المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رحلة إدريس من الإعاقة إلى المشي .. حلم العشرات من أولياء الأمور


الصحفي الطائر
04-01-2010, 03:48 PM
رحلة إدريس من الإعاقة إلى المشي .. حلم العشرات من أولياء الأمور
نسبة الأطفال المعاقين في الباحة بمختلف فئات الإعاقة تصل إلى 6%
http://www.alwatan.com.sa/news/images/newsimages/3471/25AW28J_0104-3.jpg

الطفل إدريس واقفاً على قدميه في جمعية الأطفال المعاقين

الباحة: محمد آل ناجم


كم كان يحلم والد الطفل إدريس بوجود مركز متخصص لرعاية نجله قريباً من مدينة جازان، يغنيه عن عبء الانتقال من مقر إقامته، وتغيير محل عمله، وترك أهله وعائلته ليكون بجانب طفله الذي يعاني إعاقة جسدية، ويحتاج إلى علاج وتأهيل وتعليم يمكنه من تجاوز ظروف إعاقته، وبالطبع هناك العشرات من أولياء الأمور الذين أصيب أطفال لهم بالإعاقة يعيشون حلم أبي إدريس.
وهاهو الحلم أقرب ما يكون للواقع بوضع حجر أساس مركز جمعية الأطفال المعاقين في الباحة، فما أقسى رؤية طفل لا يستطيع أن يخطو أو ينطق ، وهو حائر لا يعرف لماذا يختلف عن الأطفال الآخرين، وما أجمل أن يتجاوز هذا الطفل محنته ويتغلب على إعاقته .
والطفل إدريس واحد من مئات الأطفال المعاقين الذين احتضنتهم جمعية الأطفال المعاقين، وتمكن من استكمال برامج العلاج والتعليم والتأهيل بنجاح في جمعية الأطفال المعاقين، واستطاع أن يمشي على قدميه للمرة الأولى، وكان قد جاء الجمعية محمولاً على يدي والده.
يقول والده محمد بن إدريس بن حسين الذبالي من محافظة صبيا بجازان إن إدريس (6 سنوات) تعلم الكلام في الجمعية، وعرف كيف يأكل بمفرده، ويقوم بالكثير من احتياجاته دون مساعدة..
ويضيف والد الطفل إن "إدريس يعاني شللاً دماغياً تشنجياً مع ضعف في البصر وتشنج في الأطراف، وتلف في الجهاز العصبي، وقد أدى ذلك إلى إعاقته حركياً وبصرياً، وتأخر في النطق والنمو نتيجة التشخيص الخاطئ، والتأخر في العلاج منذ البداية، مما أدى إلى مضاعفات وتدهور حالته الصحية، مشيراً إلى أن إدريس لم يولد مصاباً بالإعاقة، وأنه كان بالإمكان تدارك كل هذه المشكلات. وعن رحلة علاج إدريس يقول "أصبح ابني صديق المستشفيات، وبدأنا أولاً من مستشفيات جازان، وكانت فترة عصيبة تجرعنا مرارتها، ثم طلبنا نقل ابننا إلى مستشفيات متخصصة، وذلك بعد فترة طويلة من التشخيص الخاطئ والتأخر في معرفة مرضه، ودخل ابننا في غيبوبة بقسم العناية المركزة بمستشفى الملك فهد بجازان مرتين، وازدادت حالته سوءاً، وكان ميؤوسا منها حتى التقينا بطبيب أفادنا بأن حالته سيئة جداً، حتى لو تم نقله إلى أي مكان، وأن 99 % لا يرجى شفاؤه، فتقدمت إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لعلاج ابننا، وفعلاً تداركته عناية الله وتوفيقه وكان الملك عبدالله بن عبدالعزيز سبباً في علاج ابني، كما أن العناية الكريمة من الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد كان لها أثر بالغ في إنقاذ إدريس، حيث أمر سموه على الفور بعلاجه بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، ونقله بطائرة الإخلاء الطبي، وصدرت الموافقة في سويعات، وبدأنا نهتم به كثيراً، ونوفر له كل متطلبات الحياة، وما يخص إعاقته وفق ما نلقاه من دعم وتعليمات.
وعن التحاق إدريس بجمعية الأطفال المعاقين يقول والده "نصحني الشيخ فهد بن فلاح بن حثلين بأن أدخله الجمعية بالرياض، فهي تختص بهؤلاء الأطفال، فما كان مني إلا أن بحثت في الإنترنت عن موقع الجمعية لأعرف الكثير عنها، وهاتفت الجمعية وسألتهم عن آلية قبول طفلي، فطلبوا تقريراً طبياً، وأتينا لهم بذلك، وتم قبوله عام 1427هـ، وكان حينها لا يستطيع الجلوس بمفرده، ولا يقف على رجليه تماماً، وأطرافه مشدودة، ولا يتحكم في اللعاب، وكان يحبو حبواً ، ولا يحسن التصرف في أموره الخاصة، ولا يعرف شيئاً عما حوله إلا القليل".
وأضاف الوالد "في مركز الجمعية بالرياض لقي ادريس منذ الوهلة الأولى عناية خاصة، وكنا نظن أن ابننا الوحيد الذي ينفرد بذلك، إلا أن جميع الأطفال بالجمعية على مستوى واحد من الرعاية، وقرر فريق العلاج ضرورة إخضاع ابننا لعلاج تأهيلي مكثف يشمل جميع التخصصات المتعلقة بإعاقته.
وأكد أن ابنه بشكل رائع من خدمات الجمعية من عدة نواح منها العلاج الطبيعي والمهني، يقول الوالد "بدأ إدريس يقف على قدميه، يصاحبه في البداية رعشة وخوف من السقوط، فكدت أطير فرحاً ، وأنا أرى ابني الذي كنت أحمله ستة أعوام وأتنقل به على يدي وفي أحضاني، يقف على قدميه، وبدأ يتعرف على الأشكال ويركبها، ويعرف أسماء مَن حوله وأسماء بعض الحيوانات وينطق ويركب جملاً في فترة وجيزة".
وأضاف أن إدريس "تعلم كيفية الجلوس على الكرسي والطاولة بطريقة سليمة والأكل بالملعقة، والمشاركة في تنظيف أسنانه بالفرشاة، وهو الآن يستطيع نقل الأشياء الخفيفة والإمساك بها، والمشاركة في ارتداء وخلع ملابسه وخلع حذائه، والتحكم بعض الشيء في اللعاب، وأما بالنسبة إلى العلاج الطبيعي استطاع الوقوف والجلوس جلسة الخياط " التربيعة " والمشي قليلاً، والتنقل من مكان إلى آخر، وأصبح يصعد على السرير وينزل دون مساعدة في كثير من الأحيان"، مشيرا إلى أن كل ذلك بفضل الله ثم ما تقوم به الجمعية من التمارين التي كانت تعطى له ومنها الوقوف لمدة ساعة في اليوم أو أقل.
وأشار إلى أنه من خلال البرنامج التعليمي تعرف إدريس على الألوان وبعض الأشكال وأجزاء الجسم والأشياء المألوفة، ويعد عشرة أشياء تقليداً ، ويرسم بعض الأشياء، وكذلك برنامج التخاطب التي تقدمه الجمعية، حيث استفاد كثيراً منه من ناحية النطق بطريقة سليمة بعض الشيء، وتكوين الجمل، كما تعلم أشياء كثيرة بعد أن كان النطق غير صحيح وثقيلاً وضعيفا، وأصبح لديه مخزون لغوي لا بأس به بحسب عمره العقلي.
وعن كلمته لأولياء أمور الأطفال المعاقين قال والد إدريس "أحثهم على حمد الله على قضائه والرضا به، وسرعة التعامل مع الإصابة، وعدم إهمالها وعرض أطفالهم على المراكز والأطباء المتخصصين؛ حتى يتمكنوا من تفادي الآثار السلبية لها.
ويضيف "ومن الأهمية بمكان ضرورة تعرف الأسرة على الإعاقة مبكراً، فهذا سيقي وسيقلل نسبة الإعاقة ويحسنها، ويجب أن تكون الأسرة والمجتمع على علم ووعي وإلمام بهذا الأمر الذي يتعلق بفلذات أكبادهم؛ فالعلاج يبدأ من الأسرة .تجدر الإشارة إلي أنه أكدت الدراسات الميدانية التي أجراها مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة أن نسبة الأطفال المعاقين في منطقة الباحة بمختلف فئات الإعاقة تصل إلى 6% ، وهي تمثل واحدة من أكبر نسب الإصابة بالإعاقة في كافة مناطق المملكة، ولذلك سعت الجمعية لإنشاء مركز جديد في المنطقة لخدمة أكثر من مئة طفل وطفلة سنويًّا.
وتوصلت الدراسات إلى أن أكثر أسباب الإعاقة تعود إلى زواج الأقارب حيث بلغت ما نسبته 60% من الزيجات في المجتمع السعودي هي زواج أقارب، حيث بلغت نسبة الأطفال المعاقين بالمملكة 4% أي ما يعادل 780 ألف معاق.

ابورهيف
04-02-2010, 06:39 PM
الشكر لله اولا00ومن ثم الشكر لمن ساعد وقدم واهتم واعطى المجهود الطيب 00والف مبروك ل ادريس ولاهل ادريس ولك من هم في وضعهم 00بارك الله بالعمل الطيب وفعل الخير 000دمتم بخير