عبقرينو
08-31-2009, 09:30 PM
مفاتيح التربية البناءة الدليل العملي للآباء والمعلمين
عرض: د. بسام داخل
المؤلف: رونالد موريش
المترجم: د. عبد اللطيف خياط, أستاذ اللغة الإنجليزية في جامعة أم القرى سابقا.
الناشر: دار الثقافة للجميع – دمشق الطبعة الأولى عام 2001
Secrets of Discipline: 12 Keys for Raising Responsible Children
by Ronald G. Morrish (http://javascript<b></b>:ol('http://www.amazon.com/exec/obidos/search-handle-url/index%3dbooks%26amp;field-author%3dRonald%2520G.%2520Morrish/104-4476324-6241533');)
المترجم: أتوقع أن يحدث هذا الكتاب الصغير تغيراً في عقول كثير من الآباء والأمهات والمعلمين يعدل أضعاف أضعاف حجمه. فهو ثورة على الطريقة الشائعة في التربية التي كونت جيلاً أصم آذانه عن سماع الكبار.
إن بيوتنا تتأرجح بين تطرفين: فالتربية الحديثة تترك الطفل الغر المسكين يبحث عن طريقه وحده, مع قلة خبرته, والقديمة تحاول سحب كل ما لدى الطفل من إرادة ونزوع نحو الاستقلال.
كل الأطراف يحتاجون إلى هذا الكتاب حاجتهم إلى الطعام والشراب, ونحن نحمل مسؤولية إخراج هذا الجيل.
القسم الأول: لقد مضى عهد الانضباط
الفصل الأول: هل تشعر بالإحباط (تجاه أطفالك)؟؟ من مظاهر ذلك
-كثرة المساومة لتحصل على القليل من التعاون
-قلة الاحترام
-ميلهم إلى العدوانية, وخاصة داخل المدرسة
-انخفاض مستوى التعليم
-عدم الالتزام بالنظام....... فما هو السبب؟؟؟
من العجيب أن كثيرا من المشكلات المتعلقة بالتعليم تكمن داخل النظام التربوي نفسه
تغير معنى النظام – نظرة إلى الوراء
كان النظام حتى الستينات يراد ف الطاعة واحترام السلطة بلا سؤال..ولكن شعرنا بالقلق لنقص الاستقلال..
فجاءت نصيحة علماء النفس: إعطاء الأطفال بلا حساب مع عدم طلب خدمات منهم, واعتبار العنف والغضب تعبيرات طبيعية صحية. والنتيجة إن الطفل يرى نفسه محور الكون, ويجب أن تلبى طلباته.
وفي الثمانينات وما بعد, صارت القضية الأساسية هي إعطاء حرية الاختيار للأطفال, على أنها تهيئهم للحياة ولحمل المسؤولية, حيث يلاقون نتيجة اختيارهم, فيتعلمون من أخطائهم. أما دور الكبار فهو تشجيع الاختيارات الجيدة, ومكافأتها, وتثبيط السيئة منها. وأصبح ذلك أساس نظام التربية السائد حاليا في أكثر البيوت والمدارس. وهي سبب المشكلة!!
الفصل الثاني: خيارات حيثما اتجهت
فنظام التربية الشائع يترك للأطفال اختيار سائر أمورهم, من طعام أو لباس أو نشاطات, أوحتى موعد ذهابهم للنوم.
وقد ظهرت طريقة الاكتشاف لدعم هذا النظام: والتي ترى أن أفضل طريقة لتعلم المعاني الجديدة هي أن يكتشفوها بأنفسهم, لا بالتلقين المباشر, وذلك لتنشئة أطفال مستقلين يتمتعون بدافعية ذاتية. ولكن! هل هذه الطريقة تعلّمهم فعلا تحمّل المسؤولية, و دروس الحياة المهمة من خلال خبراتهم الشخصية؟؟
مثل قصة راعي إبل عليه أن يسير بها رغم الظروف الطبيعية وتقلب مزاجها, دون أن تخسر من أوزانها. وليس لديه خبرة في الطريق أو حاجة الإبل لأحذية, فإن سار بها بدون أحذية أصبحت عرجاء, وتباطأت, وهاجمه اللصوص.
حكمة: الشقي من اتعظ بنفسه والسعيد من اتعظ بغيره.
ومعلوم خطر المخدرات والمسكرات, وآثار ترك الدراسة إلى آخر العمر!!
فهل نترك أولادنا يتعلمون هذه الدروس بعد وقوعهم فيها ؟؟ إن حرية الاختيار تجعلهم عرضة لاختيار سلوك لا يتسم بحمل المسؤولية ويعادي المجتمع, بالإضافة إلى أن هذا النظام لا يهتم بتعليمهم المهارات التي يحتاجونها ليصبحوا حاملين للمسؤولية متعاونين منتجين.
إن طريقة الاكتشاف جيدة في وقت المرح, وتعليم الكمبيوتر. أما تعليم النظام فلا يمكن أن يتم بهذه الطريقة. فكيف إذن؟
العوامل الثلاثة لتعليم النظام:
1-التدريب على الطاعة
وخاصة الأطفال في أعوامهم الأولى حيث يكونون اندفاعيين, يلحّون أن تلبى طلباتهم فوراً, ولذلك يجب أن يُعلمّوا احترام السلطة والكبار, وحدود الممنوع والمسموح.
2-تعليم المهاراتالمتعلقة بتحمل المسؤولية والتعاون
-كيف يعمل ويلعب مع الآخرين
-كيف ينظم المهام المطلوبة
-إدارة الوقت
-تكوين أهداف شخصية
-ضبط النفس وحل الخلافات
وهذه المهارات يتعلمها بشكل منظم وبأساليب مناسبة, من تلقين مباشر, وممارسة, وتصحيح ومراجعة. ويُوجّه إلى استخدامها في التفاعل مع الأحداث. وهذا يتطلب منا صبرًا وتصميماً.
3-إدارة الخيارات
بإعطائهم حرية الاختيار بشكل تدريجي ليتخذوا قراراتهم, ويتعلموا من خبرتهم الشخصية, مع توجيههم لمراعاة حقوق الآخرين وحاجاتهم.
وسيتبين في القسم الأول من الكتاب خطأ نظام التربية الشائع في اعتماده على حق الاختيار للأطفال كأسلوب غالب للتربية, دون تدريب أو تعليم(العامل الثالث فقط). أما الأقسام الثلاثة الباقية فهي عن العوامل الثلاثة لتعليم النظام. وخلال ذلك يبين مفاتيح التربية البناءة الإثني عشر.
الفصل الثالث: ما هي حدود خيارات الأطفال؟
هل سنعطي الأطفال الحرية ليتشاجروا ؟ أو يكونوا فظين ؟ أو يرسبوا في المدرسة ؟؟ هل لهم الخيارات في المسموح والممنوع؟.
ومن جهة أخرى, هل نساومهم على عمل الواجبات فنقول للطفل مثلاُ:
إذا لم تهدأ فسوف نعود إلى ا لبيت... إذا كان سلوكك جيدا فسوف أعطيك بسكوته.
إذا تحدثت بهذه الطريقة فسوف أرسلك إلى غرفتك.. إذا تشاجرتما فسوف تذهبان إلى غرفة المدير.
العبارة الأخيرة مثلاً لا تنهي الشجار. إنها جملة شرطية, تقول إذا كنت لا تمانع من الذهاب إلى غرفة المدير فان المشاجرة هي خيار مفتوح لك لحل المشكلات.
المشكلة في ذلك أن الطفل قد يجد أن العقوبة يمكن تحمّلها مقابل ما يحصل عليه من منفعة. وعندما توجّه أطفالك إلى فعل شيء, فإنهم يقفون ليحسبوا المنافع والأضرار, ثم يفعلون ما بدا لهم, حتى ولو كان خطأً.
@المفتاح الأول:لا تعط الطفل مطلقا مجالاً للاختيار حينما
يصل الأمر إلى حدود المسموح والممنوع
قل للطفل مثلا: "أدّ واجبك.. الشجار ممنوع."...
لا تساوم من أجل تطبيق النظام ولا تقلها بصيغة التوسل, أو المحاورة, ولا تعرض جوائز أو تهدد بعقوبات. بل اطلب بصيغ حازمة لاشك فيها, مع تكرارها في الحديث يوميا. أما صيغة إذا فعلت كذا كان كذا, فهي في الأمور التي للطفل الخيار فيها.
الفصل الرابع: وسائل الأطفال للتغلب على النظام
إن التعليم السائد يجعل الأطفال كأنهم في مباراة, يتعلمون كيف يتغلبون على النظام, ويفعلون ما يريدون, بوسائل:
الإحجام: فيقول:" أنا لا أرغب, هذا ممل.". إن الأمر يستأهل الانتظار, حتى يرى ما لدى الطرف الآخر, من مكافآت أو عقوبات, وهل تستحق الجهد ؟؟ يريد أن يساوم الكبير على الطاعة, وينتظر فربما يقرر الكبير القيام بالمهمة بنفسه, أو زيادة المكافأة.
المناعة: بإبداء عدم الاكتراث بالنتائج من عقوبات أو مكافآت. فيُغضب الكبار دون أن يكون لهم أي سلطة عليه. فيقول:
"أرسلوني إلى الغرفة فأنا لا أبالي", "لا يهمني عدم الخروج اليوم ", "لا مانع من إعطائي درجة ضعيف". بل يبدي مناعة حتى ضد الثناء, فإن قلت له: " جيد يا سعيد !!",يجيب: "كان بإمكاني عمل أحسن".
الانسلال: بعمل ماهو ممنوع وقت انشغال الكبار أو غيابهم. لأنه من الممتع الانطلاق بلا رقيب.
الإنكار: بأن ينكر تورطه في سلوك شائن , ويلصقه بغيره , حتى يُتعب الكبير في البحث.
العكس: فحينما لا ينالون ما يرغبون, يبدون غضبا جامحا, ويصرخون.. لإحراج والديهم أو المدرسين.
التخويف: وخاصة عند المراهقين. باستخدام أسلوب التحدي والتهديد. فيضطر الكبار للتوقف عن فرض النظام
متى أصبح الحصول على أي شيء يحتاج إلى صفقة؟؟
إن ظهور الصفات السابقة عند الأطفال يحيّر الكبار في كيفية فرض النظام, فيسيرون في طريق خطر!!
وهو المزيد من الجوائز أو العقوبات! وهي الوسيلة التي أثبتت فشلها من البداية! قد يستجيب الأطفال لبعض الوقت, ثم تصبح لديهم مقاومة.
@المفتاح الثاني:إذا ساومت من أجل الطاعة اليوم
فسوف تتوسل للحصول عليها غداً
وربما ستدفع النقود من أجل الخدمات المنزلية, والدرجات في المدرسة.. تزداد مع الزمن حتى يصل البعض إلى تقديم سيارة!..كذا تزداد العقوبات, وقد يصل الأمر ببعضهم أن يحرم الطفل من الخروج لفترات طويلة .
إن نظام التعليم السائد باستخدامه للمكافآت والعقوبات قد يعلّم الأطفال نظام قيم بعيد عما أردتَ. إنه يجعلهم يوازنون المنافع والمضار بالنسبة لهم بالذات, بدون النظر إلى حقوق الآخرين وحاجاتهم. إنهم يبنون قراراتهم على مقدار تحملهم للعقوبات الناتجة عن سلوكهم. انه يربي على الاستغلال وليس على تحمل المسؤولية. وهذا نتيجة إعطاء الأطفال حرية الاختيار, وكان يجب قبلها أن نعلمهم الخطأ والصواب, وندربهم على احترام السلطة.
الفصل الخامس: أطفال في خطر(بحاجة إلى عناية خاصة)
هناك أطفال بحاجة لعناية خاصة بسبب معاناتهم في حياتهم. منهم أطفال أيتام, أو نشؤوا في أسر مفككة, فهؤلاء لا يبالون بالمكافآت أو العقوبات لما لاقوه في حياتهم.
كذلك هناك أطفال اندفاعيون, أو عندهم اضطراب ونقص في الانتباه. فهؤلاء يتصرفون قبل أن يفكروا, فكيف نترك لهم الخيار وهم بحاجة لإطار يحدد سلوكهم.
الفصل السادس:رسالة إلى "عزيزتي آن"الخبيرة السلوكية
أرسلتها أم "الغاضبة". تعيش مع ابنتين تتميزان بالذكاء وكثير من القدرات, عمرهما 12و14 سنة. تشكو الأم من كثرة الفوضى. وقد حاولت معهما شتى الوسائل لتنظيم غرفتهما, من صراخ, إلى تهديد بألا تشتري لهما, أو تقطع عنهما المصروف. مع وعود بمكافآت, دون جدوى. وفي أحد الأيام قررت أن تتوقف عن الصراخ علّهما تتعبان, فازدادت الأمور سوءاً. وهي تطلب النصيحة قبل إصابتها بالجنون!
أجابت الخبيرة السلوكية آن:انك لا تستطيعين فعل شيء حول الفوضى, وإنما حول نفسك. أغلقي باب الزريبة, واحلفي ألا تدخليها حتى تكبر ابنتاك, وتغادرا منزلك إلى الجامعة أو الزوج..هذه الخطة قد لا تجعلهما تنظفان الغرفة, ولكن سيتحسن الضغط عندك, وجو المنزل يصبح مريحاً. وهذا أهم من تنظيم الغرفة.
تلك إجابة نظام التربية السائد. إذا كنت لا تمانعين في غرفة فوضوية, وتودين ترك أبنائك أحراراً, فهذا قرارك. إن الموضوع الحقيقي للرسالة حول الطاعة. وكانت نصيحة الخبيرة أن عليها ألا تضع أملاً في الطاعة. لقد سمح نظام التربية السائد للأطفال أن يتخذوا قرارات ليست من حقهم, وأرغمنا على الاعتماد على المكافآت والعقوبات. وانتهى الأمر بإرغامنا على التغاضي عن التحدي عندما يرفضون أوامرنا.
والسؤال ماذا يمكن أن تفعل الأم عندما يزداد التحدي, بتغيبهما عن المدرسة, أو البقاء خارج المنزل, أو تناول المسكر أوالمخدر في المنزل؟ إن التحدي في الأمور الصغيرة يمكن أن يتحول إلى الكبيرة, انه لا يذوب ولكنه ينمو بسرعة. من الضروري إذن تعليم الأطفال احترام الكبار وقواعد الحياة, ولن تفيد المساومة أو التهديد أو الإهمال.
.
عرض: د. بسام داخل
المؤلف: رونالد موريش
المترجم: د. عبد اللطيف خياط, أستاذ اللغة الإنجليزية في جامعة أم القرى سابقا.
الناشر: دار الثقافة للجميع – دمشق الطبعة الأولى عام 2001
Secrets of Discipline: 12 Keys for Raising Responsible Children
by Ronald G. Morrish (http://javascript<b></b>:ol('http://www.amazon.com/exec/obidos/search-handle-url/index%3dbooks%26amp;field-author%3dRonald%2520G.%2520Morrish/104-4476324-6241533');)
المترجم: أتوقع أن يحدث هذا الكتاب الصغير تغيراً في عقول كثير من الآباء والأمهات والمعلمين يعدل أضعاف أضعاف حجمه. فهو ثورة على الطريقة الشائعة في التربية التي كونت جيلاً أصم آذانه عن سماع الكبار.
إن بيوتنا تتأرجح بين تطرفين: فالتربية الحديثة تترك الطفل الغر المسكين يبحث عن طريقه وحده, مع قلة خبرته, والقديمة تحاول سحب كل ما لدى الطفل من إرادة ونزوع نحو الاستقلال.
كل الأطراف يحتاجون إلى هذا الكتاب حاجتهم إلى الطعام والشراب, ونحن نحمل مسؤولية إخراج هذا الجيل.
القسم الأول: لقد مضى عهد الانضباط
الفصل الأول: هل تشعر بالإحباط (تجاه أطفالك)؟؟ من مظاهر ذلك
-كثرة المساومة لتحصل على القليل من التعاون
-قلة الاحترام
-ميلهم إلى العدوانية, وخاصة داخل المدرسة
-انخفاض مستوى التعليم
-عدم الالتزام بالنظام....... فما هو السبب؟؟؟
من العجيب أن كثيرا من المشكلات المتعلقة بالتعليم تكمن داخل النظام التربوي نفسه
تغير معنى النظام – نظرة إلى الوراء
كان النظام حتى الستينات يراد ف الطاعة واحترام السلطة بلا سؤال..ولكن شعرنا بالقلق لنقص الاستقلال..
فجاءت نصيحة علماء النفس: إعطاء الأطفال بلا حساب مع عدم طلب خدمات منهم, واعتبار العنف والغضب تعبيرات طبيعية صحية. والنتيجة إن الطفل يرى نفسه محور الكون, ويجب أن تلبى طلباته.
وفي الثمانينات وما بعد, صارت القضية الأساسية هي إعطاء حرية الاختيار للأطفال, على أنها تهيئهم للحياة ولحمل المسؤولية, حيث يلاقون نتيجة اختيارهم, فيتعلمون من أخطائهم. أما دور الكبار فهو تشجيع الاختيارات الجيدة, ومكافأتها, وتثبيط السيئة منها. وأصبح ذلك أساس نظام التربية السائد حاليا في أكثر البيوت والمدارس. وهي سبب المشكلة!!
الفصل الثاني: خيارات حيثما اتجهت
فنظام التربية الشائع يترك للأطفال اختيار سائر أمورهم, من طعام أو لباس أو نشاطات, أوحتى موعد ذهابهم للنوم.
وقد ظهرت طريقة الاكتشاف لدعم هذا النظام: والتي ترى أن أفضل طريقة لتعلم المعاني الجديدة هي أن يكتشفوها بأنفسهم, لا بالتلقين المباشر, وذلك لتنشئة أطفال مستقلين يتمتعون بدافعية ذاتية. ولكن! هل هذه الطريقة تعلّمهم فعلا تحمّل المسؤولية, و دروس الحياة المهمة من خلال خبراتهم الشخصية؟؟
مثل قصة راعي إبل عليه أن يسير بها رغم الظروف الطبيعية وتقلب مزاجها, دون أن تخسر من أوزانها. وليس لديه خبرة في الطريق أو حاجة الإبل لأحذية, فإن سار بها بدون أحذية أصبحت عرجاء, وتباطأت, وهاجمه اللصوص.
حكمة: الشقي من اتعظ بنفسه والسعيد من اتعظ بغيره.
ومعلوم خطر المخدرات والمسكرات, وآثار ترك الدراسة إلى آخر العمر!!
فهل نترك أولادنا يتعلمون هذه الدروس بعد وقوعهم فيها ؟؟ إن حرية الاختيار تجعلهم عرضة لاختيار سلوك لا يتسم بحمل المسؤولية ويعادي المجتمع, بالإضافة إلى أن هذا النظام لا يهتم بتعليمهم المهارات التي يحتاجونها ليصبحوا حاملين للمسؤولية متعاونين منتجين.
إن طريقة الاكتشاف جيدة في وقت المرح, وتعليم الكمبيوتر. أما تعليم النظام فلا يمكن أن يتم بهذه الطريقة. فكيف إذن؟
العوامل الثلاثة لتعليم النظام:
1-التدريب على الطاعة
وخاصة الأطفال في أعوامهم الأولى حيث يكونون اندفاعيين, يلحّون أن تلبى طلباتهم فوراً, ولذلك يجب أن يُعلمّوا احترام السلطة والكبار, وحدود الممنوع والمسموح.
2-تعليم المهاراتالمتعلقة بتحمل المسؤولية والتعاون
-كيف يعمل ويلعب مع الآخرين
-كيف ينظم المهام المطلوبة
-إدارة الوقت
-تكوين أهداف شخصية
-ضبط النفس وحل الخلافات
وهذه المهارات يتعلمها بشكل منظم وبأساليب مناسبة, من تلقين مباشر, وممارسة, وتصحيح ومراجعة. ويُوجّه إلى استخدامها في التفاعل مع الأحداث. وهذا يتطلب منا صبرًا وتصميماً.
3-إدارة الخيارات
بإعطائهم حرية الاختيار بشكل تدريجي ليتخذوا قراراتهم, ويتعلموا من خبرتهم الشخصية, مع توجيههم لمراعاة حقوق الآخرين وحاجاتهم.
وسيتبين في القسم الأول من الكتاب خطأ نظام التربية الشائع في اعتماده على حق الاختيار للأطفال كأسلوب غالب للتربية, دون تدريب أو تعليم(العامل الثالث فقط). أما الأقسام الثلاثة الباقية فهي عن العوامل الثلاثة لتعليم النظام. وخلال ذلك يبين مفاتيح التربية البناءة الإثني عشر.
الفصل الثالث: ما هي حدود خيارات الأطفال؟
هل سنعطي الأطفال الحرية ليتشاجروا ؟ أو يكونوا فظين ؟ أو يرسبوا في المدرسة ؟؟ هل لهم الخيارات في المسموح والممنوع؟.
ومن جهة أخرى, هل نساومهم على عمل الواجبات فنقول للطفل مثلاُ:
إذا لم تهدأ فسوف نعود إلى ا لبيت... إذا كان سلوكك جيدا فسوف أعطيك بسكوته.
إذا تحدثت بهذه الطريقة فسوف أرسلك إلى غرفتك.. إذا تشاجرتما فسوف تذهبان إلى غرفة المدير.
العبارة الأخيرة مثلاً لا تنهي الشجار. إنها جملة شرطية, تقول إذا كنت لا تمانع من الذهاب إلى غرفة المدير فان المشاجرة هي خيار مفتوح لك لحل المشكلات.
المشكلة في ذلك أن الطفل قد يجد أن العقوبة يمكن تحمّلها مقابل ما يحصل عليه من منفعة. وعندما توجّه أطفالك إلى فعل شيء, فإنهم يقفون ليحسبوا المنافع والأضرار, ثم يفعلون ما بدا لهم, حتى ولو كان خطأً.
@المفتاح الأول:لا تعط الطفل مطلقا مجالاً للاختيار حينما
يصل الأمر إلى حدود المسموح والممنوع
قل للطفل مثلا: "أدّ واجبك.. الشجار ممنوع."...
لا تساوم من أجل تطبيق النظام ولا تقلها بصيغة التوسل, أو المحاورة, ولا تعرض جوائز أو تهدد بعقوبات. بل اطلب بصيغ حازمة لاشك فيها, مع تكرارها في الحديث يوميا. أما صيغة إذا فعلت كذا كان كذا, فهي في الأمور التي للطفل الخيار فيها.
الفصل الرابع: وسائل الأطفال للتغلب على النظام
إن التعليم السائد يجعل الأطفال كأنهم في مباراة, يتعلمون كيف يتغلبون على النظام, ويفعلون ما يريدون, بوسائل:
الإحجام: فيقول:" أنا لا أرغب, هذا ممل.". إن الأمر يستأهل الانتظار, حتى يرى ما لدى الطرف الآخر, من مكافآت أو عقوبات, وهل تستحق الجهد ؟؟ يريد أن يساوم الكبير على الطاعة, وينتظر فربما يقرر الكبير القيام بالمهمة بنفسه, أو زيادة المكافأة.
المناعة: بإبداء عدم الاكتراث بالنتائج من عقوبات أو مكافآت. فيُغضب الكبار دون أن يكون لهم أي سلطة عليه. فيقول:
"أرسلوني إلى الغرفة فأنا لا أبالي", "لا يهمني عدم الخروج اليوم ", "لا مانع من إعطائي درجة ضعيف". بل يبدي مناعة حتى ضد الثناء, فإن قلت له: " جيد يا سعيد !!",يجيب: "كان بإمكاني عمل أحسن".
الانسلال: بعمل ماهو ممنوع وقت انشغال الكبار أو غيابهم. لأنه من الممتع الانطلاق بلا رقيب.
الإنكار: بأن ينكر تورطه في سلوك شائن , ويلصقه بغيره , حتى يُتعب الكبير في البحث.
العكس: فحينما لا ينالون ما يرغبون, يبدون غضبا جامحا, ويصرخون.. لإحراج والديهم أو المدرسين.
التخويف: وخاصة عند المراهقين. باستخدام أسلوب التحدي والتهديد. فيضطر الكبار للتوقف عن فرض النظام
متى أصبح الحصول على أي شيء يحتاج إلى صفقة؟؟
إن ظهور الصفات السابقة عند الأطفال يحيّر الكبار في كيفية فرض النظام, فيسيرون في طريق خطر!!
وهو المزيد من الجوائز أو العقوبات! وهي الوسيلة التي أثبتت فشلها من البداية! قد يستجيب الأطفال لبعض الوقت, ثم تصبح لديهم مقاومة.
@المفتاح الثاني:إذا ساومت من أجل الطاعة اليوم
فسوف تتوسل للحصول عليها غداً
وربما ستدفع النقود من أجل الخدمات المنزلية, والدرجات في المدرسة.. تزداد مع الزمن حتى يصل البعض إلى تقديم سيارة!..كذا تزداد العقوبات, وقد يصل الأمر ببعضهم أن يحرم الطفل من الخروج لفترات طويلة .
إن نظام التعليم السائد باستخدامه للمكافآت والعقوبات قد يعلّم الأطفال نظام قيم بعيد عما أردتَ. إنه يجعلهم يوازنون المنافع والمضار بالنسبة لهم بالذات, بدون النظر إلى حقوق الآخرين وحاجاتهم. إنهم يبنون قراراتهم على مقدار تحملهم للعقوبات الناتجة عن سلوكهم. انه يربي على الاستغلال وليس على تحمل المسؤولية. وهذا نتيجة إعطاء الأطفال حرية الاختيار, وكان يجب قبلها أن نعلمهم الخطأ والصواب, وندربهم على احترام السلطة.
الفصل الخامس: أطفال في خطر(بحاجة إلى عناية خاصة)
هناك أطفال بحاجة لعناية خاصة بسبب معاناتهم في حياتهم. منهم أطفال أيتام, أو نشؤوا في أسر مفككة, فهؤلاء لا يبالون بالمكافآت أو العقوبات لما لاقوه في حياتهم.
كذلك هناك أطفال اندفاعيون, أو عندهم اضطراب ونقص في الانتباه. فهؤلاء يتصرفون قبل أن يفكروا, فكيف نترك لهم الخيار وهم بحاجة لإطار يحدد سلوكهم.
الفصل السادس:رسالة إلى "عزيزتي آن"الخبيرة السلوكية
أرسلتها أم "الغاضبة". تعيش مع ابنتين تتميزان بالذكاء وكثير من القدرات, عمرهما 12و14 سنة. تشكو الأم من كثرة الفوضى. وقد حاولت معهما شتى الوسائل لتنظيم غرفتهما, من صراخ, إلى تهديد بألا تشتري لهما, أو تقطع عنهما المصروف. مع وعود بمكافآت, دون جدوى. وفي أحد الأيام قررت أن تتوقف عن الصراخ علّهما تتعبان, فازدادت الأمور سوءاً. وهي تطلب النصيحة قبل إصابتها بالجنون!
أجابت الخبيرة السلوكية آن:انك لا تستطيعين فعل شيء حول الفوضى, وإنما حول نفسك. أغلقي باب الزريبة, واحلفي ألا تدخليها حتى تكبر ابنتاك, وتغادرا منزلك إلى الجامعة أو الزوج..هذه الخطة قد لا تجعلهما تنظفان الغرفة, ولكن سيتحسن الضغط عندك, وجو المنزل يصبح مريحاً. وهذا أهم من تنظيم الغرفة.
تلك إجابة نظام التربية السائد. إذا كنت لا تمانعين في غرفة فوضوية, وتودين ترك أبنائك أحراراً, فهذا قرارك. إن الموضوع الحقيقي للرسالة حول الطاعة. وكانت نصيحة الخبيرة أن عليها ألا تضع أملاً في الطاعة. لقد سمح نظام التربية السائد للأطفال أن يتخذوا قرارات ليست من حقهم, وأرغمنا على الاعتماد على المكافآت والعقوبات. وانتهى الأمر بإرغامنا على التغاضي عن التحدي عندما يرفضون أوامرنا.
والسؤال ماذا يمكن أن تفعل الأم عندما يزداد التحدي, بتغيبهما عن المدرسة, أو البقاء خارج المنزل, أو تناول المسكر أوالمخدر في المنزل؟ إن التحدي في الأمور الصغيرة يمكن أن يتحول إلى الكبيرة, انه لا يذوب ولكنه ينمو بسرعة. من الضروري إذن تعليم الأطفال احترام الكبار وقواعد الحياة, ولن تفيد المساومة أو التهديد أو الإهمال.
.