مشاهدة النسخة كاملة : تنشئة الطفل والتوظيف التربوي للتراث
عبقرينو
07-20-2009, 08:43 PM
تنشئة الطفل والتوظيف التربوي للتراث
بقلم : أ.د. محمد الدريج
استاذ باحث في علوم التربية- الرباط
تقديم : لماذا توظيف التراث ؟
نهدف من إنجاز هذه الدراسة التحليلية ،طرح بعض الإشكالات وعرض جملة من الملاحظات و الأفكار و المقترحات الخاصة بالدور الذي ينبغي أن يلعبه التراث ، عند توظيفه التوظيف التربوي السليم ، في تنشئة الطفل وتشكيل شخصيته وثقافته بما يستجيب لمطامح مجتمعاتنا العربية و الإسلامية . وكذلك قصد خلق حوار مثمر في بعض القضايا المرتبطة بموضوع الطفولة ، وتعميق النقاش حول مختلف جوانبه ، والخروج بنتائج و توصيات هادفة ، تساهم في تطوير العمل الثقافي بشكل عام والتربوي بشكل خاص.
لقد أصبح ، كما هو معلوم ، الاهتمام بثقافة الطفل من الضرورات الملحة ، نتيجة ما تواجهه أمتنا في وقتنا الراهن من تحديات وضغوطات و من غزو ثقافي وإعلامي ، ونتيجة التغيرات السريعة المحيطة بالطفل والتي لا يكون مستعداً دائماً لمواجهتها ولا يكون مسلحاً لمقاومة ما تحدثه فيه من آثار سيئة من مثل خلخلة نظامه القيمي واضطراب تصوراته وفقدان ثقته بنفسه وفي مجتمعه.
هذا وإذا كانت المجتمعات تلجأ دائماً إلى تراثها الحضاري كلما أعوزتها الوسيلة للمقاومة و الاستمرار، فحري بنا أن نلجأ نحن إلى تراثنا الزاخر لتطويره وتوظيفه في تعليم الأطفال وتنشئتهم وتثقيفهم بما يضمن لهم شخصية قوية ومتوازنة لمواجهة مختلف التحديات وجميع أشكال الانحراف .
ولقد تمثل أعسر امتحان ابتلت به أمتنا في الاستعمار والهيمنة ، فكان أقوي سلاح واجهت به هذه البلوى ، هو التمسك بحضارتها العربية الإسلامية العريقة وبإرثها الثقافي الذي حاول المستعمر طمسه وتشويه معالمه .
هذا كما واجهت الأمة ولازالت ، قضايا لا تقل خطورة عن استرجاع الحرية والاستقلال وفي طليعتها قضية الوحدة و قضية التنمية الشاملة . فكان من الضروري اللجوء إلى التراث والموروث الشعبي على وجه الخصوص ، لاستقرائه وتوظيفه في الاتجاه الذي يعمل على ترسيخ سبل الوحدة الوطنية والقومية وتسريع وتيرة التقدم و الازدهار .
وهكذا يغدو التراث في جميع أبعاده المادية والروحية، العنصر الفعال في حركة التطور وفي سيرورة الوحدة ، لما يوفره من عناصر القوة وعناصر التلاحم.
كما يغدو التراث مصدر ثراء حضاري ورافداً من روافد ثقافة المجتمع . لذا ، فإن العمل على تطوير جوانبه المشرقة يعد شرطاً أساسيا لاستمرارنا ووصل ماضينا بحاضرنا من أجل المستقبل .
كل هذا يفسر ويبرر في الوقت ذاته ، الأهمية التي أصبحت تولى للتراث وتطويره وتوظيفه في تربية الأجيال .
فإن السؤال الذي يطرح منذ البداية، هو ما معنى الربط بين الطفل والتراث ؟ فهل يعني ذلك البحث في صورة الطفل ، كما يمكن أن نستشفها و نبلورها من خلال تحليلنا لمختلف مظاهر الإرث الثقافي وما يتضمنه من أفكار و اتجاهات و مواقف و ممارسات حول الطفل والطفولة وحول أساليب التربية و أنماط التنشئة الاجتماعية ؟ أم المقصود هو توظيف التراث في تربية الطفل . فبعد دراسة التراث واستخلاص ما يتضمنه من عناصر إيجابية – وهي كثيرة – نقوم في مرحلة لاحقة بإدماجه في مناهج تعليمنا وأساليب تربيتنا بشكل عام ؟ . وكيف يمكن أن يتم ذلك ؟ ثم ألا يتعارض مثل هذا المشروع مع الموجات التي تنادي بالمعاصرة و تروم الحداثة ؟ وما هو احتمال نجاحنا وتفوقنا أمام جميع التحديات التي تحاصرنا من كل الجهات وأمام ضرورات التطور ومقتضيات المعاصرة؟
وأخيرا، ألم تعد مسألة الهوية الثقافية التي لها علاقة وطيدة بإحياء التراث قضية متجاوزة ، أو على الأقل تحتاج إلى إعادة النظر ، بفعل العولمة وما يصاحبها من انفجار تكنولوجي في مجالات الإعلام والاتصال و المواصلات ، والتي أصبحت تشكل خرقا سافرا لخصوصية الثقافة وتحديا خطيرا للشخصية الوطنية ؟
كانت هذه أهم التساؤلات التي راودتنا منذ بداية التفكير في هذا الموضوع .
لكن وإذا كان التراث من المكونات الأساسية في بناء الحضارة الإنسانية بشكل عام ، وفي بناء مكونات الشخصية الفردية بوجه خاص، فإننا لا نعني بالتراث ما يلصقه به البعض من معاني قد حية وسلبية فينسب إليه خطأ ، الانصراف عن الحاضر والنكوص في شبه انهزام وتقوقع في الماضي . فارتبط الاهتمام بالتراث لدى البعض بعمل أشبه ما يكون بنبش القبور والعبث بعظام الموتى ومسامرتها و استنطاقها \". هذا المعنى الذي دفع ببعض الناس إلى الدعوة لقطع الصلة بالماضي والاستهانة بأمجاده ، و الاعتقاد بأن التقدم هو في التنكر للتراث الذي يشكل في نظرهم سجناً وليس فضاء للتحرر وارتياد الآفاق . والواقع أن مثل هؤلاء يغفلون النظر إلى حقيقة الإنسان وأبعاده الزمانية . فالإنسان كائن حي وجوده السوي رهين بالأبعاد الثلاثة للزمان : الماضي ، الحاضر ،المستقبل . فهو الكائن القادر على احتواء الماضي وارتياد مكوناته واستيعابها لاتخاذها أساساً لبناء الحاضر والتطلع نحو المستقبل.
إن ماضينا مليء بالمفاخر ، و الباحث في أسس الحضارة الإنسانية الحالية يجد بشهادة التاريخ وبشهادة الجميع ، أننا قدمنا للإنسانية رسالة فكرية وعلمية وحضارية جد هامة . فعلماء الإسلام هم اللذين ابتدعوا مناهج البحث العلمي التجريبي وعنهم اقتبسته الحضارة الحديثة ، فكان منطلقاً لما يشهده العالم من ثورة علمية وتكنولوجية .فكيف يمكن للمربي إذن ، أن ينقل إلى الطفل هذه الصورة الايجابية عن ماضيه وكيف يمكنه أن يفسر هذه الحلقة المفقودة في تاريخه ، خاصة إذا كان هذا الطفل يفتح عينيه بانبهار شديد على الثقافات الأخرى .إننا في حاجة إلى تنشئة الطفل على إحساس يجعله يعتد ويفخر بماضيه . ويجعل ما يتضمنه من جوانب مشرقة سنداً قوياً في الإحساس بوجوده و ذاته في قلب الحضارة الإنسانية المعاصرة ،شديد الثقة في إمكانياته العقلية والوجدانية. هذا جانب من الجوانب التي تشكل محور هذا العمل ،أما الجوانب الأخرى فترتبط بالطفل ذاته في التراث، صورته ،مكانته ، قيمته ،حقوقه ، أساليب رعايته وقضاء حاجياته ...
الواقع أنه ، على الرغم من أن الطفولة كشف علمي حديث، ظهر نتيجة دراسات علمية ( نفسية واجتماعية و بيولوجية )، فإننا نجد في تراثنا مواقف إيجابية نحو الطفل والطفولة ، فقد نظر العلماء المسلمون ، على سبيل المثال ، إلى الطفل نظرة إيجابية وعميقة كما طالبوا بمعاملته معاملة حسنة رشيدة تشخصت في جملة من الأساليب التي عاملته بفطرة سليمة وخبرة تستند إلى أفكار إنسانية مشرقة ، استوحاها المسلمون من نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ،ومن كتابات الأ قدمين وتجارب حياتهم اليومية . لذلك فإن المتطلع إلى تراثنا – في هذا الجانب – يجد فيه من الغنى والثراء ما قد يشكل نظرية قائمة الذات ، بإمكانها المساهمة بفعالية في تطوير واقعنا التربوي في اتجاه تحقيق المثل العليا وتأكيد أصالتنا الحضارية وترسيخ جذورها ، في ذات الوقت والعمل على التقدم و الازدهار .
لذلك أصبح الاهتمام بثقافة الطفل في عالمنا العربي والإسلامي من الضرورات الملحة ، نتيجة ما يواجهه في وقتنا الحاضر من تحديات وضغوط ومن غزو ثقافي و إعلامي ونتيجة التغيرات السريعة التي تحيط بنا من كل جانب .
عبقرينو
07-20-2009, 08:45 PM
تعريف التراث :
التراث بشكل عام ، يعد مصدر ثراء حضاري وأهم رافد من روافد ثقافة الأمم . إنه خلاصة الجماعات وحصيلة خبراتهم وتجاربهم . إنه انعكاس للعمل البشري وصورة للنشاط الإنساني في ميادين الفكر والعلم والآداب والفنون ،وصورة للحياة في تعدد مرافقها وتنوع مجالاتها . (1)
وعلى هذا الأساس ، فإن التراث فضلاً عن كونه مجموعة من الآثار المادية والفكرية التي خلفها أسلافنا ومختلف ما توصل إليه نشاطهم الإبداعي ، فهو وربما قبل هذا وذاك ، أسلوبهم في الحياة وأنماط معيشتهم بما تتضمنه من قيم وعادات و آمال والتي تشكل روح الجماعة وماهيتها وهويتها.
\" إن التراث سنة الآباء ، كما يرى محمد أركون ، و إطار من الأحكام والشرائع ومعلومات تجريبية شعبية ، ومجموعات أدبية فكرية علمية مكتوبة ، خاصة بالطبقات المدنية العالمة ، تختلف عن التراث الشعبي الشفوي .والتراث أخيرا تصورات للماضي مبررة لما تحلم به الجماهير لحاضرها ومستقبلها \". (محمد أركون – مركز دراسات الوحدة العربية – ندوة \"التراث وتحديات العصر في الوطن العربي\". الطبعة الأولى، بيروت 1985ص14 ).
أما علي عبد الله الخليفة ، فيرى أن المأثورات الشعبية العربية هي كل ما صدر عن الشعب العربي بجميع فئاته وطبقاته من إبداع . ومن شعائر وطقوس ومراسم ومعتقدات وما صدر عنه من عادات وتقاليد . كلها تشكل ثقافة عقلية ومادية خاصة تمثل روحه وحكمته و إبداعاته المختلفة على مر الزمان ، مثل - اللغة – الموسيقى – الأشعار – الأهازيج – الأزجال – الرقص - الحكايات – السير- الملاحم – الأغاني - الأمثال – الأزياء – الحلي – الطب – الصناعات- الحرف – العادات والتقاليد وغيرها مما عبر عنه الحس ، وتفاعل بالتبادل والتداخل والالتحام – و الاحتكاك – و الصراع مع الثقافات المجاورة ، وتواتر عبر الأجيال حتى وصل إلينا \".
كما أن التراث يمكن أن يصير مصدر إلهام بالنسبة لعلماء النفس ففي دراسة لها تحت عنوان : \" مفهوم الموروث الشعبي وعلاقته بالعمق النفسي والاجتماعي والبيئي\" ، تقول موزة عبيد غباش ( أستاذة علم الاجتماع بجامعة الإمارات ورئيسة جماعة الدراسات الشعبية ):
\" ليس جديداً أن نتحدث عن الموروث الشعبي فلقد سبق لنا وقدمنا أربع دراسات في هذا المجال , إنما المستجد علينا هو الذهاب إلى الأعماق النفسية للإنسان الممارس لهذا الموروث , فربما نستطيع اكتشاف العلاقة الوطيدة بين التركيبة النفسية للإنسان في مجتمعنا وما هي محتوياتها , وإلى أي درجة يمثل الموروث الشعبي جزءاً منها , وبالتالي إلى أي درجة يمكن أن يكون هذا الموروث بناءً خاصاً بشخصية الإنسان الخليجي فالكشف عن هذه العلاقة النفسية بين الميراث الشعبي و الإنسان ، هو كشف عن شخصية هذا الإنسان . وربما تكون هي هذه الإضافة العلمية التي تقدمها هذه الدراسة \".
كذلك يمكن استقراء التراث للكشف عن العلاقة الاجتماعية بين الموروث الشعبي والإنسان ، أو بمعني آخر ،الأبعاد الاجتماعية للموروثات الشعبية بجميع أنواعها ... إن الموروث الشعبي بجميع أشكاله وعناصره يمثل التكوين الثقافي للمجتمع، كما تمثل النظم و المؤسسات التكوين الاجتماعي لنفس المجتمع.
والسؤال هو ماذا يمكن أن يقدم الموروث الشعبي للمجتمع بجميع أنظمته ؟ سواء كان النظام الاجتماعي هو الأسرة أو القبيلة أو نظام الزواج والعلاقات الاجتماعية وغيرها من عناصر البنية الاجتماعية .
وتعتقد غباش أن هذا الإلحاح على الاهتمام بالتراث ، يعود إلى أننا نعيش مرحلة الخوف من اندثار الموروث، وضياع الهوية ، وغلبة الروافد من الثقافات .\"إننا في مرحلة الضياع ، فهل لا يستحق ذلك مشروعية جمع شتاتنا الثقافي الذي يواجه اليوم أعاصير التغيير ورياحه ؟ \".
وربما تكون هذه الرغبة هي نفسها وراء هذا الاهتمام بالدراسات التراثية ، وهذه الصحوة العلمية التي بدأت منذ السبعينات وتضاعف إنتاجها العلمي خلال الثمانينات ، وها نحن معكم نستكمل هذه الجهود في التسعينات.( موزة عبيد غباش ).
التراث وإشكالية الأصالة والمعاصرة :
هذا وحتى تكتمل الصورة و يتضح تعريفنا للتراث ولتراثنا الإسلامي بصفة خاصة و نتبين معالمه في إطار ما يسمى بإشكالية الأصالة والمعاصرة وإشكالية الحداثة، لابد من تسجيل جملة من الحقائق الهامة .
تكمن الحقيقة الأولى في كون \" الحياة المعاصرة، الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، وبكلمة واحدة الحضارة الراهنة، تختلف اختلافا جذريا عن نمط حياة السلف، وبالتالي فالاحتكام إلى \"الأشباه والنظائر\" لا يكفي، بل ربما لا يجدي،كما يعتقد محمد عابد الجابري ، لأن معظم معطيات الحضارة المعاصرة لا أشباه لها ولا نظائر في الماضي» (محمد عابد الجابري : \"التراث والحداثة\" ، 1991. ص.11). وعلى الرغم من ذلك و بدل إتباع الحل الراديكالي الذي يدعو إلى القطيعة مع التراث، فإننا ندعوا مع الجابري، إلى \"إعادة تأصيل\" التراث، لا \"الرجوع إلى الأصول\" وإنما \"إعادة تأصيلها بفكر متفتح\" ، \"إعادة تأصيل الأصول\" بوفق \"شروط عصرنا\" ومن موقع \"الفاعل\" وليس من موقع \"المنفعل الهارب\" ،إذ ما هي الثقافة العربية و الإسلامية المعاصرة إن لم تكن هي التراث نفسه؟ فإن حاولنا نزع من الثقافة العربية الإسلامية التراث لن نظفر بشيء . إننا إذا ما حاولنا سحب التراث ووضعه جانبا، فإنه لا ولن يبقى هناك شيء يسمى الثقافة العربية -الإسلامية.
إن الثقافة، أيا كانت عربية إسلامية أو غيرها ، لا يمكن أن تتجدد إلا من داخلها،وذلك على الرغم من أن التجديد الثقافي يقع بتأثير عوامل خارجية. إلا أنه ليس من شأن التأثيرات الخارجية أن تنشئ ثقافة أصيلة حقة. وإذا ساعدت التأثيرات الخارجية فإنها قد تساعد في \"تجديد\" ثقافتنا ونظرتنا إلى تراثنا فحسب لا غير.
والحاصل مما تقدم، أن مسألة الثقافة ، هي مسالة التراث، لذا فإن : «تجديد الفكر لا يمكن أن يتم إلا من داخل الثقافة التي ينتمي إليها، إذا هو أراد الارتباط بهذه الثقافة والعمل على خدمتها. وعندما يتعلق الأمر بفكر شعب أو أمة فإن عملية التجديد لا يمكن أن تتم إلا بالحفر داخل ثقافة هذه الأمة، إلا بالتعامل العقلاني النقدي مع ماضيها وحاضرها».
إن النهضة العربية المعاصرة لا يمكن لها أن تستقيم إلا وهي ناهضة على التراث: «إننا سنبقى نتحرك داخل تراثنا بوصفه تراثا. وأعتقد أن شيئا من \"النفي\" أو \"الغربة\" لن يترتب عن ذلك (...)» (محمد عابد الجابري : \"العقل الأخلاقي العربي \". ص28) .
إن «النهضة لا تنطلق من فراغ بل لا بد فيها من الانتظام في تراث. والشعوب لا تحقق نهضتها بالانتظام في تراث غيرها بل بالانتظام في تراثها هي. تراث \"الغير\" صانع الحضارة الحديثة، تراث ماضيه وحاضره، ضروري لنا فعلا... إن من الشروط الضرورية لنهضتنا تحديث فكرنا وتجديد أدوات تفكيرنا وصولا إلى تشييد ثقافة عربية معاصرة وأصيلة معا». وبهذا فإنه «ما لم نؤسس ماضينا تأسيسا عقلانيا فلن نستطيع أن نؤسس حاضرا ولا مستقبلا بصورة معقولة». ( التراث والحداثة ص 33).
التراث بين الايجابي والسلبي :
الحقيقة الثالثة هي أن أي تعريف للتراث وأي تحديد لطبيعته ومغزاه ، لابد وأن يتضمن مفهوم \" الذات \" ومفهوم \" تكوين الهوية \" . وهما مفهومان جوهريان في تشكيل الشخصية السوية وتطوير الكفاءات الذاتية ، يعتمدان في جانب كبير منهما على أحد أبعاد الزمان الأساسية وهو بعد الماضي ( الماضي الفردي والماضي المجتمعي ) وطبيعة فهمنا وتمثلنا له وموقفنا منه ، لأن هذا الماضي يؤثر في حاضرنا ويوجه نظرتنا نحو المستقبل .
إن ماضينا مليء بالمفاخر، إن الباحث فيه وفي أسس الحضارة الإنسانية الحالية يجد بشهادة التاريخ وبشهادة الجميع أننا قدمنا للإنسانية رسالة فكرية وعلمية وحضارية متميزة و جد هامة . فعلماء الإسلام هم اللذين ابتدعوا مناهج البحث العلمي وعنهم اقتبسته العلوم الحديثة ، فكان منطلقاً لما يشهده العالم من ثورة علمية وتكنولوجية .فكيف يمكن للمربي إذن , أن ينقل إلى الطفل هذه الصورة الإيجابية عن ماضيه ،وكيف يمكنه أن يفسر هذه الحلقة المفقودة في تاريخه ، خاصة إذا كان هذا الطفل يفتح عينيه بانبهار شديد على الثقافات الأخرى . إننا في حاجة إلى تنشئة الطفل على إحساس يجعله يعتز ويفخر بماضيه . ويجعل ما يتضمنه من جوانب مشرقة سنداً قوياً في الإحساس بوجوده و ذاته في قلب الحضارة الإنسانية المعاصرة، شديد الثقة في إمكانياته العقلية والوجدانية، وعلى هذا فإن تربية الطفل وبناء شخصيته تحقيقاً لنموذج الإنسان المنشود، لا يمكنها أن تتم دون أن يكون التراث أداته الفعالة ودون أن يشكل ماضي الأمة وإرثها الثقافي جوهرة العقد .
التراث تحفيز مستمر نحو المستقبل
الحقيقة الأخرى التي نود التأكيد عليها هي أنه إذا كان التراث من المكونات الأساسية في بناء الحضارة الإنسانية بشكل عام وفي بناء مكونات الشخصية الفردية بوجه خاص، فإننا لا نعني بالتراث ، ما يلصقه به البعض من معاني قدحية وسلبية فينسب إليه عن خطأ ،الانصراف عن الحاضر والنكوص في شبه انهزام إلى الماضي. إن تأكيدنا على بعد الزمان في تحديد ماهيتنا وهويتنا لا يعني التقوقع في الماضي ، كما أننا نرفض التقابل المصطنع بين التراث والحداثة ( المعاصرة ) ، ذلك التقابل الذي قد يفهم منه بأن التراث ماض انتهى وأن الحداثة هي الحاضر والمستقبل . إن هذا المعني الذي دفع ببعض الناس إلى الدعوة لقطع الصلة بالماضي و الاستهانة بأمجاده ، والاعتقاد بأن التقدم هو في التنكر للتراث الذي يشكل في نظرهم سجناً وليس فضاء للتحرر وارتياد الآفاق . والواقع أن مثل هؤلاء يغفلون النظر إلى حقيقة الإنسان والأبعاد الثلاثة للزمان : الماضي و الحاضر و المستقبل . إن الإنسان هو الكائن القادر على احتواء الماضي و ارتياد مكوناته واستيعابها لاتخاذها أساساً لبناء الحاضر والتطلع نحو المستقبل .
وبناء على هذه الحقيقة ، فإن الحداثة أو المعاصرة ، ليست في نهاية الأمر سوى حصيلة التفاعل بين مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ، وهي جوانب محملة كلها بالإرث الثقافي للأمة ، والذي يمنحها تميزها واستقلالها عبر العصور و الأزمان .
إن الحداثة هي التراث وهو ينمو ويتجدد بفضل العمل الدءوب لجميع أفراد الأمة . وإن مباركتنا للحداثة وللمعاصرة لا يعني الانغلاق ، ذلك أن عوامل القوة في تراثنا بقدر ما تميزنا فإنها توحدنا (2) .
التراث منبع لثقافة الطفل :
الحقيقة الخامسة التي نود التوقف عندها ، هي أنه وفي موازاة مع الملاحظات السالفة والتي أبرزت ما للتراث من قيمة كبرى باعتباره يشكل النسيج الداخلي للمجتمعات وباعتباره الأداة المحركة للشعوب ، فقد ظهر الطفل كموضوع ثقافي ، ذلك أنه ونتيجة العديد من العوامل وفي مقدمتها انتشار التمدرس ومختلف التغيرات التي مست بنيات الأسرة و انتشار المعرفة السيكولوجية، تزايد الاهتمام بمرحلة الطفولة ودورها في تكوين الشخصية وبالنمو النفسي السليم للطفل . كما أصبح الطفل عموماً \" وثقافة الطفل \" على وجه الخصوص ، \" سوقا تجارية \" تعرف منافسة حادة على غزوها من طرف مختلف وسائل التثقيف بدءاً بصحافة الأطفال و انتهاء إلى الوسائل السمعية والبصرية وفي مقدمتها التلفزيون . وهذه المنافسة التي تساهم فيها مؤسسات شرقية وغربية حكومية وغير حكومية ، لا تحترم دائماً الشروط والمعايير التربوية كما أنها لا تحترم دائماً القيم السائدة في المجتمعات المستهلكة مما قد يحدث اضطراباً في منظومتها القيمية فتتعرض مقوماتها الثقافية والروحية للاهتزاز، كما يتعرض إرثها الثقافي للضمور والاضمحلال ، خاصة إذا عانت من الغزو بكيفية دون أن تعمل على التسلح بما يحفظها من مخاطره . لذا فإن التمسك بالتراث كما أسلفنا يكون أقوى سلاح ،خاصة إذا وظف بطريقة مثلى ضد جميع أشكال الغزو (3).
* * *
عبقرينو
07-20-2009, 08:49 PM
\"موقف\" التراث من الطفولة :
وكذلك لابد أن نسجل بأنه وعلى الرغم من أن الطفولة كشف علمي حديث، ظهرت نتيجة العوامل التي أشرنا إليها ونتيجة دراسات علمية (بيولوجية ونفسية واجتماعية) . فإننا نجد في تراثنا مواقف إيجابية نحو الطفل والطفولة ، فقد نظر العلماء المسلمون على سبيل المثال ، إلى الطفل نظرة إيجابية وعميقة ، كما طالبوا بمعاملته معاملة حسنة رشيدة تشخصت في جملة من الأساليب العملية التي عاملته بفطرة سليمة وخبرة قويمة تستند إلى أفكار إنسانية مشرقة ، استمدوها من نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ومن تجارب الحياة اليومية ، لذلك فإن المتطلع إلى تراثنا – في هذا الجانب – يجد فيه من الغنى ما قد يشكل نظرية قائمة الذات ، بإمكانها المساهمة بفعالية في تطوير واقعنا التربوي والتعليمي في اتجاه تحقيق المثل العليا وتأكيد أصالتنا الحضارية في ذات الوقت والعمل على التقدم و التفتح على المستقبل .
والسؤال الآن هو كيف يمكن للمربي أن يتعامل مع الماضي ؟
فإذا كان لا أحد يشك في أن ماضينا مليء بالمفاخر وأننا بشهادة الجميع ساهمنا في بناء الحضارة الإنسانية المعاصرة وقدمنا رسالة فكرية وعلمية وروحية جد هامة , فأن السؤال يكون هل من الضروري أن ينقل المربي للطفل هذه الصورة الايجابية عن ماضيه ثم كيف ؟ أي كيف يمكنه أن يفسر هذه الحلقة المفقودة في تاريخه , خاصة إذا كان هذا الطفل يفتح عينيه بانبهار شديد على الثقافات الأخرى ؟ . ثم لماذا؟ وهل سيكون بذلك قادراً على ترسيخ إحساسه بالهوية وإكسابه أكبر قدر من الثقة في النفس كشرط من شروط الفعالية والخلق .
حضور التراث في البرامج التعليمية :
لعل أهم ما ينبغي أن ننبه إليه في محاولتنا الاجابة عن السؤال السابق ، ضرورة استقراء مدى حضور التراث في البرامج التعليمية العربية بشكل عام .
.إننا عندما نتساءل كيف يمكن أن نوظف التراث في تربية الطفل المسلم ؟ فإنه قد يتبادر إلى الذهن بأن التراث غائب وغير موظف في نشاطنا التربوي. والحقيقة أن التراث موجود وحاضر باستمرار في حياتنا اليومية وفي ممارساتنا التربوية وكذا في مناهجنا التعليمية ، لذلك فإن السؤال سيصير عن طبيعة الإجراءات المتخذة لجعل التراث يحظى بالعناية اللازمة في تربية الأطفال . وعن مدى نجاعة الطرائق المتبعة لتجذير الطفل في حضارته الإسلامية في نفس الآن وانخراطه في بناء صرح الحضارة الإنسانية .
هذا وما لاحظناه عند تحليل عينة ممثلة من مناهج الدول العربية هو الإلحاح على تكوين تلميذ :
- متفتح على العالم وعلى حضارات الشعوب الأخرى وعلى الإنسانية جمعاء، ميال إلى التعاون والتعايش والتسامح. له من الطلاقة في اللغات الأجنبية مثل الإنجليزية والفرنسية ما يمكنه من ذلك، وهو إلى جانب أصالته وحفاظه على تراث بلاده وعلى ما في تقاليدها من محاسن، فإنه متطلع نحو التغيير ومواكبة مستجدات العصر ومواكبة التطور العلمي والتكنولوجي ، متهيئ للمستقبل بكل ملكاته وجوارحه.( محمد الدريج ، 2004).
فبرجوعنا إلى التوجيهات الرسمية الصادرة عن وزارة التربية الوطنية بالمملكة المغربية ، على سبيل المثال، ندرك مدى الإلحاح حول تأصيل الطفل المغربي في التراث الإسلامي و تجذيره واندماجه في حضارته العريقة . ففي معرض استعراضها للأهداف العامة من مرحلة التعليم الأساسي على سبيل المثال ،تذكر \" وثيقة عمل لإصلاح النظام التعليمي \"،والتي أعدتها الوزارة سنة 1985 بأن التعليم الأساسي يعمل على تحقيق الأهداف التالية:
1- تثبيت العقيدة الإسلامية المبنية على الكتاب والسنة وغرس القيم الروحية في الناشئة عن طريق العقل والحواس والوجدان ، حرصاً على التشبث بفضائل الإسلام وأحكامه ، لتكون الموجه للسلوك الذاتي للفرد ولعلاقته بغيره .
2- تعريف المتعلم بتراث أجداده وأمجاد بلاده ،حتى ينشأ محباً لوطنه ، مخلصاً له ، مساهماً في خدمته وتقدمه متمسكاً بمقدساته .
هذا ولا بأس أن نشير إلى أن هذه الوثيقة تحدد ، وفي موازاة مع تلك الأهداف ، التي تؤكد التوجه الأصيل للنظام التعليمي في المغرب ، عدداً من الأهداف التي تسعى إلى إكساب المتعلم القدرة على التواصل مع العالم الخارجي أخذاً وعطاء ، بفكر متفتح سموح ، وعقل واع متوقد ، وإذكاء فضوله العلمي وحفزه على البحث والتنقيب . وعلى جعل المتعلم عنصراً للتطور والنماء، قادراً على استيعاب الظواهر العلمية والتكنولوجية وغيرها وإدراك نسبتها وتكييفها ، بهدف مسايرة ركب التقدم في جميع المجالات ثم المساهمة فيه عن طريق الخلق و الإبداع (4) .
خلاصة و مقترحات لتوظيف أمثل للتراث
إن التنشئة هي الوسيلة الأساس التي تكون شخصية الطفل. إذ عن طريقها يستطيع الطفل أن يتمثل قيم مجتمعه والحفاظ عليها وإذا كانت الأسرة و المدرسة المؤسستان التربويتان الأوليتان في تطبيع الطفل وتنشئته فإن دور المربين أباء كانوا أو معلمين ، هو دور أساسي وخطير في اكتساب الطفل قيماً أساسية وأصيلة ، تجعله يتشبث بدينه الحنيف وبلغته الوطنية وبماضيه التاريخي ، الذي يستمد منه العبرة والفائدة ، للحفاظ على هويته وخصوصيته الثقافية . فالتربية اليوم عملية واعية تتخذها مختلف الأمم والشعوب لبناء كيانها وتحديد هويتها . وشعوبنا الإسلامية والعربية مطالبة اليوم – وهي في إطار تحدي ومواجهة لمختلف التيارات التي تسعى إلى المس بشخصيتها – أن تعمل على ربط العمل التربوي بالمستوى المنشود من العناية بثقافتنا وتراثنا الحضاري وتقديمه بشكل ممنهج وملائم حتى يستفيد منه الطفل ويعمق خبرته وينمي جسمه ووعيه بالانتماء الديني والقومي والوطني.
إن ثقافة الطفل لا تكون ثقافة ايجابية و بناءة ما لم تعمل على تكوين المواطن الصالح ذي الشخصية المتكاملة، القادر على استيعاب الخبرات الإنسانية العامة وتحديد انتمائه التاريخي و المجتمعي للشعور بهويته ، ولكي يتم ذلك لابد من أن تسعى الأهداف التربوية المسطرة في المناهج الدراسية ، إلى رفع درجة الوعي لدى المتعلمين وتنمية نشاطهم الذاتي و إكسابهم اتجاهات إيجابية نحو ذواتهم ونحو ماضيهم المجتمعي وتاريخهم الحضاري .
إن على التربية أن تتوفق في جعل الطفل يعي قيمة تراثه ويقدره ، باعتبار هذا التراث يشكل حلقة من حلقات تطور الإنسانية ، وأن تكسب الطفل حساً نقدياً قادراً على تمثل ما هو إيجابي وبناء من التراث ، حتى يستنير به في حاضره ويهتدي به في المستقبل ، كما أن على التربية أن تكسب الطفل كيف يحترم تراث الآخرين و تجاربهم ومعارفهم ، فالخبرات الإنسانية تتكامل لتشكل إطاراً عاماً للإنسان.
إن تعاون الأسرة والمدرسة والتنسيق بينهما وبين وسائل الإعلام ، هو أمر في غاية الأهمية ، حتى تشكل هذه الوسائط التربوية والتعليمية إطاراً موحداً يستقي منه الطفل سلوكاً يغرس في نفسيته تقدير التراث ومحبته والحفاظ عليه .
إن القدوة والممارسات الفعلية والسليمة من خلال الخبرات اليومية داخل الأسرة أو في المدرسة أو في الحياة المجتمعية العامة ، والتي تعتمد استيحاء الثراء كفضاء حي ومتطور، لهي أفضل معلم يعلم الطفل أسلوب التشبث بتراثه وتاريخه الغني و الزاخر و يبصره بإنسانيته وكينونته الممتدة في التاريخ .
* * *
وفي الأخير، نخلص إلى بعض المقترحات العملية ، التي يمكن أن تشكل أرضية لصياغة بعض التوصيات الخاصة بهذا الموضوع . مادامت التربية هي الوسيلة الأساسية في تكوين شخصية الطفل ومادامت التنشئة الاجتماعية من أهم الأدوات في رقي الثقافة عموماً وثقافة الطفل على وجه الخصوص ، فلابد في اعتقادنا من أن نعمل بأكبر قدر من الوضوح والعقلانية على جعل الطفل يعي قيمة تراثه ويقدره باعتباره يشكل حلقة من حلقات التطور الإنساني، وأن يكتسب في الوقت ذاته، حسا نقديا قادرا على تمثل ما هو إيجابي وبناء في التراث ، وذلك :
- بمراعاة المناهج التربوية وكذا أساليب تأليف وعرض الثقافة الموجهة للأطفال , للأصول المستمدة من تاريخنا وتراثنا الحضاري.
- بتنسيق الجهود بين الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام باعتبارها وسائل تربوية تثقيفية , حتى تشكل إطاراً منسجماً يوجه الطفل نحو الاعتزاز بتراثه والعمل على إغنائه مستقبلا.
- إنتاج نماذج ووسائل تعليمية تساعد المربي في توضيح مفاهيم التراث، وتضمين الكتب المدرسية نصوصاً من التراث يتم انتقاؤها وتوظيفها بمراعاة الحقائق العلمية الحديثة.
-إدراج حصص حول التراث في برامج تكوين المدرسين والمنشطين و المؤطرين التربويين بشكل عام .
-قيام الجامعات والمعاهد العليا بالدراسات والبحوث حول التراث وحول ثقافة الطفل لتيسير الحقائق حول إمكانيات الدمج والتوظيف .
-عقد ندوات وأيام دراسية حول ثقافة الطفل بمختلف أشكالها وحول مدى ما ينبغي أن يمثله التراث فيها .
-دعوة المبدعين من الكتاب والفنانين سواء في مجال القصة أو المسرح أو الرسوم المتحركة أو الأناشيد وغيرها , لدراسة أفضل لأساليب تعليم التراث وتوظيفه التوظيف السليم في إبداعاتهم .
-إقامة معارض ومتاحف للتراث في مختلف مجالات الحياة ودراسة إمكانية توظيفها في تربية الأطفال وتثقيفهم من خلال البرامج المؤسسية المنظمة أو في إطار الأنشطة الموازية.
المراجع
- أركون محمد :أعمال ندوة \"التراث وتحديات العصر في الوطن العربي\". تنظيم مركز دراسات الوحدة العربية ، الطبعة الأولى، بيروت 1985ص14 .
- الجابري محمد عابد :\" التراث والحداثة \" ، المركز الثقافي العربي ، بيروت ، 1991.
- الجابري محمد عابد:\" العقل الأخلاقي العربي ، المركز الثقافي العربي ، بيروت ، 2001 الطبعة 2.
محمد الدريج ، 2004).
هاني العمد \" في التراث الشعبي و إشكالية تصنيفه\" ندوة التخطيط لجمع وتصنيف ودراسة الأدب الشعبي
- أحمد إحدوثن :\" الخطاب التربوي بالمغرب \"، سلسلة المعرفة للجميع ، العدد28، يناير 2003 الرباط.
- عبد الهادي بوطالب :( الايسيسكو) عن كلمته في افتتاح أشغال \"ندوة الطفل والتراث\" ، بكلية علوم التربية ، الرباط ،أيام 23 – 26 نوفمبر 1989 .
- الطيب الشكيلي: (وزير التربية الوطنية سابقا)، عن كلمته في افتتاح أشغال ندوة \"الطفل والتراث\" ، كلية علوم التربية ، أيام 23 – 26 نوفمبر 1989 .
- شقرون محمد : في أعمال ندوة \"ثقافة الطفل\"، تنظيم مجلة الدراسات النفسية والتربوية بكلية علوم التربية ، العدد الثامن سبتمبر 1988 .
- موزة عبيد غباش ( أستاذة علم الاجتماع بجامعة الإمارات ورئيسة جماعة الدراسات الشعبية ):
المعرفة للجميع الرباط : 15/7/2009
سلسلة شهرية ( مهرجان القراءة )
بلاغ صحفي
بسم الله الرحمن الرحيم
تنظم أسرة تحرير سلسلة المعرفة للجميع ، بالتعاون مع مديرية الكتاب والخزانات والمحفوظات بوزارة الثقافة ، مهرجانا وطنيا للقراءة ، خلال الفترة من 24 إلى غاية 31 ديسمبر 2009 بالرباط وبعض المدن المغربية، تحت شعار:
\" القراءة للجميع، قراءة للتنمية\"
ضمن فعاليات (برنامج القراءة للجميع ) الذي نحن بصدد انجازه ، والذي يهدف إلى تنمية الميول والاتجاهات الايجابية نحو القراءة والتوعية بأهميتها في حياة الفرد والجماعة ، وتشجيع الآباء و الأمهات و عموم المربين والمربيات على الاهتمام بغرس حب القراءة في النفوس.
وغير خاف ما لهذا الموضوع من أهمية قصوى ، ذلك أن القراءة أحد أهم مكونات النهوض والرقي الاقتصادي والاجتماعي ، والتي تعمل على نشر المعرفة وتنمية الفكر والثقافة بين كافة قطاعات المجتمع والمساهمة بالتالي في التنمية البشرية.
إننا نؤمن بأن مضاعفة إنجازات المغرب السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، تتوقف علي محو أمية الجميع، وارتفاع مستوى التعليم والتثقيف، والاهتمام بالكتاب وإدماج فعل القراءة ومحبة الكتاب وتيسير تداوله داخل المدرسة وخارجها، في التربية النظامية وغير النظامية...
وسيتضمن برنامج المهرجان ندوة وطنية حول موضوع \"القراءة للجميع قراءة للتنمية\" ، كما سيتضمن محاضرات و قراءات ودورات تدريبية ومسابقات وجوائز وتوزيع الكتب وسهرات فنية... و التي سيعلن عن برنامجها التفصيلي في حينه .
و معرض \"الكتاب المخفض \"، حيث سيعرض ويوقع المؤلفون ودور النشر والهيآت و الجمعيات والمنظمات الدولية ... منشوراتهم ( كتب ، مجلات ...) القديمة و الحديثة ، بأثمان جد مناسبة، تشجيعا لاقتنائها من مختلف الشرائح .
د. محمد الدريج
vBulletin 3.8.2