أم صالح
05-20-2008, 02:01 PM
التوحد - الاضطراب الغامض
شريف عادل جابر
لا يزال اجتهاد البحث العلمي في مجال التربية الخاصة مستمرًا لسبر أغوار الاضطراب الغامض!وأعني هنا بالاضطراب الغامض- كما شاع عنه- هو "اضطراب التوحد" الذي أصبح- في ضوء الاهتمام المتزايد من قبل الدول الأجنبية والعربية به- فئة مستقلة لها محكاتها التي تميزها بشكل مقبول عن الاضطرابات المتشابهة الأخرى!وهي ما يطلق عليها (اضطرابات طيف التوحد)،فقبل اكتشاف ليو كانو 1943 لهذا الاضطراب كان يصنف على أنه تخلف عقلي أو شكلاً من أشكال الفصام.ولكن الآن وبعد هذا الاهتمام انهالت على تلك الفئة العديد من البحوث والدراسات للوقوف على الأسباب الحقيقة التي تسبب حدوثه، وتحديد خصائص الأشخاص المصابين به من خلال الطرق التشخيصية المقننة، ومن ثم وضع الأساليب التدريبية المناسبة لكل حالة على حدة. ورغم جلّ هذا الاهتمام الطبي والتربوي وغيرهما من الدوائر المشتركة في الكشف عن حقيقة هذا الاضطراب لم يتم التعرف على العوامل المسببة لحدوثه،وقد يرجع ذلك إلى خلط المفاهيم وتعدد وجهات النظر في تفسير هذا الاضطراب وتمسك كل وجهة بما لديها من دلائل تؤكد أنها على طريق الصواب.وما هو على الساحة العلمية الآن مجرد وجهات نظر لكل منها ما يؤيدها من تفسيرات علمية قد تكون صحيحة بعض الشيء ولكن لكل منها أيضًا بعض المآخذ،أو بتعبير أدق لم تثبت صحة بعض افتراضاتها.إلى أن أقرب تلك الوجهات من الصحة هو أن هذا الاضطراب يعود إلى عوامل عصبية أي وجود خلل وظيفي عصبي بالمخ يؤدي إلى الانحدار النمائي لدى الطفل خاصة في جانبي اللغة والتواصل الاجتماعي . ولذا اتفق مع الآراء العلمية التي دعت إلى دمج النظريات المفسرة لهذا الاضطراب إلى نظرية واحدة يمكن بمقتضاها الوصول إلى تحديد العوامل المشتركة التي تؤدي إلى حدوث اضطراب التوحد.حيث إنه من الثابت علميًا – الآن- أن هذا الاضطراب ينتج من عدة عوامل مختلفة وليس من عامل واحد قط .ويظهر هذا الاضطراب قبل الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل مما يؤثر على كافة النواحي النمائية لديه ،مثل: الجانب الاجتماعي و الجانب اللغوي والجانب المعرفي والجانب الانفعالي والجانب التخيلي والجانب السلوكي ؛مما يعيق ذلك تكيف الطفل مع المجتمع الذي يعيش فيه (الأسرة – المدرسة – المجتمع) .كما يحتل هذا الاضطراب المكانة الأولى في قائمة اضطرابات صيف التوحد والتي تألفت من 6 اضطرابات هي: اضطراب التوحد ، واضطراب اسبر جر ، واضطراب ريت، واضطراب الطفولة التفككي ، واضطرابات الطفولة غير المحددة .وثمة أمر أخير ،وهو ما أدعو إليه هو توحيد المصطلح ليكون أكثر دقة علمية ،فلا يصح لنا تمامًا أن نسمي هذا الاضطراب بـ"التوحد" والذي يعرف بـ"التقمص" كمصطلح معروف في علم النفس،وهو أحد الميكانيزمات الدفاعية التي يلجأ إليها كل أطفالنا للتقمص بشخصية أحبوها فأخذوا عنها ما هو إيجابي وما هو سلبي ومن ثم ليس يصح لنا أيضا أن نقول "الأطفال التوحديين" لأن كل أطفالنا بذلك – إذا أخذنا بمفهومنا للتوحد الذي نحن بصدده - لكان كل أطفالنا من المصابين بهذا الاضطراب الغامض فنسبنا إليهم بذلك بعض السلوكيات غير المقبولة اجتماعيًا التي تصدر عن الأطفال المصابين باضطراب التوحد،وهي: ( السلوك العدواني ، نوبات الغضب والبكاء ، إيذاء الذات ، البرود العاطفي ، قصور في التواصل اللفظي وغير اللفظي ، قصور في المهارات الاجتماعية ، قصور في اللعب التخيلي ، عدم إدراك المخاطر الحقيقة ، عدم الاستجابة للمثيرات الخارجية ، وجود نسبة من التخلف العقلي البسيط أو المتوسط ) وأنهي مقالتي .. بأن تكاتف التخصصات المشتركة المعنية بهذا الاضطراب سواء في الكشف والتدخل المبكر ، والتشخيص ، ووضع الأساليب التدريبية ، هو الحل الأمثل إلى معرفة حقيقة غموض هذا الاضطراب الذي حير كل من ارتبط به من أولياء أمور وباحثين ودارسين والمهتمين به بوجه عام .
شريف عادل جابر
لا يزال اجتهاد البحث العلمي في مجال التربية الخاصة مستمرًا لسبر أغوار الاضطراب الغامض!وأعني هنا بالاضطراب الغامض- كما شاع عنه- هو "اضطراب التوحد" الذي أصبح- في ضوء الاهتمام المتزايد من قبل الدول الأجنبية والعربية به- فئة مستقلة لها محكاتها التي تميزها بشكل مقبول عن الاضطرابات المتشابهة الأخرى!وهي ما يطلق عليها (اضطرابات طيف التوحد)،فقبل اكتشاف ليو كانو 1943 لهذا الاضطراب كان يصنف على أنه تخلف عقلي أو شكلاً من أشكال الفصام.ولكن الآن وبعد هذا الاهتمام انهالت على تلك الفئة العديد من البحوث والدراسات للوقوف على الأسباب الحقيقة التي تسبب حدوثه، وتحديد خصائص الأشخاص المصابين به من خلال الطرق التشخيصية المقننة، ومن ثم وضع الأساليب التدريبية المناسبة لكل حالة على حدة. ورغم جلّ هذا الاهتمام الطبي والتربوي وغيرهما من الدوائر المشتركة في الكشف عن حقيقة هذا الاضطراب لم يتم التعرف على العوامل المسببة لحدوثه،وقد يرجع ذلك إلى خلط المفاهيم وتعدد وجهات النظر في تفسير هذا الاضطراب وتمسك كل وجهة بما لديها من دلائل تؤكد أنها على طريق الصواب.وما هو على الساحة العلمية الآن مجرد وجهات نظر لكل منها ما يؤيدها من تفسيرات علمية قد تكون صحيحة بعض الشيء ولكن لكل منها أيضًا بعض المآخذ،أو بتعبير أدق لم تثبت صحة بعض افتراضاتها.إلى أن أقرب تلك الوجهات من الصحة هو أن هذا الاضطراب يعود إلى عوامل عصبية أي وجود خلل وظيفي عصبي بالمخ يؤدي إلى الانحدار النمائي لدى الطفل خاصة في جانبي اللغة والتواصل الاجتماعي . ولذا اتفق مع الآراء العلمية التي دعت إلى دمج النظريات المفسرة لهذا الاضطراب إلى نظرية واحدة يمكن بمقتضاها الوصول إلى تحديد العوامل المشتركة التي تؤدي إلى حدوث اضطراب التوحد.حيث إنه من الثابت علميًا – الآن- أن هذا الاضطراب ينتج من عدة عوامل مختلفة وليس من عامل واحد قط .ويظهر هذا الاضطراب قبل الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل مما يؤثر على كافة النواحي النمائية لديه ،مثل: الجانب الاجتماعي و الجانب اللغوي والجانب المعرفي والجانب الانفعالي والجانب التخيلي والجانب السلوكي ؛مما يعيق ذلك تكيف الطفل مع المجتمع الذي يعيش فيه (الأسرة – المدرسة – المجتمع) .كما يحتل هذا الاضطراب المكانة الأولى في قائمة اضطرابات صيف التوحد والتي تألفت من 6 اضطرابات هي: اضطراب التوحد ، واضطراب اسبر جر ، واضطراب ريت، واضطراب الطفولة التفككي ، واضطرابات الطفولة غير المحددة .وثمة أمر أخير ،وهو ما أدعو إليه هو توحيد المصطلح ليكون أكثر دقة علمية ،فلا يصح لنا تمامًا أن نسمي هذا الاضطراب بـ"التوحد" والذي يعرف بـ"التقمص" كمصطلح معروف في علم النفس،وهو أحد الميكانيزمات الدفاعية التي يلجأ إليها كل أطفالنا للتقمص بشخصية أحبوها فأخذوا عنها ما هو إيجابي وما هو سلبي ومن ثم ليس يصح لنا أيضا أن نقول "الأطفال التوحديين" لأن كل أطفالنا بذلك – إذا أخذنا بمفهومنا للتوحد الذي نحن بصدده - لكان كل أطفالنا من المصابين بهذا الاضطراب الغامض فنسبنا إليهم بذلك بعض السلوكيات غير المقبولة اجتماعيًا التي تصدر عن الأطفال المصابين باضطراب التوحد،وهي: ( السلوك العدواني ، نوبات الغضب والبكاء ، إيذاء الذات ، البرود العاطفي ، قصور في التواصل اللفظي وغير اللفظي ، قصور في المهارات الاجتماعية ، قصور في اللعب التخيلي ، عدم إدراك المخاطر الحقيقة ، عدم الاستجابة للمثيرات الخارجية ، وجود نسبة من التخلف العقلي البسيط أو المتوسط ) وأنهي مقالتي .. بأن تكاتف التخصصات المشتركة المعنية بهذا الاضطراب سواء في الكشف والتدخل المبكر ، والتشخيص ، ووضع الأساليب التدريبية ، هو الحل الأمثل إلى معرفة حقيقة غموض هذا الاضطراب الذي حير كل من ارتبط به من أولياء أمور وباحثين ودارسين والمهتمين به بوجه عام .