المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التوحد النظريات الحالية والبينات - اندرو زيمرمان 2008


أم صالح
01-28-2010, 02:34 PM
التوحد النظريات الحالية والبينات - اندرو زيمرمان 2008

Autism: Current Theories and Evidence, Andrew W. Zimmerman, 2008

http://gulfkids.com/images/Aut_NM (1).jpg

المقدمة

ان التفكير الابداعي والبحث العلمي التعاوني قد اديا الي تطور فهمنا للتوحد واصبحنا حاليا في بداية الطريق لتخليق المعلومات الي بينات ونظريات ، ان نقص معلوماتنا عن اسباب وطريقة حدوث (امراض – بالف مكسورة) التوحد كانت مصاحبة لعدد كبير شديد التعارض من اساليب التشخيص والعلاج والتي اغلبها لم يتم اختباره علميا بشكل جاد ، وكانت عاقبة ذلك علي المرضي واسرهم انه بينما يتطلب المرض التدخل السريع من اجل انقاذ اطفالهم فانهم قد تركوا بلا قرار تشخيصي معرضين للحيرة حول ما يجب عليهم ان يفعلوه، وهذا الكتاب يقدم النظريات المعاصرة حول التوحد والادلة التي تساندها والغرض منه هو توضيح كيف ان الاساليب العلمية توضح الاساس الحيوي لمثل هذا الطيف من الاعراض مما يسهل الطريق لعلاجها ومنعها باستخدام الطب المؤيد بالدليل .

منذ ان كتب ليو كانر سنة 1943 وصفا للتوحد باعتباره خلل حيوي وتابع حالاته ومرضاه الاحدي عشر حتي سنة 1971 كانت لدينا كميات مدهشة من المعلومات الوصفية ولكن كما هو الحال في العديد من زوايا علم طب الاعصاب نحن اثرياء في المعلومات ولكننا فقراء في التنظير، لقد تم صياغة العديد من الافتراضات فقط لتوضيح الاعراض المختلفة للتوحد ومساندة بعض الطرق العلاجية التي لم يتم اختبارها والتي هي اصلا بنيت علي اساس بعض المعلومات التجريبية المحدودة والتي تم استخدامها لا لسبب الا الحاجة الماسة للمرضي

ان ابحاث التوحد اليوم تتحرك سريعا حيث تم تغير الاصطلاحات وتحدي التعريفات التقليدية والتي كان يتم استخدامها، الاهتمام العلمي بالتوحد بدأ يتزايد بالتوازي مع زيادة مماثلة في حدوثه وفي اهتمام الناس به والان حان دور ان نفحص كيف نكون اسلوبا علميا نحو التوحد، ان التعارض في شكل الحالات مع التغيرات الديناميكية اثناء نمو الاطفال تؤدي لارتباك تلك النماذج الخطية المبسطة في فهم التوحد ، نحن في امس الحاجة الان الي تفكيرا شاملا ووجهة نظر تعاونية مشتركة.

ان جهودا مخلصة تستخدم المنطق والاسلوب العلمي تقود الان العديد من الباحثين ووكالات التمويل للتحرك الي مابعد المرحلة الوصفية للتوحد الي مرحلة تكوين الفرضيات وجمع المعلومات باسلوب منهجي وتحديد البينات وتكوين نظريات يمكن اختبارها، ان المقصود بالفرضية انها اقتراحات تحاول تفسير الوقائع بشكل موحد وتكوين اسس تبني عليها التجارب التي يتم تصميمها لاختبار مصداقية تلك الفرضيات، واما النظرية فهي مجموعة عبارات تشمل الفرضيات التي تفسر الملاحظات باستخدام اصطلاحات تلك الفرضيات ، وبالمعني العلمي فان النظرية هي صيغة من المعرفة اكثر تقدما تنبع اساسا من الفرضيات والمعلومات التجريبية والبينات .

ان عملية تكوين النظريات تؤدي الي اكتشافات تؤيد وصف العالم كون حول كيفية ان الباحثين يلاحظون الظواهر الشاذة التي يؤدي فحصها الي خروج عن المنطق المألوف وبالتبعية الي ثورة علمية، ان التطور في طب الاعصاب والبيولوجيا الجزيئية والعلوم المرتبطة بهما قدم وسيلة للتحرك ابعد من مجرد الملاحظة وصياغة الفرضيات واكتساب البينة التجريبية
ان تطبيق الاساليب العلمية يسمح بترجمة المشاهدات من العلوم الاساسية الي تطوير طب سريري مؤيد بالبينات في موضوع التوحد

كانت هذه العملية تحدث ببطء بسبب التباين الموروث في الوصف الاكلينيكي للتوحد ونقص تمويل الابحاث، والان مع ازدياد التمويل والتدقيق في الوصف اصبح هناك تواصل بين الباحثين في محاولة لاثبات العدد من النظريات، النظريات اصلا تنشأ من الملاحظة للظواهر وتلك الملاحظة هي اساس الافتراضات التي تؤدي الي التجريب وباستخدام المعلومات التجريبية وبتحليل البينات ، فان النظريات بدورها تولد ملاحظات وفرضيات جديدة ومنقحة تعيد الدورة وتؤكد النظرية او تعدلها، هذه هي الدورة التي تتبعها اي معرفة جديدة والتي تطبق علي ابحاث التوحد اليوم ، ولكن في عملية تطوير النظريات من المهم اولا ان نفرق بين العلم الحقيقي والاكاذيب او بين النظريات العلمية والنظريات غير العلمية.

علي الرغم من انه مازال امامنا الكثر لانجازه فان هذا الكتاب سيثبت ان هناك تقدما في ابحاث التوحد رغم الملاحظات الواضحة بانه لن تستطيع اية نظرية واحدة تفسير كل اطياف التوحد ولكن تداخل النظريات سيعمل علي ايجاد وسائل لتوضيح اعراض التوحد المختلفة


المصدر – الترجمة :
عاطف عثمان حلبية