامعة في تحقيق الريادة العالمية من خلال المشاركة المجتمعية.
وختاماً يمكننا القول أن مستقبل مسيرة التعليم العالي في المملكة العربية السعودية هو مستقبل زاهر بأذن الله تعالى ، في ظل هذه الجهود المبذولة والتطلعات الكبيرة.
أ/ سعد بن نفل بن الدوسري.
تربية خاصة - دراسات عليا
التعليم العالي لذوي الاحتياجات الخاصة في المملكة العربية السعودية
تعتبر قضية التعليم العالي لذوي الاحتياجات الخاصة من أهم القضايا التي تخدم أكثر من فئة من فئات الاحتياجات الخاصة ونظراً لأن هذه القضية تعتبر من القضايا التي لم تسلط عليها الضوء بشكل واضح على الرغم من أهميتها ؛ إلا أنه في الآونة الأخيرة ظهرت بعض الأصوات والاتجاهات الحديثة والمعاصرة من بعض المختصين في مجال التربية الخاصة والتي تنادي بأهمية التعليم العالي لمعظم فئات الاحتياجات الخاصة.
وهنا يمكننا القول أن التعليم العالي هو حق من أبسط الحقوق التي يجب أن يتمتع بها أي فرد من الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة ، وهو حق كفله القانون للأفراد من ذوي الاحتياجات بموجب قانون رعاية المعوقين في المملكة العربية السعودية الصادر بالمرسوم الملكي رقم م/37 وتاريخ 14/9/1421هـ ، والذي ينص في مادته الثانية على أن الدولة تكفل حق المعوق في خدمات الوقاية والرعاية والتأهيل ، وتشجع المؤسسات والأفراد على الإسهام في الأعمال الخيرية في مجال الإعاقة ، وتقدم هذه الخدمات لهذه الفئة عن طريق الجهات المختصة في مجالات عديدة ومنها المجالات التعليمية والتربوية: وتشمل تقديم الخدمات التعليمية والتربوية في جميع المراحل (ما قبل المدرسة، والتعليم العام، والتعليم الفني، والتعليم العالي) بما يتناسب مع قدرات المعوقين واحتياجاتهم، وتسهيل التحاقهم بها مع التقويم المستمر للمناهج والخدمات المقدمة في هذا المجال.(نظام رعاية المعوقين،1421هـ).
وهنا يمكننا القول أنه على الرغم من وجود القوانين التي تكفل حق الأفراد المعوقين في أكمال مسيرتهم التعليمية في مجال التعليم العالي إلا إن تجربة الجامعات السعودية في هذا المجال لا زالت محدودة جداً ، وقد لا تذكر في معظم الجامعات إلا في نواحي محدودة ومع فئة واحدة أو فئتين من فئات ذوي الاحتياجات الخاصة، كالإعاقة البصرية ، أوالبدنية ، أو ربما تتواجد بين عدد من طلاب الجامعة- كحالات صعوبات التعلم ، واضطراب التواصل ، والتفوق والموهبة ، غير أن هذه الحالات من الطلاب لم تُكتشف ؛ لذلك لا تجد الرعاية المناسبة لها مما يسبب إخفاقهم ومن ثم التسرب من مسيرة التعليم الجامعي ، علاوة على ذلك فإن احتمالية بلوغ الأعداد المحدودة والمتمثلة في الفئتين أنفتي الذكر (الإعاقة البصرية والسمعية) إلى أهدافها المتمثلة في الحصول على الدرجة الجامعية ربما يكون احتمالاً ضعيفاً في ظل غياب العوامل المناسبة- كالتسهيلات الخاصة ، والخدمات المساندة ، والبرامج الخاصة ، والتي قد تساعدهم على بلوغ ذلك الهدف النهائي ؛ وأن عملية الإعلان عن المشاركة في إتاحة الفرصة للفئات الخاصة للالتحاق بالتعليم الجامعي بشقيه الحكومي أو الأهلي لا تكفي ، بل يجب أن تكون عملية المشاركة مرسومة ومبنية على أسس واعتبارات تختلف تماماً عن تلك الاعتبارات الموجهة للفئات العادية ، ولذلك فأن التعليمالعالي بشقيه (الحكومي والأهلي ) الذي يمثل أحد القطاعات المهمة في المملكةالعربية السعودية ، وهو جزء لا يتجزأ من تلك العملية التنموية ، ينبغي أن يساهمويشارك في دعم مسيرة التعليم العالي لذوي الاحتياجات الخاصة من خلال إعداد وتأهيل الكوادر البشرية الوطنية من تلك الفئات ذات الاحتياجاتالتربوية الخاصة لسوق العمل؛ وفي ظل عدم وجود الدعم الكافي من الجامعات والمؤسسات التعليمية المختلفة للأفراد من ذوي الفئات الخاصة وغياب العوامل المساعدة لهم قد يؤدي إلى عدم أكمال بعضا منهم لمسيرتهم التعليمية ، إلاَّّ أن هناك العديد من المبدعين منهم الذين أبدعوا في مجال التعليم العالي وأسهموا في تطوره ، ولعل تاريخ بلادنا المملكة العربية السعودية زاخر بالرجالات الذين تحدوا إعاقتهم فأصبحوا لامعين في المجتمع.
ويمكننا القول وبكل تفاؤل وطموح أن ما تشهده جامعاتنا ومؤسساتنا التعليمية في المملكة العربية السعودية من تطور كبير حتى أصبحت معظم جامعاتنا تنافس الجامعات العالمية ، وتسعى إلى تحقيق الريادة العالمية من خلال المشاركة الفاعلة من جميع أفراد المجتمع ولاسيما الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين هم جزء لا يتجزأ من أي مجتمع ، ولذلك سعت معظم الجامعات في المملكة العربية السعودية إلى تحقيق الريادة العالمية في مجال دعم مسير التعليم العالي لذوي الاحتياجات الخاصة ؛ ولعل من أبرز الجهود في هذا المجال هو ما قامت به جامعتنا العريقة جامعة الملك سعود من ’’تشكيل اللجنة الدائمة لخدمات ذوي الاحتياجات الخاصة‘‘ بقرار من معالي مدير الجامعة وبرئاسة وكيل الجامعة للشؤون التعليمية والأكاديمية ، ويأتي قرار تشكيل هذه اللجنة من ضمن الخطوات التطويرية للارتقاء بذوي الاحتياجات الخاصة حيث تعتبر هذه اللجنة هي الجهة المسئولة عن خدمات ذوي الاحتياجات الخاصة في من خلال سعيها في تقديم الخدمات ذات الجودة العالية في مجال التعليم العالي لذوي الاحتياجات ، وتعتبر هذه اللجنة هي المضلة التي تختص ببحث المسائل التنظيمية والعلمية والفنية المتعلقة بتطوير الخدمات المختلفة للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة في الجامعة ، كما تسعى هذه اللجنة لكي تكون هي المرجعية العلمية لمشروع تطوير خدمات ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال اقتراح الرؤى العامة ووضع الآليات المناسبة لتوحيد جهود الوحدات العاملة في مجال خدمات ذوي الاحتياجات الخاصة في التعليم العالي ؛ ويأتي قرار تشكيل هذه اللجنة تأكيداً لرؤية ورسالة الجامعة في تحقيق الريادة العالمية من خلال المشاركة المجتمعية.
وختاماً يمكننا القول أن مستقبل مسيرة التعليم العالي في المملكة العربية السعودية هو مستقبل زاهر بأذن الله تعالى ، في ظل هذه الجهود المبذولة والتطلعات الكبيرة.
أ/ سعد بن نفل بن الدوسري.
تربية خاصة - دراسات عليا