معلم متقاعد
10-12-2009, 08:05 PM
فاعلية برنامج علاجي معرفي سلوكي في تخفيف قلق المستقبل
لدى عينة من المراهقين ذوي كف البصر
دكتـــور
محمد محمد السيد عبد الرحيم
أستاذ التربية الخاصة المشارك
ورئيس قسم التربية الخاصة
كلية التربية والآداب-جامعة تبوك
بيانات النشر
مجلة كلية التربية-جامعة بني سويف، أغسطس 2007
تشكل البيئة المحيطة بالفرد الذي لديه كف بصر –بشقيها المادي والاجتماعي– عديداً من التحديات، خاصة إذا كانت بيئة معقدة أو تتسم بالجدة ولا تراعي الحدود التي تفرضها الإعاقة. فالاهتداء إلى طريق سيسلكه يعد سلوكا محفوفا بالمخاطر، وكذلك فإن إقامة علاقة جديدة تمثل صعوبة بالنسبة إليه، لذلك فإن إدراكه للصعوبات التي تفرضها البيئة – التي أعدت في الأساس للشخص العادي – قد يستثير لديه قلق من المستقبل أكثر حدة من أقرانه المبصرين.
وفي هذا السياق يصبح من الضروري اكتشاف ما الذي يعنيه المستقبل للمراهق الذي لديه كف بصر، ورصد المتغيرات أو العوامل التي تشكل صورا ذهنية أو أفكارا سلبية والتي تؤدي بدورها إلى استجابات سلبية غير مرغوب فيها في الحاضر وتجاه المستقبل. فالرؤية المعرفية للمستقبل هي الحاسمة في هذا النوع من القلق، فالإدراكات المعرفية والعقلية المتعلقة بالمستقبل هي مثيرات قلق المستقبل، ويمكنها أن تكون أسبابا حقيقية لانفعالات معينة، ونتيجة لذلك فإنه يعد قلقا واعيا يدرك فيه المرء بالفعل ما يخاف منه. ولذلك فإن العلاج المعرفي السلوكي هو من المداخل العلاجية المناسبة لهذا النوع من القلق نظرا لطبيعته المعرفية الواضحة.
ويهدف البحث إلى: إعداد مقياس لقلق المستقبل لدى المراهقين ذوي كف البصر، وتحويله من صورة مبصر إلى طريقة برايل. كما يهدف إلى إعداد برنامج علاجي معرفي سلوكي لتخفيف حدة قلق المستقبل لدى المراهقين ذوي كف البصر بالمرحلة الثانوية، والتحقق من مدى فاعليته.
ويعرف قلق المستقبل للمراهقين ذوي كف البصر بأنه نوع من القلق يتمثل في رؤية معرفية لمستقبل المراهقين ذوي كف البصر، تتمثل في حالة من الترقب وعدم اليقين والخوف وانشغال البال بتغيرات غير مستحبة في المستقبل تتعلق بالدراسة في الجامعة، والعمل، والزواج، وذلك كما يقاس بمقياس قلق المستقبل للمراهقين ذوي كف البصر المستخدم في البحث.
ويعرف البرنامج العلاجي المعرفي السلوكي بأنه برنامج علاجي جماعي قائم على بعض فنيات العلاج المعرفي السلوكي وهي: الواجبات المنزلية، والرقابة الذاتية،ولعب الدور، وتحديد الأفكار السلبية،وفنية الإلهاء (تشتيت الانتباه)، وكتابة الفكرة ودحضها، والاسترخاء، بهدف تخفيف حدة قلق المستقبل لدى المراهقين ذوي كف البصر.
وقد تضمن الإطار النظري عرض لخصائص ذوي كف البصر، يليه عرض لمفهوم قلق المستقبل، وأخيراً عرض لمفهوم العلاج المعرفي السلوكي. أما الدراسات فقد أمكن تصنيفها وفق ثلاثة محاور أساسية وهي: دراسات تناولت بعض خصائص ذوي كف البصر، ودراسات تناولت قلق المستقبل، وأخيراً دراسات تناولت برامج تدخل لتخفيف القلق.
وقد افترض البحث ما يلي:
1- توجد فرق دالة إحصائياً بين رتب درجات أفراد المجوعتين التجريبية والضابطة في القياس الثاني (بعد تطبيق البرنامج العلاجي على أفراد المجموعة التجريبية) على مقياس قلق المستقبل للمراهقين ذوي كف البصر لصالح المتوسط الأقل (متوسط درجات أفراد المجموعة التجريبية).
2- توجد فرق دالة إحصائياً بين رتب درجات أفراد المجموعة التجريبية في القياسين الأول (قبل تطبيق البرنامج العلاجي) والثاني (بعد تطبيق البرنامج العلاجي) على مقياس قلق المستقبل للمراهقين ذوي كف البصر لصالح المتوسط الأقل (متوسط الدرجات في القياس الثاني).
3- لا توجد فرق دالة إحصائياً بين رتب درجات أفراد المجوعة الضابطة في القياسين الأول والثاني على مقياس قلق المستقبل للمراهقين ذوي كف البصر.
4- لا توجد فرق دالة إحصائياً بين رتب درجات أفراد المجوعة التجريبية في القياسين الثاني (بعد انتهاء البرنامج العلاجي مباشرة) والتتبعي (بعد شهر من انتهاء البرنامج) على مقياس قلق المستقبل للمراهقين ذوي كف البصر.
وقد بلغت عينة البحث عشرة مراهقين ممن لديهم كف بصر من الجنسين (6ذكور، 4إناث)، قسمت إلى مجموعتين متساويتين (3ذكور، 2إناث) أحداهما تجريبية والأخرى ضابطة، تراوحت أعمارهم الزمنية بين 15 و 19 عاماً. وقد تم اختيار العينة من طلاب مدرسة النور للمكفوفين ببني سويف، وذلك بناءً على مجموعة من المعايير، فجميعهم من المكفوفين ولادياً، ومن المقيمين إقامة داخلية بمدرسة النور للمكفوفين، ومن الحاصلين على درجات مرتفعة في مقياس قلق المستقبل للمكفوفين. وقد تم إجراء المجانسة بين أفراد المجموعتين التجريبية والضابطة في مستوى قلق المستقبل في القياس القبلي، وفي العمر الزمني.
وقد اشتملت أدوات البحث على مقياس قلق المستقبل للمراهقين العميان بطريقة برايل (إعداد الباحث)، والذي تكون في صورته النهائية من 26 عبارة تقيس ثلاثة أبعاد لقلق المستقبل لدى المراهقين العميان وهي: قلق الدراسة الجامعية، وقلق العمل والمهنة، وقلق الزواج وتكوين أسرة. كما اشتملت الأدوات على برنامج علاجي معرفي سلوكي (إعداد الباحث) تم تطبيقه على ثلاثة مراحل (التهيئة، التدخل الأساسي، التقويم والإنهاء)، بإجمالي جلسات 12 جلسة.
وأشارت نتائج البحث إلى أن البرنامج العلاجي المعرفي السلوكي كان فعالاً في التخفيف من حدة قلق المستقبل لدى المراهقين ذوي كف البصر، وذلك باستثناء البعد الخاص بقلق الزواج وتكوين أسرة، فقد كانت فاعليته ضعيفة، حيث كانت الفروق بين المجموعتين التجريبية والضابطة غير دالة، رغم أن الفروق بين القياسين الأول والثاني للمجموعة التجريبية كانت دالة في هذا البعد. ويمكن تفسير هذا التحسن في إطار أن الأفكار الأوتوماتيكية تنطوي على تيمة theme واحدة، وإن اختلف منطوقها في الظروف المختلفة. وقد توصل الباحث والمجموعة التجريبية إلى أن الأفكار الأوتوماتيكية السلبية المرتبطة بقلق المستقبل لديهم تتمثل في تيمة رئيسة وهي تيمة الرفض. فسيكون هناك رفض في الجامعة من زملاءه وأساتذته، وفي العمل سيرفض من المجتمع في صورة عدم توفير فرصة عمل، ومن زملاءه في حالة حصوله على فرصة عمل، والرفض في الزواج، من الفتاة أو الفتى نفسه، وفي حالة الموافقة، سيأتي الرفض من أسرته أو أسرتها، والفكرة التي تقف وراء هذه التيمة هي: "سيتم رفضي لأنني كفيف". وقد لعب الوعي بهذه التيمة دوراً في دحض معظم الأفكار المرتبطة بها.
كما أشارت النتائج إلى عدم وجود فروق دالة إحصائياً بين رتب درجات أبعاد مقياس قلق المستقبل والدرجة الكلية على المقياس للمجموعة التجريبية في القياسين الثاني والتتبعي.
وانتهى البحث بمجموعة من التوصيات منها: ضرورة إجراء برامج علاجية وإرشادية (حسب الحاجة) لطلاب المرحلة الثانوية العامة ممن لديهم كف بصر المقيمين إقامة داخلية بمدارس النور للمكفوفين، تهدف إلى إعدادهم للانتقال إلى المرحلة الجامعية. ويفضل عند تناول الأفكار التي تقف وراء القلق من الزواج وتكوين أسرة لدى المراهقين ذوي كف البصر، أن يتم ذلك مع كل جنس على حدة، وذلك لاعتبارات ثقافية، حيث ييسر ذلك تناول الأفكار ومناقشتها دون حساسية وجود الجنس الأخر، خاصة في مرحلة المراهقة.
لدى عينة من المراهقين ذوي كف البصر
دكتـــور
محمد محمد السيد عبد الرحيم
أستاذ التربية الخاصة المشارك
ورئيس قسم التربية الخاصة
كلية التربية والآداب-جامعة تبوك
بيانات النشر
مجلة كلية التربية-جامعة بني سويف، أغسطس 2007
تشكل البيئة المحيطة بالفرد الذي لديه كف بصر –بشقيها المادي والاجتماعي– عديداً من التحديات، خاصة إذا كانت بيئة معقدة أو تتسم بالجدة ولا تراعي الحدود التي تفرضها الإعاقة. فالاهتداء إلى طريق سيسلكه يعد سلوكا محفوفا بالمخاطر، وكذلك فإن إقامة علاقة جديدة تمثل صعوبة بالنسبة إليه، لذلك فإن إدراكه للصعوبات التي تفرضها البيئة – التي أعدت في الأساس للشخص العادي – قد يستثير لديه قلق من المستقبل أكثر حدة من أقرانه المبصرين.
وفي هذا السياق يصبح من الضروري اكتشاف ما الذي يعنيه المستقبل للمراهق الذي لديه كف بصر، ورصد المتغيرات أو العوامل التي تشكل صورا ذهنية أو أفكارا سلبية والتي تؤدي بدورها إلى استجابات سلبية غير مرغوب فيها في الحاضر وتجاه المستقبل. فالرؤية المعرفية للمستقبل هي الحاسمة في هذا النوع من القلق، فالإدراكات المعرفية والعقلية المتعلقة بالمستقبل هي مثيرات قلق المستقبل، ويمكنها أن تكون أسبابا حقيقية لانفعالات معينة، ونتيجة لذلك فإنه يعد قلقا واعيا يدرك فيه المرء بالفعل ما يخاف منه. ولذلك فإن العلاج المعرفي السلوكي هو من المداخل العلاجية المناسبة لهذا النوع من القلق نظرا لطبيعته المعرفية الواضحة.
ويهدف البحث إلى: إعداد مقياس لقلق المستقبل لدى المراهقين ذوي كف البصر، وتحويله من صورة مبصر إلى طريقة برايل. كما يهدف إلى إعداد برنامج علاجي معرفي سلوكي لتخفيف حدة قلق المستقبل لدى المراهقين ذوي كف البصر بالمرحلة الثانوية، والتحقق من مدى فاعليته.
ويعرف قلق المستقبل للمراهقين ذوي كف البصر بأنه نوع من القلق يتمثل في رؤية معرفية لمستقبل المراهقين ذوي كف البصر، تتمثل في حالة من الترقب وعدم اليقين والخوف وانشغال البال بتغيرات غير مستحبة في المستقبل تتعلق بالدراسة في الجامعة، والعمل، والزواج، وذلك كما يقاس بمقياس قلق المستقبل للمراهقين ذوي كف البصر المستخدم في البحث.
ويعرف البرنامج العلاجي المعرفي السلوكي بأنه برنامج علاجي جماعي قائم على بعض فنيات العلاج المعرفي السلوكي وهي: الواجبات المنزلية، والرقابة الذاتية،ولعب الدور، وتحديد الأفكار السلبية،وفنية الإلهاء (تشتيت الانتباه)، وكتابة الفكرة ودحضها، والاسترخاء، بهدف تخفيف حدة قلق المستقبل لدى المراهقين ذوي كف البصر.
وقد تضمن الإطار النظري عرض لخصائص ذوي كف البصر، يليه عرض لمفهوم قلق المستقبل، وأخيراً عرض لمفهوم العلاج المعرفي السلوكي. أما الدراسات فقد أمكن تصنيفها وفق ثلاثة محاور أساسية وهي: دراسات تناولت بعض خصائص ذوي كف البصر، ودراسات تناولت قلق المستقبل، وأخيراً دراسات تناولت برامج تدخل لتخفيف القلق.
وقد افترض البحث ما يلي:
1- توجد فرق دالة إحصائياً بين رتب درجات أفراد المجوعتين التجريبية والضابطة في القياس الثاني (بعد تطبيق البرنامج العلاجي على أفراد المجموعة التجريبية) على مقياس قلق المستقبل للمراهقين ذوي كف البصر لصالح المتوسط الأقل (متوسط درجات أفراد المجموعة التجريبية).
2- توجد فرق دالة إحصائياً بين رتب درجات أفراد المجموعة التجريبية في القياسين الأول (قبل تطبيق البرنامج العلاجي) والثاني (بعد تطبيق البرنامج العلاجي) على مقياس قلق المستقبل للمراهقين ذوي كف البصر لصالح المتوسط الأقل (متوسط الدرجات في القياس الثاني).
3- لا توجد فرق دالة إحصائياً بين رتب درجات أفراد المجوعة الضابطة في القياسين الأول والثاني على مقياس قلق المستقبل للمراهقين ذوي كف البصر.
4- لا توجد فرق دالة إحصائياً بين رتب درجات أفراد المجوعة التجريبية في القياسين الثاني (بعد انتهاء البرنامج العلاجي مباشرة) والتتبعي (بعد شهر من انتهاء البرنامج) على مقياس قلق المستقبل للمراهقين ذوي كف البصر.
وقد بلغت عينة البحث عشرة مراهقين ممن لديهم كف بصر من الجنسين (6ذكور، 4إناث)، قسمت إلى مجموعتين متساويتين (3ذكور، 2إناث) أحداهما تجريبية والأخرى ضابطة، تراوحت أعمارهم الزمنية بين 15 و 19 عاماً. وقد تم اختيار العينة من طلاب مدرسة النور للمكفوفين ببني سويف، وذلك بناءً على مجموعة من المعايير، فجميعهم من المكفوفين ولادياً، ومن المقيمين إقامة داخلية بمدرسة النور للمكفوفين، ومن الحاصلين على درجات مرتفعة في مقياس قلق المستقبل للمكفوفين. وقد تم إجراء المجانسة بين أفراد المجموعتين التجريبية والضابطة في مستوى قلق المستقبل في القياس القبلي، وفي العمر الزمني.
وقد اشتملت أدوات البحث على مقياس قلق المستقبل للمراهقين العميان بطريقة برايل (إعداد الباحث)، والذي تكون في صورته النهائية من 26 عبارة تقيس ثلاثة أبعاد لقلق المستقبل لدى المراهقين العميان وهي: قلق الدراسة الجامعية، وقلق العمل والمهنة، وقلق الزواج وتكوين أسرة. كما اشتملت الأدوات على برنامج علاجي معرفي سلوكي (إعداد الباحث) تم تطبيقه على ثلاثة مراحل (التهيئة، التدخل الأساسي، التقويم والإنهاء)، بإجمالي جلسات 12 جلسة.
وأشارت نتائج البحث إلى أن البرنامج العلاجي المعرفي السلوكي كان فعالاً في التخفيف من حدة قلق المستقبل لدى المراهقين ذوي كف البصر، وذلك باستثناء البعد الخاص بقلق الزواج وتكوين أسرة، فقد كانت فاعليته ضعيفة، حيث كانت الفروق بين المجموعتين التجريبية والضابطة غير دالة، رغم أن الفروق بين القياسين الأول والثاني للمجموعة التجريبية كانت دالة في هذا البعد. ويمكن تفسير هذا التحسن في إطار أن الأفكار الأوتوماتيكية تنطوي على تيمة theme واحدة، وإن اختلف منطوقها في الظروف المختلفة. وقد توصل الباحث والمجموعة التجريبية إلى أن الأفكار الأوتوماتيكية السلبية المرتبطة بقلق المستقبل لديهم تتمثل في تيمة رئيسة وهي تيمة الرفض. فسيكون هناك رفض في الجامعة من زملاءه وأساتذته، وفي العمل سيرفض من المجتمع في صورة عدم توفير فرصة عمل، ومن زملاءه في حالة حصوله على فرصة عمل، والرفض في الزواج، من الفتاة أو الفتى نفسه، وفي حالة الموافقة، سيأتي الرفض من أسرته أو أسرتها، والفكرة التي تقف وراء هذه التيمة هي: "سيتم رفضي لأنني كفيف". وقد لعب الوعي بهذه التيمة دوراً في دحض معظم الأفكار المرتبطة بها.
كما أشارت النتائج إلى عدم وجود فروق دالة إحصائياً بين رتب درجات أبعاد مقياس قلق المستقبل والدرجة الكلية على المقياس للمجموعة التجريبية في القياسين الثاني والتتبعي.
وانتهى البحث بمجموعة من التوصيات منها: ضرورة إجراء برامج علاجية وإرشادية (حسب الحاجة) لطلاب المرحلة الثانوية العامة ممن لديهم كف بصر المقيمين إقامة داخلية بمدارس النور للمكفوفين، تهدف إلى إعدادهم للانتقال إلى المرحلة الجامعية. ويفضل عند تناول الأفكار التي تقف وراء القلق من الزواج وتكوين أسرة لدى المراهقين ذوي كف البصر، أن يتم ذلك مع كل جنس على حدة، وذلك لاعتبارات ثقافية، حيث ييسر ذلك تناول الأفكار ومناقشتها دون حساسية وجود الجنس الأخر، خاصة في مرحلة المراهقة.