الصحفي الطائر
10-29-2009, 07:18 PM
لم يكن مرحبًا بي في التعليم العام ومنعت من استعمال المصعد في الجامعة!!
الجوهرة عبدالعزيز التميمي ـ الرياض
واجهتني صعوبات وعراقيل في بداية مشواري التعليمي حيث لم يكن وجودي في المدرسة مرغوبًا به من موجهات إدارة التعليم، وذلك لزعمهن أن المدرسة غير مناسبة لمن هن في مثل حالتي. إلى أن تعرفنا على مديرة المدرسة الابتدائية ورأت من خلال زيارتها لنا أنني لا أختلف عن أقراني من الفتيات الأخريات، وأنني بحاجة إلى التعليم للاستفادة من هذا الطريق الذي سينير حياتي في المستقبل والتي بدونها لن يكون لي دور في هذا المجتمع.
وافقت مديرة المدرسة على انضمامي لطالبات الصف الأول، واتفقنا على أن أبقى في مقعدي ولا أتحرك أبدًا بحضور الموجهات، لكي لا يشعرن بوجودي وباختلافي عن زميلاتي.
وبالرغم من المصاعب التي تواجهني في طريقي اليومي من المنزل إلى المدرسة والتي من أهمها هو صعوبة المشي حيث كنت «أحبو» عندما أريد الانتقال من مكان إلى آخر، فقد كانت هذه هي الطريقة الوحيدة للتنقل.
انتقلت من صف إلى صف إلى أن أنهيت المرحلة الابتدائية التي لولا الله سبحانه ثم وقوف مديرة المدرسة إلى جانبي لم يكن ليهيأ لي اجتيازها بامتياز.
انتقلت إلى المرحلة المتوسطة ولم تكن مديرة المدرسة تحمل ما كانت تحمله مديرة المرحلة الابتدائية من رحمة ومساعدة وحب للخير، فقد قوبلت بالرفض عندما قدمت أوراقي للانضمام إلى مدرستها، وقالتها صريحة: «اذهبوا بها إلى المدارس الخاصة، مدرستنا غير مهيأة لها»، إلا أنني قابلت رفضها بالإصرار بالرغم من وجود الصف في الدور الثاني، وكان الدرج المؤدي للدور الثاني غير مهيأ لعدم وجود درابزين للإمساك به أثناء الصعود أو النزول، فقررت وبمساعدة زميلاتي أن استعمل طريقة «الحبو» فقد كنت استعمل قفازات في يديّ وأقوم برفع ملابسي بواسطة حزام لتساعد في سرعة الانتقال!
هذه باختصار كانت طريقتي في التنقل بين المنزل والمدرسة. وفي أرجاء المدرسة، فقد كنت أصعد من جهة وأنزل من الجهة الأخرى ولا أستعمل نفس الدرج وذلك بأوامر إدارة المدرسة! وكل هذا لإدخال اليأس والإحباط في نفسي لأترك المدرسة، إلا أن هذا لم يزدني إلا إصرارًا فوق إصراري وعزيمة تفوق عزيمة من هم أحسن حالاً مني.
استمررت على هذا الحال إلى أن انهيت المرحلة الثانوية، فتوجهت إلى عمادة القبول والتسجيل في جامعة الملك سعود وكلي أمل بأن ألقى القبول إلا أنني قوبلت بالرفض وأنا عند باب الغرفة المخصصة للتسجيل، حيث لم تمهلني الموظفة للدخول وشرح حالتي لها، بل قالت بكل برود: «المكان غير مهيأ لمن هن في مثل حالتك، والأفضل لك أن تجدي مكانًا غير هذا المكان..».
بعدها ذهبت إلى معهد الإدارة العامة وسجلت في قسم إدارة المستشفيات وقوبلت بالرفض بحجة أن هذا القسم...
وبعدها بقيت في المنزل سنة كاملة لم أجد من يفتح لي ذراعيه ويقبل بتسجيلي، حتى قدمت أوراقي إلى كلية الخدمة الاجتماعية، وقابلت عميدة الكلية التي لم تكن أفضل من غيرها من المديرات اللواتي قابلتهن في مشواري التعليمي، إلا أنه وبسبب إصراري وافقت على انضمامي لهذه الكلية بشرط اجتياز المقابلة الشخصية التي كانت مكونة من 13 دكتورة! لا أدري هل هذا هو المتعرف عليه في هذه الكلية، أم أنه جعل هذا العدد لإدخال الهيبة والخوف في نفسي مما يجعلني أتوقف وأنسحب؟!
وبفضل من الله اجتزت هذه المقابلة وتمت الموافقة على انضمامي لهذه الكلية بشرط تجربتي شهرًا لمعرفة إمكانية تخطي الصعوبات، وبفضل من الله العلي القدير استطعت تخطيها، حيث كانت الكلية مهيأة لي من حيث سهولة الممرات ووجود درابزين على الدرج مما يساعد على الصعود والنزول. إلى أن انتقلت الكلية إلى المبنى الجديد. هنا بدأت الصعوبات تواجهني من جديد، فقد جعلت قاعة المحاضرات في الدور الثالث، وبالرغم من وجود مصعد في الكلية إلا أنني منعت من استعماله! فلم أستطع الصعود، وقوبل إصراري بإصرار إدارة الكلية بعدم إنزال قاعة المحاضرات إلى الدور الأول مع وجود قاعة فارغة في الدور الأول، وكانت حجتهم أن هذه القاعة مخصصة للندوات. وبقيت قرابة شهر كامل وأنا أداوم ولكن في الدور الأول، لا أستطيع الصعود لحضور المحاضرات في الدور الثالث، إلى أن اعترضت زميلاتي على هذه المعاملة السيئة لي، وأبدين اعتراضهن واحتجاجهن على هذا التصرف. وقمت بالدخول على مكتب العميدة التي أبدت استعدادها بجعل العاملات يحملنني يوميًا إلى الدور الثالث وإنزالي منه، إلا أنني رفضت ذلك بحجة أنني لو رغبت في أن يساعدني أحد لطلبت من زميلاتي هذه المساعدة اللاتي كن على استعداد لتقديم هذه المساعدة لي.
وقمت بتوجيه سؤال للعميدة وهو؟! «هل هذه القاعة المخصصة للندوات والمحاضرات أهم لديكم من مستقبل فتاة؟!» الأمر الذي جعلها توافق على استعمال هذه القاعة. واستطعت إكمال هذه المرحلة بعد كل هذه الصعوبات والعراقيل التي جعلت في طريقي لتوهن عزيمتي وتجبرني على التوقف عما أطمح إليه.
عندما كنت في المستوى الجامعي الرابع تزوجت من رجل سليم جسديًا، واستطعت العيش معه بالرغم من عدم توفير الأمور التي تحتاجها كل معاقة لتأسيس منزل، وكانت ثمرة هذا الزواج طفلًا هو الآن في السنة السادسة.
تخرجت في عام 1416-1417هـ، وطرقت جميع الأبواب من أجل الحصول على الوظيفة ولكن مع الأسف كانت جميعها مغلقة في وجهي، لا لشيء إلا أنهم كانوا يربطون بين القدرات والإعاقة.
ذهبت إلى مكتب الرئيس العام لتعليم البنات ومنعت من مقابلته، فبقيت انتظره عند بوابة الدخول، وما أن حضر وبدأت أشرح له قصتي حتى رد عليّ بالرفض!
بعدها ذهبت إلى الإدارة العامة للإشراف التربوي، وتشرفت بمقابلة الأستاذة حصة الصليح التي مدت لي يد المساعدة، وتفهمت وضعي وخاصة بعد أن بدأت حديثي معها بقولي: «نحن المعاقين مع الأسف الشديد محصورون بين عنوانين رئيسين وهما: أولاً عندما نريد أن نمارس دورنا في الحياة ونحصل على حقوقنا يقال لنا: عفوًا.. قفوا أنتم معاقون. ثانيًا: إذا كنا نحن المعاقين تجاوزنا تلك المعوقات، وأردنا أن يميزونا عن غيرنا باعتبارنا معاقين ومتغلبين على الإعاقة يقال لنا: أنتم مثلكم مثل غيركم» كيف يكون ذلك؟!
وبعد ذلك تم تعييني في نفس الإدارة كمأمورة سنترال، وكانت هذه هي الصدمة الأولى لي في حياتي الوظيفية.
ثم بعد ذلك حاولت بعد جهد جهيد الانتقال إلى مكتب الإشراف التربوي للتعليم الخاص أملاً في أن أجد من يقدر قدراتي وشهادتي، ولكن مع الأسف لم يكن الأمر بأحسن حالاً، فقد استلمت الأمور الإدارية البسيطة، والرد على الهاتف.. في هذه المرحلة رشحت كعضو في المجموعة الاستشارية للتوظيف الخاصة بالنظام الوطني للمعاقين، وحضرت العديد من المؤتمرات والمحاضرات والندوات الخاصة بالإعاقة، كما التحقت بالعديد من اللجان المختصة بالإعاقة. هذا إلى جانب أني كنت أعمل على دراسة لمشروع خيري تشغيلي واجتماعي وتثقيفي للفتيات المعاقات.
في هذه الفترة طلبت الانتقال إلى «الروضة الثلاثون» وهناك وجدت مديرة متعاونة ومتفهمة إلى أبعد الحدود. فقد كانت داعمة لي بمشاعرها وصلاحيتها المخولة لها.
وعند اكتمال تلك الدراسة قمت بتقديم المشروع إلى وزارة الشؤون الاجتماعية التي رحبت بالمشروع، ولكنها وضعت أمامي بعض الشروط المالية التي عجزت عنها.
ثم بعد ذلك تقدمت بمشروعي إلى «مؤسسة الأميرة العنود الخيرية» التي احتضنتني واحتضنت بذلك مشروعي تحت اسم «مركز الأميرة العنود لشؤون المعاقات» وعليه تم احتضان أكثر من 50 فتاة معاقة إعاقات مختلفة.
وفكرة المشروع هي إيجاد ورش عمل (خياطة وتطريز، خزف، سيراميك، جلود) ويستقبل بشكل خاص خريجات القسم المهني في مركز التأهيل الشامل، بالإضافة إلى استقبال كل من لديها موهبة فنية سواء كانت معاقة أو سليمة. وشروط القبول في المركز هي أن تكون الفتاة فوق 15 سنة، وأن يكون لديها القدرة على الإنتاج والاندماج في المجتمع. وهو يستقبل معظم الإعاقات، والدوام فيه بالنسبة للمنتسبات يبدأ من الساعة الثامنة صباحًا إلى الواحدة ظهرًا جميع أيام الأسبوع عدا الخميس والجمعة.
وأنا حاليًا أعمل مديرة لهذا المركز. وقد التحقت بدبلوم إدارة أعمال، وأنا عضو في أكثر من لجنة خاصة بالإعاقة، وأعتبر أول امرأة سعودية تلتحق بلجان خاصة بوزارة الشؤون الاجتماعية، وممثلة للمعاقين في لجنة تنسيق خدمات المعاقين في المملكة العربية السعودية.
http://www.almarefah.com/articlea.php?id=1122&num_mag=133 (http://www.almarefah.com/articlea.php?id=1122&num_mag=133)
الجوهرة عبدالعزيز التميمي ـ الرياض
واجهتني صعوبات وعراقيل في بداية مشواري التعليمي حيث لم يكن وجودي في المدرسة مرغوبًا به من موجهات إدارة التعليم، وذلك لزعمهن أن المدرسة غير مناسبة لمن هن في مثل حالتي. إلى أن تعرفنا على مديرة المدرسة الابتدائية ورأت من خلال زيارتها لنا أنني لا أختلف عن أقراني من الفتيات الأخريات، وأنني بحاجة إلى التعليم للاستفادة من هذا الطريق الذي سينير حياتي في المستقبل والتي بدونها لن يكون لي دور في هذا المجتمع.
وافقت مديرة المدرسة على انضمامي لطالبات الصف الأول، واتفقنا على أن أبقى في مقعدي ولا أتحرك أبدًا بحضور الموجهات، لكي لا يشعرن بوجودي وباختلافي عن زميلاتي.
وبالرغم من المصاعب التي تواجهني في طريقي اليومي من المنزل إلى المدرسة والتي من أهمها هو صعوبة المشي حيث كنت «أحبو» عندما أريد الانتقال من مكان إلى آخر، فقد كانت هذه هي الطريقة الوحيدة للتنقل.
انتقلت من صف إلى صف إلى أن أنهيت المرحلة الابتدائية التي لولا الله سبحانه ثم وقوف مديرة المدرسة إلى جانبي لم يكن ليهيأ لي اجتيازها بامتياز.
انتقلت إلى المرحلة المتوسطة ولم تكن مديرة المدرسة تحمل ما كانت تحمله مديرة المرحلة الابتدائية من رحمة ومساعدة وحب للخير، فقد قوبلت بالرفض عندما قدمت أوراقي للانضمام إلى مدرستها، وقالتها صريحة: «اذهبوا بها إلى المدارس الخاصة، مدرستنا غير مهيأة لها»، إلا أنني قابلت رفضها بالإصرار بالرغم من وجود الصف في الدور الثاني، وكان الدرج المؤدي للدور الثاني غير مهيأ لعدم وجود درابزين للإمساك به أثناء الصعود أو النزول، فقررت وبمساعدة زميلاتي أن استعمل طريقة «الحبو» فقد كنت استعمل قفازات في يديّ وأقوم برفع ملابسي بواسطة حزام لتساعد في سرعة الانتقال!
هذه باختصار كانت طريقتي في التنقل بين المنزل والمدرسة. وفي أرجاء المدرسة، فقد كنت أصعد من جهة وأنزل من الجهة الأخرى ولا أستعمل نفس الدرج وذلك بأوامر إدارة المدرسة! وكل هذا لإدخال اليأس والإحباط في نفسي لأترك المدرسة، إلا أن هذا لم يزدني إلا إصرارًا فوق إصراري وعزيمة تفوق عزيمة من هم أحسن حالاً مني.
استمررت على هذا الحال إلى أن انهيت المرحلة الثانوية، فتوجهت إلى عمادة القبول والتسجيل في جامعة الملك سعود وكلي أمل بأن ألقى القبول إلا أنني قوبلت بالرفض وأنا عند باب الغرفة المخصصة للتسجيل، حيث لم تمهلني الموظفة للدخول وشرح حالتي لها، بل قالت بكل برود: «المكان غير مهيأ لمن هن في مثل حالتك، والأفضل لك أن تجدي مكانًا غير هذا المكان..».
بعدها ذهبت إلى معهد الإدارة العامة وسجلت في قسم إدارة المستشفيات وقوبلت بالرفض بحجة أن هذا القسم...
وبعدها بقيت في المنزل سنة كاملة لم أجد من يفتح لي ذراعيه ويقبل بتسجيلي، حتى قدمت أوراقي إلى كلية الخدمة الاجتماعية، وقابلت عميدة الكلية التي لم تكن أفضل من غيرها من المديرات اللواتي قابلتهن في مشواري التعليمي، إلا أنه وبسبب إصراري وافقت على انضمامي لهذه الكلية بشرط اجتياز المقابلة الشخصية التي كانت مكونة من 13 دكتورة! لا أدري هل هذا هو المتعرف عليه في هذه الكلية، أم أنه جعل هذا العدد لإدخال الهيبة والخوف في نفسي مما يجعلني أتوقف وأنسحب؟!
وبفضل من الله اجتزت هذه المقابلة وتمت الموافقة على انضمامي لهذه الكلية بشرط تجربتي شهرًا لمعرفة إمكانية تخطي الصعوبات، وبفضل من الله العلي القدير استطعت تخطيها، حيث كانت الكلية مهيأة لي من حيث سهولة الممرات ووجود درابزين على الدرج مما يساعد على الصعود والنزول. إلى أن انتقلت الكلية إلى المبنى الجديد. هنا بدأت الصعوبات تواجهني من جديد، فقد جعلت قاعة المحاضرات في الدور الثالث، وبالرغم من وجود مصعد في الكلية إلا أنني منعت من استعماله! فلم أستطع الصعود، وقوبل إصراري بإصرار إدارة الكلية بعدم إنزال قاعة المحاضرات إلى الدور الأول مع وجود قاعة فارغة في الدور الأول، وكانت حجتهم أن هذه القاعة مخصصة للندوات. وبقيت قرابة شهر كامل وأنا أداوم ولكن في الدور الأول، لا أستطيع الصعود لحضور المحاضرات في الدور الثالث، إلى أن اعترضت زميلاتي على هذه المعاملة السيئة لي، وأبدين اعتراضهن واحتجاجهن على هذا التصرف. وقمت بالدخول على مكتب العميدة التي أبدت استعدادها بجعل العاملات يحملنني يوميًا إلى الدور الثالث وإنزالي منه، إلا أنني رفضت ذلك بحجة أنني لو رغبت في أن يساعدني أحد لطلبت من زميلاتي هذه المساعدة اللاتي كن على استعداد لتقديم هذه المساعدة لي.
وقمت بتوجيه سؤال للعميدة وهو؟! «هل هذه القاعة المخصصة للندوات والمحاضرات أهم لديكم من مستقبل فتاة؟!» الأمر الذي جعلها توافق على استعمال هذه القاعة. واستطعت إكمال هذه المرحلة بعد كل هذه الصعوبات والعراقيل التي جعلت في طريقي لتوهن عزيمتي وتجبرني على التوقف عما أطمح إليه.
عندما كنت في المستوى الجامعي الرابع تزوجت من رجل سليم جسديًا، واستطعت العيش معه بالرغم من عدم توفير الأمور التي تحتاجها كل معاقة لتأسيس منزل، وكانت ثمرة هذا الزواج طفلًا هو الآن في السنة السادسة.
تخرجت في عام 1416-1417هـ، وطرقت جميع الأبواب من أجل الحصول على الوظيفة ولكن مع الأسف كانت جميعها مغلقة في وجهي، لا لشيء إلا أنهم كانوا يربطون بين القدرات والإعاقة.
ذهبت إلى مكتب الرئيس العام لتعليم البنات ومنعت من مقابلته، فبقيت انتظره عند بوابة الدخول، وما أن حضر وبدأت أشرح له قصتي حتى رد عليّ بالرفض!
بعدها ذهبت إلى الإدارة العامة للإشراف التربوي، وتشرفت بمقابلة الأستاذة حصة الصليح التي مدت لي يد المساعدة، وتفهمت وضعي وخاصة بعد أن بدأت حديثي معها بقولي: «نحن المعاقين مع الأسف الشديد محصورون بين عنوانين رئيسين وهما: أولاً عندما نريد أن نمارس دورنا في الحياة ونحصل على حقوقنا يقال لنا: عفوًا.. قفوا أنتم معاقون. ثانيًا: إذا كنا نحن المعاقين تجاوزنا تلك المعوقات، وأردنا أن يميزونا عن غيرنا باعتبارنا معاقين ومتغلبين على الإعاقة يقال لنا: أنتم مثلكم مثل غيركم» كيف يكون ذلك؟!
وبعد ذلك تم تعييني في نفس الإدارة كمأمورة سنترال، وكانت هذه هي الصدمة الأولى لي في حياتي الوظيفية.
ثم بعد ذلك حاولت بعد جهد جهيد الانتقال إلى مكتب الإشراف التربوي للتعليم الخاص أملاً في أن أجد من يقدر قدراتي وشهادتي، ولكن مع الأسف لم يكن الأمر بأحسن حالاً، فقد استلمت الأمور الإدارية البسيطة، والرد على الهاتف.. في هذه المرحلة رشحت كعضو في المجموعة الاستشارية للتوظيف الخاصة بالنظام الوطني للمعاقين، وحضرت العديد من المؤتمرات والمحاضرات والندوات الخاصة بالإعاقة، كما التحقت بالعديد من اللجان المختصة بالإعاقة. هذا إلى جانب أني كنت أعمل على دراسة لمشروع خيري تشغيلي واجتماعي وتثقيفي للفتيات المعاقات.
في هذه الفترة طلبت الانتقال إلى «الروضة الثلاثون» وهناك وجدت مديرة متعاونة ومتفهمة إلى أبعد الحدود. فقد كانت داعمة لي بمشاعرها وصلاحيتها المخولة لها.
وعند اكتمال تلك الدراسة قمت بتقديم المشروع إلى وزارة الشؤون الاجتماعية التي رحبت بالمشروع، ولكنها وضعت أمامي بعض الشروط المالية التي عجزت عنها.
ثم بعد ذلك تقدمت بمشروعي إلى «مؤسسة الأميرة العنود الخيرية» التي احتضنتني واحتضنت بذلك مشروعي تحت اسم «مركز الأميرة العنود لشؤون المعاقات» وعليه تم احتضان أكثر من 50 فتاة معاقة إعاقات مختلفة.
وفكرة المشروع هي إيجاد ورش عمل (خياطة وتطريز، خزف، سيراميك، جلود) ويستقبل بشكل خاص خريجات القسم المهني في مركز التأهيل الشامل، بالإضافة إلى استقبال كل من لديها موهبة فنية سواء كانت معاقة أو سليمة. وشروط القبول في المركز هي أن تكون الفتاة فوق 15 سنة، وأن يكون لديها القدرة على الإنتاج والاندماج في المجتمع. وهو يستقبل معظم الإعاقات، والدوام فيه بالنسبة للمنتسبات يبدأ من الساعة الثامنة صباحًا إلى الواحدة ظهرًا جميع أيام الأسبوع عدا الخميس والجمعة.
وأنا حاليًا أعمل مديرة لهذا المركز. وقد التحقت بدبلوم إدارة أعمال، وأنا عضو في أكثر من لجنة خاصة بالإعاقة، وأعتبر أول امرأة سعودية تلتحق بلجان خاصة بوزارة الشؤون الاجتماعية، وممثلة للمعاقين في لجنة تنسيق خدمات المعاقين في المملكة العربية السعودية.
http://www.almarefah.com/articlea.php?id=1122&num_mag=133 (http://www.almarefah.com/articlea.php?id=1122&num_mag=133)