الصحفي الطائر
11-27-2009, 06:10 PM
تنمية الكفاءة الاجتماعية للطلاب ذوي صعوبات التعلم
د- عطية عطية محمد
أستاذ الصحة النفسية المساعد
كلية التربية – جامعة الزقازيق
يعد مجال صعوبات التعلم Learning Disabilities من المجالات المهمة في ميدان التربية الخاصة ، وقد بدأت معظم الحكومات والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية بتقديم الدعم والرعاية للأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم ، وذلك في ضوء ما تنادي به التشريعات الدولية في التربية الخاصة من تقديم سُبل الدعم والرعاية لذوي الحاجات الخاصة، وإتاحة فرص التعليم للجميع ، والعمل على دمجهم مع أفراد المجتمع الذي يعيشون فيه .
وتعتبر المدرسة البيئة الاجتماعية التي تصقل فيها شخصية الطالب ، وتتسع مداركه، وتتعمق تجاربه ، ويتعلم فيها ما ينبغي عليه فعله للنجاح في التفاعلات الاجتماعية . ويتطلب التعلم أثناء الحياة المدرسية والعمل في المرحلة اللاحقة تفاعلا اجتماعيا مع الآخرين ؛ حيث تشكل المهارات الاجتماعية عاملا رئيساً لإنجاح هذا التفاعل ؛ إذ تساعد في تحقيق الأهداف الشخصية من جهة ، والأهداف المدرسية من جهة أخرى (سامر عدنان ، 2006) .
كما أن إتقان الطفل لمهارات مثل : التعاون ، والمشاركة ، وطلب المساعدة ، وطرح الأسئلة ، والاستماع للتعليمات ، والحوار والحديث مع الآخرين ، ومدح الخصائص الشخصية للآخرين هي مهارات اجتماعية مهمة للنجاح الدراسي والاجتماعي لجميع الطلاب، وتؤدي دوراَ بارزا في تجنب الاستجابات السلبية من الآخرين (Elliot, S., et.al., 2001).
وأن ذوي صعوبات التعلم هم مجموعة من الطلاب الذين توجهت نحوهم جهود العلماء والباحثين والمختصين للبحث في جميع جوانب حياتهم الدراسية ، والاجتماعية ، والانفعالية ، والنمائية ، وغير ذلك ، لمعرفة الأسباب وطرق الوقاية وإعداد الخطط والبرامج للتغلب أو التخفيف من الصعوبات التي يواجهونها سواء أكانت في المدرسة، أم الأسرة ، أم المجتمع . كما أن هؤلاء الطلاب يعانون من صعوبات أكاديمية ، وصعوبات اجتماعية في التفاعل مع الآخرين ، وتدني مستوى الكفاءة الاجتماعية لديهم ، وهذا كله ينعكس سلبا على تحصيلهم الدراسي ، وإقامة علاقات إيجابية فاعلة مع معلميهم وأقرانهم وأسرهم ومجتمعهم .
وعلى الرغم من أن صعوبات التعلم عرفت بالدرجة الأولى باعتبارها صعوبات أكاديمية ؛ إلا أن العديد من المربين يرون أن صعوبات التعلم ذات أثار وأبعاد تتجاوز المجالات الأكاديمية . وانطلاقا من ذلك ، يجب أن يتجه الاهتمام إلى مشكلات وصعوبات السلوك الاجتماعي والانفعالي ؛ حيث إنه لا يكفي التعامل مع الصعوبات الأكاديمية بمعزل عن المشكلات الاجتماعية والانفعالية (فتحي الزيات , 1998) .
ويظهر الطلاب ذوو صعوبات التعلم مشكلات في المجالين : الأكاديمي ، والاجتماعي ، مقارنة مع أقرانهم الذين لا يعانون من صعوبات في التعلم ، وهذه المشكلات لها علاقة بمستوى المهارات الاجتماعية التي يتصفون بها (Vaughn, S., 2001) . كما أنهم يعانون من مشكلات في مفهوم الذات والكفاءة الاجتماعية والتحصيل ، حتى أصبحت هذه المشكلات من الخصائص الانفعالية والاجتماعية والأكاديمية التي يتصفون بها (Chapman, J.,1988)
وقد أوضحت نتائج الدراسات وجود علاقة ارتباطية بين صعوبات التعلم ، والمشكلات الاجتماعية ، والانفعالية ؛ فالمشكلات الأكاديمية ينتج عنها مشكلات اجتماعية وانفعالية ، والعكس صحيح (جمال الخطيب ، ومنى الحديدي ، 2005) . كما أن الأطفال الذين لديهم قصورٌ في الكفاءة الاجتماعية المبكرة في المدرسة ، عادة ما يكونون معرضين للخطر في عديد من المخرجات النمائية : سلوك لااجتماعي وعدواني ، وتسرب من المدرسة ، وسوء التوافق المدرسي ، والإهمال ، ومشكلات في التحصيل الأكاديمي ، ومشكلات في الصحة النفسية في سن البلوغ (أحمد عواد ، 2002) .
ويعتقد الباحثون أن الكثير من المشكلات التعليمية التي يعاني منها الطلاب ترتبط باكتسابهم للمهارات الاجتماعية السلوكية ؛ حيث أشارت الدراسات إلى أن افتقار الطالب للمهارات الاجتماعية قد يسبب عدم كفاءته في التعلم وتدني تحصيله وانخفاض مفهوم الذات لديه (جمال الخطيب ، ومنى الحديدي ، 2003) .
وقد ربطت التربية الخاصة بين التعليم الأكاديمي من جهة ، والتكيف الاجتماعي من جهة أخرى ، لما لهما من آثار متبادلة ، وكل منهما يؤثر في الآخر ، فضعف الإنجاز الأكاديمي يؤثر سلبا في الكفاءة الاجتماعية ، والعكس صحيح (أحمد عواد ، وأشرف شريت ، 2004) .
فقد تطورت الخدمات التي تقدم للطلاب ذوي صعوبات التعلم في السنوات الماضية بالمملكة العربية السعودية ، من حيث تقديم هذه الخدمات ضمن النظام المدرسي العادي ، ومن حيث زيادة عدد الطلاب المستفيدين من هذه الخدمات ، وقد ظهر هذا التطور من خلال ازدياد عدد غرف المصادر في القطاعين العام والخاص .
صعوبات التعلم Learning Disabilities :
اضطراب في واحد أو أكثر من العمليات النفسية الأساسية المتضمنة فهم اللغة أو استخدامها ، سواءً أكانت شفوية أم كتابية ، ويظهر هذا الاضطراب على شكل عجز عن الاستماع ، أو الكلام ، أو القراءة ، أو الكتابة ، أو التهجئة ، أو العمليات الرياضية . ويبين التعريف أن صعوبات التعلم لا تشمل المشكلات التعليمية التي تعود أساساَ إلى الإعاقة العقلية ، أو السمعية ، أو البصرية ، أو السلوكية ، أو الحركية ، أو الحرمان البيئي ، أو الاقتصادي ، أو الثقافي (Hallahan, D . , &, Mock, D . , 2003) .
الكفاءة الاجتماعية Social Competence :
تعرف الكفاءة الاجتماعية بأنها : ”كفاءة السلوك الاجتماعي للطفل والتي تنعكس من خلال عديد من المخرجات الاجتماعية المهمة ، مثل : تقبل المعلم ، وتقبل الأقران في المدرسة ، والتوافق المدرسي ، وتكوين الصداقات ، ونمو شبكات الدعم الاجتماعي بين الأقران ، ومهارات الفرد الاجتماعية في أداء المهام الاجتماعية التي يكلف بها ، ومهارات التكيف الاجتماعي مع المحيطين به“ (أحمد عواد , 2002) .
صعوبات التعلم :
يعتبر \"كيرك\" Kirk (1963) هو أول من أطلق مصطلح \"صعوبات التعلم\" ، ويعرفها بأنها تأخر ، أو اضطراب ، أو تعطل النمو في واحدة أو أكثر من عمليات التحدث والتخاطب ، أو اللغة ، أو القراءة ، أو الكتابة ، أو الحساب ، أو أي مادة دراسية أخرى ، ينتج عنها إعاقة نفسية ، تنشأ عن كل من أو واحد على الأقل من هذين العاملين ، وهما : اختلاف الأداء الوظيفي للمخ ، والاضطرابات السلوكية ، أو الانفعالية (محمود سالم ، وآخرون ، 2003) .
وعرّفت \"باتمان\" Bateman (1965) الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم بأنهم أولئك الذين يبدون تفاوتا تربويا ذا دلالة بين قدراتهم العقلية الفعلية والمستوى الحقيقي للأداء من جانبهم ، ويرجع إلى اضطرابات أساسية في عملية التعلم ، وهو الأمر الذي قد يصاحبه وقد لا يصاحبه اختلال واضح في الأداء الوظيفي للجهاز العصبي المركزي ، ولا تعتبر تلك الاضطرابات ثانوية بالنسبة للتخلف العقلي ، أو الحرمان التربوي ، أو الثقافي ، أو الاضطراب الانفعالي الشديد ، أو الإعاقة الحسية (دانيال هالاهان ، وآخرون , 2007) .
أما التعريف الذي قدمته اللجنة الأمريكية الوطنية الاستشارية للمعاقينNational Advisory Committee on Handicapped Children (1968) ، ينص على أن ”صعوبات التعلم هي اضطراب في واحد أو أكثر من العمليات النفسية الأساسية المتضمنة فهم اللغة ، أو استخدامها ، سواءً أكانت شفوية ، أم كتابية ، ويظهر هذا الاضطراب على شكل عجز عن الاستماع ، أو الكلام ، أو القراءة ، أو الكتابة ، أو التهجئة أو العمليات الرياضية . ويبين التعريف أن صعوبات التعلم لا تشمل المشكلات التعليمية التي تعود أساساَ إلى الإعاقة العقلية ، أو السمعية ، أو البصرية ، أو السلوكية ، أو الحركية ، أو الحرمان البيئي ، أو الاقتصادي ، أو الثقافي“ (Hallahan, D . , &, Mock, D . , 2003) .
كما تعرفها اللجنة القومية المشتركة لصعوبات التعلمNational Joint Committee for Learning Disabilities (1981) بأنها ”مصطلح عام يشير إلى مجموعة غير متجانسة من تلك الإضطرابات التي تظهر على هيئة مشكلات ذات دلالة في اكتساب واستخدام القدرة على الاستماع ، أو الكلام ، أو القراءة ، أو الكتابة ، أو التفكير ، أو الحساب، وتعتبر مثل هذه الإضطرابات جوهرية بالنسبة للفرد ، كما أنها ترجع إلى اختلال الأداء الوظيفي للجهاز العصبي المركزي . وعلى الرغم من أن صعوبة التعلم قد تتزامن مع حالات أخرى للإعاقة كالإعاقة الحسية ، أو التخلف العقلي ، أو الاضطراب الانفعالي ، أو السلوكي ، أو مع العوامل البيئية كالفروق الثقافية ، أو التعليم غير الكافي وغير الملائم ، أو العوامل النفسية الجينية ، فإنها لا تعتبر في واقع الأمر نتيجة مباشرة لتلك الحالات أو العوامل ؛ حيث إنها لا ترجع لها مطلقا“ (مارتن هنلي ، وآخرون , 2001) .
ويعرفها أحمد عواد (1997) بأنه ”مصطلح عام يصف مجموعة من الطلاب في الفصل الدراسي العادي ، يظهرون انخفاضاً في التحصيل الدراسي عن زملائهم العاديين ، مع أنهم يتمتعون بذكاء عادي ، أو فوق المتوسط ؛ إلا أنهم يظهرون صعوبة في بعض العمليات المتصلة بالتعلم : كالفهم ، أو التفكير ، أو الإدراك ، أو الانتباه ، أو القراءة ، أو الكتابة ، أو التهجي ، أو النطق ، أو إجراء العمليات الحسابية ، أو في المهارات المتصلة بكل من العمليات السابقة . ويُستبعد من حالات صعوبات التعلم ذوو الإعاقة العقلية والمضطربون انفعالياً ، والمصابون بأمراض وعيوب السمع والبصر ، وذوو الإعاقات المتعددة ، ذلك أن إعاقتهم قد تكون سبباً مباشراً للصعوبات التي يعانون منها“ .
وتضيف \"ميرسر\" Mercer ضرورة توافر شرطين أساسين لاعتبار الطفل من ذوي الصعوبات التعليمية هما : أن لا يتناسب تحصيل الطالب ومستواه العمري ، أو مستوى قدرته في واحدة أو أكثر من الجوانب الأكاديمية عند تزويده بالخبرات التعليمية المناسبة . وجود تباين كبير بين تحصيل الطالب وقدراته العقلية في واحد أو أكثر من الجوانب السبعة التالية : التعبير الكتابي ، التعبير الشفوي ، الاستيعاب السمعي ، الاستيعاب القرائي ، مهارات القراءة الأساسية ، العمليات الحسابية ، التحليل الرياضي (جمال الخطيب ، ومنى الحديدي , 2005) .
من خلال التعريفات السابقة نلاحظ أن هناك اختلافاً في إيجاد تعريف واحد ومحدد للأفراد ذوي صعوبات التعلم ، والذي نستطيع من خلاله أن نحدد ونشخص بدقة كاملة الأعراض والسمات التي يتصف بها الأفراد ذوو صعوبات التعلم ، وهذا سبب كثرة التعريفات التي أُطلقت على هذه الفئة من فئات التربية الخاصة ، ويتضح أن الصعوبات التي تظهر على الطلاب من خلال التعليم الدراسي هي السمة البارزة لهذه الفئة ، فظهور صعوبات أكاديمية مثل : (صعوبة القراءة ، والكتابة ، والحساب ، والإملاء ، والتهجئة ، واللغة) ، تعد مؤشراً رئيساً على أن صاحبها لديه صعوبة تعلم ، بالإضافة إلى بعض المشكلات السلوكية والاجتماعية
د- عطية عطية محمد
أستاذ الصحة النفسية المساعد
كلية التربية – جامعة الزقازيق
يعد مجال صعوبات التعلم Learning Disabilities من المجالات المهمة في ميدان التربية الخاصة ، وقد بدأت معظم الحكومات والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية بتقديم الدعم والرعاية للأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم ، وذلك في ضوء ما تنادي به التشريعات الدولية في التربية الخاصة من تقديم سُبل الدعم والرعاية لذوي الحاجات الخاصة، وإتاحة فرص التعليم للجميع ، والعمل على دمجهم مع أفراد المجتمع الذي يعيشون فيه .
وتعتبر المدرسة البيئة الاجتماعية التي تصقل فيها شخصية الطالب ، وتتسع مداركه، وتتعمق تجاربه ، ويتعلم فيها ما ينبغي عليه فعله للنجاح في التفاعلات الاجتماعية . ويتطلب التعلم أثناء الحياة المدرسية والعمل في المرحلة اللاحقة تفاعلا اجتماعيا مع الآخرين ؛ حيث تشكل المهارات الاجتماعية عاملا رئيساً لإنجاح هذا التفاعل ؛ إذ تساعد في تحقيق الأهداف الشخصية من جهة ، والأهداف المدرسية من جهة أخرى (سامر عدنان ، 2006) .
كما أن إتقان الطفل لمهارات مثل : التعاون ، والمشاركة ، وطلب المساعدة ، وطرح الأسئلة ، والاستماع للتعليمات ، والحوار والحديث مع الآخرين ، ومدح الخصائص الشخصية للآخرين هي مهارات اجتماعية مهمة للنجاح الدراسي والاجتماعي لجميع الطلاب، وتؤدي دوراَ بارزا في تجنب الاستجابات السلبية من الآخرين (Elliot, S., et.al., 2001).
وأن ذوي صعوبات التعلم هم مجموعة من الطلاب الذين توجهت نحوهم جهود العلماء والباحثين والمختصين للبحث في جميع جوانب حياتهم الدراسية ، والاجتماعية ، والانفعالية ، والنمائية ، وغير ذلك ، لمعرفة الأسباب وطرق الوقاية وإعداد الخطط والبرامج للتغلب أو التخفيف من الصعوبات التي يواجهونها سواء أكانت في المدرسة، أم الأسرة ، أم المجتمع . كما أن هؤلاء الطلاب يعانون من صعوبات أكاديمية ، وصعوبات اجتماعية في التفاعل مع الآخرين ، وتدني مستوى الكفاءة الاجتماعية لديهم ، وهذا كله ينعكس سلبا على تحصيلهم الدراسي ، وإقامة علاقات إيجابية فاعلة مع معلميهم وأقرانهم وأسرهم ومجتمعهم .
وعلى الرغم من أن صعوبات التعلم عرفت بالدرجة الأولى باعتبارها صعوبات أكاديمية ؛ إلا أن العديد من المربين يرون أن صعوبات التعلم ذات أثار وأبعاد تتجاوز المجالات الأكاديمية . وانطلاقا من ذلك ، يجب أن يتجه الاهتمام إلى مشكلات وصعوبات السلوك الاجتماعي والانفعالي ؛ حيث إنه لا يكفي التعامل مع الصعوبات الأكاديمية بمعزل عن المشكلات الاجتماعية والانفعالية (فتحي الزيات , 1998) .
ويظهر الطلاب ذوو صعوبات التعلم مشكلات في المجالين : الأكاديمي ، والاجتماعي ، مقارنة مع أقرانهم الذين لا يعانون من صعوبات في التعلم ، وهذه المشكلات لها علاقة بمستوى المهارات الاجتماعية التي يتصفون بها (Vaughn, S., 2001) . كما أنهم يعانون من مشكلات في مفهوم الذات والكفاءة الاجتماعية والتحصيل ، حتى أصبحت هذه المشكلات من الخصائص الانفعالية والاجتماعية والأكاديمية التي يتصفون بها (Chapman, J.,1988)
وقد أوضحت نتائج الدراسات وجود علاقة ارتباطية بين صعوبات التعلم ، والمشكلات الاجتماعية ، والانفعالية ؛ فالمشكلات الأكاديمية ينتج عنها مشكلات اجتماعية وانفعالية ، والعكس صحيح (جمال الخطيب ، ومنى الحديدي ، 2005) . كما أن الأطفال الذين لديهم قصورٌ في الكفاءة الاجتماعية المبكرة في المدرسة ، عادة ما يكونون معرضين للخطر في عديد من المخرجات النمائية : سلوك لااجتماعي وعدواني ، وتسرب من المدرسة ، وسوء التوافق المدرسي ، والإهمال ، ومشكلات في التحصيل الأكاديمي ، ومشكلات في الصحة النفسية في سن البلوغ (أحمد عواد ، 2002) .
ويعتقد الباحثون أن الكثير من المشكلات التعليمية التي يعاني منها الطلاب ترتبط باكتسابهم للمهارات الاجتماعية السلوكية ؛ حيث أشارت الدراسات إلى أن افتقار الطالب للمهارات الاجتماعية قد يسبب عدم كفاءته في التعلم وتدني تحصيله وانخفاض مفهوم الذات لديه (جمال الخطيب ، ومنى الحديدي ، 2003) .
وقد ربطت التربية الخاصة بين التعليم الأكاديمي من جهة ، والتكيف الاجتماعي من جهة أخرى ، لما لهما من آثار متبادلة ، وكل منهما يؤثر في الآخر ، فضعف الإنجاز الأكاديمي يؤثر سلبا في الكفاءة الاجتماعية ، والعكس صحيح (أحمد عواد ، وأشرف شريت ، 2004) .
فقد تطورت الخدمات التي تقدم للطلاب ذوي صعوبات التعلم في السنوات الماضية بالمملكة العربية السعودية ، من حيث تقديم هذه الخدمات ضمن النظام المدرسي العادي ، ومن حيث زيادة عدد الطلاب المستفيدين من هذه الخدمات ، وقد ظهر هذا التطور من خلال ازدياد عدد غرف المصادر في القطاعين العام والخاص .
صعوبات التعلم Learning Disabilities :
اضطراب في واحد أو أكثر من العمليات النفسية الأساسية المتضمنة فهم اللغة أو استخدامها ، سواءً أكانت شفوية أم كتابية ، ويظهر هذا الاضطراب على شكل عجز عن الاستماع ، أو الكلام ، أو القراءة ، أو الكتابة ، أو التهجئة ، أو العمليات الرياضية . ويبين التعريف أن صعوبات التعلم لا تشمل المشكلات التعليمية التي تعود أساساَ إلى الإعاقة العقلية ، أو السمعية ، أو البصرية ، أو السلوكية ، أو الحركية ، أو الحرمان البيئي ، أو الاقتصادي ، أو الثقافي (Hallahan, D . , &, Mock, D . , 2003) .
الكفاءة الاجتماعية Social Competence :
تعرف الكفاءة الاجتماعية بأنها : ”كفاءة السلوك الاجتماعي للطفل والتي تنعكس من خلال عديد من المخرجات الاجتماعية المهمة ، مثل : تقبل المعلم ، وتقبل الأقران في المدرسة ، والتوافق المدرسي ، وتكوين الصداقات ، ونمو شبكات الدعم الاجتماعي بين الأقران ، ومهارات الفرد الاجتماعية في أداء المهام الاجتماعية التي يكلف بها ، ومهارات التكيف الاجتماعي مع المحيطين به“ (أحمد عواد , 2002) .
صعوبات التعلم :
يعتبر \"كيرك\" Kirk (1963) هو أول من أطلق مصطلح \"صعوبات التعلم\" ، ويعرفها بأنها تأخر ، أو اضطراب ، أو تعطل النمو في واحدة أو أكثر من عمليات التحدث والتخاطب ، أو اللغة ، أو القراءة ، أو الكتابة ، أو الحساب ، أو أي مادة دراسية أخرى ، ينتج عنها إعاقة نفسية ، تنشأ عن كل من أو واحد على الأقل من هذين العاملين ، وهما : اختلاف الأداء الوظيفي للمخ ، والاضطرابات السلوكية ، أو الانفعالية (محمود سالم ، وآخرون ، 2003) .
وعرّفت \"باتمان\" Bateman (1965) الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم بأنهم أولئك الذين يبدون تفاوتا تربويا ذا دلالة بين قدراتهم العقلية الفعلية والمستوى الحقيقي للأداء من جانبهم ، ويرجع إلى اضطرابات أساسية في عملية التعلم ، وهو الأمر الذي قد يصاحبه وقد لا يصاحبه اختلال واضح في الأداء الوظيفي للجهاز العصبي المركزي ، ولا تعتبر تلك الاضطرابات ثانوية بالنسبة للتخلف العقلي ، أو الحرمان التربوي ، أو الثقافي ، أو الاضطراب الانفعالي الشديد ، أو الإعاقة الحسية (دانيال هالاهان ، وآخرون , 2007) .
أما التعريف الذي قدمته اللجنة الأمريكية الوطنية الاستشارية للمعاقينNational Advisory Committee on Handicapped Children (1968) ، ينص على أن ”صعوبات التعلم هي اضطراب في واحد أو أكثر من العمليات النفسية الأساسية المتضمنة فهم اللغة ، أو استخدامها ، سواءً أكانت شفوية ، أم كتابية ، ويظهر هذا الاضطراب على شكل عجز عن الاستماع ، أو الكلام ، أو القراءة ، أو الكتابة ، أو التهجئة أو العمليات الرياضية . ويبين التعريف أن صعوبات التعلم لا تشمل المشكلات التعليمية التي تعود أساساَ إلى الإعاقة العقلية ، أو السمعية ، أو البصرية ، أو السلوكية ، أو الحركية ، أو الحرمان البيئي ، أو الاقتصادي ، أو الثقافي“ (Hallahan, D . , &, Mock, D . , 2003) .
كما تعرفها اللجنة القومية المشتركة لصعوبات التعلمNational Joint Committee for Learning Disabilities (1981) بأنها ”مصطلح عام يشير إلى مجموعة غير متجانسة من تلك الإضطرابات التي تظهر على هيئة مشكلات ذات دلالة في اكتساب واستخدام القدرة على الاستماع ، أو الكلام ، أو القراءة ، أو الكتابة ، أو التفكير ، أو الحساب، وتعتبر مثل هذه الإضطرابات جوهرية بالنسبة للفرد ، كما أنها ترجع إلى اختلال الأداء الوظيفي للجهاز العصبي المركزي . وعلى الرغم من أن صعوبة التعلم قد تتزامن مع حالات أخرى للإعاقة كالإعاقة الحسية ، أو التخلف العقلي ، أو الاضطراب الانفعالي ، أو السلوكي ، أو مع العوامل البيئية كالفروق الثقافية ، أو التعليم غير الكافي وغير الملائم ، أو العوامل النفسية الجينية ، فإنها لا تعتبر في واقع الأمر نتيجة مباشرة لتلك الحالات أو العوامل ؛ حيث إنها لا ترجع لها مطلقا“ (مارتن هنلي ، وآخرون , 2001) .
ويعرفها أحمد عواد (1997) بأنه ”مصطلح عام يصف مجموعة من الطلاب في الفصل الدراسي العادي ، يظهرون انخفاضاً في التحصيل الدراسي عن زملائهم العاديين ، مع أنهم يتمتعون بذكاء عادي ، أو فوق المتوسط ؛ إلا أنهم يظهرون صعوبة في بعض العمليات المتصلة بالتعلم : كالفهم ، أو التفكير ، أو الإدراك ، أو الانتباه ، أو القراءة ، أو الكتابة ، أو التهجي ، أو النطق ، أو إجراء العمليات الحسابية ، أو في المهارات المتصلة بكل من العمليات السابقة . ويُستبعد من حالات صعوبات التعلم ذوو الإعاقة العقلية والمضطربون انفعالياً ، والمصابون بأمراض وعيوب السمع والبصر ، وذوو الإعاقات المتعددة ، ذلك أن إعاقتهم قد تكون سبباً مباشراً للصعوبات التي يعانون منها“ .
وتضيف \"ميرسر\" Mercer ضرورة توافر شرطين أساسين لاعتبار الطفل من ذوي الصعوبات التعليمية هما : أن لا يتناسب تحصيل الطالب ومستواه العمري ، أو مستوى قدرته في واحدة أو أكثر من الجوانب الأكاديمية عند تزويده بالخبرات التعليمية المناسبة . وجود تباين كبير بين تحصيل الطالب وقدراته العقلية في واحد أو أكثر من الجوانب السبعة التالية : التعبير الكتابي ، التعبير الشفوي ، الاستيعاب السمعي ، الاستيعاب القرائي ، مهارات القراءة الأساسية ، العمليات الحسابية ، التحليل الرياضي (جمال الخطيب ، ومنى الحديدي , 2005) .
من خلال التعريفات السابقة نلاحظ أن هناك اختلافاً في إيجاد تعريف واحد ومحدد للأفراد ذوي صعوبات التعلم ، والذي نستطيع من خلاله أن نحدد ونشخص بدقة كاملة الأعراض والسمات التي يتصف بها الأفراد ذوو صعوبات التعلم ، وهذا سبب كثرة التعريفات التي أُطلقت على هذه الفئة من فئات التربية الخاصة ، ويتضح أن الصعوبات التي تظهر على الطلاب من خلال التعليم الدراسي هي السمة البارزة لهذه الفئة ، فظهور صعوبات أكاديمية مثل : (صعوبة القراءة ، والكتابة ، والحساب ، والإملاء ، والتهجئة ، واللغة) ، تعد مؤشراً رئيساً على أن صاحبها لديه صعوبة تعلم ، بالإضافة إلى بعض المشكلات السلوكية والاجتماعية