المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإشارات والتهجي الإصبعي للطفل المعوق سمعيا - د.عطية محمد


عاشقة البدر
06-09-2009, 12:42 PM
الإشارات والتهجي الإصبعي للطفل المعوق سمعيا



إعداد / دكتور عطية عطية محمد


أستاذ الصحة النفسية المساعد


كلية التربية جامعة الزقازيق


أنواع الإشارات:
الإشارات التى يستعملها الصم تنقسم إلى قسمين:
أولاً: إشارات وصفية:
وهى الإشارات اليدوية التلقائية التى تصف كرة معينة ، مثل رفع اليد للتعبير عن الطول ، أو مثل فتح الذراعين للتعبير عن كثرة أو تضيق المسافة بين الإبهام والسبابة للدلالة عن الأصغر.
ثانياً: إشارات غير وصفية:
وهى الإشارات غير الوصفية ، ولكنها إشارات خاصة لها دلالتها الخاصة ، وتكون بمثابة لغة خاصة متداولة بينهم ، وهذه مثل الإشارة إلى أعلى دلالة على "شىء حسن" ، والإشارة بالإصبع إلى أسفل للدلالة على "شىء ردىء".
وهذا النوع من الإشارة لا يصف شيئاً وربما رجع أصلها للإشارة إلى الجنة فى السماء (شىء حسن) ، والجحيم فى أسفل الأرض (شىء ردىء).
والإشارات الوصفية كثيرة الشيوع بين الأسوياء ، أطفالاً أو كباراً ويستعملونها لتكسب الكلام قوة وتعبيراً دقيقاً ، وهى تستعمل فى نفس الوقت مع الكلام ، ولا تستعمل وحدها. بينما الإشارات غير الوصفية فيقصر استخدامها بين الصم ولا يستعملونها الأسوياء.
ولما كانت الإشارات الوصفية إشارات طبيعية ، فلا يجب أن نحرمها كل التحريم على الطفل الأصم ، لأنها وسيلة من وسائل التعبير العادية ، وفى حرمانه من استعمالها حد من وسائل التعبير عن حاجاته....والمهم هنا أن نشجعه على إخراج صوته والتعبير عن كل شىء هو فى حاجة إليه...ويجب ألا يعتمد على الإشارات فقط دون إخراج صوته للحصول على ما يرغب.

عيوب استعمال الإشارات الوصفية:
1- تكوين عادة ملاحظة اليدين وإغفال ملاحظة الوجه بالنسبة للطفل الأصم.
2- الاعتماد على الإشارة كالطريقة الأولى للفهم والتفاهم.
وطبيعى أن هاتين العادتين تعوقان تكوين العادات الأساسية اللازمة لتعلم قراءة الشفاه وكذلك الكلام. أما الخطوات التى يجب على معلمة الفصل أن تتبعها ، ففى كل المواقف الممكنة يجب أن تعتمد فى مخاطبة الطفل الأصم على أن تستعمل عينيها للتعبير والتكلم فى نفس الوقت ، وذلك لإفهام الطفل ما تعنيه ، ويجب أن تبتعد ما أمكن عن استعمال الإشارات إلا فى الضرورة القصوى التى بدونها قد يضار الطفل.

فوائد لغة الإشارة:
1- إن لغة الإشارة هى اللغة الطبيعية والتى من خلالها يستطيع الأصم أن يعبر عن نفسه ، وعما يجول بخاطره.
2- إن لغة الإشارة تساعد فى توضيح وتوصيل العديد من المفاهيم المادية والمعنوية.
3- إن لغة الإشارة هى الطريقة الأسرع فى توصيل المعلومات.
4- إن للإشارة دوراً بارزاً لتنمية القدرات الذهنية والتذكر والانتباه ، فالمعروف أن الأصم ينسى كثيراً ما يقال له ، ولكن غالباً ما نرى أن الشىء المقرون بالإشارة يبقى متذكراً.


النقد الموجه للغة الإشارة:
1- إن لغة الإشارة تعتمد على حركات اليد المرئية ، فلا يمكن ممارستها فى الظلام لعدم القدرة على الرؤية.
2- إن البعض يعتقد أن لغة الإشارة تقرب الصم بعضهم البعض وتجعلهم يشكلون مجتمع خاص بهم مبتعدين به عن السامعين لعدم وجود وسيلة الاتصال المشتركة بين الطرفين.
3- أن سهولة وسرعة تعلم واستعمال لغة الإشارة لدى الصم تقلل من عملية تعليم اللغة المنطوقة والتى هى – كما يعتقد البعض – اللغة الطبيعية والأقرب للسامعين من غيرها.
4- نتيجة لافتقار الأهل السامعين للوسيلة التى تمكنهم من دخول عالم ابنهم الأصم ، توجد فجوة كبيرة بين الأصم وجميع أفراد الأسرة ، والتى لها آثار سلبية وعميقة على نفسية الأصم كشخص غير مرغوب فيه ، مع العلم أنه يمكن تفادى ذلك بتعليم الأهل لغة الإشارة مما يسهل عملية التفاهم بينهم.
5- هناك تفاوت فى نسبة الفقدان السمعى لدى الصم ، وبالتالى فإن الأصم من خلال اعتماده على لغة الإشارة فإنه يهمل بشكل ما البقايا السمعية التى يمكن من خلالها أن تستعمل ويستفاد منها.

التهجى الإصبعى

هى إشارات حسية مرئية يدوية للحروف الهجائية بطريقة متفق عليها ، ومن السهل تعلم التهجى الإصبعى ، حيث يمكن التعبير عن الأسماء أو الأفعال التى يصعب التعبير عنها بلغة الإشارة بالتهجى الإصبعى. ومع ذلك يمكن الجمع بين لغة الإشارة أو الأصابع معاً لتكوين جملة ذات معنى.
وتضم الأبجدية كل لغة من لغات المجتمعات الإنسانية عدداً من الأحرف تتألف منها الكلمات ، وتتوقف هذه الأحرف ما يسمى أبجدية اللغة....وهى بما تتميز به اللغة عادة من حيث هى منطوقة ومرسومة ، فإذا جعلت أصابع الإنسان فى حركات وأوضاع تأخذها معبرة عن أبجدية اللغة...كان المصطلح عندئذ أبجدية الأصابع.
مميزات التهجي الإصبعي:
1- مشابهة تمثيل الحرف الإشارى للحرف الأبجدي العربي ، أو دالاً على ما تتميز به.
2- الاقتصار على الحدود الدنيا فى الجهد العضلي المبذول لتمثيل الحرف.
3- اعتماد اليد الواحدة فى تمثيل الحروف الأبجدية.
4- استخدام أسلوب مواجهة كف اليد للناظر (للطالب).
5- توافر الوضوح فى وضع الأصابع لتمثيل هذه الحروف أو ذلك ، بغية تلافى اختلاف الأمر على الناظر.
6- التنبيه دائماً إلى أن أبجدية الأصابع الإشارية تختلف عن لغة الإشارة التى تعبر بإشارات مقننة عن الكلمات أو المعانى أو الجمل أحياناً.
7- يمكن أن تعزز عملية قراءة الشفاه ، فمثلاً بالنسبة للأحرف التى مخارجها غير واضحة ممكن عمل إشارة الحرف بالأبجدية.
8- يمكن استخدامها فى المحاضرات والندوات لإبراز الأسماء الواردة.
9- يمكن استخدامها عند ورود مصطلحات علمية وفنية جديدة ليس لها بعد إشارة وصفية.
10- يمكن التفاهم عن طريقها بين الصم من دول مختلفة.

النقد الموجه للتهجي الإصبعي:
1- يجب معرفة اللغة وشكلها مكتوبة أولاً ثم ننتقل إلى مرحلة التهجئة ، ومن هنا فلا يمكن استعمالها كقناة اتصال أولى مع الأطفال.
2- لا يمكن استعمالها عن بعد حيث لا يمكن تكبير شكل اليد.
3- إنها تبعد الطفل عن قراءة الكلام وتتبعه.
4- إنها لا تمكن الطفل من تعلم النطق والكلام.
5- لا تمكن الطفل من تعلم اللغة وتنميتها من سن مبكرة.
6- لم تحسن المستوى التعليمي للتلميذ الأصم المستخدم لها.
7- لا يتمكن الطفل الأصم من استعمالها إلا مع زملائه الصم...ولا يستطيع أن يتعامل بها مع أفراد المجتمع لعدم فهمهم واستعمالهم لها.
وبالتالي فلا تحل مشاكله الاجتماعية والنفسية