معلم متقاعد
01-04-2010, 07:35 PM
التعلم بالترفيه ...نظرة وعبرة
عاطف دويكات
لاشك أنها مهمة صعبة ومعادلة معقدة تلك التي تهدف إلى تحقيق علاج ضعف الطلبة وحب التعلم لديهم في ضوء وجوب تأديتهم للعديد من الواجبات وتقيدهم بالعديد من الضوابط والأنظمة ودخولهم في اختبارات وقياسات عديدة للأداء و وجود الفروق الفردية التي أصبح الطلبة بموجبها فئات متباينة داخل الغرفة الصفية
من أهم العناصر المؤدية إلى الحد من ضعف الطلبة هو الخروج عن المعتاد و دفع الطلبة إلى المبادرة والمشاركة والشعور بالحماس وذلك من خلال العديد من الأساليب منها؛ الاستماع لطلباتهم وإشراكهم في القرارات،و تشجيع التفاعل الجماعي، وإعطاؤهم ومزيدًا من الحرية في اختيار ما يناسبهم، و احترامهم وتقدير جهودهم، وأخيرًا وليس آخرًا جعل المدرسة أكثر متعة من خلال إيجاد علاقة حميمة بين الطلبة وما يدرسون .
وعملا بالمقولة المشهورة للعلامة ابن خلدون (علم الأطفال وهم يلعبون) جاءت فكرة مشروع التعلم بالترفيه من خلال إيجاد مراكز تربوية ( مخيمات صيفية ) ليس هدفها الترفيه والنشاطات اللامنهجية بقد ما تسعى إلى علاج ضعف الطلبة في المهارات الأساسية في المواد الرئيسة ، و نظرا لنجاح التجربة السابقة عام (2007) لهذا المشروع و إيمانا من الإدارة العامة للإشراف و التأهيل التربوي وبدعم من ( اليونيسيف ) في الحد من ضعف الطلبة و علاج من لا يجد له حظا في اكتساب المهارات الأساسية في المواد الرئيسة ( اللغة العربية والرياضيات )أثناء الدوام المدرسي لأسباب كثيرة لا يتسع المقام لذكرها ، فقد تم زيادة أعداد المدارس المشاركة و بالتالي زيادة عدد الطلبة المنتفعين من هذا المشروع .
و حتى تكتمل الصورة عن مشروع التعلم بالترفيه و بيان الأثر الإيجابي الذي يتركه على فئات الطلبة المشاركين لا بد من الحديث عنه من جوانب رئيسة و أساسية: على رأسها فئات الطلبة المشاركين فيه ، و تنظيم المراكز التربوية ، و الأنشطة المنهجية واللامنهجية التي تعطى للطلبة ، وفئات المعلمين الذين يدرسون في المراكز التربوية
يهدف المشروع إلى الحد من ضعف الطلبة في المهارات الأساسية في اللغة العربية والرياضيات من خلال ممارسة نشاطات خارجة عن الروتين الصفي و توظيف طريقة اللعب باستخدام الرياضة والفن و النشاطات المختلفة ، لذا فقد تم تزويد المراكز التربوية بمعلمين يمتلكون المقدرة على التعامل مع هؤلاء الطلبة ، و تم عقد ورش تدريبية لهم للاطلاع على القضايا المنوي علاجها و بالتالي التنسيق بين المعلمين في المركز الواحد ليكونوا أشبه بحلقة تكمل بعضها بعضا لذلك فقد وضعت الخطط لكل مركز بحيث يتم التبادل في الحصص بين المعلمين بشكل سلس وكلما دعت الحاجة إلى ذلك
أما بشأن فئات الطلبة: يحتوي المركز التعليمي على أربعين طالبا من الصف الثاني و حتى السادس تم تقسيمهم إلى فئتين : الأولى من طلبة الصف الثاني الأساسي إلى الرابع الأساسي و الثانية من الصف الخامس الأساسي إلى السادس الأساسي ، و حرصا على تحقيق المشروع أهدافه فقد تم اختيار فئات الطلبة بعناية من خلال الاطلاع على نتائجهم المدرسية و مشاورة أعضاء الهيئة التدريسية ممن يدرسون هؤلاء الطلبة ، و عقد اختبار تشخيصي قبلي لهم للوقوف على مواطن ضعفهم و بالتالي السير ضمن خطة محكمة لعلاج الضعف ، علما أن الاختبار سينفذ لهم مرة أخرى في نهاية المشروع للحكم على مدى استفادة الطلبة من البرنامج
أما بالنسبة إلى المراكز التعليمية فقد تم تجهيزها من حيث شعارات تجذب الطلبة و زينة تظهر الوجه الحقيقي للمركز التربوي و قرطاسية تخدم فئات الطلبة في مختلف الحصص سواء على مستوى اللغة العربية و الرياضيات أو التربية الفنية والرياضة
يمارس الطلبة في المراكز التربوية نشاطات لا منهجية عديدة لعل أهمها الرحلة التي سوف تعقد إلى مدينة القدس عاصمة الثقافة العربية فضلا عن تأمين وجبة غداء لكل طالب بقيمة ثلاثة شواقل كما تم منح كل طالب كسوة بسيطة من خلال مساهمة المجتمع المحلي الذي سيكون له دور بارز في الاحتفال الختامي الذي سيعقد في نهاية المشروع 14/8/2009م
أما بشأن النشاطات المنهجية فيساهم البرنامج من خلالها إلى إحداث نقلة نوعية في فئات الطلبة من خلال التركيز على بعض المهارات في اللغة العربية والرياضيات و بالتالي الحد من ضعفهم ، علما أن أهم ما يتميز به مشروع هذا العام أنه لن ينتهي بانتهاء البرنامج بل سيتم متابعة الطلبة خلال العام الدراسي بهدف تثبيت المهارات الأساسية التي تعلموها في المراكز التربوية
في ضوء ما سبق يمكن القول أن تجربة التعلم بالترفيه يمكن أن تساهم في الحد من ضعف الطلبة إذا استغلت بالطريقة الصحيحة ووفق الأهداف المرسومة ، و لا أبالغ إذا قلت أن مثل هذا المشروع له آثار إيجابية إذا ما طبق في مدارسنا التي هي بحاجة إلى هذا النوع من التعلم لما فيه خروج عن المألوف والمعتاد، وإنني أنصح وزارة التربية واليونسيف باستكمال العمل في هذا المشروع وإتاحة المجال أمام منسق المشروع بعقد اجتماع قبلي مع المشرفين المتابعين له قبل البدء بالتخطيط للأنشطة بهدف الوقوف على الحاجات الأساسية لهذه الفئة من الطلبة كونها الأكثر حاجة، بل والأقل حظاً في الفرص
عاطف دويكات
7/8/2009م
http://pulpit.alwatanvoice.com/content-171242.html (http://pulpit.alwatanvoice.com/content-171242.html)
عاطف دويكات
لاشك أنها مهمة صعبة ومعادلة معقدة تلك التي تهدف إلى تحقيق علاج ضعف الطلبة وحب التعلم لديهم في ضوء وجوب تأديتهم للعديد من الواجبات وتقيدهم بالعديد من الضوابط والأنظمة ودخولهم في اختبارات وقياسات عديدة للأداء و وجود الفروق الفردية التي أصبح الطلبة بموجبها فئات متباينة داخل الغرفة الصفية
من أهم العناصر المؤدية إلى الحد من ضعف الطلبة هو الخروج عن المعتاد و دفع الطلبة إلى المبادرة والمشاركة والشعور بالحماس وذلك من خلال العديد من الأساليب منها؛ الاستماع لطلباتهم وإشراكهم في القرارات،و تشجيع التفاعل الجماعي، وإعطاؤهم ومزيدًا من الحرية في اختيار ما يناسبهم، و احترامهم وتقدير جهودهم، وأخيرًا وليس آخرًا جعل المدرسة أكثر متعة من خلال إيجاد علاقة حميمة بين الطلبة وما يدرسون .
وعملا بالمقولة المشهورة للعلامة ابن خلدون (علم الأطفال وهم يلعبون) جاءت فكرة مشروع التعلم بالترفيه من خلال إيجاد مراكز تربوية ( مخيمات صيفية ) ليس هدفها الترفيه والنشاطات اللامنهجية بقد ما تسعى إلى علاج ضعف الطلبة في المهارات الأساسية في المواد الرئيسة ، و نظرا لنجاح التجربة السابقة عام (2007) لهذا المشروع و إيمانا من الإدارة العامة للإشراف و التأهيل التربوي وبدعم من ( اليونيسيف ) في الحد من ضعف الطلبة و علاج من لا يجد له حظا في اكتساب المهارات الأساسية في المواد الرئيسة ( اللغة العربية والرياضيات )أثناء الدوام المدرسي لأسباب كثيرة لا يتسع المقام لذكرها ، فقد تم زيادة أعداد المدارس المشاركة و بالتالي زيادة عدد الطلبة المنتفعين من هذا المشروع .
و حتى تكتمل الصورة عن مشروع التعلم بالترفيه و بيان الأثر الإيجابي الذي يتركه على فئات الطلبة المشاركين لا بد من الحديث عنه من جوانب رئيسة و أساسية: على رأسها فئات الطلبة المشاركين فيه ، و تنظيم المراكز التربوية ، و الأنشطة المنهجية واللامنهجية التي تعطى للطلبة ، وفئات المعلمين الذين يدرسون في المراكز التربوية
يهدف المشروع إلى الحد من ضعف الطلبة في المهارات الأساسية في اللغة العربية والرياضيات من خلال ممارسة نشاطات خارجة عن الروتين الصفي و توظيف طريقة اللعب باستخدام الرياضة والفن و النشاطات المختلفة ، لذا فقد تم تزويد المراكز التربوية بمعلمين يمتلكون المقدرة على التعامل مع هؤلاء الطلبة ، و تم عقد ورش تدريبية لهم للاطلاع على القضايا المنوي علاجها و بالتالي التنسيق بين المعلمين في المركز الواحد ليكونوا أشبه بحلقة تكمل بعضها بعضا لذلك فقد وضعت الخطط لكل مركز بحيث يتم التبادل في الحصص بين المعلمين بشكل سلس وكلما دعت الحاجة إلى ذلك
أما بشأن فئات الطلبة: يحتوي المركز التعليمي على أربعين طالبا من الصف الثاني و حتى السادس تم تقسيمهم إلى فئتين : الأولى من طلبة الصف الثاني الأساسي إلى الرابع الأساسي و الثانية من الصف الخامس الأساسي إلى السادس الأساسي ، و حرصا على تحقيق المشروع أهدافه فقد تم اختيار فئات الطلبة بعناية من خلال الاطلاع على نتائجهم المدرسية و مشاورة أعضاء الهيئة التدريسية ممن يدرسون هؤلاء الطلبة ، و عقد اختبار تشخيصي قبلي لهم للوقوف على مواطن ضعفهم و بالتالي السير ضمن خطة محكمة لعلاج الضعف ، علما أن الاختبار سينفذ لهم مرة أخرى في نهاية المشروع للحكم على مدى استفادة الطلبة من البرنامج
أما بالنسبة إلى المراكز التعليمية فقد تم تجهيزها من حيث شعارات تجذب الطلبة و زينة تظهر الوجه الحقيقي للمركز التربوي و قرطاسية تخدم فئات الطلبة في مختلف الحصص سواء على مستوى اللغة العربية و الرياضيات أو التربية الفنية والرياضة
يمارس الطلبة في المراكز التربوية نشاطات لا منهجية عديدة لعل أهمها الرحلة التي سوف تعقد إلى مدينة القدس عاصمة الثقافة العربية فضلا عن تأمين وجبة غداء لكل طالب بقيمة ثلاثة شواقل كما تم منح كل طالب كسوة بسيطة من خلال مساهمة المجتمع المحلي الذي سيكون له دور بارز في الاحتفال الختامي الذي سيعقد في نهاية المشروع 14/8/2009م
أما بشأن النشاطات المنهجية فيساهم البرنامج من خلالها إلى إحداث نقلة نوعية في فئات الطلبة من خلال التركيز على بعض المهارات في اللغة العربية والرياضيات و بالتالي الحد من ضعفهم ، علما أن أهم ما يتميز به مشروع هذا العام أنه لن ينتهي بانتهاء البرنامج بل سيتم متابعة الطلبة خلال العام الدراسي بهدف تثبيت المهارات الأساسية التي تعلموها في المراكز التربوية
في ضوء ما سبق يمكن القول أن تجربة التعلم بالترفيه يمكن أن تساهم في الحد من ضعف الطلبة إذا استغلت بالطريقة الصحيحة ووفق الأهداف المرسومة ، و لا أبالغ إذا قلت أن مثل هذا المشروع له آثار إيجابية إذا ما طبق في مدارسنا التي هي بحاجة إلى هذا النوع من التعلم لما فيه خروج عن المألوف والمعتاد، وإنني أنصح وزارة التربية واليونسيف باستكمال العمل في هذا المشروع وإتاحة المجال أمام منسق المشروع بعقد اجتماع قبلي مع المشرفين المتابعين له قبل البدء بالتخطيط للأنشطة بهدف الوقوف على الحاجات الأساسية لهذه الفئة من الطلبة كونها الأكثر حاجة، بل والأقل حظاً في الفرص
عاطف دويكات
7/8/2009م
http://pulpit.alwatanvoice.com/content-171242.html (http://pulpit.alwatanvoice.com/content-171242.html)