المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تـصنيف التـفاعل الإجتماعي والتواصل الاجتماعي لدى أطفال التوحد


أم صالح
06-02-2008, 08:22 PM
تـصنيف التـفاعل الإجتماعي والتواصل الاجتماعي لدى أطفال التوحد


Classification of Social Interaction and social Communication



من الثابت أن اللعب يُكسب أطفال التوحد قيمة بارزة في نموهم الإجتماعي بل يمنحهم بالإضافة إلى ذلك الثقة بالنفس و يمُدهم بعمليات التواصل الإجتماعي مع الآخرين سواء كان ذلك في محيط الأسرة , أو المدرسة , أو الملعب, فذلك المحيط هو الذي يكتسب الطفل المُصاب بمرض التوحد من خلاله الإستقلال الذاتي.

و تُشكل مجموعة الألعاب و الأنشطة الرياضية الحركية و الجسمية جميعها فائدة كبيرة في إزالة ظاهرة الإنطواء و الإحجام التي تميزه عن الأطفال العاديين فإذا حرصنا على ذلك من خلال ما وفرناه من ألعاب هادفة فنكون قد حققنا له نوعاً من التوافق الإجتماعي مع أسرته و مع أقرانه من أفراد مدرستة.

و حرص الأسرة على مشاركة طفلهم المُصاب بالتوحد , و إختلاطه مع الأخوة الآخرين في نفس المنزل و مشاركتهم اللعب أمر جيد يُماثل تماماً حرص الأسرة المدرسية على مشاركة التوحدي مع أقرانه الطبيعيين في الألعاب التي يُمارسونها و مُجمل هذه النشاطات الرياضية و الألعاب المُستهدفة تُساعد هؤلاء الأطفال على التفاعل مع الآخرين و تعكس النتائج المُستهدفة من علاجهم مستقبلاً.

و هناك مجموعة من النقاط الرئيسية من الأفضل للأسرة التعرف عليها قبل البدء في عمليات اللعب هي:
أولاً: التعرف على قدرات و ميول الطفل التوحدي حتى نستطيع أن نهيأ له اللعبة الهادفة التي يستطيع من خلالها أن يمارس نشاطه الإجتماعي باللعب بعيداً عن التوتر و العقد و الصعوبات التي تعرقل عملية العلاج باللعب.
و أفضل مثال على ذلك الأسرة التي تعرف طبيعة شخصية طفلهم المصاب بالتوحد و مدى تأثره ببعض المثيرات التي تُثيره فتراعي فيه هذه الأمور عند إختيار اللعبة الهادفة و توازن بيئة اللعب في العلاج.

ثانياً: عدم إغفال الإعاقة الجسدية إذ أن هناك بعض الأسر التي تغفل الإعاقة الجسدية و الضعف أثناء التعامل مع اللعبة و لا تنتبه لأثرها في نفسه و تفكير الطفل التوحدي , و هذه كلها أمور مهمة لا بد من مراعاتها لأن هناك من لديه إعاقات سمعية أو بصرية أو لمسية و لهذا يجب مراعاة هذه الظواهر المُعيقة و خاصة لدى التوحديين لأن جميع هذه الملاحظات الدقيقة التي يغفل عنها بعض أولياء أمور الأطفال التوحديين يجب أن تؤخذ جيداً بعين الإعتبار , لأن ظروفهم الصحية لا تساعدهم على التواصل و التفاعل اللعبي مع الآخرين بحكم الإضطراب العصبي الموجود في كيانهم فيؤدي إلى إنعكاسات سلبية و حركات عشوائية غير مفهومة الدلالة أو المغزى.

ثالثاًُ: ضرورة إستقرار العوامل الإيجابية , حيث يجب أن تستقر العوامل الإيجابية و المُعززات المساعدة أثناء اللعب لصالح التوحديين, لأن هذا الأمر سوف يجنبهم الدوافع السلبية في الألعاب , و خاصة أثناء غضبهم و توترهم و قلقهم من الألعاب التي قد تكون محط تقييم و علاج جسمي و إجتماعي و نفسي لهم, فمثلاُ هناك ألعاب ذات آثار خاصة , مثل تمارين رياضية خاصة للعضلات الرخوة في الأصابع أو في اليدين أو الرجلين و هذه الألعاب خاصة بتلك العضلات مثل عملية قذف الكرة أو الضغط على المُعجنات الطينية أو لعبة شد الحبل أو الفك و التركيب و هذه الألعاب لها تمارين رياضية ذات أثر محدود, يستهدف من ورائها تقويم عيب بدني أو الحد من إعاقة جسدية معينة للطفل المصاب بالتوحد, أو تخفيف قصور نمائي يعاني منه.

نظام التواصل (http://www.cjbuy.com/forum/showthread.php?t=8131)
نظام التواصل عن طريق تبادل الصور ( PECS) تم تطويره في برنامج " ديلوير " للتوحد كاستجابة للصعوبات التي نواجهها لسنين عديدة في المحاولة التي بـذلت مـــن خــلال البرامج المتـنوعة للتدريـب على التـواصـل ( Bondy & Frost , 1994 Frost & Bondy , ; 1994 b ) – وهذا النظام تم تطبيقه على ما يزيد على 100 من أطفال " ديلوير " و" نيوجرسي " وكانوا جميعهم في سن الخامسة أو أصغر، ولا يستخدمون الكلام عند ما يدخلون إلى المدرسة. كما تم استخدامه أو تطبيقه – أيضاً – مع أطفال توحديين آخرين ومراهقـين وكــبار ( Bondy & Frost, 1993) التدريب على نظام التواصل عن طريق تبادل الصور يبدأ بالتعرف على الأشياء الأكثر جاذبية لانتباه الطفل، وهي الأشياء التي يريدها الطفل، وهذه الأشياء ربما كانت طعاماً أو شراباً أو لعباً أو كتباً معينة أو أي شئ آخر، يصل إليه الطفل، ويتمسك به باستمرار. وبعد أن يتعرف الشخص الكبير على ما يريده الطفل من خلال مراقبته، ثم يقوم رسم صورة ملونة أو خطاً أبيض وأسود للشيء الذي يريده الطفل. وبالنسبة للطفل المغرم بالعنب – مثلاً – فإننا نحتاج إلى مدربيّن لهذه العملية التعليمية. فبينما يحاول الطفل تناول العنب يقوم المدرب الأول بمساعدته جسدياً لأخذ صورة العنب ورفعها ووضعها في اليد المفتوحة للمدرب الآخر الذي لديه العنب.وبمجرد أن توضع الصورة في يد هذا المدرب الثاني، فإن عليه أن يقول " ها " أنت تريد العنب " ( أو عبارة مماثلة ) وفوراً عليه أن يعطي العنب للطفل. وفي مثل هذه الحالات فإن الطفل لا يُسأل عما يريده أو الطفلة عما تريده. والطفل لا يُطلب منه تناول الصورة ورفعها. فالمدرب لا يقول شيئاً إلى أن يضع الطفل الصورة في اليد المفتوحة. وبالتدريج ومع مرور الوقت، تُسقط المساعدة الجسدية لتناول الصورة ورفعها وكذلك تُسقط المساعدة لوضعها في يد المدرب الآخر. ومن خلال مختلف التفاعلات، فإن الطفل سيبدأ التفاعل بتناول الصورة ورفعها، وإعطائها للمدرب.


الخطوة الثانية تتضمن أن يتحرك المدرب بعيداً عن الطفل، من أجل أن يبذل الطفل المزيد من الجهد للوصول إلى المدرب، والعديد من الناس يجب أن يشاركوا في تلقي الصور في هذه المرحلة، وبعد أن يعلم الطفل استخدام صورة واحدة مع عدد من الناس، فإن العديد من الصور تضاف عن الأشياء الأخرى التي يريدها الطفل. وعلى كل حال، ففي هذه المرحلة، فإنه تعرض على الطفل صورة واحدة في وقت واحد، وتوضع هذه الصورة على لوحة التواصل وبعد مرور بعض الوقت وعندما يصبح الطفل قادراً على استخدام عدة صور واحدة بعد الأخرى، فإن المدرب يستطيع وضع صورتين على اللوحة ثم ثلاث فأربع صور الخ... وهناك عدد من إجراءات التدريب المتمايزة قد تم استخدامها لتحسين الأداء عند هذا المستوى.


فالطفل الذي يستخدم هذا النظام في هذه المرحلة، قد يبدوا أنه يفعل أشياء قليلة فقط، ولكنه في حقيقة الأمر قد تعلم بعض المهارات بالغة الأهمية. وعندما يريد الطفل شيئاً فإنه سيذهب للوحة الصور وينتزع منها صورة ما يريده، وسيجد شخصاً كبيراً ، ويذهب إليه ويضع الصورة في يد ذلك الشخص، وينتظر أن يُلبي طلبه، والطفل الذي تم تعليمه هذا النظام.سيذهب بهدوء إلى شخص كبير ليحصل على شئ ما بدلاً من محاولة الحصول عليه بينما يتجاهل الآخرين من حوله. إن أهمية أن يبتدر الطفل التفاعل في محيط اجتماعي مناسب لا يمكن المبالغة في التأكيد عليها، فالطفل التوحدي في مثل هذه الحالات لا يعتمد على حث الكبار الشفاهي له ليتواصل معهم.


في المرحلة الثانية يُعلم نظام تبادل الصور الطفل كيف يكون جملاً بسيطة، مثل : " أنا أريد كعكة " باستخدام عدة صور، فبطاقة صورة واحدة تمثل " أنا أريد " وتسليمها لشخص كبير.وفي خطوة تالية يُعلم الطفل التمييز بين الطلب والتعليقات البسيطة (التمييز بين طلب الشيء والتعليق على الشيء نفسه). كالتمييز بين أنا عندي أو إني أرى أو أن هناك شيئاً. وهذه مرحلة صعبة التعلم بالنسبة لبعض الأطفال التوحديين .وربما تطلبت بعض النبرة اللطيفة في التعامل مع الطفل، وعلى كل حال، فإن نظام تبادل الصور سيستمر كلما تم التوسع في عدد الصور لكل جملة واحدة والتوسع – أيضاً – في عدد وظائف التواصل.
كل الطلاب الذين تعاملنا معهم في " ديلوير " وفي " نيوجرسي " تعلموا الخطوة الأولى من برنامج تبادل الصور على الأقل، وهي تـبادل صورة واحـدة ( أو أي نموذج مرئي آخر ) للحصول على ما يريدونه. وكثير من الأطفال تعلموا الخطوة الأولى في حصة تدريب واحدة بينما استغرقت هذه الخطوة سبع حصص مع طلاب آخرين، وكان أحد الآثار الإيجابية الجانبية المهمة لهذا النظام هو أن عدداً كبيراً من الأطفال قد تمكنوا من تنمية حصيلة لغوية بعد بداية برنامج تبادل الصور معهم بسنة أو سنتين. ووفقاً لخبراتنا،فإن الأطفال الذين يستخدمون 30-100 صورة، في الغالب بدأوا يتكلمون عندما يمدون الصور لغيرهم من الناس، وبعض الأطفال بدأوا يتكلمون في وقت مبكر مما سبق، بينما ظل آخرون يعتمدون ببطء على تبادل الصور. ففي إحدى المجموعات المكونة من 66 طفلاً من أطفال ما قبل المدرسة الذين استخدموا نظام تبادل الصور لأكثر من سنة، كان هناك 44 طفلاً منهم قد اكتسبوا قدرة على الكلام بصورة مستقلة و 14 طفلاًَ اضافياً اكتسبوا كلاماً مرتبطاً بالصور أو نظام الكلمات المكتوبة . ومجموعة أخرى مكونة من 26 طفلاً من أطفال ما قبل المدرسة التحقوا بالبرنامج خلال السنوات الثلاث التالية. وسبعة من هؤلاء الأطفال الذين تعلموا مبدئياً نظام تبادل الصور أصبحوا لا يصنفون كتوحديين من الناحية التعليمية. وخلال السنوات الخمس الماضية ( قبل عام 2000م) فإن هناك ما يزيد على 30 طالباً من الذين بدأوا برنامج نظام تبادل الصور، قد تم دمجهم بصورة كاملة مع الأطفال الذين يعانون من إعاقات خفيفة متنوعة.
وعلى كل حال، فإن برامج التواصل اللغوي والبرامج التربوية المصممة للطلاب التوحديين تعتمد إلى حد بعيد – أيضاًَ – على مستويات أداء ذكائهم العقلي على وجه العموم.

التعبير عن العواطف

هناك القليل من الدراسات حول قدرة الأطفال ذوي التوحد على التعبير عن عواطفهم، ولكن بيانات البحوث المحددة تساند الملاحظات السريرية التي توضح عجزا كبيرا في هذا الجانب، ولقد فحصت العديد من الدراسات قدرة الأطفال ذوي التوحد في تقمص تعابير وجه واضحة تدل على عواطف معينة، وخلصت الدراسات إلى أن الأطفال ذوي التوحد لديهم قدرة أقل في تقمص تعابير الوجه المطلوبة، وهناك دراسة حديثة تفحصت الإيماءات الطبيعية للأطفال ذوي التوحد، ولاحظت غيابا منافيا للذوق السليم في التعبير عن المشاعر الشخصية مثل المواساة والحب، والصداقة، والحرج في المواقع التي يتوقع فيها حدوث مثل هذه الإيماءات وعليه فإنه يبدو أن "الذخيرة الغوية لهؤلاء الأطفال في مجال التعبير العاطفي تعتبر محدودة".

وعلى المستوى التطبيقي فإن هذه الإعاقة تُحدثُ أسى عميقا لكل من الشخص ذوي التوحد والآخرين إذ أن الأجزاء المفقودة من "الذخيرة اللغوية" تبدوا وكأنها عبارة عن تلك العناصر المتوسطة التي تقع ما بين التعابير المسيطر عليها والتعابير الانفجارية من ناحية، وفيما بين تلك االتعابير التي تتطلب فهما لمشاعر وأفكار الشخص الآخر من ناحية أخرى.

والمثال المقبول حدسيا، ولكنه غير دقيق بشكل واضح والذي أستخدمه هو اعتبار مشاعر الطفل ذوي التوحد وكأنها قد تم التعبير عنها عبر مجسم صوت مقلوب، فبعض المشاعر يتم التعبير عنها بأقصى الأصوات إرتفاعا بمجرد استخدام زر "تشغيل/إيقاف"، وهذه العواطف شخصية بكل معاني الكلمة، مثل الاحباط والإزعاج، وبعض المشاعر تم التعبير عنها بأدنى صوت ممكن وهذه تتضمن فهما واعترافا بمشاعر وأفكار الآخرين، وهذه العواطف تشمل المحبة، والمواساة، والإحراج، وهكذا فإن توترا خفيف قد تنتج عنه تفاعلات مأساوية، فطفلة توحدية لم تستطع فتح الباب قامت بعض يديها، وفجأة قفزت حتى أصابت زميلتها في الفصل، ولم تواسيها أو تعتذر أو يبدو عليها أي نوع من الحرج، ولكن لمستها المقتضبة لذراعك أو لوجهك قد تكون أعمق أنواع المودة والحب التي يمكن أن يعبّر عنها الطفل وهي تساوي في قيمتها الغالية عناق الطفل للطفل الآخر وقول كلمة "إني أحبك".

يبدو أن هناك عدم دقة في التعبير عن العواطف والشيء المهم الذي يجب أن نتذكره هو أن قوة التعبير العاطفي للشخص ذوي التوحد يمكن أن تفسر تفسيرا غير صحيحا حيث أن أحد البالغين من ذوي التوحد كان يعتبر عدوانيا للغاية وذلك لأنه كان يأتي قريبا من الأشخاص الآخرين ويلوح بقبضة يده المرفوعة قائلا سألكمك في فمك، وهو لم ينفذ التهديد أبدا، ومن المفهوم أنه كان يأتيهم عدد قليل من الزوار، ولدى التحري اتضح أنه يتهيج فقط لدى حضور أشخاص جدد، ولكنه لا يستطيع أن يعبر عن هياجه بطريقة رقيقة ومناسبة، ومن ناحية أخرى فإنه شاهد الأفعال والعبارات في التلفاز عندما يستشيط الناس غضبا ووجد أن تقليد مثل هذه الأفعال نجح في إبعاد الناس عنه وتركه لوحده، وكان علينا أن نشرح بعناية للزوار ألاّ يأخذوا بالتفسير الحرفي لما قاله لأنه لا يمكنه التعبير عن نفسه بغير هذه الطريقة البدائية، وبالاضافة إلى ذلك ينبغي أن نعلمه العبارة البديلة "أرجو تركي لوحدي" والتي تعتبر فاعلة بنفس القدر ولكنها سليمة تماما.

ويلاحظ وجود صعوبة في النطق بالمشاعر أو التعبير عنها عندما يحزن الشخص ذوي التوحد أو يتهيج، ويكرر جمل كاملة أو محادثات ليست مناسبة في الحالة المماثلة، ولكن ربما يكون قد سبق التفوه بها سابقا بواسطة هؤلاء الأطفال أو بواسطة أشخاص آخرين، وذلك لدى حدوث تجربة عاطفية مشابهة، وهنا فإن الرسالة الهامة هي المشاعر وليس الكلمات.

وهناك سؤال شائع يرتبط بالتعبير العاطفي "لماذا يضحك عندما أكون في خلاف معه أو عندما يكون مضطربا؟" بالطبع هذه الاستجابة العاطفية الظاهرية التناقض قد تكون بسبب الصعوبة التي يواجهها الشخص ذوي التوحد في التعبير عن عواطفه، والضحك قد يكون آلية لإزالة التوتر كما في التعبير الدارج "المضحك/المبكي" وعرفت حالة عندما كان صوت الضحك الهستيري للطفل التوحدي كافيا لإيقاظ جدته من النوم، وعندما فتحت غرفته لاحظت أنه كان مريضا في سريره وكان مضطربا للغاية ولكنه عبّر عن ذلك بالضحك دون دموع أو صياح لطلب المساعدة.

أحيانا يرى الشخص ذوي التوحد في بعض الأشياء مثل الدّبور أو الكرتون نماذج لإثارة الضحك، وبالنسبة للمراقب (الذي لا يرى شيئا مضحكا) يبدو وكأن الطفل يستجيب لأصوات في رأسه وبالتالي يكون هناك شكا في إصابته بمرض انفصام الشخصية، إلاّ أن ذلك يحدث فقط لأن الطفل متوترا (أي متوتر في استجابته للخطر الذي يتمثل في امكانية لسع الدّبور له). أو ربما لأنه تذكر بعض الأحداث السابقة التي كانت مرتبطة بذلك الشيء المضحك وأحيانا أن مجرد كلمة معينة قد تسبب الضحك وذلك لإرتباطه بنطق الكلمة نفسها أو معناها، وهذ يبدو لا غبار عليه ولكن أليس من المحزن الاّ نستطيع فهم تلك النكته المضحكة؟ إلاّ أن هذا الضحك قد يعني أن الشخص يشعر بالتوتر وأن الضحك هو آلية فاعلة لتنفيث التوتر، ولكنه ليس شعورا منحرفا يرتبط بالفكاهة أو الهلوسة.

وهناك أحد ملامح المكايدة في التوحد يجب أن نفسره بما يكفي إذ أنه يحدث عندما يعبر الطفل عن العدوانية في الوقت الذي يقصد فيه التعبير عن المودة، ومثال ذلك طفلة صغيرة من ذوي التوحد كانت تربث على وجه أمها وكان يبدو أنها على وشك تقبيلها ولمن اقتربت منها وخزتها في وجنتيها فجأة، وبعد ذلك اضطربت الطفلة الصغيرة بسبب فعلتها تلك وأنا أعرف حالات أخرى يكون فيها المستوى التالي من المودة الأكثر هوالسلوك المناسب إلاّ ان العدوان قد يكون بدلا عن ذلك مما يغضب كلا الطرفين والأطفال الذين يعانون من متلازمة "أسبيرجر" يمكن أن يعانوا من عدم القدرة على التعبير الدقيق عن عواطفهم، وهناك ميل للقفز تعبيرا عن الفرح عندما يفرح الأطفال في سن ما قبل المدرسة، وهذه الخصائص المقبولة تتلاشى أثناء سنوات الدراسة الأولى ولكن الأطفال والمراهقين الذين لديهم اضطراب "أسبيرجر" قد يستمرون في القفز والتلويح بأيديهم عندما يفرحوا، والخاصية التي تهم بقدر أكبر المراهقين من ذوي التوحد هي حدوث العواطف القوية المفاجئة وعلى وجه الخصوص الخوف والذعر الذين لا يتسقان مع الموقف المحدد، ولحسن الحظ فإن نوبات الذعر هذه يمكن التخلص منها بالعلاج الطبي المناسب.

كيف يمكنك تشجيع فهم العواطف والتعبير عنها؟

هنالك عدة طرق يمكن أن يطور بها المدرس أو الوالد برامج نشاطات تبرز فهم العواطف والتعبير عنها، وبالنسبة للأطفال الصغار ذوي التوحد فإن مجموعة النشاطات في الفصل الدراسي يمكن أن تتركز على عاطفة محددة، ويمكن تعديل الأغاني التقليدية "إن كنت سعيدا مبتهجا" مع أفعال محددة مثل "عانق صديقك" وفي مثل هذه الألعاب فإن على المدرس أن يجسد ويعزز تلك النشاطات بالتعبير عن السلوك الودي.

وبالنسبة للأطفال الكبار غير المعاقين والذين يعانون من التوحد يمكن التعبير عن عاطفة محددة مثل "سعيد، حزين، غضبان، قلق، محب" واستخدامها كموضوع لمشروعات قصص، وموسيقى، ورسم، وتمثيل، والطلاقة في الكلمات والإيماءات والأفعال التي تصف المشاعر بدقة يمكن أن تكون مفيدة للغاية عندما يتقدم به العمر خاصة عندما يتم سؤال الشخص الذي يعاني من التوحد "ما الذي حدث؟" وعندها فإنه قد لا يعطي فقط وصفا للأحداث وإنما وصفا لمشاعرهم أيضا، ويجب أن يشتمل المنهج على مواد عن كيفية التعرف على مشاعر الآخرين وما الذي يتم فعله في ضوء ذلك، وهذا قد يشمل القيام بأدوار في مواقف محددة، لتدريس الاستجابة الصحيحة، مثلا: عندما يبكي شخص ما (ضع ذراعيك حوله بدلا من الاكتفاء بالوقوف بعيدا عنه والنظر إليه).

وفي المنزل يمكن أن يشجع الوالدان الطفل ليستخدم بعض الأفعال مثل القبلة المقتضبة على الخد كتحية، أو "أشكرك" وهذه قد تكون أفعال ميكانيكية خالية من درجة الشعور التي قد يريدها الشخص، ولكنها تعلمه الاستجابة المناسبة لبعض المواقف الإجتماعية المحددة، وهذا مفيد على وجه الخصوص لأن السلوك المضطرب أحيانا للطفل ذوي التوحد قد يكون بسبب عدم معرفته لما يجب أن يفعله استجابة لسلوك عاطفي صادر من شخص آخر، حاول التعرف على هذه المواقف وقم بتدريس الأفعال المأمونة والمناسبة أو العبارات مثل "أنا آسف" أو "ساعدني" أو ما الذي يجب أن أفعله لأن هذه قد تساعد كلا الطرفين على فهم بعضهما البعض.

الملخــــــــــــــــــــــــــــــــــــص:-
الضعف النوعي في التفاعلات المتبادلة والذي يمثل الخاصية الفريدة في التوحد يعزى لعدم وجود مهارات محددة تستخدم في التفاعلات الإجتماعية، وفي إبلاغ الأفكار والمشاعر، والنقاط الرئيسية التي يجب أن نتذكرها هي:-

1- بعض مراحل العوامل في التفاعل الإجتماعي يجب تعلمها (مثل التحية).

2- التفاعلات مع الأنداد الطبيعيين قد تكون مساعدة للغاية في تشجيع تطوير السلوك الإجتماعي السليم.

3- يجب أن يكون هناك توازن بين التفاعلات المفيدة (مثل أفعال هذا) وتلك التي تكون لمجرد الإمتاع (اللعب الخشن والسقوط على الأرض).

4- احتفظ بنغمة سلوكك العاطفي في مستوى يفهمه الطفل، وهذا يكون دائما على مستوى أقل بكثير من المستوى الذي تستخدمه بالنسبة للأطفال العاديين.

5- بعض العواطف يتم التعبير عنها بقوة ولكن الطفل لا يمكنه التعبير عن مشاعره بطريقة أكثر رقة ودقة أوتدريجيا.

6- تلك العواطف المرتبطة بفهم أفكار ومشاعر الآخرين غالبا ما يتم التعبير عنها بطريقة ملطفة.

7- يمكن زيادة الذخيرة اللغوية للطفل لكي يفهم العواطف ويعبر عنها بنشاطات محددة في المنزل وفي المدرسة.

معلم متقاعد
06-03-2008, 02:17 AM
http://www.mrkzy.com/uploads/81a4980ee0.gif

أم صالح
06-11-2008, 07:41 PM
http://www.mrkzy.com/uploads/9d07782ee1.gif

dflp
08-23-2008, 09:58 AM
مشكوووووووووووووووووووووووورة