المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أساليب التواصل مع للأطفال الصم ولغة الاشارة


الصحفي الطائر
06-29-2009, 01:31 AM
أساليب التواصل مع للأطفال الصم ولغة الاشارة

د- عطية عطية محمد
أستاذ الصحة النفسية المساعد
كلية التربية جامعة الزقازيق


يوضع التركيز فى الأساليب التعليمية للأطفال الصم عادة على مظاهر النمو اللغوى عند هؤلاء الأطفال ، وعلى أساليب التواصل مع الأشخاص الآخرين ، كما هو الحال فى أى مجال آخر من مجالات التربية الخاصة ، ولقد تعددت المداخل والأساليب المستخدمة مع الأطفال الذين يعانون من قصور فى السمع.
ومن أكثر الأساليب للتواصل المستخدمة هى: التواصل اللفظى ، والتواصل اليدوى ، والتواصل الكلى:
1- أساليب التواصل اللفظى: وهى تتخذ من الكلام وقراءة الشفاه المسالك الأساسية لعملية التواصل وتلقى هذه المسالك مساندة من خلال تنمية مهارات القراءة والكتابة ، وتنمية الجزء المتبقى من السمع من خلال المعينات السمعية والتدريب السمعى.
2- أساليب التواصل اليدوى: ويشير التواصل اليدوى من وجهة النظر العلمية إلى استخدام لغة الإشارة وهى نظام من الرموز اليدوية الخاصة تمثل بعض الكلمات أو المفاهيم أو الأفكار المعينة.

وتعتبر لغة الإشارة وسيلة للتواصل تعتمد اعتماداً كبيراً على الإبصار ، وهى عكس طريقة قراءة الشفاه....فإن عدداً قليلاً من الإشارات الخاصة بكلمات مختلفة تبدو متشابهة.
إن رموز الإشارة إلى الكلمتين اللتين تبدوان متشابهتين على الشفاه تختلفان اختلافاً كبيراً تماماً كما تختلف الصور الذهنية التى تكونها عندما نرى الكلمتين فى الطباعة العادية.
وتعتبر لغة الإشارة ملائمة بصفة خاصة للأطفال صغار السن حيث يكون من السهل عليهم رؤيتها ، كما أن الطريقة لا تتطلب تنسيقاً عضلياً دقيقاً لتنفيذها.
ويستطيع الأطفال الصم صغار السن التقاط الإشارات بسهولة ، كما أنهم يستخدمونها استخداماً جيداً فى التعبير عن أنفسهم...وذلك عندما يكون فقدان السمع من النوع الحاد لدرجة أن الطفل لا يستطيع فهم الكلام الذى يدور حوله.
ومما يعطى مساندة للتواصل اليدوى ما يعرف بطريقة "الهجاء الإصبعى" حيث يكون مفيداً عندما لا توجد إشارة خاصة لكلمات معينة. ولا تختلف الفروق فى مهارات هجاء الأصابع عن الفروق التى نلاحظها فى الكتابة اليدوية بين الأفراد المختلفين ، فبعض أشكال الكتابة اليدوية تسهل قراءته فى حين أن البعض يقرأ بصعوبة.
كذلك فى حالة هجاء الأصابع فإن بعض الأطفال يتقنون هذه الطريقة والبعض الآخر يخطئ فيها كثيراً. وقد أظهرت الممارسة العملية أن الأطفال الصم الذين يتعرضون للغة الإشارة وهجاء الأصابع منذ ميلادهم يكتسبون فعالية فى هذه المهارة ، وربما أسهل مما يتعلم الطفل العادى القراءة عادة ، وقد يكون السبب فى ذلك لأن هؤلاء الأطفال يتعرضون لهذه الطريقة فى وقت مبكر للغاية ، كما أنهم يتعرضون لها بصفة دائمة.

أنواع الإشارات:
الإشارات التى يستعملها الصم تنقسم إلى قسمين:
أولاً: إشارات وصفية:
وهى الإشارات اليدوية التلقائية التى تصف كرة معينة ، مثل رفع اليد للتعبير عن الطول ، أو مثل فتح الذراعين للتعبير عن كثرة أو تضيق المسافة بين الإبهام والسبابة للدلالة عن الأصغر.
ثانياً: إشارات غير وصفية:
وهى الإشارات غير الوصفية ، ولكنها إشارات خاصة لها دلالتها الخاصة ، وتكون بمثابة لغة خاصة متداولة بينهم ، وهذه مثل الإشارة إلى أعلى دلالة على "شىء حسن" ، والإشارة بالإصبع إلى أسفل للدلالة على "شىء ردىء".
وهذا النوع من الإشارة لا يصف شيئاً وربما رجع أصلها للإشارة إلى الجنة فى السماء (شىء حسن) ، والجحيم فى أسفل الأرض (شىء ردىء).
والإشارات الوصفية كثيرة الشيوع بين الأسوياء ، أطفالاً أو كباراً ويستعملونها لتكسب الكلام قوة وتعبيراً دقيقاً ، وهى تستعمل فى نفس الوقت مع الكلام ، ولا تستعمل وحدها. بينما الإشارات غير الوصفية فيقصر استخدامها بين الصم ولا يستعملونها الأسوياء.
ولما كانت الإشارات الوصفية إشارات طبيعية ، فلا يجب أن نحرمها كل التحريم على الطفل الأصم ، لأنها وسيلة من وسائل التعبير العادية ، وفى حرمانه من استعمالها حد من وسائل التعبير عن حاجاته....والمهم هنا أن نشجعه على إخراج صوته والتعبير عن كل شىء هو فى حاجة إليه...ويجب ألا يعتمد على الإشارات فقط دون إخراج صوته للحصول على ما يرغب.

عيوب استعمال الإشارات الوصفية:
1- تكوين عادة ملاحظة اليدين وإغفال ملاحظة الوجه بالنسبة للطفل الأصم.
2- الاعتماد على الإشارة كالطريقة الأولى للفهم والتفاهم.
وطبيعى أن هاتين العادتين تعوقان تكوين العادات الأساسية اللازمة لتعلم قراءة الشفاه وكذلك الكلام. أما الخطوات التى يجب على معلمة الفصل أن تتبعها ، ففى كل المواقف الممكنة يجب أن تعتمد فى مخاطبة الطفل الأصم على أن تستعمل عينيها للتعبير والتكلم فى نفس الوقت ، وذلك لإفهام الطفل ما تعنيه ، ويجب أن تبتعد ما أمكن عن استعمال الإشارات إلا فى الضرورة القصوى التى بدونها قد يضار الطفل.

فوائد لغة الإشارة:
1- إن لغة الإشارة هى اللغة الطبيعية والتى من خلالها يستطيع الأصم أن يعبر عن نفسه ، وعما يجول بخاطره.
2- إن لغة الإشارة تساعد فى توضيح وتوصيل العديد من المفاهيم المادية والمعنوية.
3- إن لغة الإشارة هى الطريقة الأسرع فى توصيل المعلومات.
4- إن للإشارة دوراً بارزاً لتنمية القدرات الذهنية والتذكر والانتباه ، فالمعروف أن الأصم ينسى كثيراً ما يقال له ، ولكن غالباً ما نرى أن الشىء المقرون بالإشارة يبقى متذكراً.

النقد الموجه للغة الإشارة:
1- إن لغة الإشارة تعتمد على حركات اليد المرئية ، فلا يمكن ممارستها فى الظلام لعدم القدرة على الرؤية.
2- إن البعض يعتقد أن لغة الإشارة تقرب الصم بعضهم البعض وتجعلهم يشكلون مجتمع خاص بهم مبتعدين به عن السامعين لعدم وجود وسيلة الاتصال المشتركة بين الطرفين.
3- أن سهولة وسرعة تعلم واستعمال لغة الإشارة لدى الصم تقلل من عملية تعليم اللغة المنطوقة والتى هى – كما يعتقد البعض – اللغة الطبيعية والأقرب للسامعين من غيرها.
4- نتيجة لافتقار الأهل السامعين للوسيلة التى تمكنهم من دخول عالم ابنهم الأصم ، توجد فجوة كبيرة بين الأصم وجميع أفراد الأسرة ، والتى لها آثار سلبية وعميقة على نفسية الأصم كشخص غير مرغوب فيه ، مع العلم أنه يمكن تفادى ذلك بتعليم الأهل لغة الإشارة مما يسهل عملية التفاهم بينهم.
5- هناك تفاوت فى نسبة الفقدان السمعى لدى الصم ، وبالتالى فإن الأصم من خلال اعتماده على لغة الإشارة فإنه يهمل بشكل ما البقايا السمعية التى يمكن من خلالها أن تستعمل ويستفاد منها.

التهجى الإصبعى

هى إشارات حسية مرئية يدوية للحروف الهجائية بطريقة متفق عليها ، ومن السهل تعلم التهجى الإصبعى ، حيث يمكن التعبير عن الأسماء أو الأفعال التى يصعب التعبير عنها بلغة الإشارة بالتهجى الإصبعى. ومع ذلك يمكن الجمع بين لغة الإشارة أو الأصابع معاً لتكوين جملة ذات معنى.
وتضم الأبجدية كل لغة من لغات المجتمعات الإنسانية عدداً من الأحرف تتألف منها الكلمات ، وتتوقف هذه الأحرف ما يسمى أبجدية اللغة....وهى بما تتميز به اللغة عادة من حيث هى منطوقة ومرسومة ، فإذا جعلت أصابع الإنسان فى حركات وأوضاع تأخذها معبرة عن أبجدية اللغة...كان المصطلح عندئذ أبجدية الأصابع.