الصحفي الطائر
05-11-2009, 02:12 PM
اضطهاد المعاقين والمتخلفين عقلياً
ولاء فهد الزويد
المجتمع كوحدة اجتماعية تصنف من أهم المؤسسات الاجتماعية الهامة التي تساعد الفرد على التنشئة الاجتماعية..
ولذلك فستتعدد الظواهر الموجودة في ذلك المجتمع منها ما هو سلبي ومنها ما هو إيجابي.
أما من ناحية الظاهرة الايجابية فهي التي يستقبلها أفراد المجتمع بالقبول وبصدر رحب.
وأما من ناحية الظاهرة السلبية فهي التي يحاربها المجتمع بكل علامات النقد وعدم التقبل، وما تلبث أن تكون إحدى الظواهر التي اعتاد أفراد المجتمع على وجودها بغض النظر عن الهجوم الذي شنه أفراد المجتمع على تلك الظاهرة حال ظهورها في ذلك الوقت.
فقد أصبحت إحدى الظواهر الاجتماعية التي باتت وكأنها من مستلزمات المجتمع (إن صح القول) فلا نجد قيام ومعارضة المجتمع على تلك الظاهرة يدوم لوقت طويل إنما نجد في بداية ظهور تلك الظاهرة وما نلبث إلا أن نرى هدوء ذلك الهجوم وتصبح كأي ظاهرة من ظواهر المجتمع يشار لها بأنها سلبية ويقال محاولة معالجتها ولكن يا ترى (من يدق أجراس المعالجة)؟
ومن إحدى الظواهر الاجتماعية التي أود طرحها على مائدة النقاش «ظاهرة اضطهاد المعاقين بفئة الحركي والعقلي»، هذه الظاهرة ما زالت قائمة رغم قدم وجودها، فلقد كان شعب اليونان من الشعوب القديمة التي كانت تضطهد المعاق لأنهم يعتمدون على القوة الجسدية بشكل قوي جداً ولذلك كانت لا تريد الأشخاص المعاقين فتقوم بإلقائهم في العراء لتأكلهم الوحوش.
أما روما فتجد المتخلفين عقلياً مادة للترفيه والتسلية لأنها بشكل قوي تعتمد على القوة العقلية ولكن المعاقين ممن هم ناقصي النمو فنجدهم يلقونهم في الأنهار.
أما في العصور الوسطى والتي شهدت سيطرة الفكر الكنسي فقد واجه المعاقون أشكالاً متعددة من التنكيل والتعذيب والعزل لأنهم كما تزعم الكنيسة يتصلون بالشياطين وتحل فيهم الأرواح الشديدة الشريرة فأصدرت فتوى «تكفر» كل من يحاول مساعدتهم بحجة أن ذلك يتعارض مع إرادة الإله الذي أراد لهم هذه الصورة. والمعروف أن كل الأديان السماوية قد حثت على احترام كرامة المعاقين ورعايتهم والعطف عليهم وتوفير أسباب الحياة الكريمة لهم دون أذى..
إلا أن الإسلام في نفس الوقت أخذ أوضاعهم الجسمية والعقلية في عين الاعتبار حيث خفف عنهم وعذرهم على عدم القيام ببعض الأمور الشرعية التي لا تلائم طبيعة إعاقتهم.
وفي العصر الحديث شهد المعوقون اهتماماً دولياً ومجتمعياً متزايداً فلم تعد رعاية المعاقين تفضلاً وإحساناً وإنما أصبحت حقاً مشروعاً لهم.. ولكن، لا نجد على ما ذكر قبل مجتمعاً متفهماً، أي بمعنى واع أو مدرك لماهية الإعاقة وإن كانت تلك الشعوب الآنف ذكرها لا تعطي المعاق حقه لم يكن هناك رادع لهم من دين أو سياسة رادعة ولكن تلك شعوب قديمة لم يكن لديها ما لديها الآن من تطور ورقي وقبل ذلك الوعي، أما نحن فلدينا العلم، الخبرة، الإرشاد والكثير الكثير. نحن كمجتمع لا نحكم عقولنا في مثل هذه المواضيع أو الأمور التي يجدر بنا أن نتفهم ماهيتها ننبذ كل معاق أو متخلف عقلي، فلماذا نحسس المعاق أنك من الأشخاص الذين يشكلون الثقل والعبء على المجتمع؟ ولماذا توبيخنا للمعاق أشبه ما يكون بالصامت القاتل أي بنظرات أو لغة العيون لماذا؟
أرى من بعض أفراد المجتمع قتل ابتسامة المعاق أو المتخلف عقلياً بشراسة نظرة توقع في قلوبهم ألف سؤال وسؤال والسؤال هو هل نستطيع أن نزرع في قلوبهم الحياة من نظرة تفاءؤل صادقة ملؤها التفاؤل والسرور؟
في ختام حديثي أنوه أن الإعاقة ليست هي ما نرى إنما الإعاقة هي إحباط النفس عن عمل أي شيء وعدم المقدرة على تحفيز النفس لعمل ما هو في صالح النفس أولاً والمجتمع ثانياً.
http://www.alriyadh.com/2009/05/11/article428525.html
ولاء فهد الزويد
المجتمع كوحدة اجتماعية تصنف من أهم المؤسسات الاجتماعية الهامة التي تساعد الفرد على التنشئة الاجتماعية..
ولذلك فستتعدد الظواهر الموجودة في ذلك المجتمع منها ما هو سلبي ومنها ما هو إيجابي.
أما من ناحية الظاهرة الايجابية فهي التي يستقبلها أفراد المجتمع بالقبول وبصدر رحب.
وأما من ناحية الظاهرة السلبية فهي التي يحاربها المجتمع بكل علامات النقد وعدم التقبل، وما تلبث أن تكون إحدى الظواهر التي اعتاد أفراد المجتمع على وجودها بغض النظر عن الهجوم الذي شنه أفراد المجتمع على تلك الظاهرة حال ظهورها في ذلك الوقت.
فقد أصبحت إحدى الظواهر الاجتماعية التي باتت وكأنها من مستلزمات المجتمع (إن صح القول) فلا نجد قيام ومعارضة المجتمع على تلك الظاهرة يدوم لوقت طويل إنما نجد في بداية ظهور تلك الظاهرة وما نلبث إلا أن نرى هدوء ذلك الهجوم وتصبح كأي ظاهرة من ظواهر المجتمع يشار لها بأنها سلبية ويقال محاولة معالجتها ولكن يا ترى (من يدق أجراس المعالجة)؟
ومن إحدى الظواهر الاجتماعية التي أود طرحها على مائدة النقاش «ظاهرة اضطهاد المعاقين بفئة الحركي والعقلي»، هذه الظاهرة ما زالت قائمة رغم قدم وجودها، فلقد كان شعب اليونان من الشعوب القديمة التي كانت تضطهد المعاق لأنهم يعتمدون على القوة الجسدية بشكل قوي جداً ولذلك كانت لا تريد الأشخاص المعاقين فتقوم بإلقائهم في العراء لتأكلهم الوحوش.
أما روما فتجد المتخلفين عقلياً مادة للترفيه والتسلية لأنها بشكل قوي تعتمد على القوة العقلية ولكن المعاقين ممن هم ناقصي النمو فنجدهم يلقونهم في الأنهار.
أما في العصور الوسطى والتي شهدت سيطرة الفكر الكنسي فقد واجه المعاقون أشكالاً متعددة من التنكيل والتعذيب والعزل لأنهم كما تزعم الكنيسة يتصلون بالشياطين وتحل فيهم الأرواح الشديدة الشريرة فأصدرت فتوى «تكفر» كل من يحاول مساعدتهم بحجة أن ذلك يتعارض مع إرادة الإله الذي أراد لهم هذه الصورة. والمعروف أن كل الأديان السماوية قد حثت على احترام كرامة المعاقين ورعايتهم والعطف عليهم وتوفير أسباب الحياة الكريمة لهم دون أذى..
إلا أن الإسلام في نفس الوقت أخذ أوضاعهم الجسمية والعقلية في عين الاعتبار حيث خفف عنهم وعذرهم على عدم القيام ببعض الأمور الشرعية التي لا تلائم طبيعة إعاقتهم.
وفي العصر الحديث شهد المعوقون اهتماماً دولياً ومجتمعياً متزايداً فلم تعد رعاية المعاقين تفضلاً وإحساناً وإنما أصبحت حقاً مشروعاً لهم.. ولكن، لا نجد على ما ذكر قبل مجتمعاً متفهماً، أي بمعنى واع أو مدرك لماهية الإعاقة وإن كانت تلك الشعوب الآنف ذكرها لا تعطي المعاق حقه لم يكن هناك رادع لهم من دين أو سياسة رادعة ولكن تلك شعوب قديمة لم يكن لديها ما لديها الآن من تطور ورقي وقبل ذلك الوعي، أما نحن فلدينا العلم، الخبرة، الإرشاد والكثير الكثير. نحن كمجتمع لا نحكم عقولنا في مثل هذه المواضيع أو الأمور التي يجدر بنا أن نتفهم ماهيتها ننبذ كل معاق أو متخلف عقلي، فلماذا نحسس المعاق أنك من الأشخاص الذين يشكلون الثقل والعبء على المجتمع؟ ولماذا توبيخنا للمعاق أشبه ما يكون بالصامت القاتل أي بنظرات أو لغة العيون لماذا؟
أرى من بعض أفراد المجتمع قتل ابتسامة المعاق أو المتخلف عقلياً بشراسة نظرة توقع في قلوبهم ألف سؤال وسؤال والسؤال هو هل نستطيع أن نزرع في قلوبهم الحياة من نظرة تفاءؤل صادقة ملؤها التفاؤل والسرور؟
في ختام حديثي أنوه أن الإعاقة ليست هي ما نرى إنما الإعاقة هي إحباط النفس عن عمل أي شيء وعدم المقدرة على تحفيز النفس لعمل ما هو في صالح النفس أولاً والمجتمع ثانياً.
http://www.alriyadh.com/2009/05/11/article428525.html