المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معوق ويتيم ووحيد يقتات على كسرات الخبز اليابس.


فوزيه الخليوي
05-17-2008, 03:17 PM
معوق ويتيم ووحيد يقتات على كسرات الخبز اليابس ... «علي» يتجول في الشوارع على كرسي ويعيش قرب مسجد

الرياض - فيصل المخلفي الحياة - 17/05/08//


علي شاب معوق يبلغ من العمر 34 عاماً، يتيم الأب لا يعرف صديقاً ولا قريباً سوى كرسيه «القديم»، الذي يساعده على التنقل بين الحارات والعودة للبقاء إلى جوار أحد مساجد حي النسيم شرق الرياض.
يقول علي: «كنت أمارس حياتي بشكل طبيعي، ولكن بعد بلوغي سن الـ 14 حدث لدي ضمور في خلايا المخيخ، أدى إلى شلل».
يعيش علي حالة فقر شديدة ويحمل معه في كرسيه الثقيل بعجلاته وكأنها أحجار تتحرك بقوة وتخطو الخطوة بعد جهد جهيد، بعضاً من ملابسه الرثة وقارورة ماء مربوطة في شماغه

الشارع هو منزل علي ومكانه المفضل، أجبرته الظروف القاهرة والحال النفسية التي يقاسيها على التعايش مع تقلب الأجواء، مع برودة الأجواء والأمطار شتاء، أو مع السموم والغبار في الصيف.
يشاهد علي الناس يتحركون والأطفال يمرحون ويتمنى أن أحداً من الناس يشعر به وبمعاناته، ولكن من دون جدوى، كأنه ميتاً في قبره، الجميع ينظرون إليه ويتكلمون عن حاله المحزنة وهو يسمعهم يتهامسون ويشعر بالأنين وكل لحظة قلبه يتجرع الألم والحرمان.
هو من الناحية الجسدية حي، ولكنه أمام مجتمعه ميت، يأكل كسرات الخبز «اليابس» وتتساقط منه قطرات عرق متواصلة من ثقل كرسيه المتحرك ومن حرارة الجو، تجده دائماً في وضعية واحدة لا يغيرها عند جلوسه أمام المسجد.
تنظر إلى علي فتشاهده يترنح وسط حزن عميق وفي عينه نهر من دموع، يرافقه في الشوارع جهاز «مذياع» قديم الصنع معلق في رقبته ومفتاح قديم في خيط أحمر يقول عنه مفتاح الخيمة التي يتمنى أن يعيش فيها مستقبلاً، فهذا هو السقف الأعلى لطموحه.
علي مصاب باكتئاب شديد وحزن دائم، علاوة على تجاهل مستمر من الناس ودموع وحسرة وأنين، فمن المعين لشاب مريض في هذا الزمن القاسي؟
«الحياة» التقت أحد المصلين في المسجد، ويقول: «علي يقيم في جوار المسجد ولا يريد الذهاب عنه، لكنه لا يمد يده إلى أحد، ولكن يجد صعوبة بسبب ثقل كرسيه المتحرك»، مؤكداً أن جميع سكان الحي حزينون من الوضع المأساوي لعلي، «هو مشلول وأتمنى أن يجد يداً حنونة تنتشله من هذا الوضع القاسي».

الصحفي الطائر
05-17-2008, 05:47 PM
http://www.mrkzy.com/uploads/0d31735a44.gif