احمد بدر
05-15-2008, 03:09 PM
البرامج التأهيلية
دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في الفصول العادية
لكل طفل الحق في التعليم، ويجب إعطائه الفرصة لتحقيق مستوى مقبول من العملية التعليمية انطلاقا من هذه التوصية التي جاء بها قرار لجنة التربية الخاصة في اجتماعها بتاريخ 29 مارس 1986 الخاص بتجربة دمج الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في الفصول العادية طبقت وزارة التربية و التعليم مشروع الدمج و خلق الفصول العلاجية بالمدارس لهذه الفئة التي تشكل شريحة مهمة في المجتمع بعد اكثر من 18 سنه من العطاء ماذا قدمت هذه المشاريع لذوي الاحتياجات الخاصة؟ و إلى أي مدى حققت الأهداف المرجوة منها ؟ و ما هي الخطط المستقبلية للوزارة في هذا المجال؟ الكثير من التساؤلات التي تطرح في هذا السياق و التي نأمل أن نجد لها إجابات مرضية في الأسطر التالية
.
و في لقاء مع الأستاذة فاطمة العريض اختصاصية التربية الخاصة الأولى في وزارة التربية والتعليم قالت فيه قامت وزارة التربية و التعليم منذ عام 1979-1980 باستحداث وحدة فنية غي إدارة التعليم العام باسم مجموعة رعاية المعوقين، و أسندت إليها مهمة تحديد حالات الإعاقة بالمدارس و الأشراف على الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس و الطلبة الدارسين بالمعاهد الخاصة خارج البلاد. و كانت تتبع إلى إدارة التعليم الابتدائي و هناك توجه لتحويلها إلى إدارة مستقلة في الوقت القريب.أضافت في عام 1992 تبنت الوزارة تجربة دمج جزئي للطلبة بطيئي التعلم و التأخر الدراسي و صعوبات التعلم في إطار المدرسة العادية إلى جانب أقرانهم من الطلبة وبالتعاون مع اليونسكو تم عقد ورشة تدريبية للمعلمين المختارين لتطبيق التجربة لتزويدهم بالمهارات اللازمة التي تضمن تعاملهم بكفاءة و اقتدار مع هذه الفئة.
تواصل يلقى مشروع التربية الخاصة دعما من وزارة التربية والتعليم حيث تم تخصيص ميزانية لتدريب المعلمين من خلال ابتعاثهم إلى جامعة الخليج العربي لإعدادهم في مجال التربية الخاصة، و تبلغ عدد البعثات سنويا 12 بعثه للحصول على دبلوم عال ( تخصص صعوبات تعلم أو تخلف عقلي أو التفوق و الموهبة) و تستقطع ميزانية هذه البعثات من ميزانية وزارة التربية و التعليم بمعدل 36000 دينار سنويا، و يبلغ عدد الكوادر العاملة في الميدان حاليا 105 مدرس موزعين على شهادات الدبلوم العالي و ماجستير التربية الخاصة و بكالوريوس التربية الخاصة في عدة تخصصات.
هذا إلى جانب الإعداد المادي فقد تم صرف 9508,002 دينار للأثاث و الأجهزة للمدارس التي تطبق تجربة الدمج و عددها 84 مدرسة من خلال برنامج صعوبات التعلم، كما تطبق في 19 مدرسة برنامج التخلف العقلي و 22 مدرسة برنامج التفوق العقلي.
و قد وضعت ميزانية تقريبية لبرامج التربية الخاصة موزعه على السلع الرأسمالية و السلع الاستهلاكية و بعثات المعلمين و الخدمات،وتم تزويد جميع المدارس الابتدائية بالمنحدرات ودورات المياه الخاصة بالمعوقين و كما تم تزويد بعض المدارس بالمصاعد الكهربائية.و تجهيز معظم فصول متلازمة داون و التخلف العقلي البسيط بالأجهزة التي تساعد على تعليم هؤلاء الطلاب.
و فيما يخص المنهج المدرسي تقول العريض لتوفير المناهج المناسبة التي تلبي الاحتياجات التعليمية و الكفايات والمهارات اللازمة لدمج فئة متلازمة داون والتخلف العقلي البسيط في المدارس تم تشكيل لجنه تتكون من عدد من الاختصاصين في إدارة المناهج و بعض معلمي و معلمات تجربة الدمج في الوزارة و ممثلا لجامعة الخليج العربي و خبير التربية الخاصة بإدارة التعليم الابتدائي كانت مهمتها إعداد المناهج المطلوبة بحيث تراعى القدرات و الإمكانات العقلية لهذه الفئة و خصائصها النمائية، و تم إقرار مقترحات للكفايات التعليمية للمواد الدراسية و هي: اللغة العربية و الرياضيات و التربية الموسيقية و الرياضية و الحاسوب و تم إقرارها، كما تم وضع كفايات التهيئة و التي تتضمن مهارات ما قبل الكتابة و الحساب التي تساعد على تنمية المهارات النمائية اللازمة للتعلم لدي طلبة ذوي الاحتياجات الخاصة مراعية الفروق الفردية فيما بينهم بالإضافة إلى تحديد المهارات الوظيفية و الحياتية و الاستقلالية التي تمكن الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة على التكيف الاجتماعي.
و تؤكد العريض أن الوزارة تطبق حاليا سياسة الدمج عمليا في 84 مدرسة من خلال برنامج صعوبات التعلم، كما تطبق في 19 مدرسة برنامج التخلف العقلي و 22 مدرسة برنامج التفوق العقلي،و تشمل خدماتها 8 آلاف طالب و طالبة الذين يعانون من إعاقات مختلفة على النحو التالي:
المعاقون بصريا و تشمل المكفوفين في المدارس الثانوية، و ضعيفي البصر و يبلغ عددهم 400 طالبا، المعاقون سمعيا و هم يعانون من فقد سمعي و يتلقون تعليما في المدارس الابتدائية و يبلغ عددهم 162 طالبا، القابلون للتعلم من المتخلفين عقليا" طلبة متلازمة داون و التخلف العقلي البسيط" و يتلقون تعليمهم في الفصول العادية أو فصول خاصة بهم و يبلغ عددهم 189 طالبا، و ذوي الإعاقات الجسدية و هم الطلبة المعقدون بسبب عاهات جسدية و أمراض عضوية و تقوم هذه المجموعة بتذليل الصعوبات النفسية و التعليمية لهم بدمجهم مع أقرانهم في بيئة واحدة و هم 248 طالبا، و طلاب ذوو اضطرابات التواصل و تشمل هذه الفئة اضطرابات الكلام و اضطرابات اللغة و يبلغ عددهم 727 طالبا، و الطلاب ذوو إعاقات التعلم و هم الأطفال الذين يظهرن اضطرابات في وحدة و أكثر من العمليات النفسية الأساسية التي تتضمن فهم و استخدام اللغة المكتوبة، أو اللغة المنطوقة، و التي تبدو في اضطرابات السمع و التفكير و الكلام و القراءة و التهجئة و الحساب و يبلغ العدد الحالي لهؤلاء الطلبة 6347 طالبا.
وحول طبيعة برامج الدمج التي تطبقها الوزارة تقول الأستاذة فاطمة العريض سعت إدارة التعليم الابتدائي من خلال مجموعة التربية الخاصة إلى توفير الظروف المناسبة لإنجاح برامج الدمج و تقديم الخدمات التربوية و التعليمية لهذه الفئة و لقد عقدت الإدارة عدة اجتماعات و دورات تدريبية و ورش عمل للهيئات الإدارية و التعليمية في مجال تطبيق الدمج وقامت بعدة زيارات ميدانية لمتابعة البرامج عن كثب و سعت الإدارة إلى استكمال جميع المتطلبات البشرية و المادية في المدارس التي تطبق البرامج.
و تطبق الوزارة حاليا ثلاث برامج لدمج تتوزع على النحو التالي:برنامج الإعاقات ، برنامج طلبة صعوبات العلم في المدارس العادية و برنامج التفوق و الموهبة.
و يتضمن برنامج الإعاقات ثلاث محاور محور رعاية الإعاقات الذهنية، والمحور الثاني متابعة الطلبة ذوي الإعاقات الجسدية في المرحلة الابتدائية والمحور الثالث الطلبة الدارسين في الكويت.
تواصل أستاذة فاطمة يطبق برنامج رعاية الإعاقات الذهنية بهدف دمج طلبة ذوي متلازمة داون و التخلف العقلي البسيط بالطلبة العاديين و جرى تطبيقه من العام الماضي و يهدف إلى توفير فرص متنوعة و متعددة للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة للتفاعل مع أقرانهم العاديين في مواقف طبيعية، مما يؤدي إلى إكسابهم مهارات اجتماعية أساسية، كما يهدف إلى تحسين مستوى التوافق النفسي و الاجتماعي لذوي الاحتياجات الخاصة مثل تحسين مفهوم الذات وتقدير الذات و تقليل نسبة المشكلات السلوكية، و يسعى البرنامج إلى تنمية القدرات و المهارات الحسية و الحركية من خلال حصص الأنشطة، و يهدف إلى تعديل الاتجاهات السلبية عند الأطفال العاديين، و من ثم المجتمع نحو الإعاقة و المعاقين وزيادة الوعي بتقبل الاختلافات و الفروق بين الأفراد، بالإضافة إلى مساندة الأهل و إرشادهم لأساليب تعاملهم الصحيح مع أبنائهم من ذوي الاحتياجات الخاصة.
تضيف لقد تم توزيع الخطة الدراسية على 5 أيام يدرس فيها الطالب 25 حصة أسبوعيا بواقع 5 حصص يومية في عدة مجالات كالتالي:
التربية الإسلامية‘ اللغة العربية و المواد الاجتماعية، الرياضيات و العلوم، المهارات الحياتية و الاعتماد على الذات، التربية الفنية، التربية الموسيقية والتربية الرياضية.
و يقدم البرنامج العديد من الخدمات للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة و منها: خدمات التقويم و التشخيص و يقدم هذه الخدمة فريق يتكون من طبيب أطفال، و اختصاصي نفسي، و معلم تربية خاصة ومرشد اجتماعي و يتولى إعادة تشخيص بعض الطلبة المحولين للتعرف على مدى مناسبة استمرارية التحاقهم بالبرنامج، كما يقدم البرنامج الخدمات التعليمية لهؤلاء الطلبة بتباع استراتيجيات تعليمية متنوعة و مناسبة، و توفير و سائل تعليمية شيقة و هادفة لهذه الفئة، و يقدم البرنامج خدمات علاجية من خلال لجنة المتابعة و بالتعاون مع الأسرة وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية في حصول الطالب على الخدمات العلاجية المطلوبة مثل عيوب النطق، و العلاج الطبيعي و المعالجة الصحية العلاجية، هذا بالإضافة إلى خدمات التدريب و التوعية من أجل رفع الكفاءة المهنية للعاملين بشكل مستمر وذلك بالتعاون و التنسيق مع إدارة التدريب بالوزارة و عدد من الجهات المختصة منها جامعة البحرين، وجامعة الخليج العربي والمؤسسات ذات العلاقة.
و حول أهم الصعوبات التي واجهت المعلمين أثناء تطبيق البرنامج تقول الأستاذة فاطمة قلة تفهم و تعاون بعض أولياء الأمور لأهداف المشروع و متطلباته رغم التوعية، قلة وضوح الرؤية الكاملة للبرنامج مما يثير الكثير من التساؤلات بين أولياء الأمور، كبر سن بعض الطلبة المنتفعين من البرنامج إذ تبلغ أعمارهم من 14-16 عاما و قد نتج عن ذلك حدوث مشاكل سلوكية لدى بعض الطلبة، تباين المستويات التعليمية و الخبرات الأكاديمية للطلاب، وجود عدد كبير من الحالات تعاني من عدم التفاعل اللفظي و قلة الدقة و المصداقية في بعض التقارير الطبية لبعض الطلبة مما أدى لخول حالات زائفة إيجابية و سلبية في البرنامج، و لتفادي هذه الصعوبة قام معلمي التربية الخاصة تنفيذ عدد من اللقاءات التربوية لمعلمي الأنشطة و أولياء أمور الطلبة المنتفعين بهدف تعريفهم بالبرنامج و الخدمات التي يقدمها البرنامج و التعريف بالخصائص المعرفية و السلوكية لدى طلبة التخلف العقلي البسيط و متلازمة داون و طرائق التعامل معهم.
و عن الأنشطة التي تنفذها المدارس في مجال البرنامج تقول أستاذة فاطمة العريض تم إشراك الطلبة المنتفعين في المناسبات الوطنية و الدينية و الفعاليات و المسابقات التي تقام على مستوى المدرسة و على مستوى المدارس الأخرى، و كذلك تم إشراك الطلاب المنتفعين في برامج الإذاعة المدرسية من أجل تعزيز ثقتهم بأنفسهم، كما تم اصطحاب الطلاب في العديد من الرحلات العلمية و الترفيهية، و أصدرت العديد من المطويات و النشرات التربوية التوعوية للمعلمين و أولياء الأمور.
وتقول أنه هناك توجه لاستمرار دمج الطلبة ذوي متلازمة داون والتخلف العقلي البسيط في المرحلة الإعدادية، و التوسع في البرامج في المدارس الابتدائية.
من جانب أخر تقول الأستاذة العريض يشمل المحور الثاني متابعة طلبة ذوي الإعاقة الجسدية في المرحلة الابتدائية و يتم العمل على تسهيل و تذليل الصعوبات للطلبة ذوي الإعاقات الجسدية الدارسين في المدارس الحكومية مع أقرانهم العاديين بجعل البيئية المدرسية خالية من المعوقات قدر الإمكان و تقلل فرص حاجتهم لمساعدة الآخرين، و تزيد فرص اعتمادهم على أنفسهم في حركتهم و تنقلهم من مكان إلى آخر، و كل ذلك من شأنه أن يقلل لدى هؤلاء الطلبة المعوقات و الآلام النفسية التي قد يشعرون بها نتيجة إعاقتهم، كما يتم تسهيل حركة توصيلهم من البيت للمدرسة و بالعكس بالتنسيق مع جهاز المواصلات وذلك إن تعذر على ولي الأمر ذلك. و من منطلق تشجيعهم يتم الحرص على إشراك طلبة الإعاقة الجسدية في المسابقات و الفعاليات المختلفة التي تقام داخل المملكة و خارجها.
وحول المحور الثالث تقول الأستاذة فاطمة يتضمن متابعة الطلبة الدارسين بالكويت في إطار التعاون بين وزارة التربية والتعليم في مملكة البحرين و اللجنة الوطنية الكويتية للتربية و العلوم و الثقافة بدولة الكويت يتم سنويا تخصيص منح دراسية للمعاقين ذهنيا و سمعيا للدراسة بمدارس التربية الخاصة في دولة الكويت حسب رغبة أولياء أمورهم, و قد تم إبتعاث 5 طلاب في العام الدراسي 2003-2004 ليبلغ عدد الطلبة الدارسين هناك 36 طالبا و طالبة. و تقوم مجموعة التربية الخاصة بإجراء الترتيبات اللازمة لذلك من مقابلات أولياء الأمور و استفتاء الأوراق المطلوبة و الثبوتية، و متابعة و رعاية الطلاب أثناء السفر من و إلى دولة الكويت، و متابعة ظروفهم الصحية و التعليمية و السلوكية في دراستهم.
حول برنامج صعوبات التعلم الذي تنفذه الوزارة في أكثر من 52 مدرسة تقول الأستاذة أمينة كمال أخصائية التربية الخاصة في وزارة التربية و التعليم انطلاقا من التوجهات الأساسية التي تتبناها الوزارة في رفع المستوى التحصيلي للطلاب سعت مجموعة التربية الخاصة بإدارة التعليم الابتدائي إلى ترجمة هذه التوجهات لواقع عملي من خلال تقديم خدماتها للطلبة ذوي مشكلات التعلم وفق المتابعة المستمرة لهذه المدارس و الطلبة المنتفعين منه و الوقوف على مجالات تطبقه في المدارس و التعرض لظاهرة التسرب في ميادين تطبيقه. يهدف هذا البرنامج إلى رفع مستوى التحصيل الدراسي للطلبة ذوي التحصيل المنخفض في المرحلة الابتدائية في مادتي اللغة العربية و الرياضيات من خلال المتابعة الفنية و التربوية للخدمات المقدمة لهم.
تضيف قامت مجموعة التربية الخاصة بدراسة لتعرف على حجم المشكلات القرائية و الكتابية و العمليات الحسابية في المدارس المطبقة لبرنامج صعوبات التعلم و بينت الدراسة نسب طلبة برنامج صعوبات التعلم في المدارس المطبقة للبرنامج في مادتي اللغة العربية و الرياضيات، و أعداد الطلبة في كفايات اللغة العربية والرياضيات قبل و بعد البرنامج.
من جانب أخر أشادت الأستاذة أمينة بالندوة التي عقدت في جامعة الخليج العربي بمملكة البحرين تحت عنوان "تجارب دمج الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في دول مجلس التعاون الخليجي" ضمن برنامج مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود للتربية الخاص بجامعة الخليج.
تقول أوضحت الندوة تعريف لسياسة الدمج في كونه مفهوم اجتماعي أخلاقي نابع من حركة حقوق الإنسان ضد التصنيف و العزل لأي فرد بسبب إعاقته و هي التطبيق التربوي للمبدأ العام الذي يوجه خدمات التربية الخاصة و هو التطبيع نحو العادية في أقل البيئات قيودا.
تواصل لقد اشتملت على خمس محاور رئيسة محور البحوث و أوراق العمل، محور الأوراق القطرية لوزارات التربية و التعليم و المعارف،الأوراق القطرية لوزارات العمل والشئون الاجتماعية، الأوراق القطرية لوزارات الصحة وأوراق المؤسسات العامة في مجال رعاية ذوي الاحتياجات الخاصه
دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في الفصول العادية
لكل طفل الحق في التعليم، ويجب إعطائه الفرصة لتحقيق مستوى مقبول من العملية التعليمية انطلاقا من هذه التوصية التي جاء بها قرار لجنة التربية الخاصة في اجتماعها بتاريخ 29 مارس 1986 الخاص بتجربة دمج الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في الفصول العادية طبقت وزارة التربية و التعليم مشروع الدمج و خلق الفصول العلاجية بالمدارس لهذه الفئة التي تشكل شريحة مهمة في المجتمع بعد اكثر من 18 سنه من العطاء ماذا قدمت هذه المشاريع لذوي الاحتياجات الخاصة؟ و إلى أي مدى حققت الأهداف المرجوة منها ؟ و ما هي الخطط المستقبلية للوزارة في هذا المجال؟ الكثير من التساؤلات التي تطرح في هذا السياق و التي نأمل أن نجد لها إجابات مرضية في الأسطر التالية
.
و في لقاء مع الأستاذة فاطمة العريض اختصاصية التربية الخاصة الأولى في وزارة التربية والتعليم قالت فيه قامت وزارة التربية و التعليم منذ عام 1979-1980 باستحداث وحدة فنية غي إدارة التعليم العام باسم مجموعة رعاية المعوقين، و أسندت إليها مهمة تحديد حالات الإعاقة بالمدارس و الأشراف على الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس و الطلبة الدارسين بالمعاهد الخاصة خارج البلاد. و كانت تتبع إلى إدارة التعليم الابتدائي و هناك توجه لتحويلها إلى إدارة مستقلة في الوقت القريب.أضافت في عام 1992 تبنت الوزارة تجربة دمج جزئي للطلبة بطيئي التعلم و التأخر الدراسي و صعوبات التعلم في إطار المدرسة العادية إلى جانب أقرانهم من الطلبة وبالتعاون مع اليونسكو تم عقد ورشة تدريبية للمعلمين المختارين لتطبيق التجربة لتزويدهم بالمهارات اللازمة التي تضمن تعاملهم بكفاءة و اقتدار مع هذه الفئة.
تواصل يلقى مشروع التربية الخاصة دعما من وزارة التربية والتعليم حيث تم تخصيص ميزانية لتدريب المعلمين من خلال ابتعاثهم إلى جامعة الخليج العربي لإعدادهم في مجال التربية الخاصة، و تبلغ عدد البعثات سنويا 12 بعثه للحصول على دبلوم عال ( تخصص صعوبات تعلم أو تخلف عقلي أو التفوق و الموهبة) و تستقطع ميزانية هذه البعثات من ميزانية وزارة التربية و التعليم بمعدل 36000 دينار سنويا، و يبلغ عدد الكوادر العاملة في الميدان حاليا 105 مدرس موزعين على شهادات الدبلوم العالي و ماجستير التربية الخاصة و بكالوريوس التربية الخاصة في عدة تخصصات.
هذا إلى جانب الإعداد المادي فقد تم صرف 9508,002 دينار للأثاث و الأجهزة للمدارس التي تطبق تجربة الدمج و عددها 84 مدرسة من خلال برنامج صعوبات التعلم، كما تطبق في 19 مدرسة برنامج التخلف العقلي و 22 مدرسة برنامج التفوق العقلي.
و قد وضعت ميزانية تقريبية لبرامج التربية الخاصة موزعه على السلع الرأسمالية و السلع الاستهلاكية و بعثات المعلمين و الخدمات،وتم تزويد جميع المدارس الابتدائية بالمنحدرات ودورات المياه الخاصة بالمعوقين و كما تم تزويد بعض المدارس بالمصاعد الكهربائية.و تجهيز معظم فصول متلازمة داون و التخلف العقلي البسيط بالأجهزة التي تساعد على تعليم هؤلاء الطلاب.
و فيما يخص المنهج المدرسي تقول العريض لتوفير المناهج المناسبة التي تلبي الاحتياجات التعليمية و الكفايات والمهارات اللازمة لدمج فئة متلازمة داون والتخلف العقلي البسيط في المدارس تم تشكيل لجنه تتكون من عدد من الاختصاصين في إدارة المناهج و بعض معلمي و معلمات تجربة الدمج في الوزارة و ممثلا لجامعة الخليج العربي و خبير التربية الخاصة بإدارة التعليم الابتدائي كانت مهمتها إعداد المناهج المطلوبة بحيث تراعى القدرات و الإمكانات العقلية لهذه الفئة و خصائصها النمائية، و تم إقرار مقترحات للكفايات التعليمية للمواد الدراسية و هي: اللغة العربية و الرياضيات و التربية الموسيقية و الرياضية و الحاسوب و تم إقرارها، كما تم وضع كفايات التهيئة و التي تتضمن مهارات ما قبل الكتابة و الحساب التي تساعد على تنمية المهارات النمائية اللازمة للتعلم لدي طلبة ذوي الاحتياجات الخاصة مراعية الفروق الفردية فيما بينهم بالإضافة إلى تحديد المهارات الوظيفية و الحياتية و الاستقلالية التي تمكن الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة على التكيف الاجتماعي.
و تؤكد العريض أن الوزارة تطبق حاليا سياسة الدمج عمليا في 84 مدرسة من خلال برنامج صعوبات التعلم، كما تطبق في 19 مدرسة برنامج التخلف العقلي و 22 مدرسة برنامج التفوق العقلي،و تشمل خدماتها 8 آلاف طالب و طالبة الذين يعانون من إعاقات مختلفة على النحو التالي:
المعاقون بصريا و تشمل المكفوفين في المدارس الثانوية، و ضعيفي البصر و يبلغ عددهم 400 طالبا، المعاقون سمعيا و هم يعانون من فقد سمعي و يتلقون تعليما في المدارس الابتدائية و يبلغ عددهم 162 طالبا، القابلون للتعلم من المتخلفين عقليا" طلبة متلازمة داون و التخلف العقلي البسيط" و يتلقون تعليمهم في الفصول العادية أو فصول خاصة بهم و يبلغ عددهم 189 طالبا، و ذوي الإعاقات الجسدية و هم الطلبة المعقدون بسبب عاهات جسدية و أمراض عضوية و تقوم هذه المجموعة بتذليل الصعوبات النفسية و التعليمية لهم بدمجهم مع أقرانهم في بيئة واحدة و هم 248 طالبا، و طلاب ذوو اضطرابات التواصل و تشمل هذه الفئة اضطرابات الكلام و اضطرابات اللغة و يبلغ عددهم 727 طالبا، و الطلاب ذوو إعاقات التعلم و هم الأطفال الذين يظهرن اضطرابات في وحدة و أكثر من العمليات النفسية الأساسية التي تتضمن فهم و استخدام اللغة المكتوبة، أو اللغة المنطوقة، و التي تبدو في اضطرابات السمع و التفكير و الكلام و القراءة و التهجئة و الحساب و يبلغ العدد الحالي لهؤلاء الطلبة 6347 طالبا.
وحول طبيعة برامج الدمج التي تطبقها الوزارة تقول الأستاذة فاطمة العريض سعت إدارة التعليم الابتدائي من خلال مجموعة التربية الخاصة إلى توفير الظروف المناسبة لإنجاح برامج الدمج و تقديم الخدمات التربوية و التعليمية لهذه الفئة و لقد عقدت الإدارة عدة اجتماعات و دورات تدريبية و ورش عمل للهيئات الإدارية و التعليمية في مجال تطبيق الدمج وقامت بعدة زيارات ميدانية لمتابعة البرامج عن كثب و سعت الإدارة إلى استكمال جميع المتطلبات البشرية و المادية في المدارس التي تطبق البرامج.
و تطبق الوزارة حاليا ثلاث برامج لدمج تتوزع على النحو التالي:برنامج الإعاقات ، برنامج طلبة صعوبات العلم في المدارس العادية و برنامج التفوق و الموهبة.
و يتضمن برنامج الإعاقات ثلاث محاور محور رعاية الإعاقات الذهنية، والمحور الثاني متابعة الطلبة ذوي الإعاقات الجسدية في المرحلة الابتدائية والمحور الثالث الطلبة الدارسين في الكويت.
تواصل أستاذة فاطمة يطبق برنامج رعاية الإعاقات الذهنية بهدف دمج طلبة ذوي متلازمة داون و التخلف العقلي البسيط بالطلبة العاديين و جرى تطبيقه من العام الماضي و يهدف إلى توفير فرص متنوعة و متعددة للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة للتفاعل مع أقرانهم العاديين في مواقف طبيعية، مما يؤدي إلى إكسابهم مهارات اجتماعية أساسية، كما يهدف إلى تحسين مستوى التوافق النفسي و الاجتماعي لذوي الاحتياجات الخاصة مثل تحسين مفهوم الذات وتقدير الذات و تقليل نسبة المشكلات السلوكية، و يسعى البرنامج إلى تنمية القدرات و المهارات الحسية و الحركية من خلال حصص الأنشطة، و يهدف إلى تعديل الاتجاهات السلبية عند الأطفال العاديين، و من ثم المجتمع نحو الإعاقة و المعاقين وزيادة الوعي بتقبل الاختلافات و الفروق بين الأفراد، بالإضافة إلى مساندة الأهل و إرشادهم لأساليب تعاملهم الصحيح مع أبنائهم من ذوي الاحتياجات الخاصة.
تضيف لقد تم توزيع الخطة الدراسية على 5 أيام يدرس فيها الطالب 25 حصة أسبوعيا بواقع 5 حصص يومية في عدة مجالات كالتالي:
التربية الإسلامية‘ اللغة العربية و المواد الاجتماعية، الرياضيات و العلوم، المهارات الحياتية و الاعتماد على الذات، التربية الفنية، التربية الموسيقية والتربية الرياضية.
و يقدم البرنامج العديد من الخدمات للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة و منها: خدمات التقويم و التشخيص و يقدم هذه الخدمة فريق يتكون من طبيب أطفال، و اختصاصي نفسي، و معلم تربية خاصة ومرشد اجتماعي و يتولى إعادة تشخيص بعض الطلبة المحولين للتعرف على مدى مناسبة استمرارية التحاقهم بالبرنامج، كما يقدم البرنامج الخدمات التعليمية لهؤلاء الطلبة بتباع استراتيجيات تعليمية متنوعة و مناسبة، و توفير و سائل تعليمية شيقة و هادفة لهذه الفئة، و يقدم البرنامج خدمات علاجية من خلال لجنة المتابعة و بالتعاون مع الأسرة وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية في حصول الطالب على الخدمات العلاجية المطلوبة مثل عيوب النطق، و العلاج الطبيعي و المعالجة الصحية العلاجية، هذا بالإضافة إلى خدمات التدريب و التوعية من أجل رفع الكفاءة المهنية للعاملين بشكل مستمر وذلك بالتعاون و التنسيق مع إدارة التدريب بالوزارة و عدد من الجهات المختصة منها جامعة البحرين، وجامعة الخليج العربي والمؤسسات ذات العلاقة.
و حول أهم الصعوبات التي واجهت المعلمين أثناء تطبيق البرنامج تقول الأستاذة فاطمة قلة تفهم و تعاون بعض أولياء الأمور لأهداف المشروع و متطلباته رغم التوعية، قلة وضوح الرؤية الكاملة للبرنامج مما يثير الكثير من التساؤلات بين أولياء الأمور، كبر سن بعض الطلبة المنتفعين من البرنامج إذ تبلغ أعمارهم من 14-16 عاما و قد نتج عن ذلك حدوث مشاكل سلوكية لدى بعض الطلبة، تباين المستويات التعليمية و الخبرات الأكاديمية للطلاب، وجود عدد كبير من الحالات تعاني من عدم التفاعل اللفظي و قلة الدقة و المصداقية في بعض التقارير الطبية لبعض الطلبة مما أدى لخول حالات زائفة إيجابية و سلبية في البرنامج، و لتفادي هذه الصعوبة قام معلمي التربية الخاصة تنفيذ عدد من اللقاءات التربوية لمعلمي الأنشطة و أولياء أمور الطلبة المنتفعين بهدف تعريفهم بالبرنامج و الخدمات التي يقدمها البرنامج و التعريف بالخصائص المعرفية و السلوكية لدى طلبة التخلف العقلي البسيط و متلازمة داون و طرائق التعامل معهم.
و عن الأنشطة التي تنفذها المدارس في مجال البرنامج تقول أستاذة فاطمة العريض تم إشراك الطلبة المنتفعين في المناسبات الوطنية و الدينية و الفعاليات و المسابقات التي تقام على مستوى المدرسة و على مستوى المدارس الأخرى، و كذلك تم إشراك الطلاب المنتفعين في برامج الإذاعة المدرسية من أجل تعزيز ثقتهم بأنفسهم، كما تم اصطحاب الطلاب في العديد من الرحلات العلمية و الترفيهية، و أصدرت العديد من المطويات و النشرات التربوية التوعوية للمعلمين و أولياء الأمور.
وتقول أنه هناك توجه لاستمرار دمج الطلبة ذوي متلازمة داون والتخلف العقلي البسيط في المرحلة الإعدادية، و التوسع في البرامج في المدارس الابتدائية.
من جانب أخر تقول الأستاذة العريض يشمل المحور الثاني متابعة طلبة ذوي الإعاقة الجسدية في المرحلة الابتدائية و يتم العمل على تسهيل و تذليل الصعوبات للطلبة ذوي الإعاقات الجسدية الدارسين في المدارس الحكومية مع أقرانهم العاديين بجعل البيئية المدرسية خالية من المعوقات قدر الإمكان و تقلل فرص حاجتهم لمساعدة الآخرين، و تزيد فرص اعتمادهم على أنفسهم في حركتهم و تنقلهم من مكان إلى آخر، و كل ذلك من شأنه أن يقلل لدى هؤلاء الطلبة المعوقات و الآلام النفسية التي قد يشعرون بها نتيجة إعاقتهم، كما يتم تسهيل حركة توصيلهم من البيت للمدرسة و بالعكس بالتنسيق مع جهاز المواصلات وذلك إن تعذر على ولي الأمر ذلك. و من منطلق تشجيعهم يتم الحرص على إشراك طلبة الإعاقة الجسدية في المسابقات و الفعاليات المختلفة التي تقام داخل المملكة و خارجها.
وحول المحور الثالث تقول الأستاذة فاطمة يتضمن متابعة الطلبة الدارسين بالكويت في إطار التعاون بين وزارة التربية والتعليم في مملكة البحرين و اللجنة الوطنية الكويتية للتربية و العلوم و الثقافة بدولة الكويت يتم سنويا تخصيص منح دراسية للمعاقين ذهنيا و سمعيا للدراسة بمدارس التربية الخاصة في دولة الكويت حسب رغبة أولياء أمورهم, و قد تم إبتعاث 5 طلاب في العام الدراسي 2003-2004 ليبلغ عدد الطلبة الدارسين هناك 36 طالبا و طالبة. و تقوم مجموعة التربية الخاصة بإجراء الترتيبات اللازمة لذلك من مقابلات أولياء الأمور و استفتاء الأوراق المطلوبة و الثبوتية، و متابعة و رعاية الطلاب أثناء السفر من و إلى دولة الكويت، و متابعة ظروفهم الصحية و التعليمية و السلوكية في دراستهم.
حول برنامج صعوبات التعلم الذي تنفذه الوزارة في أكثر من 52 مدرسة تقول الأستاذة أمينة كمال أخصائية التربية الخاصة في وزارة التربية و التعليم انطلاقا من التوجهات الأساسية التي تتبناها الوزارة في رفع المستوى التحصيلي للطلاب سعت مجموعة التربية الخاصة بإدارة التعليم الابتدائي إلى ترجمة هذه التوجهات لواقع عملي من خلال تقديم خدماتها للطلبة ذوي مشكلات التعلم وفق المتابعة المستمرة لهذه المدارس و الطلبة المنتفعين منه و الوقوف على مجالات تطبقه في المدارس و التعرض لظاهرة التسرب في ميادين تطبيقه. يهدف هذا البرنامج إلى رفع مستوى التحصيل الدراسي للطلبة ذوي التحصيل المنخفض في المرحلة الابتدائية في مادتي اللغة العربية و الرياضيات من خلال المتابعة الفنية و التربوية للخدمات المقدمة لهم.
تضيف قامت مجموعة التربية الخاصة بدراسة لتعرف على حجم المشكلات القرائية و الكتابية و العمليات الحسابية في المدارس المطبقة لبرنامج صعوبات التعلم و بينت الدراسة نسب طلبة برنامج صعوبات التعلم في المدارس المطبقة للبرنامج في مادتي اللغة العربية و الرياضيات، و أعداد الطلبة في كفايات اللغة العربية والرياضيات قبل و بعد البرنامج.
من جانب أخر أشادت الأستاذة أمينة بالندوة التي عقدت في جامعة الخليج العربي بمملكة البحرين تحت عنوان "تجارب دمج الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في دول مجلس التعاون الخليجي" ضمن برنامج مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود للتربية الخاص بجامعة الخليج.
تقول أوضحت الندوة تعريف لسياسة الدمج في كونه مفهوم اجتماعي أخلاقي نابع من حركة حقوق الإنسان ضد التصنيف و العزل لأي فرد بسبب إعاقته و هي التطبيق التربوي للمبدأ العام الذي يوجه خدمات التربية الخاصة و هو التطبيع نحو العادية في أقل البيئات قيودا.
تواصل لقد اشتملت على خمس محاور رئيسة محور البحوث و أوراق العمل، محور الأوراق القطرية لوزارات التربية و التعليم و المعارف،الأوراق القطرية لوزارات العمل والشئون الاجتماعية، الأوراق القطرية لوزارات الصحة وأوراق المؤسسات العامة في مجال رعاية ذوي الاحتياجات الخاصه