المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : برنامج إرشادي لتعديل بعض متغيرات الشخصية لدى عينة من المعاقات حركياً في الجمهورية اليمنية


معلم متقاعد
01-04-2010, 07:27 PM
برنامج إرشادي لتعديل بعض متغيرات الشخصية لدى عينة من المعاقات حركياً في الجمهورية اليمنية


د/ أروى يحيى مصلح النجار
الدرجة العلمية: دكتوراه
تاريخ الإقرار: 2001
نوع الدراسة: رسالة جامعية

يعتبر القلق أكثر الإنفاعالات التي يعيشها الإنسان وهو عدم الارتياح النفسي والجسمي وخوف منتشر وعدم الشعور بالأمن وتوقع كارثة وشيكة.
والقلق من وجهة النظر المرضية ينشأ من عجز الفرد عن حل صراعه بالطريق المباشر أو بواسطة إحدى وسائل التعويض، فهو نقطة البداية لكل ألوان سوء التوافق واضطراب الشخصية وإذا زادت حدته إلى درجة تعوق تكيف الفرد أصبح حالة عصابيه.
( انتصار يونس، 1993 ، 391 )
وللقلق أنواع متعددة أهمها قلق الامتحان ، قلق الاتصال ، قلق الانفصال ، القلق الاجتماعي ، القلق المستقبلي ، واهتم في الفترة الأخيرة بقلق الموت والخوف منه، فالموت فيه جوانب كثيرة مجهولة وغامضة وغير متوقعة إذا يعنى أن الناس ستنتهي حياتهم دون معرفة الطريقة والمكان الذي سيموتون به.
ويشير أحمد عبدالخالق (1987) إلى أن الموت تجربة جديدة وغير مسبوقة، فهو أمر شائع لدى البشر إلا أن كل الناس تخشى الموت بدرجة معينة، وتطبيقاً للمبادئ السيكولوجية فإن الخوف من الموت بدرجة منخفضة أمر سوى وعادي أو بدرجة متوسطة على حين أن الخوف منه بدرجة مرتفعة يدل على اضطراب انفعالي، والمعاقون حركياً أكثر الأفراد قلقاً وذعراً في التعرض لحوادث قد تؤدي بهم إلى الموت.
فلإرشاد النفسي حاجة نفسية لدى الإنسان ومن مطالب النمو السوى.
ويرى حامد زهران (1988) أن المعاقين يتفقون مع العاديين في أساس الشخصية وللمعاقين مشكلات نفسية وتربوية ومهنية وأسرية فإنهم يحتاجون بإلحاح إلى خدمات إرشادية خاصة تربوياً ومهنياً وأسرياً وعلاجياً في شكل برامج مرنة، فالإرشاد عملية في رعاية وتوجيه نموهم وحل مشكلاتهم المرتبطة بحالات إعاقتهم بهدف تحقيق التوافق والصحة النفسية.
( حامد زهران ، 1998 ، 478 )
وللمعاقين متطلبات نفسية وتربوية تختلف عن المتطلبات والتربوية للأفراد العاديين من ناحية وتختلف تبعا الإعاقة من ناحية أخرى لذلك فالحاجة ملحة برامج إرشادية خاصة بالمعاقين بغرض مساعدتهم وتشجيعهم للتعبير عن آرائهم ومشاكلهم لتقبل الواقع والتعايش معه وإزالة المخاوف التشاؤمية التي تسيطر عليهم بهدف تحقيق التوافق النفسي.
ولم تلق فئة المعاقين في المجتمع اليمني الاهتمام من الباحثين رغم أنهم أحوج – ربما أكثر من غيرهم – أن يتفهم الباحثون بعض مظاهر الشخصية التي تتشابك لديهم نتيجة لما تفرضه الإعاقة من ظروف جسمية ومواقف اجتماعية وصراعات نفسية، وإلى تفهم الأساليب السلوكية التي تعبر عن الكثير من التعقيد، فكان من نتيجة ذلك أن كثيراً من البرامج التي وضعت لهذه الفئات الخاصة بنيت على بعض الافتراضات والملاحضات القابلة للصواب والخطأ، وليس على أسس عملية قائمة على الدراسة والتجريب.

وتسعى هذه الدراسة إلى محاولة تحسين مفهوم الذات للمعاقات حركياً وتأكيد ذواتهن وخفض قلق الموت وذلك لعدة اعتبارات .
(1) أن فكرة الفرد عن ذاته تؤثر على سلوكه.
(2) أن تحقيق ما لدى الفرد من امكانات وإبداء رأيه في كافة أمور حياته والقدرة على التعبير الصريح عن نفسه، يبعد عنه خيبة الأمل والشعور بالدونية وعدم الأمان.
(3) البعد عن التشاؤم والنظرة والسوداوية للحياة، وقيامه أعمال نافعة تجعله ينظر إلى الحياة بتفاؤل وأمل .
ولعل أصعب المشاكل في التوافق الإيجابي للمعاق حركياً ليست نتيجة خلل في نمط السلوك التوافقي عنده ولا عن عوامل سلبية في شخصية بقدر ما هي نتاج لبناء اجتماعي ينكر عليه بعضاً من حقوقه الأساسية ، فالمجتمع عاملاً مساعداً لسوء توافق المعاق حركياً.
( ماجدة عبيد ، 1999 ، 177 )
هذا يستوجب الاهتمام بالمعاقين ويحتم إعداد البرامج الإرشادية التي تساعد المعاقين على تنمية قدراتهم وإمكانتهم وتسهل عليهم الاندماج في المجتمع، فقد أكد "لورانس" على أهمية دمج المعاقين بمن حولهم كالأسرة والأصدقاء والمدرسين مما ينمي لديهم مفهوم ذات إيجابي.
( لورانس، ب139،1991،Lowrence,B)

مشكلة الدراسة:
تعددت البحوث التي تناولت المعاقين حركياً بالدراسة والتحليل، ومن هذه البحوث دراسة ( زينب شقير،1978) عن إبعاد مفهوم الذات لدى المعاقين حركياً ومصابي الحرب ، ودراسة (فوقية زايد،1984) عن مفهوم الذات لدى مبتوري الأطراف وعلاقته ببعض متغيرات الشخصية ، ودراسة (وجدي زيدان) عن مفهوم الذات لدى الأطفال المصابين بشلل الأطفال ، ودراسة (محمد السيد،1991) عن مفهوم الذات لدى المراهقين المعاقين حركياً (حالات الشلل) وبناء برنامج إرشادي لتعديل مفهوم الذات لديهم ، ودراسة ( محمد عبدالمقصود،1995) عن فعالية الإرشاد الفردي والجماعي في تعديل مفهوم الذات لدى المراهقين المصابين بشلل الأطفال.
وهناك دراسات تناولت تأكيد الذات لدى المعاقين حركياً كدراسة ( بروك، Brock,1989 ) عن مقارنه بين الطلبة المعاقين وغير المعاقين جسمياً في تأكيد الذات والضبط المدرك، ودراسة ( أحمد مختار، 1990) عن أثر الاستجابات التوكيدية والعلاج العقلاني . الانفعالي على تأكيد الذات لدى المكفوفين من طلاب الجامعة.
وهناك ندرة في دراسات قلق الموت لدى المعاقين حركياً، ولكن هناك دراسات عديدة لقلق الموت لدى ذوي الأمراض المزمنة أو الأمراض المفضية إلى الموت ، كالإيدز والسرطان والفشل الكلوي، ومن لهم صلة بالمرضى كأطباء العناية المركزة والممرضات ، ومن تلك الدراسات دراسة ( وايت وآخرون White, et al.1983 ) عن تخفيف قلق الموت باستخدام بعض فنيات العلاج السلوكي، ودراسة مايسة النيال ،(1991).