دعاء الدايل
05-27-2010, 11:26 AM
http://www.alriyadh.com/2009/05/15/article429717.html
جريمة الإدمان ووهم النشوة
دعاء الدايل
عندما نقف أمام العلوم الاجتماعية والإنسانية والطبيعية نجد أنفسنا أقزاما صغيرين بوجه العمالقة، فصحيح بأن كلمة «علم» تتكون من ثلاثة حروف فقط ولكن كل حرف واسع وعميق كسعة البحار والمحيطات.
والعلم النجم الذي سنتحدث عنه اليوم من خلال مقالتنا هو «علم جغرافية الجريمة» ودوره في علم الإجرام أحد الأبعاد التي أهمل تناولها رغم أهميتها في مجتمعاتنا، ورغم اننا لا ندعي أننا سنجد حلولاً لمشكلة الجريمة من المنظور الجغرافي، إلا اننا سنقدم بعداً أو دوراً نتفاعل فيه مع ظاهرة الجريمة في المجتمع ويبرز الإسهام الجغرافي عند تناولنا للمشكلات الاجتماعية ومنها دراسة جغرافية الجريمة لكي يبين لنا قدرات وامكانات الجغرافيين على تطوير مناهج ذات قابلية للتطبيق في موضوع حيوي كالجريمة.
يوضح هذا العلم الشامل كيف ان الهيئة بكل عناصرها وخصائصها تؤثر على نوع وشكل الجريمة المرتكبة! والمناخ هو أحد العناصر المهمة والأساسية التي تدخل في تكوين شخصية البيئة. فكيف يؤثر المناخ على انتشار ظاهرة الإدمان التي اعتبرها بوجهة نظري جريمة لأن الشخص أجرم في حق نفسه وجسده ومجتمعه.
فمناخ مدينة الرياض قاري صحراوي ولا يبدو أن لمختلف مكونات المناخ تأثيراً واضحاً في حركة المخدرات وتجارتها اللهم إلا من خلال الحرارة، والملحوظ أن برودة الجو واعتداله تحفز استهلاك المخدرات التي يتم تناولها عن طريق التدخين مثل الحشيش وغيره لأن هناك وللأسف اعتقاداً خاطئاً سائداً بين أبنائنا أن سيجارة الحشيش تجعل المتعاطي يحس بنوع من الدفء والنشاط كما هو الحال مع تخزين القات المنتشر بين اليمن والذي يرتفع أسعاره ويكثر الطلب عليه شتاء حسب بعض الدراسات.
ومن خلال المعلومات والأرقام التي تم أخذها من مركز المعلومات التابع لمجمع الأمل للصحة النفسية بمدينة الرياض نلحظ أن هناك علاقة بين ازدياد استهلاك المدمن للمخدرات في كل من فصلي الشتاء والربيع (ديسمبر - يناير - فبراير - مارس - ابريل)، وانخفاض عدد الحالات خلال فصل الصيف.
ويرجع ارتفاع هذه الظاهرة إلى عدة عوامل:
١- ازدياد ساعات ليل الشتاء فتكون هذه الأوقات مناسبة لمدمني المخدرات لأنها فترة التسلية والترويح، ويقومون باستخدام أنواع متعددة من الممارسات غير المقبولة.
٢- ازدياد حالات الادمان والانتكاسات إبان الربيع بسبب اعتدال درجات الحرارة وسقوط الأمطار، وفي هذا الموسم تبدأ اجازة الربيع.
٣- خلال موسم الربيع تنشط حركة السفر داخل المملكة وخارجها وتزدهر السياحة في المدينة مثل ارتياد الاستراحات والمقاهي وعمل رحلات برية.
ونجد ارتفاع حالات الإدمان خلال الصيف (يونيو - يوليو - أغسطس) يعود إلى عدة أسباب أولها بدء الاختبارات النهائية للفصل الثاني للطلبة والطالبات فتزداد ساعات مذاكرة الطلاب الأمر الذي يتطلب سهراً وجهداً إضافياً.
فمن خلال هذه الدراسة الميدانية التي قمت بها يتضح أن الموسم يؤثر على نوع الجريمة وحجمها فهذه الفترة من أشهر السنة يستغلها مهربو ومروجو المخدرات بسبب ازدياد الطلب على المخدرات من قبل المدمنين اعتقاداً منهم في الحصول على النشوة والنشاط وهذا كله وهم.
جريمة الإدمان ووهم النشوة
دعاء الدايل
عندما نقف أمام العلوم الاجتماعية والإنسانية والطبيعية نجد أنفسنا أقزاما صغيرين بوجه العمالقة، فصحيح بأن كلمة «علم» تتكون من ثلاثة حروف فقط ولكن كل حرف واسع وعميق كسعة البحار والمحيطات.
والعلم النجم الذي سنتحدث عنه اليوم من خلال مقالتنا هو «علم جغرافية الجريمة» ودوره في علم الإجرام أحد الأبعاد التي أهمل تناولها رغم أهميتها في مجتمعاتنا، ورغم اننا لا ندعي أننا سنجد حلولاً لمشكلة الجريمة من المنظور الجغرافي، إلا اننا سنقدم بعداً أو دوراً نتفاعل فيه مع ظاهرة الجريمة في المجتمع ويبرز الإسهام الجغرافي عند تناولنا للمشكلات الاجتماعية ومنها دراسة جغرافية الجريمة لكي يبين لنا قدرات وامكانات الجغرافيين على تطوير مناهج ذات قابلية للتطبيق في موضوع حيوي كالجريمة.
يوضح هذا العلم الشامل كيف ان الهيئة بكل عناصرها وخصائصها تؤثر على نوع وشكل الجريمة المرتكبة! والمناخ هو أحد العناصر المهمة والأساسية التي تدخل في تكوين شخصية البيئة. فكيف يؤثر المناخ على انتشار ظاهرة الإدمان التي اعتبرها بوجهة نظري جريمة لأن الشخص أجرم في حق نفسه وجسده ومجتمعه.
فمناخ مدينة الرياض قاري صحراوي ولا يبدو أن لمختلف مكونات المناخ تأثيراً واضحاً في حركة المخدرات وتجارتها اللهم إلا من خلال الحرارة، والملحوظ أن برودة الجو واعتداله تحفز استهلاك المخدرات التي يتم تناولها عن طريق التدخين مثل الحشيش وغيره لأن هناك وللأسف اعتقاداً خاطئاً سائداً بين أبنائنا أن سيجارة الحشيش تجعل المتعاطي يحس بنوع من الدفء والنشاط كما هو الحال مع تخزين القات المنتشر بين اليمن والذي يرتفع أسعاره ويكثر الطلب عليه شتاء حسب بعض الدراسات.
ومن خلال المعلومات والأرقام التي تم أخذها من مركز المعلومات التابع لمجمع الأمل للصحة النفسية بمدينة الرياض نلحظ أن هناك علاقة بين ازدياد استهلاك المدمن للمخدرات في كل من فصلي الشتاء والربيع (ديسمبر - يناير - فبراير - مارس - ابريل)، وانخفاض عدد الحالات خلال فصل الصيف.
ويرجع ارتفاع هذه الظاهرة إلى عدة عوامل:
١- ازدياد ساعات ليل الشتاء فتكون هذه الأوقات مناسبة لمدمني المخدرات لأنها فترة التسلية والترويح، ويقومون باستخدام أنواع متعددة من الممارسات غير المقبولة.
٢- ازدياد حالات الادمان والانتكاسات إبان الربيع بسبب اعتدال درجات الحرارة وسقوط الأمطار، وفي هذا الموسم تبدأ اجازة الربيع.
٣- خلال موسم الربيع تنشط حركة السفر داخل المملكة وخارجها وتزدهر السياحة في المدينة مثل ارتياد الاستراحات والمقاهي وعمل رحلات برية.
ونجد ارتفاع حالات الإدمان خلال الصيف (يونيو - يوليو - أغسطس) يعود إلى عدة أسباب أولها بدء الاختبارات النهائية للفصل الثاني للطلبة والطالبات فتزداد ساعات مذاكرة الطلاب الأمر الذي يتطلب سهراً وجهداً إضافياً.
فمن خلال هذه الدراسة الميدانية التي قمت بها يتضح أن الموسم يؤثر على نوع الجريمة وحجمها فهذه الفترة من أشهر السنة يستغلها مهربو ومروجو المخدرات بسبب ازدياد الطلب على المخدرات من قبل المدمنين اعتقاداً منهم في الحصول على النشوة والنشاط وهذا كله وهم.